تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدراما السورية



ابو زهير
02-04-2010, 03:26 PM
في الأونة الأخيرة شهدت الدراما السورية تطوراً من الناحية التقنية.
شمل وسائل الأنتاج وأدوات الأخراج وأشكال الممثلين الهوليودية.
أستورد القائمون عليها أحدث التقنيات الأوربية والأمريكية.
واضعون نصب أعينهم أنتشار وأستفحال الدراما التجارية.
التي لا هدف لها سوى نفخ الجيوب المثقوبة.
وإثارة المشاهدين بدغدغة غرائزهم المكبوتة.
عندما أستوردوا كل مستلزمات الدراما,من أسلاك الكاميرات إلى هواء الأستديوهات.
أستعاروا معها أيضاً الأفكار والنصوص والسيناريوهات.
عملاً بالمثل القائل(عصفور وخيطه).
ثم عصروها وهصروها وأنزلوها غصباً في العباءة العربية.
لتأتي نسخاً مشوهة تثير الأشمئزاز كراقصة أربعينية.
فهذا ممثل خمسيني يتقمص دور الروميو المحبوب.
تترامى تحت قدميه النساء وتستعصي عليه شقراء لعوب.
وممثل أخر ينجو في نهاية المسلسل من عقاب جريمته.
بعد أن أغوى النساء ودس الحشيش للرجال وقتل عشيق زوجته.
وسفاح ثالث يفلت من يد العدلة لأنه بطل في لعبة التايكوندو.
مذكراً إيانا بأفلام الثمانينات ل جان بول بلمندو.
ويبدوا أن عدوى الروميو أستفحلت في أوساط الممثلين.
فراحوا يثبتوا _لأنفسهم أولاً_بأنهم مازالوا شباناً وسيمين.
يبحثون بين أفلام_البورنو_الفرنسية التي طواها الزمان.
عن نصوص ترضي نزواتهم وتجدد شبابهم وتخرجهم من دائرة النسيان.
بعد كل ما يقدم من هلوسات وتفاهات.
يصرح القائمون على الدراما في اللقائات والندوات.
إن الدراما هي المرأة التي تعكس واقع المجتمع.
ولا أحد يدري عن أي مجتمع يتحدثون.
ولا إلى أية مرأة ينظرون.
قد يكونوا صادقين,فهم في أوساطهم المخملية منعزلين.
يعانون من طق البراغي ودق الأسافين,فبلوغ القمة لا يكون إلا على أكتاف الأخرين.
لكن هذا لا يبرر لهم إسقاط بيئتهم الخاصة,على المجتمع عامة.
إن الدراما السورية لا علاقة لها من بعيد أو من قريب بواقعها.
فقد طلقها الواقع منذ أن بدأت تحسب ألف حساب لأرباحها.
أختلقت الدراما السورية مجتمعاً خيالياً خاصاً بها.
ليرضي شططها ويفسح لخيالها ويتسع لأبداعها.
فمواهب الممثلين وعبقرية المخرجين وبراعة المنتجين.
أكبر من أن يتحملها مجتمع صغير كالمجتمع السوري.
فليس فيه جرائم كاملة ولا عصابات عاملة ولا فضائح شاملة ولا حتى روميو أسطوري.
فأضطروا لهذا الأجراء حباً بالإطراء وطريقاً للأثراء.
فما دام القائمون على الدراما السورية يتخيلون أن مجتمعهم كذلك.
فهو إن شاء الله_بفضل جهودهم_سيكون ذلك.
وسيحقق فن الدراما هدفه النبيل.
في نفخ جيوب العاملين عليها وأبناء السبيل.

حسن العطية
08-04-2010, 07:40 PM
أنا لست متابعا للدراما السورية ولا للغيرها مع حبي الشديد للمسلسلات الاجتماعية .. لهذا حكمي لن يكون دقيقا عليها .. لكن يمكنني أن أحكم على الدراما العربية بشكل عام بطريقة أخرى وهي : أن الآداب بشكل عام ومنها الدراما تابعة لحالة المجتمع نفسه قوة وضعفا .. ومن المقطوع به أن حالة مجتمعاتنا العربية ليست بخير .. فلا غرابة أن تاتي الدراما كذلك .. فبالتالي لا يوجه اللوم كاملا على القائمين على الدراما .. بل يتحمل المجتمع نصيبه من هذا الضعف .. وإن كان نصيب الأسد على تلك الطبقة ..

- شاكر لك اخي الكريم هذه القراءة الممتعة ..
- دمت بخير ..

مازن لبابيدي
11-04-2010, 11:54 AM
الأخ الكاتب أبا زهير
تحية وبعد
مرحباً بك في الواحة الثقافية ، وشكراً لطرحك هذا الموضوع الهام الذي أصبح يشكل هاجساً حقيقياً في عالم الإعلام .
أحترم وجهة نظرك ، وإن كنت أرى في بعض الأعمال فائدة اجتماعية وتاريخية لا يمكن تجاهلهما .

تقبل مروري وتحيتي

ابو زهير
14-04-2010, 02:24 PM
الأستاذ حسن العطية الفاضل.
رغم عدم متابعتك للدراما العربية.
وتفاديك الضربات التي تكيلها لنا القنوات الفضائية.
إلا أن حكمك كان صحيح,ورأيك صريح.
وأشرت إلى جوهر المشكلة بكل خبرة ودراية.
وهذا ديدن الشعراء,أهل الفضل والعطاء.
قواد شعوبهم إلى الخير والحق الكرامة.


تحية حلبية كبيرة وباقة ورد جورية
للرجل الشاعر الذكي حسن العطية

د. سمير العمري
19-04-2010, 01:00 PM
الحقيقة أن الدراما هي أحد أكبر أسباب فساد مجتمعاتنا العربية منذ القديم ، ولا تنفك تهوي شيئا فشيئا في قضايا تافهة تجتهد في أن تجعلها مهمة ، وفي طرح أفكار ورؤى وتوجهات خلقية منافية للشرع وللعرف والعادة.

والحقيقة أيضا أن هذا الأمر يجب أن يتم الوقوف عنده بالكثير من التناول الموضوعي والجاد والحاسم لتشجيع ما هو مفيد ومثمر وللتصدي لكل ما هو مفسد ومبعد.

ورغم كل ما ذكرت مما يصح على أغلب ما باتت تقدمه الدراما السورية إلا أنني أشيد بقوة بعدد من المسلسلات التي نراها بلغت حد التفوق في جميع عناصرها خصوصا في العنصر التربوي والمنهجي ثم في العنصر الأدائي المقنع ومنها على سبيل المثال لا الحصر "التغريبة الفلسطينية" و"ليالي الصالحية" والأجزاء الأولى من "باب الحارة".

أشكر لك هذا التناول وأعد بأن أجد وقتا لتناول الكثير من جوانب المشهد الإعلامي عموما والمشهد الدرامي خصوصا.



تحياتي