المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذات صباح



أحمد عيسى
02-04-2010, 11:18 PM
باغتته في غفلة من الزمن ، همسة روح من عينيها ، غمزة داعبت جفونها ، فاهتز لها قلبه ..
غمز لها بدوره ، ترك مكان عمله ، غادر مكتبه الرث ، ومضت هي وراءه ، فعلت مثله ، ولم تنسى أن تضرب كرسيها بقدمها ، تلفظ معها العمل ، والناس ، والإحساس بالزمن ..
- أتحبني يا أحمد
أمام دكان أبي ماجد الذي لم يفتح من سنوات ، بسبب المشاكل المتواصلة بالحارة ، كانا يجلسان ..
على مصطبة صغيرة ، جلست ، واقترب منها أحمد حتى لامس حدود جسدها ، فارتجفت ثنايا جسده وكأن تياراً من ألف فولت سرى في عروقه ..
- مثل النجوم التي في السماء .
- ولسوف تحارب من أجلي ..
- حتى تتوقف الدنيا عن الحياة ..
أمسكت بيديه ، أحست بحرارتهما ، مال رأسها جانباً ، تعانقت عيناهما :
- وان رأوك معي ..
- سأحارب كل الكون لأجلك ..
- ولو قتلوك ..
- سأموت إذن .. فكيف سأحيى دونك ؟
ها هي هناك .. لقد رأيتها يا عماه ..
صرخ شاب بهذا ، هرول إلى والدها ..
استل الأشيب ذو الشارب سيفاً من حائط منزله ، ناوله للشاب/أيمن ، ومن على كتفيه استل بندقيته العتيقة ..
كل من بالشارع ، تحلقوا ليشاهدوا الحدث ، قفزت منال من مكانها قفزت، لا زالت ممسكةً بيد أحمد ..
يهربان ، من شارع إلى شارع ، عبر المساحات الضيقة في الحارات ، والأزقة .. يحارب أحمد كي يظل محتفظاً بصمته ، يستطيع الصراخ ، بأعلى ما يملك من صوت ، فتستجيب الحارة المجاورة / حارته / لنداء استغاثته ، فتكون الضحية منال أو والدها ، تلك خسارة في الحالتين ..
ماذا فعلتِ يا منال .. ؟ أي ذنب ..!
- لأني أحبك .. ولن أتزوج غيرك ..
ذلك ذنب لا أعرف غيره .. ماذا أفعل لو كنا أعداء ..
ما ذنبي كي أتزوج دون مشاعر أو إحساس ..
من خلفهما ، دوت رصاصة ، ثم أخرى ، جعل أحمد منال أمامه تماماً ، حتى لا تصاب ، صرخت ، لا قدرة بعد على الحراك ..
حملها ، وكأنها عروسه ، شعر بجسدها بين ذراعيه ، تمنى لو كانت ملكه ، لو كان يهرب بها إلى بيته ، وفراشه ، لتكون له زوجة ، يحارب من أجلها ما بقيت الحياة ، ما امتلك من دماء ، حتى يموت أو تموت .
شارع جانبي آخر ، رصاصة تمزق ذراعها ، يقفز قفزاً ، يفتح بقدميه باب بيت كان موارباً ، يدخل ، يغلق الباب خلفه ..
أبو ماجد .. الرجل العجوز الطيب ..
دخلا ، خلفه مسرعين ، إلى غرفة جانبيه ، مزق أحمد قميصه ، ليصنع منه كمادات يوقف بها الدماء المتفجرة من ذراع منال ..
مسح الدماء عن صدرها ، أبعد خصلات شعر ثائرة قفزت أمام عينيها ..
سقط على ظهره بجوارها وقد أنهكه التعب ..
أغمض عينيه ..
يا رب ..
صوتٌ يدوي في عالمه كله ..
يا رب ..
ترمش عيناه قليلاً ..
يرى أبو ماجد ، الطيب ، يتسلل على أطراف أصابعه ، يضع بندقية ما –برائحة دماء - بين ذراعيه ..
يحاول أن يبتسم ، فلا يستطيع ..
لكني لن أدخل المعركة يا طيب ، تلك ليست معركةً رابحةً أبدا ..
صمتٌ مرة أخرى ..
يحيط بالمكان ...
يا خالق الأكوان ...
يرى السماء ، ببزتها الجميلة ، تكفهر فجأة ، وتمتلئ بالدخان ..
داخل السحب ، تبزغ عينا منال ، تشرقان ..
تملآن عالمه ..
تقفز الدقائق ، كحبات عقد منثور ..
إلى صباح ما ...
حين نهض ..
لم تكن منال بجواره ..
فقد تزوجت أيمن ..
ولم يجد البندقية التي نامت في حضنه ..
فقد صودرت يوم قُتِلَ أبو ماجد ..
ولم يجد فراشه / عالمه / فقد كان محاطاً بالأسوار من كل مكان .



******

حسام محمد حسين
03-04-2010, 12:00 AM
عذراً سيدي المشرف فقد قرات القصة أكثر من مرة محاولةً
لإدراك لماذا دخل أحمد السجن .
فأنا لا أستوعب أنه قد قتل أبو ماجد لأنه الرجل الطيب الذي ساعده هو ومنال
وإن لم يكن هو الذي قتله فلماذا دخل السجن

عذراً على عدم إدراكي هذه النقطة لذا أرجو منك أن توضح لي هذه النقطة
دمت رائعاً

أحمد عيسى
03-04-2010, 12:33 PM
الأخ الكريم / حسام حسين

الفعل مبني للمجهول .. قُتِلَ أبو ماجد
ولم أقل أن أحمد هو الذي قتله ..
وهذا يعني أن الجريمة مدبرة من أطراف أخرى وألصقت زوراً بالبطل ..

اقرأها من زوايا أخرى ..
ربمكا تجد تشابهاً بين منال وبين أشياء أخرى ..
وبين أحمد وأطراف أخرى ..

شكراً لوجودك

مازن لبابيدي
03-04-2010, 07:25 PM
أخي الأديب الحبيب أحمد عيسى
قصة ناجحة مؤثرة بحق لها رمزيتها وإسقاطها الواضحان .
السرد كان سلساً ماتعاً يشد القارئ بقوة ، تخلله حوار دافئ مؤثر ولحظات الأزمة السريعة والمصاب الأليم وحديث النفس والابتهال ، مفضياً إلى النهاية الصادمة الحزينة التي رسمت بجدارها الفصل الأخير .
ربما أوحت البداية بشيء من الخروج عن العرف ، فكان من الأفضل صياغتها بحيث تظهر أكثر نبل القصد وطهر العلاقة .
لك التحية أخي مع التقدير وخالص الود .

ربيحة الرفاعي
03-04-2010, 09:36 PM
المبدع أحمد عيسى
نجحت بتجنيد عناصر أساسية، في إسقاطات رمزية مؤثرة
وبحبكة سردية شائقة وشائكة معا حملتنا الى مفارقة جسدت حدة المفاجئة وذهول التساؤل الجديد...
لكن ... لماذا لا يقاتل أحمد، وقد وصل الأمر لما وصل اليه؟
من ناحية أخرى ...
أؤيد الدكتور مازن لبابيدي فيما يتعلق بإيحات البداية ولعلي أضيف أن بعضها - كجلستهما على عتبة الدكان مثلا- أوحت للقاريء بشيء من التحدي المستفز والذي يشكل من زاوية ما تبريرا لردة فعل لا مدى لعنفها، ويخفف بالتالي من بشاعة فعل المعتدي
رمزية موفقة وإسقاط ناجح على مؤامرات بحجم وطن
دمت متألقا

محمد ذيب سليمان
04-04-2010, 07:09 PM
الأستاذ أحمد عيسى
نقلتنا بقصتك من أمام الشاشة الى أحداث ترتسم أمامنا
وكأن المشهد أصبح صورة نتابعها بدلا من كلمات نقرأها
ولكن هناك تساؤل إذا كنا في قرية مليئة بالتناقض في علاقات أهلها
فما هي المؤسسة التي ضمت بطلي القصة في قرية صغيرة
وكيف لها أن يجلسا معا تحديا لأهل القرية وهم يعلمون النتيجة مقدما إلا إذا كانت مؤامرة مدبرة ضد البطل
ثم اليست هناك قيم تحكم السلوك بين الذكر والأنثى وفي ساحة عامة
تساؤلات أطرحها وقد تكون نتيجة قصور في فهمي للقصة
أخيرا أرجو المعذرة لفهمي هذا
شكرا لك

أحمد عيسى
05-04-2010, 10:26 PM
أخي الأديب الحبيب أحمد عيسى
قصة ناجحة مؤثرة بحق لها رمزيتها وإسقاطها الواضحان .
السرد كان سلساً ماتعاً يشد القارئ بقوة ، تخلله حوار دافئ مؤثر ولحظات الأزمة السريعة والمصاب الأليم وحديث النفس والابتهال ، مفضياً إلى النهاية الصادمة الحزينة التي رسمت بجدارها الفصل الأخير .
ربما أوحت البداية بشيء من الخروج عن العرف ، فكان من الأفضل صياغتها بحيث تظهر أكثر نبل القصد وطهر العلاقة .
لك التحية أخي مع التقدير وخالص الود .

الأستاذ والزميل العزيز : مازن لبابيدي

أشكرك لمرورك الرقيق ، ورأيك العطر الذي أسعدني ..
أما بالنسبة للبداية ، وخروجها عن العرف قليلاً .. فهذه نقطة ربما أختلف فيها مع كثيرين ..
صحيح أن المعنى الذي قصدته رمزي ، ولكن الاختلاف في أن رؤيتي أن القاص يجب أن يكون حراً في الحركة ، متحرراً في طرحه ، بحيث يتناول المجتمع من كافة زواياه ، بحلوه ومره ، بالصحيح منه والخطأ ، لا أن يتقيد في طرحه بالنماذج المشرفة وحسب ..
أنا أطرح النموذج حتى لو كان خاطئاً ، لكني - كقاص - لا أروج له ، أو أحض عليه ..

في قصة ما ، نشرت في الواحة سابقاً بعنوان " الحب الخالد "
كان البطل استشهادياً يودع خطيبته ، فتظن أنه ذاهب للقاء آخر ، لتفاجئ في النهاية نه ذاهب للقاء ربه ، للشهادة ....

هنا ، خضت نقاشاً طويلاً بين مجموعة منتقدين ، من خارج الواحة ، حول جلوس البطل مع خطيبته ، وكيف يجلس معها بدون محرم ، وكيف يجلس معها ولم يكتب كتابه بعد ( لا أعلم كيف عرفوا هذه المعلومة وأنا لم تخطر ببالي هل كتب كتابه أم لا ... )

وهنا نعود لنقطة الحوار .. نعم أنا طرحت طرحاً ، لكني لم أدع أنه الطرح المثالي ..
بمعنى أنني لم أقل أن بطل قصتي ملاكاً ، وبالتالي سيكون ملتزماً متديناً يفهم في دينه جيداً ولا يتصرف أي تصرف خاطئ ..
اطلاقاً ، والا لم القصة اذن ..
البطل هو بشر ، يخطئ ويصيب ، كالكاتب والقارئ تماماً ، والدراما تنشأ في القصة أصلاً لأنه بشر ..


أنتظر عودتك ان أمكن ..

تحيتي وودي

خالد الجزار
05-04-2010, 11:07 PM
عزيزي أحمد سأختصر ....قبل أن تعاود الكهرباء بالإنطفاء...(الكهرباء تنطفي عندنا في الساعة أكثر من 5 مرات) طبعا أحمد عارف ولكن هذا لمن لا يعرف...
وعدتك بالمرور على ملتقلى القصة والرواية وها أنا أفي بالوعد....
عزيزي أحمد لماذا آثرت أن يظهر بطلك في القصة غير ملتزم دينيا ولو إلى حد ما... وهو الذي يحمل رسالة بحجم الوطن............

دمت متألقا

أحمد عيسى
08-04-2010, 05:31 PM
المبدع أحمد عيسى
نجحت بتجنيد عناصر أساسية، في إسقاطات رمزية مؤثرة
وبحبكة سردية شائقة وشائكة معا حملتنا الى مفارقة جسدت حدة المفاجئة وذهول التساؤل الجديد...
لكن ... لماذا لا يقاتل أحمد، وقد وصل الأمر لما وصل اليه؟
من ناحية أخرى ...
أؤيد الدكتور مازن لبابيدي فيما يتعلق بإيحات البداية ولعلي أضيف أن بعضها - كجلستهما على عتبة الدكان مثلا- أوحت للقاريء بشيء من التحدي المستفز والذي يشكل من زاوية ما تبريرا لردة فعل لا مدى لعنفها، ويخفف بالتالي من بشاعة فعل المعتدي
رمزية موفقة وإسقاط ناجح على مؤامرات بحجم وطن
دمت متألقا

الأخت الفاضلة : ربيحة

لا يقاتل أحمد لأنه وقع بين المطرقة والسندان ، فكان كل خيار أشد من الخيار الذي يليه ..
فان قاتل خسر أهله وزاد اشتعال الحرب بين الأخوة ، وان صمت زاد الظلم حوله ..
وكان اختياره أن يظل نظيفاً ، وألا يلوث يديه ، لأنه ان فعل لن يرحمه أحد ..
وهل التمس احدنا العذر لمن كان مثله ؟

أما الاستفزاز فكان مقصوداً ، لأن هذا كان الخيار الأخير ..
لحظة حقيقة واحدة قبل أن ينتهي كل شيء ..
ربما تحسستم لأنكم نظرتم للأمر من زاوية ما .. لا أدري ربما كان معكم حق ، أما أنا فقد نظرت من زاوية أخرى فلم أشعر بما شعرتم به ..

أحترم رأيك وأشكرك عليه كثيراً

تحيتي وودي

نادية بوغرارة
08-04-2010, 08:50 PM
يمكن أن تكون هذه القصة كالقصص و الأساطير التي نسمعها في الحكايات و الأغاني الشعبية عن النهايات الحزينة للحب الذي ينمو في أجواء الصراع .
كما يمكن أن تحتمل القصة تأويلات عديدة و إسقاطات سياسية و عقدية ،
ترمز إليها الحاراتين المتجاورتين المتحاربتين ، و الدكان المغلق ،
لأبي ماجد الذي لم يفلح في ممارسة التجارة خارج حارته .
و لا ننسى بطلا القصة منال في جرأتها ، و أحمد في محاولته المستميتة للمقاومة السلمية لما يريانه جبروتا ، و ذلك – ربما- من أجل نسج ستار يطوي صفحات العداء ، و يفسح المجال للمحبة و التعايش.

لم أجد في القصة إشارات أستخلص منها من هو الطرف الظالم و من هو المظلوم ، فرغم الأسى الذي يتفجر من النهاية المحزنة و الذي ربما يدعو للتعاطف مع أحمد و منال ، إلا أن سوء تصرفهما و الإنهزامية التي عبر عنها سلوك أحمد ، و التي لا تضاهي وعوده التي قدمها لمحبوبته، جعلت التساؤل يبقى :
هل كان مصير أحمد و منال و أبو ماجد عادلا؟

قصة تتلاحق معها الأنفاس ، و يستعجل القارئ فيها معرفة النهاية .
شكرا لك أخي أحمد .

أحمد عيسى
21-04-2010, 03:18 PM
الأستاذ أحمد عيسى
نقلتنا بقصتك من أمام الشاشة الى أحداث ترتسم أمامنا
وكأن المشهد أصبح صورة نتابعها بدلا من كلمات نقرأها
ولكن هناك تساؤل إذا كنا في قرية مليئة بالتناقض في علاقات أهلها
فما هي المؤسسة التي ضمت بطلي القصة في قرية صغيرة
وكيف لها أن يجلسا معا تحديا لأهل القرية وهم يعلمون النتيجة مقدما إلا إذا كانت مؤامرة مدبرة ضد البطل
ثم اليست هناك قيم تحكم السلوك بين الذكر والأنثى وفي ساحة عامة
تساؤلات أطرحها وقد تكون نتيجة قصور في فهمي للقصة
أخيرا أرجو المعذرة لفهمي هذا
شكرا لك

شكراً لك أخي محمد
أنرت قصتي بوجودك ولطفك
نعم هناك قيم تحكم سوك البطلين ، لكنهما فعلا فعلاً متحدياً المجتمع ، ليس بسبب تحديهم القيم وانما بسبب تحديهم للظلم الذي وقعا فيه بسبب خلاف لا ناقة لهم فيه ولا جمل ..
هكذا أردتها ، وربما أسأت تصوير ما أردته ..
أحييك أستاذي

أحمد عيسى
23-04-2010, 08:34 PM
عزيزي أحمد سأختصر ....قبل أن تعاود الكهرباء بالإنطفاء...(الكهرباء تنطفي عندنا في الساعة أكثر من 5 مرات) طبعا أحمد عارف ولكن هذا لمن لا يعرف...
وعدتك بالمرور على ملتقلى القصة والرواية وها أنا أفي بالوعد....
عزيزي أحمد لماذا آثرت أن يظهر بطلك في القصة غير ملتزم دينيا ولو إلى حد ما... وهو الذي يحمل رسالة بحجم الوطن............

دمت متألقا

الحبيب خالد الجزار :

رددت عليك مطولاً هناك .. عندما قابلتك ..

شكراً لمرورك ووجودك الرقيق ..

تحيتي صديقي

خلود محمد جمعة
06-04-2014, 11:39 AM
اتفق مع الكاتب في رسم شخصيات القصة فهم بشر بسلبيتهم وإيجابيهم
سرد ماتع بحبكة ولغة متمكنة
اسجل اعجابي
دمت بخير
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
03-06-2014, 12:39 AM
قصص تصور تحكم العادات والتقاليد والجهل بنا
حريات مقتولة ومشاعر مقتولة
وقصة مؤثرة

شكرا لك أخي

بوركت

آمال المصري
14-04-2015, 12:07 AM
وكأنني أقرأ قصة وطن وشعب أعزل يحب وطنه ولا يستطيع مقاتلة عدوه ليقينه أن النتيجة محسومة ليست لصالحه فيستسلم تجنبا لمزيد من الدماء
نص عميق برمزيته راق لي رغم أنني قرأت لك الأروع
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

كاملة بدارنه
18-04-2015, 09:06 PM
من واقع الحياة صورت لنا مأساة ضياع الآمال وعدم تحقّق الأحلام!
بورك الحرف
تقديري وتحيّتي

رويدة القحطاني
30-06-2015, 09:53 PM
أراها قصة ناجحة من حيث السرد والحوار والرمز والفكرة والأسلوب
أنت قاص ماهر