تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا قدس انعدمت رؤاى



عبدالعزيز جويدة
04-04-2010, 03:50 PM
http://www.youtube.com/watch?v=H_eiCeKAIBA


شعر عبدالعزيز جويدة


(1)
يا قدسُ قد غامتْ رُؤاي
يا قدسُ أنتِ سَجينةٌ
والقيدُ أوَّلُهُ يداي
يا قدسُ أحلُمُ كُلَّ يومٍ
أنْ يضُمَّكِ ساعِداي
يا قدسُ مَثْقوبٌ أنا
كَثُقُوبِ ناي
فَلْتعزِفي حُزني لأبكي
رُبَّما هدَأتْ خُطاي
يا قدسُ جِسمي طَلقَةٌ
فَلْتُطلقيها واعلمي
أنَّ البِدايَةَ منكِ كانتْ مُنتهاي
(2)
يا قدسُ قالوا مِن سِنينْ :
أشجارُ أرضِكِ سوفَ تُزهِرُ ياسَمينْ
عارٌ علينا
كَفِّني عارَ العُروبَةِ وادفِني في الطينْ
كُلُّ المزارعِ فيكِ تَطرحُ لاجئينْ
فبأيِّ وجهٍ إنْ سُئلنا مِن صِغارٍ
يَسألونَ عن الوطنْ :
في أيِّ خَارِطَةٍ فَلسطينُ التي
ما عادَ يَذكُرُها الزمنْ ؟
ماذا نقولْ ..
والطِفلُ يُولَدُ في فَلسطينِ المَراثي ،
في فلسطينِ المحنْ ..
بِيَدٍ تَشُدُّ على الزِّنادِ
وفي اليدِ الأُخرى كَفَنْ ؟
(3)
يا قدسُ يا حُزناً يُسافرُ في جَوانِحِنا
ويَكْبُرُ كالنَّخيلْ
مِن أرضِ "يافا" "للجَليلْ"
في كلِّ شبرٍ كَمْ قتيلْ
يا قدسُ يا جُرحاً بلونِ الدَّمِّ ،
أو لونِ الأصيلْ
أُمِّي على بابِ المُخيَّمِ تُحتَضَرْ
والموتُ يأكُلُ وجهَهَا الرحْبَ الجميلْ
أمي تقولُ وصوتُها مُتقطِّعٌ :
كَفٌ يدُقُ المستحيلْ
جَهِّزْ خُيولَكَ يا بُنيْ
واقتُلْ عدُوَّكَ قبلَ أنْ تغدو
قتيلْ
(4)
يا قدسُ يا وطني الحَنونْ
هل نحنُ حقاً عائدونْ ؟
أم أنَّها أُكذُوبَةٌ
كي يستمرَّ الحاكمونْ ؟
يا قدسُ مجروحٌ أنا
والجُرحُ ينزِفُ في جنونْ
يا قدسُ مذبوحٌ أنا
والذّبحُ ممتدٌّ مِنَ الشُّريانِ حتى مُهجتي
يا قُدسُ طالتْ غُربتي
قالوا: مُحالٌ عودتي
لكنَّني بعزيمتي
سأشقُّ جسمي خندقًا
منِّي إليكمْ
ثمَّ أعبرُ جُثَّتي
(5)
يا قدسُ يقتُلُني التَّذَكُّرُ، والتفكُّرُ،
والحنينُ إلى رُؤاكِ
يا قدسُ معذورٌ أنا
إنْ كنتُ أسجُدُ رهبةً
لو صادفتْني نَفْحَةٌ فيها شَذَاكِ
فالمسجِدُ الأقصى يعيشُ بداخلي
سُبحانَ مَنْ أسرى وباركَ في ثَراكِ
يا قدسُ" مَرْيَمُ" لا يزالُ بِحضنِها "عيسى "
فَهُزِّي نخلةً
يَسَّاقَطِ الرُّطَبُ الجميلْ
يا قدسُ هذا مستحيلْ
يا قدسُ"حِطينُ" انتهتْ
و"صلاحُ" عادَ مُكبَّلاً في ظُلمةِ الأسرِ الطويلْ
والعُقمُ داءٌ قدْ أصابَ قلوبَنا
وأصابَ أشجارَ النخيلْ


(6)

يا قدسُ أحلُمُ أنْ أعودْ
يا قدسُ ضِقْتُ مِنَ التسكُّعِ في إشاراتِ الحدودْ
يا قدسُ جثَّةُ طفلتي
تطفو بعيني كُلما دمعي يجودْ
يا قدسُ هذا مَوطني
يا قدسُ أحلُمُ أنْ أُصلِّيَ في الرحابِ
ولا أعودْ
وبأن أُطهِّرَ مِن دمائي كُلَّ أرجاسِ اليهودْ
قَسَماً إذا
يوماً دخلنا المسجدَ الأقصى
سأفرشُ جَفْنَ عيني للسجودْ
وأظلُّ أصرُخُ في القيامِ وفي القُعودْ
يا قدسُ يا عربيَّةً
مُنذُ البدايةْ
ولِحينِ ينفَضُّ الوجودْ

محمد ذيب سليمان
04-04-2010, 05:42 PM
قصيدة لاتحتاج الى تعليق مني
فهي أكبر من أي تعليق
فيها من الجمال ما يؤهلها
لتكون من الأوائل
وللتثبيت

مروة عبدالله
13-04-2010, 12:53 PM
أخي عبد العزيز

وكأن الوجع داخل النفوس الطيبة تجمع في هذه القصيدة, وتناثرت الدموع بين رحى هذه الكلمات النقية حد البياض, أعجبنى الوقوف هنا كثيراً, فطبتَ بنقاء دائم.

تقديري

حازم محمد البحيصي
13-04-2010, 03:49 PM
اخى الحبيب
جدت بدمع ففاض عبيرا على اعتاب القدس الشريف
نص في غاية الجمال والحزن
جمعت بين الضدين في ابهى حلة واجمل بردة
فأهلا ومرحبا بك في واحة الخير والعطاء
تحيتي لك

جهاد إبراهيم درويش
13-04-2010, 06:08 PM
والصمت في حرم الجمال جمال

حسبي ..

استنشقت روحا وعبيرا هنا

د. سمير العمري
12-07-2010, 11:30 PM
يا لك من شاعر ويا لها من قصيدة تهز الوجدان هزا!

أي حرف هذا الذي سكبته نارا من اباء وأنقة!

لله درك شاعرا ولله هذه القصيدة!

دمت مبدعا محلقا!


تحياتي

محمود فرحان حمادي
13-07-2010, 12:32 PM
لله درُّ القصيد الثائر على ضفاف الحدود الملتهبة
حسبك شاعرنا هذا الحرف الأصيل والنبض الهادر
ويكفي الجبناء ذلا أن خلّد جبنهم هذا البريق الشاعري
بمثل هذه الهمم وحدها ستعيد ما قد أضاعه تجار الدرهم والكرامة
إنها فريدة تعجز الألسنة مهما بلغت عقولها من قوة في الوصف في أن ترسم لها جمالا
شعر رصين ولغة طيّعة وخيال بديع
تحياتي

ربيحة الرفاعي
13-07-2010, 06:28 PM
ماذا نقولْ ..
والطِفلُ يُولَدُ في فَلسطينِ المَراثي ،
في فلسطينِ المحنْ ..
بِيَدٍ تَشُدُّ على الزِّنادِ
وفي اليدِ الأُخرى كَفَنْ ؟

حرف هادر بأنفته وإبائه وحس عريق بشموخه وكبريائه

أشعلت الهمم وأحييت حسا تلبد بصدق المفرد وبديع القصد

دمت بالق