تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الثوب الأبيض



محمد ذيب سليمان
04-04-2010, 06:39 PM
الثوب الأبيض
لبست أجمل ما لديها من ثياب وعدلت زينة وجهها نظرت الى المرآة , ابتسمت لمن تواجهها
وقفت بالقرب من النافذة المطلة على الشارع تراقب وتنتظر عودته
رأته يقطع الشارع هذا اليوم مسرعاعلى غير عادته تقوده قدماه الى حيث هيَ
أسرعت نحو الباب لاستقباله
دخلا معا متأبطة ذراعه
نظر اليها بشوق عارم , كانت عيناه تقول الكثير ,
بادلته نفس النظرات وكأنهما عاشقين التقيا بعد طول غياب
- لم أجد ما أقدمه لكِ في هذه المناسبة غير ما ترين
- وهل تعتقد أن هذا لا يكفيني ؟
- أنت تستحقين الكثير لكن .. وبعد صمت .. ولكن الحال كما تعلمين
همست بابتسمة ساحرة لا تخلو من الدلال
- وجودك بجانبي أجمل هدية , أنت كل شيء في حياتي

آهٍ لو تعلم ما بي , لا .. لا أستطيع إخبارها , أهي النهاية .. أهو الموت
يا رب ليس من أجلي , .. من أجلها ومن أجل الصغار نجني من هذا الخبيث
كل ذلك دار في نفسة لحظة صمت بينما انحدرت من عينه دمعة
-- ماذا دهاك يا رجل ؟ لم أر الخوف في عينيك كما الآن , ماذا أصابك , لابأس ستزول ضائقتنا قريبا بإذن الله , أحس ذلك
- لا تراعي لا شيء سوى أن صورة والدتي مرت من أمامي
- رحمها الله , لقد كانت خير النساء
- وأنت كذلك خير زوجة وخير النساء
..... ....... ..... ...... ..... ..... ....
بعد أسبوع كان يقف في بداية الصف , يكافح ليحجب دموعا تتساقط رغما عنه وهو يعانق طابور المعزين له بوفاة من لبست ثوبها الأبيض وغادرت زوجته ومحبوبته وأم أولاده .

حسام محمد حسين
04-04-2010, 07:55 PM
هذه هي الدنيا لا يعلم الصحيح متى موته ولا المريض

ولا أجد هنا أصدق من بيت الشعر هذا
قل للصحيح يموت لا من علة من بالمنايا يا صحيح دهاك

قل للمريض نجى وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاك

دمت رائعاً

مازن لبابيدي
04-04-2010, 08:04 PM
الأخ الحبيب الشاعر الأديب محمد ذيب سليمان
رائعة قصتك ومؤثرة ومحزنة وفيها عبرة كبيرة .
لقد غفلت حقاً عن احتمال الخاتمة كما يغفل الإنسان عن الموت الذي يباغته من حيث لا يحتسب .
فكم من يائس عاش دهراً وكم من آمن مات قهراً .
لك وافر التقدير ودعائي لك بطول العمر ودوام العافية .

حسام القاضي
04-04-2010, 08:15 PM
أخي الشاعر والأديب الكبير / محمد ذيب سليمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثوب الأبيض..
قصة واقعية وتحدث
والجديد فيها هو هذا التناول الرائع
اختزال موفق ساهم فيه هذا الحوار المتدفق
الموظف بعناية..
الثوب الأبيض يرمز لروحها الشفيفة ولنقائها
بدا لي الأمر وكأنها تزف إلى الجنة.

- لا تراعي لا شيء سوى أن صورة والدتي مرت من أمامي
- رحمها الله , لقد كانت خير النساء
- وأنت كذلك خير زوجة وخير النساء
ظن أن مرور صورة والدته امامه إشارة لدنو أجله ولم يكن يعلم بالطبع..

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وما تدري نفس بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير( لقمان 34 )
صدق الله العظيم

عمل رائع أخي الكريم

لي فقط وجهة نظر أرجو تتقبلها بصدر رحب

وددت لو لم تذكر "..وبعد صمت" فوجود النقطتين قبلها يعطي نفس التأثير أي السكوت أو الصمت.
كذلك "كل ذلك دار في نفسة لحظة صمت " فالحوار موفق للغاية ولم يحتج إلى هذا التوضيح.

ووكم تمنيت لو أنك انهيت القصة عند:

"ليحجب دموعا تتساقط رغما عنه وهو يعانق طابور المعزين له بوفاة من لبست ثوبها الأبيض." فقد احسست أن ما بعدها لا يضيف جديداً بل ربما أنقص.

ولكن هذا لا يقل من بهاء نصك الجميل ،
ويظل ما قلت هنا مجرد وجهة نظر من محب للقصة.
تقبل تقديري واحترامي

محمد ذيب سليمان
04-04-2010, 08:17 PM
الأخ الحبيب حسام
نعم هي العبرة من كل حكاية تهايتها
وما أصدق شاعرك فيما قال
ومن كان يتوقع لكنها الحقيقة المرة التي تواجهنا
شكرا لتواصلك

محمد ذيب سليمان
04-04-2010, 08:25 PM
أخي أبا عبد الرحمن
فكرت كثيرا جدا قبل كتابة هذا النص وفكرت أكثر قبل أن أعترف لكنك أنت
فهو يخصني
عادت تلك الأيام الى الذكرة فأججت ما أججت
الحدث ليس ببعيد 31/4/2004
وقد نقلته كما كان

ربيحة الرفاعي
05-04-2010, 02:44 AM
أخي أبا عبد الرحمن
فكرت كثيرا جدا قبل كتابة هذا النص وفكرت أكثر قبل أن أعترف لكنك أنت
فهو يخصني
عادت تلك الأيام الى الذكرة فأججت ما أججت
الحدث ليس ببعيد 31/4/2004
وقد نقلته كما كان
إنا لله وإنا إليه راجعون
كنت سأعلق على قصتك الرائعة
ومرت في رأسي خلال طوافي على الردود والتعليقات البديعة أطياف من بعض قصائدك وبعض ردودك
شطر عمري، درة الحمقى، وردودك في عيد الأم ببكاء حرمان أبنائك من قولة ماما ....
ولكني لم أقسُ عليك حد إسقاط هذه على تلك
فإذا بك تصعقني بردك هذا على الدكتور مازن ..
لها الرحمة والمغفرة
ولكم السلوى والعافية ان شاء الله

ممدوح سالم
05-04-2010, 06:06 AM
بديعة !
كم هى أبكتنى وأوجعتنى مرارتها!دمت متألقا
ممدوح سالم

محمد ذيب سليمان
07-04-2010, 11:32 PM
أخي الكريم ممدوح سالم
لاأبكاك الله على عزيز
مرورك يكفيني
سعادتي بينكم ايتها الأخوات وأيها الأخوة
شكرا لمرورك الكريم

نادية بوغرارة
08-04-2010, 12:17 AM
كنت أثناء القراءة آمل أن يستجيب الله دعوته ،من أجلها و من أجل الأبناء ،
فإذا بالقدر كان ينسج نهاية أخرى ، و لله ما أخذ و لله ما أعطى .
أتفق مع المبدع حسام القاضي في الخاتمة المقترحة :
بوفاة من لبست ثوبها الأبيض وغادرت .

تقبل مروري بهذه اللوحة الصابرة و المطمئنة .

محمد ذيب سليمان
08-04-2010, 12:31 AM
الأخت الرائعة نادية
شرفني مرورك وأسعدتني مشاركتك
والحمد لله أن ما بيننا لم ينقضِِ ِ رغم ما حصل فما كانت
سوى الحبيبة
ألف تحية

محمد ذيب سليمان
08-04-2010, 12:44 AM
الأخ الكريم حسام القاضي
أسعدني جدا مرورك الكريم
وتمنيت لو استطيع عرض نصوصي عليك طالبا الرأيوالمشورة فمثلك من يعتمد عليه وباعك طويل في رسم الصورة الأفضل لكتابة القصة ولقد أخذيت بما وجهتني اليه وما زلت أتعلم وأنا المبتديء في عالم القصة فلا بأس من إبداء الملاحظات لأصل الى ما هو أفضل
وأراني عرضت ذلك منذ يومين على موضوع ألأستاذ أحمد عيسى المثبت بعنوان الى أعضاء ملتقى الواحة وطلبت حينها أن أكون أول من يقال فيه النقد فكيف بالتوجيه
شكرا لعنايتك بما أكتب سيدي

مازن لبابيدي
10-04-2010, 01:50 PM
أخي أبا عبد الرحمن
فكرت كثيرا جدا قبل كتابة هذا النص وفكرت أكثر قبل أن أعترف لكنك أنت
فهو يخصني
عادت تلك الأيام الى الذكرة فأججت ما أججت
الحدث ليس ببعيد 31/4/2004
وقد نقلته كما كان

أخي الحبيب محمد ذيب
أحسها قلبي وأنكرتها عيناي ، فإنك تكتب بإحساس مرهف وشعور عميق حتى لو كان عن غيرك ، فكيف إن كتبت تجربتك ومعاناتك .
أشكرك من كل قلبي لأنك أشركتنا بهذا الإحساس الصادق النبيل .
رحمها الله ورزقها الجنة .
لك الحب والتحية .

محمد ذيب سليمان
15-04-2010, 10:19 PM
الأخت الفاضلة ربيحة الرفاعي
ما أجمل الحرف النقي الذي يقطر وم ثنيا مداد قلمك
قرأت ما كتبته لزميلنا الحبيب مازن
فكنت أول من يصل الى صف المعزين
جزاك الله خيرا
وأظنني مدين لك باعتذار كبير
وأنا أراجع النص والمرور الكريم عليه جدت أنني قد تجاوزت الرد علي تعليفقك وتعزيتك
وكان والله سهوا ولم أقصده فأنت صاحبة فضل لاينسى
من كل قلبي .. أشكرك

ربيحة الرفاعي
15-04-2010, 11:55 PM
الأخت الفاضلة ربيحة الرفاعي
ما أجمل الحرف النقي الذي يقطر وم ثنيا مداد قلمك
قرأت ما كتبته لزميلنا الحبيب مازن
فكنت أول من يصل الى صف المعزين
جزاك الله خيرا
وأظنني مدين لك باعتذار كبير
وأنا أراجع النص والمرور الكريم عليه جدت أنني قد تجاوزت الرد علي تعليفقك وتعزيتك
وكان والله سهوا ولم أقصده فأنت صاحبة فضل لاينسى
من كل قلبي .. أشكرك[/align]

لا عليك سيدي
كنت على يقين من أنك لسبب ما سهوت عن الرد
ولم يخالجني شك بتعمدك ذلك
أكرر عزائي ودعواتي لكم جميعا بالصبر والسلوان
ودمت متألقا

راضي الضميري
16-04-2010, 01:24 PM
أحيانا قد تكفينا نظرة أو ابتسامة لكي ندرك أننا أمام إنسان حقيقي.

فكيف إذا كان هذا الإنسان صاحب قلم رائع !

يؤسفني أنني أغيب كثيرًا - ومضطرًا بسبب ظروف معينة - عن مكان فيه نصوص أنت كاتبها.

كن بخير دوما

تقديري واحترامي

آمال المصري
16-04-2010, 01:52 PM
قرأت وأيقنت أنه الواقع وتأكدت من ذلك بعدما تابعت الردود
وغالباً أشتم في حرفك رائحة فراق ووداع وحنين يأخذك لأيام مضت وأمس مشوم بالذاكرة لكل شيء فيه لذة .. وعبق خاص تستنشقه كلّما هبت رياح الذكريات !
سيدي الفاضل ...
دمت وفياً مخلصاً
ورحمها الله وتغمدها برحمته وجمعك بها في جنته
تقديري الشديد

محمد ذيب سليمان
16-04-2010, 02:31 PM
الحبيب مازن
مرة أخرى أجدك بجانبي أبقاك الله
شكرا لمرورك وتعزيتك
أمران يسيطران عليّ وهما
الأرض والوطن ولا أستطيع تجاوزه كلما حاولت الكتابة
والثاني الحنين لأيام خلت كلما رأيت أبنائي وبناتي يجلسون أمامي بلا أم
مع أنهم تجاوزوا هذه الأزمة منذ زمن
شكرا لك أخي

محمد ذيب سليمان
16-04-2010, 02:32 PM
الأخت الفاضلة ربيحة
عرفت اولادي عليك وكانوا سعداء بعزائك لي ولهم
اشكرك من كل قلبي

محمد ذيب سليمان
16-04-2010, 02:35 PM
الحبيب راضي
لا عليك كانت مداعبة بسيطة فقط
لقد عرفتك جيدا من خلال قلمك
من يمتلك مثل قلمك وفكرك له الحق علينا أن نبحث عنه
أشكرك لمرورك

محمد ذيب سليمان
16-04-2010, 02:39 PM
الرائعة رنيم
من الأقلام التي أستشعر فيها الألق والكبرياء والقوة .. قلمك
لك قدرة على الدخول الى عمق الحرف
وتحليل مكنونه وهذا ما ألاحظه ويسعدني
الشكر الجزيل لمتابعتك لي
أرى في قلمك وأقلام زميلا ت أخريات مدرسة لي
فيما أأكتب
شكرا لك

د. سمير العمري
23-10-2010, 01:25 PM
لا أخفيك أخي أنني وربما لأول مرة أشعر بأن النص يخصك رغم أنني ممن يفصل دوما بين النص والشخص. ربما كان ذلك لحرارة السرد ودقة الوصف وحميمية الشعور.

والحقيقة لقد أجدت في طرح الموضوع جدا خصوصا في الانتقال المفاجئ من حالة السرد السعيد إلى طرح الخبر المؤلم فهذا مما يحسب للنص لا عليه ويضاعف مدى الأثر الواقع.

رحم الله زوجك وحبيبتك وأم أولادك برحمته الواسعة وألهمك الصبر والسلوان.

وأما ما كنت ساقوله فقد سبقني إليه أستاذ القصة المبدع حسام القاضي خصوصا في رأيي في الخاتمة التي كنت سأكتب فيها نفس ما كتب تماما تماما ولكنه سبق مشكورا.


دمت بخير ورضا أديبا مبدعا وإنسانا نبيلا!



تحياتي

محمد ذيب سليمان
02-01-2011, 11:11 PM
اخي الوفي الكريم
سمير العمري
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخا كريما

أسعدتني بتواجدك النقي في هذا النص
وكل التحايا

خالد الجريوي
03-01-2011, 08:46 AM
الله عليك

ومضه بديعه

واسقاط مميز لأسره مميزه

ضمها الحب .. رغم الفقر والمرض

ومن كان ينتظر الموت .. خوفًا علي زوجته .. قبل عزاءها .. سبحان الله


سيدي المبدع
قرأتها كثيرا
واستمتعت

ربيحة الرفاعي
24-07-2015, 10:07 PM
مرور آخر على نص جميل
أستأذن الجميع باستعادة هذه القصة العميقة الشعور البالغة التأثير

تحاياي

ناديه محمد الجابي
03-11-2015, 09:08 PM
﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾
نص جميل ومؤثر ـ واقعية جاءت في قالب راقي بديع
رحم الله زوجتك وأم أولادك وأسكنها فسيح جناته
ويكفي أنك خلدتها بذلك النص الجميل
بورك هذا القلم المعطاء. :001:

خلود محمد جمعة
29-11-2015, 06:27 AM
القدر هو وحده الذي يقرر كيف نزف بالثوب الابيض
رحمها الله واسكنها فسيح جناته

رائع اديبنا حتى في حزنك
بوركت وكل التقدير

محمد جباري
30-11-2015, 03:12 PM
.. و في الذكر الحسن الذي خلفته- رحمها الله تعالى- و الذي ينضح أريجه من ثنايا طاقات كلماتك الندية..
و في الأثر الطيب الذي تركت بصماتِه العميقة على حرفك الأصيل.. حياة و أي حياة!
رحمها الله تعالى، و غفر لها، و رفع ذكرها في الغابرين.
دمت طيبا شاعرنا الكريم..