المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب بلا أمل



محمد ذيب سليمان
09-04-2010, 03:52 PM
حب بلا أمل


لها طريقة غربية في سـرد حكاياتها , تشـدك اليها , في نظراتها شيء ما يجذبك بل ويمنعك من الإتيان بأي حركة أو سلوك قد يشتت ذهنك ويبعدك عنها أو أن تحيد بنظراتك إلى أي شيء آخر سواها . عقلك , عيناك جوارحك كلها تتجه نحوها تنتظر ما سـتنبس به شـفتاها من قول أو عيناها من إيحاء . صوتها , طريقة عرضها , حركات يداها تشاركانها الحديث ولهما تأثير السـحر علي النفس .
في حضرتها عيناك تدوران حول محورهما وتتحركان مع حركات يديها وإيماءات عينيها حتى لا يفوتك أي شيء , تتابعها وقد استولت عليك لذة غامرة وكل شيء فيك ينتظر المزيد . كل ذلك وأنت في داخلك ترفض وتنكر مقدماً ما سـتقوله لك ولكن الحال ينقلب ما أن تجتمعا معا .
أثناء صمتها الطويل بين الفقرة والفقرة التالية يزداد الصراع اتساعا في داخلك , فبعضك يرفض كل ما تقوله لك واعتبار ذلك تسلية , وبعضك الآخر يتمنى أن تطول الجلسة وأن تتحقق نبوءاتها , صراع يجعلك تحتمي بها , بعباراتها , بدفء صوتها , بسحر عينيها , تفضل أن تكون أقوالها وتفسيراتها درباً يسوقك إلى تصديق كل ما تسمع منها , كلامها يلامس شيئا ما بداخلك , تحس به , يجعلك لصيقاً بها وفي متناول يديك , إنه ما تحلم به أن يكون .
هذه الغجرية الحسـناء قدومها إلى القرية له فعل السـحر في أبنائها , فهي تحضر مع نهاية كل شهر كموظف يأتي لاستلام راتبه , أهل القرية لا يبخلون عليها, يستمعون وكلهم شوق لما ستخبرهم , تحدثهم عن طموحاتهم وما سيحصل معهم , كل أهل القرية المرأة والرجل , الشاب والعجوز , الصبيَّة والصَّبي , كلٌ عنده همٌّ أو طموح يريده أن يتحقق , تعرفت على كل فرد منهم , دخلت بيوت القرية مع أمها منذ زمن بعيد , تعلم آمال وأحلام وطموحات كل منزل , بل كل رجل وامرأة , تضرب على الوتر الملامس لكل فرد منهم , وهم لا يعلمون أنها تقول لهم ما تعلمه عنهم وما أخبروها هم بأنفسهم عن أنفسهم إلا ( أحمد) , ذلك الشاب وحيد والديه , الذي عاش في بيت ميسور , طلباته مجابة وأحلامه تتحقق , كان ينتظر جلوسها أمامه لتحدثه عن المستقبل , يطلب منها المزيد وأن تطيل الحديث - فهو أكثر اهل القرية عطاء - بينما هو غارق في استيعاب جمال وجهها الأنثوي الصارخ وجدائلها الشقراء وعينيها الزرقاوين الواسعتين وفتنتها اللافتـة , بينما هي تتكلم كان يأكلها ويشربها ويديرها في رأسه ككأس معتقة من نبيذ قديم مستمتعا بجمالها الآسر , يستمع اليها لينعم بدفء صوتها وليس إلى مضمون ما تقول , لقد أحبها بكل جوارحه , لاحظت ذلك من نظراته ومقدار تعلقه بقدومها , فهو يستحثها على القـدوم مرات ومرات في الشهر , أما هي فكانت تدَّعي أنها لا تستطيع فهي تزور القرى المجاورة لتقرأ لهم ما يقوله (الودع) .
قالت له ذات مرة وقد لاحظت نظراته اليها :
- أنت واقع أو أنك ستقع في الحب يا فتى ... إنها فتـاة جميلة .....
فقاطعها:
- وهي ؟!!
- "وبعد صمت قصير" ستحبك أيضا
- الحمد لله
- لا تستعجل الأُمور .... أيها الشاب .
- ماذا ؟!!!
- سـيكون حباً بلا أمل
- " وبصوت يملؤه الحزن" ولماذا ؟!
نظرت في ( الودع ) الذي أمامها وأطالت الصمت ثم قالت :
- سـيكون حبـاً غير متكافئ
- وكيف ؟
بعد صمت
- من تحبها لن تكون من أهل القرية , هكذا يقول( الودع)
- وماذا في ذلك ؟
- لن يرضى عنها أهلك
- لايهمني ذلك طالما أنني أحبها
- ولن يرضى أهلها بحبك لها
صرخ بحدة :
- ولماذا تُعقِّـدين الأمور هكذا ؟
صمتت مرة أخرى وهي تسترق النظر إليه
- يا مسكين سـوف تتعذب كثيرا من أجل هذا الحب , وربما سـتتعذب من أحببتها أيضا , أنصحك بأن تبتعد عن هذا الطريق الذي تسلك .
قامت الغجرية وهمَّتْ بالمغـادرة
نظر اليها أحمد بحسرة وهو لا يكاد يبعد ناظريه عنها , طولها الفارع , قوامها المكتمل , جديلتها الشقراء , عيونها الزرقاء , صدرها الممتليء , يداها , سـاقاها كل
التفاصيل تنبؤ عن جمال أخّاذ , أصبح يراها أجمل أهل الارض
استوقفها وهو يطلب المزيد عن أخبار هذا الذي هو مقبل عليه.
قالت له وهي تدير ظهرها :
- حاول أن تنسى ... أن تنساها
- وهي ؟!!
- ربما تستطيع أن تنسى لأنها تعلم أن لا أمل في ذلك .
خرجت الغجرية من مجلسه وهو يتبعها بنظراته والحسرة تأكله وكأنه علم ما ترمي إليه , ولكنه مع ذلك أحسَّ ببعض الفرح حين تولدت لديه قناعة بأنها تعني نفسها وأنها ربما أحبته.
منذ أن غادرت تلك الغجرية القرية وهو يفكر بقولها وتدور في رأسه أسئلة لا حصر لها
هل يوافق الأهل على الزواج من غجرية ؟
وهل العرف السـائد يرضى بذلك ؟
ماذا سـوف يقول لأهل قريته ؟
كيف يسـتطيع ان يبرر فعلته ؟
آلاف الاسئلة تشغله وكلها تجعل من هذا اللقاء مستحيلا , ومع كل تساؤل كان يوجد لنفسه مخرجاً وتبريراً يقنع به نفسـه
صراع طويل كاد أن يودي بعقله .
****
ابراهيم صديقه الوفي , هذا الذي أحـس ورأى بأم عينيه مقدار الشـرود وعدم التركيز وقلة التواصل لدى صديقه أحمد.
- ماذا أصابك يا صديقي ؟ , ولمَ كل هذا الشـرود؟
- لا شيء مهم , شيء بسـيط سـيزول.
- ولكنني أراقبك منذ مدة ليست بالقصيرة وقد تغيرت أحوالك , شـرودك دائم , ونظراتك غير مفهومة وصحتك تتأخر كل يوم , ماذا دهاك ؟؟
وما زال يلح عليه ويعده بكتمان السر .

- اتكتم السـر؟
- ومن غيري لذلك!!
- انا يا صديقي واقع في الحب
- جميل ... جميل ... ها ... ومن تكون سـعيدة الحظ تلك ؟
- انتظر حتى تسمع حكايتي ولكن أرجوك أن تساعدني فأنا عاجز
- المهم أنك وقعت في الحب وسـنرى نهايتك السعيدة وأنت مكبل اليدين والقدمين في أحضان من تحب ...
قاطعه مستعجلا
- لا اظن ذلك ... لا أظن أنك سـترى نهايتي السـعيدة
- ولماذا كل هذا التشاؤم ؟
- لقد أحببت .... (ثم صمت هنيهة وتنهد) ... تلك الغجرية (العرّافة).
- ماذا ؟!!!! وضع السؤال باستغراب واستهجان , نعم إنها جميلة جداً ولكنها ...
- لا تقل ولكنها , لقد عشقتها بعنف ولا أستطيع أن أبعدها ولو للحظة واحدة عن مخيلتي , أحبها , أحبها .... ماذا أفعل ؟ ليس بيدي
قال إبراهيم ضاحكاً وكأنه يتنـدَّر :
- تزوجهـا إذن وتنتهي القضية
- يا صديقي لقد أخبرتك لتسـاعدني لا لتهزأ بي
- يا صديقي ... طريقك مسدود , مسدود , مسدود
- سـأُجن , سأموت إن لم أصل اليها , لا أتصور الحياة بدونها , قل أنني جننت , الحب جنون لا يعرف الفوارق والطبقات . واستطرد:
- أعلمُ انني لو فعلتها لأصبحت أضحوكة الجميع وموضع غضب الأهل وتندر أهل القرية واسـتهجان عامة الناس ولكن لا سـبيل لإبعادي
- وهي ... هل تبادلك الإحساس ؟؟
- أظن ذلك .. لقد لمّحتْ الى ذلك حين قالت لي عندما رأتني شـارداً في تفاصيلها (أنت مقبل على حب بلا أمل) , من فتاة تحبك أيضا ( وبلا أمل ) وهي تقصد نفسها أظن ذلك .
- ها ... لقد قلت ذلك بنفسك وقد قالت لك أيضا (بلا امل) ... إنه العذاب بعينه يا صديقي
- أعرف أنه العذاب أما تراني واقع به , أكاد أُجن , سأفقد عقلي , لقـد حان موعد قدومها لهذا الشهر ولم تحضر.
- ربما تحضر غداً أو بعد غـد ... " كل غائب له حجته
- لا أظن ذلك فهي من قالت , وقررت عدم الحضور
- أتكون امراة أقْـدر منك على منع نفسـها ؟!!
يا صديقي .. إفعل كما فَعََلتْ , أبعدها عن تفكيرك
قاطعه أحمد بحدة ..
- لا أستطيع , لا أستطيع , انها تتملكني طوال الوقت أراها , فهي تقف الآن أمامي وتبتسم لي , بل هي تدعوني اليها .
- لقد جُنَّ وفقـد عقله " الله يعوض على أهله "
- لا تقل ذلك يا صديقي لم أُجن ولم أفقد عقلي حتى الآن , ولكن إذا اسـتمر ذلك فسوف أفقد عقلي لا محالة .
- وما العمل ؟
- حاول أن تجد لي مخرجا دعني أراها ... فقط أراها.
- لقد أصبحتَ مجنون ليلى أو قل مجنون ......
- وهل تعتقد أن الأمر بيدي ؟ لو استطعت لأتيت بها اليك في التو واللحظة كما فعل الذي لديه علم من الكتاب بعـرش بلقيس .
ولكنهم .. تركوا القرية وأخذوا متاعهم وانصرفوا . أعني أهلها
- الى أين؟
- الى حيث لا أدري , لم أكن لأهتم بذلك فاهتمامي بهم كباقي أهل القرية , نستمتع بحضورها لنسمع منها وننظر الى جمالها نداعبها , ثم تذهب .
- أرجوك لا تقل ذلك ؟
لا استطيع سـماع أيةِ كلمة تثير غيرتي عليها
- ولكن هذا واقع حال أهل القرية جميعاً , يداعبونها ويستمتعون بحضورها
- إذا أردت صداقتي ... فلا تثر غضبي ... هي الآن غير الأمس فأنا أحبها , ثم بالله عليك أين ذهب أهلها ؟
- سوف أحاول معرفة ذلك ... من أجلك يا صديقي , من أجلك فقط .
- نعم لقد أيقنت الآن , أنت نِعْم الصّاحب والصديق الوفي.
مرت أيام وأيام ولم يأت إبراهيم بأي خبر عنها
تغير حال أحمد ولم يعد ذلك الشاب الوسيم الذي يمتليءُ حماسـاً وحيويةً ونشـاطاً , شـحُب لونه وذوت سـحنته , وهزُلَ جسمه , وما من أحد يعرف السبب سوى إبراهيم وبعد مرور عدة أشهر أثناء زيارة إبراهيم لقريب له في قرية بعيدة رأى أمها تقوم بنفس الدور ( قارئة الودع )
كتَم ذلك في نفسـه , وحال عودته إلى قريته توجّه إلى صديقه المعذَّب فوجده على حال من السوء يفوق ما كان يتصور .
- ألِيَ البشـرى يا عم أحمد ؟
- لك ما تريد
- لقد وجدتها , وجدت حبيبتك ورأيت أمها
بنبرة الملهوف المنكسر :
- أين ؟ أين بالله عليك أين ؟؟
- لن أخبرك حتى تقوم بطلب طعـام الغداء لي ولك , فأنا قادم للتو من سـفرٍ ولم أذهب إلى منزلي , آثرت أن أُفرحك بهذا بالخبر
- شـكراً بارك الله فيك , شكراً شكراً نِعْـمَ الأخ والصديق الوفي أنت , كنت أعلم أنك من سـيأتيني بالخبر اليقين
كالَ من عبارات الشـكر والعرفان ما لا يُعدُّ ولا يُحصى , طلب الطعام فكانت فرحة والديه كبيرة فهم لا يعلمون سـره وسـبب عزوفه عن الطعام والشراب .
وما أن فرغا من تناول الطعام حتى كان أحمد يستحث صاحبه على الوفاء بعهده وإخباره عن مكانها
قال ابراهيم :
- لن اقول لك الآن , وغدا سـنذهب سـوياً
- ولماذا تريـد عذابي ؟!! لماذا ؟؟
قضى أحمد ليلته وهو في أحسن حال ... سـعادته لا توصف يرسم في مخيلته كيفية اللقاء ويعيد ذلك بطرق شتى , وينتظر الغد ويعد الدقائق والساعات فغدا سـيلتقيان وغدا سوف يكون من أجمل أيام العمر , إنه يوم الحبيبة .
اقتنص إبراهيم بعض الوقت وتسلل إلى والد أحمد وأخبره سـر ولده الوحيد
ثارت ثائرة الأب هدَّد وزمجر وتمنى موت وحيده قبل أن يسمع مثل هذا الخبر وهو من أعد لولده زيجة تليق بمكانته الإجتماعية
قال إبراهيم :
- يا عم لا سـبيل لمنع ولدك عن ذلك الدرب , لقد حاولت ثنيه ولكنني لم أُفلح , ثم أن تلك الغجرية أخبرته ان لا أمل في حبـه وقد توارت عن الأنظار منذ مدة طويلة , وما زال ولدك متيماً بها ويسـير من سيء الى أسـوأ
بعد مخاض عسـير وقد أخذت والده بعض الرأفة :
- اذا كان يريدها فليفعل ما يريد ولكن بعيدا عني وعن القرية فليتزوجها سـراً وليسكن بعيدا في المدينة , لا أستطيع تصوّر نظرات الناس لي إن هو فعل ذلك.
ذهب إبراهيم بالبشـرى ليخبر صديقه بموافقة والده على ما يعتبر في عرف الناس من أكبر المحرمات
- ماذا يا صديقي , اليـوم موعدنا لمقابلتها
- لا أظن ذلك
- لماذا ؟ ألم تعاهدني بالأمس ؟
- نعم ... ولكن ... اسـتجدت أمور
- وما هي هذه الأمور التي جعلتك تحنث بوعدك
- هل تسـتطيع أن تخمِّن
- لا وقت ولا روح لديَّ للتخمين, بالله عليك ما السبب ؟؟
- والـدك ...
- وما بال والدي ؟ هل عرف قصتي؟؟
- سـياتي معنا
باسـتغراب واسـتهجان وخوف واضح : ماذا ؟؟؟
- لقد أخبرت والدك بقصتك فزمجر وهدد وتشـنَّج في بداية الأمر ثم وافق في النهاية على شـرطٍ واحد
قاطعه احمد
- أنا موافق أيا كانت الشـروط التي يريدها , المهم أن يجتمع شـملنا
- إذا غداً موعدنـا
في اليوم التالي توجَّه أحمد ووالده وصديقه إبراهيم إلى حيث مكان الغجرية , كان والد أحمد ممتعضاً جداً وكأنه سـيق إلى الموت . وما أن دخلوا على الغجر في خيمتهم المصنوعة من الخيش في أطراف القرية حتى كان استقبال الغجري - وقد عرفهم - ثقيـلاً وبارداً جداً متسـائلاً :
- ماذا تريدون ؟ ألم يكفكم ما صنعتم بنـا ؟ لقد قطعتم رزقنا , حتى ابنتي ما عادت تصلح للعمل منذ أن أغواها ولدكم اللعين , ما زالت في فراشـها وترفض العمل منذ أن تركنا قريتكم اللعينة . كل هذا بسـببكم , ما الذي جاء بكم الآن .
- يا رجل لقـد جئنـاكم ضيوفا
- لا ضيـافة لكم عندي
وهو يظن أنه سـوف يفاجيء والدها بما لم يحلم به قال والد أحمد
- يا رجل لقد جئت طالبـاً يد ابنتكم لولدي أحمد , فماذا تقول؟
- افضل موت ابنتي الآن على وقوعي في العار , سـأخنقها بيديَّ هاتين قبل أن يحصل ذلك , ألا تعلم أن أكبر العار عندنا أن تتزوج ابنتنـا برجلٍ من غير جلدتنا .
صاحت الغجرية من الداخل بصوت مخنوق وكأنها تحتضر .
- ألم أقل لك ... ألم أقل لك يا أحمد أن لا أمل ... لا أمل ... حبناٍ بلا أمل
وغاب الصوت وأخذ يتلاشى .. يتلاشى .. يتلاشى
بينما هم واجمون .

أحمد ليبوركي
09-04-2010, 04:07 PM
انه الابداع
الذي يسيل من المشاعر
عبر قنوات اليراع
شكرا لك أستاذي
محمد ذيب سليمان
على هذا الابداع الرائع
وهذا الجمال الماتع
دمت في سماء الأدب نجم لامع
محبتي أايها الحبيب

حسام محمد حسين
09-04-2010, 04:41 PM
ذهبتنا بنا إلى إتجاه جعلنا نظن أن يأس الغجرية نابع من أن أهل أحمد هم الذين سيرفضون..

لكنك بإبداعك غيرت هذا المفهوم في النهاية..

دمتَ مبدعاً

أحمد عيسى
09-04-2010, 05:34 PM
قاص متمكن قدير ، وسرد سلس جعلني ألتهم السطور رغم طول القصة نسبياً ..
أسلوبك في الوصف جاء رائعاً ، حتى أنني أعجبت بهذه الغجرية .. هه
أحقاً هناك غجريات بشعر أشقر وعيون زرقاء ... ؟

أما النهاية فكانت حقاً غير متوقعة ، فقد حولت أنظارنا منذ البداية الى غير ذلك ..

أحييك أستاذي

مازن لبابيدي
13-04-2010, 12:32 PM
أخي الحبيب الأديب محمد ذيب
بعيداً عن مقومات القصة القصيرة وخصائصها ، فإن هذه القصة قدمت نموذجاً فريداً لتناقض اجتماعي إنساني مغرق في قسوته وقد كان السرد واقعياً لدرجة كبيرة حتى لأكاد أجزم بوقوع هذه القصة .
الوصف جميل ماتع كذلك ، رغم الإطناب والإطالة أحيانا .
هنات لغوية بسيطة كنت لتكتشفها بمراجعة متأنية .
الخاتمة أروع ما فيها ، وحجم المفاجئة كبير ومؤثرة إلى حد كبير .

تحية كبيرة وبالغ التقدير

ربيحة الرفاعي
14-04-2010, 12:35 AM
أعذرني سيدي
أجببت أن أحتفي بنصك كغيري، خصوصا وانه ككل نصوصك جاء سلسا ممتعا وبديع العبارة، لكنني لم انجح بتصنيفه ضمن واحدة من الأنماط الحكائية، فلم أجد فيه رواية ولا مسرحية، ولم يحقق في رأيي عناصر القصة القصيرة...
كأن أولا طويلا من حيث مساحة النص، ثم جاء غوصا عميقا عبر مساحة واسعة من الزمان امتدت شهورا ومن المكان جالت بين الأماكن بل والقرى، كما وتعددت الشخصيات بما لا تحتمل القصة القصيرة ...
ولم يحقق المباغتة في قفلته كما ينتظر فقد أشارت الغجرية لرفض والدها منذ البداية.


- لن يرضى عنها أهلك
- لايهمني ذلك طالما أنني أحبها
- ولن يرضى أهلها بحبك لها

ولكنه يظل برغم ذلك نصا جميلا شائقا يستحوذ القاريء ويتمكن منه، ولا أخال الأديب معنيا بتصنيف نصوصه عنايته باستحواذها على القاريء وتمكنها من استقطابه حتى الحرف الأخير منها.

دمت متألقا

مصلح أبو حسنين
15-04-2010, 05:14 PM
عمل جد رائع وعذب

لكن النهاية كانت أكثر جذبا

باختصار شديد قصة ماتعة بأسلوب سلس

ولو أن فيها بعض الطول

شكرا لك وتقبل مني كل التمنيات بالخير

احترامي سيدي

محمد ذيب سليمان
15-04-2010, 09:49 PM
الرائع أحمد
والله لقد أفرحت نفسي بما علقت
فأنا أكتب ما يدور بخلدي ولا أعرف ولم أتعلم
فنون كتابة القصة سواء القصيرة أم الطيويلة
والحمد لله
وألف شكر

محمد ذيب سليمان
15-04-2010, 09:50 PM
الحبيب حسام
ما أتيت به هو عين الحقيقة
لأن الغجر لا يزوجون بناتهم لغيرهم
شكرا لمرورك

محمد ذيب سليمان
15-04-2010, 09:54 PM
با مشرفنا العزيز
يا أحمد عيسى
وهل تظن أن الغجريات غير جميلات ؟
أصول الغجر من أوروبا فهم ذوو عيون زرقاء وشعر أشقر
لولا أنهم لا يلقون با لنظافتهم
شكرا لمرورك البهي

محمد ذيب سليمان
15-04-2010, 09:58 PM
الحبيب مازن
بعيدا عن القصة فأنا لا أعتبر نفسي فاصا
فأنا فعلا مبتديء , ثم أن ضعفي في النحو يحرجني
وقد حاولت أن أعود الى كتب النحو للتعلم
ولكن لا حياة لمن تنادي النحو لدي على السليقة
أسأل الله أن يفتح عليّ
شكرا لك ويسعدني النقد

آمال المصري
16-04-2010, 01:17 AM
لاأخفيك سيدي الفاضل كثيراً أفر من النصوص الطويلة ولكن أمام قلمكم وجدت نفسي داخل متصفحك وأخذتني الأحداث للمتابعة الشيقة الماتعة والأسلوب السهل الممتنع الذي ماقرأته غالبا إلا لسموكم
دمت مبدعا رائعا
ولك ينحني الجوري

همسة
هناك بعض الحشو الزائد لو اختزلتها لكانت أكثر روعة

حسام القاضي
16-04-2010, 01:26 PM
أخي الفاضل الأديب / محمد ذيب سليمان
السلام عليكم
فلستمح لي أخي الكريم ببعض التأملات الصريحة
حب بلا أمل
عندما رأيت العنوان تخيلت طريق ما سوف تسير فيها القصة
وخاصة عندما قرات أوصاف الغجرية الشقراء ذات العنين الزرقاوين، ومع كيفية تسللها إلى البيوت ومعرفتها الدقيقة لكل شيء عن اهل البلدة.. هذه المقدمات جعلتني أفكر أنها يهودية ، وان القصة تدور في هذا الاطار ..أي محاولة اليهود الاندساس بيننا بل والتطبيع وما عليه .
اخذني هذا الاتجاه ولكن النهاية برفض أهل الغجرية زواجها هدم تلك الفكرة وأصبح الموضوع مختلفاً ، وهنا يصبح العنوان كاشفاً لمضمون القصة وهذا لا يخدمها.
القصة في حجمها قريبة من حجم القصيرة ولكن أحداثها وبهذا التسلسل تناسب الرواية اكثر فقد جاءت في فترة زمنية امتدت أشهراً ، وهذا يمكن في القصة القصيرة ولكن بتناول مختلف فلو بدات القصة في الحاضر وحدثت استراجاع للماضي لوقعت القصة في الزمن المناسب للقصة القصيرة ، وعلى سبيل المثال فقط لو ان القصة بدات وهم في الطريق اليها لخطبتها وأثناء الطريق يتذكر كيف عرفها و...و.. وهكذا نعرف تفاصيل الماضي في لحظة قصيرة ضمن الفترة الزمنية الملائمة للقصة القصيرة.
كان يمكن اختزال الكثير من المقدمة وكذلك بعض الحوار ..

" وهو يظن انه سوف يفاجيء والدها بما لم يحلم به"
هذه العبارة أراها زائدة والحوار يعبر عن نفسه أقوى بدونها.

أرجو أن تتقبل تأملاتي الصريحة تلك
وهي في النهاية مجرد وجهة نظر من محب للقصة

تقبل تقديري واحترامي

محمد ذيب سليمان
16-04-2010, 02:20 PM
الأخت العزيزة ربيحة الرفاعي
تابعت بشوق المتعلم ما كتبت في ملا حظاتك على هذا النص
أسعدني ما قرأت ولأنني أكتب القصة سواء ق.ق .ج أو ما رأيت حب بلا أمل
وغرها كثير من الطويلة لاأفكر كما قلت أنت بطولها أو قصرها وما يهمني ايصال الفكرة
التي أريد وهذا ليس لأنني أعلم عن كتابة القصة معلومات أدبية ولكن لجهلي تماما ما هي المواصفات
سأحاول ايجاد مراجع أعود اليها لعلني أصل الى ما هو أفضل
تحاياي

محمد ذيب سليمان
16-04-2010, 02:22 PM
أخي الكريم مصلح
لاأكاد أرى صورتك بين الحضور إلا وأشعر بالفرح
لأنني سأستمع لما يفرحني
وجودك جميل وأتمنى أن أكون كما تصفني
شكرا لك

محمد ذيب سليمان
18-04-2010, 10:43 PM
الأستاذة رنيم
حضورك المتألق يشدني ثم يدفعني الى الأمام
كما قلت للأخت ربيحة الرفاعي .. لاأعلم عن مواصفات القصة كثيرا
ولكنني سأحاول ذلك خصوصا وأن لدي قصص أخرى قدتكون مثلها أو أطول منها
وغالبيتها تحكي حكايا إما أنتكون حدثت وأصوغها بتصرف أو دمج أحداث معا لتشكيل
قصة جديدة لها نصيب من الصحة سأحاول نشرها وأنتظر التوجيه
شكرا

د. سمير العمري
26-08-2010, 05:05 PM
بعيدا عما يمكن أن يؤخذ على هذه القصة خصوصا في حاجتها ربما لبعض "ريجيم" لغوي وافتقادها لعنصر المفاجأة باعتماد السردية المباشرة المطلقة إلا أنني أرى أن هذا النص يمثل في حقيقته القصة القصيرة بكل مقوماتها وأن بعض ما نكتب من النصوص القصصية الأقصر هي في الحقيقة ما يمكن ان تصنف تحت باب القصة القصيرة جدا. وأيا يكن من امر فإن ما أراه من انتقاد لبعض الطول في هذا النص وكأننا نأبى التنوع في الأساليب والمنابع وهذا ليس بحكم عادل في تقديري.

النص هنا كان مميزا وله أسلوبه وبصمته وفيه الكثير من ملامح الجمال والتميز وما شابه من بعض ملحوظات لا يقلل أبدا من رونقه وتميزه!

أحسنت أخي الأديب الشاعر فلا فض فوك!



تحياتي

محمد ذيب سليمان
28-08-2010, 10:50 AM
الستاذ الكبير القاص المتميز
حســــام القاضي
لا أدري كيف أفلت من يدي التعليق على ملاحظاتاك القيمة والتي كنت أنتظرها
لن أوجد مبررات لذلك ( هو قصور كبير ) ولمنه والله غير متعمد
ما أشرت اليه سيدي من ملاحظات هامة وقيمة سأجعلها وبشكل دائم أمام ناظري
خصوصا وأنا المتعلم والذي أتمناه أن أقدم نصا موفقا أرى من خلاله الإستحسان
من شخصكم الكريم
لك الحب ومنك العذر
تحاياي

محمد ذيب سليمان
28-08-2010, 10:55 AM
الحبيب سمير العمري
فاجأتني عودتك لنص أعتبرته منسيا حتى من صاحبه
فلك الشكر الجزيل أن أعدت اليه الحياة ولو بالصدمة الكهربائية
ما أوليته من اهتمام لهذا النص وذلك ببعض نقد أعتبره وساما لهذا النص ولي
حيث أنه صدر من كاتب لا يعلم من مقومات القصة القصيرة سوى ما رأيت
وما وهبني الله من معرفة على السليقة
مع أن ذلك يحتاج الى علم ومعرفة أراني بعيدا عنها حتى اللحظة
أتمنى أن أصل الى التوفيق في نسج ما يروق
وافر الشكر لشخصك الكريم

نزار ب. الزين
20-01-2012, 12:41 AM
المبدع الأخ محمد ذيب
قدمت لقارئك نصا مأسويا لحب بلا أمل
حالت دونه الموانع الاجتماعية
المحافظة على تقاليدها بشدة
تبلغ حد القسوة و العنف
***
الأسلوب مباشر و سلس و مشوق حتى الحرف الأخير
و بلغة معبرة و مكينة
سلم يراعك باسقا
نزار

وليد عارف الرشيد
20-01-2012, 03:54 AM
بعيدًا عن كل ما سيق من ملاحظاتٍ أحترمها وأجل موجهيها مع إدراكي واستيعابي الكامل لمقدراتهم ولحسن نواياهم جزاهم الله خيرًا ... إلا أنني سأتحدث بانطباعي السليقي لو جاز التعبير وكما كانت كتابتك لهذا النص الجميل الشيق لأنني لست ناقدٍا ولا قاصًا بل قارئًا
شدتني القصة من محيطها إلى خليجها واستمتعت بوصفية وسردية عالية وبنهاية مأساوية وليست بعيدة عن واقع قد أكون عايشت بعضًا منه .... وبلغةٍ ماتعةٍ .. وأيًّا كان تصنيف النص فقد أمتعني أيما إمتاعٍ
وما شدني بعدها أكثر وأعطاني درسًا ... هو هذا الخلق الرفيع لأديبٍ كبيرٍ بمثل قامتك .. ينصت للأساتذة ويشكر ويعد بالقراءة والرجوع إلى المراجع ... فلا حرمنا من هذه الدروس وهذه الحكمة والتواضع سيدي
أطال الله في عمرك لتمتعنا بالمزيد من الألق وأرجو لك دوام الصحة والعافية
ومودتي أيها الكبير كما يليق

دعاء نور الدين
20-01-2012, 01:47 PM
صعب جدا الحب بلا أمل
رغم أن مرارته كالنبيذ
المسكر.

لقد دمعة عينى .
شكرا لك على هذا النص الجيد (اذا جاز لى قول ذلك)

تقبل منى تحيتى ومودتى.

محمد ذيب سليمان
24-01-2012, 11:38 AM
الكبير نزار الزبن
شكر ا ايها الكبيرعلى هذا المرور الجميل
وهذا التعليق المناسب

لك التحايا

نداء غريب صبري
12-05-2013, 07:26 PM
أنت قاص حقيقي
تكتب من الواقع وبإحساس الواقع فتجعلنا نعيش القصة كأننا فيها

شكرا لك اخي الأكبر

بوركت

ناديه محمد الجابي
24-02-2020, 08:00 PM
بناء فني جميل ـ عذوبة وتشويق وحبكة محكمة وصراع
تتطور فيه الأحداث لتصل إلى الذروة مما يمنح النص عفوية وحلاوة ومصداقية
نص تألقت فيه بروعة الحضور ، وبلاغة التصوير، وقدرة فائقة على
شد الإنتباه، والسفر بالمتلقي إلى مدائن الحرف والفكرة.
استمتعت بما قرأت فشكرا لك
سلمت ـ وسلم قلم قلبك.
:v1::nj::0014:

أسيل أحمد
23-03-2020, 11:22 AM
محتوى قصي قوي ومعبر ـ عذوبة وتشويق وحبكة مكثفة، وسرد واقعي
وأسلوب فني راقي في عمل إبداعي متميز.
دام إبداعك وتألقك.

عباس العكري
06-06-2020, 05:25 AM
https://1.bp.blogspot.com/-JmlOvHQvdzk/XtsMlkMxiaI/AAAAAAAANtM/agAZr9YTlO04Nt1PE41_PjoeulFswzb9wCLcBGAsYHQ/s1600/%25D8%25AD%25D8%25A8%2B%25D8%25A8%25D9%2584%25D8%2 5A7%2B%25D8%25A3%25D9%2585%25D9%2584.jpg