تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فروسية



د. سمير العمري
16-04-2010, 07:38 PM
خُطُواتٌ رَشِيقَةٌ رَتِيبةٌ تَتَهَادَى عَلى أَدِيمِ الأَرْضِ كَإِوَزٍ حَالِمٍ يَسْبَحُ فِي أَصِيلٍ عَلى لُجَينِ بُحَيرةٍ سَاكِنَةٍ ، وَعَينَانِ وَاثِقَتَانِ تَرْنُوَانِ لِلأُفُقِ فِي أَرَبٍ ودَأَبٍ ، وَطَرِيقٌ عَمِيقٌ يَضِيقُ حِينًا وَيَنْفَرِجُ حِينًا بَينَ ودْيَانٍ وَجِبَالٍ وَسُهولٍ وَتِلالٍ. كَانَ المَسَاءُ لا يَزَالُ يُرَاوِدُ الشَّمْسَ عَنْ ضَوْئِهَا فُيُرْسِلُ نَسَائِمَ غَسَقٍ بَارِدٍ تَلْفَحُ وَجْهَهَا لِتَذْبُلَ مِنْهَا العُيُونُ وَتَسْتَسْلِمُ وَادِعَةً لِسِحْرٍ لا يُقَاوَمُ تَغْفُو خَلْفَ جَبَلٍ فِي الأُفُقِ عَظِيمٍ.
أَرْخَى السُّكُونُ عَلَى الكَوْنِ حُلَّةً مِن الدَّهْشَةِ وَالرَّهبةِ إِلا مِنْ وَقْعِ تِلكَ الحَوَافِرِ وَشَدْوٍ بَعِيدٍ لِعَصَافِيرَ تَعُودُ قَبْلَ أَنْ تَخْذلُهَا بَقَايَا ضَوْءٍ شَاحِبٍ وأَطْرَافُ أَجْنِحَةٍ أَرْهَقَهَا طُولُ السَّعْيِ وَالتَّحْلِيقِ. وَفَجْأَةً قَدَّتْ صَرَخَاتٌ مُدَوِّيَةٌ قَمِيصَ الصَّمْتِ مِنْ دُبُرٍ:
ــ النَّجْدَة ، النَّجْدَة! أَغِيثُونِي أَيُّهَا النَّاسُ! إِرْفَعْ يَدَكَ النَّجِسَةَ عَنِّي أَيُّهَا الخَبِيثُ! قَاتَلَكَ اللهُ!
انْطلَقَ يَصْعَدُ بِجَوَادِهِ التَّلَّةَ يَسْتَكشِفُ مَصْدَرَ الصَّوتِ ثُمَّ هَوَى كَالرِّيحِ يَلْكزُ ذَلكَ الخَبِيثَ لِيَهْوِي فِي وَادٍ سَحِيقٍ وَيَلتَفِتُ إِلى حَيث كَانَتْ عُيُونُهَا تَشْكُرُهُ وَلِسَانُهَا لا يَزَالُ يَبْحَثُ عَاجِزًا عَن كَلِماتٍ تُنْصِفُهُ ثُمَّ أَشَارَتْ إِلى حَيث أَرَادَتْ.

كَانَ يَجُرُّ جَوَادَهُ ، كُلَّمَا صَرَخَتْ قَدَماَهُ مِنْ بَلَلٍ نَهَرَهَا وَقَارُهُ ، وَكَلَّمَا نَخَزَهُ جَنْبُهُ مِنْ كَلَلٍ أَنْكَرُهُ إِبَاؤهُ يَجُولُ بِبِصَرِهِ فِي الأَنْحَاءِ تَأَهُّبًا وَيَختَلِسُ النَّظْرَةَ إِلى الخَلْفِ تَحَسُّبًا ، وَفِي قَلْبِهِ سَكَنَ حُزْنٌ دَفِينٌ.

ــ نَحْنُ قَومٌ غُرَبَاءُ يَا بُنَيّ قُدِّرَ أَنْ نَسْكُنَ هَذِهِ القَرْيَةَ الظَّالِم أَهْلُهَا. وَهَا وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي وَنَاهَزَ العُمْرُ كِبَرًا عِتِيَّا ؛ وَإِنِّي أَخَشَى عَلَيهَا وَابْنَتَيهَا مِنْ غَولِ مَا سَيَأتِي. قَدْ أَنْقَذْتَهَا مِن الغَدْرِ وَلَيتَكَ تُنْقِذُهُمْ مِن نَوَائِبِ الدَّهْرِ يَكُنْ لَكَ بِزَوَاجٍ الأَجْرَ الكَبِيرَ.
ــ وَلَكِنْ أَيُّهَا الشَّيخ الجَلِيل إِنَّ دَربِي طَويلٌ وَهَمِّي ثَقِيلٌ وَزَادِي قَليلٌ ، وَلا أَحْسَبُهَا تَسْتَطِيعُ مَعِيَ صَبرًا ، وَلَولا أَنَّ فِي ...
ــ بَلَى أَسْتَطيعُ ، وَلَنْ تَجِدَنِي إِلا صَابِرَةً رَاضِيَةً وَلا أَعصِي لكَ أَمْرًا. يَكْفِينِي أَنْ أَكُونَ فِي كَنَفِكَ آمِنَةً فِي جَنْبٍ ، عَائِشَةً فِي حَدبٍ.

ــ أَمَا زَالَ الدَربُ طَويلا؟ قَدْ مَلَلْتُ مِنْ طُولِ انْتِظَار.
هَتَفَتْ مِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ أَرْدَفَتْ:
ــ لِمَ لا نَسْلكُ هذَا الطَّريقَ المُخْتَصَر بَدلَ الالتِفَافِ الطَويلِ حَولَ هَذهِ الجِبالِ الكَثِيرةِ؟
انْتَبَهَ إِلَيهَا مِنْ سطْوَةِ أَفْكَارِهِ يَرَى نَبْرَتَها تَحْتَدُّ يَومًا فيَومٍ.
ــ لأَنَّ هذَا الطَّريقَ خَطِيرٌ يَكْثُرُ فَيهِ اللصُوصُ وقُطَّاعُ الطُّرقِ وَتَكْثُرُ فِيهِ الانْهِيَارَاتِ الصَّخْريَّةِ وَفُرَصُ النَّجَاةِ مِنْهُ ضَئِيلَةٌ وَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ أُغَامرَ حِرصًا عَليكُمْ.
ــ بَلْ أُرِيدُكَ أَنْ تُغَامِرَ فَهَذَا خَيرٌ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ إِلا أَنْ تَكُونَ أَنْتَ مَنْ يَخْشَى ذَلكَ أَو يَسْعَدُ بِشَقَائِنا.
ــ كَلا ، لا هَذِه ولا تِلكَ. سَلَكْتُهُ كَثِيرًا وَلَكِنْ هَذهِ المَرَّةُ يَخْتلفُ الوَضْعُ وَأَرَى أَنْ لا نُعَرِّضَ الحَيَاةَ لِخَطَرٍ يُمْكنُ تفَاديهِ ببَعضِ صَبرٍ. سَنَدُورُ حَولَ هَذِهِ السِّلْسِّلَةِ وَبَعْضُ انْتِظَارٍ آخَرَ لا يَضِيرُ.
ــ بَلْ يَضيرُني ، وَمَا أَرَاكَ إِلا جَبَانًا تَتَذَرَّعُ بِنَا ، وَلَو كُنتَ الفَارِسَ الذِي تَدَّعِي لَوَاجَهْتَ كُلَّ صَعْبٍ مِن أَجْلِي. مَا عُدْتُ أرِيدُكَ وَإنِّي أَطْلُبُ الفِرَاقَ فُكُنْ رَجُلا وَوَافِقْ.

أَومَأَ بِعَينَيهِ مُوافِقًا ، ثُمَّ أَشَاحَ بِوَجْهِهِ يبْتَسمُ فِي أَلَمٍ ، وَأَغمَضَ عَينَيهِ يَهْرُبُ مِنْ هَولِ مَا رَأَى تَحْتَ ذَلكَ القِنَاعِ لِيَغْرَقَ فِي أَفْكَارِهِ منْ جَديدٍ.
ــ تَزَوَّجْهَا يَا بُنَيَّ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ ابْنَتَيهَا هَاتَين فَإِنِّي لا أَكَادُ أحمِيهَا حَيَّا وَمَتى مِتُّ سَيَغلِبُهَا القَومُ عَلَى أَمْرِهَا يَسُومُونَها سُوء الهَوانِ وَيُؤْذُونَنِي ـ وَأَنَا الشَّيخُ الجَلِيلُ ـ فِي ذُرِيَّتِي.
نَظَرَ إِلى عَينَي الشَّيخِ الدَّامِعَتينِ ثُمَّ جَالَ بِبَصَرِهِ نَحْوَهَا تُناشِدهُ عيْنَاهَا القَبُولُ ، ثمَّ نَحْو عُيُونِ الطِفْلَتينِ الذَّاهِلَتِينِ لا تَعْرِفَانِ مِن القَولِ إِلا شتَاتَ ظَاهِرِه.
ــ لا تَهْتَمَّ لأَمْرِ الطِّفْلَتينِ ، يُمْكِنُنِي الاستِغْنَاءَ عَنْهُمَا مِنْ أَجْلِكَ.

عَادَ يَجرُّ الجَوادَ يَخْتَلِسُ النَّظَرَ إِلى الطِّفلَتينِ المُرْهَقَتينِ عَلَى ظَهْرِهِ وَقَدْ تَشَبَّثَتَا بِأَثوَابِ أُمِّهِمَا خِشْيَةَ السُّقُوطِ فِي هَذَا الطَّريقِ الضَّيِّقِ المُحَاطِ بِصُخورٍ حَادَّةٍ وَأَودِيةٍ عَمِيقَة.
ــ لَولا هَاتَانِ الطِّفْلَتَانِ وتوسُّل الشَّيخِ الكَبيرِ لَمَا كُنْتُ أَثْقَلتُ بِكِ كَاهِلِي ، فَأَيُّ قَلْبٍ لَكِ أَيتُهَا المَرأةُ وَأَيُّ قَلبٍ لَكَ أَيهَا الرَّجُل!

كَانَ صرَاخُهَا يَعلُو وَأَقْنِعَتُهَا تَسَاقَطُ وَهُوَ يَجُرُّ قَدَميهِ فَجَوادَهُ فِي ذَاكَ الطَّرِيقِ الذِي قَسَرَتْهُ إِلَيهِ يَتَأَلَّمُ لِمَا آلَتْ إِلَيهِ حَالُهُ وَبِمَا أَرْهَقَهُ بِهِ سُؤَالُهُ وَبِمَا أَشْغَلَهُ ذَاكَ كُلّهُ عَنْ طَلَبِهِ لا يَنَالُهُ ، يُقَلِّبُ بَصَرَهُ تَأَهُّبًا وَتَوَجُّسًا وَيُصَارِعُ فِكْرَهُ تَأَسُّفًا وَتَعَفُّفًا.
لَقَدْ كَانَ أَطْعَمَ المَرْأَةَ زَادَهُ ، وَأَرْكَبَهَا جَوَادَهُ ، وَشَارَكَهَا وِسَادَهُ ، وَأَسْكَنَهَا رَغْمَ الأَسَى فُؤَادَهُ فَمَا وَجَدَهَا إِلا تُوْرِدُهُ التَّهْلُكَةَ وَتَتَّهِمْهُ بِهَا ، وَتُجْهِدُهُ المُستَحِيلَ وَتَخْذُلُهُ فِيهِ ، وَتَأمُرُهُ بِالعَدِلِ وَهِيَ تَظْلِمُهُ.

أَقبَلَ مَساءٌ آخرُ بِقَلبٍ مُشْفِقٍ عَلَيهِ عَلَّهُ يَستَرِيحُ. جَلَسَ يُقَلِّبُ عَلَى نَارٍ أَشْعَلَهَا أَرْنَبًا اقْتَنَصَهُ قَبْلَ أَنْ تُوَدِّعَ الشَّمْسُ مَدَارَهَا وقَدْ تَنَقَّلَ بَصَرُه بِهُدُوءٍ بِينَ الطِّفْلَتينِ وَقَدْ جَلَسَتَا غَيرَ قَريبٍ مِنْ مَوضِعِ النَّارَينِ طَلَبًا للسَّكينَةِ وَبَينَ الأُفُقِ المُمْتَدِّ عَلَى مَدَى الأَحزَانِ الدَّفينَةِ.
ــ مُبَارَكٌ عَلَيكَ الزَّوَاجُ يَا بُنَيَّ وَأَعَانَكَ اللهُ عَلَى أَمْرِكَ فِيهِ.
رَنَا بِصَمْتٍ وَتَسَاؤُلٍ فَأَرْدَفَ الشَّيخُ:
ــ اصْبِرْ لِحُكْمِ اللهِ وَلا تَضْجَرْ ، واسْتعِنْ باللهِ ولا تَعجَزْ ، وَأَدْعُو اللهَ للجَميعِ بالهِدايَةِ فلا يَأْتِي يَومٌ تُدْرِكُ فِيهِ مَا ......
ــ أَمَا انْتَهَى هَذا الشوَاءُ؟! قَدْ بَاتَ كُلُّ شَيءٍ مُمِلا وَمُزْعِجًا. مَتَى يَنْتهِي هَذَا كُلَّهُ وَنَصِلُ إِلى حَيثُ أُرِيدُ؟!
هَكَذَا أشعَلتْ عَلَيهِ خَوَاطِرَهُ بِصَوتٍ عَالٍ وَتَوَتُّرٍ شَدِيدٍ.
ــ أَلَمْ أَقُلْ لَكِ إِنَّكِ لَنْ تَسْتَطِيعِي مَعِيَ صَبْرا؟!
ــ هَكَذَا أَنْتَ دَائِمًا! مَنْ تَظُنُّ نَفْسَكَ لِتُحَدِّثنِي بِمِثلِ هَذهِ اللهْجَةِ؟! انْتَبِهْ جَيدًا لِمَا تَقُولُ وَحاذِرْ فَلا تَتجَاوَزَ مَعِيَ حُدُو.....
قَامَ فَجْأةً مَنْتَفِضًا يَصْرُخُ بِهَا:
ــ ارْتَدِّي إِلَى الوَرَاءِ بِسُرْعَةٍ ... هَيَّا ، هَيَّا ...!
لَمْ تَسْمَعْ لَهُ ، بَلْ رمَقَتهُ مُتَنَمِّرَةً ، وقَبْلَ أَنْ تَوَاصِلَ كَلامَهَا ذَاكَ قَفَزَ يَدْفَعُهَا إِلَى الخَلْفِ بِقُوَّةٍ أَسقَطتْها عَلَى بَعْضِ صُخُورٍ نَاتِئَةٍ إِلَى حَيثُ كَانَ ابْنَتَاهَا.
ــ قَدْ آذَيتَنِي قَاتَلَكَ اللهُ! خَدَشْتَ سَاقِي وَآذَيتَ ذِرَاعِي. أَيُّ خُلقٍ خَسِيسٍ ، وأيُّ تَصَرّفٍ دَنِيءٍ!
التَفَتتْ إِليهِ وَزَمْجَرَتْ:
ــ أَهَذِهِ هِيَ فرُوسِيتُكَ المَزيَّفَةُ وَرُجُولَتكَ المَزْعُوووو!
تَوَقَّفَتْ فَجْأَةً فَقَدْ رَأَتْ وَجْهًا غَرِيبَا مرِيبًا قَد ارْتَسَمَتْ عَلَيهِ ابْتِسَامَةُ زَهْوٍ وَظَفَرٍ يسْتَنِدُ بِتَبَاهٍ إِلى صَخْرَةٍ كَبيرَةٍ سَدَّتِ الطَرِيقَ خَلفَهُ.

وَفِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنْ تِلكَ الليلةِ كَانَتْ جَلْجَلَةُ ضَحِكَاتِهَا تُزَفُّ عَرُوسًا فِي أَحَدِ الكُهُوفِ تَعْلُو عَلَى صَهِيلِ جَوَادٍ حَزِينٍ يَرْكُلُ عَبَثًا تِلكَ الصَّخْرَةَ الكَبيرَةَ بأَقْدَامِهِ وَفِي عَينَيهِ دَمْعَةُ وَفَاءٍ.

نادية بوغرارة
16-04-2010, 09:47 PM
حين بدأت قراءة هذه القصة ظننت أن الأمرمتعلق بإعادة صياغة قصة من قصص القرآن الكريم ،

ثم وجدتها حكاية فروسية و مروءة يستعصي إدراكها من طرف العوام ،

و تابعت القراءة فكأنها حكاية من حكايا ألف ليلة و ليلة ، تزف الحسناء فيها لمارد الجبل ،

عقابا لها على تمردها و قلة صبرها ، وقد أعادنا المشهد الأخير إلى سبب اللقاء بين البطلين ،

هذا الحدث الذي نجت منه المرأة في أول مرة ، ووقعت في شراكه في الثانية .

و ختمت القصة بأخلاق الفرسان ، و تفاني المنقذ ووفائه رغم حزنه القديم و الأذى الجديد .

براعة و حبكة و مقدرة فنية عالية و لغة راقية و غنية جدا، تجعل القارئ يقف عند كل مشهد

يستنبط الدلالات ، و يفك الرموز ، و يغوص في ما وراء السطور ، عله يصل إلى تحليل يليق بمستوى النص ،

و فهم يرقى إلى مضمون القصة .

تقبل مروري أخي الكريم .

لطيفة أسير
16-04-2010, 10:28 PM
طريقة جميلة في السرد تمتح من النص القرآني فيزداد الحكي بهاء وجمالا
فروسية باتت حلما كسائر أحلامنا التي اغتصبت في مهدها
تحية لك أستاذي القدير سمير العمري

آمال المصري
16-04-2010, 10:55 PM
الأديب الكبير صاحب اللغة الطائرة بجناحيْ العنقاء العربية الباذخة ...
نص من الطراز العابق بالتميز ولغة تشمخ أشرعتها لتعانق النور
سيدي الفاضل ... أراك هنا تتحدى واحة القصة بطرحك المتميز الذي أوحى لنا في طرحه بالأصالة وكأنه يمتح لأحد مدارس الشعر العربي
نص قل مايقال أن بينه وبين مانشر هذا الأسبوع بونا كبيراً يدفع المتلقي أن يقرأه مرارا لينهل من عذب إبداعه , وليقتبس من نور حرفه وبلاغته
أرشحها للماسية خلال شهر أبريل
تقديري الشديد وجل احترامي

ربيحة الرفاعي
17-04-2010, 02:03 AM
أأقول ليته لم يلتفت للصوت وراءه؟ ... لما كان هو إذا، ولما كان للفروسية ما لها.
أفأقول ليتها لم تملك من الأقنعة ما ملكت؟ ... لما كانت للفرسان إذا ميادين شهادة يصبون إليها.
أي استرجاع هذا لعهود يتورط بها الحق فتعانق الباطلَ كفه
ألا تعسا لقوم يدشنون عروش ذلّهم على أضرحة شهداء العز


حبكة للحدث تنطق بملكة تركيبية مميزة، تجلت في تنقل باهر بين اللحظة القائمة والغابرة باستراجاع متكرر لبدايات ورطة رسمت نهايات الجمال، وسوق مذهل للمتواليات، يحيل العيون القارئة من متتبعة للحروف الى محدقة محملقة ...
أذهلني النص فكأنما أشربه ولا اقرأه
***
بقي أن أقول ... كانت في السطور الأخيرة قصة بحالها
ولو قراناها وحدها لكفت لإذهالنا



قَامَ فَجْأةً مَنْتَفِضًا يَصْرُخُ بِهَا:
ــ ارْتَدِّي إِلَى الوَرَاءِ بِسُرْعَةٍ ... هَيَّا ، هَيَّا ...!
لَمْ تَسْمَعْ لَهُ ، بَلْ رمَقَتهُ مُتَنَمِّرَةً ، وقَبْلَ أَنْ تَوَاصِلَ كَلامَهَا ذَاكَ قَفَزَ يَدْفَعُهَا إِلَى الخَلْفِ بِقُوَّةٍ أَسقَطتْها عَلَى بَعْضِ صُخُورٍ نَاتِئَةٍ إِلَى حَيثُ كَانَ ابْنَتَاهَا.
ــ قَدْ آذَيتَنِي قَاتَلَكَ اللهُ! خَدَشْتَ سَاقِي وَآذَيتَ ذِرَاعِي. أَيُّ خُلقٍ خَسِيسٍ ، وأيُّ تَصَرّفٍ دَنِيءٍ!
التَفَتتْ إِليهِ وَزَمْجَرَتْ:
ــ أَهَذِهِ هِيَ فرُوسِيتُكَ المَزيَّفَةُ وَرُجُولَتكَ المَزْعُوووو!
تَوَقَّفَتْ فَجْأَةً فَقَدْ رَأَتْ وَجْهًا غَرِيبَا مرِيبًا قَد ارْتَسَمَتْ عَلَيهِ ابْتِسَامَةُ زَهْوٍ وَظَفَرٍ يسْتَنِدُ بِتَبَاهٍ إِلى صَخْرَةٍ كَبيرَةٍ سَدَّتِ الطَرِيقَ خَلفَهُ.
وَفِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنْ تِلكَ الليلةِ كَانَتْ جَلْجَلَةُ ضَحِكَاتِهَا تُزَفُّ عَرُوسًا فِي أَحَدِ الكُهُوفِ تَعْلُو عَلَى صَهِيلِ جَوَادٍ حَزِينٍ يَرْكُلُ عَبَثًا تِلكَ الصَّخْرَةَ الكَبيرَةَ بأَقْدَامِهِ وَفِي عَينَيهِ دَمْعَةُ وَفَاءٍ


يا لصخرة تحجب زئير الحق، لتجلجل في وكرها ضحكات الباطل، ويا لنصوصك كيف تحملنا الى حيث نغرق في محاولة الانتقال بأرواحنا الى مسرحها.


دمت ولك كل الألق

مازن لبابيدي
17-04-2010, 09:22 AM
الرائع أبا حسام
جئت لأستمتع بروعة الوصف وجمال السرد والحبك ، فغرقت في بحر من البديع تلاطمت أمواجه يزخر بلآلئ البيان والاقتباسات القرآنية التي وظفتها في أنسب المواضع لغة وحدثاً .
أما القصة نفسها فحكاية في الفروسية وفروسية في الحكاية من فارس تقلد سيف البيان .
ربط الأجزاء موفق جداً يجعل القارئ مربوطاً في كل جزء إلى غيره ، فالمقدمة تشوقه للحدث والحدث يغرقه في الحبكة والحبكة تعيده إلى المقدمة حيناً وتجره إلى الخاتمة أخرى ، والتي جاءت مدهشة حقاً وإن تبدى شيء من ملامحها بالتدريج لكنه دون كشف لحظة التنوير .
اختيار الشخصيات كذلك يدل على دراية وحرفية كبيرة ، فالشيخ الطيب - على الأقل كما ظنه الفارس ، وأقل ما يقال أنه أب يريد سعادة ابنته والاطمئنان عليها مع فارس شهم يحميها ، وربما من نفسها كذلك - أقول هذا الشيخ الطيب كان رمزاً لخير سابق جاء بعده شر حاضر تمثل في ابنته ، والطفلتان رمز للأمل في المستقبل وأرى في كونهما اثنتين دلالة على استمرار الصراع بين الخير والشر .
الرمز إلى الوفاء بالحصان فيه العبرة والدرس الذي لا يخفى على لبيب .

أخي أبا حسام ، قصتك بدون مجاملة تستحق الإعجاب والتقدير العالي .
مع تحيتي وخالص ودي

محمد ذيب سليمان
17-04-2010, 05:44 PM
من خلال نص كهذا تعيدنا الى الأوائل ممن يمتلكون زمام الحرف والكلم
يصوغونه كيف يشاؤون ويوجهونه ىأنى أرادوا
ثم الطريقة المتبعة في سرد التفاصيل
التي تتحرك بنا أماما وخلفا دون الإخلال في روحية النص
نص مبهر وطريقة ماتعة في استرجاع الأحداث ومتابعتها
دمت مبدعا

أحمد عيسى
17-04-2010, 07:27 PM
الأستاذ الرائع ، والأديب المبدع : د.سمير العمري

لله درك أيها الشاعر الجميل ، والقاص المتمكن ، كيف جعلت القص سهلاً بين يديك ، والكلام عذباً في حروفك وبين سطورك ، وكيف حركت القلوب ، واستعنت بكلامٍ من محكم التنزيل ، فأسرت قلوبنا بقصتك العظيمة ، وسردها المتقن الأنيق ..

انحبست أنفاسنا مع هذا الفارس العظيم ، وتلك الزوجة الجاحدة ، التي لم تطق معه صبراً ، ولم تنتظر نهاية الرحلة ، ولم تعرف أي نعمة أنعم الله بها عليها ..
ثم كانت اللحظة الفاصلة ، حين أراد أن ينقذها من تلكم الصخرة التي كادت أن تسقط فوقها ، فأنقذها ، ولكن بأن أصبحت الصخرة فاصلاً ، بينها وبينه .. حاجزاً بين قلبه الطيب وبين تناقضاتها هي ..
فكان لها أن تزف الى آخر .. ممكن يسكنون الجبال ،ويبيتون في الكهوف .. ربما لوحش آخر ، تعرف معه في أي نعمة كانت ..

قصة سيقت باقتدار ، وأكثر ما أعجبني فيها لغتها القوية ، وحتماً كان شاعرنا يصوغها وكأنه أمام قصيدة رائعة متقنة ..

أحييك أستاذي ، وأرشحها للماسية دون ذرة مجاملة ..

يبدو أن الشعراء جاءوا ينافسونا هنا .. وانها لمنافسة حميدة ..

الطنطاوي الحسيني
17-04-2010, 08:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا اخي سمير لن أنقد فأنا لست أهلا لنقد هذا العمل الضخم الفذ
قصة نتعلم منها الكثير والكثير حين ننقش خربشاتنا القصصية
رائعة كروعة روحك ايها الجميل
تقبل حبي وتقدير وامتناني

نزار ب. الزين
18-04-2010, 03:30 AM
أخي المبدع الدكتور سمير
ظننت نفسي أنني أقرأ للأصمعي
أو لأحد أصحاب المعلقات
لغة امتلكت زمامها
و أسلوب أشبعته تشويقا
سلم مدادك ذهبيا و دمت مبدعا راقيا
نزار

وفاء شوكت خضر
18-04-2010, 07:43 PM
علمني أحد أساتذتي أن أقرأ النص ثلاثا قبل الرد ..
لكن هنا ساتروى واقرأه ثلاثا وثلاثا وثلاثا ..
لعلي أخرج بما يليق بهذا النص الأدبي القصصي الذي حمل صفة الجمال الشامل لغة وتصويرا وحبكا وتشويقا
وفكرة رصعت بالحكمة ..


أخي في الله وأستاذي د. سمير العمري ..
أنت غني عن كل مديح وأنت الشاعر الفذ وألأديب السامق ..
يكفي أن أقول في هذا النص أنه رسالة موجهة لها هدفها السامي ..
وهذا ما تعودناه في نصوصك القصصية .

حماك رب السماء ورعاك .
تحيتي .

د. سمير العمري
19-04-2010, 01:55 AM
حين بدأت قراءة هذه القصة ظننت أن الأمرمتعلق بإعادة صياغة قصة من قصص القرآن الكريم ،

ثم وجدتها حكاية فروسية و مروءة يستعصي إدراكها من طرف العوام ،

و تابعت القراءة فكأنها حكاية من حكايا ألف ليلة و ليلة ، تزف الحسناء فيها لمارد الجبل ،

عقابا لها على تمردها و قلة صبرها ، وقد أعادنا المشهد الأخير إلى سبب اللقاء بين البطلين ،

هذا الحدث الذي نجت منه المرأة في أول مرة ، ووقعت في شراكه في الثانية .

و ختمت القصة بأخلاق الفرسان ، و تفاني المنقذ ووفائه رغم حزنه القديم و الأذى الجديد .

براعة و حبكة و مقدرة فنية عالية و لغة راقية و غنية جدا، تجعل القارئ يقف عند كل مشهد

يستنبط الدلالات ، و يفك الرموز ، و يغوص في ما وراء السطور ، عله يصل إلى تحليل يليق بمستوى النص ،

و فهم يرقى إلى مضمون القصة .

تقبل مروري أخي الكريم .


أشكر لك هذه القراءة الكريمة أيتها الأديبة المميزة ، وأرجو أن لا تأخذك اللغة ولا ذلك الاقتباس القرآني عن المعاني المطروحة في ذلك النص بما فيها ما يقدمه ذلك الاقتباس من إضافات مهمة للمعنى بزعمي.

هو نص أحببت أن أشارك به في دعم هذا النشاط المتواتر في قسم القصة ولكل الحق في أن يقرأه كيف شاء.


تقديري

د. سمير العمري
19-04-2010, 03:27 PM
طريقة جميلة في السرد تمتح من النص القرآني فيزداد الحكي بهاء وجمالا
فروسية باتت حلما كسائر أحلامنا التي اغتصبت في مهدها
تحية لك أستاذي القدير سمير العمري

بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة وأشكرك على هذا المرور الكريم.

وحتى لو اغتصبت في مهدها فسنظل دوما ندعو إليها وإلى كل فضيلة وإلا فسد الكون.



تحياتي

د. سمير العمري
20-04-2010, 05:32 PM
الأديب الكبير صاحب اللغة الطائرة بجناحيْ العنقاء العربية الباذخة ...
نص من الطراز العابق بالتميز ولغة تشمخ أشرعتها لتعانق النور
سيدي الفاضل ... أراك هنا تتحدى واحة القصة بطرحك المتميز الذي أوحى لنا في طرحه بالأصالة وكأنه يمتح لأحد مدارس الشعر العربي
نص قل مايقال أن بينه وبين مانشر هذا الأسبوع بونا كبيراً يدفع المتلقي أن يقرأه مرارا لينهل من عذب إبداعه , وليقتبس من نور حرفه وبلاغته
أرشحها للماسية خلال شهر أبريل
تقديري الشديد وجل احترامي






أشكر لك من القلب يا رنيم هذا الرد الكريم ، ولعلني أقدر لك قراءتك العابرة والمعبرة في آن معا لما كتبت ، والحقيقة أنني لا أرب لي في تحد ولا منافسة وإنما أنا رجل يكتب مشاركا بقصد الدعم والحث للجهد المبارك الذي يسعى للارتقاء بقسم القصة في واحة الخير وأعلم أن هذا يسعد أناسا كثرا.

أشكرك مرة أخرى بل مرتين ، وأرجو أن أكون دعما حقيقيا لفن القصة رغم ضيق وقتي.


تحياتي

مرحة عبد الوهاب
20-04-2010, 08:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الفاضل سمير العمرى

منذ اللحظة التى وقعت عينى على السطر الأول من فروسية ، ومِن الوهلة الأولى أحسست أننى أمام مجمع للغة العربية الرصينة الأصيلة

سبق وقرأتها أكثر من مرة وإثنين وثلاثة كما ذكرت الأخت والأستاذة الفاضلة وفاء ، وأحسست أيضا أننى أقرا للدكتور طه حسين _ رحمه الله _ وأطال الله عُمركِ

وعَجز لسان التلميذ عن وصف ما بالـ " فروسية" من روائع وزواخر

إلا أنه قال أن الفروسية الحقة

ما هى إلا رائعة

"فروسية"

ولهذا رشحتها ضمن القصص ، للماسية عن شهر ابريل

دمت بعافية وصحة وأدام الله عليك مواهبك المتعددة

تحياتى وتقديرى

د. سمير العمري
26-04-2010, 12:24 AM
أأقول ليته لم يلتفت للصوت وراءه؟ ... لما كان هو إذا، ولما كان للفروسية ما لها.
أفأقول ليتها لم تملك من الأقنعة ما ملكت؟ ... لما كانت للفرسان إذا ميادين شهادة يصبون إليها.
أي استرجاع هذا لعهود يتورط بها الحق فتعانق الباطلَ كفه
ألا تعسا لقوم يدشنون عروش ذلّهم على أضرحة شهداء العز


حبكة للحدث تنطق بملكة تركيبية مميزة، تجلت في تنقل باهر بين اللحظة القائمة والغابرة باستراجاع متكرر لبدايات ورطة رسمت نهايات الجمال، وسوق مذهل للمتواليات، يحيل العيون القارئة من متتبعة للحروف الى محدقة محملقة ...
أذهلني النص فكأنما أشربه ولا اقرأه
***
بقي أن أقول ... كانت في السطور الأخيرة قصة بحالها
ولو قراناها وحدها لكفت لإذهالنا

يا لصخرة تحجب زئير الحق، لتجلجل في وكرها ضحكات الباطل، ويا لنصوصك كيف تحملنا الى حيث نغرق في محاولة الانتقال بأرواحنا الى مسرحها.


دمت ولك كل الألق


تناول نقدي عابر ولكنه حافل بالكثير من الوعي بالعمق وببعض الدلالات التي يحملها النص.

أجدني هنا أبحث عن كلمات تفيك قدرك الكريم أيتها الأديبة الكبيرة فلا أستطيع فتقبلي صمت الممين ردا وشكرا.

دام دفعك ولا حرمنا من نقدك الراقي!

أتمنى لك الخير!


تحياتي

نادية بوغرارة
27-04-2010, 02:15 PM
تهانينا دكتور سمير ،

و ألف مبروك للواحة .:nj::nj:

يمنى سالم
27-04-2010, 02:26 PM
د. سمير العمري

مازلنا نتعلم من القامات الرائعة أمثالك كف نحيك أكفنا الصغيرة لتخرج بنورِ كهذا
مبارك لقصتك الماسية، ومبارك لنا أنت والواحة

ودي

أحمد عيسى
27-04-2010, 09:19 PM
قراءة في ماسية نيسان " فروسية " للدكتور سمير العمري

ليس سهلاً أن تتناول نصاً مثقلاً بالحركة مشبعاً بالصور البلاغية رشيقاً في تناوله منذ العنوان الخاطف : فروسية ، حتى السطر الأخير .
لقد خاض الكاتب تجربة مغايرة تماماً ، فقد أراد للفارس وجواده أن يكونا بطلين ، وللصورة أن تكون عنوان البداية ، صور تجلت منذ السطر الأول ، تهادت رشيقة رتيبة كوقع خطوات الجواد "كإوزٍ حالمٍ يسبح في أصيلٍ على لجين بحيرة ساكنة" واللجين : هو ماء الفضة ، وهو بهذه الصورة الحالمة كأنما أراد تلخيص المشهد قبل بدايته .. ربما منذ بداية الحياة ..
فها هو آدم هنا .. يعيش هانئاً قبل أن يلتقي بها .. انتظاراً لحدثٍ ربما يغير مسار حياته الهادئ تماماً ..
احتفظ الكاتب بهدوء الأحداث ووصف المكان ، بصور غاية في الروعة ، فها هو المساء يراود الشمس عن ضوئها ، ويرسل نسائم الغسق البارد لتلفح وجهها ..فتستسلم وادعة لسحرٍ لا يقاوم ..
إلى هنا والرؤية الفنية تنتشر عبر النص بطريقة مدهشة ، لا تتعارض والحدث ، ولا تمهد إلا لروعة قادمة ومفاجأة تغير مسار الأحداث ..
الهدوء – وقع الحوافر – شدو العصافير
تلازم المشهد قبل أن تشقه صرخات مدوية ، تتصاعد الأحداث ، إذ يلبي الفارس النداء ، فينقذ السيدة وطفلتيها من خبيث كان يضمر لهما سوءاً ، ويعود في رحلة مضنية إلى حيث أشارت ..
رحلة أرادها الكاتب أن تكون مختصرة في السرد مفصلة في عبارات قصيرة أسكنت روح النص الإيجاز منذ بدأت ذروة الأحداث .
المكافأة التي أرادها الشيخ/والدها للفارس كانت بتزويجه إياها ، والخدمة التي أرادها الشيخ منه أن يرعاها وابنتيها ، وأن يحميهما من نوائب الدنيا كما حماهما من ذاك الذئب ..
ربما يذكرنا الحدث – مع بعض الاختلاف - بقصة إبنة سيدنا شعيب التي قالت لأبيها عن سيدنا موسي علي السلام " يا أبت إستأجره إن خيرت من إستأجرت القوي الأمين"
يبدو تأثر الكاتب واضحاً جلياً منذ السطر الأول بالقرآن الكريم ، والقص في القرآن ، ويبدو هذا أكثر وضوحاً في قول الفارس :
(وَلا أَحْسَبُهَا تَسْتَطِيعُ مَعِيَ صَبرًا )
تذكرنا برحلة موسى عليه السلام ، إلى أكثر أهل الأرض علماً ، الخضر عليه السلام
وطلب موسى منه أن يعلمه مما علم رشدا ، ورد الخضر عليه :
"قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا"
كذا كان ردها مشابه لرد موسى عليه السلام حين قالت :
ــ بَلَى أَسْتَطيعُ ، وَلَنْ تَجِدَنِي إِلا صَابِرَةً رَاضِيَةً وَلا أَعصِي لكَ أَمْرًا. يَكْفِينِي أَنْ أَكُونَ فِي كَنَفِكَ آمِنَةً فِي جَنْبٍ ، عَائِشَةً فِي حَدبٍ.
وهنا تنطلق الرحلة في طريق آخر ، ملازمة المرأة وطفليها مع فارس جاء من زمن آخر ، زمن كان يعرف شبحاً جاء من الماضي البعيد ، من زمن عنترة بن شداد ..
ثم تبدأ الجدلية الحوارية بينهما ، هي تريده أن يغامر ، وأن يثبت أحقيته لها ، وبخوض المغامرة ، وهو يرجو السلامة ، رغبة في الحفاظ عليها لا أكثر ، لا جبناً أو خوفاً ..
ــ لِمَ لا نَسْلكُ هذَا الطَّريقَ
-وَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ أُغَامرَ حِرصًا عَليكُمْ.
ــ بَلْ أُرِيدُكَ أَنْ تُغَامِرَ فَهَذَا خَيرٌ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ
نعم ، كما أراد الكاتب ، كانت الأقنعة تتساقط ، واحداً تلو الآخر ، فتبدو حقيقتها البشعة خلف ما كانت تخفيه منذ لقيته ، نكران الجميل واضحاً كان ، وجدل المرأة وعنادها ، يقابله بأس الرجل وتضحيته التي ليس لها حدود ..

بين الفينة والأخرى ، يعود بنا الكاتب إلى بداية الأحداث ، وطلب الشيخ ، التوسل إليه ..
ثم الملل الذي يغلف ملامحها ، نكران الجميل إذ ترهقه بعنادها ويرهقها هو بصمته وحلمه ..
ثم يحضرني ما حدث مع الخضر ، خرق السفينة(أخرقتها لتغرق أهلها) ، قتل الطفل (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ )
ثم الذروة المطلقة ، حين يدفعها جانباً ، تهاجمه وتتهمه بما ليس فيه ..
هي الصخرة إذن ، تسد الطريق بينها وبني فارسها ، لتزف هي إلى همجي من كهف ما ..
كان الفارس وفياً ، وكان الجواد وفياً ، ولم تصن هي العهد ..
(وَفِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنْ تِلكَ الليلةِ كَانَتْ جَلْجَلَةُ ضَحِكَاتِهَا تُزَفُّ عَرُوسًا فِي أَحَدِ الكُهُوفِ تَعْلُو عَلَى صَهِيلِ جَوَادٍ حَزِينٍ يَرْكُلُ عَبَثًا تِلكَ الصَّخْرَةَ الكَبيرَةَ بأَقْدَامِهِ وَفِي عَينَيهِ دَمْعَةُ وَفَاءٍ(

لقد خاض بنا الكاتب رحلة أسطورية ، مر بها مع فارسه عبر الوديان والتلال ، محارباً قوى الشر ، ليكشف في النهاية أن الشر قد يأتي من أقرب الناس ، ممن تدافع عنهم وتدفع حياتك للذود عنهم ، تلك مفارقة يحياها كثير منا ، رمزية تشير إلى واقع اجتماعي سياسي ولا شك ، وقد أتقن الكاتب استغلالها لتصوير حالة راهنة ولكن بقصة جاءت من أساطير الفرسان وزمن الفروسية الذي انتهى .. هل أراد الكاتب أن يدلل على ذلك حين وضع المفارقة ، فارس في زمن لم يعد له ، فارس يدفع حياته من أجل حبيبة لا تستحق ، فارس جاء من رحم التاريخ ..


تلك ملحمة أتقنها العمري ، غاص في ثناياها عبر أسلوب رشيق دقيق ، وبلغة قوية محكمة ، لازمت النص ولم تفترق عنه ، وبصور بلاغية طافت النص وبلغة سرد متقنة أحسن فيها العمري استغلال ملكته اللغوية الواسعة ، وثقافته الغنية .
أستاذي الكبير : د.سمير العمري
سعدت جداً بمعانقة نصك ، فاعذر لي قراءتي المتواضعة

ناريمان الشريف
27-04-2010, 10:01 PM
مبارك .. قصة جديرة بالفوز
تستحق و أكثر
تحياتي



..... ناريمان

مرحة عبد الوهاب
28-04-2010, 09:00 PM
تهنئة صادقة من القلب الأستاذ الفاضل سمير العمرى

لفوز رائعتك "فروسية"

بماسية نيسان ، فهى تستحق

فمبارك لك وعليك وللواحة وعليها
تحياتى

د. سمير العمري
11-05-2010, 12:34 AM
الرائع أبا حسام
جئت لأستمتع بروعة الوصف وجمال السرد والحبك ، فغرقت في بحر من البديع تلاطمت أمواجه يزخر بلآلئ البيان والاقتباسات القرآنية التي وظفتها في أنسب المواضع لغة وحدثاً .
أما القصة نفسها فحكاية في الفروسية وفروسية في الحكاية من فارس تقلد سيف البيان .
ربط الأجزاء موفق جداً يجعل القارئ مربوطاً في كل جزء إلى غيره ، فالمقدمة تشوقه للحدث والحدث يغرقه في الحبكة والحبكة تعيده إلى المقدمة حيناً وتجره إلى الخاتمة أخرى ، والتي جاءت مدهشة حقاً وإن تبدى شيء من ملامحها بالتدريج لكنه دون كشف لحظة التنوير .
اختيار الشخصيات كذلك يدل على دراية وحرفية كبيرة ، فالشيخ الطيب - على الأقل كما ظنه الفارس ، وأقل ما يقال أنه أب يريد سعادة ابنته والاطمئنان عليها مع فارس شهم يحميها ، وربما من نفسها كذلك - أقول هذا الشيخ الطيب كان رمزاً لخير سابق جاء بعده شر حاضر تمثل في ابنته ، والطفلتان رمز للأمل في المستقبل وأرى في كونهما اثنتين دلالة على استمرار الصراع بين الخير والشر .
الرمز إلى الوفاء بالحصان فيه العبرة والدرس الذي لا يخفى على لبيب .

أخي أبا حسام ، قصتك بدون مجاملة تستحق الإعجاب والتقدير العالي .
مع تحيتي وخالص ودي

أيها الحبيب والأديب:

حين يجد الحرف مثلك ممن يقدره وينصفه ويدرك تفاصيل ألمه وأمله وملامح سعادته وشقائه يتجدد شبابه وتشد صهوة همته وألقه ليكتب ويكتب ولو لك ولكل كريم مثلك. أما كل من يذوق المر في الماء الزلال فعليه بأن يتقي الله في نفسه وأن لا يجرمنه شنآن قوم على أن لا يعدل فالعدل أقرب للتقوى.

وإني والله قد كفاني طربا وفخرا أن أقرأ صدى حرفي في مرآة نفسك نقية صافية بما أصابت من جوانب لا يصلها إلا كل مقتدر نزيه فأحسن الوصف وأخلص الرأي.

دمت كريما ودام دفعك!


تحياتي

خالد السوسي
16-05-2010, 11:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أهنئكم استاذي القدير سمير العمري فوز رائعتكم بماسية نيسان وأتمنى لكم وارجو الله لكم المزيد من التالق والابداع في عالم ما له حدود ولا قيود

أما رائعتكم فقد اثارت انتباهي وشدت انفاسي ولم امل من قراءة احداثها وكلما قرات سطرا تشوقت لمعرفة ما يخفيه السطر الثاني من أحداث وسارت حكايتكم كأنني استمتع بخرير مياه نهر جار وسط مروج وبساتين وازهار وفجأة توقف النهر عن الجريان واختفت المروج والازهار واستوقفني صهيل الجواد الحزين ونهاية المرأة التعسية فقلت لنفسي لقد انصفت استاذي وحكمت عليها عدلا وجازيت عنادها واصرارها...

فشكرا جزيلا لكم استاذي الفاضل على " فروسيتكم " المميزة والرائعة وبارك الرحمن فيكم وأنعم عليكم وزادكم من فضله وكرمه ومننه ووفقكم واعانكم ويسر لكل خير وهدى اقوالكم واعمالكم

تقديري ومودتي

د. سمير العمري
17-05-2010, 01:36 AM
من خلال نص كهذا تعيدنا الى الأوائل ممن يمتلكون زمام الحرف والكلم
يصوغونه كيف يشاؤون ويوجهونه ىأنى أرادوا
ثم الطريقة المتبعة في سرد التفاصيل
التي تتحرك بنا أماما وخلفا دون الإخلال في روحية النص
نص مبهر وطريقة ماتعة في استرجاع الأحداث ومتابعتها
دمت مبدعا

بارك الله بك أخي الأديب المبدع والحبيب. هو رأي نعتز به ونفتخر.

وإنما نحاول أن نسهم في دعم الحراك في قسم القصة ولا أرب لنافي غير ذلك.

دام دفعك!


تحياتي

د. سمير العمري
30-05-2010, 07:31 PM
الأستاذ الرائع ، والأديب المبدع : د.سمير العمري

لله درك أيها الشاعر الجميل ، والقاص المتمكن ، كيف جعلت القص سهلاً بين يديك ، والكلام عذباً في حروفك وبين سطورك ، وكيف حركت القلوب ، واستعنت بكلامٍ من محكم التنزيل ، فأسرت قلوبنا بقصتك العظيمة ، وسردها المتقن الأنيق ..

انحبست أنفاسنا مع هذا الفارس العظيم ، وتلك الزوجة الجاحدة ، التي لم تطق معه صبراً ، ولم تنتظر نهاية الرحلة ، ولم تعرف أي نعمة أنعم الله بها عليها ..
ثم كانت اللحظة الفاصلة ، حين أراد أن ينقذها من تلكم الصخرة التي كادت أن تسقط فوقها ، فأنقذها ، ولكن بأن أصبحت الصخرة فاصلاً ، بينها وبينه .. حاجزاً بين قلبه الطيب وبين تناقضاتها هي ..
فكان لها أن تزف الى آخر .. ممكن يسكنون الجبال ،ويبيتون في الكهوف .. ربما لوحش آخر ، تعرف معه في أي نعمة كانت ..

قصة سيقت باقتدار ، وأكثر ما أعجبني فيها لغتها القوية ، وحتماً كان شاعرنا يصوغها وكأنه أمام قصيدة رائعة متقنة ..

أحييك أستاذي ، وأرشحها للماسية دون ذرة مجاملة ..

يبدو أن الشعراء جاءوا ينافسونا هنا .. وانها لمنافسة حميدة ..


بارك الله بك يا أحمد وشكر لك هذا التناول الجميل وهذا الرأي الكريم.

أنت بحق فارس اصيل من فرسان القصة القصيرة وأشهد بذلك دون أدنى ذرة مجاملة سواء ككاتب أو كناقد ومتذوق.

دام دفعك!

وأكرر شكري لك.


تحياتي

د. سمير العمري
02-08-2010, 09:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا اخي سمير لن أنقد فأنا لست أهلا لنقد هذا العمل الضخم الفذ
قصة نتعلم منها الكثير والكثير حين ننقش خربشاتنا القصصية
رائعة كروعة روحك ايها الجميل
تقبل حبي وتقدير وامتناني

بارك الله بك أخي الحبيب ولا حرمني رقيك ونقاءك!

رد كريم برأي نعتز به فلله أنت!

دام دفعك!


تحياتي

محمد عادل المحلاوى
02-08-2010, 09:14 PM
سيدى / د. سمير

كانت هذه أول ماأقرأ لك هنا ولشد مانتبهت إلى كل مفرداتك أحاول تقصيها وموائمة تركيباتك النصية وأفكارك الرائعة وطريقتك النقية فى السرد

الشكر لك

أسامة بابكر قوتة
03-08-2010, 11:49 AM
أستاذنا الدكتور سمير العمري

تحية واحترام

سحرتني والله بهذه اللغة الفخمة ، المتشربة نداوة القرآن وطلاوته ، دون تكلف في سلاسة تريح وتمتع . حفظك الله وفتح عليك أبواب البيان . وأسمح لي أن أشير من مقعد التلميذ ، ومن باب ( سيئات المقربين ، حسنات الأبرار ) - وأنت عندي من المقربين -
وَمَتى مِتُّ سَيَغلِبُهَا القَومُ عَلَى أَمْرِهَا يَسُومُونَها سُوء الهَوانِ وَيُؤْذُونَنِي ـ وَأَنَا الشَّيخُ الجَلِيلُ ـ فِي ذُرِيَّتِي. وصف الشيخ لنفسه بالجليل غير محبب شوش - لجزء من الثانية - على سلاسة استقبال جمالك إن صح فهمي للفظ ( الجليل ) وهو ( عظيم القدر ) وأظن أن المقصود ( الكبير ) أو ( الهرِم ) .

د. سمير العمري
20-02-2011, 07:03 PM
أخي المبدع الدكتور سمير
ظننت نفسي أنني أقرأ للأصمعي
أو لأحد أصحاب المعلقات
لغة امتلكت زمامها
و أسلوب أشبعته تشويقا
سلم مدادك ذهبيا و دمت مبدعا راقيا
نزار


بارك الله بك أخي الكريم وأكرمك ، وأشكر لك مرورك المورق ورأيك المغدق.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

عبدالغني خلف الله
21-02-2011, 05:58 AM
عزيزي الدكتور سمير ..شكراً لك وأنت تعيد هذا النص المترف للواجهة ..وكما قالت الإبنة رنيم أراك أنا ايضاً تتحدى واحة القصة بهذا النص المتميز..يقولون القادم أحلى ويبدو أن ما فات هو الأحلى والأروع .. سلمت لنا من كل سوء .

د. سمير العمري
27-11-2011, 10:27 PM
علمني أحد أساتذتي أن أقرأ النص ثلاثا قبل الرد ..
لكن هنا ساتروى واقرأه ثلاثا وثلاثا وثلاثا ..
لعلي أخرج بما يليق بهذا النص الأدبي القصصي الذي حمل صفة الجمال الشامل لغة وتصويرا وحبكا وتشويقا
وفكرة رصعت بالحكمة ..


أخي في الله وأستاذي د. سمير العمري ..
أنت غني عن كل مديح وأنت الشاعر الفذ وألأديب السامق ..
يكفي أن أقول في هذا النص أنه رسالة موجهة لها هدفها السامي ..
وهذا ما تعودناه في نصوصك القصصية .

حماك رب السماء ورعاك .
تحيتي .

الأخت الكريمة وفاء:

بارك الله بك وشكر لك هذا الرد العابق وهذا الرأي السامق ، فلا حرمني الله من عظيم وفائك!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. سمير العمري
14-04-2012, 08:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الفاضل سمير العمرى

منذ اللحظة التى وقعت عينى على السطر الأول من فروسية ، ومِن الوهلة الأولى أحسست أننى أمام مجمع للغة العربية الرصينة الأصيلة

سبق وقرأتها أكثر من مرة وإثنين وثلاثة كما ذكرت الأخت والأستاذة الفاضلة وفاء ، وأحسست أيضا أننى أقرا للدكتور طه حسين _ رحمه الله _ وأطال الله عُمركِ

وعَجز لسان التلميذ عن وصف ما بالـ " فروسية" من روائع وزواخر

إلا أنه قال أن الفروسية الحقة

ما هى إلا رائعة

"فروسية"

ولهذا رشحتها ضمن القصص ، للماسية عن شهر ابريل

دمت بعافية وصحة وأدام الله عليك مواهبك المتعددة

تحياتى وتقديرى

بارك الله بك وأكرمك أيتها الأديبة الفاضلة وأشكر لك كريم رأيك وجميل تقريظك!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

وليد عارف الرشيد
15-04-2012, 06:11 AM
لما أقبلت إلى القصة دفعتني وبشكل متعمد إلى مقاربة مع قصة قرآنية، وحين ابتعدت عنها حفزتني للعودة إلى الخلف فوجدتها تخطف خلفًا فتكفينيها وتعود ثم تومض فاتحةً الأفق أكثر ، وأثناء هذا المسير العذب الموشى ببديع الكلم وبهي التصوير وأناقة التقديم كنت أتورط أكثر في الأحداث ، حتى قدم لي صهيل الحزن غصة وذهولا ...
رائعة ولست أهلًا لتقييمها أو محاكاة جمالها، ولكنني أجد نفسي أيها الحبيب مرغمًا على الغوص فيها حتى الركب، وكأني ما بيدي الخيار ..
رائعة حد الدهشة .. وإني أرى الجمال وحدة لا تتجزأ ، سوى أن له وجوهٌ ونكهات ..
أبدعت في كل الفنون الأدبية التي قرأت لك وأجدت ... فماذا بعد سوى التصفيق بحرارة والوقوف طويلًا على ضفاف هذا الجمال ريًّا وتعلما .
لله أنت أيها الأستاذ المبدع المجيد .
محبتي اللا متناهية وكثير تقديري أستاذي وأخي الرائع

د. سمير العمري
23-08-2012, 09:32 PM
تهانينا دكتور سمير ،

و ألف مبروك للواحة .:nj::nj:

بارك الله بك وأكرمك!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. سمير العمري
23-08-2012, 09:33 PM
د. سمير العمري

مازلنا نتعلم من القامات الرائعة أمثالك كف نحيك أكفنا الصغيرة لتخرج بنورِ كهذا
مبارك لقصتك الماسية، ومبارك لنا أنت والواحة

ودي

بارك الله بك أيتها الأديبة المبدعة التي نفتقد حضورها في أفياء واحة الخير!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ناديه محمد الجابي
24-08-2012, 06:46 PM
بلغة بليغة وكلمات ساحرة رسمت لوحة من قصص الخيال ..
وديان وجبال وسهول .. ثم بدأ دور الموسيقى التى أخذت اللب
منا .. فصوت الحوافر التى تتهادى فى نغمات على أديم الأرض
فى خطوات رشيقة , مع شدو لصوت العصافير ..
لتقطع هذة اللوحة المرئية صرخات مدوية .. فينطلق بأخلاق
الفروسية لينقذ صاحبة الإستغاثة ..
تتغير اللوحة فنجده يقف عند أباها الذى يعرض عليه زواجها
ليخف عناؤه عن رعايتها وإبنتيها ..
( لقد كان أطعم المرأة زاده , وأركبها جواده , وشاركها وساده
وأسكنها رغم الأسى فؤاده , فما وجدها إلا تورده التهلكة وتتهمه بها
وتجهده المستحيل وتخذله فيه , وتأمره بالعدل وهى تظلمه )

فى أسلوب قصصى باهر ينتقل بين اللحظة الراهنة وبين الأسترجاع
فنحاول نحن أستخدام كل حواسنا لنمسك بتلابيب القصة ..
ونحاول إستيعاب كل حرف فيها لنصل إلى الخاتمة المبهرة

قصة كأنها قصيدة .. أو قصيدة كأنها قصة
رائعة .. سعدنا بعا وعشنا معها
وكنت بها حقا ( فارس )
تحياتى وتقديرى .

مصطفى حمزة
24-08-2012, 08:19 PM
الأكرم أخي العزيز الدكتور سمير
أسعد الله أوقاتك
يأسرني في الأدب الأوكراني ذلك الوصف الرائع للطبيعة ، الجبال والسهوب والأشجار والوديان ، وكذلك الوصف الدقيق للخيول والفرسان وحياتهم وعاداتهم ، ونبلهم وشجاعتهم في مقارعة العدو ، وصبرهم على الحروب .. وبين الفترة والأخرى أختار قصّة من الأدب الأوكرانيّ لأقرأها وأستمتع بتلك الأجواء . أذكر هنا كمثال رواية " تاراس بولبا " لنيقولا جوجول ، والرواية الساحرة " ماروسيا " لمؤلف مجهول ! والتي تحكي الصراع بين الأوكرانيين والمحتل التتريّ .
حين قرأت قصّتك الفذّة ( الفرسان ) وجدتني في تلك البيئة الساحرة الآسرة ، وما زادها بهاءً إلاّ التأثر بالقرآن الكريم نصّ عبارةٍ ، وقالب قصّةٍ ( قصّة موسى عليه السلام مع العبد الصالح ) . وفي رأيي إنّ القيمة الكبرى لهذه القصّة يكمن في شكلها الأدبيّ ولغتها الفاخرة ، فبهما تحقق معظم التأثير والإمتاع الأدبيين ، لتأتي بعد ذلك الأفكار النبيلة المطروحة في أثنائها لترقى بها إلى مصافّ النصوص الباقية ما بقي الخلق النبيل ، والنبلاء .
تقبل مني تحياتي ، وتقديري الدائم

كاملة بدارنه
12-09-2012, 11:05 PM
غرّدت حساسين اللّغة على أغصان الجمال، فشنّفت أذاننا ببديع الكلام، وببيانه، وحاكت لنا أحداثا متماسكة الخيوط أخذتنا بلهفة وشوق نحو النّهاية التي فغرت فاه الدّهشة !
رائعة وأكثر أستاذنا الأخ الدّكتور سمير
بوركت
تقديري وتحيّتي

د. سمير العمري
26-11-2012, 09:35 PM
قراءة في ماسية نيسان " فروسية " للدكتور سمير العمري

ليس سهلاً أن تتناول نصاً مثقلاً بالحركة مشبعاً بالصور البلاغية رشيقاً في تناوله منذ العنوان الخاطف : فروسية ، حتى السطر الأخير .
لقد خاض الكاتب تجربة مغايرة تماماً ، فقد أراد للفارس وجواده أن يكونا بطلين ، وللصورة أن تكون عنوان البداية ، صور تجلت منذ السطر الأول ، تهادت رشيقة رتيبة كوقع خطوات الجواد "كإوزٍ حالمٍ يسبح في أصيلٍ على لجين بحيرة ساكنة" واللجين : هو ماء الفضة ، وهو بهذه الصورة الحالمة كأنما أراد تلخيص المشهد قبل بدايته .. ربما منذ بداية الحياة ..
فها هو آدم هنا .. يعيش هانئاً قبل أن يلتقي بها .. انتظاراً لحدثٍ ربما يغير مسار حياته الهادئ تماماً ..
احتفظ الكاتب بهدوء الأحداث ووصف المكان ، بصور غاية في الروعة ، فها هو المساء يراود الشمس عن ضوئها ، ويرسل نسائم الغسق البارد لتلفح وجهها ..فتستسلم وادعة لسحرٍ لا يقاوم ..
إلى هنا والرؤية الفنية تنتشر عبر النص بطريقة مدهشة ، لا تتعارض والحدث ، ولا تمهد إلا لروعة قادمة ومفاجأة تغير مسار الأحداث ..
الهدوء – وقع الحوافر – شدو العصافير
تلازم المشهد قبل أن تشقه صرخات مدوية ، تتصاعد الأحداث ، إذ يلبي الفارس النداء ، فينقذ السيدة وطفلتيها من خبيث كان يضمر لهما سوءاً ، ويعود في رحلة مضنية إلى حيث أشارت ..
رحلة أرادها الكاتب أن تكون مختصرة في السرد مفصلة في عبارات قصيرة أسكنت روح النص الإيجاز منذ بدأت ذروة الأحداث .
المكافأة التي أرادها الشيخ/والدها للفارس كانت بتزويجه إياها ، والخدمة التي أرادها الشيخ منه أن يرعاها وابنتيها ، وأن يحميهما من نوائب الدنيا كما حماهما من ذاك الذئب ..
ربما يذكرنا الحدث – مع بعض الاختلاف - بقصة إبنة سيدنا شعيب التي قالت لأبيها عن سيدنا موسي علي السلام " يا أبت إستأجره إن خيرت من إستأجرت القوي الأمين"
يبدو تأثر الكاتب واضحاً جلياً منذ السطر الأول بالقرآن الكريم ، والقص في القرآن ، ويبدو هذا أكثر وضوحاً في قول الفارس :
(وَلا أَحْسَبُهَا تَسْتَطِيعُ مَعِيَ صَبرًا )
تذكرنا برحلة موسى عليه السلام ، إلى أكثر أهل الأرض علماً ، الخضر عليه السلام
وطلب موسى منه أن يعلمه مما علم رشدا ، ورد الخضر عليه :
"قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا"
كذا كان ردها مشابه لرد موسى عليه السلام حين قالت :
ــ بَلَى أَسْتَطيعُ ، وَلَنْ تَجِدَنِي إِلا صَابِرَةً رَاضِيَةً وَلا أَعصِي لكَ أَمْرًا. يَكْفِينِي أَنْ أَكُونَ فِي كَنَفِكَ آمِنَةً فِي جَنْبٍ ، عَائِشَةً فِي حَدبٍ.
وهنا تنطلق الرحلة في طريق آخر ، ملازمة المرأة وطفليها مع فارس جاء من زمن آخر ، زمن كان يعرف شبحاً جاء من الماضي البعيد ، من زمن عنترة بن شداد ..
ثم تبدأ الجدلية الحوارية بينهما ، هي تريده أن يغامر ، وأن يثبت أحقيته لها ، وبخوض المغامرة ، وهو يرجو السلامة ، رغبة في الحفاظ عليها لا أكثر ، لا جبناً أو خوفاً ..
ــ لِمَ لا نَسْلكُ هذَا الطَّريقَ
-وَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ أُغَامرَ حِرصًا عَليكُمْ.
ــ بَلْ أُرِيدُكَ أَنْ تُغَامِرَ فَهَذَا خَيرٌ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ
نعم ، كما أراد الكاتب ، كانت الأقنعة تتساقط ، واحداً تلو الآخر ، فتبدو حقيقتها البشعة خلف ما كانت تخفيه منذ لقيته ، نكران الجميل واضحاً كان ، وجدل المرأة وعنادها ، يقابله بأس الرجل وتضحيته التي ليس لها حدود ..

بين الفينة والأخرى ، يعود بنا الكاتب إلى بداية الأحداث ، وطلب الشيخ ، التوسل إليه ..
ثم الملل الذي يغلف ملامحها ، نكران الجميل إذ ترهقه بعنادها ويرهقها هو بصمته وحلمه ..
ثم يحضرني ما حدث مع الخضر ، خرق السفينة(أخرقتها لتغرق أهلها) ، قتل الطفل (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ )
ثم الذروة المطلقة ، حين يدفعها جانباً ، تهاجمه وتتهمه بما ليس فيه ..
هي الصخرة إذن ، تسد الطريق بينها وبني فارسها ، لتزف هي إلى همجي من كهف ما ..
كان الفارس وفياً ، وكان الجواد وفياً ، ولم تصن هي العهد ..
(وَفِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنْ تِلكَ الليلةِ كَانَتْ جَلْجَلَةُ ضَحِكَاتِهَا تُزَفُّ عَرُوسًا فِي أَحَدِ الكُهُوفِ تَعْلُو عَلَى صَهِيلِ جَوَادٍ حَزِينٍ يَرْكُلُ عَبَثًا تِلكَ الصَّخْرَةَ الكَبيرَةَ بأَقْدَامِهِ وَفِي عَينَيهِ دَمْعَةُ وَفَاءٍ(

لقد خاض بنا الكاتب رحلة أسطورية ، مر بها مع فارسه عبر الوديان والتلال ، محارباً قوى الشر ، ليكشف في النهاية أن الشر قد يأتي من أقرب الناس ، ممن تدافع عنهم وتدفع حياتك للذود عنهم ، تلك مفارقة يحياها كثير منا ، رمزية تشير إلى واقع اجتماعي سياسي ولا شك ، وقد أتقن الكاتب استغلالها لتصوير حالة راهنة ولكن بقصة جاءت من أساطير الفرسان وزمن الفروسية الذي انتهى .. هل أراد الكاتب أن يدلل على ذلك حين وضع المفارقة ، فارس في زمن لم يعد له ، فارس يدفع حياته من أجل حبيبة لا تستحق ، فارس جاء من رحم التاريخ ..


تلك ملحمة أتقنها العمري ، غاص في ثناياها عبر أسلوب رشيق دقيق ، وبلغة قوية محكمة ، لازمت النص ولم تفترق عنه ، وبصور بلاغية طافت النص وبلغة سرد متقنة أحسن فيها العمري استغلال ملكته اللغوية الواسعة ، وثقافته الغنية .
أستاذي الكبير : د.سمير العمري
سعدت جداً بمعانقة نصك ، فاعذر لي قراءتي المتواضعة

أي إبداع وأي جهد مشكور أيها المتبتل في محراب القصة القصيرة الفارس الذي أوقف حرفه وجهده للانتصار لها!

قراءة رائعة أشكرها لك وأشكرها عليها ويسرني أن تقع القصة في نفسك هذا الموقع الحسن!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

لانا عبد الستار
26-11-2012, 11:52 PM
قصة غدر أخرى
فروسية ومروءة ونبل يقابلها جحود وغدر

قرأت في قصة سابقة لك دكتور سمير العمري جحود وغدر الانسان يقابله وفاء الكلب
وهنا جحود وغدر الانسان يقابله وفاء الفرس

هل هو يأس من الوفاء في البشر ؟

قصة جميلة وقاص غير عادي

يا أمير الأدب
أشكرك

نداء غريب صبري
02-12-2012, 12:19 AM
الفروسية التي اختفت وراح زمانها
والنبل الذي لم يعد موجودا إلا لدى القليل القليل من الناس
والفارس الذي يقوم بدوره حتى اللحظة الأخيرة حتى تجاه الذين لا يستحقون
والوفاء والغدر والشهادة ..
قصة رائعة
لغتها وسردها وجمال والوصف فيها كلها تذكرنا بأننا ما نزال بحاجة للكثير لنتعلمه

سيدي أمير الواحة
عندما اقرأ نصوصك أكتفي بعدها وأشعر أن الوجبة اثقل من أن أتناول بعدها حتى قطعة حلوى

شكرا لك

بوركت

محمد الشرادي
02-12-2012, 10:44 AM
أستاذ سمير
رأيت في النص استلهاما لقصة موسى عليه السلام و الخضر القطب الصوفي الذي منحه الله العرفان دون رسالة.
و حتى معجم النص فيه الكثير مما جاء في قصتهما في القرآن الكريم. لكنه استلهام ديناميكي منحنا نصل شائقا ك.
بلغت تمتح من المتن القرآني و من أخلاقه. وقيم المروءة و الرجولة.
دمت بألف خير .

براءة الجودي
26-12-2012, 12:51 AM
مبهر , نعم مبهر ماقرأته هنا ..
سبحان الله ..!
وإنَّ من البيان لسحرا
الوصف , السرد , التشويق , الغموض فيه كله روعة , ولأقل الحقيقة أني لم أفهم المقصد والمعنى من القصة جيدا إلا بعد متابعتي لتوضيح الأعضاء , ولاأزال أرى أن ماقرأته من توضيح غير كافٍ
أشعر بأن هناك لايزال يحتاج النظر فيه وسبر أغواره
استاذ سمير ..
لهذا القلم الكبير نرفع قبعتنا احتراما وتبجيلا
زادك الله حُسنًا ورفع شأنك

د. سمير العمري
23-01-2013, 07:36 AM
مبارك .. قصة جديرة بالفوز
تستحق و أكثر
تحياتي



..... ناريمان

بارك الله بك أيتها المكرمة ، والفوز الحقيقي إنما هو في رد كريم كهذا الرد.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
12-03-2013, 11:39 PM
تهنئة صادقة من القلب الأستاذ الفاضل سمير العمرى

لفوز رائعتك "فروسية"

بماسية نيسان ، فهى تستحق

فمبارك لك وعليك وللواحة وعليها
تحياتى

بارك الله بك وأكرمك أيتها الفاضلة فوز النص هو بقراءة أمثالك له.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
22-05-2013, 10:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أهنئكم استاذي القدير سمير العمري فوز رائعتكم بماسية نيسان وأتمنى لكم وارجو الله لكم المزيد من التالق والابداع في عالم ما له حدود ولا قيود

أما رائعتكم فقد اثارت انتباهي وشدت انفاسي ولم امل من قراءة احداثها وكلما قرات سطرا تشوقت لمعرفة ما يخفيه السطر الثاني من أحداث وسارت حكايتكم كأنني استمتع بخرير مياه نهر جار وسط مروج وبساتين وازهار وفجأة توقف النهر عن الجريان واختفت المروج والازهار واستوقفني صهيل الجواد الحزين ونهاية المرأة التعسية فقلت لنفسي لقد انصفت استاذي وحكمت عليها عدلا وجازيت عنادها واصرارها...

فشكرا جزيلا لكم استاذي الفاضل على " فروسيتكم " المميزة والرائعة وبارك الرحمن فيكم وأنعم عليكم وزادكم من فضله وكرمه ومننه ووفقكم واعانكم ويسر لكل خير وهدى اقوالكم واعمالكم

تقديري ومودتي

بارك الله بك أيها الأديب الكريم ، واشكر لك حرفك الرزاهر وردك الراقي ، وأشكرك على تقريظك الكريم!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
30-08-2013, 12:55 AM
سيدى / د. سمير

كانت هذه أول ماأقرأ لك هنا ولشد مانتبهت إلى كل مفرداتك أحاول تقصيها وموائمة تركيباتك النصية وأفكارك الرائعة وطريقتك النقية فى السرد

الشكر لك

بارك الله بك أيها الأديب الكريم ، واشكر لك حرفك الزاهر وردك الراقي ، وأشكرك على تقريظك الكريم!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
11-01-2014, 07:30 PM
أستاذنا الدكتور سمير العمري

تحية واحترام

سحرتني والله بهذه اللغة الفخمة ، المتشربة نداوة القرآن وطلاوته ، دون تكلف في سلاسة تريح وتمتع . حفظك الله وفتح عليك أبواب البيان . وأسمح لي أن أشير من مقعد التلميذ ، ومن باب ( سيئات المقربين ، حسنات الأبرار ) - وأنت عندي من المقربين - وصف الشيخ لنفسه بالجليل غير محبب شوش - لجزء من الثانية - على سلاسة استقبال جمالك إن صح فهمي للفظ ( الجليل ) وهو ( عظيم القدر ) وأظن أن المقصود ( الكبير ) أو ( الهرِم ) .

بارك الله وحقظك أيها الحبيب ، وأتفهم وجهة نظرك الكريمة ولي في هذا اللفظ مآرب عدة وأحدها مفردة دقيقة مناسبة.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
09-05-2014, 08:52 PM
عزيزي الدكتور سمير ..شكراً لك وأنت تعيد هذا النص المترف للواجهة ..وكما قالت الإبنة رنيم أراك أنا ايضاً تتحدى واحة القصة بهذا النص المتميز..يقولون القادم أحلى ويبدو أن ما فات هو الأحلى والأروع .. سلمت لنا من كل سوء .

بارك الله بك أيها الأستاذ الكريم والأخ الجليل وأشكرك على هذا التفاعل الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
06-07-2014, 02:35 AM
لما أقبلت إلى القصة دفعتني وبشكل متعمد إلى مقاربة مع قصة قرآنية، وحين ابتعدت عنها حفزتني للعودة إلى الخلف فوجدتها تخطف خلفًا فتكفينيها وتعود ثم تومض فاتحةً الأفق أكثر ، وأثناء هذا المسير العذب الموشى ببديع الكلم وبهي التصوير وأناقة التقديم كنت أتورط أكثر في الأحداث ، حتى قدم لي صهيل الحزن غصة وذهولا ...
رائعة ولست أهلًا لتقييمها أو محاكاة جمالها، ولكنني أجد نفسي أيها الحبيب مرغمًا على الغوص فيها حتى الركب، وكأني ما بيدي الخيار ..
رائعة حد الدهشة .. وإني أرى الجمال وحدة لا تتجزأ ، سوى أن له وجوهٌ ونكهات ..
أبدعت في كل الفنون الأدبية التي قرأت لك وأجدت ... فماذا بعد سوى التصفيق بحرارة والوقوف طويلًا على ضفاف هذا الجمال ريًّا وتعلما .
لله أنت أيها الأستاذ المبدع المجيد .
محبتي اللا متناهية وكثير تقديري أستاذي وأخي الرائع

بارك الله بك أيها الأديب الكريم ، واشكر لك حرفك الزاهر وردك الراقي ، وأشكرك على تقريظك الكريم!

ثم إني أراك أنت خير دليل على أن مصدر الإبداع واحد وإن تعددت مشاربه ونكهاته.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
06-08-2014, 01:04 AM
بلغة بليغة وكلمات ساحرة رسمت لوحة من قصص الخيال ..
وديان وجبال وسهول .. ثم بدأ دور الموسيقى التى أخذت اللب
منا .. فصوت الحوافر التى تتهادى فى نغمات على أديم الأرض
فى خطوات رشيقة , مع شدو لصوت العصافير ..
لتقطع هذة اللوحة المرئية صرخات مدوية .. فينطلق بأخلاق
الفروسية لينقذ صاحبة الإستغاثة ..
تتغير اللوحة فنجده يقف عند أباها الذى يعرض عليه زواجها
ليخف عناؤه عن رعايتها وإبنتيها ..
( لقد كان أطعم المرأة زاده , وأركبها جواده , وشاركها وساده
وأسكنها رغم الأسى فؤاده , فما وجدها إلا تورده التهلكة وتتهمه بها
وتجهده المستحيل وتخذله فيه , وتأمره بالعدل وهى تظلمه )

فى أسلوب قصصى باهر ينتقل بين اللحظة الراهنة وبين الأسترجاع
فنحاول نحن أستخدام كل حواسنا لنمسك بتلابيب القصة ..
ونحاول إستيعاب كل حرف فيها لنصل إلى الخاتمة المبهرة

قصة كأنها قصيدة .. أو قصيدة كأنها قصة
رائعة .. سعدنا بعا وعشنا معها
وكنت بها حقا ( فارس )
تحياتى وتقديرى .

بارك الله بك أيتها الأديبة المبدعة وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
30-10-2014, 04:04 PM
الأكرم أخي العزيز الدكتور سمير
أسعد الله أوقاتك
يأسرني في الأدب الأوكراني ذلك الوصف الرائع للطبيعة ، الجبال والسهوب والأشجار والوديان ، وكذلك الوصف الدقيق للخيول والفرسان وحياتهم وعاداتهم ، ونبلهم وشجاعتهم في مقارعة العدو ، وصبرهم على الحروب .. وبين الفترة والأخرى أختار قصّة من الأدب الأوكرانيّ لأقرأها وأستمتع بتلك الأجواء . أذكر هنا كمثال رواية " تاراس بولبا " لنيقولا جوجول ، والرواية الساحرة " ماروسيا " لمؤلف مجهول ! والتي تحكي الصراع بين الأوكرانيين والمحتل التتريّ .
حين قرأت قصّتك الفذّة ( الفرسان ) وجدتني في تلك البيئة الساحرة الآسرة ، وما زادها بهاءً إلاّ التأثر بالقرآن الكريم نصّ عبارةٍ ، وقالب قصّةٍ ( قصّة موسى عليه السلام مع العبد الصالح ) . وفي رأيي إنّ القيمة الكبرى لهذه القصّة يكمن في شكلها الأدبيّ ولغتها الفاخرة ، فبهما تحقق معظم التأثير والإمتاع الأدبيين ، لتأتي بعد ذلك الأفكار النبيلة المطروحة في أثنائها لترقى بها إلى مصافّ النصوص الباقية ما بقي الخلق النبيل ، والنبلاء .
تقبل مني تحياتي ، وتقديري الدائم

بارك الله بك أيها الأخ الحبيب والأديب الأريب ، واشكر لك حرفك الزاهر وردك الراقي ، وأشكرك على تقريظك الكريم!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

خلود محمد جمعة
02-11-2014, 10:22 AM
بحر من الجمال
ما بين مد حروفك وجزرها
ما بين تلاطم أمواج الكلمات والغوص في عمق المعنى
دفء وعنف
صراع داخلي وخارجي
بلغة معتقة وسرد خلاب يحبس الانفاس حتى الوصول لوجه البحر بجمال
تحفة أدبية
تقديري

د. سمير العمري
15-06-2015, 02:06 AM
غرّدت حساسين اللّغة على أغصان الجمال، فشنّفت أذاننا ببديع الكلام، وببيانه، وحاكت لنا أحداثا متماسكة الخيوط أخذتنا بلهفة وشوق نحو النّهاية التي فغرت فاه الدّهشة !
رائعة وأكثر أستاذنا الأخ الدّكتور سمير
بوركت
تقديري وتحيّتي

بارك الله بك أيتها الأديبة الرائعة والأخت الكريمة وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
30-08-2015, 03:25 AM
قصة غدر أخرى
فروسية ومروءة ونبل يقابلها جحود وغدر

قرأت في قصة سابقة لك دكتور سمير العمري جحود وغدر الانسان يقابله وفاء الكلب
وهنا جحود وغدر الانسان يقابله وفاء الفرس

هل هو يأس من الوفاء في البشر ؟

قصة جميلة وقاص غير عادي

يا أمير الأدب
أشكرك

أشكرك أيتها الأديبة الكريمة وأشكر لك رأيك الكريم وردك الراقي!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
01-12-2015, 02:11 AM
الفروسية التي اختفت وراح زمانها
والنبل الذي لم يعد موجودا إلا لدى القليل القليل من الناس
والفارس الذي يقوم بدوره حتى اللحظة الأخيرة حتى تجاه الذين لا يستحقون
والوفاء والغدر والشهادة ..
قصة رائعة
لغتها وسردها وجمال والوصف فيها كلها تذكرنا بأننا ما نزال بحاجة للكثير لنتعلمه

سيدي أمير الواحة
عندما اقرأ نصوصك أكتفي بعدها وأشعر أن الوجبة اثقل من أن أتناول بعدها حتى قطعة حلوى

شكرا لك

بوركت

بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة وأشكرك على هذا التفاعل الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
29-06-2019, 01:47 AM
أستاذ سمير
رأيت في النص استلهاما لقصة موسى عليه السلام و الخضر القطب الصوفي الذي منحه الله العرفان دون رسالة.
و حتى معجم النص فيه الكثير مما جاء في قصتهما في القرآن الكريم. لكنه استلهام ديناميكي منحنا نصل شائقا ك.
بلغت تمتح من المتن القرآني و من أخلاقه. وقيم المروءة و الرجولة.
دمت بألف خير .
بارك الله بك أيها الأديب الكريم والأخ الحبيب وأشكرك على هذا التفاعل الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري