تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندَما تَطفُو القَصائِد



صقر أبوعيدة
16-04-2010, 09:36 PM
عندَما تَطفُو القَصائِد
صقر أبوعيدة

كيف أنسَى سُنبلاتٍ في عيونِكْ؟
علّمتني حبَّ شعبٍ لم يدعْ ريحاً تُهينكْ
علّمتني دفءَ ورْدِي
أملأُ الأردانَ عطراً من شجونِكْ
أرسمُ اللوحاتِ من ألوانِ بُؤسي والتّصدِّي
منْ أغاريدِ العصافيرِ التي نامتْ على شوكِ التّحدِّي
أسرجُ الأشعارَ شمعاً حين يسطُو الليلُ يَجلُو من دُجونِكْ
*****
زمَّلوني معطفاً من بحرِ حزنِكْ
هل ترينَ الدربَ يخلو من صِحابي؟
حبُّ جدّي أخرجوهُ منْ كتابي
علّموني كيف أكبو للتّردِّي
أكتبُ الأيامَ أغلالاً وأشقَى في تُرابي
إن ترَينَ القلبَ يخلُو منْ خيالِكْ
هل غريبٌ أن يخونكْ؟
*****
أسكتوني
هل ترى سيفاً يُلَوّحْ؟
في الفيافي، في المراقي، في المرامي، في المراعي، في المشارفْ
هل ترى فيها نذيراً غيرَ جارحْ؟
لا تُثِرْ ريقاً لعطشَى من عناوينِ الصحائفْ
لو ترى يوماً أساميها تُرفرفْ
لا تظنَّ البرقَ يُغرَفْ
أوْ مِنَ الأوهامِ بيتاً قد يُزخرفْ
*****
أسمعيهم نبضَ وِلْدِكْ
سقفُ طينٍ تحتَ واكفْ
من جنانِ الأرضِ يزهُو في عيونِكْ
*****
إنْ تسلْهم
قد تلاقي ما يَغيظُ النفسَ أو تبقَى تُكابِدْ
علَّموني أسكنُ القبرَ امْتثالاً
للذي يسعَى إلى بَوْسِ الوسائدْ
ما رأَى ثكلَى تُنادي خِلَّها عندَ المقابرْ
أين أولادي وأين الريحُ تهوِي بالْمُقامرْ؟
باعَ دمعي وارتَمَى في حضنِ عاهِرْ
ثم يمضي كي يُحادِدْ
شمسَ شعبٍ في ضُحاها
بل يُوالي من يجرُّ السلكَ غيظاً للأوابدْ
يتْرعُ الوديانَ ممنْ قد يصونكْ
*****
كيف أُرضِى سُنبلاتٍ في عيونكْ؟
عندما تبكي على طفلٍ يُوارِي دمعَهُ من عينِ والدْ
لم يجاوبْ حلمهُ والقيدُ غالبْ
يطلبُ الأقلامَ حتى يرسمَ المعنى وينشدْ
للأيادي الشاخصاتِ الواجماتِ الحالماتِ الهائماتِ الشاكياتِ
الراهناتِ الراغباتِ الذاهلاتِ البُؤسُ فيها والشدائدْ
من يظنُّ الشمسَ تنأَى عن ربوعِكْ
لم يبِتْ يوماً أسيراً في عرينِكْ
******
كيف أمضي؟
عندما تطفُو القصائدْ
بالأسيلاتِ اشْتعالاً للموائدْ
يا بلادي أين أمضي إذْ ترينَ الدربَ حالِكْ
يا بلاداً عوَّدْتني كيف أسمو في المهالِكْ
في فضائي أنشدُ الشعرَ الذي غنَّاهُ جُرحي
هل يقيمُ الشعرُ بيتاً في حصاركْ؟
تلكَ أحلامٌ وقد ناحتْ لها أبراجُ غصنكْ
******
كيف أمشي؟
والموانـي ألقتِ الأكفانَ إرهاصاً لنعشي
أحملُ الخيماتِ سقفاً في المدى والتّربُ فَرشي
يا بلادي أين أمشي؟
كرمُنا يهفو إلى نسرٍ بِوَكْرٍ لا يُحاشي
يمتطي نجماً لهُ والليلُ باركْ
*****
علّموني بسمةً في جَوفِها دمعٌ تَنَدَّى
حزنَ صمتٍ في جنابكْ
وابتهاجاً فيه يعدُو كلُّ حاقدْ
كيف أمشي؟
في وريدي حلمُ أمٍّ يمتطي خيلاً لبابكْ
جرحُها في كلِّ طفلٍ جاءَ من قصفِ المدافعْ
لم يكنْ يجري على أرضِ المعاركْ
*****
كيف أنسى سنبلاتٍ في عيونكْ؟
والمسافاتُ انتهتْ بين الحواجزْ
فوقَ دربي قامَ دربٌ للجنائِزْ
كيسُ رملٍ بين قلبي والمفاوزْ
لم يعدْ في صخرنِا ألوانُ كُحلٍ ظلُّها يُرضى عيونكْ
كيفَ.............؟

حازم محمد البحيصي
16-04-2010, 10:37 PM
الحبيب صقر ابو عبيدة
نص عام الفكر عال القيمة بديع الطرح
أجدت بما أشعرت وأحسنت بما أفضيت لنا من جمال حرف وراق فكر

تحيتي لك

جهاد إبراهيم درويش
16-04-2010, 11:18 PM
الله .. الله
لله درك أيها الشاعر
غواص أنت ..
تغوص بحرفك تتلمس جراحات غائرة ..
أبدعت التصوير وأحسنت السبك وأجدت الأداء
نص جميل خميل معنى ومبنى

كيف أنسى سنبلاتٍ في عيونكْ؟
والمسافاتُ انتهتْ بين الحواجزْ
فوقَ دربي قامَ دربٌ للجنائِزْ
كيسُ رملٍ بين قلبي والمفاوزْ
لم يعدْ في صخرنِا ألوانُ كُحلٍ ظلُّها يُرضى عيونكْ
كيفَ............؟

مودتي وودي

صقر أبوعيدة
19-04-2010, 08:08 AM
حازم محمد
شاعرنا الحبيب
مررتم هنا بالثناء النبيل
بوركت أخي
وحفظك المولى

صقر أبوعيدة
19-04-2010, 08:09 AM
جهاد إبراهيم
حبيبنا وشاعرنا
ثناؤكم فيه كل ما ينظر إليه صاحب النص
بوركت أخي ولكم كل الود والتقدير
حفظك المولى

د. سمير العمري
09-05-2010, 01:28 AM
هذا نص فاره وشعر معبق معتق أخي الشاعر صقر ومكانه في الأعلى.

أحسنت القصد والقصيد وراق لي حرفك وجرسك بحق!

دام هذا الألق!



تحياتي

صقر أبوعيدة
09-05-2010, 12:17 PM
د. سمير
شاعرنا الحبيب

هذا الثناء له قيمة خاصة في النفس
ولي أن أفتخر به بحق
بوركت أيها النبيل
وحفظك الله

محمود فرحان حمادي
09-05-2010, 01:24 PM
يطاوعك حرف بهي أصيل
ويسعفك خيال واسع رحيب
بورك النبض الشاعري
دم محلقًا
تحياتي

محمد ذيب سليمان
09-05-2010, 02:15 PM
لله درك ايها الشاعر المجيد
حلقت بنا بعيدا في الأعالي
فكنت بحق تلامس بقصيدك جراحا
لا زالت تنزف وأوجاعا لازالت تفيض بالألم
دمت مبدعا