المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرة طفل



أميرة عبده
18-04-2010, 03:30 PM
جلس يكتب :
"تعلق الطفل بساق والده , أخذ يضمها ببراءة طفل يتبوّأ حنان أبيه , لكن سماءه الصافية اكفهرت فجأة , وأمطرت فوق رأسه مطراً غريرا ..أحمرا ..وتهاوى الجسد بين ذراعيه الصغيرين .. رفع وجهه المتشظي حمرة , فإذا به واقفا بطول جبل .. يعتلي كبرياؤه خنجره اليماني .. لكنه لايلمع .. فقد شرب من وريد أبيه حتى ضاع بريقه في حمرة الخجل .. جثا الطفل يتأمل البحيرة المنسابة من عنق أبيه .. أغرق كفيه فيها وأخذ يغترف منها .. ويعيدها إلى نبعها باكياً :"أنا السبب .. أنا الذي قتلت أبي .. أنا الذي تشاجرت مع ابنه .. أنا المذنب .. أنا السبب .. أنا السبب.."
وغار الصوت في هذيان الألم.. هل كان الطفل ذي السبعة أعوام على حق .. هل أذنب .. هل قتل أباه .."
توقف برهة .. ثم أكمل:
"ها أنا أجلس اليوم لأكتب لأول مرة عن وجعي الذي حملته في بؤبؤ عيني فاجعة وفي بؤرة روحي أسىً يتشظى عشرة أعوام .. وحملني هو في أروقة الأطباء النفسيين ...
لا أدري ..لماذا جلست اليوم ..أكتبني على هذه الورقة التي كانت بيضاء...

محمد ذيب سليمان
18-04-2010, 06:05 PM
الناصعة أميرة عبده
الدنيا حكاية صغيرة متكررة
أظن أن لكل منا حكاية تكاد تكون مشابهة
وإن اختلفت في التفاصيل وحتى النتيجة
تعودنا منذ صغرنا أن نحمل أنفسنا وزرا كبيرا لا أظنه لنا
نكبر ونشيخ ونتأكد أننا بريئون منه إلا أننا نجد متعة في تحميل أنفسنا لوزر كهذا
والحياة تدور والأوزار لاتنتهي ونحن نبحث عن وزر نضيفه لأنفسنا
شكرا لك

ربيحة الرفاعي
19-04-2010, 03:46 PM
جلس يكتب
"تعلق الطفل بساق والده , أخذ يضمها ببراءة طفل يتبوّأ حنان أبيه , لكن سماءه الصافية اكفهرت فجأة , وأمطرت فوق رأسه مطراً غريرا ..أحمرا ..وتهاوى الجسد بين ذراعيه الصغيرين .. رفع وجهه المتشظي حمرة , فإذا به واقفا بطول جبل .. يعتلي كبرياؤه خنجره اليماني .. لكنه لايلمع .. فقد شرب من وريد أبيه حتى ضاع بريقه في حمرة الخجل .. جثا الطفل يتأمل البحيرة المنسابة من عنق أبيه .. أغرق كفيه فيها وأخذ يغترف منها .. ويعيدها إلى نبعها باكياً :"أنا السبب .. أنا الذي قتلت أبي .. أنا الذي تشاجرت مع ابنه .. أنا المذنب .. أنا السبب .. أنا السبب.."
وغار الصوت في هذيان الألم.. هل كان الطفل ذي السبعة أعوام على حق .. هل أذنب .. هل قتل أباه .."
توقف برهة .. ثم أكمل:
"ها أنا أجلس اليوم لأكتب لأول مرة عن وجعي الذي حملته في بؤبؤ عيني فاجعة وفي بؤرة روحي أسىً يتشظى عشرة أعوام .. وحملني هو في أروقة الأطباء النفسيين ...
لا أدري ..لماذا جلست اليوم ..أكتبني على هذه الورقة التي كانت بيضاء...
كانت الفكرة بديعة حد إثارة الرغبة بمعاودة كتابتها ... أعدك بأن لا أفعل
كما وجاءت زاوية المعالجة جميلة ومثيرة، وتألقت الصورة الأدبية حد الإبهار، خصوصا في مشهد النحر...
غير أن لغة السرد لم تات بنفس المستوى فقد تخللها الوهن في غير موقع، وكان ثمة عبارات لم يكن النص ليفقد شيئا لو لم ترد أصلا.
لك تحيتي

مازن لبابيدي
20-04-2010, 08:15 AM
أختي القاصة المبدعة أميرة
قصة سببت لي من الألم بقدر ما أمتعتني .
الحدث صارخ جداً والتصوير مؤثر غمسنا في دماء الضحية وفجيعة الولد بأبيه .
هناك بعض المباشرة من الكاتب أخرجت القصة عن إطارها ، كذلك بعض الزيادة التي أشارت إليها الأخت ربيحة .
عامة القصة جيدة وذات مضمون غني
كل التقدير مع تحيتي

أميرة عبده
21-04-2010, 03:01 PM
الأستاذ/ محمد ذيب
دائماً ما تمسك بالتفاصيل الصغيرة
وتستكنه من خلالها دواخلنا فتصل إلى العمق
دمت بودٍ

أميرة عبده
21-04-2010, 03:02 PM
الأستاذة ربيحة
لك الود وخالص التحية

آمال المصري
14-11-2014, 07:01 PM
جلس يكتب :
"تعلق الطفل بساق والده , أخذ يضمها ببراءة طفل يتبوّأ حنان أبيه , لكن سماءه الصافية اكفهرت فجأة , وأمطرت فوق رأسه مطراً غريرا ..أحمرا ..وتهاوى الجسد بين ذراعيه الصغيرين .. رفع وجهه المتشظي حمرة , فإذا به واقفا بطول جبل .. يعتلي كبرياؤه خنجره اليماني .. لكنه لايلمع .. فقد شرب من وريد أبيه حتى ضاع بريقه في حمرة الخجل .. جثا الطفل يتأمل البحيرة المنسابة من عنق أبيه .. أغرق كفيه فيها وأخذ يغترف منها .. ويعيدها إلى نبعها باكياً :"أنا السبب .. أنا الذي قتلت أبي .. أنا الذي تشاجرت مع ابنه .. أنا المذنب .. أنا السبب .. أنا السبب.."
وغار الصوت في هذيان الألم.. هل كان الطفل ذي السبعة أعوام على حق .. هل أذنب .. هل قتل أباه .."
توقف برهة .. ثم أكمل:
"ها أنا أجلس اليوم لأكتب لأول مرة عن وجعي الذي حملته في بؤبؤ عيني فاجعة وفي بؤرة روحي أسىً يتشظى عشرة أعوام .. وحملني هو في أروقة الأطباء النفسيين ...
لا أدري ..لماذا جلست اليوم ..أكتبني على هذه الورقة التي كانت بيضاء...

كثيرا نحمل على أنفسنا دون جرم نفعله ونهيء لأنفسنا الأجواء لذلك
ببراعة في استخدام أدواتك نسجت لنا واخدة من المشكلات النفسية بلغة سلسة مباشرة واختزالية نجحت في إيصال الفكرة
بعض تكرار أصاب النص بالرتابة رغم قصره
بوركت واليراع
تحاياي

خلود محمد جمعة
16-11-2014, 07:05 AM
وتبقى أسرى بعض الصور المعلقة على جدار الذاكرة الى أن نحطم الإطار
جميلة ومؤثرة
احتاجت بعض عناية
تقديري

كاملة بدارنه
17-11-2014, 01:51 PM
قصّة عالجت أزمة نفسيّة يعيشها البطل وجاءت الأحداث مؤثّرة
تمنّيت الاهتمام باللّغة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(أحمرَ - واقف - ذو)

نداء غريب صبري
20-02-2015, 05:06 PM
صور الماضي تسكن فينا وتملأنا بالألم
قصة جميلة ومؤثرة

شكرا لك أختي
بوركت

ناديه محمد الجابي
05-06-2018, 01:24 PM
راقت لي القصة كثيرا بفكرتها وصياغتها وجمال الوصف ودقة التصوير
حبكة قوية واداء قصي محكم لخلجات نفس طفل نحر والده بين يديه
وقد أبدعت في رسم المشهد المؤلم
رائعة شكلا ومضمونا، وموجعة حد القهر
تحية لهذا القلم.
:009::001::001: