تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القطار و .....الرحيل



ابراهيم عبد المعطى
23-04-2010, 09:59 AM
القطار و.......الرحيل
أخبرتني اهتزازات القطار أنني على وشك الوصول ... وأن عليّ أن أجهّز حقيبتي استعداداً للرحيل ... ألقيت بناظري خلف خصاص النافذة
حيث المروج الخضراء المنبسطة تتسابق مع قرص الشمس المائل نحو المغيب ... ثم ارتد بصري إلى طفلتي ...كانت جالسة بجواري تبتسم
في براءة وسذاجة ..وأصابعها الرقيقة تعبث في ضفائرها المجدولة .. تملّكنى إحساس بالقلق عليها .! ترى ماذا يخبىء لها المستقبل ..؟!
مرت المحطات سريعة متعاقبة ...توقف القطار في إحداها ولم يتوقف في الأخرى ... لماذا ..؟ شغلتني تلك القضية برهة من الزمن ...تساءلت
بيني وبين نفسي...ماالحياة ..؟ وما هو سر الوجود ..؟ وهل هي فعلا أعظم نعمة توهب للمخلوق كما قال صاحب أهل الكهف في رائعته ...؟
وإن كانت كذلك فأين تكمن السعادة ..؟ وإذا كانت الحياة تقيّم بما فيها من سعادة فهل كتب على المقهورين من امثالي أن يحيوا مثل الجثث
المحنطة ...؟! ثم .. أكانت الحياة مبهجة لأمثالي بالرغم من تفشي البؤس والفاقة ... ؟ غير أني فشلت في إجابة مقنعة .. ملت على طفلتي هامساً :
" آه لو تعرفين ياصغيرتي كم أحببت الحياة ..؟ كم ضحيت كي أستمتع بها ..؟ كم بهرتني ولوّعتني وجذبتني وحيّرتني ..؟" منعطفات كثيرة مررت
بها فحينما انبثق شريان الشباب وغمرت الفتوة أوجه حياتي .. كانت الابتسامة لاتفارقني والحيوية تتدفق من جوانحي .. والآن وبعد أن استفحل
الجفاف واختنقت المسرات ..آه ياصغيرتي لو تعرفين الاحتياج الكامن داخلي...آه لو تعرفين كم أود أن أستمتع بالصباح حين يشرق ويملأ الأرجاء
بالنور ..وبالشمس حين تفرش الأعشاب بالمحبة .. وبالفراشات حين تسبح في النور ..وبدفقات الشباب حين تخضّب الأفق بإشراقات بهية ...
أهذا جل اهتمامي الآن ..؟ نعم .. فتلك هي المحصلة النهائية لما ادخرته روحي وما خبرته تجاربي عبر رحلة طويلة قطعتها بين فرح وخوف وركض
ونوم وأحلام تجاهلها الواقع واستبد بها اليأس والقنوط ... أدرت رأسى باحثاً عن حقيبتي .. وحين اشتد بطء القطار وازدادت ارتجاجاته ادركت
أن محطتي المقبلة قد دنت جداً .. ابتسمت لجيراني في المقاعد الأخرى ..كانوا ينظرون نحوي في رثاء وشفقة .. لم أهتم .. ! ووقفت حاملاً
طفلتي مقوساً خوفاً من أن تسقطني اهتزازات القطار ... وهاهو رصيف المحطة على وشك الظهور وطفلتي متعلقة برقبتي وضفائرها السوداء
تتماوج أمام ناظري ... ومن بين ضجيج القطار وصخب المسافرين جاء صوتها "رأسك باردة مثل الثلج ياأبي.." غير أني لم أكترث إذ دارت
عيناي في أرجاء القطار وهتفت في توسل ورجاء : "بنيتي ...أين الحقيبة ..؟" .

راضي الضميري
26-04-2010, 12:03 AM
أستاذي الفاضل إبراهيم عبد المعطي

جذبني عنوان قصتك، فقرأتها بشغف، فالحياة قطار يسير بنا ولا بدّ وأنْ يتوقّف عند محطّة معينة. لتنتهي الرحلة أخيرًا، فنحمل حقائبنا- صحفنا- وفيها ما فيها...

وجدت أنّ الفكرة أنيقة وتترك أثرًا عميقًا في عقل وقلب كلّ إنسان يقرأها، فمجرد ذكر الرحيل لا بدّ وأنْ يدفع الإنسان العاقل لمراجعة ذاته وأوراقه التي خطّها في مسيرة حياته وهو راكب في هذا القطار الذي لا يترك لنا مجالًا آخر سوى المضي نحو قدرنا المحتوم.

طريقة عرض الموضوع لم تكن مريحة للقراءة ، وربما كان هذا بسبب استعمال الإطار، الذي غالبًا ما يجعل الكلمات لا تنتظم بشكلها المعهود.

لاحظت استخدام علامات التنصيص في فقرة معينة من السرد عندما مال إلى طفلته وهمس لها، ثم اكتمل السرد من دون تلك العلامات، مع أنّ الاستمرار في سرد ذكرياته بحلوها مرّها ما زال موجهًا للطفلة ربما كان يجب – وهذا رأيي المتواضع- أنْ يستمر مع نفسه يتذكّر ويراجع أبرز محطاتها وما أصابه خلالها من نجاحات أو إخفاقات بدت واضحة وجليّة من خلال التضحيات التي قدمها الرجل خلال مسيرته، ومن خلال نظرته لواقع سيء أحبط آمال الكثير من البشر بسبب جملة من العوامل . من دون ذكره " ملت على طفلتي هامسًا" بل يتذكّر كل ذلك في تناغم واضح مع نظراته لابنته وقلقه عليها مّما ينتظرها في هذه الحياة التي يخشى منها عليها، إنّها هواجس مشروعة ، ومع مسير القطار نفسه ولغاية مرحلة التوقف.

أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليك بملاحظتي هذه، وربما أكون مخطئا فيها.

شكرًا لك على سعة صدرك وأتمنّى لك كلّ التوفيق.

تقديري واحترامي

ابراهيم عبد المعطى
08-05-2010, 05:46 PM
أستاذي الفاضل إبراهيم عبد المعطي

جذبني عنوان قصتك، فقرأتها بشغف، فالحياة قطار يسير بنا ولا بدّ وأنْ يتوقّف عند محطّة معينة. لتنتهي الرحلة أخيرًا، فنحمل حقائبنا- صحفنا- وفيها ما فيها...

وجدت أنّ الفكرة أنيقة وتترك أثرًا عميقًا في عقل وقلب كلّ إنسان يقرأها، فمجرد ذكر الرحيل لا بدّ وأنْ يدفع الإنسان العاقل لمراجعة ذاته وأوراقه التي خطّها في مسيرة حياته وهو راكب في هذا القطار الذي لا يترك لنا مجالًا آخر سوى المضي نحو قدرنا المحتوم.

طريقة عرض الموضوع لم تكن مريحة للقراءة ، وربما كان هذا بسبب استعمال الإطار، الذي غالبًا ما يجعل الكلمات لا تنتظم بشكلها المعهود.

لاحظت استخدام علامات التنصيص في فقرة معينة من السرد عندما مال إلى طفلته وهمس لها، ثم اكتمل السرد من دون تلك العلامات، مع أنّ الاستمرار في سرد ذكرياته بحلوها مرّها ما زال موجهًا للطفلة ربما كان يجب – وهذا رأيي المتواضع- أنْ يستمر مع نفسه يتذكّر ويراجع أبرز محطاتها وما أصابه خلالها من نجاحات أو إخفاقات بدت واضحة وجليّة من خلال التضحيات التي قدمها الرجل خلال مسيرته، ومن خلال نظرته لواقع سيء أحبط آمال الكثير من البشر بسبب جملة من العوامل . من دون ذكره " ملت على طفلتي هامسًا" بل يتذكّر كل ذلك في تناغم واضح مع نظراته لابنته وقلقه عليها مّما ينتظرها في هذه الحياة التي يخشى منها عليها، إنّها هواجس مشروعة ، ومع مسير القطار نفسه ولغاية مرحلة التوقف.

أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليك بملاحظتي هذه، وربما أكون مخطئا فيها.

شكرًا لك على سعة صدرك وأتمنّى لك كلّ التوفيق.

تقديري واحترامي
تقديرى واحترامى لرأيكم الكريم وكلماتكم الرائعة وقراءاتكم الجيدة

آمال المصري
09-10-2013, 05:53 PM
رحلة الحياة بقسوتها وحلاوتها وما يمر علينا من محطات مع مرور الزمن حتى يحين وقت نضع فيه رحالنا وما نزال نرى ثمرة حياتنا أطفالا في العيون مهما كبروا
نص جميل برمزيته وإسقاطه ولغته الشائقة
بوركت أديبنا المبدع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
04-11-2013, 12:18 AM
كانوا ينظرون نحوي في رثاء وشفقة .. لم أهتم .. ! ووقفت حاملاً
طفلتي مقوساً خوفاً من أن تسقطني اهتزازات القطار ... وهاهو رصيف المحطة على وشك الظهور وطفلتي متعلقة برقبتي وضفائرها السوداء
تتماوج أمام ناظريبين

بدايتنا ورحيلنا رحلة قصيرة في قطار العمر
ثمرتها هي آخر ما نحاول التعلق به عند رحيلنا ..
طفلتي وطفلي مهما كبروا

قصة جميلة أخي

شكرا لك

بوركت

ربيحة الرفاعي
07-01-2014, 12:17 AM
طرح قصّي طيب لفكرة عميقة تستحق اهتمام الأدب بها
اختيار العنوان ذكي حقق حوارا إيجابيا مع المضمون، والصورة التي حملها المشهد جميلة ومؤثرة

دمت بخير

تحاياي

سامية الحربي
07-01-2014, 06:39 PM
كان المسافر مدركًا لنهاية الرحلة,لكنه لم يكن مستعدًا لها بما يكفي بل بماهو ضروري بدليل أنه فقد حقيبته في نهاية المطاف. قصة جميلة, بلغة مباشرة و بقفلة رمزية. مرحبًا بك أديبنا وبنصوصك. تحياتي.

ناديه محمد الجابي
23-09-2020, 09:27 PM
هى رحلة الحياة وما نمر بها من محطات حتى نصل إلى محطتنا التي يجب أن ننزل فيها
قصة جميلة بلغة سامقة ومضمون هادف وسرد مشوق
دمت بكل خير.
:wow::001: