فريد البيدق
23-04-2010, 09:13 PM
عرفنا أن حركات القافية ست، وعرفنا أسماءها، وهنا نعرض لسر التسمية كالآتي:
1- الرس: هو حركة ما قبل التأسيس، وسميت بذلك -نقلا عن د.حسين نصار-لآراء منها:
أ- ابن جني الذي يقول: رسست الشيء ابتدأته على خفاء، ومنه رس الحمى ورسيسها. سميت بذلك لتقدمها ولأنها أخفى، فالخفاء يتمثل في كونها بعض حرف، والتقدم تقدمها على الروي لأنها أول لوازم القافية.
ب- ابن السراج الذي يقول: الرس هو الثبات؛ لأنها ثابتة على حال واحدة.
2-الحذو: حركة ما قبل الردف، وسميت بذلك لآراء منها:
أ- التنوخي قال:لأن الألف لا تكون إلا تابعة للفتحة، أو صلة لها ومحتذاة على جنسها.
ب-التنوخي وابن السراج:سميت بذلك لأنها تماثل الحرف الذي بعدها فكأنها تحتذيه.
ج-لأن الشاعر يحذوها أي يتبعها في القوافي لتتفق الأرداف لزوما ورجحانا.
3- الإشباع: حركة الدخيل، وسميت بذلك لأنها أشبعت الدخيل وبلغته غاية ما يستحق من الحركة بالنسبة لأخويه التأسيس والردف.
4- المجرى: حركة الروي المتحرك، وسميت بذلك لأنها مبدأ جريان الصوت في الوصل, وسميت الإطلاق أيضا لأن الصوت ينطلق بها.
5- التوجيه: حركة ما قبل الروي المقيد الساكن، وسميت بذلك:
أ- لأنه واجه الروي المقيد واستقبله كما قال ابن السراج.
ب- لما تقرر في الفن من أن الحركة قبل الساكن كالحركة عليه فكأن الروي موجه بها.
6-النفاذ: حركة هاء الوصل، وسميت بذلك لنفوذ الصوت معها إلى غاية هي الخروج. وسماها البعض النفادلأن هذه الحركة تمام الحركات فقد وقع بها نفادها، أي انقضاؤها وتمامها.
براءة الجودي
27-02-2013, 07:22 PM
إذا سكن الروي سمي ( مقيدا )
وإذا تحرك الروي سمي ( مطلقًا ) وقد يسمى ( المجرى ) لأن الروي جرى بها إلى غاية هي الوصل
وإذا اختلفت هذه الحركة في بيتٍ من القصيدة فيكون ( إقواءً) , أمَّا حركة الحرف الذي يتقدم الروي المطلق يُسمى ( إشباعا ) , ويسمى الحرف الذي بعد الروي ( الوصل ) لاتصال صوته به ولا يكون إلا بأحد أحرف المد ( الألف , والياء , والواو ) أو الهاء .
وإذا كان الوصل هاءً وتحركت , سميت حركتها ( نفاذا) لنفوذ الصوت معها إلى الخروج , والخروج هو الحرف الذي بعد الصلة , لأنه يخر من البيت ولا يكون ذلك إلا بحرف من أحرف المد
وكل الحروف تكون رويًا إلا أحرف المد الزوائد والهاء المتحرك ماقبلها , والتنوين , ونون التأكيد الخفيفة , فإذا انفتح ماقبل حرف المد وسكن ماقبلهما وماقبل الهاء جاز كونا رويًا لا وصلاً
مثل ( اخشَوْا , أخْشَى , قفَاه , أخاهَا , غزو , ظبي ) أما إذا كانت أحرف المد أصلية أو منقلبة عن أصلي كانت صلة , وقد تكون رويا على نحو ( يغدو , يرمي , القاضي , العصا , الرحى) أما إذا كان الواو والياء الساكنتان ضميرا جاز كونها رويا مثل الواو : فعلوا , والياء : غلامي
وإذا تحركت الواو والياء لم يكونا صلة
وإذا كان قبل الروي أحد أحرف المد سمي ( ردفًا ) تشبيها بالذي يردف الفارس , أي يكون خلفه نحو : إهاب , كتاب , ولا تكون هنا مع الألف غيرها
أما الواو والياء فتجتمعان في الردف نحو : ذنوب , ولبيب , وقد يُفتح ماقبلهما في الردف إذا كانا ساكنين
عيوب القافية :
1- الإقواء : وهو اختلاف حركة الروي , بالضم والكسر , سمي بذلك لخلوه من الحركة التي بني عليها هو من ( أقوى الفاتل حبله ) إذا خالف بين قواه
مثاله :
لابأس بالقوم من طول ومن عظم = جسم البغال وأحلام العصافيرِ
كأنهم قصب جوفٌ أسافله = مثقَّبٌ نفخت فيه الأعاصيرُ
2- الإكفاء :قيل إنه الإقواء بعينه ,وأكثرهم على أنه اختلاف حرف الروي إذا تقاربت المخارج , ومثاله :
قُبِّحتِ من سالفةٍ ومن صُدُغْ
كأنها كشية ضبٍّ في صُقُعْ
( هذا من العيوب لأنه لايجعل الغلط أصلا في العربية )
3- الإيطاء : هو اتفاق القوافي في اللفظ والمعنى , إذا تقارب كان عيبًا كبيرا أما إذا تباعد في نحو سبعة أبيات أو أكثر فهو أسهل , أما إذا اتفق اللفظ والمعنى , وكان أحدهما اسما والآخر فعلا لم يكن إيطاءً
4- السناد : قيل هو اختلاف حركة الروي بالفتح , وقيل : هو اختلاف الحذو والتوجيه والإشباع , وقيل : هو اختلاف الحرف اللازم قبل الروي وهي الردف والتأسيس .
أما اختلاف التأسيس فمثاله :
يادار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي = فخندفُ هامة هذا العالمِ
فقد جاء التأسيس في ( العالم ) وهو الألف , وغاب في ( اسلمي )
أما اختلاف التوجيه فهو أسهل من اختلاف الحذو, واختلاف الإشباع أسهل , واختلاف الردف بالواو والواو ليس عيبًا
5- التضمين : هو ألا يتم معنى البيت إلا بما بعده , سواء تمَّ اللفظ أو لم يتم , غير أنه إذا تم لفظ البيت الأول وجاء البيت الثاني كالمفسر له والمبين له والمبين لمعناه لم يكن عيبًا , ومثاله :
وتعرف فيه من أبيه شمائلاً = ومن خالهِ ومن يزيد ومن حُجُرْ
سماحةَ ذا وبرَّ ذا ووفاء ذا = ونائل ذا إذا صحا وإذا سكرْ
يعدُّ البعض هذا عيبا إن لم يتم البيت الأول معاه ويفسره البيت الثاني أو يتمه , والمتقدمون لايرونه عيبا , وهو كثير في شعر العرب
وأمَّا مالايستقل على حال بنفسه فعيبٌ قبيح ومثاله :
وهم وردوا الجفار على تميم = وهم اصحاب يوم عكاظ إني
شهدت لهم مواطن صادقات = شهدن لهم بصدق الود مني
[ لم يُعد كل من الخليل والأخفش التضمين من العيوب لأن المعنى صحيح , ولكن بعضه حسن وبعضه قبيح ]
أما الإجازة : فهي اختلاف الروي , وهو الذي يسميه غير لخليل الإكفاء والإجازة والإعطاء , فكأنه أعطي الروي مالايسحقه من الحروف
أما النصب : فكل قافية سلمت من السناد في الشعر التام دون المجزوء والمشطور والمنهوك لنقصان هذه عن تمام بنائها , وقيل النصب تجنب المستقبح من السناد
والبأو : تجنب المستحسن منه , وسمي بذلك لسلامة القافية من جميع العيوب في جميع الشعر .
أما التحريد : فهو عيب القافية , وجعله بعضهم اختلاف الضروب والأعاريض في الشعر الواحد , مثل :
يارُبَّ غانيةٍ قطعت وصالها = ومشيتُ متَّئدًا على سْلي
فأتى بالضرب على ( فَعْلن ) وليس من ضروب هذه العروض
وسمي التحريد بذلك : ان المحرد هو كل شئ المعوّج, فسمي فساد القافية بذلك .
أما الرمل : فقد ذكر الأخفش أن العرب تسمي بذلك كل شعر مهزول ليس مؤتلف البناء مثله :
أقفر من أهله ملحوب = فالقطبيات فالذنوب
وهو من البسيط المخلع المجزوء .
ملاحظة :
لابد من المحافظة على الحركات قبل القافية الساكنة خصوصا , ولابأس من تجاوز ذلك لو كانت القافية متحركة .
من كتاب ( الدليل في العروض ) لـ ( سعيد محمود عقيل )
ولاأنسى شكرك أستاذ فريد على ماتفلت به
جزيت خيرا
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir