تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل كان يريد الخالق أن



عبدالعزيز جويدة
24-04-2010, 07:45 PM
http://www.youtube.com/watch?v=oPoYtx49ndI


شعر عبدالعزيز جويدة


في لَحظةِ كُنْ

هلْ كانَ يُريدُ الخالِقُ أنْ … ؟

حاشا للهْ ..

مِن سُوءِ الظَّنْ

فلِماذا نأتي للدنيا ؟

جِئنا لِنُعمِّرَ هذا الكَونْ

والكَونُ عَذابْ

لِتُحِسَّ بأنَّ الكونَ يَدورْ

وبأنَّ جُذورًا قد

مُدَّتْ مِن أصل الكونِ المَفقودْ

وبأنَّ هنالِكَ مَوجودْ

أحياكَ لِكي تَبقَى واقِفْ

كَوُقوفِ السيفْ

في وَجهِ الزيفْ

لَكنْ إيَّاكَ وأنْ تَغتَرْ

فلأنَّكَ ضَيفْ

اعلَمْ إنْ طالَتْ أيَّامُكْ

لابُدَّ وأنْ تَرحَلَ يَومًا

كَسَحابَةِ صَيفْ


(2)


ولماذا الحُبْ ؟

الحبُّ حَنينٌ أبَديٌّ تَحمِلُهُ الأرضْ..

طُوفانًا في وَجهِ البُغضْ

الحبُّ رِسالةُ غُفرانٍ

مِن بعضِ الناسِ إلى البعضْ

الحبُّ عِناقُ الأرواحْ ،

عِطرٌ فَوَّاح ،

نُورٌ يَتَجدَّدُ داخِلَنا ،

وشِفاءُ الجُرحْ

الحبُّ سماءٌ لا تُمطرْ..

غيرَ الأحلامْ

الحُبُّ سَلامْ


(3)


ولِماذا الحِيرةُ تَقتُلُنا ؟

الحيرةُ شَكٌّ في شيءٍ

يَحتاجُ إجابةْ

والكَونُ سُؤالٌ مجهولٌ

سِردابٌ يُفضِي لِكآبَةْ

والعمرُ وإنْ طالَ سَحابةْ

تُمطِرُ أيَّامَكَ بِرَتابةْ

يَفنَى عُمرُكْ ،

يُقضَى أمرُكْ ،

يَنبُتُ قبرُكْ ..

والقبرُ شَهادةُ مِيلادٍ

لِوُجودٍ آخَرْ

والحيرةُ إنسانٌ حائرْ

دومًا يَتساءَلُ في صَمتٍ

ولِماذا تَأتي للدنيا ..


إنْ كنتَ بِها طَيفًا عابِرْ ؟


(4)


ولِماذا المَوتْ ؟

والمَوتُ رِداءْ

يَتَدَثَّرُ فيهِ الأحياءْ

الموتُ نِداءْ

مِن طينِ الأرضِ تَشَكَّلْنا

وإليهِ نَعودْ

الموتُ دَليلٌ قَهَّارْ

ليُفيدَ بأنَّ هُنالِكَ مَوجودْ

الموتُ دليلٌ جَبَّارْ

أنَّ الجَبَروتَ لَهُ آخِرْ

أنَّ الأيَّامَ وإنْ حَسُنَتْ

طَيفٌ زائرْ

أنَّ التَّابوتَ هو السُّكنَى

لِمَليكِ القصرِ أوِ الخادِمْ

هل تَفهَمُ هذا الإيجازْ ؟

المَوتُ ..

لُغزُ الألغازْ

لحظةُ إعجازْ

يَتَحطَّمُ فيها هَيكلُنا

ويَمُدُّ اللهُ لنا يَدَهُ

كي يَأخُذَ نَفْخَتَهُ الأولَى


(5)


ولِماذا دَومًا نَتَألَّمْ ؟

الآهُ وَقودُكَ كي تَحلُمْ

ما العُمرُ بِدونِ الأحلامْ ؟

الحُلمُ شُعورٌ دَفَّاقْ

كَنْزُ الأوهامْ

فَنُصَدِّقُ كِذْبَ الأيَّامْ

ونُحَلِّقُ في أُفُقٍ رَحْبٍ

أُفُقٍ بَسَّامْ

لكنَّ العمرَ كما تَعرِفْ …

العمرَ سِهامْ

يَبريها القَدَرُ ويَرمينا

فَنَخِرُّ حُطامْ


(6)


ولِماذا الخوفْ ؟

الخوفُ تَميمَةُ مُرتَحِلٍ

مِن أجلِ بَقاءْ

الخَوفُ نِداءْ

وغَريزةُ إنسانٍ يَحلُمْ

مِن أجلِ بَقاءْ

قد يَشكو الدنيا ، يَلعَنُها

يَلعَنُها صُبحًا ومَساءْ

لكنْ لَو قُلتَ لهُ : دَعْها

تَمْتَمَ ، وتَلَعثَمَ ، واستاءْ

يحيى سليمان
24-04-2010, 08:20 PM
أخي الشاعر المرموق عبد العزيز جويدة
لم تُجعلْ المنتديات لمجرد النشر ولكنها باب للتواصل
لا أعرف ألا تجد في كل الملتقيات التي تشارك بها ما يستدعي التواصل
والله أنا اجد ما يفوق الروعة
تقديري لحرفك الحقيقي

الطنطاوي الحسيني
24-04-2010, 08:25 PM
قصيدة باذخة
ورائعة حقا
يكفيها شهادة استاذنا يحي سليمان
نعم الشاعر أنت
فككت الرموز ووقفت في على الشاطئ مبتل القدمين لتنقذ من ينوي الإنتحار بالشك
رائع وربي اخي عبدالعزيز جودة

آمال المصري
25-04-2010, 07:28 AM
دروب من التساؤلات ...

همسات محملة في زوارقها باليأس ,
وصراخ القدر , وتمزق أوتار العود ...
وطيف كآبة تلوح من خلف الكلمات
سيدي الفاضل ...
مع أستاذي الكبير / يحيى سليمان فيما ذكره
تحيتي واحترامي لأبعد مدى ...

محمود فرحان حمادي
19-02-2011, 05:34 PM
تمكن واضح في الأدء الفني
بحرف يسايره ألق الإبداع
بورك نبضك وغرضك النبيل
تحياتي

ربيحة الرفاعي
19-02-2011, 09:07 PM
معاني وافرة ولغة فاخرة وحس انساني وشاعري نبيل
أعجبني جرسها المنساب

دمت بالق

محمد ذيب سليمان
19-02-2011, 09:44 PM
الشاعر الجميل
قصيدة فكرية تحمل موضوعا

رائعة تحما أيضا طعم المتعة

شكرا لك

د. سمير العمري
19-09-2013, 03:39 PM
قصيدة جميلة أيها الشاعر تحمل حسا إنسانيا عاليا وطرحا شاعريا حالما!
لعلنا نأمل منك بعض التفاعل مع مشاركات إخوانك الشعراء فالأمر هنا قائم على التواصل والتفاعل والحوار.
دمت متألقا!

تقديري

نداء غريب صبري
01-10-2013, 02:20 AM
شعر جميل
أمتعتني قراءته

شكرا لك اخي

بوركت