د.جمال مرسي
18-03-2004, 09:27 AM
أبشركم ..هجرت الشعر
د. جمال مرسي
أيُجدي ما يبوح بِهِ يراعي=بحِلمٍ تارةً ، أو باندفاعِ
و هل يروي غليلي بعضُ شعرٍ=و هل يرثي لهمِّي و التياعي
كرهتُ الشعرَ ، خاصمتُ القوافي=و هاجرتُ الخيالَ عن اْقتناعِ
و قلُتُ أعيشُ في بيتٍ جديدٍ=بعيداً عن نفاقٍ أو خداعِ
فما عادت بيوتُ الشِّعرِ إلا= مساكنَ للعقاربِ و الأفاعي
و ما عادَ الخيالُ الخصبُ يُجدي=لرأبِ الصدعِ أو فضِّ النزاعِ
و عالمنا تموجُ بِهِ الرزايا=و تلطِمُ وَجْهَهُ كَفُّ الصراعِ
تؤمرِكُهُ بخبثٍ حيثُ شاءَتْ=ولاياتُ التشرذمِ و الضياعِ
و إسرائيلُ طفلتها استباحتْ=دمائي ، موطني ، شمسي ، شعاعي
تُعربِدُ ما تشاءُ بكلِّ وادٍ=كسائِمَةٍ لها خصبُ المراعي
و ما من مخلِصٍ ليقولَ كلا=برمحٍ سمهريٍّ للضِّباعِ
و ما كانت سوى الكلماتِ تهوي=مُحَطَّمَةً بقاعات اجتماعِ
***
سألتُ الشِّعرَ : هل حرَّرتَ أرضاً=بلا سيفٍ يُلَوِّحُ أو ذِراعِ؟
و هل حَقَّقْتَ يا مسكينُ نصراً=بِخَطٍّ ، لا بِخَطِّيٍّ شجاعِ؟
و هل أطلقتَ من حبسٍ أسيراً=تَمَرَّغَ في زنازين التياعِ؟
و هلْ غيرُ التجاهُلِ ما جناهُ=ذووكَ العاشقونَ بغير داعِ؟
إذا كتبوا ، فجمهورٌ قليلٌ=لما كتبوا يُمَحِّصُ أو يُراعي
و إن سلقوا بألسنةٍ حِدادٍ=غدت أجسادُهُمْ طُعمَ السِّباعِ
و إن عزفوا بقاعاتِ استماعٍ=فلا سمعٌ بقاعاتِ استماعِ
***
أجابَ الشِّعرُ : مظلومٌ برئٌ= من التُّهَمِ التي خَرَقَتْ شراعي
و فاضت بالدموعِ عيونُ شِعري=فأرسلَ كُلَّ حرفٍ للدفاعِ
تقولُ الشينُ : شمس الشعر أسمى=و إنْ حُجِبَتْ بغيمٍ أو قناعِ
و قالت عينُهُ : هل من عميدٍ=كمثلِ الشعرِ موفورِ الطِّباعِ
و قالت راؤُهُ :رفقاً صديقي=و لا تعجلْ بهجرٍ أو وداعِ
فصوتُ الحقِّ في بيتٍ يتيمٍ=يدكُّ الشرَّ في كلِّ البقاعِ
و عذبُ الشِّعرِ بالأرواح يسمو=على كلِّ ابتكارٍ و اختراعِ
و نبضُ الشِّعرِ موَّارٌ يُدوِّي=و نجم الشِّعرِ دوماً في ارتفاعِ
***
هجرتُ الشعرَ يا سلمى ، و لكنْ=لأجلكِ قد أعود إلى يراعي
لأكتبَ يا ابنتي شعراً جميلاً=لعينِكِ ، رحلتي زادي متاعي
فحُبُّكِ يا مُنى نفسي عظيمٌ=يُحطِّمُ سورَ رفضي و امتناعي
تحياتي و دمتم
د. جمال مرسي
أيُجدي ما يبوح بِهِ يراعي=بحِلمٍ تارةً ، أو باندفاعِ
و هل يروي غليلي بعضُ شعرٍ=و هل يرثي لهمِّي و التياعي
كرهتُ الشعرَ ، خاصمتُ القوافي=و هاجرتُ الخيالَ عن اْقتناعِ
و قلُتُ أعيشُ في بيتٍ جديدٍ=بعيداً عن نفاقٍ أو خداعِ
فما عادت بيوتُ الشِّعرِ إلا= مساكنَ للعقاربِ و الأفاعي
و ما عادَ الخيالُ الخصبُ يُجدي=لرأبِ الصدعِ أو فضِّ النزاعِ
و عالمنا تموجُ بِهِ الرزايا=و تلطِمُ وَجْهَهُ كَفُّ الصراعِ
تؤمرِكُهُ بخبثٍ حيثُ شاءَتْ=ولاياتُ التشرذمِ و الضياعِ
و إسرائيلُ طفلتها استباحتْ=دمائي ، موطني ، شمسي ، شعاعي
تُعربِدُ ما تشاءُ بكلِّ وادٍ=كسائِمَةٍ لها خصبُ المراعي
و ما من مخلِصٍ ليقولَ كلا=برمحٍ سمهريٍّ للضِّباعِ
و ما كانت سوى الكلماتِ تهوي=مُحَطَّمَةً بقاعات اجتماعِ
***
سألتُ الشِّعرَ : هل حرَّرتَ أرضاً=بلا سيفٍ يُلَوِّحُ أو ذِراعِ؟
و هل حَقَّقْتَ يا مسكينُ نصراً=بِخَطٍّ ، لا بِخَطِّيٍّ شجاعِ؟
و هل أطلقتَ من حبسٍ أسيراً=تَمَرَّغَ في زنازين التياعِ؟
و هلْ غيرُ التجاهُلِ ما جناهُ=ذووكَ العاشقونَ بغير داعِ؟
إذا كتبوا ، فجمهورٌ قليلٌ=لما كتبوا يُمَحِّصُ أو يُراعي
و إن سلقوا بألسنةٍ حِدادٍ=غدت أجسادُهُمْ طُعمَ السِّباعِ
و إن عزفوا بقاعاتِ استماعٍ=فلا سمعٌ بقاعاتِ استماعِ
***
أجابَ الشِّعرُ : مظلومٌ برئٌ= من التُّهَمِ التي خَرَقَتْ شراعي
و فاضت بالدموعِ عيونُ شِعري=فأرسلَ كُلَّ حرفٍ للدفاعِ
تقولُ الشينُ : شمس الشعر أسمى=و إنْ حُجِبَتْ بغيمٍ أو قناعِ
و قالت عينُهُ : هل من عميدٍ=كمثلِ الشعرِ موفورِ الطِّباعِ
و قالت راؤُهُ :رفقاً صديقي=و لا تعجلْ بهجرٍ أو وداعِ
فصوتُ الحقِّ في بيتٍ يتيمٍ=يدكُّ الشرَّ في كلِّ البقاعِ
و عذبُ الشِّعرِ بالأرواح يسمو=على كلِّ ابتكارٍ و اختراعِ
و نبضُ الشِّعرِ موَّارٌ يُدوِّي=و نجم الشِّعرِ دوماً في ارتفاعِ
***
هجرتُ الشعرَ يا سلمى ، و لكنْ=لأجلكِ قد أعود إلى يراعي
لأكتبَ يا ابنتي شعراً جميلاً=لعينِكِ ، رحلتي زادي متاعي
فحُبُّكِ يا مُنى نفسي عظيمٌ=يُحطِّمُ سورَ رفضي و امتناعي
تحياتي و دمتم