تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيفية الشروع في موضوعات الإنشاء



فريد البيدق
30-04-2010, 09:34 PM
من "جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب"- أحمد الهاشمي

إذا عن لك أو اقترح عليك إنشاء موضوع فأنت منوط إذاً بأمرين: التفكر أولاً، والكتابة ثانياً.
فإذا أنعمت الفكر مليا في أجزاء الموضوع بعد استيلاء الإحساس بها على قلبك وقلبتها على جميع الأوجه الممكنة فيها تولد في خيالك لكل جزء عدة صور تتفاوت في تأديته كتفاوت صور المنظوم في الحسن والقبح؛ فبعضها يستميل النفوس بتأثيره في الحواس، وبعضها يوجب نفورها وبعضها بين بين.
وإذا تشخصت الصور في الخيال يتخير العقل منها ما له المكانة الرفيعة في حسن تأدية الغرض المناسب للمقام؛ فإن كان المقام للتحريض على القتال مثلاً انتخب الصورة المهيجة للإحساس المشجعة للنفس على اقتحام الأخطار، وإن كان المقام مقام فرح وسرور انتخب ما يشرح الصدور وتقر به العيون وتروق به الأرواح ويذهب عنها الحزن والأتراح.
وبعد تشخيص الصور وتخير المناسب منها تعتني أيها المنشئ بحسن تأليف وترتيب ما تخيرته بأن تجمع الصور المناسبة التي يرتبط بعضها ببعض بدون تكلف بحيث يكون المجموع منسجما يمضي وحده مع النفس دون علاج وتعب في فهم الغرض منه وحينئذ يمكنك إظهار هذه الصورة المعقولة في صورة محسوسة بواسطة القلم.

نادية بوغرارة
30-04-2010, 10:16 PM
نشكرك على ما قدمت لنا هنا ، فشتان بين كاتب يطلق العنان لقلمه دون تدرج و لا تخطيط ،و بين كاتب يسير خطوة خطوة بشكل مدروس و منهجي.

سؤال :


فإذا أنعمت الفكر مليا في أجزاء الموضوع

قرأتها : أمعنت ، و حين عاودت قراءة الموضوع لاحظت أنها : أنعمت ،

هل هذا خطأ مطبعي أم للكلمة دلالتها هنا ؟

فريد البيدق
01-05-2010, 09:03 AM
بوركت قراءتك المتينة!
أنعمت، وأمعنت- كلتاهما صحيحتان.

نادية بوغرارة
01-05-2010, 11:04 AM
أنعمت، وأمعنت- كلتاهما صحيحتان.

========
شكرا على المعلومة التي أضفتها لقاموسي ، زادك الله من إنعامه.

فريد البيدق
01-05-2010, 07:29 PM
زادك الله من فضله أيتها الجليلة نادية!

ربيحة الرفاعي
18-03-2011, 11:56 PM
ليتني أتعود هذا الترتيب الهاديء في صياغة نصوصي
فإنما تلقائية بكل ما فيها ...
تحضرني الفكرة وينهمر النص حرا من أي قيد أحاول به ضبطه
وبالكاد أفلح بشبه مراجعة قبل نشره، فهو يتحداني ببكارة هطولة ويثبت غالبا على حاله

درس قيم أستاذنا

دمت بألق

فريد البيدق
09-04-2011, 01:15 PM
بوركت جليلتنا المباركة الأستاذة ربيحة، وطاب حرفك ودام!