المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طُفتُ سَحَرَاً



حسين الطلاع
03-05-2010, 10:54 PM
طُفْتُ سَحَرَاً .
ــــــ
أطيرُ ما أطيرُ يا ذئب ، ثم لا أراها إلا كالشّبح ! .
وإنّ خيالها لأتَرَوَّحُ به ،،، ففيها ألف أنثى في روحٍ واحدة ،،، آه يا ذئب ، لطالما كاتَمْتُ قلبي الوَلَه .
قال الذئب : لعلّ[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn1) الروح أصابتها روح فهاجت بها .
قلت : بل روحي في روحها ، كالحرق في النار ، وكاللين في الماء ،،، ولقد طُفتُ سَحَرا لعلّي أجدُ ما أقمعُ به شغفي ،،، ويحك يا ذئب لكأنها تتضارب في بعضها وتشد بعضها بعضا .
قال : هل قلت لها شيئا ؟
قلت : نعم .
قال : مَهْ ؟
قلت : لمعشوقة أنتِ ، عَمْرَكِ الله كيف تكفرين بالجحد ،،، عشقي ؟ .
ونَضِرة أنتِ ، قاتلكِ الله كيف تحرمين من الدم ،،، عِرقي ؟ .
ولأنتِ قلبٌ إلى جانب قلب في ،،، صدري ! .
ولأنتِ عين ثالثة في ،،، أم رأسي ! .
قال : وماذا بعد ؟
قلت : ولأنتِ لذّة لا تحلو لي إلا إذا كنتِ ،،، أنتِ .
ولأنتِ الغنى إن بادلتِ الوُدّ وُدّا ، وَسَارّ[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn2) الحسين ،،، أنتِ .
ولأنتِ الفقر إن خلت منكِ النفس ، وصرت إلى الخلاء ،،، أنتِ .
قال الذئب : مسكين أنت ، والله إنها لتجوز عليك الصَدَقة ! .
قلت : أي صدقة هذه ! ؟ .
قال : الحُب ،،، لو كنتُ مكانها لتصدقت عليك بحبي !!! .
ثم ضحك اللئيم .
ثم قال : وماذا أنت فاعل ؟
قلت : وددت لو أشتريها بكلمة من الله .
قال : ليتكَ تفعل وتريحنا .
قلت له بغضب : ها أنت تفسد الأمر عليّ يا ذئب .
تعجب وقال : أنا !!! وكيف ؟
قلت : أما علمت أن ليت تفيد الذي لا يحصل ، وما هي إلا تمنّي فقط ،،، هل غاب عنك قول الله تعالى ( .... يا ليت قومي يعلمون ) ،،، يا ذئب هيهات هيهات أن يعود إلى قومه فيعلمهم لأنه مات ، ولذلك جاءت يا ليت .
كان الأجدر بك أن تقول ( لعلك[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn3) تفعل ) .
تمنّع الخبيث وقال : لن أقولها .
ثم قال : أكمل ؟
قلت : قلت لها ،،، يا برد الفؤاد ، لقد هتكَ حبّكِ قلبي ،،، وكلمة هتكَ عند ابن الغزير مجرد ( فعل ماض ) وما إلى ذلك ،،، وعندي تعني التقطع والهرس الذي لا يُرجى إصلاحه البتة ، فانظري بم سُبقت !!! بالمجرمة ( لقد ) وتعني بلوغ الشيء نهايته ،،، أي لن يعود قلبي كما كان سليما معافا .
قال الذئب : فبماذا أجابتك ؟
قلت : لم تُجب ،،، غير أنها رقّت لي ،،، ثم قالت : أدنُ دونك .
قال : هاه ،، وماذا ؟
قلت : دنَوْت ،،، فاحتضنتني ،،، فأغمضت عيني ،،، فَسُحتُ في عالم ليس من العالم ، وفي أرواح ليست من الأرواح ،،، فنمتُ .
قال : أهي ،،، هي ؟
قلت : نعم ،،، هي .
ـــــ انتهى ــــــ
ـــــــــــــــ
حسين الطلاع
31/10/2009
المملكة العربية السعودية - الجبيل




[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref1) : لعل بهذا المقام تفيد الظن .

[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref2) : أي جعله مسرورا

[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref3) : لعل هنا تفيد الترجّي المتوقع حصوله .

أماني عواد
04-05-2010, 10:42 PM
السيد حسين الطلاع

ما يميز اسلوبك ذاك الحوار الممتع الشيق
وما يميز الحوار انه شاعري رائع
وما يميز شاعرية الحوار, الثراء اللغوي الذي يجني منه القارئ دون عناء ربحا سخيا


قلت : لمعشوقة أنتِ ، عَمْرَكِ الله كيف تكفرين بالجحد ،،، عشقي ؟ .
ونَضِرة أنتِ ، قاتلكِ الله كيف تحرمين من الدم ،،، عِرقي ؟ .
ولأنتِ قلبٌ إلى جانب قلب في ،،، صدري ! .
ولأنتِ عين ثالثة في ،،، أم رأسي ! .
قال : وماذا بعد ؟
قلت : ولأنتِ لذّة لا تحلو لي إلا إذا كنتِ ،،، أنتِ .
ولأنتِ الغنى إن بادلتِ الوُدّ وُدّا ، وَسَارّ[2] الحسين ،،، أنتِ .
ولأنتِ الفقر إن خلت منكِ النفس ، وصرت إلى الخلاء ،،، أنتِ


يعكس النص القريب جدا من الشعر المقدرة الكبيرة والصبر على الحب وهذا ما لا يجيده الا القلة من البشر

دمت معطاءا

حسين الطلاع
04-05-2010, 11:12 PM
السيد حسين الطلاع

ما يميز اسلوبك ذاك الحوار الممتع الشيق
وما يميز الحوار انه شاعري رائع
وما يميز شاعرية الحوار, الثراء اللغوي الذي يجني منه القارئ دون عناء ربحا سخيا
الأستاذة : أماني حفظها الله
اللغة العربية من أعز ما نملكه ، وهي تراثنا ومجدنا التليد .
ولقد ورثناها كما صحّت وصحّ بها اللسان في العهد الجاهلي ، ولا زالت شامخة ،،، وستبقى .
أشكر لكِ أستاذتي الكريمة حسن الإطراء وروعة تذوق الحرف .
فللحرف حلاوة عزّت حتى على العسل .
فالعسل ينفد ، والحرف يبقى .
مع بالغ شكري وتقديري لشخصكِ الكريم
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
حسين الطلاع

راضي الضميري
05-05-2010, 12:16 AM
شرف كبير لنا أن نقرأ هذه الدرر لأديب كبير سامق مثلك.

هنا مدرسة في الحبّ، ولعلّنا نتعلّم منك أديبنا الرائع.

نص جميل بكل معنى الكلمة.

تقبل تقديري واحترامي

وفاء شوكت خضر
05-05-2010, 09:40 AM
ذلك العشق للعربية يجعلك تهذي بها ..
غزل ما أراه إلا في اللغة التي عشقتها حد الشغف ..
أتابع حرفك وكأني أغوص في بحور المعاجم أجمع الدرر من أصداف فتحت لمن يبتغيها ..

أخي الكريم حسين الطلاع ..
حوارية جميلة وأسلوب بلاغي قل من يجيده .
سأكون دوما بالقرب فاعذر تطفلي على صفحاتك .


احترامي الكبير .

ثائر الحيالي
05-05-2010, 09:47 AM
الأديب القدير الأستاذ حسن الطلاع

لاتزال طلاوة الحرف وسمو المبتغى سمة يزدان بها كل نص خطه يراعك ..متى ما ساقني العطش للرواء

ومررت لأنهل من ينابيع فكرك الثرة ..

سلمت ..وسلم مدادك

محبتي..واحترامي

حسين الطلاع
05-05-2010, 11:38 PM
شرف كبير لنا أن نقرأ هذه الدرر لأديب كبير سامق مثلك.

هنا مدرسة في الحبّ، ولعلّنا نتعلّم منك أديبنا الرائع.

نص جميل بكل معنى الكلمة.

تقبل تقديري واحترامي
الأخ الأديب المفكر : راضي الضميري حفظه الله
تشرفت بك قبل مرورك ،،، وأسعدني تعليقك الراقي بعد مرورك .
وإن الكلمات لتخرج منك كانها شذر الذهب .
بارك الله فيك وادام نعمة الأمن عليك .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
حسين الطلاع

حسين الطلاع
05-05-2010, 11:44 PM
ذلك العشق للعربية يجعلك تهذي بها ..
غزل ما أراه إلا في اللغة التي عشقتها حد الشغف ..
أتابع حرفك وكأني أغوص في بحور المعاجم أجمع الدرر من أصداف فتحت لمن يبتغيها ..

أخي الكريم حسين الطلاع ..
حوارية جميلة وأسلوب بلاغي قل من يجيده .
سأكون دوما بالقرب فاعذر تطفلي على صفحاتك .


احترامي الكبير .
الأديبة الكبيرة : وفاء حفظها الله
وأحب اللغة أستاذتي الكبيرة .
وإنها لتسحرني أشد السحر .
وإنها لأشدّ عليّ من تبذّل الحسناء ساعة أمنها وخلوتها .
إنها لغتي الحبيبة .
ورُبّ شكرٍ أسوقه إليكِ ،،، غير أنه لا يفي بذمّة حقوق الشكر الجزيل لكِ .
دمتِ أديبة يا وفاء
مع خالص تحياتي .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
حسين الطلاع

حسين الطلاع
05-05-2010, 11:50 PM
الأديب القدير الأستاذ حسن الطلاع

لاتزال طلاوة الحرف وسمو المبتغى سمة يزدان بها كل نص خطه يراعك ..متى ما ساقني العطش للرواء

ومررت لأنهل من ينابيع فكرك الثرة ..

سلمت ..وسلم مدادك

محبتي..واحترامي


أخي الحبيب الأديب : ثائر حفظه الله
ومتى ما رأيت زُرقة الحرف ،،، عرفت أن عاشقا لطنّ الحرف ورونق الكلمة على مقربة مني .
فأتلفّت وإذا بظني قد صادق عليّ حدسي .
إنه ثائرا ،،، ذلك الأديب الذي يذهب في عالم غير العالم لوطأة الحرف وسحره .
دمت أخي الحبيب ،،، وحماك ربي من كل سوء .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
حسين الطلاع

ربيحة الرفاعي
04-03-2014, 05:53 PM
حوارية جميلة بلغة أصيلة وأداء عريق
طابت حرفا ومعنى

دمت بخير

تحاياي

آمال المصري
06-09-2014, 08:43 PM
هو سحر البيان وحب اللغة ما جعل لشاعرنا الرائع نبضا أدبيا سامقا مائزا فبوركت فكرا وشعورا راقيا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
23-08-2015, 01:54 AM
هذا الأسلوب وهذه اللغة يجعلاني أشعر بسحر الأدب

شكرا لك أخي

بوركت

خلود محمد جمعة
02-01-2016, 01:25 PM
جمال في اللغة وعمق في المعنى بحوارية سلسة بجمال
بوركت وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
03-01-2018, 08:55 PM
إبداع تجلى لقلم باذخ تطاول بهاء
حوارية شيقة بحرف متميز، ولغة متأنقة، وتعابير بديعة
لديك القدرة على الاستحواذ على القارئ بلغتك القوية الجميلة
وبأسلوبك الناطق شاعرية وألقا.
دام حرفك يحلق في سماء الروعة.
:0014::0014: