تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية ُ هريدي



نافع سلامة
08-05-2010, 10:04 PM
بِـكَ اللهُ يعلـمُ كـم تنتهـي=رغيفاً بأيدي جِيَاعِ الصّعِيـدْ
ثمانٍ بجحـرٍ ولـم يأكلـوا=لهمْ غنجُ بطنٍ كبرقٍ رَعِيـد
أبوهم ينـاوبُ فـي مخبـزٍ=وياليتهُ كان ساعـي البَرِيـد
إذا قامَ في الصّبحِ قالت لـهُ=بفاهٍ كبـوقِ القطـار التَّلِيـد
أيا بغلَ عمري التعيس الشقي=أمثـل حمـارٍ غبـيٍ بَلِيـد
تنـاوبُ فـي مخبـزٍ بائعـاً=وتشكو العيالُ فـراغ الثِّرِيـد
لتنظرْ إلـى شـاربٍ تقتنـي=كقرنيَّ ثور عَفـيٍّ فَرِيـد
ألا فارضِ عيني وعُـدْ مـرّةً=كسبعٍ وليـس كهـرًّ مَرِيـد
فهـز هريـدي لهـا رأسـهُ=كخصيٍ وراح لحيثِ الوَعِيـد
طوابيرُ جُوعٍ علـى بعضِهـا=كجزرٍ ومدٍّ وعصـفٍ شَدِيـد
فهـذا يشـدُّ لــهُ عـمّـةً=وهذا يكسِّـرُ فيـه الجَّرِيـد
أنا يا نسيبـي أتيـتُ هنـا=معَ الفجرِ حتى براني الجَّلِيد
ألا يـا هريـدي أنـا قبلـهُ=مِنَ الأمسِ أدعو الإلهَ المَجِيد
يمن علـيَّ ببعـضِ الرّضـا=لأرضي صغارا بخبزٍ زَهِيـد
ولي زوجةٌ لو تراها ، لهـا=تخرُّ من الخوفِ مثل العّبِيـد
وهام الصّراخُ أنا ، بـل أنـا=وكل يـردد نفـس القَصِيـد
تَذَكرَ كم هـو فـي ورطـةٍ=إذا لم يعد بالرّغيفِ السَّعِيـد
فـدسّ رغيفـاً إلـى جيبـهِ=وقال : حمىً من دمارٍ أكِيـد
وهاج الزحامُ علـى جِسمِـهِ=سَوَاعد سودٍ تليـن الحَدِيـد
فعادَ الرّغيـفُ إلـى أصلِـهِ=وصار هريدي كخبـزٍ ثَرِيـد
يردد فوق الحصـى جالسـا=على كفتيهِ الرّغيف الشَّهِيـد
أيا ربِّ كيـف أعـود لهـا=بهذا العجين الفتيت الشّرِيـد
وكيف أسكّـتُ بطـن هـدى=وليلى وهندٍ و راضي وعِيـد
سأجلسُ حتى يجيء غـدي=وحسبيَّ أنت الكفيلُ الوَحِيـد



:
:

نافع سلامة
08-05-2010, 10:06 PM
كتبت عام القتال على الخبز

د. عمر جلال الدين هزاع
09-05-2010, 12:41 AM
هذه قدرة شعرية خلاقة جدير بنا أن نقف عن بلاغة أسلوبها و جزالة لفظها
لك التقدير أخي

نافع سلامة
09-05-2010, 10:53 AM
جدير بي كذلك ان احتفي بمرورك الغض دكتورنا
خالص المودة لنبضك

حازم محمد البحيصي
09-05-2010, 11:08 AM
جمال الشعر ورسالته ما كان واقعيا بحتا
وما جسد الحال وسوء المآل

نص يحمل الكثير في طياته ويخبرنا بالآم الواقع المرير

تحيتي لك

نافع سلامة
11-05-2010, 01:00 AM
اشكرك من قلبي اخي الراقي حازم
دمت راقيا سيدي

محمود فرحان حمادي
11-05-2010, 07:51 AM
طوابيرُ جُوعٍ على بعضِهـا
كجزرٍ ومدٍّ وعصفٍ شَدِيـد
هذا هو حال الأمة التي ألبسها الله ثوب الذل بابتعادها عن دينها
تصوره ريشتك الشاعرية بمهارة الشاعر المُجيد
بورك نبضك وكن بخير يا صديقي
تحياتي

نافع سلامة
11-05-2010, 08:00 PM
استاذ محمود مرورك بستان سيدي
ادام الله عليك هذا الحس الراقي
مودتي

الرفاعي حافظ
29-07-2010, 12:12 PM
في عجالة شديدة هذه القصيدة فريدة
فيها صور جمالية مكتملة خلفها فنان
فرشاته الأحرف وألوانه الكلمة
صور معناه صادقة وأهة دافقة
إن لم تكن صعيدي فأنت ساحر
تحياتي