المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشَجْوُ المُهاج في رثاء الشيخ محمد سيد حاج



لؤي عبد الله الكاظم
10-05-2010, 08:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم ،،

أطل عليكم أيها الأحبة بعد فترة وانقطاع نسأل الله تعالى أن يجمعنا بكم في دار كرامته ومستقر الرحمة ..

وهذه إطلالة جديدة في رثاء الشيخ العلامة محمد سيد حاج الذي فارق هذه الحياة غضاً نضراً طرياً في بضع وثلاثين من الأعوام .. فرحم الله تلك الأجداث الطاهرة والأنسام المباركة وأنزل على قبر شيخنا الضياء والنور والفسحة والسرور ..

سِرُّ المُحِبِّ غَدَاةَ البَيْنِ مَفْضُوحٌ=وَدَمْعُهُ لِفِرَاقِ الإِلْفِ مَسْفُوحٌ

يَا نَائِحَاً فَوْقَ أَغْصَانِ الأَرَاكِ أَلاَ=تُجِيْبُ مَنْ عَادَ مِنْهُ الشَّجْوُ مَبْحُوحُ

يَا لَيْلَةً جَاءَ فِيْهَا النَّعْيُ مُشْتَمِلَاً=ثَوْبَ السَّوَادِ عَلَى الأَحْزَانِ مَلْفُوحُ

يَا نَاعِيَاً عَلَمَاً بَحْرَاً أَشَمَّ لَهُ=مَعَ الثِّقَاتِ اجْتِهَادَاتٌ وَتَرْجِيْحُ

شَيْخٌ تَرَجَّلَ غَضّاً عَنْ مَطِيَّتِهِ=وَكَمْ تَرَجَّلَ أَعْلَامٌ مَصَابِيْحُ

له مَنَاقِبُ فِي الآفَاقِ ظَاهرِةٌ =يَكْفِي شَوَاهِدُها ذِكرٌ وتَلمِيحُ

يَدْعُو إِلَى الله لَا يَنْفَكُّ مُزْدَلِفاً=عِدَاهُ فِي الرَأْيِ مَقْصِيُّ وَمَطْرُوحُ

إذا تَكلَّمَ سَالَ الدُّرُ مِنْ فَمِهِ=فَقَوْلُهُ عِبْرَةٌ وَالصِّمْتُ تَسْبِيحُ

عَلَى المَدَارِجِ كَمْ تَلْفَاهُ مُنْتَظِمَاً=وَفِي المَسَائِلِ تَقْرِيْبٌ وَتَوْضِيْحُ

فَهْمٌ وَعِلْمٌ وَإِدْرَاكٌ وَمَعْرِفَةٌ=وَصَيِّبٌ مِنْ عَطَاءِ الله مَمْنُوْحُ

قُطْبُ الشَّبَابِ رَحَاهُمْ عِنْدَ مَفْزَعِهِمْ=هُوْ الأَرِيْبُ إِذَاَ دَارَتْ بِهِمْ سُوْحُ

أَعْنِي أَبَا جَعْفَرِ المَكْسُوِّ مِنْ وَرَعٍ=رِدَاءَ عِلْمٍ وَنَظْمِي فِيْهِ مَجْرُوْحُ

جَمّ السَّمَاحَةِ مِفْضَالٌ أَخُو ثِقَةٍ=بِكُلِّ سَابِقَةِ الأَخْلَاقِ مَمْدُوْحُ

سَهْلُ المَنَالِ حَصِيْفُ الرَّأْيِ مُتَّقِدٌ=وَارِيْ الزِّنَادِ عَلَى الأَعْدَاءِ مَقْدُوحُ

إِنْ تَلْفَهُ قَدَ عَلَا أَعْوَادَ مِنْبَرِهِ=كَأَنَّهُ الَبَرْقُ إِيْمَاضٌ وَتَلْوِيْحُ

بِالحَقِّ يصَدَحُ فِي حَالَيْهِ مُحْتَسِبَاً=يَدْعُو وَلَا يُثْنِهِ هَمٌّ وَتَبْرِيْحُ

تَرَاهُ بِالعِلْمِ والتَّدْرِيْسِ مُشْتَغِلاً=والبَعْضُ يَشْغُلُهُ قَدْحٌ وَتَجْرِيْحُ

جَزْلُ الخِطَابِ رَصِيْنُ القَوْلِ وَاضِحُهُ=يُمَازِحُ النَّاسَ تَلْطِيْفٌ وَتَرْوُيحُ

أَبْكِي فَتَىً قَدْ هَدَاهُ لِلْعُلَا شَمَمٌ=وَسَاطِعٌ مِنْ جَبِيْنِ الشَّمْسِ مَسْرُوْحٌ

وَاَحَرَّ قَلْبَاهُ.. كَمْ تَبْكِيْهِ ثَاكِلَةٌ=كَمَا بَكَتْ فَقْدَهُ الدُّهْمُ المَسَاحِيْحُ

لا أَبْعَدَ اللهُ شَيْخَاً زَانَه ُشَرَفٌ=فِي كُلِّ فَنٍّ لَهُ بَحْثُ وَتَنْقِيْحُ

طَوَى الحَيَاةَ إِلَى الفِرْدَوْسِ فِي عَجَلٍ=رَفِيقُهُ فِي الدُّنَا ذِكْرٌ وَتَسْبِيْحُ

نَفْسٌ تَوقَّدُ حَرَّىَ وَهْيَ مُرْهَفَةٌ=كَمَا السَّحَائِبِ لَا تَسْتَامُهَا الْرِّيْحُ

هَلْ مِنْ سَبِــــــــيلٍ إلى شَيْخٍ يُمَاثِلُهُ =يَسيُر فِي نَهْجِهِ: هَدْيٌ وتَصْحِيحُ

كَأَنَّمَا شَاقَهُ التَّسْفَارُ فِيْ وَلَهٍ=نَحْوَ الجِنَانِ هَفَا كَيْ تَسْعَدِ الْرَّوُحُ

سَقَتْك مِنْ وَاكِفِ الوَسْمِيِّ غَادِيَةٌ=وَفَاحَ مِنْ تُرْبِكَ الرَّيْحَانُ والشِّيْحُ

وظَلَّلَتْكَ غَدَاةَ الحَشْرِ مَرْحَمَةٌ=وَعَدْتَ والذَّنْبُ مَغْفُورٌ وَمَصْفُوحٌ

ثُّمَ الصَّلاةُ عَلَى المُخْتَارِ مَاَ هَطَلتْ=سَحائِبُ القَطْرِ أَو مَاهَـبَّـتِ الرِّيحُ

محمود عبد الفتاح
10-05-2010, 11:49 AM
أخي العزيز
سلام من الله عليك
وسلام من الله ورحمة متواصلة على روح شيخك الجليل الراحل


قصيدة رائعة وفية
تصور لنا قيمة الوفاء في زمن قطع الناس فيه حبل الوفاء بشفرات الجحود


فلك مني كل التحية

ونسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله الفردوس الأعلى
إنه على كل شيء قدير

محمود فرحان حمادي
10-05-2010, 01:35 PM
وفاء في حرفك جميل أخي المشاكس
لقد أنصفت فوفيت وأجدت
رحم الله مَن خلّده هذا الرئاء الحزين
بوركت المشاعر الفيّاضة الصادقة
تحياتي

لؤي عبد الله الكاظم
10-06-2010, 12:49 PM
أخي محمود عبد الفتاح

جزاك الله خيراً وبورك فيك على المرور والدعاء ..


وفقنا الله وإياك


وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ..

لؤي عبد الله الكاظم
10-06-2010, 12:52 PM
بارك الله فيك أخي محمود فرحان حمادي


وجزاك خيراً على الثناء والدعاء ..


وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم

يحيى سليمان
10-06-2010, 01:45 PM
حرف جميل
ووفاء أجمل
ووفاء جميل
وحرف أجمل

محمد ذيب سليمان
10-06-2010, 04:17 PM
ما أروع ما أنشدتنا
رحم الله من ذكرت رحة واسعة
وفاؤك يا أخي له عند الله الثواي
شكرا لك

د. سمير العمري
10-10-2011, 05:43 PM
هذه قصيدة مبهرة قصدا وقصيدا وفيها ما يقف الشعر له إجلالا.

أعتذر إذ لم أرها إلا اليوم وأشهد بأنها لم تأخذ حقها من الإشادة والتقدير.

للتثبيت.

وما ذاك إلا انتصار للشعر الحقيقي وللأدب السامق ولو بعد حين.

دمت مبدعا محلقا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ربيحة الرفاعي
11-10-2011, 01:48 AM
ألق يليق بك يا لؤي العرب
ووفاء ممن هو أهله لم هو أهل لمثله
وشعر من جميل ما يقال نصا وجرسا

رحمه الله ورحمنا فيمن نفقد من أعمدة يكاد السقف بفقدها يميل

لا حرمت وفاءتك وطيب شمائلك
ولا حرمتك واحتك

تحيتي

هاشم الناشري
11-10-2011, 05:30 AM
نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته

وألا يحرمك الأجر على هذه الرائعة .

كم نشتاق لأدبك وصحبتك أيها الحبيب .!

بارك الله في الواحة ورائدها لأنها تعرفنا

بمثلك أيها النبيل.

مودتي وتقديري.

ماجد الغامدي
11-10-2011, 11:55 AM
طَوَى الحَيَاةَ إِلَى الفِرْدَوْسِ فِي عَجَلٍ
رَفِـيـقُـهُ فِــــي الــدُّنَــا ذِكْــــرٌ وَتَـسْـبِـيْـحُ

رحم الله الشيخ الجليل وأنزلهُ منازل الشهداء وجمعنا به في مستقر رحمته وتحت ظل عرشه ورحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه

بوركت أخي الكريم وروح الوفاء التي تحملها ولا فُض فوك

لؤي عبد الله الكاظم
23-10-2011, 01:21 PM
أخي الشاعر يحي سليمان

و

أستاذنا محمد ذيب

و

الدكتور سمير العمري

و

أختنا الشاعرة الرابحة ربيحة

و

الأخ الهمام ناشر الفضل الناشري

و

الأستاذ الكبير القابع بين شطري البيان
ماجد الغامدي


لكم الشكر أجمعين ..

على مروركم وحسن ما أثبتم من مشاعر ناطقة هي لنا دفعة نحو اقتفاء آثاركم في سوح الفصاحة والبلاغة والبيان ..


والشكر أقلّ ما يبذله ذو لسانٍ ناطق..


بوركتم وسدد الله خطاكم..

:: مشاكس::

نداء غريب صبري
24-10-2011, 03:45 PM
رثائية رائعة ووفاء حميد

شكرا لك اخي

بوركت

لؤي عبد الله الكاظم
02-01-2012, 12:03 PM
رحم الله شيخنا الحبيب .. الذي لا زال صداه يتردد في أعماق أعماق الفؤاد ..


وجزاك خيراً أختنا الكريمة نداء غريب على المرور والدعاء


وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ،،