مشاهدة النسخة كاملة : حماقة !!
د. عمر جلال الدين هزاع
14-05-2010, 04:25 AM
حَماقَة !!
..
قَدِ ارتَعَشتِ , وَ قَدْ شَفَّ القَمِيصُ , وَ قَدْ=قَتَلتِنِي بِالذِي قَدْ شَفَّ مِنهُ , فَقَدْ
أَراكِ - لا مِثلَما تَبدِينَ - عابِثَةً=تُحَرِّكِينَ رَمادَ العُمرِ حَيثُ خَمَدْ
فَتَعرِضِينَ فُتُونَ الحُسنِ مَسأَلَةً=وَ تَنقِمِينَ إِذا المَفتُونُ قامَ بِرَدْ !
مَنِ الذِي لَمْ يَقَعْ فِي ما حَفَرتِ لَهُ ؟=وَ مَنْ إِذا ما اختَبَرتِ الصَّبرَ فِيهِ صَمَدْ ؟
نَهدَيكِ لُومِي مَعَ الخَدَّينِ , وَ اعتَرِفِي=بِما اقتَرَفتِ , فَلَيسَ الذَّنبُ ذَنبَ أَحَدْ
فإِنْ تَشَكَّيتِ - مِنْ نَهدَيكِ - فانتَقِمِي=فَما عَلَيَّ مَلامٌ فِي تَمَرُّدِ يَدْ !
وَ إِنْ غَضِبتِ فَمِنْ خَدَّيكِ دُونَ فَمِي=حَماقَةُ الثَّغرِ بَعضٌ مِنْ حَماقَةِ خَدْ !
أَتَدَّعِينَ البُكاءَ المُرَّ كاذِبَةً=أَمَ انَّهُ مَكرُ مَنْ - رُغمَ الوَفاءِ - جَحَدْ ؟
فَتَحرِمِينَ رَضِيعًا مِنْ رَضاعَتِهِ ؟=وَ قَدْ تَرَكَّزَ فَوقَ الصَّدرِ مِثلَ وَتَدْ !
أَيَستَطِيعُ هُبُوطَ النَّاهِدَينِ فَمٌ=مِنْ بَعدِ ما قُبَّتَيكِ الحُلوَتَينِ صَعَدْ ؟
وَ هَلْ يُزَحزَحُ عَنْ أَفياءِ جَنَّتِهِ ؟=إِذا عَلَى الرَّفرَفَينِ الأَبيَضَينِ قَعَدْ !
هُنا العَذابُ عُبابٌ حَولَ أَشرِعَتِي=إِذا مَدَدتِ لَهُ حَبلَ الكَآبَةِ شَدْ
بِهِ امتَزَجتُ وَ ما أَدمَنتُ طاغِيَةً=سِواكِ أَنتِ , وَ لا أَغرَى هَوايَ جَسَدْ
فَلا تَصُدِّي فَهَذا الصَّدُّ مِحرَقَةٌ=وَ الزَّجرُ فِيها وَقُودٌ , وَ الخِصامُ مَسَدْ
قُومِي استَحِمِّي بِماءِ الشِّعرِ قافِيَةً=رَوِيُّها الأُقحُوانِيُّ انهِمارُ بَرَدْ
قُومِي استَعِدِّي استَبِدِّي استَعمِلِي لُغَتِي=وَ شَكِّلِي " لا نِهاياتِي " بِغَيرِ عَدَدْ
حَوافِرُ الوَقتِ ما زالَتْ تَدُوسُ عَلَى=هَشاشَةِ الحُلمِ , لَكِنَّ الخَيالَ مَدَدْ
إِذا وَقَعتُ بِرَغمِ الجَهدِ يَرفَعُنِي=وَ إِنْ رَجِعتُ إِلَى الماضِي أَطَلَّ بِغَدْ
وُجُومُ صَمتِكِ هَذا ؟ أَمْ دَلالُ صِبا ؟=وَ أُفقُ حُبِّكِ هَذا ؟ أَمْ حَدِيدُ زَرَدْ ؟
أَتَحلُمِينَ بِما فَكَّرتُ فِيهِ ؟ وَ ما=أَظُنُّ أَنَّكِ قَدْ فَكَّرتِ فِيهِ بِجَدْ ؟
أَمْ أَنَّها بَعضُ أَوهامٍ تُراوِدُنِي=إِذا الجُنُونُ تَمادَى وَ الفُؤادُ شَرَدْ ؟
وائل محمد القويسنى
14-05-2010, 05:19 AM
حَماقَة !!
..
فَلا تَصُدِّي فَهَذا الصَّدُّ مِحرَقَةٌ=وَ الزَّجرُ فِيها وَقُودٌ , وَ الخِصامُ مَسَدْ
قُومِي استَحِمِّي بِماءِ الشِّعرِ قافِيَةً=رَوِيُّها الأُقحُوانِيُّ انهِمارُ بَرَدْ
قُومِي استَعِدِّي استَبِدِّي استَعمِلِي لُغَتِي=وَ شَكِّلِي " لا نِهاياتِي " بِغَيرِ عَدَدْ
حَوافِرُ الوَقتِ ما زالَتْ تَدُوسُ عَلَى=هَشاشَةِ الحُلمِ , لَكِنَّ الخَيالَ مَدَدْ
إِذا وَقَعتُ بِرَغمِ الجَهدِ يَرفَعُنِي=وَ إِنْ رَجِعتُ إِلَى الماضِي أَطَلَّ بِغَدْ
وُجُومُ صَمتِكِ هَذا ؟ أَمْ دَلالُ صِبا ؟=وَ أُفقُ حُبِّكِ هَذا ؟ أَمْ حَدِيدُ زَرَدْ ؟
أضحك الله سنك يا صاحبى
قرأتها ثلاث مرات ووقفت على دقة التصوير وحسن التقسيم
وقفت على البيت الأول كثيرا
قَدِ ارتَعَشتِ , وَ قَدْ شَفَّ القَمِيصُ , وَ قَدْ=قَـتَـلـتِـنِــي بِـــالـــذِي قَــــــدْ شَــــــفَّ مِـــنــــهُ , فَـــقَــــدْ
هنا أراك استخدمت (قد) خمس مرات وهى القاف والدال بالإضافة إلى كلمة قتلتنى
الجميل هنا أن استخدام حروف القلقلة بهذه الكثرة لم يعق النطق وإنما جاء سلسا مليئا بالحركة والحيوية والإثارة وهذا موافق للمعنى تماما.
أما البيت الثانى
أَراكِ - لا مِـــثــــلَــــمــــا تَـــــبـــــدِيــــــنَ - عـــــابِـــــثَــــــةً= ُــحَــرِّكِـــيـــنَ رَمــــــــــادَ الـــعُـــمــــرِ حَـــــيـــــثُ خَـــــمَـــــدْ
هنا لم يستخدم الشاعر حرف القاف قط وكأنه أراد أن يتبع الحركة فى البيت الأول بسكون هى التى تحركه (تحركين) وجملة (لا مثلما تبدين) هى السكون بعينه أى أنها تبدو ساكنة لكنها (عابثة) ؛ (تحرك) رماد العمر حيث (خمد). ثم أنه ينهى بيته ب (خمد) التى تعنى السكون رغم انتهائها بحرف الدال الذى لا يقل قوة وحركة عن حرف القاف. وكأنه أراد أن يتبع الحركة والحيوية والإثارة فى البيت الأول بسكون فى البيت الثانى هى التى تحركه.
كما أن الاستهلال بالحركة أقوى ثم يعود يوضح أسباب الحركة والإثارة التى ستدعمها بقية الأبيات.
أى أن استخدام حرف القاف بهذه الكثرة فى البيت الأول وعدم استخدامه فى البيت الثانى لم يكن عبثا وإنما جاء موحيا معبرا.
أبدعت تصوير الإثارة بعد السكون هنا يا أبا حفص وأجدت اختيار الألفاظ والإيقاع اللفظى والإيحاء أيضا.
ناهيك عن اختيار حرف الروى (الدال الساكنة) وعن حسن التقسيم فالقصيدة مليئة بمواطن الجمال ..
كل بيت فيها يستحق التعليق يا صاحبى ولكن لن أطيل عليك ...
تقديرى
وائل القويسنى
محمود فرحان حمادي
14-05-2010, 08:03 AM
ثوب قشيب مطرز بأزاهير الشعور الأصيل
انسدل فضفاضًا خميلا على حروف هذه القصيدة
فجاء المنظر فينانا، تربع به الجمال الشاعري قمم الإبداع
لم يكن اختيار المفردة اعتباطًا بل جاء منسقًا بانتقاء الماهر الفطن
لتضاف هذه الدرّة إلى روائع شعرنا بجدارة
حييت شاعرا وأديبا
وتقبل خالص الود
جهاد إبراهيم درويش
14-05-2010, 10:11 AM
شاعري ..
لله أنت وأنت تنتقي مفرداتك بعناية وتمكن ..
تبحر كالغواص في حروف اللغة لتختار لنا أشفها وأغدقها
وها أنت تدعوها لتغوص معك :قُومِي استَحِمِّي بِماءِ الشِّعـرِ قافِيَـةً
رَوِيُّهـا الأُقحُوانِـيُّ انهِمـارُ بَـرَدْ
قُومِي استَعِدِّي استَبِدِّي استَعمِلِي لُغَتِي
وَ شَكِّلِي " لا نِهاياتِي " بِغَيـرِ عَـدَدْ
حَوافِرُ الوَقتِ ما زالَتْ تَدُوسُ عَلَـى
هَشاشَةِ الحُلمِ , لَكِنَّ الخَيـالَ مَـدَدْ
إِذا وَقَعتُ بِرَغـمِ الجَهـدِ يَرفَعُنِـي
وَ إِنْ رَجِعتُ إِلَى الماضِي أَطَلَّ بِغَـدْ
سلم الشعر والشعور
وبورك النبض والقلم
ودي ومودتي
محمد ذيب سليمان
14-05-2010, 10:19 AM
كتابتها الخط الأحمر استثارني قبل أن اعرف الفحوى
ثم
تحركت عيناي بين الحروف والكلمات ولم أستطع مفارقة البيت الأول
مكثت قبالته كثيرا وحينما انحدرت عيناي للأسفل لامست البيت الثاني
وتهت في فنية التصوير والتعبير
حينها قررت التوقف عندهما اديرهما في رأسي رغم بساطة الألفاظ
أكملتها وعلقت وسأعود اليها مرات ومرات
دمت مشرقا
مازن لبابيدي
14-05-2010, 12:21 PM
أخي الحبيب د. عمر جلال الدين
والله يا أخي إني لأحبك في الله وأعتز بك شاعراً وأخاً ، وأطرب لشعرك كلما قرأته لما فيه من الفصاحة والقوة والموهبة ، وإني لأرجو أن تكون هذه التوطئة كافية لتقبل من أخيك نقده وتنزله من قلب منزل النصح والغيرة عليك .
أما بعد فيا أبا حفص ، لقد قلدك الله سيف البيان ووهبك لسان الشاعر وقلبه ، فلا تشهر سيفك في غير ما يرضيه ولا تعمل لسانك وتشغل قلبك في ما يغضبه ، ولقد من عليك من الفصاحة والمفردات بدررها وجوهرها فلا تبذلها إلا في أغلى المقاصد وأسمى الغايات .
أنت أعرف الناس أن الكلمة مسؤولية ، فإن لم تسأل أنت عن كلمتك فمن إذن ؟
والله إني لك لناصح محب وعليك لحريص غيور ، وإني لأربأ بك عن مثل ما وقع فيه أبو نواس ومن شاكله ، وإني لأرجو الله أن تكون ممن استثنى من الشعراء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ...
لو كان دونك من قال هذه المعاني ، والله ما صرفت ثانية في الرد عليه ، أما من عمر جلال الدين فلا أقبلها ، ولا تليق به ولا تليق بالواحة ولا أعضائها .
أخوك ليس ضد النسيب ما لم يخدش الحياء ويثير الغرائز ، ومن يقدر على مثله إن لم تقدر أنت ، وأحيلك إلى قصيدتك الرائعة ، وهم الهوى :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=28576
لعلي أوصلت رسالتي ، وأرجو أن لا يفهم منها إلا الحب والغيرة على شاعر أحبه وأعتز به وبشعره .
عبدالله بن سالم
14-05-2010, 12:34 PM
فن شعري متألق من خمائلك دكتور عمر جلال الدين هزاع
ونصيحة ثمينة غالية من محب لك مازن لبابيدي
الشكر لفنك
والحب لغيرته .. ودمتما في سعادة لا تنقطع
أحمد موسي
14-05-2010, 01:15 PM
هنا صمت فقط فقد قرأتها مرات ومرات
وأكرر إعجابي بها هنا وأنقل لك رد الحبيب
جميل داري الذي أعجبني جدا
حماقة الشعر احسوها بغيـر كمـد=لا سيما إن علاها بعض..بعض زبد
الناهدان اللـذان احتـرت بينهمـا=لولاهما لم يكن مـن والـد وولـد
الشاعريـة نـيـران مؤجـجـة=بئس الذي عن لظاها قد نأى وبعد
الحب والشعر أصل للجمـال فمـا=يجدي جمال به لا يستهيـم أحـد
هذا المجون الجميل الفذ يدهشنـي=وكـم أوبـخ قلبـي إذ أراه زهـد
فآه يـا عمـر الأحـلام سارحـة=هنا ..هناك بعيـدا لا تعـاق بحـد
ومعجب جدااااااا برد حبيب قلبي ورفيق دربي
الاخ مازن لبابيدي ولن أعلق على رده فقط ابدي إعجابي والتعليق
سيأتي به الهزاع
الطنطاوي الحسيني
14-05-2010, 06:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب د عمر هزاع يا لك من صب متيم
قصيدة رائقة رائعة ولكن كما قال اخي مازن لبابيدي
قد تعرف ا لآن لم لا أرد على قصائدك التي تصف بها وتشف بها
رغم روعتها وجمالها ولكن نربأ بك عن هذه الكم بيت فوالله لو تحول تحويلا صغيرا من انملك المبدع لأصبحت من روائعك
وهم كثر اخي عمر
صديقك من صدقَك يا أخي الحبيب لا من صدَّقك في كل شيئ
ارجو الا يداخل قلبك شيئ من نصحنا فنحن نحبك في الله والله وما غضب أحد ولا امتعض على فراقك أكثر مني فالحب خالص بفضل الله لله سبحانه ونرجو لك المزيد من التألق في مرضاته
أخوك وحبيبك في الله الطنطاوي الصغير يعني حاجة زي الآخطل الصغير كده(بسمة)
تقديري لقلمك وقوته و تصويرك وروعته وأداءك وحسنه
دمت شامخا رائعا مساندا للضاد وأهلها
النواري محمد الأمين
14-05-2010, 11:19 PM
قرأتها قبيل ساعة
ولم أستطع الرد إلا الآن
مهما قلت، لن أزيد عما قال من مروا هنا قبلي شيئا
فقد قالوا كل ما يمكن أن يقال
أبدي إعجابي الكبيير
وأنسحب
مودتي
د. عمر جلال الدين هزاع
15-05-2010, 12:03 AM
أخي الحبيب د. عمر جلال الدين
والله يا أخي إني لأحبك في الله وأعتز بك شاعراً وأخاً ، وأطرب لشعرك كلما قرأته لما فيه من الفصاحة والقوة والموهبة ، وإني لأرجو أن تكون هذه التوطئة كافية لتقبل من أخيك نقده وتنزله من قلب منزل النصح والغيرة عليك .
أما بعد فيا أبا حفص ، لقد قلدك الله سيف البيان ووهبك لسان الشاعر وقلبه ، فلا تشهر سيفك في غير ما يرضيه ولا تعمل لسانك وتشغل قلبك في ما يغضبه ، ولقد من عليك من الفصاحة والمفردات بدررها وجوهرها فلا تبذلها إلا في أغلى المقاصد وأسمى الغايات .
أنت أعرف الناس أن الكلمة مسؤولية ، فإن لم تسأل أنت عن كلمتك فمن إذن ؟
والله إني لك لناصح محب وعليك لحريص غيور ، وإني لأربأ بك عن مثل ما وقع فيه أبو نواس ومن شاكله ، وإني لأرجو الله أن تكون ممن استثنى من الشعراء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ...
لو كان دونك من قال هذه المعاني ، والله ما صرفت ثانية في الرد عليه ، أما من عمر جلال الدين فلا أقبلها ، ولا تليق به ولا تليق بالواحة ولا أعضائها .
أخوك ليس ضد النسيب ما لم يخدش الحياء ويثير الغرائز ، ومن يقدر على مثله إن لم تقدر أنت ، وأحيلك إلى قصيدتك الرائعة ، وهم الهوى :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=28576
لعلي أوصلت رسالتي ، وأرجو أن لا يفهم منها إلا الحب والغيرة على شاعر أحبه وأعتز به وبشعره .
أخي الحبيب
لردك هذا جنة محبة في قلبي و ضميري و سأبدأ الرد عليه أولًا كي تثق بأنني محبك و محب كل من ينصح في دين الله
وبأن رضى الله أهم و أغلى من كل شعر
ولكن لي فيما سبق وجهة نظر أفسرها و لعلها تقع موقعًا طيبًا و تحكي حقيقة محاولاتي المجددة في معالجة قضايا أدبية و فكرية بشكل مغاير للأساليب التقليدية
ولكم المحبة جميعًا ..
د. عمر جلال الدين هزاع
15-05-2010, 12:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أستهل الردود بالإجابة على مشاركة أخي الحبيب مازن عائدًا بعدها لبقية الأحبة للضرورة مع فائق التحية و خالص التجلة للجميع
و أقول بعد صلاة و تسليم على نبينا الأمين , و إنه لقول قل ما أجنح إليه أو أمنحه فسحة من الشرح و التفسير لأننا في زمن قل فيه الحوار الأدبي و النقد و كثرت فيه المجاملات و الإطناب في مديح الأدب دون الوقوف على عراقة فنه و عمق محتوياته و طرائف أسلوبه و جدة طرائقه و تشكيلاته
و المهم في كل هذا أنني و قبل كل شيء أشيد بنبل مقاصد أخي الحبيب - مازن - و أشد على يده في ما تفضل به من نصح مخلص كريم و أشكر له فضائله في حسن الجوار و ليت كل من عرفت على الشابكة في مثل هذا النقاء و تلك الغيرة على الدين لبقينا - والله - خير أمة أخرجت للناس و ما حدنا و لا ضللنا
و أعود لشرح أحب أن أوجز فيه ما استطعت كي لا أثقل على قلوب الحضور فأقول :
ـــــــــ
ترى فئات أدبية أن الشعر للشعر و ترى غيرها أن الشعر للفكر و أما عندي - وهو المنهج الذي انتهجته منذ أن ولجت هذا العالم الفسيح و أعني عالم الأدب الأصيل و فضاءات اللغة الرحبة - فالشعر متلازمة : حسية لغوية فنية عروضية فكرية و أعني بهذا : متلازمة ( الشعر = الفن + الفكر ) معًا على خط واحد و في سبيل متوحد لا يفترقان
فالاهتمام بالشعرية ( الفنية ) على حساب الفكر و مقاصد و أهداف الأدب يفرغ الرسالة من محتواها و الاهتمام بالفكر و الغايات دون تقديمها بأطر فنية عالية المستوى منتقاة الأساليب و بطرائق لغوية و صياغات أسلوبية و تقانات إبداعية مبتكرة يجعل من الشعر منبرًا نظميًا يبتعد عن روح الفن و يغالي في طلب تحقيق المثاليات بأدوات كليلة عاجزة عن الوصول
ولعله يندر في شعري أنني قدمت قصيدة للفكر أو للشعر بذاته انحازت لأحد الجانبين دون الآخر أو على الأقل : لعلني اجتهدت و أسأل الله أجر هذا الاجتهاد إلم يكتب له النجاح
وبعد :
عندما أقول أن الشعر فن و فكر فلا يعني هذا أن أطنب كل الإطناب في فنونه الحسية و أجعل من تخييلاتي وسائل لتبرير غايات قد يراها بعض قراء الشعر أو نقاده على غرار ( الغاية لا تبرر الوسيلة ) لأنني ألتزم ما استطعت بحدود المقبول وبنفس الوقت فإن تقديمي لفكرة معينة لا يعني أن أطرقها مباشرة دون استعارات فنية و كنايات أدبية ومحاولات لتجديد اشتقاقات و ابتكار أدوات مناسبة لهذا التقديم
وبين هذا و ذاك أنا و الشعر كواقع بين المطرقة و السندان
ومثل هذه القصيدة بما سأشرحه ستفسر المعنى و الله المستعان
و أدخل بعد هذه التوطئة لقلب القصيدة و ما أردته منها :
ـــــــــــ
أردت في هذه القصيدة أن أقدم عدة أنموذجات فنية و لغوية و حسية و عروضية و فكرية قد لا يكون بينها ذلك الترابط العضوي البَيِّن للوهلة الأولى و لكن قارئًا مجدًّا يكرر القصيدة مرتين أو أكثر سيستمتع - إن شاء الله - بما يجده مما حاولت أن أكنزه بين طياتها من درر اللغة الأصيلة في حوارية شيقة بيني و بين اللغة بمفهومها العام و القصيدة صعبة الروي أو كما يقول عنها نقاد الشعر مستحيلة المطو كهذه القافية بشكل خاص
فالنص - هذا - هي عبارة عن تمثيلية للحظة تخييلية لحوارية مع قصيدة عنيدة الروي تم تقديمها بشكل مشهد غزلي إيروسي لا يميل إلى السخانة المتعمدة و لكنه في ذات الوقت لا يقعد إلى صور باهتة لا ترسخ في العقل أو القلب وكان لهذا التقديم أني :
- انتقيت قافية يقول عنها نقاد الأدب أنها عصية الصهوة متعثرة بصاحبها جموح لا خطام لها و هي كما يسميها النقاد : القافية المتراكبة والتي تتوالى فيها حركات الروي الثلاثة بين ساكني القافية دون ردف بهاء وصل أو ألف مد أو ياء وهي قصيدة ذات حروف صحيحة متحركة في تفعيلة واحدة رباعية .
- ولعلمي بمدى عمق علاقة الشاعر بالأنثى و لأنها - في غالب الشعر - مصدر إلهامه فقد جعلت هذه القافية العنيدة - صَوَّرتُها على أنها - المخاطب في قصيدتي فكانت الحوارية البورنوغرافية معها هي حبكة الدراما الشعرية التي يمكنها أن تظل عالقة في الأذهان دون إسفاف و دون ملل
- و كما يقال : تقمص دور الشخوص في النص هو أقصر طرق الوصول لأن ضمير المتكلم أكثر وقعًا على القارئ و المستمع , وهذا ما فعلته على لسان ( كل شاعر )
- و بالعودة إلى ملاحظة أخي الحبيب - مازن - أجدني مضطرًا للقول بأن القصيدة كلها إلماحية و لم تتجاوز المكاشفة فيها إلا مفردة غزلية واحدة هي كلمة النهد بدلالته الأنثوية المثيرة لغريزة الشاعر وهذا هو المقصود من الاستعارة في هذا النص وهو أن اللغة بجمالها و القصيدة بدلالها و عنادها و تمنعها - بذلك الروي الصعب - تصد محاولاته لاقتحامها ولكنها في آن تغريه على الدوام بتكرار محاولاته معها
وفي القصيدة ما يؤكد هذه الصورة في غير موضع وهي صورة العاشق المتيم و الحبيبة المتمنعة وعتاب رقيق يجري على لسان المحب ليذكرها بأنه العاشق المضطر و أنها المسؤولة عما يصدر عنه ( قُومِي استَحِمِّي بِماءِ الشِّعرِ قافِيَةً رَوِيُّها الأُقحُوانِيُّ انهِمارُ بَرَدْ ) و كذلك ( قُومِي استَعِدِّي استَبِدِّي استَعمِلِي لُغَتِي وَ شَكِّلِي " لا نِهاياتِي " بِغَيرِ عَدَدْ )
- و لعل طرقي لبعض الأساليب البسيطة المتداولة في الحديث اليومي كجمل شعرية تامة مناسبة مثل : ( أَتَحلُمِينَ بِما فَكَّرتُ فِيهِ ؟ وَ ما أَظُنُّ أَنَّكِ قَدْ فَكَّرتِ فِيهِ بِجَدْ ؟ ) أو ( أَتَدَّعِينَ البُكاءَ المُرَّ كاذِبَةً أَمَ انَّهُ مَكرُ مَنْ - رُغمَ الوَفاءِ - جَحَدْ ؟ ) هو حركات بهلوانية شعرية أمارسها كلما شعرت أن المتلقي سيشعر ببعض الرتابة ولعل هذه النقطة هي محرك دفعي آخر لما قد يراه بعض الأحبة من جنوح القصيدة لنوع من المكاشفة ولكن هذا يحتاج لأكثر من مجرد القراءة
- و لا زلت أعتبر في هذا المقام أن للفن حقه في تقديم الفكر بأسلوب لغوي مميز دون هبوط و دون نظمية باهتة
- و يحضرني على هذا المنبر أن أعتز بشهادة أديب ناقد و شاعر كبير ( محمد علي مصطفى ) إذ يقول فيما يقوله : ( يحتاج الهزاع بعد طول معاناته في تقديم شعره المغاير إلى قارئ مدرب لا يكتفي بالمظاهر كيلا تكون قصائده مجرد أشعار غارقة بالمديح لمجرد الإعجاب الذي يتولد في نفوسهم عند تلك القراءة )
ولا أقول هذا من باب التفاخر وإنما من باب الرجاء لكل قارئ أن يتمعن في شعر الآخرين و أن يكلف نفسه ولو قليلًا من الجهد الذهني في محاولة استنباط و استكناه مدلولات القصيدة بعد الإعجاب بأسلوبها .
ـــــــــــ
و مما تقدم - و إن طال و لم أرد له الطول - أحب أن أكرر شكري و تقديري لغيور نبيل كأخي - مازن - و اعتزازي بثقة كبيرة أشرقت من بين كلماته و ترسخت فوق حروفه . و أن أعرب عن أملي في وصول هذه الفكرة التي تم طرح فكرة مقاربة لها في قصيدة جديدة لي عنوانها ( درس عروضي ) كان الهدف منها تحذير النشء من الوقوع في مخاطر الزلل و الرغبات ولكن فنيتها و مغايرتها لأساليب طرق الفكرة الرتيبة جعل بعض القراء يرونها بمنظار أيروتيكي بحت رغم وضوحها
ولعلني أضعها على طاولة الحوار هنا يومًا إن اتسعت الأجواء لحوار أدبي و نقدي نافع بعد أن جفت منابع النقد و اتجهت الردود في غالبها إلى المديح إلا ما رحم ربي ..
..
المحبة و الشكران للجميع
و ثقوا أن أخاكم يجتهد لتقديم كل خير في نية طيبة و محاولات مضنية لتدبر كل فن أصيل قدر المستطاع بعيدًا عن النظمية الفارغة و القصائد التقليدية التي لا تقدم أي جديد في الشعر أو الفكر
والله ولي التوفيق
د. عمر جلال الدين هزاع
15-05-2010, 12:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب د عمر هزاع يا لك من صب متيم
قصيدة رائقة رائعة ولكن كما قال اخي مازن لبابيدي
قد تعرف ا لآن لم لا أرد على قصائدك التي تصف بها وتشف بها
رغم روعتها وجمالها ولكن نربأ بك عن هذه الكم بيت فوالله لو تحول تحويلا صغيرا من انملك المبدع لأصبحت من روائعك
وهم كثر اخي عمر
صديقك من صدقَك يا أخي الحبيب لا من صدَّقك في كل شيئ
ارجو الا يداخل قلبك شيئ من نصحنا فنحن نحبك في الله والله وما غضب أحد ولا امتعض على فراقك أكثر مني فالحب خالص بفضل الله لله سبحانه ونرجو لك المزيد من التألق في مرضاته
أخوك وحبيبك في الله الطنطاوي الصغير يعني حاجة زي الآخطل الصغير كده(بسمة)
تقديري لقلمك وقوته و تصويرك وروعته وأداءك وحسنه
دمت شامخا رائعا مساندا للضاد وأهلها
وقد استعجلت بالرد عليك أخي الحبيب لأقول :
والله ما يغضبني في هذه الدنيا إلا أن يكون الأمر في غير موضعه
فكثير المحاباة و الزلفى مضرة بالأدب كمضرة تشويهه بغير وجه حق
و أما النقد السليم و الحوار المجد في محاولة الوصول لأدب نظيف و هادف فهي الأغلى
ولأن الواحة أهل لمثل هذا و أكثر فلن تغضبني و لن يكون بيني و بين أهلها إلا المحبة في الله و التقدير و الاحترام المتبادل
و إنني لأكرر أنني على استعداد لشطي أية قصيدة كنت آمل من ورائها الخير فوصلت بشكل غيره لقلوبكم
و أن تنظروا لأخيكم بعين الثقة كما تعود منكم فما دأبي إلا لرفعة هذا الأدب حتى و إلم يكتب النجاح لكل المحاولات
....
تحية متجددة بالمحبة إن شاء الله
د. عمر جلال الدين هزاع
15-05-2010, 12:22 AM
أضحك الله سنك يا صاحبى
قرأتها ثلاث مرات ووقفت على دقة التصوير وحسن التقسيم
وقفت على البيت الأول كثيرا
[gasida= font="traditional arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قَدِ ارتَعَشتِ , وَ قَدْ شَفَّ القَمِيصُ , وَ قَدْ=قَـتَـلـتِـنِــي بِـــالـــذِي قَــــــدْ شَــــــفَّ مِـــنــــهُ , فَـــقَــــدْ
هنا أراك استخدمت (قد) خمس مرات وهى القاف والدال بالإضافة إلى كلمة قتلتنى
الجميل هنا أن استخدام حروف القلقلة بهذه الكثرة لم يعق النطق وإنما جاء سلسا مليئا بالحركة والحيوية والإثارة وهذا موافق للمعنى تماما.
أما البيت الثانى
[gasida= font="traditional arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أَراكِ - لا مِـــثــــلَــــمــــا تَـــــبـــــدِيــــــنَ - عـــــابِـــــثَــــــةً= ُــحَــرِّكِـــيـــنَ رَمــــــــــادَ الـــعُـــمــــرِ حَـــــيـــــثُ خَـــــمَـــــدْ
هنا لم يستخدم الشاعر حرف القاف قط وكأنه أراد أن يتبع الحركة فى البيت الأول بسكون هى التى تحركه (تحركين) وجملة (لا مثلما تبدين) هى السكون بعينه أى أنها تبدو ساكنة لكنها (عابثة) ؛ (تحرك) رماد العمر حيث (خمد). ثم أنه ينهى بيته ب (خمد) التى تعنى السكون رغم انتهائها بحرف الدال الذى لا يقل قوة وحركة عن حرف القاف. وكأنه أراد أن يتبع الحركة والحيوية والإثارة فى البيت الأول بسكون فى البيت الثانى هى التى تحركه.
كما أن الاستهلال بالحركة أقوى ثم يعود يوضح أسباب الحركة والإثارة التى ستدعمها بقية الأبيات.
أى أن استخدام حرف القاف بهذه الكثرة فى البيت الأول وعدم استخدامه فى البيت الثانى لم يكن عبثا وإنما جاء موحيا معبرا.
أبدعت تصوير الإثارة بعد السكون هنا يا أبا حفص وأجدت اختيار الألفاظ والإيقاع اللفظى والإيحاء أيضا.
ناهيك عن اختيار حرف الروى (الدال الساكنة) وعن حسن التقسيم فالقصيدة مليئة بمواطن الجمال ..
كل بيت فيها يستحق التعليق يا صاحبى ولكن لن أطيل عليك ...
تقديرى
وائل القويسنى
أنعم بمرورك و أكرم بفوائده و منافعه الجمة
مع المحبة و التقدير و السعادة بوجودك في صفحتي التي تشرفت بردك الجميل أقول :
قد وقفت و قفة رائعة في الحديث عن جانب من جوانب الأسلوب ليتها طالت و استمرت لأنها رسخت في ضميري وجود أدباء يهتمون بلغتنا و علومها
و أزيد :
ولأنني اهتم بعلم الصوتيات كثيرًا و أحب تطعيم قصائدي بهذه الطعوم اللاذعة فإنني أحب التلاعب اللفظي و اللغوي بما يحقق نغمًا و أثرًا نفسيًا أكبر وهذا ما فطنت له أخي الحبيب في هذه المداخلة الأدبية النافعة . ولمزيد من الإيضاح فقد كان الفعل ( قتلتني ) في بدء الأمر ( قددتني ) لتشكيل سداسية من تكرار كلمة ( قد ) ولكن ثقله في نفسي جعلني أستبدله بما كان و لقرب وقوع الدال من موقع التاء في مخارج الحروف عند قلقلتها مع القاف فقد اكتفيت بخماسية فقط
ــــــــــــ
جزاك الله خيرًا أخي الحبيب
فحقًّا قد أجملت و أكملت
ولك الود كله
د. عمر جلال الدين هزاع
15-05-2010, 01:00 AM
ثوب قشيب مطرز بأزاهير الشعور الأصيل
انسدل فضفاضًا خميلا على حروف هذه القصيدة
فجاء المنظر فينانا، تربع به الجمال الشاعري قمم الإبداع
لم يكن اختيار المفردة اعتباطًا بل جاء منسقًا بانتقاء الماهر الفطن
لتضاف هذه الدرّة إلى روائع شعرنا بجدارة
حييت شاعرا وأديبا
وتقبل خالص الود
قد رصعتها بنفائس درك و زينتها بقلائد من محبة و ثناء
بوركت أخي
مرور ثمين أحبه و صاحبه
مازن لبابيدي
15-05-2010, 09:53 AM
...................
.................
- و يحضرني على هذا المنبر أن أعتز بشهادة أديب ناقد و شاعر كبير ( محمد علي مصطفى ) إذ يقول فيما يقوله : ( يحتاج الهزاع بعد طول معاناته في تقديم شعره المغاير إلى قارئ مدرب لا يكتفي بالمظاهر كيلا تكون قصائده مجرد أشعار غارقة بالمديح لمجرد الإعجاب الذي يتولد في نفوسهم عند تلك القراءة )
ولا أقول هذا من باب التفاخر وإنما من باب الرجاء لكل قارئ أن يتمعن في شعر الآخرين و أن يكلف نفسه ولو قليلًا من الجهد الذهني في محاولة استنباط و استكناه مدلولات القصيدة بعد الإعجاب بأسلوبها .
........................
و مما تقدم - و إن طال و لم أرد له الطول - أحب أن أكرر شكري و تقديري لغيور نبيل كأخي - مازن - و اعتزازي بثقة كبيرة أشرقت من بين كلماته و ترسخت فوق حروفه . و أن أعرب عن أملي في وصول هذه الفكرة التي تم طرح فكرة مقاربة لها في قصيدة جديدة لي عنوانها ( درس عروضي ) كان الهدف منها تحذير النشء من الوقوع في مخاطر الزلل و الرغبات ولكن فنيتها و مغايرتها لأساليب طرق الفكرة الرتيبة جعل بعض القراء يرونها بمنظار أيروتيكي بحت رغم وضوحها
ولعلني أضعها على طاولة الحوار هنا يومًا إن اتسعت الأجواء لحوار أدبي و نقدي نافع بعد أن جفت منابع النقد و اتجهت الردود في غالبها إلى المديح إلا ما رحم ربي ..
.................
.................
و ثقوا أن أخاكم يجتهد لتقديم كل خير في نية طيبة و محاولات مضنية لتدبر كل فن أصيل قدر المستطاع بعيدًا عن النظمية الفارغة و القصائد التقليدية التي لا تقدم أي جديد في الشعر أو الفكر
والله ولي التوفيق
أخي الحبيب أبا حفص
والله ما أسعدني رد وتجاوب كردك هذه ، رغم أنه لم يفاجئني وأنا أعلم من أنت وما أنت في الشعر والأدب ، وهذا حسن ظني بك الذي كان السبب الأول في كتابة رأي إليك .
أشكرك جداً لشرحك الوافي والتحليل القيم الذي قدمته في الجانب الفني للقصيدة .
واسمح لي أخي عمر أن أعود لبعض النقاط المتعلقة بالموضوع ، وقبل ذلك أحب أن أؤكد لك ولكل من يطلع على هذا الحوار الأخوي أنني لم أشك لحظة في خلق عمر الهزاع أو دينه .
أما ما أريد طرحه ، وربما تخالفني فيه ،
فأولاً : - حتى التشابيه والاستعارات والإيحاءات والرموز لا يجب أن تخرج عن ضوابط أو حدود معينة يضبطها غالباً القيم الدينية وشيئاً ما الأعراف ، وأنا أرى أن الخروج عن النظمية الفارغة والقصائد التقليدية لا يحتاج لهذا ، خاصة من شاعر محترف مفلق كعمر الهزاع ، وإلا لانتهى هذا المورد ونضب المعين بعد فترة قصيرة ثم عاد الشعراء ليبحثوا عن مصادر أخرى غير تقليدية تمزق ما بقي من القيم والحياء ليثيروا بها القراء بشيء جديد ، ثم أن هذا النمط الشعري نفسه ليس جديداً حتى يراد به التجديد والخروج عن الرتابة ، ولولاه لما قرأ لنزار قباني معظم من يقرأ له .
ثانياً : - أن نفس الغرض من هذه اللغة التمثيلية الإيحائية والإسقاط المطلوب يمكن تحقيقه بقدر أقل من المكاشفة و"التعرية" - وأعتذر مسبقاً عن استعمالي لهذه الكلمة فلم أقصد بها التعريض - وقد سقت لك مثالاً أخي عمر من نفس شعرك في قصيدة وهم الهوى ، والتي رأيتها خير نموذج لما أردت قوله .
ثالثاً :- إن المتلقي للقصيدة أخي عمر يجب أن تكون متعته الحقيقة في روعة السبك وجمال اللغة والتعابير ونبل المقاصد وبديع التصوير من النواحي الفنية لا التفصيلية الانتقائية ، وأنت تدرك ما أعنيه .
ولا يفوتني هنا ما فاتني في مشاركتي الأولى من إبداء إعجابي الشديد واسمتاعي الكبير بما قدمت من فن وخاصة ما ذكرت من قدرة كبيرة في تطويع تلك القافية الصعبة الارتقاء .
رابعاً أخي الحبيب :- إن الزمن لم يتوقف عند المتنبي والطيئيين والمعري أو عند شوقي أو عند جبران أو .. أو ... ، ... فهناك دائماً أحوال متغيرة ومقاصد متجددة وغايات ومطامح وهموم معاصرة ، تشكل كلها خامات غزيرة يمكن للشاعر أن يصول بها ويجول مفجراً فنه وموهبته ، أما الذي لم يتغير ولن يتغير فهو جسد المرأة ونهداها و...... . وقد قال في ذلك الكثيرون .
خامساً - وسامحني يا أبا حفص إن أثقلت بالإطالة - : لمن نتوجه بشعرنا ؟ وأمام من نقرأه ؟ ولماذا ننشره ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تضع الشاعر أما مسؤوليات ما كان ليفكر بها لو لم ينتبه لها . وحتى أوضح ما أقول أسألك أن تجيبني بصدقك الذي أتوسمه وجرأتك في الحق التي أثق بها : هل ستقرأ مثل هذه القصيدة أمام ابنتك إن كانت طفلة أو مراهقة ؟ أو أختك ؟ مثلاً ، - حفظهم الله جميعاً وجعل لك في أهلك قرة عين . هذا إن افترضنا أن الذكور لا حرج أمامهم .
كذلك ومن نفس المنطلق - وهذا يتفق مع رأي الأديب محمد لطفي الذي ذكرته - هل معظم القراء سيدركون الغرض الإيحائي والإسقاط المعنوي الذي أردته من هذه التشابيه والاستعارات ؟ لا أظن ذلك ، - وأنا من هؤلاء الغالبية .
أخيراً وليس آخراً إن شاء الله , اليوم أخي عمر أحبك أكثر في الله وهي كلمة أسأل عنها يوم القيامة ، وأتشرف بك أخاً .
تحيتي لك ووافر تقديري واحترامي
د. عمر جلال الدين هزاع
15-05-2010, 02:01 PM
شاعري ..
لله أنت وأنت تنتقي مفرداتك بعناية وتمكن ..
تبحر كالغواص في حروف اللغة لتختار لنا أشفها وأغدقها
وها أنت تدعوها لتغوص معك :قُومِي استَحِمِّي بِماءِ الشِّعـرِ قافِيَـةً
رَوِيُّهـا الأُقحُوانِـيُّ انهِمـارُ بَـرَدْ
قُومِي استَعِدِّي استَبِدِّي استَعمِلِي لُغَتِي
وَ شَكِّلِي " لا نِهاياتِي " بِغَيـرِ عَـدَدْ
حَوافِرُ الوَقتِ ما زالَتْ تَدُوسُ عَلَـى
هَشاشَةِ الحُلمِ , لَكِنَّ الخَيـالَ مَـدَدْ
إِذا وَقَعتُ بِرَغـمِ الجَهـدِ يَرفَعُنِـي
وَ إِنْ رَجِعتُ إِلَى الماضِي أَطَلَّ بِغَـدْ
سلم الشعر والشعور
وبورك النبض والقلم
ودي ومودتي
من تنور روحي أخبز لك حبز المحبة و على نار الشوق أنضج لك أمنيات اللقاء إن شاء الله
سعدت بحضورك و أدبك و ثنائك
فلا عدمتك
د. عمر جلال الدين هزاع
16-05-2010, 01:06 AM
كتابتها الخط الأحمر استثارني قبل أن اعرف الفحوى
ثم
تحركت عيناي بين الحروف والكلمات ولم أستطع مفارقة البيت الأول
مكثت قبالته كثيرا وحينما انحدرت عيناي للأسفل لامست البيت الثاني
وتهت في فنية التصوير والتعبير
حينها قررت التوقف عندهما اديرهما في رأسي رغم بساطة الألفاظ
أكملتها وعلقت وسأعود اليها مرات ومرات
دمت مشرقا
و آمل أنها أعجبتك و نزلت منزلًا طيبًا يا حبيب
فهن بنيات فكري أحاول ما استطعت أن أزفهن إليكم بأبهى حللهن و أطهر حالاتهن
..........
لك المحبة و التقدير
ماجد الغامدي
16-05-2010, 07:56 AM
د.عمر لقد ملكت الإعجاب أيها المبدع وقد تريثتُ قليلاً لأني خشيت أن تثير حماقتك أعنِي قصيدتك (حماقة) شيئاً من التأويلات التي أثق في أن سمو وعيك وعلو نفسك لا يتعمد الإنزلاق في براثنها إلاّ لملامسة جوهر الإبداع
كنت متحرّفاً لِقتال وإذا بي متحيزٌ لفئة !
تحياتي وتقديري
د. عمر جلال الدين هزاع
17-05-2010, 02:05 AM
فن شعري متألق من خمائلك دكتور عمر جلال الدين هزاع
ونصيحة ثمينة غالية من محب لك مازن لبابيدي
الشكر لفنك
والحب لغيرته .. ودمتما في سعادة لا تنقطع
لا عدمتكما أيها الحبيبان
تحية لحضوركما و نبل مقاصدكما ولكما الود كله
د. عمر جلال الدين هزاع
17-05-2010, 02:22 AM
هنا صمت فقط فقد قرأتها مرات ومرات
وأكرر إعجابي بها هنا وأنقل لك رد الحبيب
جميل داري الذي أعجبني جدا
[gasida= font="traditional arabic,7,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
حماقة الشعر احسوها بغيـر كمـد=لا سيما إن علاها بعض..بعض زبد
الناهدان اللـذان احتـرت بينهمـا=لولاهما لم يكن مـن والـد وولـد
الشاعريـة نـيـران مؤجـجـة=بئس الذي عن لظاها قد نأى وبعد
الحب والشعر أصل للجمـال فمـا=يجدي جمال به لا يستهيـم أحـد
هذا المجون الجميل الفذ يدهشنـي=وكـم أوبـخ قلبـي إذ أراه زهـد
فآه يـا عمـر الأحـلام سارحـة=هنا ..هناك بعيـدا لا تعـاق بحـد
ومعجب جدااااااا برد حبيب قلبي ورفيق دربي
الاخ مازن لبابيدي ولن أعلق على رده فقط ابدي إعجابي والتعليق
سيأتي به الهزاع
بوركت بني الحبيب لحضورك و لما حملته من الهدايا الجميلة و لطيبات حرفك الذي أشاد بمروءة أخي مازن و بالقصيدة معًا
تحيتي
د. عمر جلال الدين هزاع
18-05-2010, 01:32 AM
قرأتها قبيل ساعة
ولم أستطع الرد إلا الآن
مهما قلت، لن أزيد عما قال من مروا هنا قبلي شيئا
فقد قالوا كل ما يمكن أن يقال
أبدي إعجابي الكبيير
وأنسحب
مودتي
حياك أيها الحبيب و بياك
تحل عزيزًا في كل حين و تظل حبيبًا أبد الدهر
خالص اعتزازي
عبد الحميد الصياد
20-05-2010, 02:17 PM
هذا من الشعر الحرام
اتق الله في موهبتك يا اخي
فهي نعمة من الله لك، فلا تستخدمها في ما يغضبه سبحانه
واسف لصراحتي
فما قصدت بها الا النصح لوجه الله
وارجوا من ادارة المكان ان ينظروا في مثل هذه الموضوعات التي تخالف الذوق والادب العام وتخدش حياء القراء، فيحذفونها حفاظا على الموقع الراقي المحترم
يحيى سليمان
20-05-2010, 03:20 PM
ليس بعد هذه الحماقة جمال
ولغة عجيبة
عجيبة والله وقد جلدوك والحمد لله فما تبقى لي غير الإعجاب
د. عمر جلال الدين هزاع
20-05-2010, 03:57 PM
هذا من الشعر الحرام
اتق الله في موهبتك يا اخي
فهي نعمة من الله لك، فلا تستخدمها في ما يغضبه سبحانه
واسف لصراحتي
فما قصدت بها الا النصح لوجه الله
وارجوا من ادارة المكان ان ينظروا في مثل هذه الموضوعات التي تخالف الذوق والادب العام وتخدش حياء القراء، فيحذفونها حفاظا على الموقع الراقي المحترم
مرة أخرى أجدني مضطرًا لاستباق الردود فأقول :
وعليك السلام و رحمة الله و إن كنت قد نسيت أن تبدًا به حديثك
و أما بعد :
يقول جل و علا وهو خير القائلين :
( .... و لو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك ..... ) ... آل عمران
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين ) ... النحل
لعلك يها الأخ الكريم لم تسمع من قبل بـــــــ :
بانت سعاد فقلبي اليوم ... إلى آخر القصيدة
وهي غزلية ابن زهير الشهيرة التي زخرت بشتى أوصاف الجمال و حفلت بفنون الغزل و التي خلع عليه المصطفى عليه الصلاة و السلام بردة لأجلها ؟؟
فلا تستعجل الرد لحمية قد تكون خبط عشواء بغير وجه حق
كما لا يمكنك فرض رأيك بحذف الموضوع لأنه لم يخرج عن أغراض الغزل بمكاشفة بينة و ما هي إلا كلمة أنثوية واحدة ضجت بها قصائد النسيب على مر الزمان تدرسونها في كتبكم و تحفظونها في أشعار الأسبقين و تستلذون بها جهارًا نهارًا و تحظرونها على الناس حتى و إن كانت في غايات أسمى و مقاصد أعلى
و مع غلظ نصحك و شدة حرفك لا يسعني إلا أن أبدي لك هذا الرد لعله يكون من أوجه النصح الطيبة
و الحمد لله على كل حال ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir