تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ---:: (( أوربا وملحمــة النقــاب ))::---



صالح العَمْري
14-05-2010, 03:38 PM
السلام عليكم.. تحيّة حبّ لهذا الملتقى ومرتاديه بعد طول غيبة..



أوروبـــــــا.. وملـحـــمــة النــِّـقــاب



صالح بن علي العمري- الظهران



شـعّ الحـجاب بها فَجُنّ جنُونها = واصّدعــت أسوارُها وحصونُها!!
وعلا الغبارُ المُدلهّمُ سماءَها = وغشى النواصي المُكفهرّةَ طينُها (1)
ضاقت بُطهْر المؤمناتِ فكشّرت = عن حقدِها.. والجاهليةُ دونها
وتكشّفت للناسِ عــن حُرّيةٍ = تئدُ الفضائلَ كي تقرَّ عيونُها
يا للعجوزِ تهدّلت أشداقـُهــا.. = وَنَبَتْ معايبُها.. وأربدَ لونُهــا !!
شمطاءُ شاخت تحت عين خلاعةٍ = رعْناءُ .. يُوردُها الشقاءَ لَعِيْنُـها
وإذا السُّراةُ بها دُعَاةُ دَعَارةٍ = فلسوفَ تقتحمُ الجَحيمَ سفينُها
يا سَوْءة الغربِ المُعتّق بالخنا = لم تخبُ – ما مرّ الزمانُ– ضغونُها
لمّا رأت تاجَ العفافِ تجهّمت = وتبدّدتْ آدابُها وفنونُها !!
أ مِنَ الحضارةِ أنْ تُهان ضعينةٌ = والذنبُ أن تَحْمي العيونَ جفونُها!!
فضحَ الحجابُ مباديئا وَضْعيّةً = فإلى المزابل غثـُّها وسمينُها ..
حظُ العفيفةِ نقمةٌ وعـــداوةٌ = في قوم لوطٍ .. خابَ ثمّةَ دينـُها
وإذا تعرّت جُلّلتْ بحفــــاوةٍ = لمّــا بدت للاهثينَ فتــــونُها
هل قيمةُ الحسناءِ قِصْرُ ردائِها = فالعُرْيُ يُعْلي ..والعفافُ يُهينُها
يا منْ لمؤمنةٍ تلظـّى دمعُهـــا = حتى تعالى شجوُها وأنينُها
هي سلعةٌ في عُرْفكم، ومقامُها = في شرعنا إيمانُها ويقينُها ..
جَلبَ العدو بقضّه وقضيضِه = وجفا الصديقُ ..وذو الجلالِ يُعينُها
لمّا رأتْ عِظَمَ البلاءِ تدثّرت = بعُرى العقيدةِ .. والكتابُ يصونها
عصماءُ لمْ تأبهْ بلوثةِ مُفسدٍ = لفظتهُ أنسامُ الصفا وحجونُها (2)
أو سمسريٍّ تاهَ في شُبُهاتِهِ = يُسدي الفتاوى حيثُ يطـّلبونها (3)
لله كم عبثَ النفاقُ بأمّـــةٍ !! = وكم استطال على الذِّمام خؤونُها
كم خبّأوا دعوى الفساد تقيـّةً = واللهُ يُخرجُ ماتكنُّ بطونُها
هي جولةٌ بين الطّهارةِ والخنا = والفكرُ يخبو ما استطال سكونُها !!
دعْها تناطحُ صخرةً درّيةً = وارقبْ إذا انكسرتْ هُناكَ قرونُها
واللهُ – جلَّ جلالُ ربِّك – شاهدٌ = منهُ الحياةُ.. وفي يديه وَتينُها
قل للمداهنِ والمفاوضِ أرْبِعَا = فإلى متى تلهو بنا صهيونُها!!
كم أوقدوا نيران حقدٍ فالتَظتْ = والمسلمونَ وقودُها وأُتونُها
وإذا الْتفتُّ إلى مرابِعِنا بَكَتْ = دُرَرُ القوافي..حرفـُها ولحونُهـا
أألومُ ساركوزي وفي أصقاعِنا = أغلالـُها وشؤونُها وشجونُها !!
ناحَ الحجابُ بشرقِنا وتَسَجّرتْ = بتأوّهاتِ البائسينَ سُجُونُها !!


واللهُ يدعو للطهارةِ والحَيَا.. = ومُنَى الدَّعيِّ بأنْ يشيعَ مجونُها!!


أمَةَ العقيدةِ: في بلائك رفعةٌ = حَسْبُ الحَمائمِ غُصْنُها ووُكونُها


أنتِ الطهارةُ..درُّها ودثارُها = والحورُ في ساحِ الجنانِ وعِيْنُها

علِموا بأنكِ نخلةٌ رفرافةٌ = خطرٌ عليهم عذقُها وغصونُها
علِموا بأنكِ مهجةٌ معطاءة ٌ = كالسُّحْبِ.. يرتضعُ الإباءَ جَنينُها
علِموا بأنكِ قلعــةٌ نبويّـــةٌ = كالعِرْضِ..ماأحلى الشهادةَ دونها!!
أنتِ السيــاجُ لأمــةٍ علويّةٍ = ومكارمُ الأخلاقِ أنتِ مِعِيْنُها
تكفيكِ آيُ الوحيِ حين تنزّلت = جُلـّى المعاني .. والكتابُ يُبِينُها
أنتِ وصيةُ أحمد في نزعهِ = تقضي الحياةُ ولا تُردّ ديونها
أنتِ الجهادُ.. وفيك يأتلقُ الفِدا = ويحَ الأسودِ إذا استُبيحَ عرينُها !!
أنتِ الحِمَى..أنتِ الهوا..أنتِ السَّنا = أنتِ الجبالُ فكيف يقتلعونها؟!
أنتِ الرجاحةُ والسماحةُ والعُلا = بلْ أنتِ معراجُ الهدايةِ والنُّهى
أنتِ الجلالةُ والرسالةُ والنّدى = أنتِ القداسةُ كيفَ يمتهِنونها؟!
هذي أوروبا قُنّعَتْ بعدالةٍ!! = والعُنْصريةُ لا تزالُ تُشينُها !!
وتقهقرت لمحاكم التفتيش في = عصرِ التحاورِ.. والرّحى قانُونُها
ولو اهتدت بجمالِ طُهرك لارتقت = لكنْ تعفر في الفجورِ جبينُها
تُغضي عن الأقصى بصائرَها وقد = ناح الحمامُ وقد ذوى زيتونُهــا
كم أمّـةٍ طمسَ العنادُ فؤادَها = فدَنتْ بعُقبى الظالمينَ منونُها!!
لا ترقبي إنصافَ ساستنا فقد = شغلتهمُ كاساتُها وصحونُها
وتأمّلي في رحمة الله التي = قَرُبَتْ لنفسٍ لا تخيبُ ظنونُها
أودَعتكِ اللهَ الكريمَ وحفظَهُ = والله لاتخفى عليه شؤونُها


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

(1) إشــــــارة إلـــى بركان أيســـلــندا..

(2)و(3) المُفْتون المفتونون المضادّون للنقاب والمجيزون للإختلاط..





21 /5/1431هــ

لطيفة أسير
14-05-2010, 05:31 PM
قصيدة جميلة من وحي المعاناة التي تشهدها العفيفات بالخارج
بوركت شاعرنا الكريم

صالح العَمْري
15-05-2010, 11:04 AM
بلابل السلام...

شكرا لمرورك الكريم وتعليقك المشجع...

جهاد إبراهيم درويش
15-05-2010, 11:51 AM
لله درك أيها الشاعر الغيور ..
شاعرية مقتدرة ونفس شعري طويل
وغيرة في الله ولله أثابك الله عليها ..
أجدت الربط ما بين حرب أوربا على النقاب وحرب ربيبتها صهيون على الأقصى
بوركت شاعري وبورك هذا النبض الجميل ..
أخي يا من نسقتها فهلا ثبتها
فبمثل هذا الشعر يزهو القصيد
همسة :
أ مِنَ الحضارةِ أنْ تُهـان ضعينـةٌ..... الأصح ظعينة
والذنبُ أن تَحْمي العيونَ جفونُهـا!!
فضحَ الحجـابُ مباديئـا وَضْعيّـةً .......... مبادئا
هذا والله أعلم
وعذرا لتطفلي
هي أخطاء كيبوردية أثناء الطباعة على الأرجح
ولكني لم أملك نفسي أمام هذا الجمال

ربيحة الرفاعي
15-05-2010, 08:01 PM
قصد سامق طاول عنان السماء
وقصيد جميل بديع البناء


دمت متالقا شاعرنا

أستأذن مشرفي القسم بتثبيت هذه البديعة

د. سمير العمري
15-05-2010, 08:06 PM
دعني أرحب بعودتك التي أسعدت الخاطر أخي الشاعر النقي التقي صالح ، وقد أزلت وحشة استقرت في النفس بغيابك. أهلا بك!

ثم دعني أثني على هذه الغيرة الكبيرة على الحرمات ومن لها إلا أمثالك من كرام الأمة وأصحاب الضمير الصادق ، لا حرمك الله أجر كل حرف لاهب سطرته في هذه القصيدة.

للتثبيت ترحيبا

ثم إنني رأيت وكأن حرفك خرج على صهوة غضبته لا يرده أمر بسجية نقية وحس كريم ولذا لعله وقع في بعض خروجات بسيطة أشار إلى بعضها جهاد وأشير مستأذنا إلى بعض آخر:

يــــــــا لــلــعــجــوزِ تــهـــدّلـــت أشــداقُـــهـــا..
وَنَــبَـــتْ مـعـايـبُـهــا.. وأربــــــدَ لــونُــهــا !!
هنا سناد ردف كعيب في القافية.

شمطـاءُ شاخـت تحـت عـيـن خـلاعـةٍ
رعْــنـــاءُ .. يُــوردُهـــا الـشــقــاءَ لَـعِـيْـنُـهــا
وهنا ذات السناد.

واللهُ – جــــلَّ جــــلالُ ربِّـــــك – شــاهـــدٌ
مــنـــهُ الـحــيــاةُ.. وفـــــي يــديـــه وَتـيـنُــهــا
هنا كأني رأيت ما لا يناسب من تركيب باعتبار أن سياقه يجعل وكأن الرب جل جلاله غير الله سبحانه ولا أحسبك إلا تدرك ما أقصد بهذا التلميح وربما أقترح تعديلا بسيطا كأن يكون مثلا:
والله جل جلاله لك شاهد

أنـــــــتِ وصـــيــــةُ أحـــمــــد فـــــــي نــــزعــــهِ
تــقــضـــي الــحـــيـــاةُ ولا تُــــــــردّ ديــونـــهـــا
هنا كسر في أول تفعيلة في البيت بزحاف لمستفعلن لا لمتفاعلن.

أنــــــتِ الــرجــاحــةُ والـسـمــاحــةُ والـــعُــــلا
بـــــلْ أنـــــتِ مــعـــراجُ الـهــدايــةِ والــنُّــهــى
وهنا إقواء في القافية التي أصلها نون مضمومة متصلة بضمير الهاء الممدودة.


تحياتي

محمد ذيب سليمان
16-05-2010, 02:15 PM
التقي النقي
صالح العمري
أثابك الله على ما كتبت
إن لم يكن أمثالك لمثل هذه المواقف فمن يكون ؟

مصيبتنا كما ذكرت في سادتنا الذين يشجعون أو يبرمجون من هو تحت أيديهم لمثل هذا
ونحن نسمع ونرى من فتاوي وزراء الإعلام أو الثقافة أو الداخلية ما يهون لو كان من أمة الكفر ولكن
لا حول ولا قوة إلا بالله
جزاك الله خيرا أخي

محمود فرحان حمادي
16-05-2010, 10:07 PM
الشاعر المُجيد صالح العمري
تحية لهذا الحرف الأصيل
وبورك الفكر الثاقب الوقاد
ولن تضيع عزة وكرامة لأمة وفيها مثل هذا الشعور
المعبر والمنافح عن ثوابتها
جزاك الله كل خير على قصيد ما أحوجنا له في أيامنا ذه
تحياتي

د. عمر جلال الدين هزاع
17-05-2010, 01:52 AM
بوركت الغيرة الحميدة و النفس الأبية و الشعر النبيل
و تحية مرفقة بإعجاب و تقدير

صالح العَمْري
18-05-2010, 06:12 PM
الأستاذ جهاد درويش:

شرف كبير لي قراءتك وتصويباتك.. بارك الله في هذا النبل والإخاء واللطف..

أخوك/ صالح