المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا حاملا همّ الحياة



رفعت زيتون
14-05-2010, 03:51 PM
تمضي بكَ الأيامُ نحوَ بعــيدها ..=.. تغريكَ بالأوهامِ في أرضٍ بوارْ
بلْ لستَ تدري أينَ تصبحُ أين تـُمــسي ..=.. ما النهايةُ لستَ تملكُ منْ خيارْ

وتظنُّ أنـَّـكَ خيرُ خلقِ اللهِ منْ..=.. أهلِ اليمينِ موقراً فوقَ الوقارْ
ولربـّما في الأصلِ تلفظـُكَ البعوضـةُ ..=..مثلما تأباكَ أحذيةُ اليسارْ

للمالِ تجمعُ كيْ يفوزَ بها غريــبٌ ..=.. ربـّـما يأتي بعيدكَ في نهارْ
متورثا حتـّى السّريرَ وثغرَ زوجكَ ..=.. بعدما ضمتكَ أحضانُ الجِفارْ

فانظرْ إلى موج البحارِ فكمْ سعى ..=.. في كلِّ يومٍ ألفَ مدٍ وانحسارْ
ماذا جنى منْ سعيهِ غيرَ العناءِ ..=.. مضاعفا , هلْ قدْ أتى بالإزدهارْ

يا سائرا فوقَ الثّرى كمْ ماكثٍ ..=..تحتَ الثّرى ما بينَ فردوسٍ ونارْ
قدْ كانَ قبلكَ سيـّدا بينَ الورى ..=.. واليومَ أغلى منهُ ذرّاتُ الغبارْ

عشْ ما تشاءُ فإنَّ رزقكَ واحدٌ ..=.. منْ ثمّ تمضي تاركا أرضَ الدّيارْ
وإلى ترابٍ آخرٍ إنْ كنتَ عبدا..=.. دونَ مالٍ أوْ عظيما ذا اغترارْ

وكذلكَ الأعمارُ ليستْ تشترى ..=.. كيْ تشتريها بالدّراهمِ والعقارْ
ولكلِّ نفسٍ وقتـُها وزمانـُها ..=.. والعمرُ كلُّ العمرِ لحظاتُ انتظارْ

والمالُ ليسَ بثوبِ طهرٍ أو تقى ..=.. ما كانتِ الأخلاقُ منْ صنعِ الخمارْ
ما نفعُ ثوبٍ أبيضٍ متعطّرٍ ..=.. إنْ كانَ يخفي تحتهُ جسدَ العـُـوارْ

لا تعتلي في التّيهِ إنـّـكَ ميـّـتٌ ..=.. والميـْـتُ قبلكَ فلتسلهُ عنِ الجـَــوارْ
ما الفرقُ في الأجداثِ بينَ عظيمةٍ ..=.. لمفكـّـرٍ أوْ بينَ أضلاعِ الحمارْ

فالكبرَ دعهُ فإنـّـهُ لكَ مهلكٌ ..=.. مهما بلغتَ ولا تملْ نحوَ الفخارْ
ومنَ الخطايا والكبائرِ فاحترسْ ..=.. والعُجبُ يلقي أهلهُ في الإنكسارْ

كنْ في حياتكَ كالرّحيقِ معطّرا..=.. كنْ مثلَ غصنٍ غارقٍ بالإخضرارْ
كالدّرِّ بينَ النـّـاسِ يلمعُ برقهُ ..=.. متلألئاً كنْ كالنـُّـضارِ منَ السّوارْ

والعلمُ يرفعُ منْ مقامكَ للعلا ..=.. والجهلُ يأتي بالمهانةَ والصِّغارْ
فاطلبْ جليسَ العلمِ واتبعْ ظلـَّـهُ ..=.. منْ يقتربْ للزهرِ يجنِ منَ الثمارْ

يا حائراً كلُّ الخلائقِ فـُـصّـلتْ ..=.. في الكونِ منْ ربٍّ حكيمٍ ذي اقتدارْ
فانظرْ عظيمَ الصُّـنعِ إذْ لمْ تمتزجْ ..=.. فيهِ مياهُ النـَّـهرِ معْ ماءِ البحارْ

يا حاملاً همّ الحياةِ وناسيا ..=.. أنّ الذي رفعَ السّـماءَ بلا جدارْ
وقضاؤهُ في الكافِ ثمَّ بنونهِ ..=.. إنْ شاءَ ينمُ الزرعُ منْ دونِ البذارْ

فاقنعْ بكلِّ قضائهِ أينَ المفرُّ ..=.. منَ القضاءِ وهلْ ستملكُ منْ قرارْ
واخضعْ لحكمِ جلالهِ طوعا وإيّـاكَ..=.. الصّدودَ حذارِ منْ هذا حذارْ

واسمعْ لنصحي فالحياةُ تجاربٌ ..=.. ما زلتَ تملكُ منْ حقوقِ الإختيارْ
وتجاربُ الأيامِ أفقهُ واعظٍ ..=.. فيها منَ العبراتِ أعظمُ مستشارْ

هذي الحياةُ إذا علمتَ فإنـّها ..=.. حسناءُ في وجهٍ شديدِ الإحمرارْ
لا بدّ يوما أنْ يغادرَ حسنُها ..=.. ويؤولُ لونُ الوجهِ نحوَ الاصفرارْ

لا شيئ يبقى والنـّعيمُ مودّعٌ ..=.. كلَّ الأنامِ إلى فناءٍ واندثارْ
لا طبَّ ينفعُ والطّبيبُ مفارقٌ ..=..عندَ المنيّةِ لا نجاةَ منَ البـَـوارْ

والمالُ يفنى مثلُ صاحبهِ الذي ..=.. خاضَ الملاحمَ حالما بالإنتصارْ
ظنَّ انتصارا والحقيقةُ أنـّـهُ ..=.. ما جاءَ إلاّ بالقليلِ منَ الغِـرارْ

منْ ظنّ يوما أنّ ظهرَ الأرضِ لا ..=.. يكفيهِ منْ تيهٍ ومنْ فرطِ افتخارْ
فلسوفَ تكفيهِ بقايا حفرةٍ ..=.. ولسوفَ يرضى مرغما بطنَ القفارْ

كمْ سائرٍ نحوَ الهلاكِ برجلهِ ..=.. كمْ طارقٍ بجهالةٍ باب الدّمارْ
منْ غيرِ علمٍ أنّ فيهِ فناءَهُ ..=.. والويلُ كلِّ الويلِ لوْ دخلَ المسارْ

سهمُ المنونِ إذا أتى وحروفُ إسـمِكَ ..=.. فوقهُ لا ترتجي حسنَ الجِوارْ
فهناكَ بردُ الليلِ يسبحُ في الظّلامِ ..=..وفي الدجى جارٌ وليسَ كأيّ جارْ

وهناكَ لا خلٌّ أنيسٌ مؤنسٌ ..=.. لا وجهَ غيداءٍ يلوحُ منَ الغِـمارْ
فلقدْ تبدّلتِ الأسرّةُ والمقاعدُ ..=.. والرؤى والدّارُ ليستْ أيَّ دارْ

وهناكَ ليسَ سوى رجاءٍ للذي ..=.. قهرَ الحياةَ بلحظةٍ دونَ اعتبارْ

فلعلّ رحمتهُ تكونُ كما رجوتَ ..=.. وعندها طوبى لمنْ سكنَ الدّيارْ




بقلم: رفعت زيتون



1\1\2010

ربيحة الرفاعي
14-05-2010, 04:37 PM
قصيدة سامية المقصد حلوة المعاني تناغم جرسها بروعة مع طرح واعظ محلق في إدراك لحقيقة الحياة ودناءة الدنيا
أبدعت حرفا وتألقت قصيدا
وأستاذنك هنا ببعض حذلقة ما أغنى قصيدك عنها وما أحوجني لأن أكون قلت في بديعة كهذه...

فانظرْ عظيمَ الصُّنعِ إذْ لـمْ تمتـزجْ .. = .. فيهِ مياهُ النَّهرِ مـعْ مـاءِ البحـارْ
ماذا لو كانت "فيها" فالأرض أنثى والدنيا أنثى ..وحتى الحياة.. أنثى

والمالُ يفنى مثلُ صاحبهِ الذي ..=.. خاضَ الملاحمَ حالما في الإنتصارْ
أراها حالما بالإنتصار ... أوضح معنى وأكمل صورة
سهمُ المنونِ إذا أتى وحروفُ إسـمِكَ ..=.. فوقهُ لا ترتجي حسنَ الجِوارْ
ومن أحسن جوارا من رب رحيم ؟
احتجت عليها فطرتي .. فطرتي فقط

مجرد آراء أنثرها أمامك وكلي رجاء أن لا تجد مداخلتي سمجة

دمت متألقا

رفعت زيتون
14-05-2010, 04:48 PM
الأخت الكريمة

ما أروع تدخلك ومداخلتك

ولا أرى فيها غير النصح والعلم وحسن القراءة

بالنسبة للملاحظة الأولى فإنّ فيه عائدة على عظيم الصنع

ووربما تغييرها إلى فيها لا يخدم المعنى الذي أردتُ

ولكن لا بأس من التفكير ولك أن تقومي بالتغيير إن كانت حجتي هي الأضعف

أما بالنسبة للملاحظة الثانية فأنتِ الأصوب " بوركتِ "

وأما الملاحظة الأخيرة فلا أظنني قصدتُ ما ذهبتِ إليه

وإنما قصدتُ القبر وظلامه وبرده
وهو ما ورد في القصيد وهو ما يشتهى

أشكرك على مداخلتك ودائما بانتظار توجيهاتكم

.

الطنطاوي الحسيني
14-05-2010, 07:30 PM
وتظنُّ أنَّـكَ خيـرُ خلـقِ اللهِ مـنْ..
.. أهلِ اليمينِ موقـراً فـوقَ الوقـارْ
ولربّما في الأصلِ تلفظُكَ البعوضـةُ ..
..مثلمـا تأبـاكَ أحـذيـةُ اليـسـارْ
للمالِ تجمعُ كيْ يفوزَ بهـا غريـبٌ ..
.. ربّمـا يأتـي بعيـدكَ فـي نهـارْ
متورثا حتّى السّريرَ وثغرَ زوجـكَ ..
.. بعدمـا ضمتـكَ أحضـانُ الجِفـارْ
فانظرْ إلى موج البحارِ فكـمْ سعـى ..
.. في كلِّ يـومٍ ألـفَ مـدٍ وانحسـارْ
ماذا جنى منْ سعيـهِ غيـرَ العنـاءِ ..
.. مضاعفا , هلْ قدْ أتـى بالإزدهـارْ
يا سائرا فوقَ الثّـرى كـمْ ماكـثٍ ..
..تحتَ الثّرى ما بينَ فـردوسٍ ونـارْ /
وهنـاكَ لا خـلٌّ أنيـسٌ مـؤنـسٌ ..
.. لا وجهَ غيداءٍ يلـوحُ مـنَ الغِمـارْ
فلقـدْ تبدّلـتِ الأسـرّةُ والمقاعـدُ ..
.. والـرؤى والـدّارُ ليسـتْ أيَّ دارْ
وهناكَ ليسَ سـوى رجـاءٍ للـذي ..
.. قهرَ الحيـاةَ بلحظـةٍ دونَ اعتبـارْ
فلعلّ رحمتهُ تكـونُ كمـا رجـوتَ ..
.. وعندها طوبى لمنْ سكـنَ الدّيـارْ
/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهل أهلكنا ألا وجه غيداء يطل من تحت الخمار
زيف هي الدنيا نسأل الله السلامة
وحسن العاقبة والنقلب أمين
أخي رفعت القصيدة من أروع القصايد التي قرأتها حديثا عن القبر وعن النهاية والعبرة والإعتبار
رائعة بل فوق الروعة
جعلنا الله من المتذكرين العاملين اللهم آمين
تحياتي ايها المؤمن الشاعر رفعت زيتون
دمت بيننا حبيبا شاعر كبيرا موفقا مبدعا

خالد الهواري
14-05-2010, 07:49 PM
وهل أهلكنا ألا وجه غيداء يطل من تحت الخمار



نعم والله اخي نعم
قصيد جميل وتعقيب جميل لاخي طنطاوي ايضا

رفعت زيتون
14-05-2010, 10:18 PM
أخي العزيز طنطاوي

عندما يقول ذلك شاعر كبير مثلك

فهذا لا ينساه قلبي أبدا

وهي شهادة من كبير لصغير

بوركتَ شاعرنا الكبير

.

زهراء المقدسية
14-05-2010, 10:47 PM
الشاعر الكبير رفعت زيتون

ما أراك إلا إنسانا وعى ماهية الحياة
وأن كل ما فيها زينة مؤقتة
مآلها إلى زوال

وجميل هو الشعر يحمل العبرات
ويسدي النصيحة ويقدم الحكمة
من أشخاص مبدعون مثلك

فلك شكري وتقديري
سلمت
وسلم قلمك المعطاء

محمد ذيب سليمان
15-05-2010, 05:05 PM
رفعت زيتون الأخ والصيق
ما أجمل ما ذهبت اليه من حِكَم
حاولت اقتباس أبيات دون غيرها فلم أفلح
وسوف يكون الإقتباس الى كامل القصيدة
فما من بيت إلا وكان به ما يرفعه ويجعله أهلا للإقتباس
رائع نبضك
بهي حرفك سامقة معنيك
دمت مبدعا

رفعت زيتون
16-05-2010, 01:12 PM
..

ومرورك هو الأجمل

أخي خالد الهواري

أشكرك على كلماتك وعلى تعقيبك الجميل

أرجو أن تكون حول المكان

تحياتي لك

.

سكينة جوهر
16-05-2010, 01:53 PM
كنْ في حياتـكَ كالرّحيـقِ معطّـرا..
.. كنْ مثلَ غصنٍ غارقٍ بالإخضـرارْ
كالدّرِّ بيـنَ النّـاسِ يلمـعُ برقـهُ ..
.. متلألئاً كنْ كالنُّضارِ مـنَ السّـوارْ
والعلمُ يرفـعُ مـنْ مقامـكَ للعـلا ..
.. والجهلُ يأتي بالمهانـةَ والصِّغـارْ
فاطلبْ جليسَ العلـمِ واتبـعْ ظلَّـهُ ..
.. منْ يقتربْ للزهرِ يجنِ منَ الثمـارْ


ما أروعه من بيان يشتهيه كل مبدع

وما أجملها من موعظة يرتجيها كل مؤمن

قرأتك هنا أخي المبدع رفعت زيتون بحسٍّ آخر

كنت خير أهلٍ له 00ونِعمَ الجديرُ به

جزاكَ الله خيراً عن نصيحك القيِّم هذا

فما أحوجنا إليه 00مادامت الذكرى تنفعُ المؤمنين

وقبل النسيان00 مارأيك لو كانت " مثل غصنٍ وارف بالإخضرار "

بدلا من " غارقٍ بالاخضرار "

و " متلألئاً كن كاللُجَيْنِ أو النضار " " كالعقيق أو النضار "

وهو مجرد رأي عساه يكون صائبا

ولكم التألق ولإبداعكم التميُّز دوما

وخالص تقديري

سكينة جوهر

رفعت زيتون
16-05-2010, 11:20 PM
..

الزهراء المقدسية

كيف للقلم أن يشكر مرورك

وقدْ أذهله أن يجدك هنا بين السطور

والله أنرتِ الصفحات وأسعدتِ

من فيها أسعد الله قلبك

.

رفعت زيتون
17-05-2010, 12:34 AM
الاخ الشاعر

محمد ذيب سليمان

وسامٌ آخر يضاف إلى صدر القصيد

بمقدمك أيهاالشاعر السامق

أشكرك على إطرائك ودعمك

وأنتظرك دائما نجمة تضيئ سمائي

.

رفعت زيتون
19-05-2010, 08:42 AM
الأخت الكريمة

والشاعرة والناقدة الكبيرة

سكينة جوهر

وكيف لا أقبل وأنتِ المرشدة دائما

وليس هذا فحسب

فلا زلتُ اجد لديك المفردة الأدق والأفضل

ولا زلتِ أنتِ تجودين بالجمال

دمتِ أختا عزيزة غالية

ودائما أحتاج ملاحظاتك

.

د. سمير العمري
20-06-2010, 08:21 PM
كأنت رحلة إيمانية تأملية من الحياة إلى الممات صيغت بحكمة بالغة وفلسفة راقية.

من حيث المعنى فقد أنصفت الحق ووصفت الحقيقة حتى ما تركت حجة لمتعذر.

ومن حيث المبنى فقد رأيتك هنا مميز الطرح بالعديد من الأبيات الناهضة والحكم البليغة والمقابلات التي أضافت كثيرا. ولعلني هنا أشيد بكثرة التدوير للأبيات الذي منح القصيدة حسا تأمليا هادئا ونفسا ممتدا يلائم الحالة الشعورية هنا ومنح القارئ مذاقا شعريا بنكهة خاصة غير معتادة كثيرا.

وأما نصحي فيتركز أساسا في الدعوة للتكثيف اللفظي والصوري باعتماد حالة من الدفع البلاغي للمفردة دون إسهاب ، ثم البعد عن الحشو والتطويل في النص سواء بتكرار المفردة أو بتكرار التراكيب أو بتكرار المعاني في ألفاظ متقاربة أو حتى متباعدة.

مثال على ما أقصد من التكثيف:
يــــــــا حــــامــــلاً هــــــــمّ الــحـــيـــاةِ ونــاســـيـــا ..
.. أنّ الـــــذي رفـــــعَ الـسّــمــاءَ بـــــلا جـــــدارْ
وقـــضــــاؤهُ فـــــــي الـــكــــافِ ثــــــــمَّ بــنـــونـــهِ ..
.. إنْ شــاءَ يـنـمُ الـــزرعُ مـــنْ دونِ الـبــذارْ
فــاقــنـــعْ بـــكــــلِّ قــضــائـــهِ أيـــــــنَ الــمــفـــرُّ ..
.. مــنَ القـضـاءِ وهــلْ ستـمـلـكُ مـــنْ قـــرارْ
هنا مثلا ثلاثة أبيات مسهبة أوقعتك في عيب التضمين لتقول معنى واحدا أن لا تنس قدرة الله ونفاذ قضائه.

مثال على حشو المفردة:
عــــشْ مــــا تــشــاءُ فـــــإنَّ رزقـــــكَ واحـــــدٌ ..
.. مـــنْ ثـــمّ تـمـضـي تـاركــا أرضَ الـدّيــارْ
لو قلت تاركا مالا ودار لأثريت المعنى ببعد آخر بدل استخدام أرض الديار بتكرار المفردات المتشابهة التي قد ينتج عنها معان أخرى تضعف المعنى كأن يبدو وكأن الذي تركه فقط أرض الديار واحتفظ بغيره أو ما شابه.

وهــــنـــــاكَ لا خــــــــــلٌّ أنـــــيـــــسٌ مـــــؤنـــــسٌ ..
.. لا وجـــــهَ غــيـــداءٍ يــلـــوحُ مـــــنَ الـغِــمــارْ
الخل الأنيس المؤنس؟! لو قلت مثلا أخي الحبيب ... وهناك لا خل يؤانس وحدة أو ما شابه لخفف من الحشو كثيرا.

مثال على حشو التكرار:
لا شــــيـــــئ يـــبـــقــــى والــنّــعـــيـــمُ مــــــــــودّعٌ ..
.. كــــــــلَّ الأنــــــــامِ إلــــــــى فــــنــــاءٍ وانــــدثــــارْ
لا طــــــــبَّ يــنـــفـــعُ والــطّــبــيــبُ مــــفــــارقٌ ..
..عـــنـــدَ الـمـنــيّــةِ لا نـــجــــاةَ مـــــــنَ الـــبَــــوارْ
والــمـــالُ يـفــنــى مــثـــلُ صـاحــبــهِ الـــــذي ..
.. خــــاضَ الـمـلاحــمَ حـالـمــا بـالإنـتـصــارْ
أبيات تكر فيها المعنى إلا قليلا والتراكيب كذلك وحتى بعض المفردات. ربما كان من الأنسب أن يتم التشكيل على مستوى البناء وتضمين معان أخرى للنهوض بالتركيب وبالشعر فيه.


كذلك هناك بعض الأمور اللغوية التي استوقفتني أهمها تكرارك قطع همز الوصل أو صرف الممنوع وهذا وإن كان من ضرائر الشعر إلا أن الإكثار منه يضعف البناء ولو بشكل بسيط كخدش جانبي في سيارة فاخرة. وأيضا أخطاء سهو مثل:

لا شــــيـــــئ يـــبـــقــــى والــنّــعـــيـــمُ مــــــــــودّعٌ ..
.. كــــــــلَّ الأنــــــــامِ إلــــــــى فــــنــــاءٍ وانــــدثــــارْ
والصواب هو لا شيء.


أخيرا فإني وجدتها قصيدة مميزة حقا بهرني فيها مستوى الحكمة المميزة وفيها أبيات كثيرة لو لم تثقلها أبيات كالتي اشرنا إليها ولو تم التكثيف وتخليصها من الترهل اللفظي لكانت خريدة من العيون بحق.



تحياتي

محمود فرحان حمادي
20-06-2010, 10:37 PM
والشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة
أو حكمة فهو تقطيع وأوزانُ
وقد أفرغت خالص حكمتك في هذا الشعر الأصيل
فجاء مهذب الحرف رائق الأداء جميل المقصد نبيل الهدف
أحيي وأبارك هذا اللون من الشاعرية المحببة
تحياتي

رفعت زيتون
23-06-2010, 01:21 PM
كأنت رحلة إيمانية تأملية من الحياة إلى الممات صيغت بحكمة بالغة وفلسفة راقية.

من حيث المعنى فقد أنصفت الحق ووصفت الحقيقة حتى ما تركت حجة لمتعذر.

ومن حيث المبنى فقد رأيتك هنا مميز الطرح بالعديد من الأبيات الناهضة والحكم البليغة والمقابلات التي أضافت كثيرا. ولعلني هنا أشيد بكثرة التدوير للأبيات الذي منح القصيدة حسا تأمليا هادئا ونفسا ممتدا يلائم الحالة الشعورية هنا ومنح القارئ مذاقا شعريا بنكهة خاصة غير معتادة كثيرا.

وأما نصحي فيتركز أساسا في الدعوة للتكثيف اللفظي والصوري باعتماد حالة من الدفع البلاغي للمفردة دون إسهاب ، ثم البعد عن الحشو والتطويل في النص سواء بتكرار المفردة أو بتكرار التراكيب أو بتكرار المعاني في ألفاظ متقاربة أو حتى متباعدة.

مثال على ما أقصد من التكثيف:
يــــــــا حــــامــــلاً هــــــــمّ الــحـــيـــاةِ ونــاســـيـــا ..
.. أنّ الـــــذي رفـــــعَ الـسّــمــاءَ بـــــلا جـــــدارْ
وقـــضــــاؤهُ فـــــــي الـــكــــافِ ثــــــــمَّ بــنـــونـــهِ ..
.. إنْ شــاءَ يـنـمُ الـــزرعُ مـــنْ دونِ الـبــذارْ
فــاقــنـــعْ بـــكــــلِّ قــضــائـــهِ أيـــــــنَ الــمــفـــرُّ ..
.. مــنَ القـضـاءِ وهــلْ ستـمـلـكُ مـــنْ قـــرارْ
هنا مثلا ثلاثة أبيات مسهبة أوقعتك في عيب التضمين لتقول معنى واحدا أن لا تنس قدرة الله ونفاذ قضائه.

مثال على حشو المفردة:
عــــشْ مــــا تــشــاءُ فـــــإنَّ رزقـــــكَ واحـــــدٌ ..
.. مـــنْ ثـــمّ تـمـضـي تـاركــا أرضَ الـدّيــارْ
لو قلت تاركا مالا ودار لأثريت المعنى ببعد آخر بدل استخدام أرض الديار بتكرار المفردات المتشابهة التي قد ينتج عنها معان أخرى تضعف المعنى كأن يبدو وكأن الذي تركه فقط أرض الديار واحتفظ بغيره أو ما شابه.

وهــــنـــــاكَ لا خــــــــــلٌّ أنـــــيـــــسٌ مـــــؤنـــــسٌ ..
.. لا وجـــــهَ غــيـــداءٍ يــلـــوحُ مـــــنَ الـغِــمــارْ
الخل الأنيس المؤنس؟! لو قلت مثلا أخي الحبيب ... وهناك لا خل يؤانس وحدة أو ما شابه لخفف من الحشو كثيرا.

مثال على حشو التكرار:
لا شــــيـــــئ يـــبـــقــــى والــنّــعـــيـــمُ مــــــــــودّعٌ ..
.. كــــــــلَّ الأنــــــــامِ إلــــــــى فــــنــــاءٍ وانــــدثــــارْ
لا طــــــــبَّ يــنـــفـــعُ والــطّــبــيــبُ مــــفــــارقٌ ..
..عـــنـــدَ الـمـنــيّــةِ لا نـــجــــاةَ مـــــــنَ الـــبَــــوارْ
والــمـــالُ يـفــنــى مــثـــلُ صـاحــبــهِ الـــــذي ..
.. خــــاضَ الـمـلاحــمَ حـالـمــا بـالإنـتـصــارْ
أبيات تكر فيها المعنى إلا قليلا والتراكيب كذلك وحتى بعض المفردات. ربما كان من الأنسب أن يتم التشكيل على مستوى البناء وتضمين معان أخرى للنهوض بالتركيب وبالشعر فيه.


كذلك هناك بعض الأمور اللغوية التي استوقفتني أهمها تكرارك قطع همز الوصل أو صرف الممنوع وهذا وإن كان من ضرائر الشعر إلا أن الإكثار منه يضعف البناء ولو بشكل بسيط كخدش جانبي في سيارة فاخرة. وأيضا أخطاء سهو مثل:

لا شــــيـــــئ يـــبـــقــــى والــنّــعـــيـــمُ مــــــــــودّعٌ ..
.. كــــــــلَّ الأنــــــــامِ إلــــــــى فــــنــــاءٍ وانــــدثــــارْ
والصواب هو لا شيء.


أخيرا فإني وجدتها قصيدة مميزة حقا بهرني فيها مستوى الحكمة المميزة وفيها أبيات كثيرة لو لم تثقلها أبيات كالتي اشرنا إليها ولو تم التكثيف وتخليصها من الترهل اللفظي لكانت خريدة من العيون بحق.



تحياتي

الأستاذ الكبير

سمير العمري

أولا اسمح لي أن أشكرك على تلبية الدعوة بالتعليق المفيد على هذه القصيدة

وأن اعطيتني من وقتك الثمين وعلمك الوفير

ثانيا كم أنا فخور بكم هنا وأنتم تضعون الإصبع على مواضع الخلل والزلل

بهذه الطريقة المثلى التي تأخذ بنا إلى عالم الابداع الحقيقي

هنا انتم مرآة حقيقية نرى من خلالها الصورة على حقيقتها

أخي الكريم

لقد تعلمت من هذه الملاحظات اليوم الكثير

وأظنها ستؤثر فيّ أيّما تأثير

واعدك أن تكون القصيدة التالية ليست كاملة ولكنها أقل زللا بإذن الله

لك شكري وامتناني

وأنتظرك دائما بالتعليق العلمي والعملي والمنهجي

وإلى تلك اللحظة أستودعك الله
.

عبدالهادى العمري
23-06-2010, 01:35 PM
اينما اجدك استاذي الزيتون اراك محلقا"في فضاء لا يليق الا بك
سلمت وصح الله مداد قلمك وحدقة فكرك الفياض
بوافر التقدير والود

رفعت زيتون
22-01-2011, 11:51 AM
والشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة
أو حكمة فهو تقطيع وأوزانُ
وقد أفرغت خالص حكمتك في هذا الشعر الأصيل
فجاء مهذب الحرف رائق الأداء جميل المقصد نبيل الهدف
أحيي وأبارك هذا اللون من الشاعرية المحببة
تحياتي

الأخ الكريم

وزميل الحرف والعمل

مهندسنا محمود

أهلا وبك وأقول أن الحروف قد تاقت مرورك

أتمنى أن لا تطول غيبتك

تحياتي لك

.

رفعت زيتون
07-02-2011, 04:13 PM
اينما اجدك استاذي الزيتون اراك محلقا"في فضاء لا يليق الا بك
سلمت وصح الله مداد قلمك وحدقة فكرك الفياض
بوافر التقدير والود

الأخ الحبيب عبد الهادي

شكرا لك أينما كنت

سلمك الله لأخيك واتمنى ان تعود شمسك

لتنير سماء حروفي

.

سحبان العموري
07-02-2011, 07:04 PM
الاستاذ رفعت الكبير
والله احست بالرعشة من هذه الحكمة
ومن هذه الحقيقة الوقور
كم هي رائعة
كم هي جميلة
كم هي حقيقة
اطرق اجلالا لهذا الشعر
لهذا الصدق
والله اني اكتب الرد ولا اريد ان اتوقف
بوركت

عمار الزريقي
07-02-2011, 07:25 PM
معلقة تتدلى على ناطحات السحاب

يسودها الإتقان

ويوشيها الإبداع

لا عدمناك شاعرا أيها الأخ الكريم الشاعر رفعت زيتون

دمت

رفعت زيتون
04-04-2011, 11:23 PM
الاستاذ رفعت الكبير
والله احست بالرعشة من هذه الحكمة
ومن هذه الحقيقة الوقور
كم هي رائعة
كم هي جميلة
كم هي حقيقة
اطرق اجلالا لهذا الشعر
لهذا الصدق
والله اني اكتب الرد ولا اريد ان اتوقف
بوركت


الأخ الحبيب

سحبان

شاعر كبير مثلك

يدلي بشهادة عظيمة لقلمي المتواضع


أظنني من السعادة كأني على جناح نورس

أطير في عالم من السحر والجمال

بوركت

.