تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : استحيا القمر فاحتجب ( ترنيمة عشق ) .



حسين الطلاع
14-05-2010, 10:48 PM
استحيا القمر فاحتجب :
ــــــــــــ
بربّك يا قمر ،،، هل غاب عنك أن السماء تُرَجّى حين تحتجب ؟ .
بربك ،،، هل يكسد الوجه ، إن توارى خلف ستره الوجه ؟ .
بربك ،،، هل رأيت أحداقا لمّا أتقنت فعلتها الحَدَق ؟
أو ربما المُقل ،،، وقد عزّت حتى في المها المقل ؟ .
فوربك لأنكى النائبات ، حين تُرسل من أشفارها القُبل .
ولقطع السكاكين حال يسجد الجفن ، والسحر يعتمل .
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
وإذن :
فيا أنفا ،،، وددت لو أن الآناف كما أنت خُلقتَ ، وفوق اللمى ،،، ترتسم .
أما علمت أن اللظى يستعر ، والشوق ،،، يحتدم ؟
وكبدي يا قمر ، لو لمسته لأحرقك من جانبه ،،، الدم ! .
فهل رأيت كبدا خبيزة ككبدي ،،، أم هالك بهوله ،،، الألم ؟
ما كتب الأنام ، ولا أراق ريقه في وصف حسنك ،،، القلم .
فارفع ذراعيك ، لعلّي أضمّك ضمّة ما قرطَسَتْها في تاريخها ،،، الأمم .
وادنُ مني ، فإطلالتك غِنى ، وقد تشابهت الأنوار ،،، والظُلم .
وضُمّني إليك يا بدر ، حتى البدنُ في البدنِ ،،، يلتطم .
وحتى الروح في الروح ، تُمضغ مضغا ،،، وتنتظم .
ودعنا بذي الأسحار ، في عشقنا أنا وانت ،،، نقتسم .
سأغازلك حتى يتخلّق في صفحة وجهك ،،، فم .
وسأعشقك حتى تفخر ، وحتى أراك ،،، تبتسم .
وسأبعث فيك حبا ، ولو بعد حين ،،، تتكلم .
مُذ تواريتَ خلف سُحُبكَ ، ما انفكّ السحر ينقاد إليك ،،، ويزدحم .
كالحسناء أسدلت خمارها ، والوجنات من خلفه بالحسنِ ،،، تُتمْتِم .
فلا تحتجب فتقسو عليّ ، فقد نالني بكيده البين ،،، والسقم .
ولا تنأ يا مقلة العين ، فتصير أقصى من زُحلٍ ومن الظلام ،،، أظلم .
أجاهد فيك الصدّ ، وقد ملّ القلب إعراضك ، وضاق بما ،،، يتكتّم .
وكوى الحشا حبّك ، بنار لهيبها في دخانها ،،، يضطرم .
أراقك تخرُّم جسدي شوقا ؟ ويكأن وصلك أبعد ما يكون ،،، وأنجَم .
إن لم ترحمني يا قمر ، فلمن أسوق حاجتي ،،، وأتظلّم ؟ .
أحبك ،،، فهل من لا يحبني ، تراه يرقّ ،،، ويرحم ؟ .
وإني لأعلم علمكَ ، وتعلم علمي ، وأنت بعلمي يا قمر ،،، أعلم .
فاكشف لي حجابك ، فإني على سترك أشدّ ،،، وأحزم .
وأرني مما احتوت اللمى بريقا ، بعُنّابها تتّقِدُ ،،، وتتعمّم .
ودعني أشرب من رحيق خدّك سُلافا ، فعصير خدّك يا قمر أكمل ،،، وأتمم .
فهو كالورد ، وإن أبدع الورد جمالا ، فالورد ،،، يتوّهم .
فلا تستحي يا قمر ، ولا تتهيّأي يا حُجُب ، فلا يليق بفمك ،،، التلثّم .
رُحماك ، من ذا من فتككَ بي يجير ،،، ويعصم ؟ .
إلا ،،، إلا أن آوي إلى حماك أرتع فيه ،،، وأتنعّم .
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
حسين الطلاع
14/5/2010 م .
المملكة العربية السعودية - الجبيل

ثائر الحيالي
14-05-2010, 11:53 PM
أراقك تخرُّم جسدي شوقا ؟

الأستاذ حسين الطلاع
الله ..الله

وكأني لم أقرأ من قبل لعاشق أصاب حقيقة ما يعتري جسد المُعنى

أنستني العبارة الترنيمة ..فأبحرت بحال ما يكابد متيم أنساه الهيام أبعاد جسده .

سبحان من كيف الكيف ..وسبحان من الهم الروح دون أن تخشى الردى وإن رُميت بين نطع وسيف..

شكرا ً ..أستاذي الكبير لبلاغة إستفزت بعض شجن ..

سلمت ..وسلم مدادك..

محبتي..واحترامي

أماني عواد
15-05-2010, 12:50 AM
السيد حسن الطلاع

يهئ لي احيانا ان القمر كائنا يصنع من اشتعاله ضياء
نعشقه ونعلم تماما ان وصوله محال

كلمات جزلة قد طلتها الرقة وكللها الشوق فخرجت كلوحة زاهية الالوان

دمت بالف خير تقبل مروري

حسين الطلاع
15-05-2010, 12:41 PM
أراقك تخرُّم جسدي شوقا ؟

الأستاذ حسين الطلاع
الله ..الله

وكأني لم أقرأ من قبل لعاشق أصاب حقيقة ما يعتري جسد المُعنى

أنستني العبارة الترنيمة ..فأبحرت بحال ما يكابد متيم أنساه الهيام أبعاد جسده .

سبحان من كيف الكيف ..وسبحان من الهم الروح دون أن تخشى الردى وإن رُميت بين نطع وسيف..

شكرا ً ..أستاذي الكبير لبلاغة إستفزت بعض شجن ..

سلمت ..وسلم مدادك..

محبتي..واحترامي

أخي الحبيب .
والأديب البارع المتذوّق : ثائر الحيالي حفظه الله
فوربك إني لأحكم على الشخص من ردّه أحيانا كثيرة .
فالردّ أيها الحبيب ، ينبئ بمدى إحاطة القارئ بالنص .
وليس الفن والإبداع أخي الحبيب هو فقط القدرة على الكتابة .
وإنما حسن القراءة من وجهة نظري فنا آخرا تحسنه المتذوّقة من العقول .
ولقد أحسنتَ يا ثائر القراءة فأحسنت الرد .
بارك الله فيك .
وأمتعك بما تحب حلالا طيبا .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
حسين الطلاع

حسين الطلاع
15-05-2010, 12:54 PM
السيد حسن الطلاع

يهئ لي احيانا ان القمر كائنا يصنع من اشتعاله ضياء
نعشقه ونعلم تماما ان وصوله محال

كلمات جزلة قد طلتها الرقة وكللها الشوق فخرجت كلوحة زاهية الالوان

دمت بالف خير تقبل مروري
الأستاذة الأديبة : أماني حفظها الله
وهل كان القمر أيتها الأديبة غير ذلك ؟
أريد أن أقول لكِ شيئا قرأته منذ زمن على لسان بليغ من بلغاء العرب ، غير أني نسيت إن كان في العهد الجاهلي أم في العهود اللاحقة ،،، في وصف حسناء وضعت على وجهها خمارا ،،، حيث قال :
( خرجَتْ علينا كقمر مشبوبا بالسحب ) .
طبعا هذه الجملة ليست حرفية كما قالها وإنما تصب بهذا المعنى لأني نسيت حرفيتها أيضا .
ولكن
هل تتخيلي الجمال الذي وصفه حين قال قمرا مشبوبا بالسحب ؟
والله لقد صدق حيث جاء بالجمال من مهده .
وكذلك الحسناء عندما ترخي على وجهها خمارا خفيفا ، ثم تنظر وينظر إليها الناظرون ،،، فوربك يا أماني لتصير كالقمر المشبوب .
وهذا هو القمر ،،، أنظري إليه إن تغشته بعض سحب خفيفة كيف يبدو وكيف يسحر .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
أشكر لكِ حسن اطلاعكِ وتذوقكِ
حسين الطلاع

عبد الرحمن الكرد
16-05-2010, 12:10 AM
الرائع الطلاع
ربان الحرف وقائد الكلمة
ترسم بالكلمات
لوحات للجمال والحسن
وتأخذنا الى عوالم مدهشة
تقديري لحرفك
تحياتي

حسين الطلاع
16-05-2010, 08:30 AM
الرائع الطلاع
ربان الحرف وقائد الكلمة
ترسم بالكلمات
لوحات للجمال والحسن
وتأخذنا الى عوالم مدهشة
تقديري لحرفك
تحياتي
أخي الأديب : عبد الرحمن الكرد حفظه الله
وإنك يا أخي لأطول مني باعا .
وأشكر لك تذوقك ،،، كما أسعدني حسن اطلاعكِ .
مع تمنياتي لك التوفيق والسداد
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
حسين الطلاع

آمال المصري
16-05-2010, 09:07 AM
صباح سعدت فيه بصحبة بوحك المخملي الذي تتفجر فيه اللغة
وفيضك الرقراق الذي مر عبر الروح دون استئذان
جميل السفر مع حرفك سيدي الفاضل
للتثبيت
صباحك عبهري
تقديري

حسين الطلاع
16-05-2010, 10:24 AM
صباح سعدت فيه بصحبة بوحك المخملي الذي تتفجر فيه اللغة
وفيضك الرقراق الذي مر عبر الروح دون استئذان
جميل السفر مع حرفك سيدي الفاضل
للتثبيت
صباحك عبهري
تقديري



ولقد رأيت رنيما .
وهي تبحث ،،، حتى أنعَس جفنها عازبُ حرف كانت تبتغيه .
فوجَدَتْهُ .
فلما وجدته صارعتْ أحداقها كَلّ الجفن حتى قهرته .
فلما قهرته عبّتْ وعلّتْ من ريق الحرف ماء عذبا نَمِيْرا .
فعلّقتْه .
ــــــــــــــــــــــ
الأستاذة الأديبة : رنيم حفظها الله
أسعد الله صباحكِ على الدوام .
وأشكر لكِ ذلك الإطراء العذب الجميل .
الذي إن دل على شيء ، إنما يدل على الذوق واستطعام الحرف من حلاوته .
بارك الله فيكِ
مع بالغ أمنياتي لكِ التوفيق والسداد
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
حسين الطلاع