المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د-العشماوي يرثي البطل



عبد الله الشدوي
23-03-2004, 05:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله

هم أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا
فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا

هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم

فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا

إني لأرجو أن تكون بنارهم

لما رموك بها، بلغتَ جِنانا

غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً

أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا

أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا

كم قدَّموا لشموخك الإحسانا

لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر

وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا

يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً

بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا

ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً

وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا

فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي

ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا

وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما

صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا

وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً

متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا

ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً

إنَّ السجود ليرفع الإنسانا

وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا

أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا

كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى

وطوى بك الآفاقَ والأزمانا

علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن

مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا

معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه

مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا

أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ

عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا

لكأنني أبصرت في عجلاته

أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا

حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ

تمشي به، كالطود لا تتوانى

إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما

لقيتْ جحود القوم، والنكرانا

هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى

أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟

وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ

في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا

هل أبصروا جسداً على كرسيِّه

لما تناثَر في الصَّباح عِيانا

أين الحضارة أيها الغربُ الذي

جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا

عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ

قد ضلَّ من يستعطف البركانا

هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه

من يعبد الأَهواءَ والشيطانا

يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا

فلقد تركتَ الصدق والإيمانا

أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على

مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا

أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي

أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا

أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى

في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا

يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ

إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا

في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ

للفجر حين يبشِّر الأكوانا

فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني

بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا

قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما

بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا

هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي

شيَّدتُ في قلبي له بنيانا

دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي

تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا

روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ

ما أجمل الأنهارَ والبستانا

ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا

يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا

منقووووووول

عدنان أحمد البحيصي
23-03-2004, 08:05 PM
لله درك

نعم والله
إنه كذلك

نعيمه الهاشمي
24-03-2004, 05:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله


الله الله



جزاكم الله خيرا كاتبا وناقل


لله درك يالعشماوي



تحياتى لك عبد الله

د.جمال مرسي
24-03-2004, 07:24 AM
الأخ الحبيب عبد الله الشدوي
نشكر لك هذا المجهود الرائع في النقل
و جعله الله في ميزان حسناتك و ميزان حسنات شاعرنا الدكتور عبد الرحم العشماوي الذي نعشق شعره
و نكن له كل تقدير .
و نسأل الله أن يتغمد الشيخ الشهيد برحمته الواسعة .

و اسمح لي أخي الكريم أن أعيد تنسيق القصيدة لتكون سهلة عل ةن يريد طباعتها
و تقبل تحياتي :


العشماوي يرثي البطل الشهيد أحمد ياسين

هم أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا =فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم =فأذقتهم فوق الهوانِ هَوان
إني لأرجو أن تكون بنارهم =لما رموك بها، بلغتَ جِنانا
غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً =أبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا
أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا =كم قدَّموا لشموخك الإحسانا
لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر =وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا
يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً =بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا
ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً =وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا
فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي =ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا
وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما =صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا
وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً =متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا
ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً =إنَّ السجود ليرفع الإنسانا
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا =أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا
كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى =وطوى بك الآفاقَ والأزمانا
علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن =مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا
معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه =مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا
أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ =عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا
لكأنني أبصرت في عجلاته =أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا
حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ =تمشي به، كالطود لا تتوانى
إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما =لقيتْ جحود القوم، والنكرانا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى =أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟
وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ =في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا
هل أبصروا جسداً على كرسيِّه =لما تناثَر في الصَّباح عِيانا
أين الحضارة أيها الغربُ الذي =جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا
عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ =قد ضلَّ من يستعطف البركانا
هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه =من يعبد الأَهواءَ والشيطانا
يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا =فلقد تركتَ الصدق والإيمانا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على =مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا
أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي =أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا
أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى =في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا
يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ =إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا
في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ =للفجر حين يبشِّر الأكوانا
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني =بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا
قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما =بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا
هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي =شيَّدتُ في قلبي له بنيانا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي=تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا
روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ =ما أجمل الأنهارَ والبستانا
ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا =يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا

عبد الحميد
24-03-2004, 04:58 PM
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني
بـك عندهـنَّ مغـرِّداً جَذْلانـا

إنا لله وإنا اليه راجعون

د. سمير العمري
25-03-2004, 10:00 AM
بارك الله بك أخي عبدالله على هذا النقل.

وبارك في شاعرنا المبدع د. عبد الرحمن العشماوي على رثائيته المميزة.

ورحم الله شيخنا شهيد الحق والدين

لكم نتوق إلى أن نجد شاعرنا الكبير بيننا هنا في واحة الكبار.

تحياتي
:os: