المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العاطـــــــــــــــــل



كريمة سعيد
24-05-2010, 02:21 PM
فُتِحَ بابُ غرفةِ النوم بقوةٍ، وفي حركةٍ غير عادية بدأ الأطفالُ الثلاثةُ يجْرون في اتجاهاتٍ تَقاطعتْ وتوازت ... تسارعت حركةُ أرجلِهِمْ وخفتَتْ ثم هدأت واختفى أثرُهُم ...

منظرٌ غريبٌ لأطفالٍ لم يتجاوزْ عُمْرُ أكبرِهِمْ الثامنةَ، وقد استوطن الذعرُ كلَّ تفاصيلهم...

في زاويةٍ مخفيةٍ غيرَ بعيدةٍ عنهم، ، تحاول امرأةٌ التظاهرَ بوضعِ إبريقٍ على وابورِ غازٍ ...

صمتٌ رهيبٌ حل بالمكان قبل أن يخترقَهُ صوتٌ مثل الرعد: يونس يونس ... ألم أعلِّمْك الصمتَ عندما أكون نائما...أين أنت أيها الوحش يا...يا....

وتتالت عباراتُ الشتمِ والسبِّ واختلط صوتُهُ بصدى كسرِ بعضِ الأدواتِ المنزليةِ، ممّا جعل الطفلَ يخرج وَجِلا كمَنْ يتفادى ضربةً قاضيةً قادمةً: أبي واللهِ فَعلْنا بالضَّبْطِ ما ...

صفعةٌ قويةٌ تسْتَقِرُّ على خدٍّ أَسيلٍ، يترنَّحُ الطفلُ ويقَعُ أرضاً ويخترقُ أنينُهُ المختلطُ بنَحيبِ شقيقَيْهِ تلك الزاويةَ٠٠٠ ومع ذلك لا ضوءَ يشِعُّ مِن هنالِكَ...

لم يثْنِ الرجلَ صراخُ الصغارِ وهلعُهُمْ؛ بل واصل صياحَهُ وهو يجوبُ أرجاءَ البيتِ ـوقد استبدَّ به السُّعارُـ كمنْ يبحثُ عن شيءٍ ضائعٍ..

دخل المطبخَ فارتسمتْ علاماتُ الرضا على وجهه وكأنه نال نصرا مبينا، امتدتْ يدُه الطويلةُ إلى شَعرِ المرأةِ وجذبها بقوةٍ وأخذ يلطمُ وجهَهَا ثم يركلُها بطريقةٍ عشوائيةٍ وهي تكبتُ وجعَها وتخنقُ أنفاسَها خشيةَ أن يأتيَ الأطفالُ ويُصدَموا مِنْ ذلك المنظرِ البئيسِ ....

رنَّ جرسُ الباب فتوقَّفَ عن رفسِها ِليَسألَها باستنكار: من يتجرأ على المجيء في مثل هذا الوقت؟؟

قالت بهدوء: ربما أحدُ أصدقائِك الذين تأخرتَ عنْ موْعِدِكَ المهمِّ معهم.

لقد نسي أنه طلب من الصغار بالأمسِ أن يوقِظوهُ على الساعةِ السادسة مساءً وأكَّد عليْهِم إِنْ أبَى الاستيقاظ، مثل العادة، أنْ يجرِّبُوا اللعِبَ بصوتٍ مرتفعٍ على غيرِ العادةِ.

أحمد عيسى
24-05-2010, 07:23 PM
أي مجرم هذا ...
أخت كريمة .. هل تتحدثين هنا عن رجل حي من لحم ودم ..؟
كان الله بعون زوجه وأطفاله ..

شكراً أختي على نصك الجميل/المؤلم
تحيتي

ثائر الحيالي
24-05-2010, 08:12 PM
الأستاذة كريمة سعيد

قصة واقعية ..تحفل بها الحياة في كل زمان ومان ..

ولكن كانت لقدرتك الفنية الأثر الواضح في شد القارىء نحو النهاية بسلاسة ويسر ..

سلمت ِ..وسلم مدادك ِ

محبتي

محمد ذيب سليمان
24-05-2010, 09:56 PM
أخيتي كريمة
قصتك هذه تستفزني لعرض قصة من الواقع
تعرض لصنف من الرجال /أعتذر ليسوا من الرجال /
لم يخلقوا / وحاشالله أن نتأى على الله /
لم يخلقوا ليكونوا أزواجا أو يكون لهم أسرة
هؤلاء كالحيوانات بل الحيوانات أكثر رأفة بمواليدها
سوف أعرضها قريبا جدا
شكرا لك

شيماء عبد الله
25-05-2010, 10:12 PM
الفاضلة القديرة /كريمة سعد

لامست احرفك حقيقة مرة تكاثرت ،بل تزايدت، لرجل طغت فحولته على انسانيته فغيب عقله

إلا من رحم ربي

لمساتك فاقت الجمال

دمت مبدعة بفيض فكرك الصادق

تقبلي مروري

حسام القاضي
25-05-2010, 10:38 PM
الأديبة / كريمة سعيد
بدخول مباشر وبلا مقدمات
رسمت ببراعة لوحة الذعر التي سيطرت على هؤلاء الأطفال الصغار
هذا التمكن أخذنا لنتابع معاً ولنعرف بشكل تدريجي السبب فيما يحدث
ثم جاءت النهاية الصادمة الكاشفة لتلقي الضوء على سلبية رهيبة
مازالت تسيطر للأسف على بعض الآباء ..
جعلتينا نعيش هذا التوتر بكل أبعاده
وفي هذا نجاح كبير لطرحك المميز

تقديري واحترامي

حازم محمد البحيصي
25-05-2010, 11:14 PM
ااخت الفاضلة
ما زلت تابع حروف القصة حرفا حرفا وركنا ركنا حتى وصلت إلى نهاية من البشع في رجل كهذا إن تسميته رجلا أو إنسانا أصلا

أبدعت حرفا وقصدا
لا عدمنا الابداع
همسة

أن يوقِظوهُ على الساعةِ السادسة مساءً
لا أرى مسوغا لحرف الجر على
و الأصح هو أن يوقظوه عند السادسة مساءً
تحيتي لك

كريمة سعيد
02-06-2010, 01:44 PM
أي مجرم هذا ...
أخت كريمة .. هل تتحدثين هنا عن رجل حي من لحم ودم ..؟
كان الله بعون زوجه وأطفاله ..

شكراً أختي على نصك الجميل/المؤلم
تحيتي

المبدع احمد عيسى

الكتابة أحيانا تقلل من الحجم الحقيقي لفضاعة الواقع ...

أتعلم أخي احمد أين المشكلة الحقيقية، إنها في التبعية المادية

لأن الزوجة عاجزة عن تغيير مصيرها الأسود بسبب البطالة

وأزمة الشغل.... وعائلتها لا تقبل بأطفالها .....

مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
02-06-2010, 02:05 PM
دخول مباشر حملنا معك عبر باب الغرفة الذي انفتح الى عوالم القصة بمرارتها
ورسم سريع متمكن لشخصية البطل عبر سردية موفقة لم تترك له لحظة من تعاطف أو تقبل
وخاتمة هوت على القاريء مباغتة كأروع ما يكون

قصة جميلة وموفقة
دمت متالقة غاليتي

كريمة سعيد
04-06-2010, 12:11 PM
الأستاذة كريمة سعيد

قصة واقعية ..تحفل بها الحياة في كل زمان ومان ..

ولكن كانت لقدرتك الفنية الأثر الواضح في شد القارىء نحو النهاية بسلاسة ويسر ..

سلمت ِ..وسلم مدادك ِ

محبتي

الأستاذ ثائر الحيالي

كم يسعدني مرورك العطر وردودك الجميلة التي أحرص على متابعتها باهتمام بالغ لأنني دائما أستفيد منها وأحرص عليها فشكرا لك أخي الفاضل وبارك الله فيك....

وافر احترامي وتقديري

بدر عرفج التميمي
04-06-2010, 05:08 PM
لا يستحق مسمى "أب"
ما أبشعه من "وحش" !

شكراً لكِ أختي , لقد أجدتِ فن التشويق وبشدة
ودي واحترامي

بدر ..

كريمة سعيد
17-06-2010, 01:44 PM
أخيتي كريمة
قصتك هذه تستفزني لعرض قصة من الواقع
تعرض لصنف من الرجال /أعتذر ليسوا من الرجال /
لم يخلقوا / وحاشالله أن نتأى على الله /
لم يخلقوا ليكونوا أزواجا أو يكون لهم أسرة
هؤلاء كالحيوانات بل الحيوانات أكثر رأفة بمواليدها
سوف أعرضها قريبا جدا
شكرا لك

القدير محمد ذيب سليمان

يشرفني مرورك العطر وسعيدة أن قصتي المتواضعة قد ذكرتك لتصوغ تلك القصة الواقعية
وأعتقد أنني قرأتها وأعجبت بطريقة سردها أ؟ليست هي " دماء باردة"؟
فتلك القصة راقتني كثيرا وأرلاى أنها تستحق أن تكون قصة الشهر
تحياتي وتقديري

عبدالغني خلف الله
21-06-2010, 06:17 PM
الإبنه الغالية كريمه ..أحياناً تأخذنا مشغوليات الحياة والركض هنا وهنالك عن متابعة إبداعاتك وهذه الصورة البشعة لواقع محزن ..تابعت هذه الدراما كمن يشاهد فلماً ..لكأنك تحملين كاميرا وليس قلماً ونقول ما شاء الله ..سلمت لنا من كل سوء .

د. سمير العمري
02-08-2010, 07:50 PM
نجحت في إثارة غيظي حتى لكأني أريد أن أمسك بهذا الشخص فأصفعه عشرا. ولا أحسب أن أديبا يثيرنا حتى كأننا جزء مما يكتب إلا أديب ناجح مميز بكل ما تعني الكلمة.

وأنت كنت هنا هذا الأديب المتفوق أيتها المبدعة!


قاتله الله! وسامحك الله!


تحياتي

كاملة بدارنه
02-08-2010, 11:55 PM
هناك رهط من النّاس قلوبهم كالحجارة أو أشدّ قسوة ، وها نحن أمام مشاهد تقشعرّ لها الأبدان ، رسمتها فنّانة وكاتبة استطاعت أن تجعل عينيّ وذهن القارئ ملكا لما تعرضه حتّى النهاية، رغم القسوة التي لفّعت ما يعرض !
دمت مبدعة أديبتنا !
تقديري وتحيّتي

اماني محمد ذيب
03-08-2010, 08:06 PM
الرائعة كريمة
نص رائع
فمنذ الوهلة الاولى عشت مع النص
سيدتي
شكرا لك
ودمت مبدعة متميزة

كريمة سعيد
14-12-2010, 12:53 PM
الفاضلة القديرة /كريمة سعد

لامست احرفك حقيقة مرة تكاثرت ،بل تزايدت، لرجل طغت فحولته على انسانيته فغيب عقله

إلا من رحم ربي

لمساتك فاقت الجمال

دمت مبدعة بفيض فكرك الصادق

تقبلي مروري

تفريغ شحنات الغضب على من هو أضعف منا ما هو إلا تعبير عن الجبن والافتقار إلى أبسط المبادئ الإنسانية

الغالية شيماء عبد الله
افتقدنا جمال لمساتك بالواحة عسى المانع خير
لا تطيلي غيابك عزيزتي

كريمة سعيد
14-12-2010, 12:56 PM
الأديبة / كريمة سعيد
بدخول مباشر وبلا مقدمات
رسمت ببراعة لوحة الذعر التي سيطرت على هؤلاء الأطفال الصغار
هذا التمكن أخذنا لنتابع معاً ولنعرف بشكل تدريجي السبب فيما يحدث
ثم جاءت النهاية الصادمة الكاشفة لتلقي الضوء على سلبية رهيبة
مازالت تسيطر للأسف على بعض الآباء ..
جعلتينا نعيش هذا التوتر بكل أبعاده
وفي هذا نجاح كبير لطرحك المميز

تقديري واحترامي

الأديب المبدع حسام القاضي
كل الشكر على هذا الحضور المتميز الذي أثرى متصفحي
لقد اشتقنا لإبداعاتك الرائعة وردودك المثرية فلا تطل عنا الغياب
تقديري ومودتي

آمال المصري
14-12-2010, 05:16 PM
هي حكاية من وراء الأبواب المغلقة ...
والتي تتسبب ومثيلاتها في تصدع الحياة الزوجية وإصابتها بشرخ لايبرأ
الأديبة الرائعة د. كريمة
انطاع لك الحرف والفكرة لنسج واقع متناسق يعيشه الكثير
وتركت لنا فرصة الترقب ومعايشة الحدث كأننا نراه
نص تكاملت فيه العناصر من فكرة وحبكة وسرد وصياغة وبناء فجاء رائعا بديعا رغم مأساويته
ينحني القلم أمام سمو حرفك
محبتي ... وباقة عطر

وفاء شوكت خضر
20-12-2010, 02:02 PM
العنف الأسري ..
ممارسة إجرامية في حق الأطفال والزوجة ..
هي مشكلة إجتماعية سببها الفهم الخاطئ للقوامة ..
العنف الأسري يأتي بصور مختلفة وقد اخترت نموذجا الزوج الأب في سرديتك هذه ، والتي أتت مباشرة واضحة ..
أحيانا يكون العنف من الزوجة الأم التي شذت عن قاعدة الأنوثة والأمومة ..

فكرة اقتنصت من الواقع في تصوير دقيق وحرفية القص ..

الأديبة القاصة كريمة سعيد ..
نص تفوق في فكرته وفي أسلوب الطرح الذكي ..

تقبلي مروري ..
تحية وتقدير لشخصك .

كريمة سعيد
07-02-2011, 11:31 AM
ااخت الفاضلة
ما زلت تابع حروف القصة حرفا حرفا وركنا ركنا حتى وصلت إلى نهاية من البشع في رجل كهذا إن تسميته رجلا أو إنسانا أصلا

أبدعت حرفا وقصدا
لا عدمنا الابداع
همسة

أن يوقِظوهُ على الساعةِ السادسة مساءً
لا أرى مسوغا لحرف الجر على
و الأصح هو أن يوقظوه عند السادسة مساءً
تحيتي لك

الشاعر المبدع حازم محمد البحيصي
إنها مفارقة غريبة أن نسمي وحشا إنسانا...
شكرا على هذا الحضور المثري المميز
وتقبل تحياتي وتقديري
تقبل تحياتي

كريمة سعيد
07-02-2011, 11:38 AM
دخول مباشر حملنا معك عبر باب الغرفة الذي انفتح الى عوالم القصة بمرارتها
ورسم سريع متمكن لشخصية البطل عبر سردية موفقة لم تترك له لحظة من تعاطف أو تقبل
وخاتمة هوت على القاريء مباغتة كأروع ما يكون

قصة جميلة وموفقة
دمت متالقة غاليتي

القديرة ربيحة الرفاعي
سعيدة جدا بهذا الحضور الوارف الذي يعطر متصفحي
وممتنة لهذا الرد المثري الذي يشرفني وأعتز به
سلمت لنا أيتها الأديبة الغالية
خالص ودي وتقديري

خالد الجريوي
07-02-2011, 08:36 PM
ندعوا الله

أن تختفي هذه الظاهره في مجتمعاتنا

قصه معبره محبوكة

دمت بخير سيدتي

مصطفى السنجاري
07-02-2011, 08:59 PM
قصة محكمة السرد والسبك

عوالم صورت بريشة مميزة

سعيد بقراءتي ومروري من هنا

موفقة يارب

تحياتي

كريمة سعيد
19-02-2013, 10:17 PM
لا يستحق مسمى "أب"
ما أبشعه من "وحش" !

شكراً لكِ أختي , لقد أجدتِ فن التشويق وبشدة
ودي واحترامي

بدر ..

الراقي بدر عرفج التميمي
شكرا على هذا المرور المورق
دام إبداعك
تقديري

كريمة سعيد
19-02-2013, 10:21 PM
الإبنه الغالية كريمه ..أحياناً تأخذنا مشغوليات الحياة والركض هنا وهنالك عن متابعة إبداعاتك وهذه الصورة البشعة لواقع محزن ..تابعت هذه الدراما كمن يشاهد فلماً ..لكأنك تحملين كاميرا وليس قلماً ونقول ما شاء الله ..سلمت لنا من كل سوء .

الوالد العزيز عبد الغني خلف الله ربيع
لقد افتقدنا وجودك المثري والمثمر أيها الراقي أتمنى أن يكون المانع خيرا
وجودك في صفحتي مصدر فخر واعتزاز
أتمنى أن أرى حرفك يتصدر الواحة من جديد
لك محبتي وتقديري

كريمة سعيد
19-02-2013, 10:24 PM
نجحت في إثارة غيظي حتى لكأني أريد أن أمسك بهذا الشخص فأصفعه عشرا. ولا أحسب أن أديبا يثيرنا حتى كأننا جزء مما يكتب إلا أديب ناجح مميز بكل ما تعني الكلمة.

وأنت كنت هنا هذا الأديب المتفوق أيتها المبدعة!


قاتله الله! وسامحك الله!


تحياتي

الفاضل الدكتور سمير العمري
يشرفني دوما حضورك في صفحتي إذ أجد فيه التوجيه والتقويم ....
وشهادتك مصدر اعتزازي وفخري أيها الكريم
دمت متألقا وراقيا
تقديري واحترامي

كريمة سعيد
19-02-2013, 10:27 PM
هناك رهط من النّاس قلوبهم كالحجارة أو أشدّ قسوة ، وها نحن أمام مشاهد تقشعرّ لها الأبدان ، رسمتها فنّانة وكاتبة استطاعت أن تجعل عينيّ وذهن القارئ ملكا لما تعرضه حتّى النهاية، رغم القسوة التي لفّعت ما يعرض !
دمت مبدعة أديبتنا !
تقديري وتحيّتي

الرائعة كاملة بدرانه
أشرقت صفحتي بمرورك البهي الذي أثراها
دمت متألقة وراقية
محبتي وتقديري

مصطفى حمزة
20-02-2013, 04:09 AM
فُتِحَ بابُ غرفةِ النوم بقوةٍ، وفي حركةٍ غير عادية بدأ الأطفالُ الثلاثةُ يجْرون في اتجاهاتٍ تَقاطعتْ وتوازت ... تسارعت حركةُ أرجلِهِمْ وخفتَتْ ثم هدأت واختفى أثرُهُم ...

منظرٌ غريبٌ لأطفالٍ لم يتجاوزْ عُمْرُ أكبرِهِمْ الثامنةَ، وقد استوطن الذعرُ كلَّ تفاصيلهم...

في زاويةٍ مخفيةٍ غيرَ بعيدةٍ عنهم، ، تحاول امرأةٌ التظاهرَ بوضعِ إبريقٍ على وابورِ غازٍ ...

صمتٌ رهيبٌ حل بالمكان قبل أن يخترقَهُ صوتٌ مثل الرعد: يونس يونس ... ألم أعلِّمْك الصمتَ عندما أكون نائما...أين أنت أيها الوحش يا...يا....

وتتالت عباراتُ الشتمِ والسبِّ واختلط صوتُهُ بصدى كسرِ بعضِ الأدواتِ المنزليةِ، ممّا جعل الطفلَ يخرج وَجِلا كمَنْ يتفادى ضربةً قاضيةً قادمةً: أبي واللهِ فَعلْنا بالضَّبْطِ ما ...

صفعةٌ قويةٌ تسْتَقِرُّ على خدٍّ أَسيلٍ، يترنَّحُ الطفلُ ويقَعُ أرضاً ويخترقُ أنينُهُ المختلطُ بنَحيبِ شقيقَيْهِ تلك الزاويةَ٠٠٠ ومع ذلك لا ضوءَ يشِعُّ مِن هنالِكَ...

لم يثْنِ الرجلَ صراخُ الصغارِ وهلعُهُمْ؛ بل واصل صياحَهُ وهو يجوبُ أرجاءَ البيتِ ـوقد استبدَّ به السُّعارُـ كمنْ يبحثُ عن شيءٍ ضائعٍ..

دخل المطبخَ فارتسمتْ علاماتُ الرضا على وجهه وكأنه نال نصرا مبينا، امتدتْ يدُه الطويلةُ إلى شَعرِ المرأةِ وجذبها بقوةٍ وأخذ يلطمُ وجهَهَا ثم يركلُها بطريقةٍ عشوائيةٍ وهي تكبتُ وجعَها وتخنقُ أنفاسَها خشيةَ أن يأتيَ الأطفالُ ويُصدَموا مِنْ ذلك المنظرِ البئيسِ ....

رنَّ جرسُ الباب فتوقَّفَ عن رفسِها ِليَسألَها باستنكار: من يتجرأ على المجيء في مثل هذا الوقت؟؟

قالت بهدوء: ربما أحدُ أصدقائِك الذين تأخرتَ عنْ موْعِدِكَ المهمِّ معهم.

لقد نسي أنه طلب من الصغار بالأمسِ أن يوقِظوهُ على الساعةِ السادسة مساءً وأكَّد عليْهِم إِنْ أبَى الاستيقاظ، مثل العادة، أنْ يجرِّبُوا اللعِبَ بصوتٍ مرتفعٍ على غيرِ العادةِ.
أختي الفاضلة ، الأديبة كريمة
أسعد الله أوقاتك
نص من الأدب الاجتماعي ، يصوّر مشهداً من حياة عائلة بائسة بسبب استبداد وعنف معيلها . ولئن كان أمثالُ هذا الزوج الأب قلّة ، إلاّ أنهم موجودون ، وهم في الواقع مرضى
تعاني نفوسهم من أمر ما يجعلهم يبحثون عن المعادل الموضوعي له بمثل هذا السلوك اللئيم الغريب
كان الوصف دقيقاً وموحياً ومؤثراً ، لا سيما وصف ضرب الرجل لزوجته ..
الومضة ذكية ومبتكرة ومؤلمة في آن معاً
تحياتي وتقديري

كريمة سعيد
25-02-2013, 12:28 PM
الرائعة كريمة
نص رائع
فمنذ الوهلة الاولى عشت مع النص
سيدتي
شكرا لك
ودمت مبدعة متميزة

الأروع حضورك العطر بين كلماتي غاليتي أماني
دمت بخير وسعادة أينما كنت عزيزتي

كريمة سعيد
25-02-2013, 12:32 PM
هي حكاية من وراء الأبواب المغلقة ...
والتي تتسبب ومثيلاتها في تصدع الحياة الزوجية وإصابتها بشرخ لايبرأ
الأديبة الرائعة د. كريمة
انطاع لك الحرف والفكرة لنسج واقع متناسق يعيشه الكثير
وتركت لنا فرصة الترقب ومعايشة الحدث كأننا نراه
نص تكاملت فيه العناصر من فكرة وحبكة وسرد وصياغة وبناء فجاء رائعا بديعا رغم مأساويته
ينحني القلم أمام سمو حرفك
محبتي ... وباقة عطر




المورقة الغالية رنيم مصطفى
طال غيابك يا حبيبة
واشتقت إلى بهاء بصمتك الجميلة وروحك الأنقى
دمت بخير وسعادة حيثما كنت
وتقبلي خالص ودي

نداء غريب صبري
04-04-2013, 12:11 AM
هل هذا الرجل شخصية حقيقية؟
وإذا كان هو مجرما فهل هذه أم تستحق الجنة تحت قدميها وتترك مجنونا يعذب أطفالها هكذا ، حتى وإن كان أباهم!

قصة حزينة بائسة أختي

شكرا لك

فاتن دراوشة
04-04-2013, 10:22 AM
ذلك ما يفعله الوهم في نفوس من يستمرئ العيش فيه

طرح رائع لمشهد من صُلب واقع نجترّ مآسيه

محبّتي

ناديه محمد الجابي
04-04-2013, 11:35 AM
برعت في رسم صورة الأب عندما تموت في قلبه الرحمة
فيسرف في القسوة, والصرامة, والعقاب القاسي ظانا إنه
بذلك يضرب مثالا للرجولة والفحولة. ألا يعلم أن الأبوة
الحقيقية هي .. الحضن الدافئ والملاذ الآمن .
قصة أجتماعية هادفة , نجحت في أختيار القالب الذي تقدميه فيها
لنتجرع مرارة الحدث ونستهجنه.
دمت مبدعة . :007::009:

لانا عبد الستار
13-07-2013, 11:59 PM
أب أم مجرم!
الصورة غير معقولة
وهي غير معقولة بضعفها واستسلامها
لماذا صمتت وتركته يمارس ذلك الجنون
قصة جميلة
أشكرك

ناديه محمد الجابي
03-07-2020, 08:42 PM
الشعور بالفشل، وفقد الثقة بالنفس تجعل مثل هؤلاء الحيوانات الآدمية
تمارس العنف والإضطهادعلى زوجاتهم بالسب، والضرب، والأهانة والتحقير
وبشكل شرير يفرغون شحنات غضبهم على الزوجة والأولاد الذين يتأثرون
بهذا العنف ، وتكون له آثار خطيرة عليهم.
برعت في تجسيد لوحة لمأساة حقيقية موجودة للأسف في الواقع.
صورت بالحرف فبرعت وأبدعت
دمت ودام إبداعك.
:005::009::005:

سحر أحمد سمير
05-07-2020, 09:10 AM
قصة تلفت النّفوس إلى التّعمق فيما تقدمه من أعمالِِ يومية وفق ما تتطلبه الأخلاق في تنشئة الأطفال ؛ ف نراعي صياغة الأعمال بما يناسب غاياتنا و ذلك بعد التفكير في نتائجها ..كذلك النّقد لأعمال منكرة أعتيدت حتى صار صاحبها يأتيها من غير إرادة و التي كان يمكن تجنب وقوعها ، و غضب الأب و سوء معاملته يرجع إلى عوامل نفسية و اجتماعية لكونه عاطلا فهو غير قادر على ضبط النفس ..

بديعة السّرد عميقة الدّلالات ..دمتِ بخير و عافية أستاذة كريمة سعيد..

تحيّتي و احترامي