المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بداية رحلة // الى مرمرة التركية



أحمد عيسى
01-06-2010, 12:35 PM
وقفت بثوبها الفضفاض أمامه تتأمله ، شامخاً كان يحمل ألف لون ، يتقلب كل جزء فيه ، ينذر بعاصفة قادمة ، لا تدري ، من أين تأتي حقاً ، لكنها واثقة كانت أنها قادمة عبر مياهه ربما ، أو سمائه .
تناجيه ، ترسل حبلاً من الود يمتد عبر القمر الذي يسطع فوقه ، يرسل أشعته الباهتة ، يظلله ، يغفو فوقه حتى يكاد ينام ..
رويداً يا حبيبي ، على وجهك أرى نفسي ، وفي أعتابك أكون ، أنا هنا ، وخلفي ألف وجه الا قليلا ، كلهم يبغون طريقاً سالماً منك اليك ..
من بعيد تبدو النهاية بعيدة عن عيونهم ، قريبة من وجدانهم ، تبدو هناك ، صامدة شامخة تنتظرهم ، تمد يدها ، تنتصر لهم ، كما انتصروا لها ، تهرول لاهثة كما أتوها عبر البحر .
صوت يدوي في عالمها ، ينتشر عبر الفضاء المحيط بها ، طائرة هليوكوبتر تحلق فوقها ، ترسل حبلاً طويلاً ، غليظاً كقلوب سجانيها، ومن أعلى حيث أدارت وجهها ، هبط جنديٌ ، مقنعٌ ، مدشنٌ بالسلاح ..
أشار لها بإصبعه ، علامة الصمت .. فصمتت .
ثم أنه وصل السفينة ، حيث كانت ، قفز ، واستل سلاحه بين يديه ، وأشار لها بيديه علامة النصر ، أو الشكر لها على صمتها ، لا تدري ..
هناك وجدت غزة تسألها ، عن صمتها وسكوتها ، عن نزقها وجنونها ، عن صرخة لم تطلقها ، تكفهر ملامحها فجأة .. تندفع نحو الجندي ، فاردة ذراعيها عن آخرها ، تدفعه إلى حاجز القارب ، نحو البحر ، يحاول أن يتشبث بها ، فتدفعه أمامها ، يتشبث أكثر ، فتواصل اندفاعها ، وتسقط معه من حدود المكان ، إلى حيث البحر ، والمياه الثائرة التي تغلي منذ زمن ، وكأن الصمت غادرها فجأة ، ترافق سقوطها بصرخة مدوية ، تجلجل في سماء سوداء ، يتأهب بعدها كل من هناك ، حاملين ما يمكنهم ، يحاربون بقبضاتهم وكاميراتهم وحتى حليهم ونعالهم ..
ومن موقعها ، وهي تقاوم السقوط في دوامة عنيفة مع من يجذبها لأسفل ، ترسل صرخة أخرى ، مدوية ، تصل ربما إلى حدود غزة ..
أو أبعد ..

بدر عرفج التميمي
01-06-2010, 01:42 PM
لله در شجعان غزة
من لم يرضخوا للذل والإهانة

قصة آسرة ! , شكراً لك أخي
ودي واحترامي

بدر ..

أحمد عيسى
01-06-2010, 05:11 PM
كان اسمها : مرمرة

ربيحة الرفاعي
01-06-2010, 06:49 PM
أي تكثيف هذا وأي استيحاء لمعطيات اللحظة وألم الواقع
سردية موفقة تمسك بأنفاس القاريء منذ لحظة البداءة
وطرح سائغ لصورة قد ينساها العالم قريبا
ولكن ستظل نزفا جديدا من صدر غزة

دمت متألقا

شيماء عبد الله
01-06-2010, 07:15 PM
أستاذي الفاضل /أحمد عيسى

هي :مرمرة وغزة.. وياليت كلهن مرمرة

صمود وإباء لله درك (مرمرة) ؛ صنعت ماعجز عنه رجال .

قصة رائعة لاعلاء الهمم بوركت السواعد ودام الألق

دمت بخير

الطنطاوي الحسيني
01-06-2010, 07:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واسمها يدل عليها ايها المبدع
نصر الله اخواننا في غزة وكامل فلسطين على اليهود الملاعين
امين
انت قاص مبدع اخي احمد عيسى

هشام عزاس
01-06-2010, 09:47 PM
القاص الجميل / أحمد عيسى

نعم تلك سفينة كان و ما زال اسمها مرمرة ، و ستنطلق زميلاتها من كل بقاع العالم لترفع هذا الحصار البغيض على أهلنا في غزة هاشم الصامدة الصابرة .

ستنطلق القوافل البرية كذلك من كل مكان لتؤكد أن صوت الضمير فوق صوت الحماقة !!

هي رحلة بداية استفاقة شاملة و لو جاءت متأخرة !!

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

محمد ذيب سليمان
02-06-2010, 02:40 PM
كنت معك الى آخر نقطة أو لقطة
أنتهيت أنت وبقيت أنا أعاود ما رسمت لي ..لنا
شكرا لك على هكذا تصوير
كانت مر مر ة

كريمة سعيد
02-06-2010, 02:53 PM
القدير احمد عيسى

قصة موحية وجميلة تشد الانتباه

تأخذنا معها في رحلة جغرافية الوطن وتنثر قلوبنا النازفة هنالك

بارك الله فيك وفي كل الشرفاء

تقديري

أحمد عيسى
02-06-2010, 05:58 PM
لله در شجعان غزة
من لم يرضخوا للذل والإهانة

قصة آسرة ! , شكراً لك أخي
ودي واحترامي

بدر ..

أستاذي : بدر التميمي

شجعان غزة لولا من يساندهم لما استطاعوا الوقوف طويلاً ..
شكراً لكل من وقف ويقف معنا ..
والله أن غزة كانت في مأتم يوم الجريمة ، الناس جميعاً بكوا
بكوا قبل أن يموت الشهداء ، بكوا تأثراً وهم يشاهدون الناس تتقاطر من كل قطر لفك الحصار عنهم ..
فما بالك يوم سالت دمائهم عبر المتوسط ، لتصل الى شواطئنا زكية طاهرة تحمل رسالة النصرة والوحدة ..

شكراً أخي بدر لوجودك هنا

حسام القاضي
03-06-2010, 04:01 PM
أخي الأديب / احمد عيسى
رائع منك نسج تلك الملحمة الرائعة فور حدوث المأساة
قليلون هم من لديهم هذه المقدرة على التفاعل السريع
وبشكل فني وغير مباشر كما فعلت..
استخدمت أسلوب أنسنة الأشياء في سردك الموفق
فأضفى على العمل بعداً محبباً.

تقبل تقديري واحترامي

أحمد عيسى
04-06-2010, 10:33 AM
أي تكثيف هذا وأي استيحاء لمعطيات اللحظة وألم الواقع
سردية موفقة تمسك بأنفاس القاريء منذ لحظة البداءة
وطرح سائغ لصورة قد ينساها العالم قريبا
ولكن ستظل نزفا جديدا من صدر غزة

دمت متألقا
الأديبة القديرة : ربيحة الرفاعي
شكراً لك أختي على اطراؤك الذي أتمنى أن تستحقه قصتي المتواضعة ..
وما هي بقصة ، ولا حتى فصل في رواية ..
كانت مجرد لقطة صغيرة لفتاة رأيتها على سطح مرمرة ..
فتاة أرسلت لنا كل الحب ، والاباء والاصرار ..

شكراً لوجودك هنا
اه كم كنت أتمنى لو خضنا البحر لنحميهم وقد خاضوا الدنيا كلها من أجلنا

ربيحة الرفاعي
01-08-2014, 10:23 PM
خذلنا غزة وانتصر لها الآخرون وما زلنا نكابر

أرفعها صورة من الذاكرة
لنتذكر

خلود محمد جمعة
11-02-2015, 08:52 AM
رسم الحدث بحرفية يراعك وتمكنك من الامساك بنا الى آخر نقطة مع أداء قصي تميز به حرفك
طرح طيب وفكر جاد
اسجل اعجابي
بوركت وكل التقدير