المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حائط المبكى



فدوى يومة
04-06-2010, 08:20 PM
تشبه همسة الصبح الفارة من سجن الليل، تبحث في ضوء النهار عن بسمة عالقة بين شفتين،تحيط بها هالة من الوقار ،تشبه تلك التي تحيط بعجوز في الستين من العمر، لم يعد يهمها من الحياة سوى أن تستغفر الله ليل نهار ،علها تتقل ميزانها بحسنات تتجاوز بها ما حصدته من سيئات .تُجْلِسُ أمامها نسوة الحي، تحاول أن تجعلهن يتجاوزن الوقوع في الخطأ ،كـ أكلهن لحم بعضهن البعض عندما تصبح وتمسي،أحيانا تجالس البرد على عتبة دارها، تراقب شبان الحي كي لا تشيخ جلودهم وهم متوسدين حائط الدار، يحمل أحدهم سيجارة تلمس شفاه الجميع في مناوبة بينهم عليها، تحرق الهواء الصالح بأجسادهم . وماذا يبقى حين الحرق !! تظل طوال اليوم تحرسهم ،غير أنهم يحرقون الباقي منهم في زاوية منزل أغمض عينيه عن الآخرين ،تعلم الصغار كيف يحترمون الكبار في جلسات تعقدها عند الظهيرة عندما يكف الحي عن إصدار صوت ،بخشوع تنطق بالبسملة تتبعها بالفاتحة قبل أن تبدأ تعليمهم، تنهي جلستها بخرافة كي تحبب لهم الاستماع إليها، غير أن أسماعهم تتعلق بخرافة يحكونها للكبار حين الغضب لإسعادهم ، أتكفي خرافة لإسعادهم !! نداء الفقيه يجعلها تستجيب لآذانه، تختفي عن أنظار الجميع قبل أن تظهر من جديد ممسكة بيد مريم وهي تهمس بالقول: أجادت مريم اليوم الصلاة تصدقن ذلك !! ويمر الوقت متجاوزاً همسة الصباح، أمام مرأى الجميع ،وعندما يسدل الليل ستار سواده على المكان مخلفاً موجة صمت تخرس أصوات الجميع، تتوسد حائطاً بارداً تسائله في خوف: أتشبه الحياة تحت جناحك الحياة فوق جناحك؟تغرقه بدموع تبلل صموده فينهار عند قدميها وتنهار عند قدميه .

أحمد عيسى
05-06-2010, 08:47 PM
الأخت الفاضلة : فدوى يومة

اللغة راقية بلا شك ، الصور في غاية الجمال ، يكفي هذه :
همسة الصبح الفارة من سجن الليل،
لكن المعنى لم يصل كاملاً لي ..ربما لقصور في قراءتي ، أو لأن غموضاً يحيط بالقصة ..
من هي ، ومن هو ، وأي لحظة هذه التي تنهار تحت قدميه ويفعل هو مثلها ..؟

تحيتي دائماً

فدوى يومة
08-06-2010, 09:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدير أحمد عيسى
هي انسانة عادية جدا
عاشت حياتها تبحث عن غطاء يسترها من غد لا تعرف كنه
تبحث في دروب الحياة عن كل الأشياء التي تلتمس التقرب بها من الله كي يزول عنها الخوف من الغد وما ينتظرها بالغد
قد تكون أي شخص
وهو حائط المبكى
ذلك الغطاء الذي يستر الجسد بعد الموت
اللحد
غطاء الجميع
ولعل معناها لم يصلك كما وددت
ليس لقصورك أيها الفاضل
بل لأنني كتبتها في لحظة حاولت بها ان أتجاوز كل الخوف المحيط بي من الغد لذلك جاءت مبهمة
شرفني تواجدك بها ايها الفاضل
أسعدك ربي في الدارين

محمد ذيب سليمان
08-06-2010, 09:29 PM
كنت أنتظرك منذ البعيد
صديقة راقية أنت , لم ألتقيك منذ زمن
وجاءت مقطوعتك أثارت في نفسي دفءا جميلا
ولكنه سريعا ما تلاشى عندما لم يصل مدلول ما كتبت الي
حاولت ربط العنوان بالموضوع فلم أفلح
ابتعدت قليلا لعل أحدهم ينير لي الطريق
هذه اللحظة ارى بصيص نور أعادني لما كتبت
فشكرا لك
انتظرك في الجديد

محمد ذيب سليمان
08-06-2010, 09:32 PM
الأخنت الفاضلة فدوي
أهي مصادفة ؟
تكوني بالقرب / تعلقين على " غبار "
في ذات الوقت الذي كنت متواصلا مع " حائط المبكى
شكرا لك

فدوى يومة
08-06-2010, 09:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشرف لي ان تكون في انتظاري أيها الأخ العزيز
وصديق اعتز به أنت دوما وأبداً هي مشاغل الحياة من تأخدني عنكم غير أنني أعود لمتابعة المسير بكم ...
لعلي ايها الاخ العزيز كنت أكتبها لي قبل أن أكتبها للجميع لذلك أكثرت من تغطية أحداثها فجاءت بهذه الصورة المبهمة
أسعدني انك وجدت بصيص النور فيها الآن ...
ممتنة لهذا التواجدك منك فيها أسعدني وربي
كن بخير وسلام

فدوى يومة
08-06-2010, 09:52 PM
الأخنت الفاضلة فدوي
أهي مصادفة ؟
تكوني بالقرب / تعلقين على " غبار "
في ذات الوقت الذي كنت متواصلا مع " حائط المبكى
شكرا لك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصادفة بالفعل هي اخي
فقد كنت في قصتيك اقتص من وقت الغياب لألحق بقطار ما فاتني ولم أقرأه
لعلي فعلت ذلك ؟
كل الشكر لك اخي

محمود فرحان حمادي
09-06-2010, 12:32 AM
فدوى يومة
لغة طيّعة مقتدرة
وخيال رحيب واسع
بورك البوح
تحياتي

ربيحة الرفاعي
11-12-2012, 10:13 PM
عايشنا مع الحرف خوفها بمهارة كاتبة أولجتنا النص بحسه وعميق فكرته
سؤالها للحائط في الخاتمة جاء مزلزلا ومذكرا

أطلت الغيبة غاليتي لا أوحش الله منك

تحاياي

لانا عبد الستار
20-12-2012, 08:48 PM
فدوى يومة
قصة جميلة أعجبتني
واستمتعت بقراءة تفاصيلها

أشكرك

نداء غريب صبري
20-01-2013, 06:16 AM
القصة جميلة
والفكرة قوية ومؤثرة

شكرا لك اخي

بوركت

ناديه محمد الجابي
15-06-2022, 07:53 PM
بجمال في اللغة ، وبتصوير دقيق ومعبر وبألفاظ منتقاه
قدمت لنا قصة عميقة المعنى لمن تبحث عن سلام الروح ورضى الله
وتسأله حسن الخاتمة ـ في نص رائع المعنى سامي الهدف.
تحياتي وتقديري.
:tree::cup::tree: