المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سقوط



د. سمير العمري
07-06-2010, 02:40 AM
اعتَادَ المَدِيحَ وَالتَّصْفِيقَ فِي كُلِّ أَمْرٍ يَفْعَلُهُ حَتَّى لَقَدْ بَاتَ هَذَا حَادِيَهُ وَمُحَرِّكَهُ ، وَكُلَّمَا خَبَا وَهجُ المَدِيحِ تَبَرَّمَ وَتَظَلَّمَ وَنَفَر. كَانَ مُتَفَوِّقًا بِحَقٍّ فِي مَدْرَسَتِهِ مُمَيَّزًا جِدًّا عَنْ أَقْرَانِهِ وَوَاجِهَةً بَرَّاقَةً لِلمَدْرَسَةِ يُمَثِّلُهَا أَفْضَلَ تَمْثِيلٍ وَيَحصدُ لَهَا الجَوَائِزَ وَالأَوسِمَةَ.

خُطُواتُهُ الوَاثِقَةُ فِي طَرِيقِهِ لِلمَدْرَسَةِ الجَدِيدَةِ التِي انْتَسَبَ إِلَيهَا لا تِقِلُّ شُمُوخًا عَن ابْتِسَامَتِهِ العَرِيضَةِ المُطْمَئِنَّةِ إِلى أَنَّهُ سَيَجِدُ مَكَانَهُ المُمَيَّزَ مِنْ أَوَّلِ لَحْظَةٍ بِمَا يَمْلكُ مِنْ قُدُرَاتٍ وَمَلَكَاتٍ وَأَنَّهُ سَيَحْصدُ كَالعَادَةِ كُلَّ ثَنَاءٍ وَتَصْفِيقٍ وَيُثْبِتُ نَفْسَهُ بَينَ الجَمِيعِ نَجْمًا أَوْحَدَ بِلا مُنَافِسٍ أَو مَثِيلٍ.

هَالَهُ مَا شَعَرَ بِهِ مِنْ مُنَافَسَةٍ لَمْ يَعْتَدْهَا وَمِنْ تَفَوُّقِ بَعْضِ أَقْرَانِهِ الجُدُدِ عَلَيهِ فِي التَّمَيُزِ وَفِي الإِبْدَاعِ ، وَأَزْعَجَهُ كَثِيرًا مَا اعتَبَرهُ تَهْمِيشًا وَإِنْكَارًا لِتَمَيُّزِهِ المُعْتَادِ ، وَلَمْ يَكْفِهِ أَنْ يَنَالَ بَعْضًا مِن المَدِيحِ كَمَا أَقْرَانِهِ وَرَآهُ إِجْحَافًا بِحَقِّه بِاعْتِبَارِهِ أَنْ ليسَ مِثْلهُ قَدْرًا وَقُدْرَةً. اجْتَهَدَ الأسْتَاذُ أَنْ يُوضِّحَ لَهُ أَنَّ الوَضْعَ مُخْتَلِفٌ هُنَا مُسْتَوَى وَمُحتَوَى لَكِنَّهُ لَمْ يَأْبَهْ. خَرَجَ مِنَ الفَصْلِ غَاضِبًا ثَائِرًا كَطِفْلٍ مُدَلَّلٍ حُرِمَ مَطْلَبَهُ.

لَمْ يَنْتَبِهْ إِلَى أُولَى دَرَجَاتِ السُّلَّمِ فَفَقَدَ اتِّزَانَهُ وَسَقَطَ.

****************


اتَّفَقَ وَمَجْمُوعَة مِن أبْنَاءِ الحَيِّ أَنْ يَتَحَدَّوا وُعُورَةَ صُخُورِ الجَبَلِ الشَّاهِقِ المُتَاخِمِ فِي مُحَاوَلَةٍ لِلوُصُولِ لِلقِمَّةِ تِلكَ وَاستِشْرَافِ الأُفُقِ لِرُؤْيَةٍ أَشْمَل لِمَا هُوَ خَلْفَهُ. تَجَهَّزَ الجَمِيعُ بِمَا يَلْزَمُ مِنْ لِبَاسٍ وَخَوْذَاتٍ وَمعَدَّاتٍ إِلاهُ لَمْ يَجِدْ طَاقَةً فِي تَجْهِيزٍ إِلا مَا كَانَ مَثَار سُخْريَتِهِمْ وَتَهَكُّمِهِمْ.

بَدَأُوا مَعًا فِي الصَّبَاحِ حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيهِم القَيظُ تَوَقَّفَ بَعْضُهُمْ وَاسْتَمَرَّ بَعْضٌ آخَرٌ. جَاءَ المَسَاءُ وَقَدْ أُنْهِكَ مِنْ عُسْرِ الارْتِقَاءِ مَنْ تَبَّقَى فَقَرَّرُوا أَنْ يَتَوَقَّفُوا حَتَّى الغَدِ إِلاهُ فَهْوَ يَعْلَمُ أَنَّ التَّوَقُّفَ مَفْسدَةٌ لِلهِمَّةِ مَضْيَعَةٌ لِلوَقْتِ فَوَاصَلَ التَّرَقِّي رَغْمَ ظُلْمَةِ اللَيلِ وَمَشَقَّةِ الطَّولِ.
فِي الصَّبَاحِ كَانَ يَقِفُ عَالِيًا عَلَى القِمَّةِ يُلَوَّحُ لأَصْحَابِهِ مَسْرُورًا بالإِنْجَازِ وَلِيَحُثَّهُمْ عَلَى المُوَاصَلَةِ إِلَى حَيثُ وَقَفَ. تَحَرَّكَتْ نُفُوسُهُمْ وَفَتَرَتْ هِمَّتُهُمْ وَغَلَبَتْ أَثَرَتُهُمْ أَرَبَهُمْ فَانْشَغَلُوا وَلَمْ يَشْتَغِلُوا ، وَبَاتَ غَايةُ طَلَبِهِمْ التَّحْقِيرَ لأَمْرِهِ وَالتَّهْوِينَ مِنْ إِنْجَازِه.

مَالَ بِوُدٍّ إِلَيهِمْ يَحْرصُ عَلى أَنْ يُقَدِّمَ لَهُمْ عُذْرَهُ وَيُبَرِّرَ فِيهِمْ أَمْرَهُ فَزَلَّتْ عَنِ القِمَّةِ قَدَمُهُ وَسَقَطَ.

****************


ــ أَنْتَ خَيرُ مَنْ خَلَقَ رَبِّي ، وَأَكْرَمُ عِنْدِي مِنْ أُمِّي وَأَبِي ، وَمَا أَرَاكَ إِلا فِي مَقَامِ نَبِيّ.
ــ قَدْ بَالَغْتِ! فَامْدَحِي هَونًا وَأَحِبِّينِي بِقَدَر ؛ فَإِنَّ النَّقِيضَ صِنْوُ النَّقِيضِ ، وَمَا أَنَا إِلا وَاحِدٌ بَينَ البَشَر.
ــ بَلْ أَنْتَ فَوقَ مَنْزِلَةِ البَشَر. لَكَ الوَفَاءُ وَالانْتِمَاءُ فِي الفُؤَادِ قَدِ اسْتَقَر. وَلكَ الرِّضَا فِي كُلِّ حَالِكَ لا يُخَالِطُهُ كَدَر.

عِنْدَ أَوَّلِ خِلافٍ عَابِرٍ كَانَ العَهْدُ قَدِ انْدَثَرَ وَكَانَ الحُبُّ قَدِ اسْتَحَالَ مَقْتًا وَسَقَطَ.

****************

ربيحة الرفاعي
09-06-2010, 10:11 PM
قرأت هنا روحا مختلفة في فن القصة تقدم النص على القص، وتتجاوز المعطيات السائدة من تكثيف الرمز وتضيع الفكرة لحساب المغزى، فتختار بساطة التركيز في الفكرة محملة عبرها رسائل مكثفة تقوم على اسقاطات متعددة عبر شخصيات محدودة

مرور سريع
ولعل لي عودة لقراءة أكثر تركيزا

دمتت متألقا

أحمد عيسى
10-06-2010, 07:50 PM
المبدع الأستاذ : د. سمير العمري

ان المبالغة في الشيء تفسده ، حتى لو كانت مبالغة في الخير ، أو الحب ، أو التفوق
هذه الرسالة التي وصلتني من خلال الومضات الثلاث التي شكت في مجملها قصة واحدة بثلاثة أحداث لم يكن يجمعهم رابط مباشر ، اللهم الا العبرة الواحدة والنهاية المتشابهة .

أسلوب جميل راق كما تعودنا وقصة تستحق أن تتوج لقصة الشهر
ودي الأكيد

عبدالصمد حسن زيبار
13-06-2010, 07:57 PM
د سمير
شتان بين سقوط و سقوط
سقوط يورث خيبة و انحدار و سقوط يبني عودة و إنجاز و سقوط يصحح ما سبق من أخطاء.

تحياتي

الطنطاوي الحسيني
17-06-2010, 12:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحبيب د سمير العمري ايها الأديب الرائع
قرأتك في كل منحنى من سقطاته
فعافاك الله من ذلك السقوط أبدا وايدك بالهمة والرقي
وليس معنى ذلك انك تكتب نفسك فليس شرط ابداع
رائع والله كما عهدتك
وتمنياتي بدوام التألق وحبي لك في القلب والعين والجوارح
دمت رائد فكرة ومبدع همة
اخوك

وفاء شوكت خضر
17-06-2010, 06:34 PM
كنت هنا أبحث عمن سقط ..
فالعبرة في سبب السقوط وليس السقوط نفسه ..

ثلاث صور تم التركيز فيها على أسباب السقوط بتكثيف عال وإشارة موجهة كرسالة تحذيرية أو تقريريه إخبارية يشير إليها العنوان سقوط والذي جاء في نهاية كل قصة أو ومضة ( سقوط ) ..

أخي الكريم والأديب الشاعر السامق د/سمير العمري ..
قادتني الصدفة لهذه الصفحة فاقبل مروري السريع ..
لم أشأ أن أقرأ وأمضي دون ترك التحية على صفحتك ..

تحيتي وتقديري ..

ماريا الشهري
18-06-2010, 05:09 PM
أعتقد ان إرضاء الناس غاية لا تدرك .. فسقوطه الأول والثاني كان لذات السبب
والثالث مبالغة المديح وإمساك العصا من أولها ضيع آخرها ..
وكأنني قرأت أحبب حبيبك هوناً ما .. فلربما كان بغيضك يوماً ما ...
لن أقول شيء .. تخجل العبارات هنا يا سيد الحرف ..

سأتعلم منك حتماً .. لك شكري وتقديري

د. سمير العمري
21-10-2010, 12:45 AM
قرأت هنا روحا مختلفة في فن القصة تقدم النص على القص، وتتجاوز المعطيات السائدة من تكثيف الرمز وتضيع الفكرة لحساب المغزى، فتختار بساطة التركيز في الفكرة محملة عبرها رسائل مكثفة تقوم على اسقاطات متعددة عبر شخصيات محدودة

مرور سريع
ولعل لي عودة لقراءة أكثر تركيزا

دمتت متألقا

لك ما ترين أيتها الأديبة لا نصادره عليك ولكني أرى شخصيا أن النص توازن مع القص ولم يتقدم أحدهما على الأخر لا في الدور ولا في الأهمية ولا في المستوى ، ولكن يظل لك رأيك دوما الذي نسعد به ما كان ونقدره لك ما قال.

أشكر لك مرورك الكريم والمثمر دائما وأهلا ومرحبا بك وبعودتك متى شئت وبما شئت.



تحياتي

نزار ب. الزين
26-10-2010, 04:16 AM
المبدع الدكتور سمير العمري
السقوط الأول نتيجة عدم القدرة على التكيف
و السقوط الثاني لم يكن يستحقه فقد تفوق عن جدارة
أما السقوط الثالث فكان بسبب المبالغة غير المبنية على عاطفة مؤكدة
ثلاث صور مختلفة عن السقوط ، قدمتها أخي المكرم ، ببراعة و أسلوب مشوق و لغة بليغة
سلم يراعك باسقا
نزار

مازن لبابيدي
26-10-2010, 08:21 AM
أخي الحبيب أبا حسام
أما أنا فرأيت قصتين فقط لا ثلاث ، وكما قال عبد الصمد شتان بين السقوطين ، وعندي أن الثاني لم يكن سقوطا بل ارتقاء .
أسلوبك المبدع المتميز يحكيك وإن لم توقع باسمك ، وتتناثر هنا الحكمة في كل سطر وجملة ، الإطاران الذان جعلا من هاتين القصتين البسيطتين حدثيا رائعتين من روائع الأدب .
من جهة البناء القصصي أرى بعض المباشرة من الكاتب وإن كانت منسجمة بكل جمال مع الحبكة .
القطعة الثالثة حوار بين النفس والأنا - كما أراها - يغوص في عمق قل أن يسبره كاتب بمثل هذه الأدوات الإبداعية .

أحييك أخي أبا حسام مع بالغ التقدير والاحترام

نبيل أحمد زيدان
26-10-2010, 11:29 AM
الأخ الفاضل د. سمير العمري الموقر
قصة جميلة فيها من العبر الكثير تغوص في التحليل للشخصية المفترضة
فأتت تمثل وجهة نظر ضمن الإطار الإفتراضي
جميلة منها العبر والأجمل أن السقوط الأخير لم يأخذ معنى انتهاء الزمن
فظل مفتوحا ربما ليعطي للقصة منحا آخر
وأرى مابين سطور القصة مثابرة وشجاعة بالمواجهة والسقوط الذي لايميت يقوي
لطالما كانت نواياه خيرة
دام القلم غاية بالإبداع
ودمت للأخوة نبراسا
تفضل بقبول فائق الشكر والإحترام

د. سمير العمري
24-11-2010, 01:01 AM
المبدع الأستاذ : د. سمير العمري

ان المبالغة في الشيء تفسده ، حتى لو كانت مبالغة في الخير ، أو الحب ، أو التفوق
هذه الرسالة التي وصلتني من خلال الومضات الثلاث التي شكت في مجملها قصة واحدة بثلاثة أحداث لم يكن يجمعهم رابط مباشر ، اللهم الا العبرة الواحدة والنهاية المتشابهة .

أسلوب جميل راق كما تعودنا وقصة تستحق أن تتوج لقصة الشهر
ودي الأكيد

بارك الله بك وأكرمك يا أحمد فثناؤك على النصوص هو مما يسرني.

والعبر كثيرة ووجوه تأويلها كثيرة وأحسنت أنت إذ رصدت أحد أهم ما يرسم النص هنا.

دمت بخير ودام دفعك!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

رفعت زيتون
27-11-2010, 10:51 PM
أعتقد ان إرضاء الناس غاية لا تدرك .. فسقوطه الأول والثاني كان لذات السبب
والثالث مبالغة المديح وإمساك العصا من أولها ضيع آخرها ..
وكأنني قرأت أحبب حبيبك هوناً ما .. فلربما كان بغيضك يوماً ما ...
لن أقول شيء .. تخجل العبارات هنا يا سيد الحرف ..

سأتعلم منك حتماً .. لك شكري وتقديري
سبقتني الاخت الكريمة

للحديث الشريف

وأقول أن هذه التي أحبّت حبيبها أكثر من (هونا ما ) ثم انكرت هذا الحب وانقلبت عليه

عند أول خلاف هل كانت محبّة فعلا .. ؟

أم أنها جهلت معنى الحب الحقيقي

وأقول ذلك كمدخل للوصول إلى السقطات السابقة في القصتين

وبالتالي فإن القصص الثلاثة تجتمع على قاعدة الجهل

والجهل مهلكة دون شك

الدكتور الكريم ومضات كبيرة تستحق الوقوف كثيرا عندها لما فيها من عبر

.

د. سمير العمري
27-12-2010, 10:15 PM
د سمير
شتان بين سقوط و سقوط
سقوط يورث خيبة و انحدار و سقوط يبني عودة و إنجاز و سقوط يصحح ما سبق من أخطاء.

تحياتي

صدقت أيها الحكيم صدقت!

أشكر لك إمساكك بطرف الخيط في ربط الأجزاء فقد يتشابه اللفظ معنى واصطلاحا ولكنه يختلف في الحيثية وفي التأثير وفق السياق ووفق المآل.

دام دفعك!

وودمت بألق!



تحياتي

خالد الجريوي
28-12-2010, 08:43 AM
الومضة الأولي .. أكثر وطرا علي النفس .. لكثرة تواجدها بيننا
وأظنها راجعة تماما .. للتربية

والأخيره .. حتميتها تكمن في تغليب القلب علي العقل في الحكم ..


صياغة بديعه
وقلم مبهر

حفظ الله قلبك

لمى ناصر
02-01-2011, 10:12 AM
ومضات سردية رائعة فيها من الحكم
ما يدق بقوة عنفوان المعنى
غرور وتكبر ولا يرضى لأحد أن يتفوق عليه وهو قد اوصد باب النجاح والسعي وتوقف عنده
ثبور وتحد الصعاب وعندما وصل بكل جهد حاول ان يتواضع لهم فكانت السقطة
ومبالغة في الشيء قد عميت الأبصار عن الحقيقة فأول اصطدام كانت الضربة القاضية.
أحسنت التعبير عن تلك الحالات المختلفة التي أدت بالنهاية للسقوط...وكل سقطة مختلفة عن الآخرى.
دمت مبدعا.

سامي عبد الكريم
03-01-2011, 07:59 PM
د سمير
شتان بين سقوط و سقوط
سقوط يورث خيبة و انحدار و سقوط يبني عودة و إنجاز و سقوط يصحح ما سبق من أخطاء.

تحياتي

أعذرني يا صديقي فقد قرأت ما أردت قوله
ولم يكن لائقا أن أتحذلق فأكتبه ثانية
فتجرأت واقتبسته

تحيتي لأخي صاحب الرد الرائع عبد الصمد زيبار
وتقديري الكبير لنصك

جزاك الله خيرا

محمد ذيب سليمان
03-01-2011, 10:18 PM
أيا كا ن السقوط فق أطاح بصاحبه
ولكن لكل مغزى مختلف
ولكل مبرره الذي يرتضيه لنفسه
ويظنه الأفضل
سواء كا الغضب أو الدهشة والإحساس بالإنجاز
أو أي صورة أخرى

د. سمير العمري
09-02-2011, 11:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحبيب د سمير العمري ايها الأديب الرائع
قرأتك في كل منحنى من سقطاته
فعافاك الله من ذلك السقوط أبدا وايدك بالهمة والرقي
وليس معنى ذلك انك تكتب نفسك فليس شرط ابداع
رائع والله كما عهدتك
وتمنياتي بدوام التألق وحبي لك في القلب والعين والجوارح
دمت رائد فكرة ومبدع همة
اخوك

قراءتك غير دقيقة أخي الحبيب ، وليس هناك مثقف واعي يمكن أن يجعل كل ما يكتبه أديب معبرا عن ذاته خصوصا ممن هم مثلي يكتبون في كل شيء وعن كل شيء شعرا ونثرا وقصا ، فلقد كتبت على لسان أم ولسان عدو ولسان صديق ولست ذات كجزء من أمة وغير ذلك كثير.

وهنا لم يكن في الأمر ما يشير لي أو لأحد غيري وإنما هي تراكم تجارب حياتية مختلفة في أزمنة مختلفة - ولا تنس أنني شيخ كبير (أقصد سنا) - وعندي من التجارب الحياتية العامة ما يكفي لكتابة الكثير بعيدا عن القص والأدب ، وأنا أتفهم أن باعثك للظن هو ربما ما أتعرض له من طعن الإخوان وغدر الخلان ولكن يعلم الله أنني لا أقصد أحد من هؤلاء بسوء ولا أتحدث عن نفسي حين أكتب.

هي محاولة أدبية تحمل فكرة ما بشكل مختلف قليلا ليس إلا ومن يظن غير هذا فعليه أن يتقي الله فإن الظن لا يغني من الحق شيئا.

دمت بكل خير ورضا!


تحياتي

د. سمير العمري
19-02-2011, 04:37 PM
كنت هنا أبحث عمن سقط ..
فالعبرة في سبب السقوط وليس السقوط نفسه ..

ثلاث صور تم التركيز فيها على أسباب السقوط بتكثيف عال وإشارة موجهة كرسالة تحذيرية أو تقريريه إخبارية يشير إليها العنوان سقوط والذي جاء في نهاية كل قصة أو ومضة ( سقوط ) ..

أخي الكريم والأديب الشاعر السامق د/سمير العمري ..
قادتني الصدفة لهذه الصفحة فاقبل مروري السريع ..
لم أشأ أن أقرأ وأمضي دون ترك التحية على صفحتك ..

تحيتي وتقديري ..

الأخت الكريمة والأديبة المبدعة وفاء:

البحث عمن سقط لا يمثل أهمية كبيرة في تقديري الشخصي لأن الجواب بسيط وواضح وهو أن كل من يفعل ما دفع للسقوط سيسقط. العبرة إذن ليس فيمن سقط فهذا ليس هدفا ولا أربا وفي عموميته يكون الجواب.

وأنا أعرفك ممن يهتم لنصوصي المتواضعة ويحرص على سبر أغوار المعاني التي تقف خلف النص متوارية حينا ومكاشفة حينا ، ولعلك سمعت كما أسمع أن الرمزية وعدم المباشرة في الطرح تمثل قيمة للنص مهمة وأنا أوافق هذا ووجدت في بعض طرح مباشر ما انتقده البعض في نصوص سابقة ، وتعلمين قول بعضهم أن النص يترك لفهم القارئ وترك مساحات للقراءات المختلفة وأنا مع ذلك أيضا ولكن للحق وجدت أن جل نصوصي غير المباشرة تقرأ بشكل بعيد جدا عن معانيها ومراميها ولا أجد أحدا يقترب من المعنى رغم وجود أدلة تسير إليه ، وجدتني مرة بعد مرة بحاجة لشرح بعض المقاصد الأساسية وفك بعض الرموز أحيانا لتصل القصص بشكل واضح ومفيد.

وهنا لن أقول أكثر من أن النصوص إنما كان السقوط وسبب كل سقوط هو المهم هنا وليس الأشخاص باعتبار أن أي شخص يمكن أن يكون هو ذلك الشخص ، والنص هنا فكري صرف ولكن لبس ثوبا اجتماعيا أو بشريا لأنه يتعلق بأمر يختص بهذا الجانب في الحياة ، وإنما هنا أردت أن أشخص سقوط الأمة بثلاث قضايا أساسية ألا وهي التأويل والتبرير والتطرف ، ويقوم كل نص هنا بالإشارة لأحد هذه العوامل التي تسبب من وجهة نظري في سقوط الأمة ؛ فالنص الأول يوضح كيف يكون التأويل والهوى سبب سقوط ، والنص الثاني يوضح كيف يكون الانشغال بالتبرير دون الالتفات للعمل والإنجاز سبب سقوط ، والنص الثالث يمثل كيف يكون التطرف سببا للسقوط بمبالغة في الحكم أو في التصرف.

لا أحب أن أقوم بمثل هذا الأمر ولكن ربما يكون هذا آخر مرة أفعله وما فعلته إلا تقديرا لك وإكراما كما فعلت من قبل في قصة نكهة حين شرحت أن الفكرة لا تكمن في ظاهر النص بل في ماهيته وكنهه.

أشكر لك اهتمامك ودائم حرصك على متابعة حرفي ، وأشكر فيك حكمتك الراقية في فهم المقاصد فهذا ديدن كل حكيم لا يهتم بالقشور وإنما يتعمق للب المعاني.

دمت بخير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. سمير العمري
19-08-2011, 08:35 PM
أعتقد ان إرضاء الناس غاية لا تدرك .. فسقوطه الأول والثاني كان لذات السبب
والثالث مبالغة المديح وإمساك العصا من أولها ضيع آخرها ..
وكأنني قرأت أحبب حبيبك هوناً ما .. فلربما كان بغيضك يوماً ما ...
لن أقول شيء .. تخجل العبارات هنا يا سيد الحرف ..

سأتعلم منك حتماً .. لك شكري وتقديري

بارك الله بك أيتها ألأديبة الكريمة وأشكرك من القلب على هذا المرور المفيد وهذا الرأي الكريم الأثيل.

نعم صدقت فرضا الناس غاية لا تدرك وأراك هنا وضعت يدك على جزء مهم من رمزية القصة هنا وهو المبالغة أو ما أسميه تحديدا بالتطرف فتلك القصة أردت أن أرصد بها الأسباب الثلاثة التي أراها سبب تردي الحالة الأخلاقية للأمة ألا وهي التأويل والتبرير والتطرف ، وكل قصة من الثلاث تتناول واحدة من هذه الأسباب.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

خليل حلاوجي
19-08-2011, 09:37 PM
الحوض الاجتماعي هو الذي يحدد مسارات اختياراتنا بل وابعد من ذلك فان التنشئة الاجتماعية غدت اليوم تؤشر النسق الثقافي لشخصياتنا

فاذا ما قررنا ذلك بداهة ظهر لنا اثر السقوط في النص من حيث اصل العلاقة بين افراد البيئة الواحدة وهي ترتكز على التنافس المبطن بالفردية المقيتة


لقد اظهر لنا التاريخ علاقة الايثار في جيل الصحابة وهي علاقة اقرب الى الملائكية اما نحن اليوم فلانطمح لها بل نتوسم الخير في ان تكون علاقاتنا محكومة بقانون الانصاف
كل منا يعي حقوقه وواجباته وهي لعمري فضيلة نطمح ان تعم بيئتنا

النص منسجم مع السردية الموفقة وقد نالت الحبكة استحسان المتلقي


الى دوام الازدهار ايها الاديب الاريب

فاطمه عبد القادر
23-08-2011, 12:48 AM
د. سمير العمري
اعتَادَ المَدِيحَ وَالتَّصْفِيقَ فِي كُلِّ أَمْرٍ يَفْعَلُهُ حَتَّى لَقَدْ بَاتَ هَذَا حَادِيَهُ وَمُحَرِّكَهُ ، وَكُلَّمَا خَبَا وَهجُ المَدِيحِ تَبَرَّمَ وَتَظَلَّمَ وَنَفَر. كَانَ مُتَفَوِّقًا بِحَقٍّ فِي مَدْرَسَتِهِ مُمَيَّزًا جِدًّا عَنْ أَقْرَانِهِ وَوَاجِهَةً بَرَّاقَةً لِلمَدْرَسَةِ يُمَثِّلُهَا أَفْضَلَ تَمْثِيلٍ وَيَحصدُ لَهَا الجَوَائِزَ وَالأَوسِمَةَ.

خُطُواتُهُ الوَاثِقَةُ فِي طَرِيقِهِ لِلمَدْرَسَةِ الجَدِيدَةِ التِي انْتَسَبَ إِلَيهَا لا تِقِلُّ شُمُوخًا عَن ابْتِسَامَتِهِ العَرِيضَةِ المُطْمَئِنَّةِ إِلى أَنَّهُ سَيَجِدُ مَكَانَهُ المُمَيَّزَ مِنْ أَوَّلِ لَحْظَةٍ بِمَا يَمْلكُ مِنْ قُدُرَاتٍ وَمَلَكَاتٍ وَأَنَّهُ سَيَحْصدُ كَالعَادَةِ كُلَّ ثَنَاءٍ وَتَصْفِيقٍ وَيُثْبِتُ نَفْسَهُ بَينَ الجَمِيعِ نَجْمًا أَوْحَدَ بِلا مُنَافِسٍ أَو مَثِيلٍ.

هَالَهُ مَا شَعَرَ بِهِ مِنْ مُنَافَسَةٍ لَمْ يَعْتَدْهَا وَمِنْ تَفَوُّقِ بَعْضِ أَقْرَانِهِ الجُدُدِ عَلَيهِ فِي التَّمَيُزِ وَفِي الإِبْدَاعِ ، وَأَزْعَجَهُ كَثِيرًا مَا اعتَبَرهُ تَهْمِيشًا وَإِنْكَارًا لِتَمَيُّزِهِ المُعْتَادِ ، وَلَمْ يَكْفِهِ أَنْ يَنَالَ بَعْضًا مِن المَدِيحِ كَمَا أَقْرَانِهِ وَرَآهُ إِجْحَافًا بِحَقِّه بِاعْتِبَارِهِ أَنْ ليسَ مِثْلهُ قَدْرًا وَقُدْرَةً. اجْتَهَدَ الأسْتَاذُ أَنْ يُوضِّحَ لَهُ أَنَّ الوَضْعَ مُخْتَلِفٌ هُنَا مُسْتَوَى وَمُحتَوَى لَكِنَّهُ لَمْ يَأْبَهْ. خَرَجَ مِنَ الفَصْلِ غَاضِبًا ثَائِرًا كَطِفْلٍ مُدَلَّلٍ حُرِمَ مَطْلَبَهُ.

لَمْ يَنْتَبِهْ إِلَى أُولَى دَرَجَاتِ السُّلَّمِ فَفَقَدَ اتِّزَانَهُ وَسَقَطَ.****************


السلام عليكم أخي العزيز سمير العمري
تفكير هذا الإنسان ما زال صبيانيا ,ولكنه مع الأيام سينضج وسيعرف ان التفوق نسبيا ,وهو مختلف من شخص لآخر ,وربما الآخر الذي تفوق عليه بشيء معين, سيتفوق هو عليه بأشياء ,هكذا قسَّم الله دماغ الإنسان قبل ولادته ليكتمل الكون ويتطور .
جيد أنه سقط عن السلم ليتعدل تفكيره .
****


اتَّفَقَ وَمَجْمُوعَة مِن أبْنَاءِ الحَيِّ أَنْ يَتَحَدَّوا وُعُورَةَ صُخُورِ الجَبَلِ الشَّاهِقِ المُتَاخِمِ فِي مُحَاوَلَةٍ لِلوُصُولِ لِلقِمَّةِ تِلكَ وَاستِشْرَافِ الأُفُقِ لِرُؤْيَةٍ أَشْمَل لِمَا هُوَ خَلْفَهُ. تَجَهَّزَ الجَمِيعُ بِمَا يَلْزَمُ مِنْ لِبَاسٍ وَخَوْذَاتٍ وَمعَدَّاتٍ إِلاهُ لَمْ يَجِدْ طَاقَةً فِي تَجْهِيزٍ إِلا مَا كَانَ مَثَار سُخْريَتِهِمْ وَتَهَكُّمِهِمْ.

بَدَأُوا مَعًا فِي الصَّبَاحِ حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيهِم القَيظُ تَوَقَّفَ بَعْضُهُمْ وَاسْتَمَرَّ بَعْضٌ آخَرٌ. جَاءَ المَسَاءُ وَقَدْ أُنْهِكَ مِنْ عُسْرِ الارْتِقَاءِ مَنْ تَبَّقَى فَقَرَّرُوا أَنْ يَتَوَقَّفُوا حَتَّى الغَدِ إِلاهُ فَهْوَ يَعْلَمُ أَنَّ التَّوَقُّفَ مَفْسدَةٌ لِلهِمَّةِ مَضْيَعَةٌ لِلوَقْتِ فَوَاصَلَ التَّرَقِّي رَغْمَ ظُلْمَةِ اللَيلِ وَمَشَقَّةِ الطَّولِ.
فِي الصَّبَاحِ كَانَ يَقِفُ عَالِيًا عَلَى القِمَّةِ يُلَوَّحُ لأَصْحَابِهِ مَسْرُورًا بالإِنْجَازِ وَلِيَحُثَّهُمْ عَلَى المُوَاصَلَةِ إِلَى حَيثُ وَقَفَ. تَحَرَّكَتْ نُفُوسُهُمْ وَفَتَرَتْ هِمَّتُهُمْ وَغَلَبَتْ أَثَرَتُهُمْ أَرَبَهُمْ فَانْشَغَلُوا وَلَمْ يَشْتَغِلُوا ، وَبَاتَ غَايةُ طَلَبِهِمْ التَّحْقِيرَ لأَمْرِهِ وَالتَّهْوِينَ مِنْ إِنْجَازِه.

مَالَ بِوُدٍّ إِلَيهِمْ يَحْرصُ عَلى أَنْ يُقَدِّمَ لَهُمْ عُذْرَهُ وَيُبَرِّرَ فِيهِمْ أَمْرَهُ فَزَلَّتْ عَنِ القِمَّةِ قَدَمُهُ وَسَقَطَ.

****************

هذا المناضل الفقير ,صاحب الحلم الكبير والأخلاق العالية ,والذي لا يملك سوى مثابرته وصبره وإيمانه بالله وبالفوز .
خسارة ,,سقوطه من أجل خاطرهم ,وهو الذي أراد مواساتهم ,وهم الذين أرادوا التهوين من أمره,
يوجد الكثير من هذه النوعية العالية النفس ,ولكنها لا تظهر عادة ولا تبرز, لأن البروز يحتاج للنفوس التي تجيد كيفية التلون .
*****ــ


أَنْتَ خَيرُ مَنْ خَلَقَ رَبِّي ، وَأَكْرَمُ عِنْدِي مِنْ أُمِّي وَأَبِي ، وَمَا أَرَاكَ إِلا فِي مَقَامِ نَبِيّ.
ــ قَدْ بَالَغْتِ! فَامْدَحِي هَونًا وَأَحِبِّينِي بِقَدَر ؛ فَإِنَّ النَّقِيضَ صِنْوُ النَّقِيضِ ، وَمَا أَنَا إِلا وَاحِدٌ بَينَ البَشَر.
ــ بَلْ أَنْتَ فَوقَ مَنْزِلَةِ البَشَر. لَكَ الوَفَاءُ وَالانْتِمَاءُ فِي الفُؤَادِ قَدِ اسْتَقَر. وَلكَ الرِّضَا فِي كُلِّ حَالِكَ لا يُخَالِطُهُ كَدَر.

عِنْدَ أَوَّلِ خِلافٍ عَابِرٍ كَانَ العَهْدُ قَدِ انْدَثَرَ وَكَانَ الحُبُّ قَدِ اسْتَحَالَ مَقْتًا وَسَقَطَ.
****************

من صدق في نواياه لا يحتاج أن يقول ويقول ويغالي في القول لأن عمله يتكفل بالقول عنه
وهذا الذي يبالغ في القول إما انه ينوي العكس وهذا هوالنوع الخبيث المتسلق, وإما أنه لا ينوي أي شيء,وهذا هو الفارغ الذي يقلد الضفدع ليس إلا .


شكرا لك أخي العزيز سمير
كانت لقطات جميلة جدا من الحقيقة ,ومن الحياة نفسها
دمت بكل الخير
ماسة

آمال المصري
17-02-2012, 05:43 PM
تعددت الأسباب .. والسقوط واحد
ثلاثة قطع أديبة مختلفة المعالم تنقلت مابين طموح وتحدي وعاطفة
بالغ أصحابها كل في مجاله .. ومع أول زلقة يفقد كلا منهم حلمه ..
فيكون السقوط مؤكدا
أديبنا الجليل أمير واحتنا ...
أنحني إجلالا وتقديرا لسمو الفكر والحرف والمقصد
دمت بشموخ وبهاء
تحاياي

د. سمير العمري
02-08-2012, 08:50 PM
المبدع الدكتور سمير العمري
السقوط الأول نتيجة عدم القدرة على التكيف
و السقوط الثاني لم يكن يستحقه فقد تفوق عن جدارة
أما السقوط الثالث فكان بسبب المبالغة غير المبنية على عاطفة مؤكدة
ثلاث صور مختلفة عن السقوط ، قدمتها أخي المكرم ، ببراعة و أسلوب مشوق و لغة بليغة
سلم يراعك باسقا
نزار

بارك الله بك أيها الحبيب وأكرمك وحفظك من كل سوء ، وأشكر لك ردك الكريم وتقريظك الكبير!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

مصطفى حمزة
03-08-2012, 12:11 AM
اعتَادَ المَدِيحَ وَالتَّصْفِيقَ فِي كُلِّ أَمْرٍ يَفْعَلُهُ حَتَّى لَقَدْ بَاتَ هَذَا حَادِيَهُ وَمُحَرِّكَهُ ، وَكُلَّمَا خَبَا وَهجُ المَدِيحِ تَبَرَّمَ وَتَظَلَّمَ وَنَفَر. كَانَ مُتَفَوِّقًا بِحَقٍّ فِي مَدْرَسَتِهِ مُمَيَّزًا جِدًّا عَنْ أَقْرَانِهِ وَوَاجِهَةً بَرَّاقَةً لِلمَدْرَسَةِ يُمَثِّلُهَا أَفْضَلَ تَمْثِيلٍ وَيَحصدُ لَهَا الجَوَائِزَ وَالأَوسِمَةَ.

خُطُواتُهُ الوَاثِقَةُ فِي طَرِيقِهِ لِلمَدْرَسَةِ الجَدِيدَةِ التِي انْتَسَبَ إِلَيهَا لا تِقِلُّ شُمُوخًا عَن ابْتِسَامَتِهِ العَرِيضَةِ المُطْمَئِنَّةِ إِلى أَنَّهُ سَيَجِدُ مَكَانَهُ المُمَيَّزَ مِنْ أَوَّلِ لَحْظَةٍ بِمَا يَمْلكُ مِنْ قُدُرَاتٍ وَمَلَكَاتٍ وَأَنَّهُ سَيَحْصدُ كَالعَادَةِ كُلَّ ثَنَاءٍ وَتَصْفِيقٍ وَيُثْبِتُ نَفْسَهُ بَينَ الجَمِيعِ نَجْمًا أَوْحَدَ بِلا مُنَافِسٍ أَو مَثِيلٍ.

هَالَهُ مَا شَعَرَ بِهِ مِنْ مُنَافَسَةٍ لَمْ يَعْتَدْهَا وَمِنْ تَفَوُّقِ بَعْضِ أَقْرَانِهِ الجُدُدِ عَلَيهِ فِي التَّمَيُزِ وَفِي الإِبْدَاعِ ، وَأَزْعَجَهُ كَثِيرًا مَا اعتَبَرهُ تَهْمِيشًا وَإِنْكَارًا لِتَمَيُّزِهِ المُعْتَادِ ، وَلَمْ يَكْفِهِ أَنْ يَنَالَ بَعْضًا مِن المَدِيحِ كَمَا أَقْرَانِهِ وَرَآهُ إِجْحَافًا بِحَقِّه بِاعْتِبَارِهِ أَنْ ليسَ مِثْلهُ قَدْرًا وَقُدْرَةً. اجْتَهَدَ الأسْتَاذُ أَنْ يُوضِّحَ لَهُ أَنَّ الوَضْعَ مُخْتَلِفٌ هُنَا مُسْتَوَى وَمُحتَوَى لَكِنَّهُ لَمْ يَأْبَهْ. خَرَجَ مِنَ الفَصْلِ غَاضِبًا ثَائِرًا كَطِفْلٍ مُدَلَّلٍ حُرِمَ مَطْلَبَهُ.

لَمْ يَنْتَبِهْ إِلَى أُولَى دَرَجَاتِ السُّلَّمِ فَفَقَدَ اتِّزَانَهُ وَسَقَطَ.

****************


اتَّفَقَ وَمَجْمُوعَة مِن أبْنَاءِ الحَيِّ أَنْ يَتَحَدَّوا وُعُورَةَ صُخُورِ الجَبَلِ الشَّاهِقِ المُتَاخِمِ فِي مُحَاوَلَةٍ لِلوُصُولِ لِلقِمَّةِ تِلكَ وَاستِشْرَافِ الأُفُقِ لِرُؤْيَةٍ أَشْمَل لِمَا هُوَ خَلْفَهُ. تَجَهَّزَ الجَمِيعُ بِمَا يَلْزَمُ مِنْ لِبَاسٍ وَخَوْذَاتٍ وَمعَدَّاتٍ إِلاهُ لَمْ يَجِدْ طَاقَةً فِي تَجْهِيزٍ إِلا مَا كَانَ مَثَار سُخْريَتِهِمْ وَتَهَكُّمِهِمْ.

بَدَأُوا مَعًا فِي الصَّبَاحِ حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيهِم القَيظُ تَوَقَّفَ بَعْضُهُمْ وَاسْتَمَرَّ بَعْضٌ آخَرٌ. جَاءَ المَسَاءُ وَقَدْ أُنْهِكَ مِنْ عُسْرِ الارْتِقَاءِ مَنْ تَبَّقَى فَقَرَّرُوا أَنْ يَتَوَقَّفُوا حَتَّى الغَدِ إِلاهُ فَهْوَ يَعْلَمُ أَنَّ التَّوَقُّفَ مَفْسدَةٌ لِلهِمَّةِ مَضْيَعَةٌ لِلوَقْتِ فَوَاصَلَ التَّرَقِّي رَغْمَ ظُلْمَةِ اللَيلِ وَمَشَقَّةِ الطَّولِ.
فِي الصَّبَاحِ كَانَ يَقِفُ عَالِيًا عَلَى القِمَّةِ يُلَوَّحُ لأَصْحَابِهِ مَسْرُورًا بالإِنْجَازِ وَلِيَحُثَّهُمْ عَلَى المُوَاصَلَةِ إِلَى حَيثُ وَقَفَ. تَحَرَّكَتْ نُفُوسُهُمْ وَفَتَرَتْ هِمَّتُهُمْ وَغَلَبَتْ أَثَرَتُهُمْ أَرَبَهُمْ فَانْشَغَلُوا وَلَمْ يَشْتَغِلُوا ، وَبَاتَ غَايةُ طَلَبِهِمْ التَّحْقِيرَ لأَمْرِهِ وَالتَّهْوِينَ مِنْ إِنْجَازِه.

مَالَ بِوُدٍّ إِلَيهِمْ يَحْرصُ عَلى أَنْ يُقَدِّمَ لَهُمْ عُذْرَهُ وَيُبَرِّرَ فِيهِمْ أَمْرَهُ فَزَلَّتْ عَنِ القِمَّةِ قَدَمُهُ وَسَقَطَ.

****************


ــ أَنْتَ خَيرُ مَنْ خَلَقَ رَبِّي ، وَأَكْرَمُ عِنْدِي مِنْ أُمِّي وَأَبِي ، وَمَا أَرَاكَ إِلا فِي مَقَامِ نَبِيّ.
ــ قَدْ بَالَغْتِ! فَامْدَحِي هَونًا وَأَحِبِّينِي بِقَدَر ؛ فَإِنَّ النَّقِيضَ صِنْوُ النَّقِيضِ ، وَمَا أَنَا إِلا وَاحِدٌ بَينَ البَشَر.
ــ بَلْ أَنْتَ فَوقَ مَنْزِلَةِ البَشَر. لَكَ الوَفَاءُ وَالانْتِمَاءُ فِي الفُؤَادِ قَدِ اسْتَقَر. وَلكَ الرِّضَا فِي كُلِّ حَالِكَ لا يُخَالِطُهُ كَدَر.

عِنْدَ أَوَّلِ خِلافٍ عَابِرٍ كَانَ العَهْدُ قَدِ انْدَثَرَ وَكَانَ الحُبُّ قَدِ اسْتَحَالَ مَقْتًا وَسَقَطَ.

****************
-----------
أخي الأكرم ، الدكتور سمير
أسعد الله أوقاتك
أما السقوطُ الأول ، فكان سُقوط سوء خـُلُق وحمق سلوك
وأما السقوط الثاني ، فكان سذاجة وعدم احتراس
وأما الثالث ، فكان سقوط نفاق وكذب
أفكارٌ ثلاثة قُدّمت بنصوص ربما كانت ترنو إلى تحقيق درسٍ تعليميّ في الإنشاء البلاغي الفاخر ، وتربوي توجيهيّ ؛أكثر منها إلى كتابة قصّة قصيرة ، أو قصيرة جداً . وفي كل خير وفوائد
كان هناك سردٌ وشخصيات وحدث ، وكان هناك أيضاً استطراد وترادف ، وربما فقر في العنصر الدرامي ..
أراك صاحبَ قلمٍ ثريّ إلى حد الترف بالمفردات البليغة ، وصَناع فذّ في صياغة العبارة المُشرقة ، وإلى ذلك فهو قلم بين إصبعي تربويّ أديب من الطراز الأول ..
تحياتي وتقديري
ودمتَ بألف خير

محمد النعمة بيروك
03-08-2012, 12:32 AM
ثلاث قصص، ونهاية واحد: السقوط..

لكن سقطة الكِبْر ليست هي سقطة الفشل وليست هس سقطة الطموح الزائد..

الفكرة جيدة، والأسلوب مباشر في كل النصوص، والتعبير آسر، وتشكيل النص خطوة شجاعة تنم عن قدرة وتمكن..

لكن العنوان "فضح" النهايات، وكسر حدة الدهشة في نهاية النصوص، فعرفنا أن البطل سيصيبه الغرور، وأدركنا أن الثاني سيسقط من الجبل، واستشعرنا سقطة من نوع آخر لبطلتنا..

ومع ذلك تبقى نصوص مُعبِّرة وجميلة..

أحييك.

د. سمير العمري
01-10-2012, 09:42 PM
أخي الحبيب أبا حسام
أما أنا فرأيت قصتين فقط لا ثلاث ، وكما قال عبد الصمد شتان بين السقوطين ، وعندي أن الثاني لم يكن سقوطا بل ارتقاء .
أسلوبك المبدع المتميز يحكيك وإن لم توقع باسمك ، وتتناثر هنا الحكمة في كل سطر وجملة ، الإطاران الذان جعلا من هاتين القصتين البسيطتين حدثيا رائعتين من روائع الأدب .
من جهة البناء القصصي أرى بعض المباشرة من الكاتب وإن كانت منسجمة بكل جمال مع الحبكة .
القطعة الثالثة حوار بين النفس والأنا - كما أراها - يغوص في عمق قل أن يسبره كاتب بمثل هذه الأدوات الإبداعية .

أحييك أخي أبا حسام مع بالغ التقدير والاحترام

أشكرك أخي الحبيب واشكر فيك هذا الرقي الكبير في التناول وفي الانتقاد حفظك الله أيها النبيل!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

نداء غريب صبري
17-10-2012, 05:43 PM
ثلاثة قصص تحمل ثلاثة ألوان للسقوط
وتوصل باجتماعها فكرة رائعة

بعض هذا السقوط نتعرض له ولا نلاحظ

قرأت واستمتعت واستفدت

شكرا لك يا أميرنا

بوركت

د. سمير العمري
25-11-2012, 12:30 AM
الأخ الفاضل د. سمير العمري الموقر
قصة جميلة فيها من العبر الكثير تغوص في التحليل للشخصية المفترضة
فأتت تمثل وجهة نظر ضمن الإطار الإفتراضي
جميلة منها العبر والأجمل أن السقوط الأخير لم يأخذ معنى انتهاء الزمن
فظل مفتوحا ربما ليعطي للقصة منحا آخر
وأرى مابين سطور القصة مثابرة وشجاعة بالمواجهة والسقوط الذي لايميت يقوي
لطالما كانت نواياه خيرة
دام القلم غاية بالإبداع
ودمت للأخوة نبراسا
تفضل بقبول فائق الشكر والإحترام

قراءة عميقة وحصيفة للنص أشكرك عليه وأقدر لك رأيك الكريم فيه!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

لانا عبد الستار
07-12-2012, 09:04 PM
ثلاثة أمراض نفسية
غرور من يغريه تفوقه على من هم أقل منه فينسى أنه أقل من غيره
وحمق من يؤذي نفسه ليرضي عنه غيره
ودناءة من تدعي الحب نفاقا

قصص جميلة صارت أجمل بجمعها معا
أشكرك

د. سمير العمري
14-05-2013, 01:04 AM
سبقتني الاخت الكريمة

للحديث الشريف

وأقول أن هذه التي أحبّت حبيبها أكثر من (هونا ما ) ثم انكرت هذا الحب وانقلبت عليه

عند أول خلاف هل كانت محبّة فعلا .. ؟

أم أنها جهلت معنى الحب الحقيقي

وأقول ذلك كمدخل للوصول إلى السقطات السابقة في القصتين

وبالتالي فإن القصص الثلاثة تجتمع على قاعدة الجهل

والجهل مهلكة دون شك

الدكتور الكريم ومضات كبيرة تستحق الوقوف كثيرا عندها لما فيها من عبر

.


بارك الله بك أخي المكرم أيها الشاعر المبدع والأديب الأريب!

رأيك محل تقديري وتقريظك محل امتناني فلك الشكر أزجي!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
29-08-2013, 01:54 AM
الومضة الأولي .. أكثر وطرا علي النفس .. لكثرة تواجدها بيننا
وأظنها راجعة تماما .. للتربية

والأخيره .. حتميتها تكمن في تغليب القلب علي العقل في الحكم ..


صياغة بديعه
وقلم مبهر

حفظ الله قلبك

أشكر لك قراءتك الكريمة وتفاعلك الجميل!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

ناديه محمد الجابي
02-02-2014, 11:45 AM
قال الإمام الشافعي:
ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع

ثلاث قصص صغيرة بإطار واحد .. المبالغة تؤدي إلى السقوط
سرد قلمك بارع ينساق برونق , وتتهافت الكلمات بين أناملك
منصاعة بحروفها .
أسلوبك وصورك البيانية رائعة مميزة ممتعة.
سلمت وسلم بيانك.

ناديه محمد الجابي
02-02-2014, 11:45 AM
قال الإمام الشافعي:
ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع

ثلاث قصص صغيرة بإطار واحد .. المبالغة تؤدي إلى السقوط
سرد قلمك بارع ينساق برونق , وتتهافت الكلمات بين أناملك
منصاعة بحروفها .
أسلوبك وصورك البيانية رائعة مميزة ممتعة.
سلمت وسلم بيانك.

ربيحة الرفاعي
28-05-2014, 09:52 PM
ما عاينت سقوطا في من حولي منذ قرأتها إلا وعدت إليها ابحث عن الساقط بينهم
الساقط ..
وتستوقفني الآن في ردي هذه المفردة بما لمست فيها بينما أكتبها من شتيمة، جعلتني أصفق إلى جانب هذه الثلاثية الرائعة للرد البديع لأستاذة لانا عبد الستار، والذي يشهد في زعمي بفهم للمروء مائز

ثلاثة أمراض نفسية
غرور من يغريه تفوقه على من هم أقل منه فينسى أنه أقل من غيره
وحمق من يؤذي نفسه ليرضي عنه غيره
ودناءة من تدعي الحب نفاقا

قصص جميلة صارت أجمل بجمعها معا
أشكرك

دمتما بخير

تحاياي

عبدالإله الزّاكي
29-05-2014, 10:18 PM
اعتَادَ المَدِيحَ وَالتَّصْفِيقَ فِي كُلِّ أَمْرٍ يَفْعَلُهُ حَتَّى لَقَدْ بَاتَ هَذَا حَادِيَهُ وَمُحَرِّكَهُ ، وَكُلَّمَا خَبَا وَهجُ المَدِيحِ تَبَرَّمَ وَتَظَلَّمَ وَنَفَر. كَانَ مُتَفَوِّقًا بِحَقٍّ فِي مَدْرَسَتِهِ مُمَيَّزًا جِدًّا عَنْ أَقْرَانِهِ وَوَاجِهَةً بَرَّاقَةً لِلمَدْرَسَةِ يُمَثِّلُهَا أَفْضَلَ تَمْثِيلٍ وَيَحصدُ لَهَا الجَوَائِزَ وَالأَوسِمَةَ.

خُطُواتُهُ الوَاثِقَةُ فِي طَرِيقِهِ لِلمَدْرَسَةِ الجَدِيدَةِ التِي انْتَسَبَ إِلَيهَا لا تِقِلُّ شُمُوخًا عَن ابْتِسَامَتِهِ العَرِيضَةِ المُطْمَئِنَّةِ إِلى أَنَّهُ سَيَجِدُ مَكَانَهُ المُمَيَّزَ مِنْ أَوَّلِ لَحْظَةٍ بِمَا يَمْلكُ مِنْ قُدُرَاتٍ وَمَلَكَاتٍ وَأَنَّهُ سَيَحْصدُ كَالعَادَةِ كُلَّ ثَنَاءٍ وَتَصْفِيقٍ وَيُثْبِتُ نَفْسَهُ بَينَ الجَمِيعِ نَجْمًا أَوْحَدَ بِلا مُنَافِسٍ أَو مَثِيلٍ.

هَالَهُ مَا شَعَرَ بِهِ مِنْ مُنَافَسَةٍ لَمْ يَعْتَدْهَا وَمِنْ تَفَوُّقِ بَعْضِ أَقْرَانِهِ الجُدُدِ عَلَيهِ فِي التَّمَيُزِ وَفِي الإِبْدَاعِ ، وَأَزْعَجَهُ كَثِيرًا مَا اعتَبَرهُ تَهْمِيشًا وَإِنْكَارًا لِتَمَيُّزِهِ المُعْتَادِ ، وَلَمْ يَكْفِهِ أَنْ يَنَالَ بَعْضًا مِن المَدِيحِ كَمَا أَقْرَانِهِ وَرَآهُ إِجْحَافًا بِحَقِّه بِاعْتِبَارِهِ أَنْ ليسَ مِثْلهُ قَدْرًا وَقُدْرَةً. اجْتَهَدَ الأسْتَاذُ أَنْ يُوضِّحَ لَهُ أَنَّ الوَضْعَ مُخْتَلِفٌ هُنَا مُسْتَوَى وَمُحتَوَى لَكِنَّهُ لَمْ يَأْبَهْ. خَرَجَ مِنَ الفَصْلِ غَاضِبًا ثَائِرًا كَطِفْلٍ مُدَلَّلٍ حُرِمَ مَطْلَبَهُ.

لَمْ يَنْتَبِهْ إِلَى أُولَى دَرَجَاتِ السُّلَّمِ فَفَقَدَ اتِّزَانَهُ وَسَقَطَ.
****************


هذا لا زال يحمل فكرا طفوليا حيث يرى نفسه مركزا للعَالم، و باتساع دائرته أكثر، أصبح يدرك أن العالم أكبر منه فكانت السقطة أول بداية الدرس .






اتَّفَقَ وَمَجْمُوعَة مِن أبْنَاءِ الحَيِّ أَنْ يَتَحَدَّوا وُعُورَةَ صُخُورِ الجَبَلِ الشَّاهِقِ المُتَاخِمِ فِي مُحَاوَلَةٍ لِلوُصُولِ لِلقِمَّةِ تِلكَ وَاستِشْرَافِ الأُفُقِ لِرُؤْيَةٍ أَشْمَل لِمَا هُوَ خَلْفَهُ. تَجَهَّزَ الجَمِيعُ بِمَا يَلْزَمُ مِنْ لِبَاسٍ وَخَوْذَاتٍ وَمعَدَّاتٍ إِلاهُ لَمْ يَجِدْ طَاقَةً فِي تَجْهِيزٍ إِلا مَا كَانَ مَثَار سُخْريَتِهِمْ وَتَهَكُّمِهِمْ.

بَدَأُوا مَعًا فِي الصَّبَاحِ حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيهِم القَيظُ تَوَقَّفَ بَعْضُهُمْ وَاسْتَمَرَّ بَعْضٌ آخَرٌ. جَاءَ المَسَاءُ وَقَدْ أُنْهِكَ مِنْ عُسْرِ الارْتِقَاءِ مَنْ تَبَّقَى فَقَرَّرُوا أَنْ يَتَوَقَّفُوا حَتَّى الغَدِ إِلاهُ فَهْوَ يَعْلَمُ أَنَّ التَّوَقُّفَ مَفْسدَةٌ لِلهِمَّةِ مَضْيَعَةٌ لِلوَقْتِ فَوَاصَلَ التَّرَقِّي رَغْمَ ظُلْمَةِ اللَيلِ وَمَشَقَّةِ الطَّولِ.
فِي الصَّبَاحِ كَانَ يَقِفُ عَالِيًا عَلَى القِمَّةِ يُلَوَّحُ لأَصْحَابِهِ مَسْرُورًا بالإِنْجَازِ وَلِيَحُثَّهُمْ عَلَى المُوَاصَلَةِ إِلَى حَيثُ وَقَفَ. تَحَرَّكَتْ نُفُوسُهُمْ وَفَتَرَتْ هِمَّتُهُمْ وَغَلَبَتْ أَثَرَتُهُمْ أَرَبَهُمْ فَانْشَغَلُوا وَلَمْ يَشْتَغِلُوا ، وَبَاتَ غَايةُ طَلَبِهِمْ التَّحْقِيرَ لأَمْرِهِ وَالتَّهْوِينَ مِنْ إِنْجَازِه.

مَالَ بِوُدٍّ إِلَيهِمْ يَحْرصُ عَلى أَنْ يُقَدِّمَ لَهُمْ عُذْرَهُ وَيُبَرِّرَ فِيهِمْ أَمْرَهُ فَزَلَّتْ عَنِ القِمَّةِ قَدَمُهُ وَسَقَطَ.

****************[/font][/size][/color]

أمّا هذا فقد خان الإتفاق و آثر الشهرة على الصحبة، فليس المهم أن تصل و لكن كيف تصل.





ــ أَنْتَ خَيرُ مَنْ خَلَقَ رَبِّي ، وَأَكْرَمُ عِنْدِي مِنْ أُمِّي وَأَبِي ، وَمَا أَرَاكَ إِلا فِي مَقَامِ نَبِيّ.
ــ قَدْ بَالَغْتِ! فَامْدَحِي هَونًا وَأَحِبِّينِي بِقَدَر ؛ فَإِنَّ النَّقِيضَ صِنْوُ النَّقِيضِ ، وَمَا أَنَا إِلا وَاحِدٌ بَينَ البَشَر.
ــ بَلْ أَنْتَ فَوقَ مَنْزِلَةِ البَشَر. لَكَ الوَفَاءُ وَالانْتِمَاءُ فِي الفُؤَادِ قَدِ اسْتَقَر. وَلكَ الرِّضَا فِي كُلِّ حَالِكَ لا يُخَالِطُهُ كَدَر.

عِنْدَ أَوَّلِ خِلافٍ عَابِرٍ كَانَ العَهْدُ قَدِ انْدَثَرَ وَكَانَ الحُبُّ قَدِ اسْتَحَالَ مَقْتًا وَسَقَطَ.

****************[/font][/size][/color]

أمّا صاحبتنا هذه فسريعة التقلّب.

إذا كان هناك من رابط بين الشخصيات الثلاث فهي صفة الرهَق، و هي مرحلة تسبق النضج و لابد للشاب من سقطات حتى يصل إليها و ليست هنا المشكلة، و لكنّ العيب في الشيخ الرهِق.

هذه قراءتي المتواضعة لهذه النصّ المتمّيز معنى و مبنى أديبنا و شاعرنا القدير سمير العمري.

تحاياي و تقديري.

د. سمير العمري
11-08-2014, 01:51 AM
ومضات سردية رائعة فيها من الحكم
ما يدق بقوة عنفوان المعنى
غرور وتكبر ولا يرضى لأحد أن يتفوق عليه وهو قد اوصد باب النجاح والسعي وتوقف عنده
ثبور وتحد الصعاب وعندما وصل بكل جهد حاول ان يتواضع لهم فكانت السقطة
ومبالغة في الشيء قد عميت الأبصار عن الحقيقة فأول اصطدام كانت الضربة القاضية.
أحسنت التعبير عن تلك الحالات المختلفة التي أدت بالنهاية للسقوط...وكل سقطة مختلفة عن الآخرى.
دمت مبدعا.

بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم !

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د.حسين جاسم
27-08-2014, 12:30 AM
ثلاث مشاهد بمحور واحد كبير يعري الانحناء التنازلي في أبعاد السلوك الذي يجسده الحدث في كل مشهد
الحكمة وراء النص كبيرة وتقانات العمل متقنة ومميزة
أسجل إعجابي

خلود محمد جمعة
29-08-2014, 02:52 PM
عندما تعتلي الذات صهوة الأنانية فلا بد أن تسقط في حفرة الكبر
وطريق جهنم محفوف بالنوايا الحسنة ربما لو تهيأ للرحلة جيدا وكان يقظ البصيرة لما سقط في وادي الندم
شجرة العلاقات التي ترتوي من ماء الزيف لا بد أن تسقط مع اول هبة ريح
ثلاثية رائعة برسائل عميقة سردت بسلاسة وأسلوب مشوق ولغة بليغة وسقوط مغلف بالحكمة
كل التقدير

د. سمير العمري
08-01-2015, 02:27 AM
أعذرني يا صديقي فقد قرأت ما أردت قوله
ولم يكن لائقا أن أتحذلق فأكتبه ثانية
فتجرأت واقتبسته

تحيتي لأخي صاحب الرد الرائع عبد الصمد زيبار
وتقديري الكبير لنصك

جزاك الله خيرا

بارك الله بك أيها الكريم ، وأشكرك على ما تفضلت به من قول كريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
17-11-2015, 02:21 AM
أيا كا ن السقوط فق أطاح بصاحبه
ولكن لكل مغزى مختلف
ولكل مبرره الذي يرتضيه لنفسه
ويظنه الأفضل
سواء كا الغضب أو الدهشة والإحساس بالإنجاز
أو أي صورة أخرى

بارك الله بك أيها الحبيب الكريم ، وأشكرك على ما تفضلت به من قول كريم وقراءة راقية!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري