تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين و الحب و...آخرون



سعد مردف الجزائري
09-06-2010, 10:35 AM
ما لليهودِ الغاصبيــنَ ، وما لِي= كم يطلبُـونَ ، و لا أحبُّ وصـالِي
كم يزعمُـون مودَّتي ، و أنا لهم = حرْبٌ ، فمـالي في المودة مالي ؟
أأحبُّهم ؟ لا كنتُ ، كيف أحبُّــهم= و همُ أفـاعٍ في الحمى ، و سعاليِ
من ذا يحبُّ الغولَ و هي مطيـةٌ = للخـوف و العتَمـاتِ و الأهوالِ ؟
و الموتِ و الغدر الأثيـمِ و موئلٌ= للشـرِّ ، و التقتيـلِ ، و الإذلالِ...
أأحبُّــهم ؟ لا كانَ يومٌ أرتضي = فيه اليهــودَ يواطئونَ رغَـالي
أو ينْشقُون عبيرَ أفقِي في الضحَى =و القلبُ منهم في حمِيــمِ صَالِ ..
مالي ؟ أأنسَى للنجيــعِ تصبُّبا ؟ =أفعَـنْ جراحي ، و المظالمِ سَالِ ؟
هل يذهَلُ الجفنُ المقرَّحُ عنْ يدٍ =وأدَت ْ شعَـاعَ الشمسِ ذاتَ هلالِ ؟
هل يسلوَنَّ أخُو الفجيعةِ و المنى=هُصِرَتْ و عاثَ البغيُ في الآمَالِ
من ذا سيُغضِي عن أنينِ مواجِعي=ومجازِرِِ العانينَ من أطفــالي
المثقليـنَ بألفِ ثـــأرٍ منهمُ .=و بألف آهٍ كبِّلَـت ْ بحبَـــالِ..
و السَّاغبين ، و في الحصارِ أكفُّهم =قَصُرتْ عن الأعمام و الأخوالِ ..
كذبَ المرَجِّمُ من يهـودَ و رفدِه =مالي أنا وعصابــةِ الأنذالِ ؟
هذا الترابُ الهاشميُّ أجلُّ من= وطء الألى مرَدُوا على الأوحَالِ
و عتوا عن التنـزيلِ ثم تقوَّلوا =عن رسْلِ ربِّــهِم بشرِّ مقالِ ..
طعنوا الفضيلةَ و استرقُّوا فجْرَها= و رمَوا بيوتَ الله بالأهوالِ ..
قالوا : أنا تاريخُهم ، و أنا لهم= وطنٌ ، وميعـادٌ و أرْضُ مآلِ
كذبُوا ، أنا عربيةٌ من قبلِ أنْ = يتخلَّقوا ، في الناسٍ و الأنسالِ
أنا في المدائن إذْ همُ لم يُولدُوا= من قبلِ إبراهيـمَ في الآزالِ
" قُدسِي " من التاريخِ فجرٌ ساطعٌ=أرضُ الإبَاءِ و مْنبِتُ الأبطالِ
و أنا فلسطينُ العروبةِ حرةٌ = أوْلانِيَ الإسلامُ بالأفضـــالِ
بالقدسِ بالأقصَى و بالإسرَاءِ و الـ = معراجِ قرآنُ ُ تلاهُ التالي
مالي أنَا و الآثمينَ على المدى= والمُرخصيــنَ اليومَ كلَّ غَوالي
والآسريـن الحقَّ في غيَبــاتِهم= و الخانقيــن النورَ خلفَ ضَلالِ
ما أبعدَ السفهاءَ عنْ أن يبلغــُوا = مرقَى رجالٍ لي و أيِّ رجـالِ ؟
سرُجُ الدجى ، همَّاتُهم في طاعةٍ= وهــواهمُ لله خيــرُ نــوالِ
من فتيةٍ في الأوليــنَ كثيرُهم =وقليلُــهم في " غزةَ " الأنفالِ
من منهج القرآنِ دربُ حياتِهم = و من النبــيِّ تدرَّعوا بخصَالِ
غرّ الجبـاهِ من السجودِ كأنَّهم = صحبُ النبــيِّ تهيـؤوا لبِلالِ
ويؤمُّهم عند الصلاةِ أخو التقَى=و هو الإمــامُ لصولةٍ ، و سجَالِ
شمّ الأنوفِ تخالُــهم في نُفرةٍ =أبطـالَ بدرٍٍ أسرعــوا لنـزالِ
لعدوِّهم إن يُذكَروا في روعِه = رعبُ النعامةِ ساعـةَ الإجفــالِ
دسَّتْ لدى الجيرانِ رأساً مفزَعاً= خلفَ " الجدارِ " الخائن المتعالي
يا " شِعْبَ مكةَ " لو رأيتَ صمودَهم =و الصبرَ و الإخباتَ دونَ مثالِ
ورأيتَ " غزةَ "و الشموخُ محاصَرٌ =ورأيتَ كيفَ الحقُّ في الأغلالِ ؟؟
أقسمتَ أنَّ الله ناصرُ عبدِهِ =و بأنَّّ للعـــادينَ شرَّ وبـــالِ
و لكلِّ جبـَّـار عتوٍّ يومُه = من كفِّ ذي صَولٍ بدينه حــالِ
هل للبغاةِ من الشريفِ مودةٌ ؟= أيُّ الوصالِ لمجرمٍ قتَّـــالِ ؟
هيهاتَ أرضُ العزِّ تبذلُ وجهَهاَ = للناعِقِـيـنَ على فمِ الأطــلالِ
لعصابةٍ وُ لدَتْ من الظلماتِ في= ظهرِ الخنا و الكفرِ و الإسفَالِ
ومضتْ تجرُّ على الرجالِ ذيولَها= فعلَ الأذلِّّ يسودُ بعدَ خَبالِ
زعمتْ يهودُ بأنني كنفٌ لها = ومحطُّ وجْد القلبِ ، و الأوصالِ
و بأنني كلَفُ الحبيبِ ومهبط= لفؤادِ مَن ضاقُوا من الترحَالِ
يا لائمي في الهجْر لو تدري بمنْ=كانَ المحبُّ بكيتَ في العُذَّالِ
أو لوْ عرفتَ الخاطبينَ و جرمَهم=في العالَمين طعنْتَ غيرَ مبالِ
فأخسُّ ما قدْ أبصرَتْ عينٌ وما =وقعتْ عليه لواحظُ العُقَّــالِ
في كلِّ شبرٍ من بلادي آهـةٌ = خطُّوا شجَــاها من دمٍ هطَّالِ
و عتَوا على المستضعفِين فلمْ تزلْ=من كيدِهم حِممٌ بكلِّ مجالِ
المفسدُون و في الفرنْج نصيرُهم =و لهم من الأعرابِ ألفُ مُوالي
إنْ يطربُوا فلأنةٍ من موجَعٍ= أو يفرحُــوا فلِهُلْك شيخٍ بــالِ
أو يغنموا فمِنَ العيَالِ تيتَّمتْ = ومنَ الثكــالَى فُجِّعتْ بعيـالِ
قومٌ همُ الإفسادُ مذْ خُلقوا وفِي=دمِهم جــرَى إفسادُ كلِّ جمالِ
ما للمساجدِ في قلوبــهمُ سوى = حرقٍ ، و تخريبٍ ودوس نعَالِ
في المسجد الأقصى شواهدُ حقدهم=ومن الخليل نواطِق الأفْعــالِ
ما جلَّ في نفسِ الوضيعِ أجلُّـها= فيصونَ في البنيـانِ ذاتَ جلالِ
كيفَ المودةُ فيــهمُ ؟ وهمُ همُ= أهلُ الخديعةِ ، و الهوَى الميَّــالِ
بالأمسِ قد زعمُوا محبةَ ربِّهمْ = و الله أبْــرَأُ مِنْ مُحبٍّ قـَـاليِ
ركبُوا الغرورَ فمن يداني شعبَهم؟ =وعلَــوا عُلوَّ الكفرِ حينَ يُغالي
خسئَتْ وجوهٌ لن تزالَ على المدَى= مسكونــةً ، مخبولـةً بمُحالِ
ريَّا أنا بالمجدِ فوقَ سُعــارهم = ملآى أنا بالنــورِِ خلفَ تلالِي
أفقٌ أنا ، بحــرٌ أنَا متجــذرٌ =أبقَى من العتَمــاتِ ِ،و الأغْوالِ
أبدًا " فلسطينُ " العروبـةِ درَّةٌ =و الخاطئونَ مصيــرُهم لزَوالِ
أبدًا فلسطيــنُ الهوى ومحجَّةٌ = للفجــرِِ مهما تدَّريــهِ ليـالِ
غدِيَ الصباحُ مبرعِمًا بضيائهِ = في باحةِ الأقصى ، ومنهُ دوالِي
وغدُ البغــاةِ التيـهُ ، ثم مذلةٌ = تشفِــي فؤادَ الحقِّ بعْد نكَالِِ ...

آمال المصري
15-06-2010, 10:17 PM
ملحمة رائعة تحمل هموم وطن بأكمله
أحييك سيدي الفاضل على النفس الطويل وهذه المعلقة الباذخة
فقد أعجزت الحرف خجلاً
تقديري وجل احترامي

محمود فرحان حمادي
15-06-2010, 10:24 PM
" قُدسِي " من التاريخِ فجرٌ ساطـعٌ
أرضُ الإبَـاءِ و مْنبِـتُ الأبطـالِ

وستظل أرض الأنبياء شامخة سامقة
وستظل أرضها حبلى بكل أصيد أصيل
لقد خط يراعك الرصين شاعرنا المبدع
ألقًا ناصعًا به الأيام تفتخرُ
فبورك النبض وبوركت الشاعرية المعطاء
تحياتي

د. سمير العمري
13-07-2010, 11:47 PM
مبدع أخي الشاعر ومبهر بهذه المطولة الجزلة قوية الجرس عالية الحس أصيلة الانتماء!

هي قصيدة أخذتني بقوة في هدير جرسها وحسها فلا فض فوك!

دمت مميزا وأبيا!


تحياتي