المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حركات ٌ لم نألفها!



ريمة الخاني
09-06-2010, 05:38 PM
حركات لم نألفها!

http://ankawa.com/ikonboard/upload/oimg_GC00703666.jpg

حركات لم نألفها!


أحست بحركات غير طبيعية في هذا المكان الهادئ والجميل, غدت تلك الحركات والخربشات تتكرر ,بإيقاع غريب ورتيب جدا,.... كانت قريبة و وخفية! يقترب الصوت ببطء بشكل يثير الحفيظة !وكأنه بات في أذنيها! أهي في وهم وهلوسة؟ورغم ما تملكه من شجاعة أثارت الأصوات الغريبة ريبتها… كأنها كانت تزداد علوا وقربا!
بات من الضروري إنهاء مهمتها الروتينية الآن و بسرعة لكي تبدأ من جديد تباشير المهمة التالية.
كأن أحدا يدق مسمارا في الجدار!!! , أو ربما يدق ثوما!في هذا العصر القائظ , ثوم كثير للمئونة !! يا للعجب!كان رتيبا بشكل مزعج للغاية , يجعلك نزقا رغما عنك, وكأنك في سجن انفرادي مقيت, يقطع عليك هدوءك وسكينتك التي تريد أن تعم في هذا المكان …في عصر يوم مختلف كل الاختلاف بالنسبة لها على الأقل, إنه يوم غريب جدا, بات يتحرك صوبها !! .
كأنه وحش متخفي بمائة ردا ء ورداء, يقترب... ويقترب .وكأنه كائن غريب يريد شيئا ما بعناد, مازالت ترتب المكان متوجسة وناظرة بحذر تجاه المصدر,بدأت تسرع كي تنهي ما لديها من أعمال بعد أن ترك تلاميذ الفوج الأول حاجاتهم وبقايا أغراضهم المتنوعة والتي كانت كل مرة تحفظها على أمل أن لتردها لهم حين عودتهم
…, و الغريب في الأمر, أنها أنهكت تماما وهي تعلمهم أصول ترك مجالس العلم بروية وهدوء ونظام, لكن الفوضى تسري كالهشيم في تلك النفوس الطفولية والذنب ليس ذنبها, فهي تعشق الترتيب لكن الظروف تخالفها دوما…, هدأ الصوت فجأة, فتنفست الصعداء وعادت لهدوئها ترتب من جديد وتنظف قدر ما تستطيع, حينذاك تذكرت مقولة والدها التي تثير ضحكها دائما:
-مائة زبال لن يستطيعوا جمع مخلفات فوضوي واحد!
نطمع بجهد كل عنصر نشيط ولا نقوم بأدنى تعاون لمؤازرته بل نقول بسخرية:
- متطوع يبحث عن ثواب!!!
استغربت ما دار في ذهنها وكان أحدا ما يهمس لها! ما هذه الفكرة الهوجاء؟؟هل هناك من يرفض الإصلاح؟ ؟هي تتوهم مؤكد.
دق الباب :
فظهر مشرف المسجد متلفتا بأرجاء المكان!
-هل انتهيتم؟
لم تفصح عن وحدتها وقالت:
-نعم وننتظر الفوج الجديد
-حسنا دعوا هذا المتاع لديكم...
ما إن أغلق الباب حتى عاد الصوت قويا مدويا مزعجا وعنيدا..
كيف نسيت أن تسأله عن هذا الأمر الغريب؟ أم أن عجلته ألجمتها؟
فتحت كل الجوار ير بحركة جنونية , وكأن صبرها العنيد ضاع وذرته رياح المشاغبة...وبدأت تتوجس خيفة من إصرار الصوت على إزعاجها.
تمنت أن لا يأتي احد هذا اليوم!
ليس هذا هو جو السكينة والهدوء الذي يصلح للدراسة , هل هم الجيران الذين يجهلون عناءهم والعبء الذي يحملونه! وكأن الأمر بات مقصودا.
بدأ الماء يتسرب من بين النوافذ والأبواب....فتحت الباب لتنادي على من يسمع, فربما أحد ما قريبا من هنا..
عادت لتجد نفسها محاصرة تماما..
صرخت بأعلى صوتها , لكن أحدا لم يسمعها ...

أم فراس 29/5/2010

أحمد عيسى
10-06-2010, 07:56 PM
الأستاذة القاصة القديرة : ريمة الخاني (أم فراس)

بل هي حركات نألفها جداً ، حيث انعدمت القيم وأصبح ايذاء الناس عادة عند بعض الناس
وحتى لو صرخنا بأعلى صوتنا ..فان أحداً لن يسمعنا ..
أعجبني أسلوب السرد الهادئ المركز ..

تقبلي أرق تحياتي

أرشحها لقصة الشهر

نادية بوغرارة
10-06-2010, 08:33 PM
رغم هدوء أسلوب القصة إلى أنها مثيرة ، قلقة .

شكرا لك ريمة على هذا الحضور .

محمد ذيب سليمان
11-06-2010, 02:16 PM
قصة بقدر التوتر الذي تثيره إلا أنها
تستحث المتابع للوصول الى النهاية
بها إضاءات تنير لنا الطريق الصائب
شكرا لك

كريمة سعيد
11-06-2010, 03:11 PM
المبدعة الراقية ريمة الخاني

لقد انقلبت الكثير من الموازين فأصبح غير الألوف مألوفا وقس على ذلك ....

قصة جميلة تدعو للتوقف والتأمل لاستخلاص العبر وتدبرها

تقديري ومودتي

محمد الشحات محمد
12-06-2010, 11:31 AM
ريمة الخاني و الإبداع المتألق

قصة تُعالج الصدع الذي مسَّ جدران المقدسات ، لكن المبدعة هنا لم تنس مقولة الأب ، و التي تُمثل تراثنا النقي

و مهما تعلو الصرخات ، و تأتي الحركات التي لم نألفها ، فالتمسك بالقيم ، و إعادة الترتيب لأخذ الروس و الاستفادة منها أمرٌ لن نتخلى عنه ، فالبطلة لم تفصح للمشرف عن القلاقل التي تواجها لأنها تعلم أن هذه القلاقل سوف تزول ،
بدايل أن المشرف لم ينتبه لهذه القلاقل و دقات الثوم غير العادية ، إنما هو مُصر على إتمام الدروس و استقبال الأفواج الجديدة لمعالجة الواقع المرير

و لسوف تصل الصرخات ، ويسمعها الجميع (اشتدي يا أزمة تنفرجي)

الأديبة الرائدة القديرة

"ريمة الخاني"

أبدعتِ ، وطرحتِ بالرمز القضايا التي نعانيها من الخلافات ، ورسمتِ الطريق للحل ، وهو التعلم و التمسك بالقيم/المسجد

شكراً لكِ جزيلاً ، و هل من قارئٍ ، ومُحلل .. عسانا نستفيد من دروس الماضي و نواصل العمل

تحياتي و تقديري

ريمة الخاني
13-06-2010, 08:02 AM
الأستاذة القاصة القديرة : ريمة الخاني (أم فراس)

بل هي حركات نألفها جداً ، حيث انعدمت القيم وأصبح ايذاء الناس عادة عند بعض الناس
وحتى لو صرخنا بأعلى صوتنا ..فان أحداً لن يسمعنا ..
أعجبني أسلوب السرد الهادئ المركز ..

تقبلي أرق تحياتي

أرشحها لقصة الشهر
نعم صدقت والله...وحتى في الاماكن التي يجب ان نحترمها.
اتمنى ان اكون عند حسن الظن
تحيتي واحترامي

ريمة الخاني
15-06-2010, 06:07 PM
رغم هدوء أسلوب القصة إلى أنها مثيرة ، قلقة .

شكرا لك ريمة على هذا الحضور .
تشرفت بحضورك الرائع غاليتي
وفقك الله ورعاك

ريمة الخاني
20-06-2010, 03:47 PM
قصة بقدر التوتر الذي تثيره إلا أنها
تستحث المتابع للوصول الى النهاية
بها إضاءات تنير لنا الطريق الصائب
شكرا لك
تسعدني دوما بحضورك العذب
بارك الله لنا بك

مازن لبابيدي
23-06-2010, 06:35 AM
المبدعة أم فراس
قصة اختلستني بهدوء لأقع في شباك روعتها دون أدنى مقاومة .
هناك بعض الجفاء بين القصة وعنوانها ، لكنه مشوق بما يكفي لاستكشاف زواياها بدءا من المقدمة التي فتحت باب الغموض .
السرد كان ماتعا وكان هناك قليل من المباشرة في بدايته .
الحبكة ممتازة وتصاعدت لتحبس الأنفاس في نهايتها قبل أن تفضي إلى الخاتمة القوية التأثير .
افتقدت التشكيل في هذا النص الجميل .
للمئونة .... للمؤونة
وحش متخفي ... بل متخف .

تقبلي مروري وبالغ تقديري مع التحية

ريمة الخاني
25-06-2010, 11:31 AM
المبدعة الراقية ريمة الخاني

لقد انقلبت الكثير من الموازين فأصبح غير الألوف مألوفا وقس على ذلك ....

قصة جميلة تدعو للتوقف والتأمل لاستخلاص العبر وتدبرها

تقديري ومودتي
صدقت والله العظيم
لك مني احلى زهور الشام
الف شكر للحضور

ريمة الخاني
30-06-2010, 02:02 AM
ريمة الخاني و الإبداع المتألق

قصة تُعالج الصدع الذي مسَّ جدران المقدسات ، لكن المبدعة هنا لم تنس مقولة الأب ، و التي تُمثل تراثنا النقي

و مهما تعلو الصرخات ، و تأتي الحركات التي لم نألفها ، فالتمسك بالقيم ، و إعادة الترتيب لأخذ الروس و الاستفادة منها أمرٌ لن نتخلى عنه ، فالبطلة لم تفصح للمشرف عن القلاقل التي تواجها لأنها تعلم أن هذه القلاقل سوف تزول ،
بدايل أن المشرف لم ينتبه لهذه القلاقل و دقات الثوم غير العادية ، إنما هو مُصر على إتمام الدروس و استقبال الأفواج الجديدة لمعالجة الواقع المرير

و لسوف تصل الصرخات ، ويسمعها الجميع (اشتدي يا أزمة تنفرجي)

الأديبة الرائدة القديرة

"ريمة الخاني"

أبدعتِ ، وطرحتِ بالرمز القضايا التي نعانيها من الخلافات ، ورسمتِ الطريق للحل ، وهو التعلم و التمسك بالقيم/المسجد

شكراً لكِ جزيلاً ، و هل من قارئٍ ، ومُحلل .. عسانا نستفيد من دروس الماضي و نواصل العمل

تحياتي و تقديري
حقيقة أشكر اسقاطاتك الأدبية والنفسية الجميلة
واهلا بك دوما ومرحبا

ربيحة الرفاعي
30-06-2010, 03:12 PM
مقدمة هادئة تحمل القاريء بروية الى أجواء الغموض التي اكتنفت القصة، وحبكة ذكية في سردية مشوقة تستولي على القاريء بكليته، فيدخل محبوس الأنفاس مترقبا ليتفقد بنفسه زوايا قاعة الدرس مشاركا البطلة محاولة استجلاء المصدر المحير لصوت الرعب.
وقفلة مباغتة تفتح أبوابا جديدة على إسقاطات مختلفة

قصة رائعة وحضور مميز
دمت متألقة غاليتي

ريمة الخاني
13-07-2010, 04:31 AM
المبدعة أم فراس
قصة اختلستني بهدوء لأقع في شباك روعتها دون أدنى مقاومة .
هناك بعض الجفاء بين القصة وعنوانها ، لكنه مشوق بما يكفي لاستكشاف زواياها بدءا من المقدمة التي فتحت باب الغموض .
السرد كان ماتعا وكان هناك قليل من المباشرة في بدايته .
الحبكة ممتازة وتصاعدت لتحبس الأنفاس في نهايتها قبل أن تفضي إلى الخاتمة القوية التأثير .
افتقدت التشكيل في هذا النص الجميل .
للمئونة .... للمؤونة
وحش متخفي ... بل متخف .

تقبلي مروري وبالغ تقديري مع التحية


هناك بعض الجفاء بين القصة وعنوانها

ربما لكن يكفي انها لفتت نظر المتلقي
اما عن التشكيل فسوف اتدارك لك الامر في نصوص اخرى باذنه تعالى
الف شكر للحضور

نافع مرعي بوظو
15-04-2012, 06:53 PM
كاتبة بارعة و قصة مبدعة أجبرتني على متابعتها لآخر كلمة
" صرخت بأعلى صوتها لكن أحداً لم يسمعها"
الأديبة ريمة الخاني المحترمة
دمت بخير ودامت حروفك متألقة

ريمة الخاني
14-05-2012, 08:12 PM
مقدمة هادئة تحمل القاريء بروية الى أجواء الغموض التي اكتنفت القصة، وحبكة ذكية في سردية مشوقة تستولي على القاريء بكليته، فيدخل محبوس الأنفاس مترقبا ليتفقد بنفسه زوايا قاعة الدرس مشاركا البطلة محاولة استجلاء المصدر المحير لصوت الرعب.
وقفلة مباغتة تفتح أبوابا جديدة على إسقاطات مختلفة

قصة رائعة وحضور مميز
دمت متألقة غاليتي

تشرفت بحضورك الرائع بارك الله بك وبامثالك من الكرام.
محبتي لك أيتها الرائعة.

ريمة الخاني
14-05-2012, 08:13 PM
كاتبة بارعة و قصة مبدعة أجبرتني على متابعتها لآخر كلمة
" صرخت بأعلى صوتها لكن أحداً لم يسمعها"
الأديبة ريمة الخاني المحترمة
دمت بخير ودامت حروفك متألقة

شكرا لحضورك الكريم...أسعدتني..
وياهلا بك دوما.

لانا عبد الستار
03-03-2013, 11:51 AM
سرد هادئ وحبكة قوية وموضوع عميق ورائع
يعجبني حرفك ريمة
أشكرك

كاملة بدارنه
04-03-2013, 07:13 PM
, لكن الفوضى تسري كالهشيم في تلك النفوس الطفولية
المؤسف أنّ الفوضى لا تقتصر على النّفوس الطّفوليّة فقط، فقد باتت من صفات العديد من الكبار

-مائة زبال لن يستطيعوا جمع مخلفات فوضوي واحد!
جملة حكيمة

صرخت بأعلى صوتها , لكن أحدا لم يسمعها ...
صرخات وصرخات تظلّ طيّ القلوب تعذّبها ولا أحد يسمعها...
سرد جميل وعرض شيّق
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
19-06-2013, 11:00 PM
قصة تملأها الإثارة والتوتر بحبكة رائعة

شكرا لك أختي ريمة

بوركت

د. سمير العمري
23-08-2013, 06:52 PM
فأنت ترصدين هذا التغير غير المألوف بسرعته في تدهور التزام الناس بالقيم وبالخلق القويم ، وأن النداء مهما ارتفع لا يسمع ولا يتبع.

قصة معبرة وهادفة وترصد هذه الحالة البشرية المؤسفة التي باتت تعم مجتمعنا ولا يكاد يسلم منها أحد حتى من ينتقدها.

نسأل الله العافية!

تقديري