المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كفـــــــاح ...* الى طالي فحيمة



أحمد عيسى
10-06-2010, 08:00 PM
كفاح




الى طالي فحيمة *



كانت صورته أمام عينيها ، في الجريدة العربية التي تعودت قراءتها منذ أطلق سراحها من سجون إسرائيل ..
وجع الغربة صار يخف تدريجياً ، إذ صار المكان البعيد هنا كأنه بيتها ، النساء العربيات احتضننها ، وتكفلن بتوفير عمل ، وإحاطتها بجو عائلي صارت تفتقده منذ تركت أسرتها خوفاً عليهم .
نظرت حولها ، في أرجاء المنزل العربي المريح ، تذكرت كفاحها ، نضالها ضد جرائم جيشها بحق العزل ، تذكرت جنين ، وبيوتها ونسائها ، كم تشتاق إلى صوت العصافير إذ تغرد صباحاً فتستفيق النسوة كأنهن على موعد ، وجه الحياة جميلاً يرتسم في عيونهن ، في أياديهن المغطاة بالحناء ، والمثقلة بالأساور ..
وتذكرته هو ..
سألها زكريا ذات مرة :
- لماذا تفعلين هذا يا طالي .
فردت :
- أي هذا تقصد ..
نضالي معكم ، أم تركي لبيتي ، أم مخاطرتي بحياتي لأشكل درعاً بشرياً يمنعهم من اغتيالك .
ضحك ، وقال :
- كل شيء .
لم تكن تعرف هي حقيقةً ، لماذا تفعل كل هذا ، لكنها كانت تعرف حقيقة واحدة ، أن ما أخذ بالقوة لن يعود إلا بها ، وأن غطرسة المحتل لا تنهار إلا بضربات المقاومة .
فقالت :
- فقط عدني بشيء واحد .
قبل أن تكمل ، قال بسرعة :
- أعدك
والآن ، وهي ترى صورته في الصحيفة العربية ، يلبس ملابساً رثة يمثل بها دور هاملت ربما ، انحدرت دمعة ساخنة على خدها وتمتمت :
- هل يبيع المقاوم سلاحه ؟
ثم أنها رمت الصحيفة على امتداد يدها ، وصرخت :
- لقد وعدتني
تناولت حاسوبها الشخصي المحمول بدأت تداعب أزراره بأصابعها ، وهي تتمتم ..
- لشد ما تغيرت الدنيا .
وضغطت زر الإدخال بقوة حتى تكاد تخترق بأصبعها الحاسوب مضيفة :
- وأنا كذلك .
ثم شدت شالاً ربطته حول شعرها ، أدارت ظهرها لحاسوب ارتفعت حرارته ، واجهت الرياح القادمة عبر شباكها الصغير ، فاتجهت إليه ، فتحته على مصراعيه ، ملأت صدرها بالهواء ، ووجهها بابتسامة حملت ملامح التغيير .




-----------
* متضامنة يهودية من أصل مغربي سجنت سنتين بتهمة "التخابر مع العدو " بعد تضامنها مع سكان مخيم جنين وأحد مطارديه ، ثم أطلق سراحها لتعلن اسلامها أخيراً على يد الشيخ رائد صلاح .

نادية بوغرارة
10-06-2010, 08:49 PM
في حبرك دائما عطر الأرض ، عطر المقاومة ،

لي عودة إن شاء الله ، لأبحث عن الفكرة .

دمت و القلم الحيّ.

محمد ذيب سليمان
10-06-2010, 09:41 PM
رائع أنت يا أخي
قد تكون القصة عادية
ولكنها أجبرت عيوني على سكب دمعة
لك أيها الحبيب كل التحايا على هذه الإقيناصات الجميلة
دمت مشرقا

شيماء عبد الله
10-06-2010, 10:16 PM
نعم؛ هي أعلنت ان: الأسلام هو اعظم هدية للبشرية.
تلك( طالي فحيمنا)
خدمت بالجيش اليهودي وانتمت لحزب الليكود اليمينّي ،
وانقلبت آيدلوجيا على أثر الأجتياح العسكري الأسرائيلي لمدينة جنين ،عام 2002
بعد متابعتها لحجم الجرائم السرائيلية ضد الشعب الفلسطيني توجهت لتشكل درعا واقيا للفلسطينيين هناك ،
وتعرفت آن ذاك على( زكريا زبيدي) قائد كتائب شهداء الأقصى ،
ومما جعلها تحب الأسلام، هو معرفتها بالشيخ (رائد صلاح) فتعتبره المثال الأعلى لها.

أعتذر على تعقيبي وأضافتي

أستاذي القدير/أحمد عيسى شكرا لك على ابداعك بتوصيل المعلومة بشكل سلس وملم وميسر واضح التميز ومؤثر

ومرة أخرى أعتذر عن المداخلة

دمت بخير

تقبل مروري

كريمة سعيد
11-06-2010, 10:40 AM
الأديب احمد عيسى
قصة واقعية أضاف عليها قلمك الكثير من الجمالية تجلت في أسلوبها وما تخفي وراء السطور....

همسة:لابد من التعامل بالكثير من الحذر في مثل هذه الحالات .....فليس كل ما يلمع ذهبا....

تقديري وإعجابي

ابراهيم السكوري
11-06-2010, 12:48 PM
سلام الله عليك يا يا أحمد
أعجبني كثيرا ما كتبت ...
أدبك حي دوما أحمد .. مع كل حدث قصة ..
أن يسلم يهودي ليس سهلا..
" .... فأ صبحتم بنعمته إخوانا"
مودتي

ربيحة الرفاعي
11-12-2012, 10:20 PM
لقصص المقاومة وهج مختلف يصبح محيرا حين يكون المقاوم حليفا من قلعة الخصم
صياغة أدبية موفقة لقصة واقعية كان لها وقعها في الضمير الفلسطيني

دمت بألق

تحاياي

لانا عبد الستار
20-12-2012, 08:58 PM
طالي فحيمنا
اليهودية الحرة التي كانت عضوا في حزب الليكون وصارت مسلمة على أثر الأجتياح العسكري الأسرائيلي لمدينة جنين

قصة جميلة أخ أحمد

أشكرك

نداء غريب صبري
02-03-2014, 05:49 PM
يهودية من أصل مغربي
واعتنقت الاسلام
ولا غرابة في أن تتضامن مع أخوتها في الدين والعروبة

الغريب أنه هو تغير

قصة جميلة جدا

شكرا لك أخي

بوركت

سامية الحربي
03-03-2014, 08:24 AM
تناول قصص الكفاح و الجهاد و النضال وكل قضية عادلة لها وقعها مهما كان أسلوبها فكيف لو جُمع بين المعاني والمباني. قصة مؤثرة كثير من أحرار العالم يرفضون الظلم لكن القليل جدا من يتخذ موقفا ملموسا صادقا كطالي ليصدق القول بالعمل. سلم اليراع و بورك فيه. تحياتي و تقديري.

ناديه محمد الجابي
06-04-2014, 07:37 PM
من واقع ما تعيش تستمد المادة لإبداعك
وبقلم خبير وسرد مشوق تخلد تلك الحداث بحروف عبقرية.
سلم يراعك.

خلود محمد جمعة
08-04-2014, 12:25 PM
تطويع الحرف لرسم الحقيقة وتوصيل الفكرة بسلاسة ولغة بسيطة متينة تعطي ابعاد اخرى لمتعة تصفح حروفك أديبنا
جمال في الحرف وعمق في الفكر وطرح واعي لقضايا جادة
تجدد مستمر
دمت سلس الحرف
مودتي وكل التقدير