المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. والأكُفُّ تُخَضَّبُ



أ.د/ مصطفى الشليح
10-06-2010, 11:49 PM
.
.


.. والأكُفُّ تُخَضَّبُ



أمنْ بحْركَ القفرُ الذي يَتهيَّبُ = إذا ما تراخى منكبٌ قامَ منكبُ
أم الراسياتُ الكاسياتُ أوانسٌ = وقدْ ماسَ ريّانٌ وهامسَ موكبُ
أم الآسياتُ الناسياتُ عرائسٌ = هوادجُها مِنْ حسْنها تتوثبُ
أم الماسياتُ الجاسياتُ مقابسٌ = دماليجُها النورُ النَّديُّ المُحجَّبُ ؟
.=.
على وترٍ أدنى من القوس مَوْهنـًا = تسللَ خيطٌ منكَ والليلُ يكتبُ
وماذا يقولُ الليلُ ؟ يسكبُ كاتبٌ =على ورق الرؤيا مَداه ويرقبُ
وأرتقِبُ السُّقيا ولستُ بشاربٍ = أيشربُ صادٍ صادرٌ يتأوَّبُ ..
ولا كأسَ ؟ للبيد الغريبةِ كأسُها= ولي غُربَة المعْنى المكابر. أشرَبُ ..
صَدى كلماتي. أنقعُ الغلة التي= تُسامرني منْ حيْثما هبَّ غيهبُ
وأقطع هذا الليلَ وحْدي، وأسْحبُ .. = البراري وراءَ الليل حينَ أسْحبُ
وأفزعُ، مَبْهورًا، إلى حُلل الحِمى = لأكسو فراغَ القول. مَنْ كانَ يعتبُ ؟
ومَنْ يعذبُ العريُ البهيُّ مُلوِّحًا = بلوحِه والأريُ المُلوِّحُ يَعذبُ ؟
ومَنْ قيسُه كانَ القليبَ لغاربٍ = كأنَّ قِسيًّا تَرتوي حينَ تنشبُ ..
حكايتَها بينَ القبائل سُمَّرًا = وللنار ألهوبٌ، وللدَّار عنكبُ ؟
.=.
.. ومَنْ صاحبٌ لي والجدارُ بدا وما = بدا ؟ هلْ أراه، الآنَ، أيَّانَ أصحبُ ..
العمائمَ تاريخـًا وأصعدُ بابه =دخولا إلى التاريخ ؟ مَنْ كانَ يرقبُ ؟
وهلْ يتملىَّ جانبٌ منه صَعْدتي ..= أنا الساكبُ المسكوبُ لا يتصوَّبُ
وليسَ يخبُّ السَّيرَ طيَّ مسافةٍ = هيَ الكاتبُ المكتوبُ تنأى وتقربُ
وتذهبُ أنى شاءَ هدهدُها .. الذي = همى نبأ يأتي بأمرٍ ويذهبُ
تُهذِّبُ أوراقَ المسَاء نداوةً = ومنها الذي، بالرَّقرقاتِ، تُهذِّبُ
إذا المندلُ المشتاقُ يرسو طلاوةً = منَ الغيبِ يحبو سطوُه المُتطيبُ
ويصْبو، سؤالاتٍ، إلى الغـيم وجهةً = أنادي بها: يا مُغربًا ليسَ يُعربُ
.=.
ويا جبلا مِنيِّ الكهوفُ ومنكَ ما = خلعتُ به النعْلين أيَّانَ أغربُ
وقدْ أجهشَ الوادي إذا النورُ آيةٌ = وأجهشتُ ؟ ماذا قلتُ ؟ عنقاءُ مُغربُ ؟
وما قلتُ إلا خشعة إثرَ خشعةٍ = ولا لغةٌ لي مثلما كنتُ أحْسبُ
حَسبتُ الحُروفَ الدانياتِ قطوفها = حروفـًا وما خلتُ المعانيَ تُسلبُ
وما خلتها ميْساءَ ترنو بخُلَّبٍ = تماهتْ طيوفا، وهْيَ منيَ قلَّبُ
تناهتْ حُتوفا ما عرفتُ مقادتي = بها .. وأنا قيد المتاهةِ أطربُ
.=.
أنا ذروةُ الفوْضى ومِنْ نزوانِها = اشتعلتُ، ولي ماءُ البداهةِ مَطلبُ
أغالبُ بردًا فالخُطى مشتلُ الجذى = بمُلتهبٍ يحْدو الخطى منه أغلبُ
له واحةٌ، والبيدُ راحاتُ مَوقدٍ = تحفُّ الرسومَ الشاخصاتِ وتنهبُ
مُعلقةً خرقاءَ بعضَ هُذائها = وتذهبُ، والبابُ المواربُ يخطبُ ..
.=.
أنا ما خطبتُ الودَّ يا طللَ الحِمى = وما جئتُ إلا طائفًا أتقرَّبُ
وكنتُ دخلتُ البحرَ فجرًا وليلتي= .. ولا بحرَ إلا مُهجةٌ تتوثبُ
أهبْتُ بها أنْ لمْلمي، مِنْ تبعثُري= خُطايَ التي كانتْ خُطايَ. سأركبُ ..
إلى لغتي مُهرًا أجاذبُه المَدى = رُنـوًّا إلى اللا شيْئ ظمآنَ يَجذبُ ..
وأركبه وَسْنانَ ينتهبُ الرُّؤى = إلى دافق ريَّانَ بالشوق يصْخبُ ..
وأصْخبُ، رقراقـًا، فينتبه الندى = إلى الهامس المهْموس، والدنُّ يعجبُ
وأعجبُ منِّي، والمسيلُ قصيدةٌ = مُؤانسةٌ، كيفَ القصيدةُ تعتبُ ؟
.=.
أنا ما عتبتُ. الليلُ كانَ عاتبـًا = وكانَ يُورِّي ما أقولُ ويَحْطِبُ
وكنتُ أنا ألغو بقافيةٍ غوتْ = بإثـفيةٍ، والحرفُ أمرًا يُقلِّبُ
وكانَ رمادُ الفجْر ساريةً هوتْ = منَ الحَلك المأسُور نقعا يُرتِّبُ ..
نشيدَ البراري للبراري. أنا الذي = أرتِّبني سجعـًا ليمرعَ مُجدِبُ
ويطوي كلامَ البحر والخرقةَ التي = تطارحه المعْنى فلا كانَ مُعربُ
ولا كانَ، منذورًا لأبلجَ مُغـربٍ = كـتابُ الليـالي .. والمهامهُ كوكبُ
ولا قالَ لي البحرُ المُسافرُ خلسةً = حكايته .. عنْ شاعر يتأهَّبُ
ليعْبرَ ما كانَ المرايا ترقبـًا = وقدْ عبثَ المهوَى بما يترقبُ
وللرُّوم بحرٌ والعروبةُ شطه = وقدْ نشطتْ حِلفـًا وعَربدَ موكبُ
وللرُّوم أوفـاقٌ بغطرسةٍ جرتْ = بعَتمتِها إمّا القاذفاتُ تصبَّبُ
.=.
كأنَّ بها حِقدًا عنيدًا وما بها = عنادٌ مديدٌ حاقدٌ يتقلبُ
ولكنْ زباناها الكياسة والجَذى = مُراودة.ً منْ قامَ ؟ ثمةَ عقرَبُ
وثمَّ، برقطاءِ الأماني، تطوُّحٌ = وكلٌّ لدى كلٍّ .. مدًى وتَسرُّبُ
وكلٌّ، بليلى، واجدٌ مُتواجدٌ = وليلى امَّحتْ بينَ المضاربِ تَندُبُ
وليلى الجراحاتُ التي تَسكنُ السُّرى = إذا الليلُ يعْرى والذُّرى تتحدَّبُ
.=.
لمنْ سأقولُ: البَحْرُ يلهـثُ نازفـًا = دمـًا عربيـًّا .. والأكُـفُّ تُخَضّبُ .. ؟
.=.

.
.

محمود فرحان حمادي
11-06-2010, 12:31 AM
أ.د مصطفى الشليح
خريدة فريدة رصيتة
وهو ديدانك في أداء الجمال الشاعري الآسر
تكتب بلغة طيّعة وخيال رحيب
بوركت الشاعرية الفذة
تحياتي

د. سمير العمري
12-06-2010, 06:43 PM
قصيدة أخرى مبهرة الجرس والتركيب ركبت سفينة الإبداع على بحر الطويل!

دام هذا الحرف المتألق النابض!

للتثبيت.


دمت بخير!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. عمر جلال الدين هزاع
14-06-2010, 12:37 AM
مثير خطير في لغتك و فنياتها العالية التي تأطرت لوحات شعر في معرض من فصاحتك و تدفق قريحتك الفياضة
لا عدماك أيها النبيل
و دمت كما أنت
ــــــــــــــــــ
تجلتي

ماجد الغامدي
14-06-2010, 12:03 PM
لا فُض فوك استاذنا القدير الشاعر المُحلّق في فضاءات الإبداع والتميّز

لغة شعرية عالية ورسائل صادقة وخيال خصب يأخذك في رياضة فكرية ونزهة روحية في تداخل الصور وعبقرية الشاعر وسمو المشاعر




أنا ما خطبتُ الودَّ يـا طلـلَ الحِمـى
ومـا جـئـتُ إلا طائـفًـا أتـقـرَّبُ
وكنتُ دخلـتُ البحـرَ فجـرًا وليلتـي
.. ولا بحـرَ إلا مُهـجـةٌ تتـوثـبُ
أهبْتُ بها أنْ لمْلمـي، مِـنْ تبعثُـري
خُطايَ التي كانتْ خُطايَ. سأركـبُ ..
إلـى لغتـي مُهـرًا أجاذبُـه المَـدى
رُنوًّا إلى اللا شيْئ ظمـآنَ يَجـذبُ ..
وأركبـه وَسْنـانَ ينتهـبُ الــرُّؤى
إلى دافق ريَّانَ بالشـوق يصْخـبُ ..
وأصْخـبُ، رقراقًـا، فينتبـه النـدى
إلى الهامس المهْموس، والدنُّ يعجـبُ




كل الإعجاب والتقدير

أ.د/ مصطفى الشليح
14-06-2010, 08:19 PM
.
.



الأستاذ الشاعر المبدع
محمود فرحان حمادي


سعدتُ بتكريمك لي
وبشهادتك الأنيقة العميقة
شكرا لك


تحياتي وتقديري

أ.د/ مصطفى الشليح
14-06-2010, 08:22 PM
.
.



الأستاذ الشاعر الكبير
د/ سمير العمري


شكرا لك يا سيدي الفاضل
على تلطفك بالتعقيب وبالتثبيت
سلمتَ ودمتَ مبدعا


تحياتي وتقديري

أ.د/ مصطفى الشليح
14-06-2010, 08:25 PM
.
.



الأستاذ الشاعر الخطير
د/ عمر هزاع


ترفق بأخيك
وهل في الشعر أخطر منك
ومن قصائدك ذات الرياسة والنفاسة ؟


محبتي

أ.د/ مصطفى الشليح
14-06-2010, 08:27 PM
.
.




الأستاذ الشاعر الكبير الخبير
ماجد الغامدي


. وأعرفك شاعرا مجيدا غريدا
وأعرف، في شعرك، صفاء الماء ورواء البهاء
شكرا لأخوتك


تحياتي وتقديري

جهاد إبراهيم درويش
14-06-2010, 10:08 PM
لمنْ سأقـولُ: البَحْـرُ يلهـثُ نازفًـا
دمًا عربيًّا .. والأكُـفُّ تُخَضّـبُ .. ؟
لله درك
شاعرية متمكنة ونبض أصيل
أجدتها لغة وتصويرا وأداء وسبكا
بورك النبض الشاعري
الذي يجبرك أن تعود لقراءتها المرة تلو المرة

دمت بألق شاعرنا الكريم

هدى عبد الرحمن
14-06-2010, 10:23 PM
المكرم د.مصطفى..أنتَ لا تكتبُ يا ابنَ العدْوَتَينِ ..أنتَ تنحتُ الأبجديةَ فنّا فاخراً..ثمّ تتْرُكنا نتأمّلُ فنّكَ بدهشةٍ...
أخي المكرم سعدتُ بكَ ههنا ..واحة الخير..حيثُ الشّعرُ و النّقاءُ و الحرفُ الحسنُ...
تحيتي الـ تعرفُ و أنقى...
خضراء الرّوح..هـدى

محمد إبراهيم الحريري
15-06-2010, 08:35 AM
أنا ما خطبتُ الودَّ يـا طلـلَ الحِمـى

ومـا جئـتُ إلا طائـفًـا أتـقـرَّبُ

أستاذي

شاعرية عالية الفكرة والخيال فيها مجنح بين نجوم معان وكواكب لغة .

وقفت عند هذا البيت ، ونتيجة التفكر ، لو قلت هذا البيت لكفاك خلدا .

شكرا والتحيات أيها الكبير

يحيى سليمان
15-06-2010, 09:52 AM
على أعتاب قصيدتك أعرف أني بصدد
لا مألوفية القصيدة العمودية
وهذا الصدد يأسرني فشكرا لك

ربيحة الرفاعي
15-06-2010, 09:55 AM
عجيب هذا الامتلاك الاستثنائي لناصية الحرف وروح القصيد
تألقت شاعرا وتوهج حرفك الرصين زهوا في صور شعرية بديعة

دمت بألق

أ.د/ مصطفى الشليح
15-06-2010, 11:43 PM
/
/




الأستاذ المبدع الفاضل
جهاد إبراهيم درويش


لعلَّ كل ما تكرمتَ به
حسن ظنٍّ بأخيك، فكل الشكر لك


تحياتي وتقديري

أ.د/ مصطفى الشليح
15-06-2010, 11:48 PM
.
.



الأستاذة الشاعرة الفاضلة الأصيلة
هدى عبد الرحمن


شعرك الريان رياض الورد
حين أقرأ لك أحدسني بين العدوتين

فخر لنا أن تكون لنا شاعرة
بحجم سموقك المدهش شعرا أخاذا


تحياتي وتقديري

أ.د/ مصطفى الشليح
15-06-2010, 11:53 PM
.
.




الأستاذ الشاعر المفلق
محمد إبراهيم الحريري


لعمري منذ قرأتُ لك في منبر آخر
قلتُ: هذا فارس شاعرٌ وهذه قصيدةُ الفتنةِ

تفتن بجزالتك ووسامة شعريتك
وإذا أطلتَ، وأنت مطيلٌ، أجلتَ نظرا في محاسن الكلام

يسعدني أن يقرأ لي شاعرٌ بقامتك الفارعة


محبتي وتقديري

أ.د/ مصطفى الشليح
19-06-2010, 11:05 PM
.
.



الأستاذ الشاعر المبدع
يحيى سليمان


تَشرف القصيدةُ بإطلالتك الشاعرية
شكرا لك ودمتَ مبدعا


تحياتي وتقديري

عبدالهادى العمري
19-06-2010, 11:28 PM
بلادُك نَجدٌ والمُحبّ عِراقي
فَغير التَمنّي لايَكُون تـَــلا قي
ولو إنَّ طَيفا" زارَ طرفيَ ساهدا"
لكُنتُ رَجوت القُربَ بَعدَ فُراقِ
بَلى ، قد أرى تِلكَ المغانيَ تَعِلّةٌ
فأَحسب إني زائرٌ ومُــــــلا قي
أرى الدَهرُ يأبى في تألّف شَملُنا
كأني أُعاديه فرام شقــــــــاقي
هيَ الشَمسُ في أُفق السماء مقرُّها
فكَيفَ براق نَحوها ببــُـــــراقِ
ألا هل أراني واجدا" ريحَ وصلهم
وان عَدموني صُحبَتي وَرفـــــاقي

صقر أبوعيدة
20-06-2010, 08:25 AM
جلست هنا بين هذه الرياحين لأنهل منها وأرتوي
نقرأ ونقرأ وندخل في اللغة ونرجع للقاموس لإثراء ما ينقصنا
وبعد أن نفهم المعنى ندخل في فك رموز الصور فنجدها عالما آخر من الجمال
شاعرنا

لمنْ سأقـولُ: البَحْـرُ يلهـثُ نازفًـا
دمًا عربيًّا .. والأكُـفُّ تُخَضّـبُ .. ؟
إطار اللوحة هنا
شكرا لك