المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سين من الناس



أحمد العسكري
11-06-2010, 06:59 PM
سينٌ من الناس



شعر
أحمد العسكري




أسعى لبدري ويسعى بي الى أُحُدي
ياليتَ رأسيَّ مفصولٌ عن الجسَـــدِ



حملتُــــهُ ألفَ عـارٍ فوق ناصيتي
مثلَ الحــواريِّ مصلوباً على وَتَدِ



أهفو لنصريَّ حتى كِدتُ أُدرِكُـــهُ
يشُدني حبلُهُ المصنوع من مَسَدِ



يارأسيَّ الشارِدَ المهجور يا ألماً
مهما بحثتُ برأسي عنهُ لم أجِدِ



أريدُ نصراً ولو في حضنِ غانيــــــةٍ
مادامت السوحُ كالمبغى فخُض وزِدِ



كل الهزائِمِ في صدري قد احتشَدَت
زَنَت بقلبي وأسقت سُمها كبِــــدي



أدمانيَّ الهجرُ ويحَ الحادِثـــــات ألا
أدمانيَّ القربُ من أهلي ومن بلدي



معلقٌ في خطوط الطول أذرعُها
ذرع الغريب وأحدو بالهمــــومِ حـــدي



وأسألُ الناس عني هل تُرى وجَدوا
حــلاً لعقـــدي وتأويلاً لِمُعتقَـــــدي



مالي تُكسِّرُني المــــراة حين تَــــرى
وجهي أتِلكَ الشظايا حاضري وغدي



لو قُلتُ شعراً يُصَمُّ الخلقُ أجمعهم
وان سكتُّ يصيح الناسُ بي أعِــدِ



أنأى بنفسيَّ عنها لستُ أعرفُني
صناجةُ الشعر أم قيثارة النكـــدِ



أنا فلانٌ جـــوازي لستُ أحمِلـــــــهُ
سينٌ منَ الناس مطروحٌ من العددِ



أنا اذا عُــــدت الأحيــــاءُ لاأحــــــــدٌ
وتأنف الروحُ يومَ الحشرِ من جسدي



وأُشبِه الذلَ كم ساءلتُهُ زمناً
أ والدي أنتَ ياذُلايَ أم ولدي



أنا انكسارُ يتيمٍ يومَ فرحتــــــهِ
بمقدمِ العيد..مفطومٌ على الكمَدِ



شخصٌ ولكنَّ لاشخصاً بداخلـــهِ
لاشيءَ يسكنُ في أعماقِ لا أحَدِ



لمّا ولدتُ استجابَ الناس أجمعهم
لكن أُميَّ لم تسمع صدى الولـــــدِ



قد كنتُ أصرُخ كالمذبوح منتحباً
بحقِ طُهــــرِكِ يا أُمــــاه لا تَلِدي



سألتُ عني سجلات النفوس فلم
أعثُر لنفسي على نفسٍ ولم أجِدِ



لاشيءَ عني سوى حُكم لمحكمةٍ
بتهمةِ الجسدِ المفقود من لحِدي



دمي المُعتقُ مطلوبٌ بما اقتَرَفت
كل السلالاتِ من إثــمٍ ولم تَعُـــدِ



أُصافِحُ الموت لكني أُصافِحُهُ
علّي أُأجِلُـــهُ من راحـــةٍ ليَدِ



انا المُسيَّرُ ماخُيِّـــرتُ في قَـــــدَرٍ
لم أنتَخِب لم أرى الأخبار لم أُرِدِ



عاشَ الرئيسُ برأسي كالسُبات فلم
يُحرر الروح أو يُطلق يدَ البلَــــــدِ



عاشَ الرئيسُ فإني صرتُ أُشبِههُ
عساهُ يبقى على عُنقي الى الأبَـــدِ

الطنطاوي الحسيني
11-06-2010, 08:50 PM
أسعى لبدري ويسعى بي الى أُحُدي
ياليتَ رأسيَّ مفصولٌ عن الجسَـــدِ



حملتُــــهُ ألفَ عـارٍ فوق ناصيتي
مثلَ الحــواريِّ مصلوباً على وَتَدِ



أهفو لنصريَّ حتى كِدتُ أُدرِكُـــهُ
يشُدني حبلُهُ المصنوع من مَسَدِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أحمدالعسكري الشاعر الرائع
قراتها في موقع اخر
ونحن هنا لو قلت شعرا نقول لك اعد ولو صمت هممنا لك حتى تنتح شعرا رائعا
كالنحل
رائع اخي وما قيمة شهادتي
لي شرف المعانقة الآولى

محمود فرحان حمادي
11-06-2010, 11:32 PM
أدمانيَّ الهجرُ ويحَ الحادِثـــــات ألا
أدمانيَّ القربُ من أهلي ومن بلدي

نبض صادق وفي
جمال حرفك يكمن في صدق المشاعر التي تبوح بها شاعرنا المبدع أحمد العسكري
فتدخل القلب بدون استئذان
فضلا عن روعة مفردتها ورصانة سبكها وحسن الأداء التي يحيطها
أحسنت وأجدت كما عودتنا
تقبل خالص الود

جهاد إبراهيم درويش
12-06-2010, 04:57 AM
عاشَ الرئيسُ فإني صرتُ أُشبِههُ
عساهُ يبقى على عُنقي الى الأبَـــدِ

بوركت شاعري ..
فيبدو أن الرئيس في بلاد العرب لا يموت وعو يظل خالداً فيها إلى أبد الآبدين
لوحة نابضة بالمشاعر الصادقة والعاطفة الجياشة التي تضفي عليها صدقا ورونقا ..
أحسنت لغة وتصويرا وأداء وسبكا ..
تحياتي لهذا النبض الأصيل ..

همسة ..
عفواً أخي الكريم ..
هلا قلصت المسافات بين الأبيات فلعل هذا أجمل وأروح
دمت بود وحب
مودتي

محمد إبراهيم الحريري
12-06-2010, 07:43 AM
هذا إبداع يا أخي أحمد
لم أترك النص قبل أن آخذه معي .
تتحدث باسم العالم المسحوق ، وكانك الناطق الأدبي باسمه ، وهذا الشعر الذاتي يصصلح لكل زمان ومكاني فهو يمثل إنسانية الشاعر
وفقك الله

د. سمير العمري
28-11-2010, 04:06 PM
هذا نص زاخر بالشعر متخم بالألق مبهر بالعبق!

لله درك شاعرا مبدعا ، ولله در هذه القصيدة التي تستحق الإشادة والثناء!

للتثبيت.

دمت بألق!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

حازم محمد البحيصي
28-11-2010, 04:29 PM
أخي الحبيب

هذا نص بديع وشعر رفيع وحرف ماتع حاز إعجاب حقا ً

أبعدت شعرا ً ولسان َ حال ٍ

تحيتي لك

محمد الحسين الزمزمي
28-11-2010, 08:59 PM
سينٌ من الناس



شعر
أحمد العسكري




أدمانيَّ الهجرُ ويحَ الحادِثـــــات ألا
أدمانيَّ القربُ من أهلي ومن بلدي



مالي تُكسِّرُني المــــراة حين تَــــرى
وجهي أتِلكَ الشظايا حاضري وغدي



لو قُلتُ شعراً يُصَمُّ الخلقُ أجمعهم
وان سكتُّ يصيح الناسُ بي أعِــدِ
وأُشبِه الذلَ كم ساءلتُهُ زمناً
أ والدي أنتَ ياذُلايَ أم ولدي

قد كنتُ أصرُخ كالمذبوح منتحباً
بحقِ طُهــــرِكِ يا أُمــــاه لا تَلِدي






هنا قرأتُ شعرا يشجيني دهرا أيها الحبيب .
تحياتي لك لا تنتهي .

همسة :

انا المُسيَّرُ ماخُيِّـــرتُ في قَـــــدَرٍ
لم أنتَخِب لم أرى الأخبار لم أُرِدِ

لم أرى = لم أرَ

دمتَ سالما .
في أمان الله .

محسن شاهين المناور
28-11-2010, 10:25 PM
أخي الحبيب أحمد العسكري
بوركت شاعرا . . رغم الألم والوجع
قصيدة تستحق الوقوف باستعداد أمامها لقوة معناها ومبناها
الفرق شاسع بين من يكتب من بحر الألم ومن يقف على الشاطيء متفرجا
دام ألقك وابداعك . .
ودمت بكل الخير

سالم العلوي
29-11-2010, 06:28 AM
إبداع فوق العادة
ورصيد الهم والحزن والكدر بحر لا ينقطع يرفد كل طالب ..
غصت في الجرح حتى الثمالة أيها الكبير شعرا وشعورا ..
ودمت بخير وعافية.

محمد ذيب سليمان
29-11-2010, 04:15 PM
يبدو أن سين من الناس أضحى ينطبق
علينا جميعا وما نلاقيه أيضا من سين من الناس لا يقل هما
مبدع قوي السبك والعبارة
دمت مبدعا

رفعت زيتون
29-11-2010, 09:44 PM
.

صدّقني أخي

حتى لو لم أقرأ اسمك لعرفت أنها لك

فأسلوبك الجميل أصبح سمة خاصة بك

إبداع حقيقي في الصور والتراكيب

تدخلنا في الدهشة عند كل بيت

جميل أنتَ شاعرنا

.