تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عصرنة !!



د. عمر جلال الدين هزاع
12-06-2010, 03:21 AM
عَصرَنَة !!


**




أَنا لَستُ فِي صَدَدِ السُّؤالِ عَنِ الفَضِيلَةْ
وَ عَنِ اختِلافِ النَّاسِ فِي مَعنَى الرَّذِيلَةْ
أَنا لَستُ فِي صَدَدِ الحَدِيثِ عَنِ الخِيانَةِ مُنذُ أَيَّامِ الطُّفُولَةْ
وَ عَنِ احتِرافِ الكِذبِ مِنْ عَهدِ الفِطامِ إِلَى الكُهُولَةْ
فالعَصرُ تَحكُمُهُ انقِلاباتُ المَفاهِيمِ القَدِيمَةِ
وَ الذِي بِتنا نَراهُ حَقِيقَةً
قَدْ كانَ بِالأَمسِ القَرِيبِ مِنَ الأُمُورِ المُستَحِيلَةْ
**
يا أَيُّها المُستَنسَخُونَ مِنَ الرِّجالِ بِلا رُجُولَةْ
هَذا زَمانُ الجُبنِ لا زَمَنُ البُطُولَةْ
هَذا زَمانٌ لا كَما كُنَّا نَعِيشُ وَ إِنَّما
زَمَنُ المَفاهِيمِ البَدِيلَةْ
بِاسمِ الحَداثَةِ أُمَّةُ الغاياتِ بَرَّرَتِ الوَسِيلَةْ
بِاسمِ التَّحَرُّرِ بِاسمِ عَصرَنَةِ الحَياةِ الغَدرُ أَمسَى مِنْ تَقالِيدِ القَبِيلَةْ
بِاسمِ احتِرامِ الآخَرِينَ الدَّولَةُ العِبرِيَّةُ امتازَتْ بِحَقِّ الثُّلْثِ فالثُّلْثَينِ فِي القُدسِ الشَّرِيفِ وَ ما يَزالُ السَّعيُ مَوصُولًا إِلَى الثُّلْثِ الأَخِيرِ وَ ما تَزالُ الأُمَّةُ العَرَبِيَّةُ الحَمقاءُ تُهدِيها احتِراماتِ السِّياداتِ العَمِيلَةْ
وَ مُبارَكاتِ القادَةِ الزُّعَماءِ فِي القِمَمِ الذَّلِيلَةْ
وَ أَنا ؛ وَ بِاسمِ جَمِيعِ مَنْ ماتُوا دِفاعًا عَنْ عُرُوبَتِنا الكَلِيلَةْ
فَضَلَّتُ إِنهاءَ الصِّراعاتِ الطَّوِيلَةْ
فَنَفَضتُ عَنِّي ما تَبَقَّى مِنْ أَبِي وَ عُرُوبَتِي وَ هَوِيَّتِي فِي حِضنِ " سالُومِي " النَّحِيلَةْ
فالنَّومُ فِي حِضنِ العَدُوِّ يَفُوقُ - فِي مِيزانِ قادَتِنا - الفُحُولَةْ
وَ يَزِيدُ عَنْ زِنَةِ النِّضالِ بِقَبضَةٍ مِنْ رَملِ بَغدادَ القَتِيلَةْ
**
قَدْ أَنجَبَتْ " سالُومِ " لِي طِفلَينِ مِنْ دَمعِ المَحاجِرْ
" إِيهُودَ " : يُشبِهُها , وَ يُشبِهُنِي : " أَلِيعازِرْ "
فِيما العُرُوبَةُ أَغمَضَتْ أَجفانَها لِلنَّومِ فِي ظِلِّ الخَناجِرْ
وَ الإِخوَةُ الأَعداءُ قَدْ سَلُّوا السُّيُوفَ وَ جَرَّبُوها فِي الحَناجِرْ
تَبًّا ؛ فَما كانَتْ صَقِيلَةْ !
**
" سالُومِ " ؛ يا العِبرَيَّةَ النَّسَبِ الأَصِيلَةْ
قُومِي - مَعًا - نَرقُصْ عَلَى عَزفِ الحِكاياتِ الكَسُولَةْ
رَقصَ الحُكُوماتِ التِي شاخَتْ وَ ما كانَتْ لِتَرضَى أَنْ تَكُونَ المُستَقِيلَةْ
**
" سالُومِ " ؛ لا تَستَغرِبِي مِنْ هِمَّةِ العَرَبِ الضَّئِيلَةْ
فالأُمَّةُ الحَمقاءُ ما زالَتْ تَجُرُّ الوَهمَ نَحوَ الوَهمِ وَ الأَوجاعَ لِلأَوجاعِ فِي طَرَفِ المُعادَلَةِ الثَّقِيلَةْ
**
" سالُومِ " ؛ لا تَستَنكِرِي
أَنا لَستُ أَوَّلَ بائِعٍ فالكُلُّ قَبلِي أَهدَرُوا شَرَفَ الحُمُولَةْ
وَ الكُلُّ خانُوا اللَّهَ خانُوا الحَقَّ خانُوا الواجِبَ المَفرُوضَ خانُوا الأَرضَ خانُوا هَذِهِ الأُمَّ النَّبِيلَةْ
بِالدَّمعِ بِالبِترُولِ بِالأَطفالِ بِالأَعراضِ بِالحِجَجِ الهَزِيلَةْ
**
" سالُومِ " ؛ قَدْ فَرِغَتْ زُجاجَةُ أَحرُفِي
وَ قَدِ انتَهَيتُ
وَ ثَوبُكِ الشَّفَّافُ يُظهِرُ لِي مَفاتِنَكِ الجَمِيلَةْ
فَتَمَهَّلِي
كَي أَكتُبَ السَّطرَ الأَخِيرْ
وَ لْتَسبِقِينِي لِلسَّرِيرْ
فَسَأَختُمُ الآنَ الحَدِيثَ بِكِلمَةٍ أُخرَى عَجُولَةْ
وَ تَحِيَّةٍ سَكرَى خَجُولَةْ !!

جهاد إبراهيم درويش
12-06-2010, 04:43 AM
الله .. الله
ما أبدعك شاعري ..
وما أصدق عزفك هذا ..
عزفت مأساة أمة ضاعت هويتها بين الأمم .. فأصبح أبناؤها نهبا للشهوات يلهثون خلفها ولا يملوا ..
رائع هذا العزف ماتع حرفه
صادقة عاطفته حلو جرسه ..
أبدعت شاعري كعادتك فلله درك
بورك النبض وبورك صاحبه

تقبل عاطر الحب والتحية

محمد إبراهيم الحريري
12-06-2010, 07:41 AM
عصرتة حملت المواجع بصيغة الصدم المفاجئ للحقائق ، وأتت بضدية المعنى دون التباس للغاية المقصودة ، وأخذت عن طريق المقابلات الخوض بالفكرة لتضع القارئ/ة أمام الحقيقة واضحة ،
سرد للماضي والحاضر مع التركيز على فوضوية العصر مقارنة مع الماضي ، واستفزازا للهمم جاءت التراكيب موحية إلى تقزم الأمة وهروبها ، وهي التي صنعت المجد سابقا
شكرا لك أخي عمر

محمود فرحان حمادي
12-06-2010, 02:29 PM
لوحة صادقة لحال مؤلم
وخلجات ساخرة عن أمة غربت عنها شمس العزة والكرامة
وتصوير بارع لتداعيات أثقلت كاهل الرجال الأوفياء البررة
ولكنها الحقيقة المرة التي سيتلوها مجد مؤزر
بورك الحرف والنبض
وتقبل خالص التحية شاعرنا

د. عمر جلال الدين هزاع
13-06-2010, 12:46 AM
الله .. الله
ما أبدعك شاعري ..
وما أصدق عزفك هذا ..
عزفت مأساة أمة ضاعت هويتها بين الأمم .. فأصبح أبناؤها نهبا للشهوات يلهثون خلفها ولا يملوا ..
رائع هذا العزف ماتع حرفه
صادقة عاطفته حلو جرسه ..
أبدعت شاعري كعادتك فلله درك
بورك النبض وبورك صاحبه

تقبل عاطر الحب والتحية


لا عدمت الأمة أبناءها البررة أمثالك
فلك أخي الحبيب ألف تحية و تقدير لما أنت فيه من نبل المقاصد و رفعة الحضور و دوام الوفاء
خالص تجلتي

محمد ذيب سليمان
13-06-2010, 01:17 AM
با لك من رجل
قدمت ما أردت في قالب يميل الى السخرية من
سراة القوم ومن يملك الأمر
دفعت بنفسك للواجهة وقصدت الضد
أبدعت اذ رميتنا بواقع نعيش لتنبه الى أن دفن الرؤوس في الرمال لا يغير الحقائق
ساكت أقصر الطرق لتضع المرآة أمام الوجوه
مبدع دائما

د. عمر جلال الدين هزاع
14-06-2010, 12:40 AM
أبا القاسم :
ــــــــــــــــــ
مرورك بها يرفعها درجات فكيف و أنت تثمن ما جاء فيها و تضع يدك على الجرح لتبلسمه ؟؟
دمت لمحبك
ولك ودي و تقديري

سالم العلوي
14-06-2010, 08:44 AM
طيب الله أنفاسك يا أبا حفص
لعلها المرة الأولى بالنسبة لي أراك فيها تفعيلي الوزن ..
ولكن كعادتك مفلق .. مهما ارتدت قصيدتك من رداء .. وتزيت بزي ..
ويبدو أن بينك وبين البيان الجميل عهدا أن لا تفترقا ..
حفظك الله فارس حرف .. وفكرة.
ودمت بخير وعافية.

د. عمر جلال الدين هزاع
15-06-2010, 01:32 AM
أخي الحبيب محمود
ــــــــــــ
دام صوتك الصادق و حسك العميق الذي يشرف صفحتي
فلا عدمتك

ثائر الحيالي
15-06-2010, 09:17 AM
" سالُومِ " ؛ قَدْ فَرِغَتْ زُجاجَةُ أَحرُفِي
وَ قَدِ انتَهَيتُ
وَ ثَوبُكِ الشَّفَّافُ يُظهِرُ لِي مَفاتِنَكِ الجَمِيلَةْ
فَتَمَهَّلِي
كَي أَكتُبَ السَّطرَ الأَخِيرْ
وَ لْتَسبِقِينِي لِلسَّرِيرْ
فَسَأَختُمُ الآنَ الحَدِيثَ بِكِلمَةٍ أُخرَى عَجُولَةْ
وَ تَحِيَّةٍ سَكرَى خَجُولَةْ !!

الأستاذ المبدع د. عمر جلال الدين هزاع

لله درك من شاعر ٍ تستمطر الحرف كيف ما تشاء ..
كأني لا أود أن انتهي إلى السطر الأخير وأنت تنزع عن الذات ما يوجعها

دام حرفك ..ودمت من ألق ٍ إلى ألق

حماك الله ..ورعاك

محبتي ..واحترامي

يحيى سليمان
15-06-2010, 10:03 AM
قرأتها أكثر من مرة وكل مرة يتجدد جمالها
لا أخفيك سرا أني من عشاق عمودك
ولكن هذه أجبرتني على تجرعها حتى الثمالة
فسكرتُ

العمودي
15-06-2010, 10:49 AM
في قراءة شعرك نوع من الإدمان أوسمية السحر
أنت ساحر

تجيد فك الطلاسم وكسر المراسم ورشف المباسم
لله أبوك

وسوف أحاول أن لا أقرأ لك بعد اليوم لأنك تلهيني وتشدني إليك شدا

ربيحة الرفاعي
15-06-2010, 11:16 AM
امطرت عيني يا صديق بدمعة قد خلتها حتى تراءت مستحيلة، وسحقت جبهة عزمتي بحقيقة محقت معانيّ النبيلةْ، فوقفت في صفحات صدقك أقرأ الصفة الهزيلة، لعروبتي وشموخ عرقي للعباءات الذليلةْ، فارحم فديت قلوبنا يا شاعري وارحم عروبتنا القتيلة.

ولا أزيد

د. عمر جلال الدين هزاع
17-06-2010, 01:20 AM
الحبيب محمد ذيب سليمان :
ـــــــــــــ
جميل في شعرك و نثرك و حضورك و ردك و شخصك و أدبك
و كلك على بعضك حبيب و أثير و أُقسم ..
فلك تحية محبك

د. سمير العمري
20-06-2010, 03:19 PM
أخذتني في جرس بحرك الهادر فما أفقت إلا في آخر القصيدة!

لا أجدك إلا قد عقدت بالفعل مع روعة البيان عقدا كاثوليكيا.

دام هذا الألق وهذا الإبداع الشعري الزاخر!

ودمت عاليا كريما!


تحياتي

مازن لبابيدي
20-06-2010, 08:25 PM
أخي أبا حفص
مبدع تمسك بقوة بلجام القصيد وتقوده ببراعة .
انعطفت بي القصيدة في زاوية حادة في ربعها الأول وكدت أقع في وادي التناقض لولا براعة السائق .

هنا أقتبس كل ما قال الأستاذ محمد الحريري ولا أجيده مثله .

أضيف فقط وجهة نظري المتواضعة وأرجو أن تتقبلها إن لم تقبلها ، فالقصيدة وإن كانت واضحة الهدف إلا أن التشاؤم والقنوط يغلب عليها وهذا يناسب حالة التردي الشديد والهزيمة النفسية التي وصلت حد الاستسلام ، المعاني التي ستترك القارئ للقصيدة في حالة اكتئاب أكثر من كونها حالة رفض وثورة على الواقع كما يراد لها .

مع كل الإعجاب والتقدير أخي أبا حفص .