زفرة

[عبد الله راتب نفاخ]

كلما رحلت بخيالي بعيداً وتخطيت تخوم هذا العالم الذي عشت أمداً طويلاً أضيق به، ولا زلت حتى الساعة لا أكن له كثيراً من الود والارتياح ، شعرت أن الجنة التي أحلم بها ليست أكثر من شفق غروبي كذلك الشفق الذي كان يكسو سماء دمشق في صيف بعيد بعيد مر عليه عشر سنين أو أكثر ، ولكنه حتى اليوم ما زال محط آمالي ومنتهى أحلامي.
هناك ...في مكان تحتفظ به ذاكرتي حيث تلون السماء حمرة تميل إلى الصفرة، و أقف أنا على شرفة منزل ما فتخالجني مشاعر أشتاق إليها اليوم ، لأني ببساطة لم أعد ذلك الفتى ذا الأربعة عشر ربيعاً،الذي تملأ قلبه فرحة و بهجة و تأثر وحب للحياة.
هل ترى كنت أنا ذلك الفتى أم ترى كان غيري، وإن كان شخصيتان فأيهما الأصلية وأيهما المزيفة ؟،و أيهما التي تكشف داخلي و أيهما التي تخبئه؟ أسئلة تترى وليس لها من جواب يشفي العليل.
كلنا نخفي حقائقنا وراء براقع نزركشها و نزينها، ونكسوها بالمساحيق والزعفران لنجمل كثيراً مما نحسبه قبحاً ،لا لشيء إلا لأن من حولنا يعدونه كذلك، فيما هو حقيقة ،و الحقيقة دوماً صنو الجمال إن لم تكن هي الجمال ذاته، ولكننا نصر على الكذب والخداع حتى غدا هذان الشران هما الخير عند كثير من الناس ، ولا يملك من يكرههما أن يواجه بشرية شبه كاملة تتخذهما سبيلاً ومنهاجاً.
بلى... إن الحياة لتفتح أعيننا على أجواء غريبة لم نكن تعودناها حين تربينا، ولذلك حين وجدنا الواقع غير ما كنا نرجو ونحسب ارتدت مشاعرنا و قلوبنا متألمة واجمة ، وراحت تسرح باحثة عن عالم جديد حاله غير حال هذا العالم .
آه منك أيتها الدنيا ...هل قدرنا أن نعبرك وحالنا هذه ....أم إن من حقنا أن نجد مكاناً لأنفسنا نرتاح إليه فيك ، أم إننا سنبقى متخبطين نسير عمياناً على غير هدى بحثاً عن بوتقة توصلنا نحو النور أو نحو الحقيقة.

[أماني عواد]

السيد عبد الله راتب نفاخ

استوقفتني هذه الزفرة الصادقة


كلنا نخفي حقائقنا وراء براقع نزركشها و نزينها، ونكسوها بالمساحيق والزعفران لنجمل كثيراً مما نحسبه قبحاً ،لا لشيء إلا لأن من حولنا يعدونه كذلك، فيما هو حقيقة ،



الحقيقة دوماً صنو الجمال إن لم تكن هي الجمال ذاته

رغم ان الكثيرين يرون القبح في الحقيقة
والبعض ربما لجمالها لا يميز اطلاقا بينها وبين الاقنعة المزركشة

سلمت سيدي ودام مدادك

[عبد الله راتب نفاخ]

و سلمت و حياك الله و باركك و بارك كلماتك الصادقة

[شيماء عبد الله]

أستاذي الفاضل

قد استشفيت من بعض مقاصدك هو ؛أن نجمل النفس بزيف وبعض من الكذب!
ما أراه جمالا مطلقا!
الزيف والخداع عملة رخيصة لايمكن ان نتجمل بها
والصدق هو النقاء والوضوح وسمو الذات
الصدق هو النجاة ووصية رسول الله فينا صل الله عليه وسلم (إياك والكذب وان كنت مازحا)
أما ان نهيم على وجهنا ونتخبط عميانا هنا استغرب أيضا وأين وجهة الله فينا !
من كان همه وشغله لله ولوحدانيته والاخلاص في عمله ، فلا يتخبط ابدا

هذه وجهة نظر ليس إلا - ووفق مفهومي-

شكرا لك وتقبل مروري ومداخلتي

سلمك الله

[عبد الله راتب نفاخ]

أستغرب بصراحة أن تكوني قد استنتجت هذا الشيء من كلامي و قد قلت بوضوح : الحقيقة هي صنو الجمال إن لم تكن هي الجمال ذاته .....
و الزفرة كلها احتجاج على عالم أغلبه يسير وفق الكذب و الخداع ......
لعلك قرأت النص على عجل فغابت عنك كثير من معانيه ....
أرى أن تعيدي قراءته على مهل ليتوضح ما كان قد استشكل عليك .....
و ألف تحية لك و شكر على مرورك
:0014::0014::0014:

[شيماء عبد الله]

كلنا نخفي حقائقنا وراء براقع نزركشها و نزينها، ونكسوها بالمساحيق والزعفران لنجمل كثيراً مما نحسبه قبحاً ،لا لشيء إلا لأن من حولنا يعدونه كذلك، فيما هو حقيقة ،و الحقيقة دوماً صنو الجمال إن لم تكن هي الجمال ذاته، ولكننا نصر على الكذب والخداع حتى غدا هذان الشران هما الخير عند كثير من الناس ، ولا يملك من يكرههما أن يواجه بشرية شبه كاملة تتخذهما سبيلاً ومنهاجاً.
بلى... إن الحياة لتفتح أعيننا على أجواء غريبة لم نكن تعودناها حين تربينا، ولذلك حين وجدنا الواقع غير ما كنا نرجو ونحسب ارتدت مشاعرنا و قلوبنا متألمة واجمة ، وراحت تسرح باحثة عن عالم جديد حاله غير حال هذا العالم .
آه منك أيتها الدنيا ...هل قدرنا أن نعبرك وحالنا هذه ....أم إن من حقنا أن نجد مكاناً لأنفسنا نرتاح إليه فيك ، أم إننا سنبقى متخبطين نسير عمياناً على غير هدى بحثاً عن بوتقة توصلنا نحو النور أو نحو الحقيقة.


شكرا أستاذي القدير على التوضيح

أنا مدركة لنبرة التذمرفهي واضحة وجلية في مقدمة ما أسلفت أنت :
وأيضا بين ثنية هذه الاسطر ولكن اعتراضي وتوضيحي هو على التسائلات المطروحة!!؟؟
مهما كان الواقع مؤلم وممزوج بالكذب والزيف والتخبط ؛ ثوابتنا ترفض منطق الحيارى
لنا قيم وأسس لاتدع لنا شكا أو إهتمام لأي ظاهرة سلبية

هنا كانت نقطة الايضاح ليس إلا
أن لانشكك بمعاني وأسس صحيحة لالبس فيها ابدا مهما كان ويكون،

وقد بينت لك هي وجهة نظر فحسب وليس طعنا بشخصك الكريم

دمت لنا ودام لنا حرفك البهي

كن بخير

[بتول الدليمي]

الاخ الفاضل عبد الله
هذه هي الحياة فهي عبارة عن خيبة امل تتبعها خيبات
ونحن كلما ازداد وعينا وكبرنا في العمر نرى قبح الحياة بصورة اكبر
نص يستحق الأحترام ويستحق الوقوف عنده كثيرا
لكـ منّى كل التقدير والإحترام

[آمال المصري]

زفرة من واقعنا الأليم الذي يزيف لنا الحقائق في أغلفة بديعة تروق لنواظرنا
ربما كذبا ... أو خداعا ً, وهناك من يقول أنه تجمل ...!
لكن أبدا ليس فيهما الخير مهما بعثا في النفس السرور .
وبالإصرار على الحقيقة سيأتي يوما يصاب واقعنا الزيف في مقتله
وسنجد في الشروق شروق
سيدي الفاضل ...
زفرتك تستحق الوقوف عندها كثيرا
دمت وهذه الروح التي تمتلك الإبداع
تقديري

[عبد الله راتب نفاخ]

أستاذة شيماء .....
شكراً لتوضيحك .... لأن عباراتك السابقة على هذه الحال لم تكن توضح حقيقة مقصدك .....:v1:
و شكراً لمرورك العطر و تساؤلاتك التي تستحق التوقف .....
و أرجو أن يتكرر هذا المرور و التفاعل من حضرتك
D:D:D:

[عبد الله راتب نفاخ]

أستاذة بتول ......
بل أنت من تستحقين كل التقدير و الاحترام ....
و الشكر لمرورك العطر
دمت بألف خير

[عبد الله راتب نفاخ]

أستاذة رنيم ....
سلمك الله .... و حفظك لنا و للمنتدى الكريم ...
و ألف شكر لمرورك و قراءتك الغالية و الواعية و الراقية
على رجاء أن يستمر هذا التفاعل و التواصل ....:noc:
و دمت بخير:

[عبدالله المحمدي]

أحدهم قال لي ذات ألم :

خلق الإنسان في كبد ..

كأنني أبصر تلك الحدايا تتهاوي على جيف متعفنة .. وتنهم في نبش النقاء الذي كان ..

قبل ان اختم هنا دعني أخي عبدالله اهمس لك :

ليت كل ما مر بنا لم يكن يوما ....على الاقل لنبقى دون نزف

تحياتي

[عبد الله راتب نفاخ]

صدقت أخي ..... لكن الألم يصنع بنا الكثير و يصنع منا الكثير
رحم الله شيخنا الرافعي الذي قال : كل فيلسوف لم يولد على شاطئ الدموع فهو مصنوع من أغلفة الكتب الجامدة ...