تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أُمُّ السَّفَائِنِ تَشْتَكِي رُبَّانَهَا



صقر أبوعيدة
14-06-2010, 11:49 AM
أُمُّ السَّفَائِنِ تَشْتَكِي رُبَّانَهَا
صقر أبوعيدة

مَنْ ذَا الّذِي خَرَقَ السَّفِينَةَ واحْتَفَى؟
وَيْلٌ لَهُمْ
خَرَقُوا السَّفِينةَ وَامْتَطَوْا خَلَجَاتِهَا
وَتَنَاوَمُوا كَيْ لا يَرَوْا زَفَرَاتِهَا
لَمْ يَعْلَمُوا غَضَبَ البِحَارِ وَكَيفَ تَكْتُمُ غَيْظَهَا
وَيْلٌ لَهُمْ
لَوْ مَدَّ رَهْطٌ كَفَّهُمْ لادَّارَكُوهَا قَبْلَ أَنْ تَتَبَلَّلا
لَكِنْ تَثَاقَلَ جَمْعُهُمْ وَكَأَنَّهُمْ خُشُبٌ عَلَى أَكْنَافِهَا
وَيْلٌ لَهُمْ وَيْلٌ لَهُمْ
*****
أَخَرَقْتُمُوهَا كَيْ تَغُبُّوا خَمْرَهَا؟!
أَفَتَطْمَعُونَ بِأَنْ تَشُمُّوا حُوْرَهَا؟!
وَالأَرْضُ حُبْلَى بِالْشَظَايَا وَالدِّمَا
فَتَذَكَّرُوا
تِلْكَ الْحَبِيبَةَ كَيْفَ كَانَتْ تَضْرِبُ الأَمْوَاجَ تَنْشُرُ حُبَّهَا
في كُلِّ بَدْرٍ تَسْتَحِمُّ وَتَمْلأُ الدُّنْيَا وَضُوءَاً لِلْفَلاحْ
والْبَرْقُ يَلْمَعُ لِلْسُيُوفِ لِتَقْطِفَ السُّبُحَاتِ مِنْ عُنُقِ الصَّباحْ
وَتَعَطَّرَتْ بِالنَّفْلِ فَازْدَانَتْ حَلاوَةُ رِيقِهَا
لا عَتْمَةً تَكْبُو لَهَا
فَالنَّجْمُ مَزَّقَ لَيلَهَا
تَطْفُو وَتَغْفُو في حَرِيرِ الشَّمْسِ تَجْنِي قُوتَهَا
مِنْ كُلِّ حَقْلٍ أَوْ نَشِيدٍ يَجْمَعُ الأَنْغَامَ دَرْءَاً لِلْرِيَاحْ
رُبَّانُهَا مَسَكَ الشِّرَاعَ وَلَمْ يُجَارِ هَوَاءَهَا
وَعَلَى الْفَرِيضَةِ يِرْتَقِي صَهْوَاتِها
لَمْ يَرْسُ في عَينٍ جَوَارِيهَا غَفَتْ في خِدْرِهَا
حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ حَرَائِرُكُمْ زَخَارِفَهَا نَسِيتُمْ طُهْرَكُمْ
وَتَشَمَّرَتْ بَقَرَاتُكُمْ لِلْحَرْثِ وِالنَّسْلُ امْتَطَى شَهَواتِهِ
وَهُنَاكَ مَنْ يَتَرَبَّصُ
لَمّا تَرَكْتُمْ رُمْحَهُ
وَصَلاتُكُمْ رَقَصَتْ عَلَى طَرَفِ الْهَوَى
فَخَرَقْتُمُوهَا وَالْرُؤُوسُ تَفَرَّقَتْ مِنْ قُرْبِهَا
وَتَقَلَّدَتْ نِيْرَ الْحُكُومَةِ والجِرَاحْ
أَسْلاكُهُمْ قَدْ أَقْفَرَتْ وَجَهَ الثَّرَى
رَكِبَ الْخَطِيبُ مَرَاسِمَ الشُّهَدَاءِ زُلْفَى وَاشْتَرَى
وَهَجَ اللَّظَى حَتَّى اصْطَلَى
ثُمَّ اسْتَجَرْتُمْ بِالّذِي رَسَمَ الْبَلاءَ وَلَمْ يَقُمْ مِنْ ظِلِّهِ
الآنَ قُمْتُمْ تَذْرِفُونَ الدَّمْعَ وَالْمِينَاءُ صَارَ مُسَوَّرَا
الآنَ هِجْتُمْ في الْبَرَارِي وَالورَى
هَلاّ تَذَكَّرْتُمْ فِرَاخَاً فِي الْقُرَى
تَأْتِي خَوَابِي قَمْحِنَا
وَدِثَارُهَا مِنْ قَشِّنَا
وَالْعَيْنُ تَبْكِي السُّمَّرَا
وَيْلٌ لَكُمْ وَيْلٌ لَكُمْ
ثُمَّ اسْتَفَقْتُمْ بَعْدَمَا هَامَ الْعَرِيفُ وَأَسْكَرَا
يَا لَيتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
صِرْتُمْ نُخَالَةَ كُلِّ مَنْ نَبَذَ الْكِتَابَ وَزوَّرَا
أُمُّ السَّفَائِنِ تِشْتَكِي رُبَّانَهَا
فَلْتَرْفَعُوا مِنْهَا الْمَرَاسِيَ رُبَّ نَجْمٍ قّدْ يُرَى

محمد ذيب سليمان
14-06-2010, 12:25 PM
لاأدري بم أعلق على هذا الغضب العارم
يبدو أن حياتنا لم تعد تصلح للفرح
ربانها ودائما ربانها هو من يخرقها
وليسلم رأسه
نيرون حرق روما
فما أشبه اليوم بالبارحة
سيخرقون ويحرقون وليسلم كرسيهم
ألا ترى أنظر يمينا أو شمالا أيوجد ما هو أهم من الكرسي؟

ليرحمنا الله .. ليرحمنا الله
وغدا سيغرقون ما ثقبوا
دمت مبدعا

محمود فرحان حمادي
14-06-2010, 12:41 PM
الصديق الشاعر صقر أبو عيدة
يساير نصوصك ألق المفردة المقتدرة والخيال الواسع والصور المثلى
فتهش لكلماتك الشاعرية أذن المتلقي ليفصح عن إعجاب صادق
وترحل في إبحارك المتمكن مع الحرف الأصيل لتصل قمة الأصالة في السبك ونبل المقصد
طاب لي المقام اليوم في رياضك الغناء كما طاب لي المقام بها دومًا
فتقبل مروري
تحياتي

صقر أبوعيدة
15-06-2010, 07:11 AM
محمد ذيب سليمان
شاعري الحبيب

بوركت أخي على طيب حضورك وثنائك القيم
وتفاعلك مع النص فهو الثناء بعينه
لكم كل الود والتقدير

حفظك الله

صقر أبوعيدة
15-06-2010, 07:14 AM
محمود فرحاان
شاعري وأستاذي النبيل

ما أجمل هذا الكلم الطيب الذي تنيرونه هنا وهناك
بوركت أخي على طيب حضورك وثنائك القيم
لكم كل الود والتقدير

حفظك الله

محمد إبراهيم الحريري
15-06-2010, 08:39 AM
يحق لك أن تعلن نفسك شاعرا
والحقيقة هي ماثلة هنا
ولن نبخسك حرفك يا أخي
أبدعت واسعدت
وفقك الله