تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : على أستار الغياب



يحيى سليمان
18-06-2010, 02:18 PM
عَلَى أَسْتَارِ الغِيَابِ



مَازِلْتُ أَرْكُضُ وحدي وَاليُرَاعُ مَعِي=وَالمَاءُ جَمْرٌ عَلَيْهِ الأَرْضُ تَنْسَكِبُ
يَاصَاحِبَيَّ أَكَانَ السَّجْنُ فِي لُغَتِي=وَكَانِتِ اللُّغَةُ الحَمْقَاءُ تَغٍتَرِبُ
أَمْ ضَيَّعَتْنَا عَلَى رِيْحٍ تَنُوءُ وَمَا=أَبْقَتْ لَنَا مَوْضِعًا عَنْ جُرْحِهِ نَثِبُ
إن كنتُ للشِّعْرِ مَا جَدْاوَهُ مِلءَ فَمِي=كَأَنَّنِي الأَرْضُ مَا جَدَاوَهُمُ العُرْبُ
شَيْئًا فَشَيْئًا يَمُوتُ الطِّفْلُ فِي كَنَفِي=وَأَبْلُغُ الشَّيْبَ فِي قَلْبِي وَأَنْقَلِبُ
كَفَرتُ بِالشِّعْرِ لا أَرْضَاهُ مُنْقَلَبًا=فأينَ أَذْهَبُ فِي غِيْرِ الذِي ذَهَبُوا
وَتَسْأَلِيْنَ لِمَاذَا لَمْ أَعُدْ كَلِفًا=بِمَا أَقُولُ وَلا لِلْقَوْلِ أَنْتَسِبُ
وَذَا الذُّبَابُ عَلَى كُلِّ الحُقُولِ جَرَى=إِنْ يَسْلُبِ المَاءَ لا تَسْتَنْقِذِ الكُتُبُ
يَا أَصْدِقَائِي تَعِبْنَا وَالكَلامُ سُدًى=وَلَيْسَ تَحْمِلُنَا أَرْضٌ وَلا سُحُبُ
مَازِلْتُ أَنْحَتُ فِي الرُّؤَيَا وَتَنْحَتُنِي=حَتَى لَيَيَأَسَ مِنْ إِتْيَانِهَا العَجَبُ
تُفَاحَتِي نَضَجَتْ وَالحَزْنُ بِي شَجَرٌ=فكيفَ أَهْرُبُ مِنْ قَلْبِي وَأَحْتَجِبُ
أُرِيْدُ عُمْرِيَ لِي وَحْدِي مَلَلْتُ وَمَا =أَبْقَى لِيَ العُمْرُ عُمْرًا لِي بِهِ أَرَبُ
صِبَايَ مَرَّ كَرِيْحٍ لا تَجُودُ بِهِ=وَالحُزْنُ مَرَّ وَمَرَّ الحُبُّ وَالطَّرَبُ
مَاذَا تَبَقَّى لأُنْهِى مُعْضِلاتِ فَمِي=وَأَطْرَحَ الحَبْلَ عَنْ جِيْدِي وَأَنْسَحِبُ
تَعِبْتُ يَا أَصْدِقَائِي لا أُرِيْدُ يَدًا=وَلا أُرِيْدُ مَدًى تَشْقَى بِهِ الحُجُبُ
هَاتِ الغَشَاوَةَ يَاسَمْرَاءُ وَارْتَكِبِي=إِثْمًا فَبَعْدُكُ لا إِثْمٌ ولا كُرَبُ
رُدِّي الصِّبَا وَدَعِي الأَسْفَارَ وَاجِمَةً=فَيَرْتِجِي بَعدَنَا أَحَفَادُنَا النُّجُبُ
إِنَّا انْتَهَيْنَا مِنَ الشِّعْرِ الذِي مَلَكَتْ=شُجُونُهُ خَافِقَيْنَا وَانْتَفَى السَبَبُ
لَوْلا بِيَ النَّسَبُ المَرْجُوُ خُنْتُكُمُ=وَمَا رَفَعْتُ جَرَاحًا دُوْنَهَا النَّسَبُ
يَظَلُّ جُرْحِي بِكُمْ شَهْدًا لِمَنْ عَبَرُوا=فِيَّ الجِرَاحَ لِمَنْفًى دُوْنَهُ العِنَبُ
سَيَشْرَبُونَ جُمُوحِي كُلَّمَا ظَمِئُوا=وِإنْ ظَمِئْتُ فَمِنْ أَيْنَ الذِي شَرِبُوا

عبدالله العبدلي
18-06-2010, 02:51 PM
أراك صوّفتَ شعراً .. تالياً نغماً = من الشجون عن المعتاد يحتجبُ
يأتي إليك ( التجلي ) كلما هتفت = لك الطيوفُ على بعد به الأربُ
الشعرُ في بعض أحيان (مكاشفة) = كما تكشّف للصوفية الحجُبُ
يأتي خيالاً مُسجّى في عجائبه = في صورة ما رآها الحذق والعجبُ
ناموسُهُ للأريب الغمر مرتقبٌ = فمن لوحي من الناموس يرتقبُ؟!
امكثْ بغارك يايحيى لعلّ به = برْداً من العيش لا مصراً به الصخبُ

استثارتني صوفيتك الشعرية فلبست صوف الحروف واعتزلت في كهوف الخيال حتى ارتجلت هذه المقطوعة
لقد صوفتني معك ، سامحك الله ! ههههههههههه
توضيح : لم أقصد بمصر الدلالة المكانية بل المعنوية
دمت مبدعا متفردا

جهاد إبراهيم درويش
18-06-2010, 03:21 PM
لله دركما ..
أحسنتما شعرا وشعورا ..
************
إن كنتُ للشِّعْرِ مَا جَدْاوَهُ مِلءَ فَمِي = كَأَنَّنِي الأَرْضُ مَا جَدَاوَهُمُ العُـرْبُ
أَمُوتُ وَحْدِي وَيَنْسَانِي قَمِيْصُ دَمِي = وَمَا نَسَتْنِي دِمَـاءٌ فَوْقَـهُ كَـذِبُ
أبدعت صورة وأجدت معنى
فلله درك يا يحيى
مبدع كعهدك

بوركت وبورك نبضك
تقبل عاطر الود

محمد ذيب سليمان
18-06-2010, 05:04 PM
لا أدري لماذا كلما قرأتك أتوقف طويلا
بين الحروف
لشعرك رائحة تشد من يمر بقربها
دمت مبدعا

يحيى سليمان
18-06-2010, 06:30 PM
بوركت ياعبد ربي بورك المددُ
حضور أسعدني جدا أيها الشاعر الرائع عبد الله العبدلي
ومقاصدك واصلة وجميلة ونبيلة
تسعد النفس وتملأها بهجة وحبورا

يحيى سليمان
19-06-2010, 04:24 PM
الأخ الشاعر الكريم
جهاد درويش
شكرا لحضورك الكريم أيها الرائع على الدام

محمود فرحان حمادي
20-06-2010, 01:47 PM
قصيد يُستعذب فيه الأداء
ويُستمطر من عيونه الغيث
نعم الحرف هو فقد لعمري
مررنا فيه من كثب
ورددناه في جذل
تحياتي

ربيحة الرفاعي
14-07-2010, 12:30 AM
هل أجمل من أن يقول يحيى سليمان
فيرد عليه عبد الله العبدلي

هنا يأتلق الشعر بهاءا
وتغدو الحروف أروع

دمتما محلقين

ماجد الغامدي
14-07-2010, 01:26 AM
إن كنتُ للشِّعْرِ مَا جَدْاوَهُ مِلءَ فَمِي
كَأَنَّنِي الأَرْضُ مَا جَدَاوَهُمُ العُـرْبُ


الله الله
متفرّدٌ كعادتك ومغردٌ كما عهدناك
رائع يا صديقي أسمى من الإشادة وأجلُ من الثناء



لَوْلا بِيَ النَّسَبُ المَرْجُـوُ خُنْتُكُـمُ



ومَا رَفَعْتُ جَرَاحًا دُوْنَهَا النَّسَـبُ




وهكذا هم طيبوا الأصل شرفاء النفوس




لا فض فوك يا صاحبي والقصيدة للتثبيت




مع وافر تحيتي ومودتي

صقر أبوعيدة
14-07-2010, 09:26 AM
هَاتِ الغَشَاوَةَ يَاسَمْرَاءُ وَارْتَكِبِـي إِثْمًـا فَبَعْـدُكُ لا إِثْـمٌ ولا كُـرَبُ
أشغلني هذا البيت وأذهلني
نعم..بعدها لا إثم ولا كرب
ولكن ابق على نبلك وطهرك فأنت الشاعر النبيل
قصيدة لوحة واحدة متماسكة لا تحتاج ثناء
فهي بلونها ونسيجها ثناء مبهر
شكرا لك

نبيل أحمد زيدان
14-07-2010, 12:08 PM
الشاعر الفاضل يحيى سليمان الموقر
عبرت القصيدة فحلقت إلى فضاءات ملونة الأطياف وجعلتني أتنقل من بيت لبيت باحثا عن القصيد فكانت كلها القصيد
أحسنت أخي
تفضل بقبول التقدير

مصطفى السنجاري
14-07-2010, 02:01 PM
** ماذا أقول
يخونني الإلهام
ويقتلني الفضول
تحية لكل هذا الألق البهي
دم شاعرا مبدعا
يا صدسقي الطيب

محمد الحضوري
15-07-2010, 11:31 AM
يحي سليمان

هذه القصيدة وثبة عملاقة في مدارج الشعر العربي الأصيل
أتمنى لك التفوق الدائم
ولنجم شعرك التألق في سمائه العالية

ودمت بخير

دارين توفيق طاطور
17-07-2010, 11:22 AM
حالة تصف الشاعر حين يصل لمرحلة عتاب النفس..
والسؤال..
ماذا فعل شعري لهذا الزمن.. وماذا أضفت لهذه الدنيا..
لمست في قصيدتك أستاذ يحيى سليمان شيئًا من عتاب النفس..
وشيئًا من الوفاء لها مع حكاية الشعر..
لا ألومك فنحن في عصرٍ يوئدون بها الأفكار ويقتلوا المبدع..
أحببت تحيتك.. على هذه القصيدة..
فقد استمتعت بقراءتها.. وأخذت منها درسًا في الشعر..
أسعد الله نهارك..

الطنطاوي الحسيني
17-07-2010, 07:43 PM
أُرِيْدُ عُمْرِيَ لِي وَحْدِي مَلَلْتُ وَمَـاأَبْقَى لِيَ العُمْرُ عُمْرًا لِي بِـهِ أَرَبُ
صِبَايَ مَرَّ كَرِيْـحٍ لا تَجُـودُ بِـهِوَالحُزْنُ مَرَّ وَمَرَّ الحُبُّ وَالطَّـرَبُ
مَاذَا تَبَقَّى لأُنْهِى مُعْضِـلاتِ فَمِـيوَأَطْرَحَ الحَبْلَ عَنْ جِيْدِي وَأَنْسَحِبُ


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تستأهل التثبيت وأكثر ايها المبدع الحبيب
رائع ومندفق بكل جميل ومتدفق بكل جمال
تقبل مروري الاولي فلي عودة لهذا البهاء

د. سمير العمري
17-07-2010, 08:30 PM
استوقفني الشعر معجبا ومصفقا بما يستحق ، ولكن استوقفني أكثر هذا الشعور النازف بحزن شفيف وألم دفين فخالطني وامتد ليشملني.

حفظك الله أيها الشاعر من كل حزن وضيق ومتعك بالعمر السعيد ولا فض فوك!

دمت محلقا مبهرا!


تحياتي