مشاهدة النسخة كاملة : العنكبوت
كاملة بدارنه
19-06-2010, 04:25 PM
العنكبوت
نسجت العنكبوت خيوط بيتها في زاوية فوق سرير الزّوجين، محتلّة مساحة واسعة من تلك الزّاوية، وكأنّها واثقة من ديمومة الإقامة.
نظر الزّوج بعينيه الّلتين أثقل تعب النهار جفنيهما إلى أعلى الغرفة ليريحهما، فوجسَ خيفةً، لأنّ عيونا جاحظة تحدّق به .
استعاذ من الشّيطان وفرك عينيه ليمعن النّظر فيما تراءى له، فرأى العيون لا تزال ترسل سهام نظراتها صوبه.
قفز من مكانه ورجيف قلبه يراقص جنبات صدره، أحضر عصا ليهدم البيت على ما فيه، إلّا أنّ العنكبوت استطاعت الإفلات، ووقعت أرضا. فبدأت رحلة البحث المضنية، حيث لم يترك بقعة إلّا ونبشها إلى أن تمكّن من إيجادها متشبّثة بأسفل السّرير، في بيت يختلف عن ذاك الذي قطّع أوصال شباكه. لمس الخيوط بعصاه وهو يدرك أنّ أوهن البيوت بيت العنكبوت، ولكنّه لم يستطع له نقبا، وكأنّ تلك الخيوط الحريريّة قد أصبحت مطّاطيّة ومتماسكة، تتجول العنكبوت داخلها بحرية واطمئنان.
اعتراه العجب، وازداد ارتفاع صدره وهبوطه، فقرر اقتلاع البيت بأكمله. أخذ سكّينا وبدأ بنزع الأوتاد اللّاصقة بخشب سريره، وكلما أفلح بانتزاع واحد، أحسّ أنّ العنكبوت تفرز نسيجا جديدا حولها لحماية نفسها، وفي ذات الوقت تضاعِف غدّته الكظرية إفراز "الأدرينالين"، ممّا جعل التّعب ينال من جسمه الحظّ الوفير.
استمر في محاولته إلى أن خارت قواه، لأنّ حصن العنكبوت كان منيعا.فوقع أرضا وجسمه ينضح عرقا.
عزفت الساعة ألحانها معلنة السّابعة صباحا، فاذا به يستفيق مذعورا وباحثا في جنبات غرفته، مقلّبا فراشه الذي غادرته زوجته لتحضّر طعام الإفطار للعائلة. لكنّ محاولاته باءت بالفشل، ولم يجد العنكبوت، رغم أنّه يدرك أنّ شعار النّظافة هو من شعارات زوجته المقدسّة، وأنّها لا تسمح لتلك الخيوط الواهية أن تمكث في بيتها لحظات – هذا إن أفلحت العنكبوت في دخول البيت! إلّا أنّ بعضا من الخوف الذي عاشه أثناء حلمه قد ترك عليه أثرا في يقظته.
دخلت زوجته الغرفة متفاجئة من الفوضى التي أحدثها ، وسائلة إيّاه عمّا يبحث، فأخبرها أنّه رأى في منامه عنكبوتا في السّرير، وربما يكون ما رآه حقيقة .
أفترت شفتاها عن ابتسامة ساخرة هامسة: لا تجرؤ حشرة أصغر من العنكبوت على دخول بيتي، فاطمئنْ!.
غادر البيت متوجّها إلى عيادته، والأفكار تجول تلافيف دماغه وتأبى أن تلقي عصا التّجوال. فهو يخاف العناكب منذ صغره، حيث وضع له أحد التلاميذ عنكبا في حقيبته، ولمّا أخرج كتبه صرخ هلعا، فأثار ضحك وسخرية زملائه!.. . فلماذا يرى العنكبوت الآن في منامه وتحديدا في غرفة نومه؟!
داهمته التساؤلات والحيرة...
بحث بين كتبه عن كتاب لتفسير الأحلام أهدته إيّاه ذات مرة إحدى مريضاته، التي تؤمن كثيرا بهذه التفسيرات التي كتبها "ابن سيرين". اطّلع على باب تأويل الهوام والحشرات في المنام، فاذا بتفسير رؤية العنكبوت في المنام لمما يثير الاستغراب والعجب . فهي امرأة فاسقة تهجر زوجها...
طوى الكتاب وأبعده عنه متضاحكا، ثم أكمل يومه والتّعب ينال من جسمه نصيبا، والفكر يحتلّ من عقله مساحة!
ما لهذا الكابوس الّلعين يرسم دائرة حولي، مطوّقا فكري وجسدي؟!
كيف أسمح أنا الطّبيب لمثل خرافات التّفسير هذه، أن تأخذ دقيقة من وقتي؟! يجب وضع حدّ لذلك!
خاطب نفسه وجلس أمام شاشة التلفاز بعد عودته إلى بيته،، ثقلت أهداب جفنيه محاولة شدّهما إلى الأسفل للإغماض،
فتحوّلت صور بعض النساء المعروضة أمامه مسوخا لعناكب تحدّق فيه عبر زجاج الشاشة.
غضب وترك الغرفة ممسكا رأسه بكلتا يديه لثقله. وما أن رمى برأسه على مخدّته، حتى تحوّلت كلمات تفسير "ابن سيرين" إلى شريط لا يتوقف عن العرض أمام عيون مخيّلته. امرأة فاسقة... امرأة فاسقة...
استجرّ لشيطان تفكيره الذي صرعه، وبات عبدا له.
فكّر ب "أسمى" زوجته، التي تذكّر أنّها قلّلت من اهتمامها به خلال الأسبوع الأخير، بعد أن كانت تكثر من مهاتفته، وإرسال الرسائل الخليوية، لتخبره بكلّ شاردة وواردة.
تفحص الرسائل فوجد أنّها لم تكتب له منذ عشرة أيام!
أيعقل أن يكون هذا الحلم تنبيها لي لفحص سبب انشغال زوجتي عنّي؟... تساءل محتارا، وبدأت تتجاذبه حبال الشكّ يمنةً، وخيوط اليقين يسرة!
جلس يرتشف قهوة الصّباح مع "أسمى"، وأثناء حديثهما طلب منها أن تتصل به عندما تريد أن تذهب لقضاء حاجاتها، وألّا تتردّد كثيرا على صالونات التّجميل كما اعتادت، والأفضل أن تكون ملابسها أكثر احتشاما وذات ألوان داكنة!
استغربت "أسمى" هذه الطلبات المفاجئة، لكنها لم تمتعظ. وقالت له: سأحادثك فيما بعد.
مرّ أسبوع والزّوج لا يعرف هدأة للبال، فصار يخرج أحيانا بعد أن تتصل به زوجه ليتأكد من صحة ما تخبره به.ولكم صعق بعد أن رأى سيارة "أسمى" رابضة أمام محل لبيع الملابس الرّجاليّة.
دخل خلسة إلى المكان،جال في أركانه، فلم ير زوجته،اخترق أذنيه صوت رقيق يحادث رجلا ينبعث من آخر الردهة، تتبع الصوت،فرأى أن زوجته تجلس قبالة الرّجل، وعلى يمينها مغلّف منتفخ حاولت إخفاءه لمّا رأته ،وهمّت بتحريك شفتيها لترشّ في وجهه أجمل كلماتها كما عوّدته! إلّا أن شفتيها بقيتا متشنّجتين عندما طرقت مسامعها كلمة ( ط ا ل ق ) من زوجها الذي لم يتمالك أعصابه، ورجمها بكلمات شريط كابوسه التي لم تفهمها: العنكبوت امرأة فاسقة !...
في المساء، قرع أحدهم باب بيته ليقدم له مغلّفا منتفتخا، طبعت عليه قصيدة كان يكثر من إسماعها لزوجته، وأبلغه أنّ امرأة تدعى"أسمى" كانت قد طلبت إيصال هذه الهديّة في هذا الوقت إلى هذا العنوان!
تبعه آخر يقدم له باقة من الورود المزّيّنة بكلمات شبكَتْها خيوط حريريّة: يوم ميلاد سعيد، وحياة رغيدة، ومعا إلى الأبد!...
ربيحة الرفاعي
19-06-2010, 04:56 PM
دخول مباشر في جو النص قاد بذكاء الى تضادية الواقع والحلم
وغوص عميق في صراعات البطل الداخلية للوصول الى حالة من التوازن بين إلحاح سريرته، ومعطيات الواقع التي تنافي كل ذلك، ليبحث فيها باصرار عن مقومات ترسم الكاتبة منها عقدة الحبك ، لينتصب دليل الخيانة ماثلا أمامه في واحد من أكثر لحظات الزوجة اغراقا في الاخلاص له...
وبتقسيم لحظة التنوير على مرحلتين حرصت الكاتبة على استباق توقعات القاريء وتقديم العكس
قصة رائعة محكمة السبك وبديعة البناء
دمت متالقة غاليتي
عبد الله راتب نفاخ
19-06-2010, 05:27 PM
صدقاً فنية عالية ... و قدر على ربط أواصر النص و سحبنا معك إلى النهاية و نحن على غاية من الاهتمام و التربص لنشهد مأساة الختام .....
حقاً الإبداع يظهر واضحاً في قدرتك على القص و التأثير ....
دمت بخير
آمال المصري
19-06-2010, 05:46 PM
القاصة المبدعة الأستاذة / كاملة بدرانة
بل نسجتِ أحداث القصة باحترافية القاصة المتمرسة وسخرتِ كل أدواتك هنا لنمسك بتلابيب الواقعة ونتيقن الخيانة حتى لحظة التنوير التي حولت عامل الشفقة على الزوج المخدوع إلى صدمة صامتة ننعي بها وفاء الزوجة له
الفكرة ليست جديدة ولكن الجديد هنا اختيار الأداة التي نسجت حولها الحكاية
فبعض من الرجال كثيري البحث وراء المرأة عن الخيانة وإن كانت خيوطها وهنة
دمت رائعة ... وسلم اليراع
تقديري
كاملة بدارنه
20-06-2010, 11:40 AM
الشاعرة المتألقة ربيحة الرفاعي
شكرا لك ولفراءتك القيّمة التي تنير للقارئ دروب الغوص بين السطور ، وتضيء السّراج الذي يعلقه الكاتب ويحتاج للمتنورين لإشعال فتيله .
دام مقامك مرفوعا يا ابنة الرّفاعي
تحيّتي وإعزازي
كاملة بدارنه
20-06-2010, 11:52 AM
ألأديبة والقاصّة المتميّزة رنيم
يسعدني أن أقرأ لك ما يخطّه قلم فكرك النيّر تعقيبا على كتابتي وعلى كتابات الزملاء الآخرين، فهي دائما في الصّميم .
شكرا لك ودمت متألقة تنسجين الحروف في لوحات بهيّة .
تحيّتي وإعزازي
كاملة بدارنه
20-06-2010, 11:58 AM
شكرا لك استاذ عبدالله على مرورك وكلماتك النيّرة .
دمت بخير ودمت مشعلا في بساتين الإبداع.
تحيّتي
محمد ذيب سليمان
21-06-2010, 10:44 AM
الأخت الرائعة كاملة بدارنة
نص ذو فنية عالية في الأداء
يمسك بنا الى آخر رشفة
ومما يثير العجب وهذا موجود بكثرة عند الكثير
التعلق بتفسير الأحلام الذي يجر غالبا الى ما وصلت اليه الفكرة
إضاءة على نقطة كانت تحتاج الى ذلك
شكرا للإبداع
كاملة بدارنه
22-06-2010, 10:58 AM
السلام عليكم أستاذي الفاضل
شكرا لك على كلماتك الداّعمة ومرورك البنّاء
ما نراه في المنام ربّما يكون حلما يفرزه "اللاوعي" أثناء النّوم معبّرا عمّا نفكّر به نهارا. وربّما كان رؤيا تحتمل التّأويل "أفتوني في رؤياي" . المهم في الأمر أن يدرك الرّائي حقيقة ما يرى ويحكّم عقله والّا يكون ضحيّة ما لا يحتمل أن يكون، ويدفع الثّمن نتيجة اوهام تمكّنت من نسج خيوطها بإحكام حول الفكر وصحّته !
تقديري واحترامي
شيماء عبد الله
23-06-2010, 01:32 PM
لاأحسن الرد كأساتذتي
ولكني تعمقت في صياغة فن إبداع لقصة مميزة ومشوقة لآخر تفاصيلها استطعمت ذائقتها من فنك الملم على بينة ماتحمله الحقائق
أستاذتي القديرة/كاملة
تحية عطرة لهذا الأبداع الراقي والسرد المفعم بالنصوص المحبوكة بدقة وبراعة
تقبلي مروري
دمت بخير
كاملة بدارنه
25-06-2010, 08:20 AM
شكرا أخت شيماء لك و لتواضعك
يسعدني مرورك وقراءة ما سطره قلمك الجميل
أتمنى لك التألق الذي تبغين
تحيّة معطّرة بشذا العنبر والياسمين
نداء غريب صبري
09-12-2012, 09:09 PM
كانت بريئة ولكنه كان يبحث عن إثبات على خيانة متوهمه تصور أن القدر نبهه لها في حلمه
وبعضهم يأتيه التحذير من الواقع ولا يصدق فكيف بالحلم
ما أغرب الحياة
نصك جميل أستاذتي وفنياته عالية ومشوق جدا جدا
شكرا لك
بوركت
لانا عبد الستار
05-01-2013, 05:10 AM
هناك اختصاصي نفسي قدير وراء هذا النص
أو أن الأستاذة كاملة صاحبة باع في علم النفس
راقت لي هذه القصة
جدا
أشكرك
عبد السلام دغمش
05-01-2013, 05:24 AM
قصّةٌ جميلة مسّت واقِعاً مريراً تعيشُه كثيرٌ من الأسر حين يتسلل الشك الى عرينها..
أكثر ما أعجبني في السرد هذه الصورة المعبرة و هي العنكبوت ..وكيف على و هنه سيطر على الزوج ..
تعلّق المسكين بحلم واهٍ فدمّر ما حوله...ما أجمل الأدب عندما يكون ذا عِبرة!
"لولا إذ سمعتموه ظن ّ المؤمنونَ و المؤمناتُ بأنفسهم خيرا"
عبد السلام هلالي
05-01-2013, 05:30 AM
الظنون والشكوك الواهية كثيرا ما هدمت بيوتا ودمرت أسرا ، يكون أساسها وسوسة من شياطين الانس أو النفس.
فكرة مطروقة ، لكنها وردت هنا بأسلوب ممتع وسرد مشوق ولغة راقية طيعة تساير أنفاس القصة .
أعجبت كثيرا بالتوظيف الرمزي للعنكبوت وبيتها وخيوطها .
أبدعت أستاذة كاملة ، وهذا دأبك.
تحيتي وتقديري.
عبدالإله الزّاكي
10-01-2013, 05:06 AM
العنكبوت
نسجت العنكبوت خيوط بيتها في زاوية فوق سرير الزّوجين، محتلّة مساحة واسعة من تلك الزّاوية، وكأنّها واثقة من ديمومة الإقامة.
أعجبتني القصة كثيرا، خصوصا البداية، فالعنكبوت تدلّ على السَّعِي والحيلة وعَدم اليأس و كذلك الوساوس إذا عَشَّشت في الرؤوس و نسجت خيوطها في العقول، فهي على وهنها تأتي على اليابس و الأخضر إذا استسلم المرء لها.
تحياتي لك أختي الكريمة و أستاذتي الفاضلة كاملة بدارنه و بالغ تقديري.
خلود محمد جمعة
16-06-2014, 09:33 AM
تنسج الأوهام بخيوط مسمومة شبكا في خيالنا لا يلتقط الا الافكار المسمومة يتغذى عليها الى ان تقتله التخمة
سكن الحلم في شبكة افكاره وعشش عنكبوت الشك في رأسه وبدا ينسج بسرعة وجنون الى أن أفقده القدرة على تحطيم الشبك كما في الحلم
قاده عنكبوت أفكاره الى النهاية التي حطمت كل الشباك فظهرت الحقيقة جليه
لكن بعد ان افترست كل السعادة
حبكة نسجت بخيوط سحرية بمغزل من الحكمة ورسالة الى التبصر والبصيرة وتحكيم العقل لأنه كخيوط العنكبوت ان تلف لا يمكن ان يعود
حرفك الذهبي يلمع في العقل والقلب
دمت رائعة
تقديري وكل المودة :v1::nj::014:
مصطفى الصالح
16-06-2014, 08:12 PM
نص مائز إلى أبعد الحدود
فكرة سامية وسرد محكم لم يفلت خيطه رغم طوله
لم يكن هناك ترهل يذكر، لكن الأحداث فرضت نفسها
فكرة من رحم الواقع رغم تكررها إلا أن أسلوبك جعل لها وهجا مختلفا
لكنها لم تمتعظ.>> الأفضل أن نقول لم تظهر امتعاضها
رائع جدا
تقديري
هشام النجار
01-07-2014, 04:41 PM
رؤية نقدية لقصة العنكبوت
نحن أمام ثلاثة مستويات من السرد وليس مستوى واحد ؛ الأول مستوى الرؤيا وما يتعلق بها من غيب وتحليق ومراوحة بين الشك واليقين، والحقيقة والظنون، والخيال والواقع. وقد احتلّ هذا المستوى الرّبع الأوّل تقريباً من مساحة القصّة المكانيّة والزّمانيّة المردودة للزّمن المستغرق فى ايصال الفكرة العامة للمتلقي من ناحية ، ومن ناحية أخرى ذلك العامل الزّمانى المتعلّق بسيطرة الفكرة البغيضة المتخيّلة على عقل البطل ووجدانه، بشكل استدعى إعاشة المتلقي معه فى تلك المساحة الكبيرة من مصارعة الرؤى، وعوالمها الغيبية واشاراتها البغيضة، وتجاذبات تأويلاتها الشنيعة ، ثم صراعها السريع مع الواقع، وتنزيل تلك التّأويلات على أحوال الزوجة ومقارنتها بتصرفاتها .. إلخ
وهذا المستوى صادف لدي ارتياحاً وقبولاً مع امتاع حقيقىّ عند حسم المسألة، ووضع الفاصلة بين الحلم والحقيقة، والخيال والواقع واكتشاف أنّ السرد هنا ينتمى إلى عوالم أخرى غير الواقع المعيش .
كان الانتقال بين المستويات السّردية الثلاثة ، ومن عوالم الرؤى وتأويلاتها وغرائبها إلى عالم الواقع وتشابكاته الاجتماعية والعاطفية والزوجية، أحد علامات الإمتاع فى النّص لسبب جوهريّ ؛ أننا أمام حلول كثيرة لعقد متنوعة، ولسنا أمام حلّ واحد لعقدة واحدة كأيّ نص تقليديّ يعتمد على هذا المستوى الأحادي من السّرد ، حيث تختفى العقدة بإدهاشاتها ومفاجآتها، وصدمتها عادة إلى نهاية النّص المحبوك. أما هنا فتتعدد العقد والحلول والادهاشات والمفاجآت، عقب الانتقال من مستوى سرد إلى الذى يليه ، وها نحن أمام عقدة وحلّ بعد الرّبع الأول من النص عند اكتشافنا أن ما كان يراه ويصارعه البطل من عنكبوت مطاطيّة عنيدة، لم يكن إلّا نزيل رؤيا حبست البطل معها فى زنزانة الشّكوك والهوس المَرَضي الذى يحيل حياة الإنسان الاجتماعية إلى جحيم لا يُطاق .
المستوى الثّانى من السّرد فى هذه القصة ينتقل بنا إلى عالم الواقع ، ومن مصارعة العنكبوت اللّزجة فى المنام إلى مصارعة الشّكوك والأوهام على خلفية هذه الرؤيا الغرائبية، وما يتعلق بشكوكه حول كونه مجرد حلم أم حقيقة! وانتقالنا معه إلى واقع البيت النظيف والزوجة " النظيفة " الحريصة على نظافة منزلها من أن تدخله ولو عنكبوت متطفلة، أو ما هو أقل وأدق منها من الحشرات ، ثم بتاريخ علاقته مع العناكب وخوفه المرضى منها ، وفى تلك الإشارة العارضة لحادثة التلميذ، وما فيه من سخرية منه ، توظيف جيد لحصاد رسائل القصة الاجتماعية ؛ فليس كل ما يخافه الإنسان يؤذيه أو يضره أو تصدق فيه هواجسه وشكوكه ، فقد يكون هذا الهاجس نتيجة موقف عارض صنع هذه الحالة من الارتياب والتوجس، ويبدأ هذا المستوى من السرد بقول الكاتبة : " عزفت الساعة ألحانها معلنة السّابعة صباحاً ، فاذا به يستفيق مذعوراً وباحثاً في جنبات غرفته، مقلّبا فراشه الذي غادرته زوجته ... الخ " .
المستوى الثالث من السرد فى هذه القصة المميزة أداءً ومضموناً هو محاولة حلّ الإشكالية بين الغيب والشّهادة ، وفض الاشتباك بين الرؤيا والواقع ، وقد شهد هذا المستوى تصاعداً حاداً لدرامية القص ، كأننا أمام قصة جديدة مستقلة بذاتها وبأحداثها المتعاقبة وعقدتها المخيفة وحبكتها الشاردة ، ويبدأ هذا المستوى بقول الكاتبة : " ما لهذا الكابوس الّلعين يرسم دائرة حولي ، مطوّقا فكري وجسدي؟!
كيف أسمح أنا الطّبيب لمثل خرافات التّفسير هذه ، أن تأخذ دقيقة من وقتي ؟! يجب وضع حدّ لذلك ... الخ " .
وشرود الحبكة هنا لأنها ببساطة تكررت الإشارة اليها خلال ختم المستويات المتقدمة من خلال الإشارة لنظافة الزوجة ومن خلال تفاصيل الحلم ذاته.. فتفسير العنكبوت بالمرأة الفاسقة اللّعوب أو التى تهجر فراش زوجها لم يضع فى اعتباره هذه الحالة الخاصّة ، لأننا أمام عنكبوت لزجة مطاطيّة عنيدة لا تستسلم بسهولة وتأبى الانصياع وعصية على الاختراق ، فاذا كان العنكب العادى واهنا ومستسلما وطيّعا وسهلا هدمه ، فها نحن أمام نوع مقاوم وشرس وعنيد يغلب ويهزم من يريد النّيل منه أو إيذاءه.. وبالعودة لتفاسير الرؤى نجد كثيراً ما كان لكلّ رؤيا عدة قراءات ولكلّ قاعدة استثناءات ، والشواهد على ذلك أكثر من أن تذكر ، وقد يشير وصف العنكبوت فى الرؤيا إلى امرأة قوية محافظة مناضلة دون عرضها، وإلى بيت راسخ عصيّ على الهدم .
ذهبت الهواجس والوساوس إلى مسار كارثيّ لأنها لم تُدرس جيداً ، وحلّ الشيطان محل العقل ليفسر له بعض التصرفات الطارئة للزوجة على ضوء الرؤيا الغريبة. ولو كان العقل حاضراً لدرس المسألة المصيرية بعناية قبل اتخاذ أىّ قرار يتعلق برباط مقدس وبعلاقة يباركها الرب ،جلّ فى علاه، ويرعاها ، وفى المقابل يحاول الشيطان قدر جهده تفكيكها ووضع الألغام فى طريقها .
لو كان العقل حاضراً لكان تفسير الرؤيا أكثر دقة وعناية على الوجه الذى يُرضي الله، ولا يمنح للشيطان الفرص ، وهنا لا تكفى قراءة ابن سيرين ولا تفسيرات الأولين لرؤى مماثلة ، إنّما تفسير الرؤيا هنا كالفتوى تماماً يتعلق بحالة خاصة لا ينبغى معاملتها على ضوء كلام قاله الأولون فى حالة مختلفة لها ظروفها المختلفة. والحالة هنا مختلفة تماماً بأحداث فى الرؤية تشير الى حشرة ذات صفات مناقضة تماماً للعنكبوت العادية ، وقد يذهب المفسر الحصيف إذا قص عليه بطل إلى نقيض ما ذهب إليه الأولون ، فالأولى فاسقة طيعة سهلة المنال ، وهذه نظيفة عنيدة مقاومة تأبى الاستسلام وتصارع دون شرفها .
جاءت الحبكة الأخيرة لتتوج هذا السرد المتنوع المتدرج بفاصلتين دراميتين من الضخامة لتستوعبهما سطور قليلة متلاحقة ؛ فطلاق متهور يعقبه اكتشاف الحقيقة الغائبة والارتباط الأبديّ؛ لتلبى هذه السرعة الدرامية فى تلك الأسطر القليلة غرض المتلقى ورغبته المتلهفة فى الوقوف على تطورات الأحداث ونهاية القصة الشائقة ، وربما لبّت الخاتمة أمنيات جميع القراء الذين تعاطفوا مع البطلة التى كانت " أسْمى " من الشكوك والظنون فى شرفها وسمعتها .
لا أملك الا أن أرفع القبعة لهذا القلم البارع ، فشكراً جزيلاً للكاتبة القديرة الأستاذة كاملة بدارنة على هذا الإمتاع والاحترافية، وهذا المستوى المتصاعد المركب من الإدهاش والتميّز .
تقبلي سيدتي خالص تقديري واحترامي لفنّك الهادف .
وإلى مزيد من الأعمال بهذا الرقى ، ننتظرها على أحرّ من الجمر .
أمنياتي الخالصة وعظيم امتناني .
هشام النجار
مصر
ناديه محمد الجابي
23-02-2016, 06:58 PM
وليس بعد ما قالوا ما يقال..
ولكنها قصة بديعة المضمون متكاملة الأدوات والحبكة
ذكية الطرح موفقة البناء
هكذا يكون القص الماتع والأدب الرائع
رائع ما أنتجه فكرك وسطره قلمك
ودمت مبدعة. :os:
سحر أحمد سمير
24-02-2016, 08:01 PM
اختلاط الواقع بعالم الأحلام يعتبر نوعا من التشوش ..و الشكوك تنم عن عدم الثقة بالنفس و بالآخرين ..أكثر ما يؤلم هو الإحساس بالنبذ الكامل بسبب وهم حطمها إلى قطعا صغيرة ..
قص بارع لأستاذتي الفاضلة كاملة بدرانة ..
دمت بخير و عافية
كاملة بدارنه
13-03-2016, 07:09 PM
كانت بريئة ولكنه كان يبحث عن إثبات على خيانة متوهمه تصور أن القدر نبهه لها في حلمه
وبعضهم يأتيه التحذير من الواقع ولا يصدق فكيف بالحلم
ما أغرب الحياة
نصك جميل أستاذتي وفنياته عالية ومشوق جدا جدا
شكرا لك
بوركت
اشتقنا لحضورك أخت نداء
شكرا لك وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
13-03-2016, 07:10 PM
هناك اختصاصي نفسي قدير وراء هذا النص
أو أن الأستاذة كاملة صاحبة باع في علم النفس
راقت لي هذه القصة
جدا
أشكرك
يسرني أنّها راقت لي، وأشكر لك روعة حضورك أخت لانا
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
13-03-2016, 07:11 PM
قصّةٌ جميلة مسّت واقِعاً مريراً تعيشُه كثيرٌ من الأسر حين يتسلل الشك الى عرينها..
أكثر ما أعجبني في السرد هذه الصورة المعبرة و هي العنكبوت ..وكيف على و هنه سيطر على الزوج ..
تعلّق المسكين بحلم واهٍ فدمّر ما حوله...ما أجمل الأدب عندما يكون ذا عِبرة!
"لولا إذ سمعتموه ظن ّ المؤمنونَ و المؤمناتُ بأنفسهم خيرا"
مداخلة رائعة من أديب أقدّره
شكرا لك ودمت بألقك
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
13-03-2016, 07:14 PM
أعجبتني القصة كثيرا، خصوصا البداية، فالعنكبوت تدلّ على السَّعِي والحيلة وعَدم اليأس و كذلك الوساوس إذا عَشَّشت في الرؤوس و نسجت خيوطها في العقول، فهي على وهنها تأتي على اليابس و الأخضر إذا استسلم المرء لها.
تحياتي لك أختي الكريمة و أستاذتي الفاضلة كاملة بدارنه و بالغ تقديري.
أشكرك أخي على مداخلتك القيّمة
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
13-03-2016, 07:16 PM
تنسج الأوهام بخيوط مسمومة شبكا في خيالنا لا يلتقط الا الافكار المسمومة يتغذى عليها الى ان تقتله التخمة
سكن الحلم في شبكة افكاره وعشش عنكبوت الشك في رأسه وبدا ينسج بسرعة وجنون الى أن أفقده القدرة على تحطيم الشبك كما في الحلم
قاده عنكبوت أفكاره الى النهاية التي حطمت كل الشباك فظهرت الحقيقة جليه
لكن بعد ان افترست كل السعادة
حبكة نسجت بخيوط سحرية بمغزل من الحكمة ورسالة الى التبصر والبصيرة وتحكيم العقل لأنه كخيوط العنكبوت ان تلف لا يمكن ان يعود
حرفك الذهبي يلمع في العقل والقلب
دمت رائعة
تقديري وكل المودة :v1::nj::014:
مداخلة رائعة وحضور جميل
شكرا لك أخت خلود
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
13-03-2016, 07:17 PM
نص مائز إلى أبعد الحدود
فكرة سامية وسرد محكم لم يفلت خيطه رغم طوله
لم يكن هناك ترهل يذكر، لكن الأحداث فرضت نفسها
فكرة من رحم الواقع رغم تكررها إلا أن أسلوبك جعل لها وهجا مختلفا
لكنها لم تمتعظ.>> الأفضل أن نقول لم تظهر امتعاضها
رائع جدا
تقديري
كلمات رائعة أشكرك عليك وأعتزّ بها، وشكرا للتّنبيه
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
22-01-2017, 06:47 PM
رؤية نقدية لقصة العنكبوت
نحن أمام ثلاثة مستويات من السرد وليس مستوى واحد ؛ الأول مستوى الرؤيا وما يتعلق بها من غيب وتحليق ومراوحة بين الشك واليقين، والحقيقة والظنون، والخيال والواقع. وقد احتلّ هذا المستوى الرّبع الأوّل تقريباً من مساحة القصّة المكانيّة والزّمانيّة المردودة للزّمن المستغرق فى ايصال الفكرة العامة للمتلقي من ناحية ، ومن ناحية أخرى ذلك العامل الزّمانى المتعلّق بسيطرة الفكرة البغيضة المتخيّلة على عقل البطل ووجدانه، بشكل استدعى إعاشة المتلقي معه فى تلك المساحة الكبيرة من مصارعة الرؤى، وعوالمها الغيبية واشاراتها البغيضة، وتجاذبات تأويلاتها الشنيعة ، ثم صراعها السريع مع الواقع، وتنزيل تلك التّأويلات على أحوال الزوجة ومقارنتها بتصرفاتها .. إلخ
وهذا المستوى صادف لدي ارتياحاً وقبولاً مع امتاع حقيقىّ عند حسم المسألة، ووضع الفاصلة بين الحلم والحقيقة، والخيال والواقع واكتشاف أنّ السرد هنا ينتمى إلى عوالم أخرى غير الواقع المعيش .
كان الانتقال بين المستويات السّردية الثلاثة ، ومن عوالم الرؤى وتأويلاتها وغرائبها إلى عالم الواقع وتشابكاته الاجتماعية والعاطفية والزوجية، أحد علامات الإمتاع فى النّص لسبب جوهريّ ؛ أننا أمام حلول كثيرة لعقد متنوعة، ولسنا أمام حلّ واحد لعقدة واحدة كأيّ نص تقليديّ يعتمد على هذا المستوى الأحادي من السّرد ، حيث تختفى العقدة بإدهاشاتها ومفاجآتها، وصدمتها عادة إلى نهاية النّص المحبوك. أما هنا فتتعدد العقد والحلول والادهاشات والمفاجآت، عقب الانتقال من مستوى سرد إلى الذى يليه ، وها نحن أمام عقدة وحلّ بعد الرّبع الأول من النص عند اكتشافنا أن ما كان يراه ويصارعه البطل من عنكبوت مطاطيّة عنيدة، لم يكن إلّا نزيل رؤيا حبست البطل معها فى زنزانة الشّكوك والهوس المَرَضي الذى يحيل حياة الإنسان الاجتماعية إلى جحيم لا يُطاق .
المستوى الثّانى من السّرد فى هذه القصة ينتقل بنا إلى عالم الواقع ، ومن مصارعة العنكبوت اللّزجة فى المنام إلى مصارعة الشّكوك والأوهام على خلفية هذه الرؤيا الغرائبية، وما يتعلق بشكوكه حول كونه مجرد حلم أم حقيقة! وانتقالنا معه إلى واقع البيت النظيف والزوجة " النظيفة " الحريصة على نظافة منزلها من أن تدخله ولو عنكبوت متطفلة، أو ما هو أقل وأدق منها من الحشرات ، ثم بتاريخ علاقته مع العناكب وخوفه المرضى منها ، وفى تلك الإشارة العارضة لحادثة التلميذ، وما فيه من سخرية منه ، توظيف جيد لحصاد رسائل القصة الاجتماعية ؛ فليس كل ما يخافه الإنسان يؤذيه أو يضره أو تصدق فيه هواجسه وشكوكه ، فقد يكون هذا الهاجس نتيجة موقف عارض صنع هذه الحالة من الارتياب والتوجس، ويبدأ هذا المستوى من السرد بقول الكاتبة : " عزفت الساعة ألحانها معلنة السّابعة صباحاً ، فاذا به يستفيق مذعوراً وباحثاً في جنبات غرفته، مقلّبا فراشه الذي غادرته زوجته ... الخ " .
المستوى الثالث من السرد فى هذه القصة المميزة أداءً ومضموناً هو محاولة حلّ الإشكالية بين الغيب والشّهادة ، وفض الاشتباك بين الرؤيا والواقع ، وقد شهد هذا المستوى تصاعداً حاداً لدرامية القص ، كأننا أمام قصة جديدة مستقلة بذاتها وبأحداثها المتعاقبة وعقدتها المخيفة وحبكتها الشاردة ، ويبدأ هذا المستوى بقول الكاتبة : " ما لهذا الكابوس الّلعين يرسم دائرة حولي ، مطوّقا فكري وجسدي؟!
كيف أسمح أنا الطّبيب لمثل خرافات التّفسير هذه ، أن تأخذ دقيقة من وقتي ؟! يجب وضع حدّ لذلك ... الخ " .
وشرود الحبكة هنا لأنها ببساطة تكررت الإشارة اليها خلال ختم المستويات المتقدمة من خلال الإشارة لنظافة الزوجة ومن خلال تفاصيل الحلم ذاته.. فتفسير العنكبوت بالمرأة الفاسقة اللّعوب أو التى تهجر فراش زوجها لم يضع فى اعتباره هذه الحالة الخاصّة ، لأننا أمام عنكبوت لزجة مطاطيّة عنيدة لا تستسلم بسهولة وتأبى الانصياع وعصية على الاختراق ، فاذا كان العنكب العادى واهنا ومستسلما وطيّعا وسهلا هدمه ، فها نحن أمام نوع مقاوم وشرس وعنيد يغلب ويهزم من يريد النّيل منه أو إيذاءه.. وبالعودة لتفاسير الرؤى نجد كثيراً ما كان لكلّ رؤيا عدة قراءات ولكلّ قاعدة استثناءات ، والشواهد على ذلك أكثر من أن تذكر ، وقد يشير وصف العنكبوت فى الرؤيا إلى امرأة قوية محافظة مناضلة دون عرضها، وإلى بيت راسخ عصيّ على الهدم .
ذهبت الهواجس والوساوس إلى مسار كارثيّ لأنها لم تُدرس جيداً ، وحلّ الشيطان محل العقل ليفسر له بعض التصرفات الطارئة للزوجة على ضوء الرؤيا الغريبة. ولو كان العقل حاضراً لدرس المسألة المصيرية بعناية قبل اتخاذ أىّ قرار يتعلق برباط مقدس وبعلاقة يباركها الرب ،جلّ فى علاه، ويرعاها ، وفى المقابل يحاول الشيطان قدر جهده تفكيكها ووضع الألغام فى طريقها .
لو كان العقل حاضراً لكان تفسير الرؤيا أكثر دقة وعناية على الوجه الذى يُرضي الله، ولا يمنح للشيطان الفرص ، وهنا لا تكفى قراءة ابن سيرين ولا تفسيرات الأولين لرؤى مماثلة ، إنّما تفسير الرؤيا هنا كالفتوى تماماً يتعلق بحالة خاصة لا ينبغى معاملتها على ضوء كلام قاله الأولون فى حالة مختلفة لها ظروفها المختلفة. والحالة هنا مختلفة تماماً بأحداث فى الرؤية تشير الى حشرة ذات صفات مناقضة تماماً للعنكبوت العادية ، وقد يذهب المفسر الحصيف إذا قص عليه بطل إلى نقيض ما ذهب إليه الأولون ، فالأولى فاسقة طيعة سهلة المنال ، وهذه نظيفة عنيدة مقاومة تأبى الاستسلام وتصارع دون شرفها .
جاءت الحبكة الأخيرة لتتوج هذا السرد المتنوع المتدرج بفاصلتين دراميتين من الضخامة لتستوعبهما سطور قليلة متلاحقة ؛ فطلاق متهور يعقبه اكتشاف الحقيقة الغائبة والارتباط الأبديّ؛ لتلبى هذه السرعة الدرامية فى تلك الأسطر القليلة غرض المتلقى ورغبته المتلهفة فى الوقوف على تطورات الأحداث ونهاية القصة الشائقة ، وربما لبّت الخاتمة أمنيات جميع القراء الذين تعاطفوا مع البطلة التى كانت " أسْمى " من الشكوك والظنون فى شرفها وسمعتها .
لا أملك الا أن أرفع القبعة لهذا القلم البارع ، فشكراً جزيلاً للكاتبة القديرة الأستاذة كاملة بدارنة على هذا الإمتاع والاحترافية، وهذا المستوى المتصاعد المركب من الإدهاش والتميّز .
تقبلي سيدتي خالص تقديري واحترامي لفنّك الهادف .
وإلى مزيد من الأعمال بهذا الرقى ، ننتظرها على أحرّ من الجمر .
أمنياتي الخالصة وعظيم امتناني .
هشام النجار
مصر
قراءة رائعة أشكرك جزيلا عليها
بارك الله فيك أخي الأستاذ هشام
تقديري وتحيّتي
عباس العكري
24-01-2017, 07:13 PM
https://3.bp.blogspot.com/-hxvxKUxFTDk/WIeZEak4SfI/AAAAAAAABpM/bagVuGXVhmI0_cjMaZN0NTFB2DSLj4tYgCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 1.PNG
https://2.bp.blogspot.com/-g_8K6DwaSYo/WIeZEe5kaQI/AAAAAAAABpQ/rFEHVuuJQ4I4AFsjGGfEL5m3YA_0q-VogCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 2.PNG
عباس العكري
24-01-2017, 07:25 PM
https://2.bp.blogspot.com/-u62YPMgEBog/WIeb-l8m8rI/AAAAAAAABpc/k9UD3BXSBIMDVUNud4O9saygdp4HKFlkwCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 1.PNG
https://4.bp.blogspot.com/-EL00tnMTHpo/WIeb-vQrcwI/AAAAAAAABpg/ac4kde6u21IFhbtn1ZhrVw4C_rKjuQVvgCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 2.PNG
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir