المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمِنْ نَجمتي طارَ الحمامُ .. ؟



أ.د/ مصطفى الشليح
01-07-2010, 11:03 AM
.


.





أمِنْ نَجمتي طارَ الحمامُ .. ؟









إلامَ مراياك النجومُ الطوالعُ = تبثّ حديثا بارحته المطالعُ ؟
تنثّ وجومَ الليل أروقة السُّرى = كأنكَ والليل الأسيل أضالعُ
تضمُّ إليكَ السترَ لا تستطيعه = وتحلمُ أنَّ السافراتِ مقاطعُ
وأنكَ طلتَ البحرَ لما أتيته = على قدر، والجارياتُ طلائعُ
وللثلج هاماتٌ تنادى أتيّها = إلى ثبج ما طارحته براقعُ
سوى بأثير الموج يسْحبُ كأسه = إلى كأسه، ياقوتة، ويقارعُ
ويقرعُ بابا لا نثيرَ لبابه = ولا يدَ تطويه، إليها، المسامعُ
.=.
تهادَى وديع الوقع. قابٌ لنعله = وبابٌ لأقباس، لديْها، ودائعُ
ومادَ الرجيعُ الأولُ الآخر الذي = يُشيعه ماءَ لحكي يُراجعُ
.=.
وقيلَ : ألا منفى لأظمأ راويًا = فما الحكيُ إلا واقعٌ ومَواقعُ
وما الوريُ إلا خفقة سرواتها = عيون الليالي ترتئيها مدامعُ
وإلا سكونٌ رائعٌ مُتدافع = بكلِّ سَبيٍّ سلسلته روائعُ
وكلِّ سليبٍ ما ترقى لقرطه = سوى كلماتٍ، والترقي طلائعُ
وكلِّ غريبٍ تجتويه مسافة = مُجنحة والمغرباتُ بلاقعُ
وكلِّ كثيبٍ كاتبٍ كانَ شاهدًا = بأنَّ المنافي لملمتها المواجعُ ..
منَ السّافياتِ الغافياتِ بمرْبع = لتصحو بذاتِ القافياتِ مرابعُ
.=.
لقرط الليالي موسمٌ خطراته = هناكَ بذاتِ القافياتِ، خواشعُ
وقلبي كأنَّ الرقَّ، منه، ذؤابة = إذا ما الليالي رقها لايطاوعُ
بأبيضَ منه ما ابتردتُ قصيدة = وللواقداتِ الناهداتِ أصابعُ
وما ابتردتْ رؤيا لوامعها مدًى = إلى مددٍ تحنو عليه لوامعُ
وقدْ أرسلتْ واحاتِها لمحاتها =وللقادحاتِ اللامحاتِ طوالعُ
وأرستْ صباباتٍ ونايَ إشارةٍ = بواحاتِها والراسياتُ هوامعُ ..
بكلِّ الهوى المائيِّ سربًا لبرهةٍ = تهادتْ إليها مائياتٍ نوازعُ ..
وكلِّ البهاء البابليِّ سلافة = ولا كأسَ لي إلا بهاءٌ مُضارعُ
.=.
رأيتُ به شمسًا لعرفان سوْرة = تأبطها، مني، دليلٌ ودارعُ ..
إلى النبإ المسقيِّ بالكلم الذي = رآني فأوْرى ما روته مدامعُ
وأبرمَ محلولَ العبارةِ عابرًا =وأرهمَ، مطلولا، دمٌ ومَجامعُ
وسَلمَ، محْمولا على صلواته = كأنَّ المرايا صورة وبراقعُ
وليلى جدارٌ سامرٌ ومسافرٌ = وليلى نهارٌ سافرٌ ومراقعُ
وليلى انهياراتي إلى لغتي أنـا = ولا لغة لي. للكلام قواطعُ
.=.
.. ولي صعْدةُ الأشياء. لي متأولٌ = يُحوِّرني إما الكلامُ مَنازعُ
.. ولي همستْ ليلى وكأسي مُشعة = وليلي مديد مُستبد ورائعُ
.=.
أمنْ نجمتي طار الحمامُ أشعة = إلى شذراتٍ للكتابة ؟ ساجعُ ..
على مفرق الوادي يلون دفترًا =ويَسكنه حرفـًا كأنه ناجعُ
ويكمنُ، مقطوفا، سطورًا أهلة = وللقمر السريِّ سِفرٌ مُراجعُ
يُدوِّنُ للأستار رحلتها التي= تماهتْ جدارًا موَّهته الأصابعُ
وهامتْ به بابًا مُساورة يَدًا= مُسافرة. هلْ أنتَ للبابِ قارعُ ..
أم البابُ ينسابُ امِّحاءً لخارق = كأنّ بيانا، للمسافاتِ، راقعُ ..
أم اللغة الميْساءُ طارحة صُوى = تلقفها، بينَ الممراتِ، تابعُ ..
أم اللثغة الحوراءُ سافحة دمًا = إذا النور بُستانٌ بديع ورائعُ ..
وللهمساتِ النابساتِ، ولا فمٌ = جَنانٌ أثيريُّ النداء مُشايعُ ..
أمَ انيَ شيّعتُ الممرَّ سفارة= تعاتبني شكرى، لديها، مهايعُ ..
إذا السامعاتُ البارقاتُ مباسمٌ = وللكلماتِ الباقياتِ مدامعُ
أصخنَ إلى هذي وكنَّ مراوحًا= تروح بأبرادٍ عليها مقاطعُ
من القافياتِ الراقياتِ قصيدة = أصختُ لريّاها، وكدتُ أبايعُ ؟
.=.
أنا النبأ المنقالُ أرقلتُ صاعدًا = إلى كلماتي، ثمَّ كدت أقارعُ
أنا كلماتي واصلا مُتأولا = ولي كلماتٌ أخرياتٌ طوالعُ ..
منَ المبهماتِ اللاهياتِ بفضةٍ = حدوسًا لهنّ الليلياتُ مطالعُ ؟
.=.
أنا والليالي شبه فاصلةٍ رأتْ = لوامعَها ترنو بهنَّ السواجعُ ..
إلى مترعاتٍ بالطلا وكؤوسُها =مقابسة منها شجيٌّ وخاشعُ ..
.=.

نبيل أحمد زيدان
01-07-2010, 12:39 PM
الأخ الفاضل أ.د مصطفى الشليح المحترم
بارك الله بك قلما تحن القوافي من سلاسة بوحه .
وإني قرعت الباب كيما يسافر = إذا ما البيان استحال يقاطع
همست وفي همسي استخرت مشاعري= أتت وعلى سمع الحسان حسناً يبايع
أرقت القوافي حين أسفر خافقاً = إلى بوح وحيٍّ كان منه يقارع
بديع شعرك أخي مصطفى ولك من أخيك كل التقدير والإحترام

محمود فرحان حمادي
01-07-2010, 10:32 PM
نص تكلل بالفخار وحرف عانق فضاء الإبداع أصالة وجمالا
يستبيك به رونق السبك وبديع الأداء وقوة الحرف الشاعري الآسر
خريدة أخرى تضاف لروائعك التي جاوزت بها السماك قوة ورصانة
تقبل إعجابي وخالص ودي
تحياتي

جهاد إبراهيم درويش
01-07-2010, 11:06 PM
يا لله
ما أبدع بوحك الأصيل
خريدة فريدة تشهد بأصالة صاحبها وطول باعه
فبوركت وبورك النبض الجميل

أمنْ نجمتي طار الحمـامُ أشعـة
إلى شذراتٍ للكتابة ؟ ساجـعُ ..
على مفرق الوادي يلون دفتـرًا
ويَسكنه حرفًـا كأنـه ناجـعُ
ويكمنُ، مقطوفا، سطورًا أهلـة
وللقمر السريِّ سِفـرٌ مُراجـعُ
يُدوِّنُ للأستـار رحلتهـا التـي
تماهتْ جدارًا موَّهتـه الأصابـعُ

د. سمير العمري
04-07-2010, 11:38 PM
أنت بحق شاعر من أكبر شعراء هذا الزمان!

وأنت شاعر من شعراء الطبقة الأولى!

مبهر أنت أيها الرجل ومبهر هو شعرك!


للتثبيت


دمت في ألق وتميز!


تحياتي

محمد ذيب سليمان
05-07-2010, 09:07 AM
مبهر باقتدار
بسبك محكم يشي عن صاحب مدرسة
دام الألق

صقر أبوعيدة
07-07-2010, 07:17 AM
شاعرنا الكبير
أ.د. مصطفيى الشليح
أصدقك القول أني أتتبع نصوصك لأجبر نفسي على الرجوع للقاموس لأتعلم اللغة من أصلها
ومن ثم أنهل من جمال الصور ورقيها
هو الشعر أخي
شاعرنا الحبيب
دمت ذخرا لنا ونفع الله بك أمته
حفظك الله

بندر الصاعدي
08-07-2010, 02:14 AM
الشاعر الكبير : أ.د/ مصطفى الشليح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة
منذ أن قرأت لك " .. هنا ماء دامئ مقتول" تهيبت نهجك وأسلوبك , ودار في خلدي كثير مما يدور في خلد متذوق الشعر وهو يقرأ شعرا جدَّ في منهجيته وخيالاته ومجازه واستعاراته ,, نعم . لقد أدهشني ذلك كله واستوقفني وحال بيني وبين تتبع قصائدك لظني أن هذا منهج جديد وأسلوب غير معهود ورؤية شعرية تحتاج إلى وقفة تأنٍ طويلة منقبة فاحصة وكل ذلك لا يتأتي لي اختصاصا وإنما تذوقًا وهو ما لا ألزم به أحد وليس إليه الاحتكام .

أقول ما تقدم لأنَ شعرك متين المبنى حسن السبك والديباجة فخم العبارة واللغة عميق الصورة والخيال موغلهما , وما أعياني عن اسكناه بعض شعرك إلا الأخيرة فلست أصل إليها , غير أني مقدر ومعتبر المذاهب الشعرية والتوجهات متذوق لما توافق مع ما أنتمي إليه من مذهب , وإنما أشعر أحيانا بحرمان من متعة تذوق بعض الأشعار الجيدة لسبب إيغال في الصورة أوعمق في الأخيلة مما أجهد ذهني لطلب إدراكها ومن ثم قبولها !!

وأخيرا : أعلم مما قرأت عنك أنك تهتم لقضية الشعر , والتجديد يشكل لك هاجسًا ولديك منهجية مدروسة , فعلك تعذرني فيما ذهبت إليه إن كان ثمة قصور مني كمتلقي تقليدي عهد الشعر العربي القديم وخشي من التجديد فيه بما يعزل بين الشاعر والقارئ .
هذا ولك مني التحية والتقدير والاحترام

أ.د/ مصطفى الشليح
09-07-2010, 03:17 PM
الأستاذ الشاعر الرائع
نبيل أحمد زيدان


لك من أخيك شكر وتجلة
وكيف .. وأنتَ الشاعر الرائي اللماح ؟


تحياتي وتقديري

ماجد الغامدي
10-07-2010, 11:52 AM
من القافياتِ الراقياتِ قصيـدة

أصختُ لريّاها، وكدتُ أبايـعُ ؟





هي من القوافي الراقية التي نبايعك عليها ملكاً للكلمة سيداً للبيان فناراً للمحبين



إبداعك يلوي أعناق الإعجاب وينبض أوتار الصبابة ويُحيي رميم الذائقة ..



الأبيات تعيد إلى الذاكرة أبيات لإبن قيس الحدّادية يقول:



أجدكَ أن نعمٌ نأت أنت جازعُ

قد اقتربت لو أن ذلك نافع !

قد اقتربت لو كان في قرب دارها

نوالٌ ولكن كل من ضن صانعُ

وقد جاورتنا في أمورٍ كثيرةٍ

فما نوّلت واللهُ راءٍ وسامعُ

وإني لأنهى النفس عنها تجمّلاً

وقلبي إليها الدهر عطشانُ جائعُ

كأن فؤادي بين شقينِ من عصا

حذار وقوع البينِ والبينُ واقعُ !

وإني لعهدِ الودِ راعٍ وإنني

بوصلِكِ إن لم يطوني الموتُ طامعُ !



حفظك الله يا دكتور وبارك فيك فلا زلنا نطمعُ بالمزيد من إبداعك



مع وافر التحية والتقدير

ربيحة الرفاعي
10-07-2010, 12:12 PM
ما الذي يمكن لمثلي أن تقول أمام قصيدة لها كل هذه القامة طولا، وكل هذا العمق توغلا في الصورة والرمز!
مفردة متفوقة وحرف رصين يأتلق جمالا وتميزا في عبارات لا أبدع ولا أفخم

أقرأ قصيدك بتهيب تلميذ يقر لأساتذته بما لهم من رفعة
وأحاول ما أمكنني التعلّم

دمت بألق

النواري محمد الأمين
10-07-2010, 01:24 PM
قرأتها قبل يومين
ولما قرأتها الآن أحسست بمثل ما أحسست به أمس لم أعدت قراءتها
:)
كأن فيها شيا يتكشف لي بعضه كل مرة
الأستاذ الدكتور مصطفى الشليح
سعدت بنصك الفائق وشاعريتك الفذة
تقديري

مصطفى بطحيش
10-07-2010, 10:59 PM
اأستاذ الشليح

لأول مرة أقرأ لك نصاً !
فأجد صنعة مذهلة ومعرفة بمذاهب البيان اتعثر بين ارجائها
يغريني نصك هذا يا سيد البيان لأغوص في اعماقه واتملى درره ولآلأه

لك الاحترام والتقدير

هاشم الناشري
08-04-2012, 06:34 PM
إذا السامعاتُ البارقاتُ مباسـمٌ
وللكلمـاتِ الباقيـاتِ مدامـعُ

أصخنَ إلى هذي وكنَّ مراوحًـا
تروح بأبـرادٍ عليهـا مقاطـعُ

من القافياتِ الراقياتِ قصيـدة
أصختُ لريّاها، وكدتُ أبايـعُ ؟

ومن يسمع بيتًا واحدًا تستهويه كلها ، إذْ هي الشعر

كله فتنته وبيانه ، الله الله ..! ما أجملك أيها الشاعر

المتفرد !

تحياتي وتقديري لهذا البهاء .

طارق الزيلعي
08-04-2012, 07:57 PM
القدير مصطفى الشليح..... نص يتربع على هامة الإبداع ... ويعتلي قمم الروعة والإبهار..
كنت قوي المعنى رائق التعبير .. بهي التصوير ..
لا فض فوك
مودتي