تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نداء الفجر



عبد الله راتب نفاخ
02-07-2010, 12:17 AM
نداء الفجر



لم يكن صوته جميلاً....


لكننا اعتدنا أن نصحو عليه كل يوم وهو يصدح ليوقظ أهل الحي داعياً لهم إلى الصلاة ، يقف عند كل بيت ويهتف بأهله : قوموا عباد الله ....قوموا إلى صلاة الفجر ،فينقلنا من دوران أحلامنا البلهاء إلى عالم الروح الموشى بخيوط الفجر و نسائمه فنسكر بخمره في كؤوس جبران التي من أثير ، دون أن يبالي بأي لوم يناله بسبب ذلك ، لأنه مقتنع أن نداء السماء أحق بالتلبية من عذل العاذلين ،فيما كان أكثر الناس سخطاً عليه من أصحاب اللحى و أشباه العمائم ، ممن يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، يقض مضجعهم أن يقوم مؤذناً أو يعظ الناس بالمساجد ولو قليلاً ، أو أن ينادي مذكراً بالصلاة وموقظاً النائمين عنها ،لكنَ أحداً من عاذليه لم يجرؤ يوماً أن يوبخه أو يقرعه بعنف كأن أمامه ملكاً من الله يحرسه. بل كنت أرى له مواقف لا مفسر لها سوى نسبته للولاية ، فما أنس لا أنس منظره وقد جمع حوله نفراً من أشد شباب الحي مروقاً وعربدة ، وطفق ينصحهم و يرشدهم ، وهم منصتون له في خشوع كأن على رؤوسهم الطير ، وهم الذين يتحرشون أحياناً بالعابرين في الطريق ، فكيف برجل عجوز يستوقفهم ليعظهم و يذكرهم بأيام الله .


كان وجهه يتلألأ بنور ملائكي سماوي عجيب تذكر بالله رؤيته ، لأنه قد اتخذ من نفسه آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر في عالم هو أبعد ما يكون من الأول و أقرب ما يكون من الآخر ، فلا يكاد يسمع شراً ولا فسقاً خارجاً من في إنسان إلا يستوقفه فينبهه و يعظه دون تعنيف ولا لين ، ومهما كان ذلك الرجل جباراً كنت أجده أمامه مستمعاً باهتمام لا يتلوى ولا يهمز ولا يلمز ولا يتذمر ، وإن كان من أشد المتكبرين السادرين في غيهم .... ولم أجد إلى اليوم لهذا كله سوى تفسير واحد يروي الغليل ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) .


ذات مساء صيفي صعقني نعيه على أحد الجدر ، فدارت الدنيا في عينيَ ، وما عاد في أذنيَ شيء من أصوات الشارع والمارة حولي ، في حين كان صوته الأجش "قوموا عباد الله ...قوموا إلى صلاة الفجر...الصلاة خير من النوم "يتردد مرات ومرات فيهما، ومنظره وهو يذكر أبناء الحي بضرورة لزوم الصلاة و تأديتها في أوقاتها لا يغادر ناظري ، لبثت على هذه الحال لحظات ، ثم مضيت لكنٍٍَِ صورته لم تمض من مخيلتي حتى يوم الناس هذا .


تلك هي السماء....يختارها أشخاص و يؤثرونها على ما سواها ، فتختارهم وتؤثرهم على من سواهم ، وتجعل حفظها حولهم ومن بين أيديهم و من خلفهم ، فلا ينالهم مقدار من الشر ولو يسيراً .


وبت منذ وفاته أستيقظ كل يوم في الوقت نفسه الذي اعتاد أن يمر أمام بيتنا فيه على صوته قادماً من مكان بعيد ، ينبهني لأقوم لصلاتي ، فأنتفض كأنني نشطت من عقال ، ولا أذكر إلا بعد فراغي من الفريضة أن الذي أيقظني و رفع عني غشاوة النوم و نبهني من غفلتي لم يعد بيننا ، وإنما رحل إلى عالم آخر ، أكثر رحابة و أوسع فضاء و أبعد مدى .

شيماء عبد الله
02-07-2010, 10:09 AM
لكم يعجبني انتقائك ولكم أحي فيك اختيارك
هنيئا للرجل الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر
ليحط رحاله بين يدي رب كريم ولازالت صدقته جارية
وقد بان اثرها فيك لتقوم للصلاة فهنيئا له بك وهنيئا لك به

هناك من الاشخاص من نصادفهم في حياتنا لانستطع نسيانهم ولا نكرانهم ولاهجرانهم ويبقى الشوق يأخنا لهم
فكيف بمن ذكّر بايام الله..

سلمت وسلم نهجك وعلمك وتقبل الله منك صلاتك وخيرك
وزادك أجرا وبرا وعفوا وغفرانا

دمت بخير

عبد الرحمن الكرد
02-07-2010, 11:03 AM
القدير عبدالله
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
ولك العرفان بماسطرته بقلمك النوراني
تقديري لحرفك
تحياتي

عبد الله راتب نفاخ
02-07-2010, 01:35 PM
لكم يعجبني انتقائك ولكم أحي فيك اختيارك
هنيئا للرجل الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر
ليحط رحاله بين يدي رب كريم ولازالت صدقته جارية
وقد بان اثرها فيك لتقوم للصلاة فهنيئا له بك وهنيئا لك به

هناك من الاشخاص من نصادفهم في حياتنا لانستطع نسيانهم ولا نكرانهم ولاهجرانهم ويبقى الشوق يأخنا لهم
فكيف بمن ذكّر بايام الله..

سلمت وسلم نهجك وعلمك وتقبل الله منك صلاتك وخيرك
وزادك أجرا وبرا وعفوا وغفرانا

دمت بخير




سلمك الله أستاذتي شيماء ......
و بارك بك لهذه الكلمات التي تملأ قارئها حماسة و إيماناً ......
أعرف مدى سطوع قراءتك و ألقها ....
دمت بألف خير
:001: :001: :001:

عبد الله راتب نفاخ
02-07-2010, 01:37 PM
القدير عبدالله
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
ولك العرفان بماسطرته بقلمك النوراني
تقديري لحرفك
تحياتي






حياكم الله أستاذي عبد الرحمن الكرد ......
مروركم بكلماتي يشرفني .....
و تعليقكم يثلج صدري .....
بارك بكم الله و سلمكم
:0014: :0014: :0014:

زاهية
03-07-2010, 02:57 PM
حكاية الرجل الصالح هذا جميلة جدا تدعو للتفكر، ولكن الأجمل هو تناولك لها بهذا الأسلوب الجميل الراقي الذي يقرب ويحبب بالقراءة كأسلوب ذاك الرجل الصالح الذي يحبب بالاستماع لكلمة نافعة، سبحان الله ماتركه فيك من طيب الأثر أينع خيرًا في نفسك الصالحة لبذور الخير. بارك الله فيك ورعاك وجعلك ممن تكون يقظة الأمة بهم.
أختك
زاهية بنت البحر

عبد الله راتب نفاخ
03-07-2010, 03:04 PM
حكاية الرجل الصالح هذا جميلة جدا تدعو للتفكر، ولكن الأجمل هو تناولك لها بهذا الأسلوب الجميل الراقي الذي يقرب ويحبب بالقراءة كأسلوب ذاك الرجل الصالح الذي يحبب بالاستماع لكلمة نافعة، سبحان الله ماتركه فيك من طيب الأثر أينع خيرًا في نفسك الصالحة لبذور الخير. بارك الله فيك ورعاك وجعلك ممن تكون يقظة الأمة بهم.
أختك
زاهية بنت البحر





ألف شكر لمروركم العطر أستاذتنا ......
كلماتكم تثلج الصدر المكلوم .......
و قراءتكم الراقية تنشر عبير الفرح و التفاؤل ......
دمتم بألف خير

عبدالله المحمدي
04-07-2010, 12:48 PM
الروعة تلف حروفك حتى غدت
ترانيما بحق ..

أبدعت اخي عبدالله بهذا البوح الآسر
والإحساس الهادر ..
لو أنني أمتلك قبعة سوداء
لرفعتها احتراما لك ولقلمك المضيء .....

عبد الله راتب نفاخ
04-07-2010, 03:30 PM
سلمك الله أخي عبد الله ...........
أخجلتني بإطرائك الذي لا أراني أستحقه ...........
:001: :001: :001:

حياك الله و بارك بك .....
و دمت بألف خير
:pr: :pr: :pr:

وفاء شوكت خضر
04-07-2010, 05:22 PM
الأديب عبدالله راتب نفاخ ..

أسلوب حكائي يتميز بالبساطة والوضوح وجمال السرد هو أقرب لأسلوب القصة ، وهذا ما أجد نصوصك تميل إليه
وليتك تتجه لكتابة القصة التي لن تكون صعبة عليك ، والتي ستعمل على إيصال رسالتك التي تهدف إليها بثوب أدبي مختلف ، وهذا لا يعني أن مقالاتك التي تضعها بين يدينا ليس لها قيمة أدبية بل هي جميلة حد الروعة لما تحمله من أهداف نبيلة ورسائل سامية تصل للمتلقي بأسلوبها السلس المشوق ..

شكرا على متعة القراءة التي منحتنا إياها على صفحتك الجميلة لغة وموضوعا .


تقبل مروري ..

عبد الله راتب نفاخ
04-07-2010, 08:17 PM
الأديب عبدالله راتب نفاخ ..

أسلوب حكائي يتميز بالبساطة والوضوح وجمال السرد هو أقرب لأسلوب القصة ، وهذا ما أجد نصوصك تميل إليه
وليتك تتجه لكتابة القصة التي لن تكون صعبة عليك ، والتي ستعمل على إيصال رسالتك التي تهدف إليها بثوب أدبي مختلف ، وهذا لا يعني أن مقالاتك التي تضعها بين يدينا ليس لها قيمة أدبية بل هي جميلة حد الروعة لما تحمله من أهداف نبيلة ورسائل سامية تصل للمتلقي بأسلوبها السلس المشوق ..

شكرا على متعة القراءة التي منحتنا إياها على صفحتك الجميلة لغة وموضوعا .


تقبل مروري ..


لست أول من رأى هذا الرأي أستاذتي الكبيرة .....
كثيرون أشاروا علي بهذا و لا أدري لم لم أعمل به إلى اليوم ........
ألف شكر لكلماتكم العذبة ...... و رأيكم الراقي ...... و قراءتكم الرفيعة
يشرفني دوماً مروركم بكلماتي
دمتم بخير .....
:001: :001: :001:

نجلاءمحمدالعراقي
04-07-2010, 08:29 PM
ودي وحترامي اخي الكريم
دائما للقصة تاثير كبير في وعي الانسان وتشوف القران اكثير تناول هذا الجانب القصصي حتى يخلق عند القراء شعور بالمحيط والناس من حولة
ابارك لك هذا الاسلوب الانسيابي المؤثر في تنظيمك للنص
وفعلا نداء الفجر واذا الصبح تنفس
طبتم بود سلامي

عبد الله راتب نفاخ
04-07-2010, 08:36 PM
سلمك الله و حياك و بارك بك أستاذتي نجلاء ......
و أنا أبارك لك قراءتك الواعية الراقية ......
دمت بألف خير
:0014: :0014: :0014:

د. مصطفى عراقي
05-07-2010, 03:44 PM
نداء الفجر



لم يكن صوته جميلاً....


لكننا اعتدنا أن نصحو عليه كل يوم وهو يصدح ليوقظ أهل الحي داعياً لهم إلى الصلاة ، يقف عند كل بيت ويهتف بأهله : قوموا عباد الله ....قوموا إلى صلاة الفجر ،فينقلنا من دوران أحلامنا البلهاء إلى عالم الروح الموشى بخيوط الفجر و نسائمه فنسكر بخمره في كؤوس جبران التي من أثير ، دون أن يبالي بأي لوم يناله بسبب ذلك ، لأنه مقتنع أن نداء السماء أحق بالتلبية من عذل العاذلين ،فيما كان أكثر الناس سخطاً عليه من أصحاب اللحى و أشباه العمائم ، ممن يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، يقض مضجعهم أن يقوم مؤذناً أو يعظ الناس بالمساجد ولو قليلاً ، أو أن ينادي مذكراً بالصلاة وموقظاً النائمين عنها ،لكنَ أحداً من عاذليه لم يجرؤ يوماً أن يوبخه أو يقرعه بعنف كأن أمامه ملكاً من الله يحرسه. بل كنت أرى له مواقف لا مفسر لها سوى نسبته للولاية ، فما أنس لا أنس منظره وقد جمع حوله نفراً من أشد شباب الحي مروقاً وعربدة ، وطفق ينصحهم و يرشدهم ، وهم منصتون له في خشوع كأن على رؤوسهم الطير ، وهم الذين يتحرشون أحياناً بالعابرين في الطريق ، فكيف برجل عجوز يستوقفهم ليعظهم و يذكرهم بأيام الله .


كان وجهه يتلألأ بنور ملائكي سماوي عجيب تذكر بالله رؤيته ، لأنه قد اتخذ من نفسه آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر في عالم هو أبعد ما يكون من الأول و أقرب ما يكون من الآخر ، فلا يكاد يسمع شراً ولا فسقاً خارجاً من في إنسان إلا يستوقفه فينبهه و يعظه دون تعنيف ولا لين ، ومهما كان ذلك الرجل جباراً كنت أجده أمامه مستمعاً باهتمام لا يتلوى ولا يهمز ولا يلمز ولا يتذمر ، وإن كان من أشد المتكبرين السادرين في غيهم .... ولم أجد إلى اليوم لهذا كله سوى تفسير واحد يروي الغليل ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) .


ذات مساء صيفي صعقني نعيه على أحد الجدر ، فدارت الدنيا في عينيَ ، وما عاد في أذنيَ شيء من أصوات الشارع والمارة حولي ، في حين كان صوته الأجش "قوموا عباد الله ...قوموا إلى صلاة الفجر...الصلاة خير من النوم "يتردد مرات ومرات فيهما، ومنظره وهو يذكر أبناء الحي بضرورة لزوم الصلاة و تأديتها في أوقاتها لا يغادر ناظري ، لبثت على هذه الحال لحظات ، ثم مضيت لكنٍٍَِ صورته لم تمض من مخيلتي حتى يوم الناس هذا .


تلك هي السماء....يختارها أشخاص و يؤثرونها على ما سواها ، فتختارهم وتؤثرهم على من سواهم ، وتجعل حفظها حولهم ومن بين أيديهم و من خلفهم ، فلا ينالهم مقدار من الشر ولو يسيراً .


وبت منذ وفاته أستيقظ كل يوم في الوقت نفسه الذي اعتاد أن يمر أمام بيتنا فيه على صوته قادماً من مكان بعيد ، ينبهني لأقوم لصلاتي ، فأنتفض كأنني نشطت من عقال ، ولا أذكر إلا بعد فراغي من الفريضة أن الذي أيقظني و رفع عني غشاوة النوم و نبهني من غفلتي لم يعد بيننا ، وإنما رحل إلى عالم آخر ، أكثر رحابة و أوسع فضاء و أبعد مدى .


الأخ الفاضل الأديب الصادق الأستاذ : عبد الله راتب نفاخ

سليل العلم والأدب

تحية زاهرة عاطرة لهذه الصورة المشرقة التي جليتها لنا بقلمك المنير وكلمتك الطيبة فعشنا معها لحظات طيبة عامرة بالجلال والجمال


بوركت يها الكريم
ودمت بكل الخير والسعادة والودّ

عبد الله راتب نفاخ
05-07-2010, 04:56 PM
لكم شرفتني بمرورك أستاذنا الكبير .........
و لكم أخجلني إطراؤكم الذي هو وسام أفخر به حياتي كلها ......
سلمتم و سلمت كلماتكم .......
دمتم بألف خير
:001: :001: :001:
:0014: :0014: :0014:

عبد الله راتب نفاخ
05-07-2010, 04:59 PM
لكم شرفتموني بمروركم أستاذنا الكبير ........
و كم أخجلتني كلماتكم الكريمة المملوءة ذوقاً و فضلاً .....
:001: :001: :001:
حياكم الله و بارك بكم ........
و دمتم بألف خير
:0014: :0014: :0014:

احمد حمود الغنام
05-07-2010, 06:12 PM
ماشاء الله أستاذي المفضال عبد الله راتب النفاخ ، قلم يشع نورا ! كلمات موشيات بحلل الديباج ، والموضوع ماتع يجعلنا نعيش معك لحظات هذا الداعي لله ليل نهار ..
هكذا لتكن القصص وهكذا لتكن اللغة الراقية ..
لاحرمنا أنسك وتقبل عاطر
تحياتي ،

عبد الله راتب نفاخ
05-07-2010, 08:56 PM
ماشاء الله أستاذي المفضال عبد الله راتب النفاخ ، قلم يشع نورا ! كلمات موشيات بحلل الديباج ، والموضوع ماتع يجعلنا نعيش معك لحظات هذا الداعي لله ليل نهار ..
هكذا لتكن القصص وهكذا لتكن اللغة الراقية ..
لاحرمنا أنسك وتقبل عاطر
تحياتي ،

ما أروع كلماتك أخي أحمد ..... و ما أصدقها ......
قراءة مفعمة بالذوق و الإيمان
سلمك الله و بارك بك
و ألف شكر لمرورك العطر :001: :001: :001:
:0014: :0014: :0014:

محمد ذيب سليمان
06-07-2010, 01:35 PM
لم يكن موضوعك يا أخي قصة تقال وتمضي
إنها عبرة لمن أرخى سمعه ومضغ ما سمع بعقله
لقد قلتها يا أخي
( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
انتقل الى رحمته تعالى ومع ذلك فما يزال بعيش داخلك والكثيرين جدا أمثالك
قل هل يستوي مع من يعيش بذكرى نجسة
شكرا لك

عبد الله راتب نفاخ
06-07-2010, 05:21 PM
سلمك الله أستاذي الكريم ..........
حقاً إنها نعم العبرة و الموعظة ......
حياكم الله و بارك بكم ......
ألف شكر لكم

د. سمير العمري
27-09-2010, 06:06 PM
لم يستوقفني في النص هنا قصة الرجل الطيب النقي التقي وإن كان يستحق المحبة ممن عرفه ومن لم يعرفه فأمثال هؤلاء وهم موجودون وإن بقلة في كل مكان وكل زمان حق واجب وفرض يفرضه الخلق النبيل والصدق الأصيل.

ما استوقفني كثير وطويلا هو الفقرة لأخيرة بما لخصت قيمة مذهلة ليس لأنها فريدة بل لأنها باتت نفيسة حدا يجعل فيها قيمة خاصة لا يضاهيها في مثل ذلك أنفس الجواهر. أن يكون الوفاء والصدق والالتزام بهذا القدر الذي يجعل منك شخصا أكثر التزاما ووفاء في زمن ندر فيه الوفاء حتى ممن يدعيه أو يتسمى به.

إن المضمون هنا يستحق الوقوف والتأمل والتقدير بما يحمل من قيم إنسانية عالية تميز نصوصك في جلها ، وترسمك في نفسي فارسا نبيلا يذود عن قيم الحق والخير والجمال بصدق وبساطة ونقاء!

وأما المبنى فهو مميز ولكني أنصح ببعض اهتمام أكثر في السبك والتركيب والصورة حتى يرتقي لمستوى المعنى فتكون نصوصك حيث تستحق قيمة ومكانة. ولعلني لا أنسي أن أشير إلى أهمية تصحيح التركيب واللغة في جمل على شاكلة:

داعيا لهم إلى الصلاة ... الصواب هو قولك إما يدعوهم للصلاة أو داعيا إياهم للصلاة.

دمت بخير.

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي