تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة للتفكُّر وقراءة في "برزخ الحفظ"/ محمد الشحات محمد



محمد الشحات محمد
03-07-2010, 06:34 AM
دعوة للتفكِّر و قراءة في "برزخ الحفظ"
محمد الشحات محمد


* نجح حوار الثقافات عبر الشبكة العنكبوتية فيما لم تنجح فيه توصيات المؤتمرات، وموائد المفاوضات ، وفرقعة الندوات ، و حتى إعلانات تنظيم الأسرة والبحث العلمي .. ، وقد كشف "حوار الثقافة العنكبوتي" عن تنويعات من درر الأفكار والاكتشافات و الابتكارات ، كما بيَّن لكلِّ قارئٍ و مُحلِّل أسباب الظواهر التي انتشرت في الآونة الأخيرة مثل محاولات التغييب و التغريب ، واحتقانات التفكير الخاضع لظروف متنوعة ، و أساليب التعتيم والسرقات ، وكيفية التغلب على كلِّ المشكلات في ضوء عصرنة التجريب ، و من خلال أسرة عالمية واحدة تحترم خصوصية الهوية العادلة لكلّ عنصر فيها ، وتقف ضدّ كل الادّعاءات وافتراءات الإرهاب بكافة أنواعه .. ، وكما نجح بنسبةٍ عالية حوار الثقافات عبر الشبكة العنكبوتية في شتى المجالات ، فقد أعلن عن طفرة في كشف أجناس أدبية جديدة ، و أكد على الدعوة للتفكِّر في كل حروف الأحداث الدائرة .. ،

والدائرة بصفة عامة تضم عدد من نقط التماس يساوي عدد النقط المُكوِّنة لمحيط هذه الدائرة .. أي عدد لا نهائي من نقط التماس تلك ، ويكون لكل نقطة تماس من الدائرة مايقابلها من الأشكال المتماسة مع هذه الدائرة والدائرة التي نقصدها هنا هي "العلاقات الإنسانية" ، أما نقطة التماس الموجودة على محيطها هنا هي قصيدة نُشرتْ على الشبكة العنكبوتية مؤخراً للشاعر القدير د. سمير العمري بعنوان "برزخ الحفظ" ،

دافع الكتابة :

وكان الدافع لكتابة هذه القصيدة و نشرها على "العنكبوتية" هو مرور "د.العمري" بتجربة مؤلمة غير مسبوقة بالنسبة له ، فأصابته فجيعتها لعدة ساعات ، حتى تذكَّر ما جاء في الشريعة ، والتفَّ حوله عدد من المُنصفين ، و المنتصرين للحق ، وكانوا سبباً لأن يتهيأ من جديد ، ويلتزم بما ألزمته به الشريعة ، و ما فرضه عليه قلم إبداعه ، و حيثُ أسكنته قيمته الأدبية ، و قامته المشروعة .. ، مؤكداً على دوره في إثراء الحركة الأدبية العربية ، وبما يُتقن من لغتين غيرها .. ، وبما استفاد من مأثور الموروث ، وخبرات ، و ترجمات ، فضلاً عن النزعة الدينية التي تُحرِّكه ، و تلزمه بالتريُّث و أخذ الأسباب الصحيحة في التعامل مع مثل هذه المفاجآت غير المحمودة شكلاً ، لكنها قد تكون في جوهرها تحمل من الخير الكثير مؤمناً بقوله تعالى "قل لن يُصيبنا إلاَّ ما كتب الله لنا" و مطبقاً للتوجيه الإلهي " .. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم" .. ، و من هذا المنطلق يتحرك بالأسباب حتى يُثبتَ حقه أو براءة قدرته ، ثم يعفو مُتخذاً القدوة من خير خلق الله صلى الله عليه وسلم في موقفه مع أهل مكة بعد فتحها .. ، و لأنه شاعر في المقام الأول كانت قصيدته "برزخ الحفظ" أول ردِّ فعل على الوسيلة التي استخدمها خصومه للنيل منْه ، وهْي الطعن في قدرته الإبداعية ، ومحاولة تشويه الحقائق باستخدام شائعة فظيعة يُمكنُ أنْ تجعل كل مَنْ حوله يبتعدون ، وكانت الشائعة عبارة عن استغلال "التناص" في قصائده ، والناجم عن كثرة قراءاته وحفظه من أشعار الرموز نسبة كبيرة ، و قد قَلَبَ خصومهُ موضوع التناص إلى "سرقات" ، وكأنها مقصودة ، رغم أن التناص في حدِّ ذاته وارد ، وفارقٌ كبير بينه و بين التلاص ، ورغم ذلك حاول "د.سمير العمري" إقناعهم بأنه لم ولن يقوم بالسطو على إبداعات الآخرين ، ودعاهم إلى التفكّر بعقلانية ، حيثُ أنه إذا كان قاصداً لذلك الأمر ما تناصتْ نصوصه مع نصوص شعراء محفوظة أعمالهم ، و سبقوه على أرض الإبداع بقرون ، وإنما كان قد ظهر مثلاً أحد الأبيات للشعراء المغمورين ، و عندئذٍ قد تأتي شبهة السرقات الأدبية ، أماَّ وجود أبيات لعظماء تاريخ الأدب و الشعر دون غيرهم ، فهو يجعل من هذه الشبهة الذميمة لا محلّ لها من إعراب كينونته ، وكينونة كل العقلاء، و هكذا استمرَّ بِخلقه الذي اكتسبه من شريعته ، و تم صقله من خلال أدبياته استطاع التغلب على هذه المشكلة ، و تجمع حوله محبوه ، وكان لهم حق التوضيح ، فكانت قصيدته الغراء "برزخ الحقظ" ..


العنوان:

** و في دعوة للتفكِّر في قصيدة "برزخ الحفظ" للشاعر الدكتور سمير العمري – نبدأ بالعنوان الذي تكون من لفظتين (مضاف و مضاف إليه) ، ولكل منهما معانيها القاموسية .. ، فأما اللفظة الأولى (برزخ)لها أربعة معاني ، واللفظة الثانية (الحفظ) لها ثلاثة معانٍ أخرى .. ، ليكون عدد الاحتمالات –رياضياً- للمعنى المقصود من العنوان أثني عشر احتمالاً ، مضافاً إليها المعاني الأدبية الناجمة عن السياق والاتساق في النص ، والمعاني التي تتولد من أثر الإيحاءات واختيار المفردة ودلالات العلاقة بين لفظتي العنوان .. ، وهذه المعاني الأخيرة لاحصْر لها لأنها تعتمد على رؤى المتلقي للنص الأصلي ، والذي هو بطبيعة الحال لهُ رؤاه التي قصدها المبدع ، وكذلك مايعنيه تعريف المضاف إليه ..

و لنبدأ في قراءة مكثفة لما يرسله لنا العنوان من معانٍ مختلفة :

البرزخ له أربعة معاني ، فهو الحاجز الذي يفصل بين شيئين/الموت و البعث/بحر و آخر/فصي الغدة الدرقية ، فمن قرأ بالمعنى الأول (الحاجز بين أي شيئين عموميين) لابد أن يُدرك المقصود من هذين الشيئين ، وهما ما يتبين من إدراك مايلي هذه اللفظة سواء المضاف إليه أو القصدة مثلاً ، فمَن قرأ لفظة "البرزخ" على أنه الحاجز بين الموت والبعث أي القبر فكأن مبدعنا هنا يذكرنا بالعظة التى ينبغي أن تؤخذ من القبور ، و التي أوصى بها الرسول الكريم .. ، و من قرأ "البرزخ" على أنه الحاجز بين بحرين ، فنجد هنا إسقاط على الفارق بين العذب و المالح رغم تجاورهما ، فإن الحاجز/البرزخ يفصل بين هذا وذاك ،كما يفصل –افتراضياًّ- بين الأبيض و الأسود في حجري العقد (و ستُبيّنه الصورة الكلية للقصيدة) ، و أما مَن قرأ هذه اللفظة كذلك طبياًّ على أنها الحاجز بين فصي الغدّة ، فإن الشاعر هنا يوجه خطابه لكلِّ ذي فكر علمي ، أو يتأمّل القدرة في نفسه/خلْقه حيثُ أن هذا الحاجز الدرقي يحتل المكان الأوسط من القصبة الهوائية ، مماَّ يؤكد أهميته لاستمرار الحياة .. ،و منْ الأربعة معاني السابقة أيّ منها التي يقصدها المبدع؟ وأيّ من الاحتمالات الأثني عشر؟ وأي الدلائل والإيحاءات التي تنجم عن العلاقة بين لفظتي العنوان؟

للتعرف على الإجابة ننتقل إلى ما أُضيفتْ إليه لفظة "برزخ" لنرى أن المضاف إليه هنا هو لفظة "الحفظ" ، و لْنبدأ بالمعنى الأول العمومي للبرزخ ، وهو الحاجز بين شيئين ، ونقرأ معاً أول ثلاثة احتمالات .. ، وكما كان من مرادفات أو تأويلات لكلمة "برزخ" ، فهناك مرادفات متعددة لكلمة "الحفظ" .. ، فهي تعني الحراسة ، و الحرز/الحوط ، و الوعي/الضبط بالعلم و الكلام ، فإن كان المعنى المُراد هو الحراسة ، فيكون معنى العنوان هنا هو "حاجز الحراسة" .. ، وما هذا الحاجز؟ أيعني المبدع به القميص الواقي الذي يرتديه عِلْية القوم حتى لايصيبهم جاهلٌ أو مغامر أو متهور ، أو مأجور ، أوحتى الثائر سواء بحق أو بغيره؟
و في المعنى الثاني للحفظ ، وهو حاجز الحرز/الحوط .. أيكون المقصود هنا أن وجود هذا الحاجز يحمي أيضاً من إية ضرر يقوم به مخلوق أياًّ كان وضعه؟
أما في المعنى الثالث يكون المعنى هو "حاجز الوعي بالعلم و الكلام" .. ، و هل في هذه التركيبة كناية عن أهمية عدم الخلط بين الأمور و التأويلات ، مثل الخلط بين الحق و الباطل .. ، بين حُسْن النية و سوء القصد ، ..؟

وقبل أن ننطلق إلى أبيات القصيدة .. لابدّ أن نُشير هنا إلى ما يُمكن أن نطلق عليه "شخصية النص" عند الدكتور سمير العمري لأن ذلك سينطبق على جسد هذه القصيدة ، وباقي أعماله، و يُعدُ مدخلاً لقراءة "د.العمري" عموماً

شخصية النص :

التشكيل الجمالي:-نجد التفكير في اختيار اللفظة الموحية ، والتركيب الدقيق للجملة الشعورية ، وكذلك التصوير ، و استخدام البديع دون تكلّف ، وإن كانت فيه الصنعة ..
يأتي الجناس الناقص بين "قمح" و "قرح" وكذلك بين "روح" و "ريح" ، "فجيعة" و "وجيعة" ، "ذريعة" و "شريعة" .. ، والمقابلات و التضاد مثل تجاور حجريّ العقد رغم اختلاف ألوانها بين الأبيض و الأسود ، الجمر و الإطفاء ، سخط و رضا ، .. والكنايات و التورية وهكذا
الموسيقى :- يلتزم بالشعر العربي الأصيل ، و الألفاظ ذات الحروف المتجاورة أو المتنافرة تبعاً لفونيمات الأصوات و مستوياتها المطلوبة للمعنى المقصود علواًّ و انخفاضاً فضلاً عن المقابلات والعلاقات المُمَوْسقة ، أما اختيار الرويّ ، فقد كان الـ "فاء" باعتبارها أول حرف من "فجيعة" ، والتي ذُكرت أيضاً في أول شطر ، وأماَّ حركة الفتح التي اكتسبتها "فاء" الرويّ ، و إطلاقها مع حذف همزات الكلمات المنتهية بالهمزة ، فذلك كان بقصد إعلان سموّ و علوِّ من تعرَّض لهذه الأزمة ، وللتخفيف عنه بعد توضيح الأمر ، ومَنْ هو ذا ؟ هو الـ"أنا" و الـ"أنا الآخر" أو الذات الشاعرة للدكتور سمير العمري ..،
كما أن اختيار البحر الطويل كذلك لم يأتِ عبثاً ، بل لأنه أول البحور المركبة ، ويبدأ بالوتد المجموع (//ه) ، و الوتد أقوى من السبب (/ه) لذا وجب تقديمه ..
اعتزاز المبدع بنفسه :- يتبين اعتزاز "العمري" بنفسه رغم ما يتعرض له من انقلابات ، وشجاعته الأدبية إذا بَدَر منه خظأ بادر فأصلحه ، وشجاعته كذلك في مواجهة خصومه بالفكر و الإبداع ، فهنا كاف المخاطبة لنفسه في أول بيتين من القصيدة ، ثم استحضار ذاته أمامه في المرآة ليحدثها ، ويعرف ماهية قدْره و قَدَره ، ثم يذكر مَن وقفوا بجانبه ، وبأسمائهم في قالب شعري خالد ، وفي إطار توكيد "العمري" على ريادته .. ، ومع ما قدْ تجْلب له هذه الريادة من المشكلات والخصوم ، فإن دوره الرائد يعتبرها إحدى ضرائب التميز ، ويفرض عليه ماتفرضه شريعته ، وهو النصيحة .. "إن الدين النصيحة"
النزعة الدينية :- ذكر د. سمير العمري لفظة "الشريعة" صراحةً ، وفي هذا إجمالٌ يأتي تفصيله في أبيات القصيدة ، وسيظهر جلياًّ مدى تأثره بالقران والسنة .. يقول:-
المأثور و الموروث :- يستفيد "د.سمير العمري" من الموروثات الشعبية و الأقوال المأثورة ، ولديه إمكانية عمل تركيبة بنسب معينة لعدد من الموروثات و المأثورات لمعالجة موقف معين أو حدث ما ، وقد استفاد في ذلك بطبيعة عمله كصيدلي ، مع خبراته و احتكاكاته بقئات مختلفة و مجالات متنوعة
التداخل بين شخصية النص وشخصية "د.سمير العمري" :- دوماً تجد نصوص "العمري" تتجه في مسارها نحو القيم الدينية السامية مثل الإيثار، العدل ، الجمال ، الرضا ، الولاء ، الانتماء ، والنصح ، والتواضع ، واحترام العقل والبحث العلمي بأسلوب أدبي رفيع ، مع وضْع كلٌ حسب قدْره ومقدرته في المنزلة التي تليقُ به
الإيمان لإتمام الرسالة:- بعد توضيح الأمر في قصيد ينساب بسلاسة لغوية أخاذة و تصوير مُدْهش ، يؤكد "د.العمري" على إتمام رسالته ، وتطوير هدفه الرئيسي ، وهو "رابطة الواحة الثقافية" و التي أبداً لن تهتز بأي انقلابات مادامت تتحرك في إطار الشرع ومشروعية الكتابة
التجديد والانسياب اللغوي الأخاذ:- رغم تمسك الدكتور سمير العُمري بأصل اللغة ، و عامود الشعر إلاَّ أنه يأتي بلفظة غير قاموسية ، لكنها قابلة لإدخالها في المعجم ، وذلك بتوظيف قائم على التفكير و الشاعرية .. ، وبالتالي نجد القاموس اللغوي "العمري" في حالة تجدّد مستمر ، وانسيابية أخاذة
التنوع الأسلوبي : يتنقل "د.سمير العمري" بين الأساليب المختلفة ، و كلَّما تنوعّت الرسالات المرجوة ، يزيد النفس الشعري ، والتنوع الأسلوبي مابين إنشائي ، خبري ، و توظيف شعوري مختلف لعلامات الترقيم

و إذْ نحن بصدد التفكيرٍ في احتمالات المقصود من العنوان ، وبعد معرفة شخصية النص عند "د.سمير العمري" ننتقل إلى القصيدة ذاتها ..

القصيدة :

يستهلُّ د. سمير العمري قصيدته و مُستخدماً "كاف" المخاطبة بقوله :-


إِنَاؤُكَ مِنْ قَمْحِ الفَجِيعَـةِ قَـدْ أَجْفَـى=وَمَاؤُكَ مِنْ قرْحِ الوَجِيعَـةِ قَـدْ جَفَّـا
وَوَجْدُكَ مِـنْ رِيـحِ الذَّرِيعَـةِ جَمْـرَةٌ=وَغَيثُكَ مِنْ رُوحِ الشَّرِيعَـةِ قَـدْ أَطْفَـا


يُكلِّمُ ذاته/ الـ أنا و الـ أنا الآخر ، يُعرِّف الـ "قمح"(وهو النبات العشبي الذي يُتخذ منه الدقيق) بإضافته إلى "الفجيعة"(المصيبة المؤلمة) ، وكأنه يؤكِّدُ على أن المكسب/البر لا يأتي إلاَّ بعد خسارة ، أي يُمكن تحويل الخسارة إلى مكسب ، ثم يستخدم "قد" لتوكيد الفعل الماضي الذي يليها ، واختياره لهذا الفعل سببَّ إشكاليات عديدة منها : أن الفعل الثلاثي الأصلي إما "جفَّ" بمعنى يبس ، أو "جفا" بمعنى بَعُدَ وغلظ و اخشنّ ، ولفظة "أجْفى" التي أتي بها المبدع إماَّ أن تكون فعلاً ، ولكنّه فعلٌ متعدي يلزمه مفعولٌ به .. نقول "أجفى الشيءَ/أبعده" ، وفي البيتِ لم يأتِ بمفعولٍ به ، و عندئذٍ ننتقل إلى "أجفى" الثانية ، والتي تأتي كأسلوب تفضيل على وزن أفعل .. يقول المصطفى الكريم صلوات الله وسلامه عليه :"أجفى الناس مَنْ ذُكرْتَ عنده و لم يصلِّ عليّ" ، و شاعرنا هنا لم يأت بها كأسلوب تفضيل ، وذلك لعدم إضافتها (أجفى الناس) أو لعدم وجود لفظة "مِنْ" للمقرنة والأفضلية (س أجفى من ص) ، و أما إذا تأملنا مُبتدأ الجملة "إناؤكَ" ، فإنه كان يلزم للإناء الفعل الخماسي "اجتفّ" بمعنى شُربَ كلّه ، وعلى ذلك فقد أراد المبدع بلفظة "أجفى" فعلاً رباعياًّ يُمكن تأويله لكلِّ المعاني السابقة ،
و في الشطر الثاني من البيت الأول يبدؤه بـ "الماء" يؤكِّد أنه "جفّ" من "قرْح الوجيعة" .. ، و"القرح" هو مابَدَتْ بهِ جروح ، و "الوجيعة" هى الموجعة .. ، ويقصدُ هنا أن الماء قد جفَّ من الجرْحِ الموجع .. ،
و في هذا السياق و اتساق المعني يكون المقصود من البيت الأول أن "د.سمير العُمري" المبدع الشاعر يكلم "د.سمير العمري" الإنسان ليؤكد له وصْف الحالة/تشخيصها أن الإناء قد استغلظ واشتدَ بهذه الفجيعة والتي قد تكون خيرا ، وقد تكون شراًّ ، وبناءً عن كيفية الاستخدام لهذا الإناء و ردّ الفعلً ، وكذلك بالنسبة للماء الذي جفّ .. هل ستنتهي الحياة ، أم يكون الصبر ؟
و في ضوء تشخيص الحالة أيضاً يؤكد في البيت الثاني أن "الذريعة"/الوسيلة التي كانت سبباً في حالتي الماء والإناء كانتْ وسيلة شديدة التأثير فجعلتْ من "الوجد"/ الحزن جمرةً إذا استخدمها للردّ لأحْرق مَنْ صنعوا هذه الوسيلة بأشدِّ منها .. ، ولكن .. هنا يتم تدارك أمر الانتقام وهذه المحرقة بماذا؟ بالغيثِ الذي يُنطلق من "روح الشريعة" ، فَيُطفئُ كلّ شرٍّ ، فلا المبدع الإنسان المُصاب ينتقم بشرٍّ إيماناً بما جاء في الشريعة أن الله لنْ يترك مَن ادّعى و ظَلم ، وتسبّب في هذه الحالة المُحزنة ، وكذلك لن يترك سبحانه و تعالى مَنْ ظُلم و عاني جرّاء ما فعله المُدّعون الظالمون ... ، كما أن الشريعة هنا تُتيح لمن ظُلم أن يأخذ بالأسباب الصحيحة ، وبعيداً عماَّ يُغضب الله حتى يُبرأُ ممّا تعرَّضَ له ، و من بين هذه الأسباب يكون القلم حين يُسجِّلُ مداده هذه القصيدة لإظهار الحقيقة ، و وصف الوضْعِ ، و فكِّ شفرات الخلط والادّعاءِ ، وَمِنْ ثَمَّ أيضاً إبراز صورة مَن انتصروا للحق ، وكشْف مَن أخذهم الباطل في سراديب مُظلمة .. ، وأيضاً تدعو الشريعة إلى أخذ الأمور بأحسنها ، وترفض التصيَّد و اتباع الشبهات ، كما تؤكد الشريعة أن مَن دهاه أمرٌ دون قصد ثم أصلح ، وأثبتَ حُسْن النية ، فإن الله يغفر له ، ويبدّل السيئات إلى حسنات ، فما بال مَنْ تعرَّض للأذي ظُلماً و عدواناً و صبر .. ،

يقول "د.سمير العمري" :-


أَلا أَيُّهَا السَّـارِي عَلَـى دَرْبِ هِمَّـةٍ=تَعزُّ عَلَى الشَّكْـوَى وَتَفْخَـرُ بِالأَكْفَـا
هُوَ العَهْدُ فَانْزَعْ نَزْغَةَ السُّخْطِ بِالرِّضَـا=وَرُدَّ اللَيَالِـي بِالمَحَـبَّـةِ وَالزُّلْـفَـى
فَحِلْيَةُ مَنْ يَسْمُو عَلَـى الغَيـظِ حِلْمُـهُ=وَلَيسَ شَدِيـدًا مَـنْ يُنَازِعُهَـا العُنْفَـا
وَكُلُّ إِنَاءٍ مِنْ هَـوَى النَّفْـسِ نَاضِـحٌ=فُصُبَّ مِـن الإِبْرِيـقِ أَعْذَبَـهُ رَشْفَـا

ويتبين هنا الاعتزاز بنفسه ، وبالدرب الذي يسير عليه ، وهو "درب الهمة" ، كما أنه مَن تعزُّ/تندر عنده الشكوى ، بل يفتخر دوماً بالأكفأ ، وهو مَنْ أخذ على نفسه عهداً بأن ينزع الطعنات/النزغ بما تجلبه من سخط أو جلبها السخط عليه ، فما هو إلاّ مَن يجب أن يتخلص منها بالرضا .. سواء برضاه هو بما قدّر الله ، أو برضا الله عليه ، أو بالرضا الناجم عن اتخاذ الموقف السليم في وقته و العفو عند المقدرة .. يقول تعالى:"وإماَّ ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله" ، كما أنه من علامات المؤمنين وعباد الرحمن في القرآن الكريم "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس و الله يُحبُّ المحسنين" ، و يقول عز وجل "فادفع بالتي هي أحسن ، فإذا الذي بينك وبينه عداوة وليٌ حميم" .. ، كما أن الشاعر هنا يتأثر بالحديثين الشريفين "الحلم سيد الأخلاق" و "ليس القويّ بالصرعة ، إنما القوي مَن يملك نفسه عند الغضب" .. ، والشاعر يؤكد على المحبة و المنزلة/الزلفى ، ويستفيد أيضاً من المثل الذي يقول "كل بئرٍ ينضح مافيه" .. ، فإذا كان الخصوم أساءوا ، فهذا من معينهم ، ولا يعني أن يرد شاعرنا بنفس أسلوبهم لأنه من معينٍ أرقى ، ولذلك يختار لنفسه "الإبريق" كي يصبَّ منه "أعذبه رشفا"
و حول هؤلاء الذين لا يتطورون ، و أغلقوا على أنفسهم ، حتى إذا مارأوا العلا صار مُلتصقاً بالمبدع ، و كأنه أدمنه بخمرٍ مُسكر انقلبوا عليه مُنشقين حسداً و حقداً .. يقول:

عَجِبتُ مِن الأَيَّامِ مَـا انْفَـكَّ دَأْبُهَـا=يَـدُورُ عَلَـى ذَاتِ الوَتِيـرَةِ لا يَغْفَـى
أَفِي اليَومِ مَا فِي الأَمْسِ وَالأَمْسِ فِي غَـدٍ=وَمَا عَرِفَـتْ إِلا الغَيَاهِـبَ وَالعَصْفَـا
تَدُورُ بِذَاتِ الكَـأْسِ مَـا بَيـنَ نَاقِـمٍ=وَبَينَ ظُنُونٍ قَـدْ شَقَقْـنَ لَنَـا جَوْفَـا
كَـأَنَّ العُـلا لَمَّـا تَسَاقَـى مُدَامَتِـي=سَقَى أَلْفَ نَفْسٍ مِـنْ تَمَيُّزِهَـا زَعْفَـا

وكأن هذا العلا سقاهم سماًّ قاتلاً/زعْف ، فداروا مابين "ناقم" و "ظانٍ" ، وبنفس الوتيرة ، ويعجب لأمرهم ، وكأن كبيرهم لا يعقل أن الأيام تتوالى ، وشأنها ثابت المتغيرات "كلُّ يومٍ هو في شأنٍ" .. ، و في ذلك دعوة لكلِّ ذي عقل ... ، أماَّ مَنْ سار على وتيرةٍ واحدة مع المتغيرات التي تدور حوله ، لكنه شغل نفسه باصطياد عيوب الآخرين –إن كان بهم عيوب- عن نفسه الأمّارة بالسوء ، ولم يتح لنفسه فرصة التفكر أو الغفوة للاستراحة من ظنونه و اتهاماته التي يلقي بها مَن علا قدرهم ، وهو بذلك غير راقٍ و لا مُتحضر ، ويخالف الشرع باتهاماته القائمة على الظن وسوء النية "إن الظنَّ لا يُغني من الحق شيئاً".. ،

و أما الظنون هذه و أفعال الناقمين على شاعرنا قدْ أثرتْ فيه حتى تسببت في شقوق اتسعت وانخفضت في باطنه/جوفه كما اتسع وانخفض من الأرض
و هنا نجد الفعل "يغفى" ، وبينما الفعل الأصلي الثلاثي هو "غفا" ومضارعه "يغفو" نجد أن الشاعر "د. سمير العمري" يأتي به على أصل فعل رباعي ، و"أغفى فلانٌ" تعني أنه غفا ، و مضارعه بالواو أيضاً و نادراً ما يأتي بالألف .. !
و في مقابلة عقلانية شاعرية بين موقفه من فعل خصومه و هجائهم له يُبين "العمري" أنهم إذا مدّوأ إليه بالكفين سوءاً ، فسوف يمدُّ لهم كفاًّ ، وقد عرَّف كفيهم ، و نكَّر كفّه هو ، وذلك لأن كفيهم الآن لايمُدان إلاَّ بالواقع الأليم ، أما هو فسيمدُّ كفاًّ بالردِّ ، وكفاًّ بالعفو ، و قد يحتمل المعنى تأويلاً آخر .. إذْ أن خصومه يمدّون كلا كفّيهم ، فهو بكفٍّ واحدة يمكن أن يردَّ كيدهم ممّا يؤكد ثقته بنفسه وقوته أمام ضعفهم و مهاتراتهم .. ، وهناك تأويلٌ ثالث لاستخدام "العمري" التكير في لفظة "كفّ" ، وهو أن العمري يعرف كيف يكفيهم ، و لا يمتدوا في غيهم .. يقول:-

وَقَالُوا هَجَاكَ القَومُ مَـا أَنْـتَ فَاعِـلٌ=فَقُلْتُ: سَلامًا لا أَمـسُّ لَهُـمْ طَرْفَـا
هُمُ الصَحْبُ وَالأَحْبَابُ لا مِثْلَ صَاحِبٍ=يُعَبِّقُ أَنْفَ العَيشِ مِـنْ نُصْحِـهِ عَرْفَـا
وَكَمْ طَائِـرٍ أَقْلَـى مِـنَ النَّقْـرِ إِلْفَـهُ=فَذَابَ حَنِينًا لَـمْ يَجِـدْ عِنْـدَهُ إِلْفَـا
فَـإِنْ مَـدَّتِ الكَفَّيـنِ مِنْهُـمْ جِنَايَـةٌ=فَمَا الفَضْـلُ إِلا أَنْ أَمُـدَّ لَهُـمْ كَفَّـا
وَإِنْ قَدَحُوا بِالصَّدِّ فِـي القَـدْرِ مَـرَّةً=فَقَدْ مَدَحُوا بِالـوُدِّ فِـي قَدْرِنَـا أَلْفَـا

و تؤكد هذه الأبيات مدى نفاقهم ، فهم "إن قدحوا بالصدِّ مرةً ، فقد مدحوا بالودِّ ... ألفا" ، وشبه الجملة "في قدْرنا" تؤكد علمهم بقدْره و مكانته ، كما تُبين الأبيات مدى "دبلوماسية" العمري وإحقاقه للحق في قوله "سلاماً .. هم الصحب و الأحباب" ، كما تظهر الحكمة و الحنكة في قوله "... لا مثل صاحبٍ يعبّق أنف العيش من نصحه عَرْفا" ، والعَرْف هو مايستعمل للرائحة الطيبة .. ، وكذلك تصويره للطير الذي يظل ينقر في إلفه حتى لايجد له إلفا .. ، و ماهذا الجناسُ بين إلفا و ألفا .. ، و التلاعب اللفظي الطيّع لتنسكب الحروف مع المعاني في قارورة "الفكر قبل الشعر" ..!

و لا يغفل "د.سمير العمري" أن أشعاره تعمل على المُصالحة بين الفكر و الوجدان .. ، فهو إذْ يمتاز بالفكر الناضج هو أيضاً مَن له قلبُ ، وعاطفة هذا القلب توازي العقل في التعامل مع مُدبِّري هذا الحدث المؤلم يقول :-


وَلِي قَلْبُ عِرْفَـانٍ عَصَـرْتُ شِغَافَـهُ=سُلافَ وَفَـاءٍ مِـنْ عَلائِقِـهِ صِرْفَـا
تُرَاودُهُ الأَحْـدَاثُ مِـنْ كُـلِّ مِرْيَـةٍ=فَمَا مَالَ عَنْ نَهْـجِ الوَقَـارِ وَلا خَفَّـا
إِذَا غَرِمُـوا أَعْفَـى وَإِنْ ظَلَمُـوا عَفَـا=وَإِنْ سَقِمُوا عَافَـى وَإِنْ شَتَمُـوا عَفَّـا
وَإِنْ نَكَثُوا وَافَـى وَإِنْ غَـدَرُوا وَفَـى=وَإنْ طَلَبُوا أَوْفَـى وَإِنْ بَخَسُـوا وَفَّـى

وبالنظرة السريعة لهذا المقطع تجد تجاور الألفاظ ذات الحروف المتقاربة بطريقة مدهشة ،
تأمل معي صديقي القارئ الحميم تجاور كلمات : أعفى ، عفا ، عافى ، عفاَّ .. ، وكذلك وافى ، وفَى ، أوْفى ، وفّى .. ، و تأتي سمة العطاء ضمنية ، ولم يُصرِّح بها لفظاً ، إنما سلوكاً طبيعياًّ ، وهذا السلوك تُحركه عاطفة القلب الذي جبل على العرفان والوفاء ، ولم ينحرف عن الوقار الذي انتهجه ، ولم يُنقص من التزامه بهذا النهج مهما راودته الأحداث بحلوها و مُرِّها ..
و بوقار المبدع الواثق يصف "العُمري" نفسه قائلاً:-


مُحِيـطٌ أَنَـا لِلشِّعْـرِ قَاعِـي مُمَـرَّدٌ=وَمَائِيَ مِنْ عِطْـرِ الزَنابِـقِ أَو أَصْفَـى
وَصَيدُ مَجَالِـي جَـاوَزَ المَـدَّ وَالمَـدَى=وَبِنْتُ خَيَالِي لا يُحَـاطُ بِهَـا وَصْفَـا
وَمَا كُنْتُ أَرْضَى الحَـرْفَ إِلا نَسِيجُـهُ=حَرِيرٌ بِأَحْـدَاقِ الجَوَاهِـرِ قَـدْ حُفَّـا
أُغَنِّي ؛ وَمَا فِي النَّـايِ إِلا حُشَاشَتِـي=تَرَانِيـمَ قَلْـبٍ لا أَكِـلُّ بِـهِ عَزْفَـا
بِشِعْرٍ سَرَى فِي الصَّدْرِ كَالبَدْرِ فِي الدُّجَى=يُلامِسُ فِي الوجْدَانِ بِالنُّورِ مَا اسْتَخْفَـى
وَفِكْرٍ جَرَى فِي الدَّهْرِ كَالنَّهْرِ فِي الحِجَا=يُطِيبُ لأَهْلِ الرَّأْيِ مِـنْ نَبْعِـهِ الغَرْفَـا

يصف نفسه –مع تواضعه- بأنه المحيط للشعر ، والمحيط في كافة الأشكال الهندسية هو الإطار الذي يحتوي و تتشكَّل به هذه الأشكال ، و لقد اخترت الشكل الدائري في قراءتي لهذه القصيدة لأنها تدور حول حدثٍ بعينه ، وزاخرة بتقنيات القصيدة الحديثة والتي عُرفتْ في "مسطرة النقد الشعرية" رغم تمسكها بالشكل العمودي ، كما إن هذه القصيدة "برزخ الحفظ" تزخر بتعدد الأغراض داخل إطار/محيط واحد هو "غرض العُمري" .. ، ففي القصيدة مايُمثل أغراض الوصف ،الفخر ، والحماسة ، والتسامح ، والوطني/الواحة ، والعاطفي ، والديني و .. وغيرها ، فالشاعر هنا يُعلنُ أن أفكاره جاوزت "المدّ والمدى" ، كما أن صوره الخيالية لا يستطيع الوصف أن يُحيط بها ، ولايرضى بالحرف إلاَّ إذا كان نسيجه من حرير محفوفٍ بالجواهر ، يغني من القلب و لا يكلُّ ، فالشعر عنده بيسري إلى الصدور مباشرة لأن الموروث الشعبي يؤكد أن "ماخرج من القلب دخل القلب" ، كما أن أفكاره وحُجَّته تروقُ لأهل الرأي ،فيغترفون منها ..!

ويستمرُّ "د.العُمري" في التلاعب باللفظ و الموسيقى الداخلية –استعراضياًّ- مثل الجناس بين "في الصدر كالبدر" و "في الدَّهر كالنهر" ، كما يصف ماءه/إبداعه بعطر "الزنابق" ، ثم يعلو تدريجيا ليقول "أو أصفى" من هذا العطر ، ليضطرد النفس الشعري ، و تتوهج الرغبة في الإعلان عن نفسه أمام مايدّعيه هؤلاء الخصوم ضعاف النفوس و الحجا ، و مريضي القلوب ، و غير المبدعين حقاً إذا ما قورنوا به .. ياللردّ المُعلقة !
و قد يرى بعضهم أن هذه الحماسة في الردّ قدْ شملت الجميع ، خصوماً و أصدقاء ، قريبين إلى نفسه أو بعيدين .. ، و ربما أحسَّ أحد المقرَّبين إليه بالإهانة ، أو استشعر تهويلاً في الوصف ، فأضمرشيئاً في نفسه ، وخصوصاً أن "د.العمري" أقرَّ بوجود تناص في أشعاره مع نصوص لشعراء سابقين ، ويبدو أن "د.العمري" الشاعر المُفكّر قد تنبّه لهذا التأويل .. ، فأجلّ الحديث عن نفسه ، وأخذ يخاطب الجميع بعقلانيته الشعرية المعهودة ، بطرح عدة أسئلة تخاطب عقل المتلقي ، و تمنع التشويش على تصوراته الذهنية .. يقول :-

فَكَيفَ يُنِيبُ العَبْدَ مَـنْ كَـانَ سَيِّـدًا=وَكَيفَ يَسُومُ النِّصْفَ مَنْ يَمْلكُ الضِّعْفَا
وَلَو كُنْتُ مَخْبُولا لَمَا كُنْـتُ جِئْتُهَـا=فَكَيفَ وَقَدْ كُنْتُ الحَكِيمَ الذِي يُقْفَـى
وَلَكِنْ دَهَانِي بَـرْزَخُ الحِفْـظِ للِأُلَـى=وَإِبْدَاعِ نَظْمِي بِامْتِـزَاجٍ وَقَـدْ أَغْفَـى
أَمَا اخْتَلَطَتْ بِيضُ اللآلِـي وَسُودُهَـا؟=فَكَيفَ جَرَتْ فِي السِّلْكِ وَانْتَظَمَتْ صَفًّا؟

يبدأ طرح أسئلته بسؤال شكله عام ، وجوهره يؤكد وصفه لنفسه .. ، إذْ يتساءل بحرفية شديدة تجعل المتلقين يتساءلون معه "كيف لِمن كان سيدّاً يُنيبُ عنه عبداً" ، توظيف كان هنا ليس مجرد أنه فعل ماضي ناسخ ، وإنما للإقرار بالسيادة .. ، ويتبع هذا السؤال بآخر ، وهو "هل من المعقول أن يطلب من كان يملك الضِّعف مِمَّن يملك النصف .. أي أن المدّعين لا يملكون إلاَّ ربع مايملكُ شاعرنا ، فهل يُمكن لأصحاب "الرّبع" مَنح أصحاب "الكلّ"؟ ، و ما إن يستميلُ إليه الناس يعود لأسئلته ، ولكن بشكل مباشر حول نفسه ليصل بالعقل و مشاركة فكر الآخرين معه إلى براءته مماَّ اتهمه خصومه .. "ولوكنتُ مخبولاً لما جئتها" ، والهاء هنا قد تعود على هذه الأبيات التي تناصت مع أشعاره ، أودُسَّتْ فيها ، وقد تعود الهاء هنا إلى هذه القصيدة التي نحنُ بصددها ..، ثم يتساءل :- كيف له أن يقصد القيام بما أسموه سرقة أو "امسك حرامي" ، وهو الحكيم الذي يُقتدى به ، ويقتفى أثره ، وهو قافية القصيدة التي هي جرسها الموسيقي الأول .. ، وهنا يستخدم كلمة "لكن" للاستدراك و لفت الأنظار إليه حتى يُظهر سبب ما حدث ، و يؤكد أن السبب هو كثرة حفظه لأبيات السابقين ، وكان هذا الحفظ سبباً في إصابته بداهية الامتزاج ، وإن كانت مشروعة في عالم الكتابة .. إلاّ أنها تمثل بالنسبة له "داهية"/مصيبة لأنه كان بإمكانه أن يأتي بمثلها أو بأفضل منها ، أو على كل الأحوال كان قد وضع حولها قوساً لبيان التناص ، وهذا لن يُنقص من شأنه أو شأن قصائده شيئاً ، لأن التناص أيضاً ليس عملية سهلة ، و إنما يأتي في اتساق السياق العام للقصيدة .. ، لكنها كانت سهْواً ، وتم تداركه ، و مايؤكد حُسْن النية هنا و تعظيمه لأصحاب النصوص الأصلية قوله عنهم "الألَى" دون أن يأتي بعدها بأي توصيف لهم مثل "رحلوا" مثلاً ، "تسببوا في هذه المشكلة" وخلافه .. ، إنما "الألى" هكذا فقط للدلالة على أنهم معروفون ، ولا يُمكن أن يفكر السارق في سرقتهم ..،
ثم يُصور أن نظمه الإبداعي هو الذي غفا بالامتزاج .. ، ليختم فقرة التساؤات هذه بسؤالٍ له وقْعه الخاص بتوافقه مع طبيعة الحدث ، و لا يُدين شاعرنا .. يسأل : "أما اختلطت اللآلئ و انتظمت صفاً في العقد رغم اختلاف ألوانها ، ولم يُنقص هذا الاختلاط ، وتغيير الألوان مِن كونها أحجار كريمة ..!
و يُنهي هذه المقطوعة التساؤلية بإسلوبها الإنشائي ، و يبدأ في التوضيح بأسلوب خبري/"تقريري" يوجبُ على المرءِ أن يستخدم العقل ليصل بالدليل لأن ليس كل مايظهر على السطح كفيلٌ أن يُبين الحقيقة التي قد لا تأتي إلاَّ بالغوص و التعمق التفكَّري ، وكذلك لأن ليس كل الناس متساويين في بساطة طرق التفكير ، وإنما منهم بسطاء التفكير ، و على نفس السياق يؤكد "د. سمير العمري" أنه يوجد مَنْ هو "عفّ القصد" ومن هو "كان ذا حقدٍ" ، وكلاهما يختلف .. ، فالأول لا يقذف و لا يسب من أخطأ سهْواً ، أما الثاني يتصيّد و كأنه –واهماً- يتحرَّى أن الأرقى يُساومُ الأدنى .. يقول:

إِذَا دَارَ قَصْـدُ المَـرْءِ دَارَى رَشَــادهُ=وَسَاقَ دَلِيلَ العَقْلِ فِي الحُكْمِ وَاسْتَكْفَـى
وَمَا كُلُّ مَا يَبْدُو مِـن الأَمْـرِ ظَاهِـرًا=كَفِيلٌ بَأَنْ يُجْلَى الصَّوَابُ بِـهِ كَشْفَـا
فَمَنْ كَانَ عَفَّ القَصْدِ صَـدَّقَ وَاتَّقَـى=وَأَدْرَكَ أَنَّ السَّهْـوَ لا يُوجِـبُ القَذْفَـا
وَمَنْ كَانَ ذَا حِقْدٍ عَلَى الشَّأْنِ وَالسَّنَـا=تَحَرَّى الثُّرَيَّـا أَنْ يُسَاوِمَهَـا الخَسْفَـا

وساخراً من هذا الحاقد يقول "العمري" :-


يَظُنُّ بِرَجْـمِ النَّجْـمِ بِالوَجْـمِ شُهْـرَةً=وَيَحْسَبُ أَنَّ الشَّأْفَ فِي صَدْرِهِ يَشْفَـى

يبدأُ البيتَ بكلمة "يظن" مماَّ يؤكّد أنّ هذا الحاقد على خطأ ، ولذلك يؤكد "د.العمري" أنه نجم ، ولا يؤتي رجمه بأي ثمرة للراجم ، حتى وإن وَجمَ/ سكتَ هذا النجم، فلن يحظى بالشهرة في المقابل مَنْ رَجم .. ، ولن يشفى قرْح صدره لأنه حاقدٌ و ناقمٌ بطبعه ، والعياذ بالله
و على النقيضِ تماماً نجد أن مَن رضوا بما قسمه الله ، رضي الله عنهم و أرضاهم ، و في القول المأثور : "أنه إذا قدّر الله لنعمة أن تنتشر قد يُسلِّط عليها لسان حاسد" .. ،
يقول شاعرنا:-

أَرَانِـي كَـأَنَّ اللهَ بِالخَيـرِ خَصَّـنِـي=فَقَيَّضَ لِي الحُسَّـادَ تَخْدِمُنِـي عَكْفَـا
كَسَونِي كِرَامَ القَومِ تَسْخُـو بِفَضْلِهَـا=وَعَرَّوا لَئِيمَ النَّفْسِ يُبْدِي الـذِي أَخْفَـى
وَإِنِّـي أَمُـدُّ الـكَـفَّ للهِ سَـاجِـدًا=بِشُكْرٍ وَقَدْ أَهْدَى الكِـرَامَ لَنَـا صَفَّـا


و حقّ للشاعر "د.سمير العُمري" أن يفتخر بما قدّرهُ الله ، وسلّط عليه لسان الحاسد ، فتجمع الكرام ، و أيدوا الحق ، و لماّ انتصر "العمري" وجَب عليه أن يخرَّ ساجداً لله حمداً و شكراً على أن نصره ، و أهدى له كراماً و قفوا بجانبه .. ، وهذا الحدث يتكرر كثيراً ، ولكن المهم مَنْ تنفعه العِبرة ،
و لأن الله عز وجلّ قال في كتابه العزيز : "و لا تنسوا الفضل بينكم" ، كما أن القول المأثور يقول "مَنْ لم يشكر الناس لا يشكر الله" ، فقد بدأ "د. العمري" في سرد أسماء الذين ناصروه ، وسماتهم حتى وصل إلى خاتمة النص بتفاؤلٍ لتوكيد أن شموس النور في " الواحة الثقافية" ستعلو ، و يسري دعاة الخير مستظلين بها ، و قدْ كوّنوا حلفاً مترابطاً ، ومعتمدين على الله الذي لا يُخيّب رجاء مَن استعان به ، وَ مَنْ أوجده الله فَمَن يلغي وجوده؟

يقول "د.سمير العمري" ، وحتى نهاية النص :-


بِحُرٍّ سَلِيـلِ المَجْـدِ مِـنْ آلِ غَامِـدٍ=وَلَو قَامَ فَـرْدًا لِلجُنَـاةِ فَقَـدْ كَفَّـى
وَهَذَا نَدَى مَحْمُودَ قَـدْ زَادَنِـي أَخًـا=وَهَذَا جَلالُ الصَّقْرُ قَدْ فنَّـدَ السُّخْفـا
وَكَانَ شَذَى الإِنْسَـان مِـنْ أُمِّ ثَائِـرٍ=فَرِيدٌ وَمِنْ أُخْتِـي وَفَـاءَ أَرَى العَطْفَـا
وَمَازِنُ هَذَا البَـرُّ ذُو الـرَّأْيِ عَاضِـدًا=وَسَالِمُ صِنْوُ النَّفْسِ قَـدْ عَطَّـرَ الأَنْفَـا
وَفَضْلُ الخُدَيدِي سَابِـقٌ غَيـرُ لاحِـقٍ=وَزِيدَانُ ذُو الإِحْسَانِ بِالوُدِّ قَـدْ أَلْفَـى
وَأَسْمَعُ مِـنْ زِيبَـارِ لِلفِكْـرِ صَوْلَـةً=فَيَحْلُو لِعَقْلِ الحُرِّ مِـنْ كَرْمِـهِ قَطْفَـا
ونَادِيَـةُ الإِصْـرَارِ هَـمًّـا وَهِـمَّـةً=وَجُهْدُ رَنِيمِ الصِّدْقِ لَمْ يَعْـرِفِ الخلْفَـا
وَزَاهِيَـةٌ بِالحَـقِّ وَافَـتْ فَأَنْصَـفَـتْ=وَوَافَقَ فِيهَـا المَنْطِـقُ الدِّيـنَ وَالعُرْفَـا
وَزَهْرَاءُ وَالشَّحَّـاتُ وَالخَالِـدِي مُنَـى=وَمَرْحَةُ وَالغَنَّامُ قَـدْ أَنْصَفُـوا الحَرْفَـا
جِهَـادُ وَعَبْـدُ اللهِ وَالشَّهْـمُ عَـايِـدٌ=وَيَحْيَى وَنَجْوَى وَالحُسَينِيُّ مَـنْ أَضْفَـى
وَرِيـمُ ، ثُرَيَّـا وَالعَطِـيَّـةُ والــذِي=يُحَدِّثُ أَهْلَ الحَقِّ حُسْنًـا وَمَـنْ قَفَّـى
سَتَعْلُو شُمُوسُ النُّورِ فِي وَاحَـةِ العُـلا=وَيَسْرِي دُعَاةُ الخَيرِ فِـي ظِلِّهَـا حِلْفَـا
وَمَنْ كَانَ رَبُّ النَّـاسِ فِيهِـمْ حَسِيبَـهُ=فَلَنْ يُزْدَرَى فِي القَدْرِ يَومًا وَلَـنْ يُنْفَـى


و يبقى ..
كانت هذه القراءة المُكُثفة التفاصيل لقصيدة "برزخ الحفظ" للشاعر القدير الدكتور سمير العمري رئيس رابطة الواحة الثقافية ، ومدير عام ملتقاها ..
دامت أوردة الإبداع في تماسٍ مع شرايين الفكر الشعوري ، ودائرة أحداث حوار الثقافات عبر الشبكة العنكبوتية حتى يصبَّ النهر في منبعه ..
تحياتي و تقديري

محمد الشحات محمد
03-07-2010, 06:35 AM
تابع


يصف نفسه –مع تواضعه- بأنه المحيط للشعر ، والمحيط في كافة الأشكال الهندسية هو الإطار الذي يحتوي و تتشكَّل به هذه الأشكال ، و لقد اخترت الشكل الدائري في قراءتي لهذه القصيدة لأنها تدور حول حدثٍ بعينه ، وزاخرة بتقنيات القصيدة الحديثة والتي عُرفتْ في "مسطرة النقد الشعرية" رغم تمسكها بالشكل العمودي ، كما إن هذه القصيدة "برزخ الحفظ" تزخر بتعدد الأغراض داخل إطار/محيط واحد هو "غرض العُمري" .. ، ففي القصيدة مايُمثل أغراض الوصف ،الفخر ، والحماسة ، والتسامح ، والوطني/الواحة ، والعاطفي ، والديني و .. وغيرها ، فالشاعر هنا يُعلنُ أن أفكاره جاوزت "المدّ والمدى" ، كما أن صوره الخيالية لا يستطيع الوصف أن يُحيط بها ، ولايرضى بالحرف إلاَّ إذا كان نسيجه من حرير محفوفٍ بالجواهر ، يغني من القلب و لا يكلُّ ، فالشعر عنده بيسري إلى الصدور مباشرة لأن الموروث الشعبي يؤكد أن "ماخرج من القلب دخل القلب" ، كما أن أفكاره وحُجَّته تروقُ لأهل الرأي ،فيغترفون منها ..!
ويستمرُّ "د.العُمري" في التلاعب باللفظ و الموسيقى الداخلية –استعراضياًّ- مثل الجناس بين "في الصدر كالبدر" و "في الدَّهر كالنهر" ، كما يصف ماءه/إبداعه بعطر "الزنابق" ، ثم يعلو تدريجيا ليقول "أو أصفى" من هذا العطر ، ليضطرد النفس الشعري ، و تتوهج الرغبة في الإعلان عن نفسه أمام مايدّعيه هؤلاء الخصوم ضعاف النفوس و الحجا ، و مريضي القلوب ، و غير المبدعين حقاً إذا ما قورنوا به .. ياللردّ المُعلقة !
و قد يرى بعضهم أن هذه الحماسة في الردّ قدْ شملت الجميع ، خصوماً و أصدقاء ، قريبين إلى نفسه أو بعيدين .. ، و ربما أحسَّ أحد المقرَّبين إليه بالإهانة ، أو استشعر تهويلاً في الوصف ، فأضمرشيئاً في نفسه ، وخصوصاً أن "د.العمري" أقرَّ بوجود تناص في أشعاره مع نصوص لشعراء سابقين ، ويبدو أن "د.العمري" الشاعر المُفكّر قد تنبّه لهذا التأويل .. ، فأجلّ الحديث عن نفسه ، وأخذ يخاطب الجميع بعقلانيته الشعرية المعهودة ، بطرح عدة أسئلة تخاطب عقل المتلقي ، و تمنع التشويش على تصوراته الذهنية .. يقول :-


فَكَيفَ يُنِيبُ العَبْدَ مَـنْ كَـانَ سَيِّـدًا


وَكَيفَ يَسُومُ النِّصْفَ مَنْ يَمْلكُ الضِّعْفَا



وَلَو كُنْتُ مَخْبُولا لَمَا كُنْـتُ جِئْتُهَـا


فَكَيفَ وَقَدْ كُنْتُ الحَكِيمَ الذِي يُقْفَـى



وَلَكِنْ دَهَانِي بَـرْزَخُ الحِفْـظِ للِأُلَـى


وَإِبْدَاعِ نَظْمِي بِامْتِـزَاجٍ وَقَـدْ أَغْفَـى



أَمَا اخْتَلَطَتْ بِيضُ اللآلِـي وَسُودُهَـا؟


فَكَيفَ جَرَتْ فِي السِّلْكِ وَانْتَظَمَتْ صَفًّا؟





يبدأ طرح أسئلته بسؤال شكله عام ، وجوهره يؤكد وصفه لنفسه .. ، إذْ يتساءل بحرفية شديدة تجعل المتلقين يتساءلون معه "كيف لِمن كان سيدّاً يُنيبُ عنه عبداً" ، توظيف كان هنا ليس مجرد أنه فعل ماضي ناسخ ، وإنما للإقرار بالسيادة .. ، ويتبع هذا السؤال بآخر ، وهو "هل من المعقول أن يطلب من كان يملك الضِّعف مِمَّن يملك النصف .. أي أن المدّعين لا يملكون إلاَّ ربع مايملكُ شاعرنا ، فهل يُمكن لأصحاب "الرّبع" مَنح أصحاب "الكلّ"؟ ، و ما إن يستميلُ إليه الناس يعود لأسئلته ، ولكن بشكل مباشر حول نفسه ليصل بالعقل و مشاركة فكر الآخرين معه إلى براءته مماَّ اتهمه خصومه .. "ولوكنتُ مخبولاً لما جئتها" ، والهاء هنا قد تعود على هذه الأبيات التي تناصت مع أشعاره ، أودُسَّتْ فيها ، وقد تعود الهاء هنا إلى هذه القصيدة التي نحنُ بصددها ..، ثم يتساءل :- كيف له أن يقصد القيام بما أسموه سرقة أو "امسك حرامي" ، وهو الحكيم الذي يُقتدى به ، ويقتفى أثره ، وهو قافية القصيدة التي هي جرسها الموسيقي الأول .. ، وهنا يستخدم كلمة "لكن" للاستدراك و لفت الأنظار إليه حتى يُظهر سبب ما حدث ، و يؤكد أن السبب هو كثرة حفظه لأبيات السابقين ، وكان هذا الحفظ سبباً في إصابته بداهية الامتزاج ، وإن كانت مشروعة في عالم الكتابة .. إلاّ أنها تمثل بالنسبة له "داهية"/مصيبة لأنه كان بإمكانه أن يأتي بمثلها أو بأفضل منها ، أو على كل الأحوال كان قد وضع حولها قوساً لبيان التناص ، وهذا لن يُنقص من شأنه أو شأن قصائده شيئاً ، لأن التناص أيضاً ليس عملية سهلة ، و إنما يأتي في اتساق السياق العام للقصيدة .. ، لكنها كانت سهْواً ، وتم تداركه ، و مايؤكد حُسْن النية هنا و تعظيمه لأصحاب النصوص الأصلية قوله عنهم "الألَى" دون أن يأتي بعدها بأي توصيف لهم مثل "رحلوا" مثلاً ، "تسببوا في هذه المشكلة" وخلافه .. ، إنما "الألى" هكذا فقط للدلالة على أنهم معروفون ، ولا يُمكن أن يفكر السارق في سرقتهم ..،
ثم يُصور أن نظمه الإبداعي هو الذي غفا بالامتزاج .. ، ليختم فقرة التساؤات هذه بسؤالٍ له وقْعه الخاص بتوافقه مع طبيعة الحدث ، و لا يُدين شاعرنا .. يسأل : "أما اختلطت اللآلئ و انتظمت صفاً في العقد رغم اختلاف ألوانها ، ولم يُنقص هذا الاختلاط ، وتغيير الألوان مِن كونها أحجار كريمة ..!
و يُنهي هذه المقطوعة التساؤلية بإسلوبها الإنشائي ، و يبدأ في التوضيح بأسلوب خبري/"تقريري" يوجبُ على المرءِ أن يستخدم العقل ليصل بالدليل لأن ليس كل مايظهر على السطح كفيلٌ أن يُبين الحقيقة التي قد لا تأتي إلاَّ بالغوص و التعمق التفكَّري ، وكذلك لأن ليس كل الناس متساويين في بساطة طرق التفكير ، وإنما منهم بسطاء التفكير ، و على نفس السياق يؤكد "د. سمير العمري" أنه يوجد مَنْ هو "عفّ القصد" ومن هو "كان ذا حقدٍ" ، وكلاهما يختلف .. ، فالأول لا يقذف و لا يسب من أخطأ سهْواً ، أما الثاني يتصيّد و كأنه –واهماً- يتحرَّى أن الأرقى يُساومُ الأدنى .. يقول


إِذَا دَارَ قَصْـدُ المَـرْءِ دَارَى رَشَــادهُ


وَسَاقَ دَلِيلَ العَقْلِ فِي الحُكْمِ وَاسْتَكْفَـى



وَمَا كُلُّ مَا يَبْدُو مِـن الأَمْـرِ ظَاهِـرًا


كَفِيلٌ بَأَنْ يُجْلَى الصَّوَابُ بِـهِ كَشْفَـا



فَمَنْ كَانَ عَفَّ القَصْدِ صَـدَّقَ وَاتَّقَـى


وَأَدْرَكَ أَنَّ السَّهْـوَ لا يُوجِـبُ القَذْفَـا



وَمَنْ كَانَ ذَا حِقْدٍ عَلَى الشَّأْنِ وَالسَّنَـا


تَحَرَّى الثُّرَيَّـا أَنْ يُسَاوِمَهَـا الخَسْفَـا





وساخراً من هذا الحاقد يقول "العمري" :-


يَظُنُّ بِرَجْـمِ النَّجْـمِ بِالوَجْـمِ شُهْـرَةً
وَيَحْسَبُ أَنَّ الشَّأْفَ فِي صَدْرِهِ يَشْفَـى

يبدأُ البيتَ بكلمة "يظن" مماَّ يؤكّد أنّ هذا الحاقد على خطأ ، ولذلك يؤكد "د.العمري" أنه نجم ، ولا يؤتي رجمه بأي ثمرة للراجم ، حتى وإن وَجمَ/ سكتَ هذا النجم، فلن يحظى بالشهرة في المقابل مَنْ رَجم .. ، ولن يشفى قرْح صدره لأنه حاقدٌ و ناقمٌ بطبعه ، والعياذ بالله
و على النقيضِ تماماً نجد أن مَن رضوا بما قسمه الله ، رضي الله عنهم و أرضاهم ، و في القول المأثور : "أنه إذا قدّر الله لنعمة أن تنتشر قد يُسلِّط عليها لسان حاسد" .. ،

يقول شاعرنا:-


أَرَانِـي كَـأَنَّ اللهَ بِالخَيـرِ خَصَّـنِـي


فَقَيَّضَ لِي الحُسَّـادَ تَخْدِمُنِـي عَكْفَـا



كَسَونِي كِرَامَ القَومِ تَسْخُـو بِفَضْلِهَـا


وَعَرَّوا لَئِيمَ النَّفْسِ يُبْدِي الـذِي أَخْفَـى



وَإِنِّـي أَمُـدُّ الـكَـفَّ للهِ سَـاجِـدًا


بِشُكْرٍ وَقَدْ أَهْدَى الكِـرَامَ لَنَـا صَفَّـا





و حقّ للشاعر "د.سمير العُمري" أن يفتخر بما قدّرهُ الله ، وسلّط عليه لسان الحاسد ، فتجمع الكرام ، و أيدوا الحق ، و لماّ انتصر "العمري" وجَب عليه أن يخرَّ ساجداً لله حمداً و شكراً على أن نصره ، و أهدى له كراماً و قفوا بجانبه .. ، وهذا الحدث يتكرر كثيراً ، ولكن المهم مَنْ تنفعه العِبرة ،
و لأن الله عز وجلّ قال في كتابه العزيز : "و لا تنسوا الفضل بينكم" ، كما أن القول المأثور يقول "مَنْ لم يشكر الناس لا يشكر الله" ، فقد بدأ "د. العمري" في سرد أسماء الذين ناصروه ، وسماتهم حتى وصل إلى خاتمة النص بتفاؤلٍ لتوكيد أن شموس النور في " الواحة الثقافية" ستعلو ، و يسري دعاة الخير مستظلين بها ، و قدْ كوّنوا حلفاً مترابطاً ، ومعتمدين على الله الذي لا يُخيّب رجاء مَن استعان به ، وَ مَنْ أوجده الله فَمَن يلغي وجوده؟
يقول "د.سمير العمري" ، وحتى نهاية النص :-


بِحُرٍّ سَلِيـلِ المَجْـدِ مِـنْ آلِ غَامِـدٍ


وَلَو قَامَ فَـرْدًا لِلجُنَـاةِ فَقَـدْ كَفَّـى



وَهَذَا نَدَى مَحْمُودَ قَـدْ زَادَنِـي أَخًـا


وَهَذَا جَلالُ الصَّقْرُ قَدْ فنَّـدَ السُّخْفـا



وَكَانَ شَذَى الإِنْسَـان مِـنْ أُمِّ ثَائِـرٍ


فَرِيدٌ وَمِنْ أُخْتِـي وَفَـاءَ أَرَى العَطْفَـا



وَمَازِنُ هَذَا البَـرُّ ذُو الـرَّأْيِ عَاضِـدًا


وَسَالِمُ صِنْوُ النَّفْسِ قَـدْ عَطَّـرَ الأَنْفَـا



وَفَضْلُ الخُدَيدِي سَابِـقٌ غَيـرُ لاحِـقٍ


وَزِيدَانُ ذُو الإِحْسَانِ بِالوُدِّ قَـدْ أَلْفَـى



وَأَسْمَعُ مِـنْ زِيبَـارِ لِلفِكْـرِ صَوْلَـةً


فَيَحْلُو لِعَقْلِ الحُرِّ مِـنْ كَرْمِـهِ قَطْفَـا



ونَادِيَـةُ الإِصْـرَارِ هَـمًّـا وَهِـمَّـةً


وَجُهْدُ رَنِيمِ الصِّدْقِ لَمْ يَعْـرِفِ الخلْفَـا



وَزَاهِيَـةٌ بِالحَـقِّ وَافَـتْ فَأَنْصَـفَـتْ


وَوَافَقَ فِيهَـا المَنْطِـقُ الدِّيـنَ وَالعُرْفَـا



وَزَهْرَاءُ وَالشَّحَّـاتُ وَالخَالِـدِي مُنَـى


وَمَرْحَةُ وَالغَنَّامُ قَـدْ أَنْصَفُـوا الحَرْفَـا



جِهَـادُ وَعَبْـدُ اللهِ وَالشَّهْـمُ عَـايِـدٌ


وَيَحْيَى وَنَجْوَى وَالحُسَينِيُّ مَـنْ أَضْفَـى



وَرِيـمُ ، ثُرَيَّـا وَالعَطِـيَّـةُ والــذِي


يُحَدِّثُ أَهْلَ الحَقِّ حُسْنًـا وَمَـنْ قَفَّـى



سَتَعْلُو شُمُوسُ النُّورِ فِي وَاحَـةِ العُـلا


وَيَسْرِي دُعَاةُ الخَيرِ فِـي ظِلِّهَـا حِلْفَـا



وَمَنْ كَانَ رَبُّ النَّـاسِ فِيهِـمْ حَسِيبَـهُ


فَلَنْ يُزْدَرَى فِي القَدْرِ يَومًا وَلَـنْ يُنْفَـى





و يبقى .. كانت هذه القراءة المُكُثفة التفاصيل لقصيدة "برزخ الحفظ" للشاعر القدير الدكتور سمير العمري رئيس رابطة الواحة الثقافية ، ومدير عام ملتقاها .. ،

دامت أوردة الإبداع في تماسٍ مع شرايين الفكر الشعوري ، ودائرة أحداث حوار الثقافات عبر الشبكة العنكبوتية حتى يصبَّ النهر في منبعه .. ،



تحياتي و تقديري

مازن لبابيدي
03-07-2010, 09:04 AM
أخي الأستاذ الاديب محمد الشحات محمد
لم يكن يسعني أمام هذا الإبداع الأكاديمي إلا أن أجلس في مقعد الدرس الأول منصتا ومكتفا يدي ، لأتشرب باستمتاع هذا التحليل الغني للقصيدة ، ولأتعرف منه على جوانب بلورت في ذهني معان لم أكن أعرف لها عنوانا أو أحيط بها إطارا .
تحية إليك أستاذي وأعود للمتابعة .

جهاد إبراهيم درويش
03-07-2010, 10:13 AM
أستاذي الاديب محمد الشحات محمد
حفظك الله ورعاك
وجزاك كل خير على ما تفضلت به
قراءة جديرة بالوقوف عندها ودراستها ..
هنا أستاذي ..
لا يسعني إلا أن أجلس تلميذاً في صفكم
وأن أرفع يدي مصفقاً لكم

دمت أستاذي بكل الود والحب


تحياتي

ربيحة الرفاعي
03-07-2010, 11:55 AM
لله درك قارئا مفلقا وناقدا مبدعا حذقا
دراسة أحيت في عقلي تحفزا للتعلم كان خبا من زمن، فإذا بك تعيدني بقراءتك الرائعة وتحليلك الغني طالبة علم متعطشة للإحاطة بتفاصيل هذا الابداع ما امكن، وتعرف آليات هذا السبر المتمكن لأعماق نص تألق كالنجم في سماء الشعر وتألقت القراءة التحليلية فيه لتكون بهذا السحر ..
قراءة ولا اروع في نص كان جديرا بقراءة بهذا المستوى

ما أسعد الواحة بك نخلة سامقة معطاءا ظلها ظليل وثمرها حلو يانع

دمت متألقا

ثائر الحيالي
03-07-2010, 12:14 PM
الأستاذ القدير محمد الشحات محمد

مذ قرأت لك نصا ً في واحة النثر .إستوقفتني قدرتك على تلمس أبعاد الكلمة التي ربما لم تكن حتى لكاتبها
تمتلك تلك الأبعاد ..
ثم وجدت رد فعلك على ثلاثة نصوص كنت قد مررت عليها قد تمخض عن ذلك نص بهي طيع عميق..
في نظرتك التحليلة لنص الأستاذ د .سمير العمري وجدتك موفقا ً غاية التوفيق في إستقصاء الكثير
مما قد خفي عن بصيرة قارىء عابر أو متذوق للشعر وذاك لعمري قمة الإبداع

أسعدني أن أنهل من منابع فكرك القيم ..

سلمت ..وسلم مدادك ..

محبتي ..وتجلة إحترامي

محمد الشحات محمد
03-07-2010, 01:34 PM
أخي الأستاذ الاديب محمد الشحات محمد
لم يكن يسعني أمام هذا الإبداع الأكاديمي إلا أن أجلس في مقعد الدرس الأول منصتا ومكتفا يدي ، لأتشرب باستمتاع هذا التحليل الغني للقصيدة ، ولأتعرف منه على جوانب بلورت في ذهني معان لم أكن أعرف لها عنوانا أو أحيط بها إطارا .
تحية إليك أستاذي وأعود للمتابعة .






مازن لبابيدي

تشرفتُ بكَ أخاً كريماً ، و مبدعاً راقياً كثيراً أُحبه ..

و دوماً يكون مقعدكَ الأول في ساحات العلم والحب

قصيدة "برزخ الحفظ" للقدير د. سمير العمري من روائع الشعر في العصر الحديث ،

و أقول ذلك بعيداً عن المجاملات ، أو الوقوف ضمن أصدقائنا مع رائد أديب له دوره ،

و إنما القصيدة خرجت إثْر تجربة ، فكان الحرف صادقاً ، والصورة قمة في التعبير عن رد الفعل

و أماَّ بالنسبة لما كتبْتُ حولها ، فما نتج إلاَّ عن حبي و تقديري لقصيد "العمري" .. ،

و قد خرجت هذه السطور دفقة واحدة ، و بغير تردد أو مراجعة ،

و ما يشفع لقصوري هو يكفيني أني أُحبكم و "ماخرج من القلب دخل القلب"


شكراً لك أخي القدير "مازن لبابيدي" عبق مرورك ،

متابعتك تسعدني ، و أنتظر عودتك


تقديري

محمد الشحات محمد
03-07-2010, 01:47 PM
أستاذي الاديب محمد الشحات محمد
حفظك الله ورعاك
وجزاك كل خير على ما تفضلت به
قراءة جديرة بالوقوف عندها ودراستها ..
هنا أستاذي ..
لا يسعني إلا أن أجلس تلميذاً في صفكم
وأن أرفع يدي مصفقاً لكم

دمت أستاذي بكل الود والحب


تحياتي



و مرورٌ و لا أروع ..

جهاد إبراهيم درويش

يسعدني و قوفك - ولو برهة- عند نبضاتي ،

و هناك دراسات الدراسات ، أو نقد النقد .. ، و هناك النقد الإبداعي ،

فهل أشرف بقلمٍ يدور حول هذه الدراسة ، وخصوصاً أنها نتجت عن نص زاخر لأديب نُقدّره ..


دامت إخوة الإبداع بيننا ، وصداقة الحرف النابض

نسيبة بنت كعب
03-07-2010, 01:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاستاذ / محمد الشحات محمد

ما اجمل ما قرأت :v1:
هذا ما يميز الواحة
العلماء الجادين المخلصين
دراسة أدبية نقدية جاءت علمية جدا وبدرجة مرضية
استوقتنى وانا التى لا تشارك فى الواحة منذ 4 سنوات
احييك ، وارشحها لجائزة افضل مقال نقدى لهذا العام
احتفظت بنسخة فى مفكرتى الذهبية
مع التحية

محمد الشحات محمد
03-07-2010, 02:12 PM
لله درك قارئا مفلقا وناقدا مبدعا حذقا
دراسة أحيت في عقلي تحفزا للتعلم كان خبا من زمن، فإذا بك تعيدني بقراءتك الرائعة وتحليلك الغني طالبة علم متعطشة للإحاطة بتفاصيل هذا الابداع ما امكن، وتعرف آليات هذا السبر المتمكن لأعماق نص تألق كالنجم في سماء الشعر وتألقت القراءة التحليلية فيه لتكون بهذا السحر ..
قراءة ولا اروع في نص كان جديرا بقراءة بهذا المستوى

ما أسعد الواحة بك نخلة سامقة معطاءا ظلها ظليل وثمرها حلو يانع

دمت متألقا


القديرة

ربيحة الرفاعي

شكراً لنقاء قلبك و حرفك

كلنا -ياسيدتي- يتعلم من كلنا


سعيدٌ أن راقت لكم دراستي ، والتي حظيت برونقها من جوهر بريق النص الأصلي "برزخ الحفظ" ،

والذي نعتز به اعتزازنا بصاحبه

وافر التحية و التقدير

زاهية
03-07-2010, 02:21 PM
الله الله ماأجمل هذه القراءة الواعية القادرة على التغلغل في أعماق النص
واستخراج كنوزه الثمينة التي أودعها فيه الشاعر الكبير د. سمير العمري
الدراسة النقدية إبداع لايتقنه إلا الأفذاذ، بارك ربي فيك أستاذ محمد ورعاك
أختك
زاهية بنت البحر

محمد الشحات محمد
03-07-2010, 02:53 PM
الأستاذ القدير محمد الشحات محمد

مذ قرأت لك نصا ً في واحة النثر .إستوقفتني قدرتك على تلمس أبعاد الكلمة التي ربما لم تكن حتى لكاتبها
تمتلك تلك الأبعاد ..
ثم وجدت رد فعلك على ثلاثة نصوص كنت قد مررت عليها قد تمخض عن ذلك نص بهي طيع عميق..
في نظرتك التحليلة لنص الأستاذ د .سمير العمري وجدتك موفقا ً غاية التوفيق في إستقصاء الكثير
مما قد خفي عن بصيرة قارىء عابر أو متذوق للشعر وذاك لعمري قمة الإبداع

أسعدني أن أنهل من منابع فكرك القيم ..

سلمت ..وسلم مدادك ..

محبتي ..وتجلة إحترامي

..............


المبدع المحترم

أخي/ ثائر الحيالي

تشرفتُ بمروركَ الأغر ، ولكَ باقات شكر و امتنان

بمناسبة القراءة .. طبعاً "إن أول آية نزلت في القرآن الكريم كانت اقرأ"

و عَلَيه ، فإني أُحاول -ماستطعتُ- أن أقرأ ، و أتدبر ..

و في قصيدة "برزخ الحفظ" وجدْتُ الكثير ، و لا سيما أننا جميعاً -مفروضاً- نعلم الحدث ، ويهمنا .. ،

قرأتُ "القيادة و التفكير الإبداعي" .. ، "العطاء يُقابله الجحود" .. ، "الشاعر الحقيقي والشويعر المُتسلق" .. ، "أزاهير الحب" .. ، وقس على ذلك

فكانت قراءتي تلك ، وكنتُ بينكم أرجو أن أكون واحداً مما يفيدون و يستفيدون ..،

و عذراً للأخطاء الكتابية السريعة

"ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين"

و الآن .. الآن



هل كلُّ مَنْ يقرأُ قارئ حقيقي؟
و هل كلُّ كاتبٍ كتب واحداً من ألْف ممَّا قرأ؟
و هلْ أخذنا نحن بأسباب الثقافات المتنوعة؟

و إتماماً ...هل الجميع عملوا على تفعيل ما حصدوه من القراءة والكتابة و أسباب الثقافات عملياًّ؟

النتائج هي الفيصل ..

ليس لأحد خِيَرة في تحديد عمره الحسابي ، و لا عمره الإنجازي .. ، وبالتالي كانت فريضة العمل ..،
و كان القول الشعبي :- "العِبْرة بالنهاية"

اللهم أحسن خواتيم أعمالنا

محمد الشحات محمد
03-07-2010, 03:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاستاذ / محمد الشحات محمد

ما اجمل ما قرأت :v1:
هذا ما يميز الواحة
العلماء الجادين المخلصين
دراسة أدبية نقدية جاءت علمية جدا وبدرجة مرضية
استوقتنى وانا التى لا تشارك فى الواحده منذ 4 سنوات
احييك ، وارشحها لجائزة افضل مقال نقدى لهذا العام
احتفظت بنسخة فى مفكرتى الذهبية
مع التحية



و ندعو الله أن يدوم هذا التميز للواحة الغراء ..،

و حمداً لله على سلامتك

شرفٌ لي أن أكتب عن قصيدة زاخرة مثل "برزخ الحفظ" ،

و يسعدني أن أكون سبباً في توقفكِ في هذا المتصفح بعد 4 سنوات



و سلمْتِ شعراً وشعوراً .. ، و أدباً رفيعا


المتألقة

نسيبة بنت كعب

دوماً يكون القدْر لآلهِ ... و مرور قدْركِ زاخرُ
و يحقُّ لي شرفٌ بهِ ... و بكِ القصيدُ مُفاخرُ

محمد الشحات محمد
03-07-2010, 04:32 PM
الله الله ماأجمل هذه القراءة الواعية القادرة على التغلغل في أعماق النص
واستخراج كنوزه الثمينة التي أودعها فيه الشاعر الكبير د. سمير العمري
الدراسة النقدية إبداع لايتقنه إلا الأفذاذ، بارك ربي فيك أستاذ محمد ورعاك
أختك
زاهية بنت البحر




الأخت الفاضلة


الشاعرة الرقيقة


زاهية بنت البحر




الجمال يُهدْهدُ صاحبة الجمال


شكراً لسخاء حضورك ، و سماء كلماتك


نعم .. تأخذنا النصوص الكبيرة ، فنقرأُ .. ، نتأمل .. ، نتأكَّد أن الأدب العربي مازال بخير


و القراءة في حدّ ذاتها ليست سهلة ، و إلاَّ ما كرمها الله في أول آية نزلت على خير الخلق صلى الله عليه وسلم ..،


أماَّ عن النقدُ الإبداعي فهو أمانة و موهبة .. و مازلتُ أحبو ،


و أدعو الله أن أكوناً حرفاً ذا معنى في هذا العالم المتشابك النقط و الشفرات


دمت بخير و ود

سالم العلوي
04-07-2010, 09:00 AM
الأستاذ الأديب اللغوي الناقد / محمد الشحات محمد
بورك هذا المداد الذي خط مثل هذه الدراسة الراقية .. وعبر عن قراءة مكثفة لنص شعري متألق يستحق كل تقدير واحتفاء.
سعدت كل السعادة بما قرأت هنا ..
وأخشى أنك زدت الدكتور حسادا بتقديمك لهذه الدراسة الموفقة لقصيدة الموسم ( برزخ الحفظ). ولكن تلك طبيعة الدنيا دار الكدر والابتلاء .. فالله المستعان.
إن أذنت .. فأقترح تكبير الخط قليلا ، وإصلاح بعض الإملاء في كلمات قليلة سهت عنها أزرار لوحة المفاتيح، حتى يزداد الألق ألقا، والجمال جمالا، وإن شئت قمت بذلك نيابة عنك.
وثق أخانا الكريم أن هذا باب علم نافع يستفيد منه عامة قراء الواحة حين يتم تناول بعض روائع الواحة من شعر ونثر بالنقد والدراسة. ومثلك قمن بذلك بارك الله بك.
دمت بخير وعافية.

محمد الشحات محمد
04-07-2010, 10:56 AM
تنويه


إخوة الإبداع الكرام

نظراً لكتابة الدراسة دفقة واحدة رغم انشغالي بظروف خاصة ، ولكن أخذتني القصيدة ، فكتبت دراستي مباشرة ، فكان الخط صغيراً ، وظهرت بعض الأخطاء "الكيبوردية" .. ، ونظراً لأنني لم أجد خاصية التعديل أسفل الموضوع ، فقد قمتُ بإعادة نشر الموضوع في مكان الردين السابقين (16) ،(17) بعد تكبير الخط و التصحيح .. ،
كما أنني نشرتُ الموضوع في ملتقى آخر.


دمتم بخير و إبداع

محمود فرحان حمادي
04-07-2010, 12:36 PM
الاستاذ الفاضل والأديب الأريب محمد الشحات محمد
لله درُّك فقد أحسنت القول وبلغت النجعة في الأداء
دراسة بصير مرهف الحس ونقد ثاقب لرأي مستنير
بورك اليراع الذي أعجز الألسنة عن مدحه
وأفحم أقلام أدعياء الثقافة بما سولت لهم أنفسهم المريضة من تدبير
لك منا جميعًا الشكر الجزيل والاحترام الكبير
وتركت أنفسنا تتشوف لنقدك وقصائدنا ترنو ليراعك عسى أن تحظى بجرة قلم حروفنا منك
ولا أظنك تبخل بالعطاء لمحبيك
دمت بكل خير وبارك الله بك سيدا وكبيرا
تحياتي

محمد الشحات محمد
04-07-2010, 02:04 PM
الأستاذ الأديب اللغوي الناقد / محمد الشحات محمد
بورك هذا المداد الذي خط مثل هذه الدراسة الراقية .. وعبر عن قراءة مكثفة لنص شعري متألق يستحق كل تقدير واحتفاء.
سعدت كل السعادة بما قرأت هنا ..
وأخشى أنك زدت الدكتور حسادا بتقديمك لهذه الدراسة الموفقة لقصيدة الموسم ( برزخ الحفظ). ولكن تلك طبيعة الدنيا دار الكدر والابتلاء .. فالله المستعان.
إن أذنت .. فأقترح تكبير الخط قليلا ، وإصلاح بعض الإملاء في كلمات قليلة سهت عنها أزرار لوحة المفاتيح، حتى يزداد الألق ألقا، والجمال جمالا، وإن شئت قمت بذلك نيابة عنك.
وثق أخانا الكريم أن هذا باب علم نافع يستفيد منه عامة قراء الواحة حين يتم تناول بعض روائع الواحة من شعر ونثر بالنقد والدراسة. ومثلك قمن بذلك بارك الله بك.
دمت بخير وعافية.

و الله المستعان


أخي القدير

سالم العلوي


تشرفتُ بمروركَ أخي ، و ألق كلماتك

* الحسد موجود ، و قد ذُكر في القرآن الكريم .. ، و كما تفضلتَ :- "ولكن تلك طبيعة الدنيا دار الكدر والابتلاء .. فالله المستعان."

** بالنسبة لقسم النقد هو من الأقسام المهمة .. ، و لقد اطلعتُ على كل ما نُشر فيه سواء كنتُ زائراً أو مُسجِّلاً بملتقى "الواحة" .. ،
و سعدتُ بعدد من الدراسات فيه .. ، و بالنسبة لي ، فلكلٍّ قلمه و منهجه و قراءته و لغته ، وآلية تعبيره

*** أما أن يزيد الحسَّاد ، فليزيدوا كمداً و غيظاً ..
لنا أقلامنا التي هي منحةٌ من الله ، ولن تتآكل أبداً مهما حاول المغرضون

**** أما عن تكبير الخط وتصحيح "الفيروسات الكيبوردية" ، فذلك لأني لا أملك خاصية التعديل ، وكتبتُ الدراسة مباشرةً ، وسبق أن نوَّهتُ لذلك ، و أعدْتُ طرح الموضوع هنا ، و في أماكن أُخرى ..




شكراً لهذه الزيارة الكريمة

دمتم بخير و ألق

محمد الشحات محمد
04-07-2010, 02:35 PM
الاستاذ الفاضل والأديب الأريب محمد الشحات محمد
لله درُّك فقد أحسنت القول وبلغت النجعة في الأداء
دراسة بصير مرهف الحس ونقد ثاقب لرأي مستنير
بورك اليراع الذي أعجز الألسنة عن مدحه
وأفحم أقلام أدعياء الثقافة بما سولت لهم أنفسهم المريضة من تدبير
لك منا جميعًا الشكر الجزيل والاحترام الكبير
وتركت أنفسنا تتشوف لنقدك وقصائدنا ترنو ليراعك عسى أن تحظى بجرة قلم حروفنا منك
ولا أظنك تبخل بالعطاء لمحبيك
دمت بكل خير وبارك الله بك سيدا وكبيرا
تحياتي




أخي وصديقي


الشاعر القدير



محمود فرحان حمادي



أتوقُ دوماً لحرفكَ النابض بالحب و الحرية ..


تمتلكُ -ماشاء الله- تقنيات الإبداع الحقيقي ، فضلاً عن خُلقك و غوصِكَ الفكري و التأملي ، وخيالاتك التصويرية الأنيقة


يشرفني أن أكتب دراسة/ قراءة لأحد إبداعاتك ، و إبداعات أكارم الحرف



كتبتُ النقدَ موهبةً و نورا ... وصُغتُ العقدَ بستاناُ طهورا
و في الإبداعِ تُقْتُ إلى سلامٍ ... فكانتْ روعةُ السلوى زهورا



* بالنسبة للقصيدة الغراء "برزخ الحفظ" للقدير د. سمير العمري .. هي قصيدة زاخرة شدَّتني من القراءة الأولى ..
ثمَّ إن الوقتَ كان يداهمنا ، و لابدَّ من الردِّ على أدعياء الثقافة ، و المتصيِّدين حسداً وحقداً


و رغم أني في ظروف قاسية و مشحونة هذه الأيام مابين عمل ، و مرض ابنتي ، ومحاضرات مهرجان القراءة للجميع ، واحتفالات جمعية دار النسر الأدبية ، وغيرها


و رغم أنني لا أنشر حرفاً على "النتِّ" عموماً إلاَّ إذا كان قد سبق طبعه ، و نشره ورقياًّ ..



رغم ذلك كله .. كان لابدَّ من الردّ نقدياًّ ، وفي أكثر من ملتقى ..


و كانتْ دراستي/ردي "دعوة للتفكّر .. "



و على ذلك .. ليعلم كلُّ المدَّعين ، و أصحاب السفسطة "الكاذبة" ، ولصوص الكلمة النتِّية أن هناك مَنْ يقف مع الحق ، والصدق .. ، و أن هناك مَنْ يطبِّق قول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه :


"انصر أخاكَ ظالماً أو مظلوماً"


ثانيةً ، وثالثةً و ألفاً ... أشكركَ و اُقدِّر كلماتك الأروع دائماً



تحياتي و خالص محبتي
:noc:


أخوك


محمد الشحات محمد

ماجد الغامدي
05-07-2010, 01:43 AM
تحية إكبار وإجلال لهذه الروح النقية واليقين المتأصل والسجايا الحميدة بظن الخير في أهله

هي قراءة عالية لفكرٍ متوهج وشعرٍ سامٍ وروحٍ طاهرة أذهلتني ليس إستغراباً عليك ولا عليه ولكن للبصيرة الوضّاءة التي لامست خفايا النص أحييك أستاذي الكريم وسأعود بعد قراءة كاملة لجميل نورك

الطنطاوي الحسيني
05-07-2010, 06:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الناقد البصير محمد الشحات محمد
ايها الرائع عمقا وأدبا و نقدا وبلاغة
لآول مرة أقرأ تقريرا بهذا النهم وذلك الشعور في التهام الفاظ تقريرك وتحليلك
رائع والله ومثرية و يستحق صاحبها د سمير العمري الفاضل المبدع ومن وقفوا بجانبه مثل هذا التحليل الجميل
استمتعت ايما استمتاع و احسستك تغور بنفسية اخينا د سمير فتتنزع اللآلئ
تحياتي لكما وتقديري وعميق شكري وعرفاني
دمت رائعا صاحب منطق واقناع وإبداع

ربيحة الرفاعي
05-07-2010, 10:59 PM
تنويه


إخوة الإبداع الكرام

نظراً لكتابة الدراسة دفقة واحدة رغم انشغالي بظروف خاصة ، ولكن أخذتني القصيدة ، فكتبت دراستي مباشرة ، فكان الخط صغيراً ، وظهرت بعض الأخطاء "الكيبوردية" .. ، ونظراً لأنني لم أجد خاصية التعديل أسفل الموضوع ، فقد قمتُ بإعادة نشر الموضوع في مكان الردين السابقين (16) ،(17) بعد تكبير الخط و التصحيح .. ،
كما أنني نشرتُ الموضوع في ملتقى آخر.


دمتم بخير و إبداع


الحرف حرفك
وهذا البديع ايها الكريم حصاد جهدك
ولك أن تنشره حيثما شئت

بل ويسعدنا أن تنقل إلينا ما تجده ملفتا من تعليقات ترد هناك

دمت متالقا

محمد الشحات محمد
06-07-2010, 01:45 AM
تحية إكبار وإجلال لهذه الروح النقية واليقين المتأصل والسجايا الحميدة بظن الخير في أهله

هي قراءة عالية لفكرٍ متوهج وشعرٍ سامٍ وروحٍ طاهرة أذهلتني ليس إستغراباً عليك ولا عليه ولكن للبصيرة الوضّاءة التي لامست خفايا النص أحييك أستاذي الكريم وسأعود بعد قراءة كاملة لجميل نورك



أخي الشاعر المحبوب


ماجد الغامدي


في البدء أهلاً و مرحباً بك ..

أستأذنكَ أخي -حباًّ- في تأجيل ردي حتى عودتك التي أنتظرها بشغف


فقط .. أودُّ أن أُشير إلى إعجابي بك شاعراً غيوراً ،


"و كما نقول : "صاحب صاحبه


أعجبتني علامة التعجب التي وضعتها في أحد ردودك -التي لم

تحذف- على الفيس بوك

كانت علامة التعجب هذه أبلغ من الكلام ، و الجدليات ، و اصطياد

بعضهم نشر الموضوع في الصحافة


و هكذا يكون لعلامات الترقيم أثرها الإبداعي فضلاً عن دلالاتها اللغوية


تحية و تقدير

أنتظرك

محمد الشحات محمد
06-07-2010, 07:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الناقد البصير محمد الشحات محمد
ايها الرائع عمقا وأدبا و نقدا وبلاغة
لآول مرة أقرأ تقريرا بهذا النهم وذلك الشعور في التهام الفاظ تقريرك وتحليلك
رائع والله ومثرية و يستحق صاحبها د سمير العمري الفاضل المبدع ومن وقفوا بجانبه مثل هذا التحليل الجميل
استمتعت ايما استمتاع و احسستك تغور بنفسية اخينا د سمير فتتنزع اللآلئ
تحياتي لكما وتقديري وعميق شكري وعرفاني
دمت رائعا صاحب منطق واقناع وإبداع






لايُمكن فصل النص عن صاحبه ،

و خصوصاً إذا تناولناه بمنهج لا يجهل دور الذائقة الأدبية ،
ويعرض ما يكفي لإشباع هذه الذائقة من خلال عرض ما له صلة بالنص و صاحبه
مثل ظروف الولادة و الأبعاد و المرامي و الأساليب و ..

عندئذٍ ستكون القراءة لهذا النص تحليلية تفسيرية علمية ، و من هنا يمكن للقراءة النقدية أن تنطلق ،

و تُبنى عليها كذلك عدة قراءات نقدية أُخرى ، ورغم تعدِّد الرؤى/القراءت ،

فإنها ستلتقى جميعاً في نقطة التماس مع جوهر النص ..،
وبعيداً عن التحدّب و التقعر

و للنقد الإبداعي أثره الذي لا نُنْكره في تفسير الحديث الشريف "إن من البيان لَسِحْرا"


أماَّ عن القصيدة الغراء "برزخ الحفظ" ، فهي صورة كُبرى مشحونة بالصور/ اللآلئ

التي يفرزها قلبُ و فكْر "د. سمير العمري" / صاحب النص على النص ذاته ،
و تفرض نفسها على أي قراءة نقدية إبداعية .. ،


و إذا كان التاريخ يُسجِّلُ مثل هذه النصوص تقييماً و تقويما ، فإنَّ التاريخ لايصدق دائماً ..
معيارُ الكاتب هو الأصل فيما نقرأ


إذن نعود إلى الأصل .. لا يُمكن فصل النص ككل عن صاحبه ،
و إن تناصتْ منه جزيئات مع نصوص آخرين .. ،
وعلى ذلك يظلُّ النص (بصورته الكلية) مرآةً لصاحبه ..،

و هذا ما كنتُ أقصده من طرح الدراسة النقدية ..


شكراً لك أخي/ الطنطاوي الحسيني ،

ولذائقتك "النقد شاعرية" ، و قراءتك المتعمقة

دمتِ بخير و شعر

محمد الشحات محمد
06-07-2010, 07:58 AM
الحرف حرفك
وهذا البديع ايها الكريم حصاد جهدك
ولك أن تنشره حيثما شئت

بل ويسعدنا أن تنقل إلينا ما تجده ملفتا من تعليقات ترد هناك

دمت متالقا



القديرة


ربيحة الرفاعي



سِحرُ كلماتك ، و قراءتك لحرفي هما غُصْنا شجرةٍ يستظلُّ بهما القاصي و الداني


مازال بعض الذين أصابتهم "هلوسة" الشهرة يضحكون على أنفسهم بالقذف و التصيد ، وحتى باختراق أجهزة المبدعين مثلهم مثل "الذئب الأسود" ..،
و مازالت القوي الدولية تضحك أيضاً علينا ، بالمسكنات دون رادع حقيقي


هل بعد ذلك من ضحك مُخزي ، و عار؟



و عموماً .. فالخير والشر كلاهما في الأرض ،


"و إذا علمتم الغيب لاخترتم الواقع"


شكراً لكِ أيتها الجريئة في زمن التقهقر


و لكن فاطمئني ..


ليست الشكوى تهز وسائل الإعلامْ ..!


إنما هو الحرف الإبداعي الذي يُنشر ، و يُقدّم في المحافل ،


و تظل قصيدة "برزخ الحفظ" في الذاكرة الإبداعية النقية


متابعتك شرفٌ .. ، و أن يروق لكِ حرفي ، فهذا مطرُ كرم


تحيتي و تقديري

د. سمير العمري
09-07-2010, 10:47 PM
ليس أعجز مني تعبيرا حين أقف في مثل هذا الموقف الذي أراه أكبر من التعبير وأكرم من التقدير وأعظم من التأثير.

أيها الكريم خلقا الأديب فنا وأداء:

تناولك النقدي المميز هذا في وقت أعلم فيه من ظرفك ما يمنعك حتى عن بعض بعضه طوقني بجميل فضل سأحتفظ به مثالا على القيمة والندى في زمن الردى ، وأستهدي بحسن صنعك في معالجة كل أمر بسعة صدر وبعظيم شكر ، وأسوق من الصمت البالغ الرد البليغ والدعاء لك بظهر الغيب.

وتالله لقد عقد حسن فعلك لساني فلا أجده إلا يلهج بالثناء عليك والدعاء لله تعالى أن يجزيك عنا خير الجزاء ، ولولا أن تخرج شهادتي مجروحة في عيون بعضهم لتناولت الكثير الكثير من ملامح إبداعك النقدي المبهر بما تستحق من مدح وثناء.

أشكرك من القلب على هذه الدراسة التي زادت النص وتألقت معه وأتمنى أن أسعد دوما برؤية شعري من خلال مشاعرك السامية.


تقديري العميم

محمد الشحات محمد
11-07-2010, 12:23 AM
ليس أعجز مني تعبيرا حين أقف في مثل هذا الموقف الذي أراه أكبر من التعبير وأكرم من التقدير وأعظم من التأثير.

أيها الكريم خلقا الأديب فنا وأداء:

تناولك النقدي المميز هذا في وقت أعلم فيه من ظرفك ما يمنعك حتى عن بعض بعضه طوقني بجميل فضل سأحتفظ به مثالا على القيمة والندى في زمن الردى ، وأستهدي بحسن صنعك في معالجة كل أمر بسعة صدر وبعظيم شكر ، وأسوق من الصمت البالغ الرد البليغ والدعاء لك بظهر الغيب.

وتالله لقد عقد حسن فعلك لساني فلا أجده إلا يلهج بالثناء عليك والدعاء لله تعالى أن يجزيك عنا خير الجزاء ، ولولا أن تخرج شهادتي مجروحة في عيون بعضهم لتناولت الكثير الكثير من ملامح إبداعك النقدي المبهر بما تستحق من مدح وثناء.

أشكرك من القلب على هذه الدراسة التي زادت النص وتألقت معه وأتمنى أن أسعد دوما برؤية شعري من خلال مشاعرك السامية.


تقديري العميم




يافَجْـرَ الليـلِ إذا أقبـلْ ... و بغيْرِ النـورِ فَلَنْ أقْـبلْ
البحرُ دعاءٌ في جسدي ... و السِّحْرُ على خدِّكَ قَبَّلْ






ثورة الإبداع المعاصر

و الشاعر القدير

د. سمير العُمري


المواقف ياسيِّدي -كما تعلم- لها ردود فعلٍ ليست متساوية في علوم النفس الإنسانية ، وإن كانت في قوانين الفيزياء تساوي الفعل في المقدار ، و تناقضه في الاتجاه ..

لقد وحّدَتْ قصيدتكم الغرَّاء "برزخ الحفظ" كلَّ ردودِ الأفعال ، و جعلتْ مسارَها في اتجاهٍ يستنطقُ الصمتَ القابع الجاثم و المتمدّد في مساحة الفكر .. لترسم كلّ دوائر الصراع ، و متاهاته ، و ميكانيزماته في إطار دائرة وحيدة أنتَ مُحيطها ، و بتشكيلة جديدة تمدُّ جسور الصلح في بحر متناقضات الحياة ..

كنتَ فَجْرَ اللّيلِ الذي التفّ حوله المُصلُّون مع اختلاف مذاهبهم ، وحتى الأقلياتُ أعدّتْ فقهاً خاصاً لإعادة النظر فيما أشاعوه حول قديرٍ مثلك ..

فكأن خيط الفجرِ الأبيض اتخذَ شكلاً دائرياًّ تتألّقُ الأقمارُ على مُحيطه "العُمريّ" ، و يحتوي في داخله كل الإمكانات/ المكتسبات الناجمة عن ردِّ الفعل الإبداعي ، و الذي يتمثلُ في سعة الصدر ، و بلاغة الصمتِ

و هكذا الشاعر الحقيقي مَنْ يعقل شعره ، و العاقلُ مَنْ يشعرُ عقله ..
و هكذا.. يكون القائدُ قادراً على تحويل الخسارة إلى مكسب ..


و "ربّ ضارةٍ نافعة"

وَ مَنْ مِنْ الشعراء لا يُداهمُه "الحفظ" ..؟ و من لم يتأثر بالسابقين المبدعين؟

وَمَنْ في مثلِ هذه الظروف تحمَّل ، و أدارَ الدفَّة كما ينبغي ؟

مَنْ مِنَ المتشدِّقين حظَي بالتفاف المحبين قلباً و قالباً كما حظيتَ أنتَ؟

أخيراً .. مَنْ عرفَ أنَّ النعمة و الخير لوقتهما .. ، فاتخذ قراره مُنصفاً، وكشف تلك الفوضى الصارخة؟

* يكفيني من الشرف أن أكتب عن الحرف الظاهرة ، و حول الشاعر الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية و الإعلامية

** لقد كتبْتُ من وَحْي القصيدة ، و عن القصيدة ، و لم ألجأ إلى سراديب الرمزية و الإسقاطات ، أو التهويمات .. ، و كان ردِّي واضحاً كردود أصدقائنا ..

أماَّ الردود التي اعتمدت على التخاذل و "مسكِ العصا من المنتصف" ، و الاعتماد على المنح "النتِّية"/ الألقاب غير المُثمنة ، فَيَكفي أنَّ قصيدة "برزخ الحفظ" جعلتهم يتفيئون بفقه الأقليات حتى رجع معظمهم إلى حضن "الواحة" وارفة الظلال


خالص الشكر و التقدير لإبداعك ، و لشخصكَ ، و كل المخلصين للإبداع العربي بأدبٍ و رقيّ

دمتَ و رموز "ملتقى رابطة الواحة الثقافية" بحبٍّ و نقاء

و كلّ عام أنتم بخير بمناسبة الاستعداد لاستقبال ذكرى تحويل القبلة في منتصف شهر شعبان ، وذكريات انتصارات شهر رمضان المبارك


تقبّل وافر الاحترام و التحية

مولود خلاف
12-07-2010, 06:37 PM
بوركت أستاذنا
اعتبرني من اليوم فصاعدا طالبا من طلابك المتعطشين للغرف من علمك
حفظك الله

محمد الشحات محمد
13-07-2010, 01:32 PM
بوركت أستاذنا
اعتبرني من اليوم فصاعدا طالبا من طلابك المتعطشين للغرف من علمك
حفظك الله








أخي .. الصديق الشاعر




مولود خلاّف





أشكر لك بهاء مرورك ، و نقاء قلبك ..




كلُّنا يسعى جاهداً للأدب و العلم ، و دون تقوقع و ادعاءات ، و بعيداً عن وهْم السلطوية غير المُبرّر ،




و كثير من رواد الأقفاص المقفلة يخلطُ بين النقد و الانتقاد .. ، كما يخلطُ بين الذهب ذاته و التلون بقشرته ، فإن وجدوا الصائغ/ الجواهري المبدع الحقيقي ثار جنونهم ، وهاج نعيقهم افتراءً و غشاّ





* إنّ ما قرأتُ في قصيدة "برزخ الحفظ" ، والدرر الكامنة فيها كعمل إبداعي كامل الأركان يؤكّد أن مبدع هذه القصيدة شاعر قدير ..




و لأننا نعيش الأحداث ، و لسنا بعيداً عنها يُمكِننا بسهولة إدراك حركات التلوّن ، و اتخاذ الموقف الحاسم تجاه هؤلاء المتلوّنين ، و قطْع الشك باليقين




إذْ ليس من المعقول أن نظل نبكي على اللبن المسكوب بحجة التسامح دون فرز الذهب الخالص من الذهب المزيف .. ، و لابدّ من قراءة واعية لربط العلاقات و الدلالت الناجمة عن الأحداث في أرض الواقع ، مثلما نقرؤها في النص الأدبي .. ،



و نربط بين النص المكتوب ، و النص الجاري ..




و نفهم معنى الشهادة حتى لو لم تُطلب صراحةً ... ، والشهادة هنا هي القراءة الواعية بعيداً عن التسطح ، و إنما بالغوص و التوغل ، و إعمال الفكر بعيداً عن التشويش ، و ضوضاء الحاقدين و الحاسدين




** و ما كتبتُ حول هذه الخريدة "برزخ الحفظ" إلاّ سطوراً كان يُمليها عليّ نصُّ القصيدة




و ما أراني إلاَّ أن شهدتُ بشهادتي التي لا ينبغي أن أكتمها ..




*** أعجب مِمّن يغالطون أنفسهم ، و يتبعون أهواءهم ، أو يتعاملون بشخصنة ، و يجعلون من القشور جواهر ، أو يتحدثون بما سمعوا دون وعْي




**** القصيدة التي نحنُ بصددها يا أخي تشهد لصاحبها و للأدب العربي أنه مازال بخير ،




و أماّ مَن يدّعون غير ذلك ، فلماذا لمْ نر منهم عمل أدبي كبير في وقت الحدث نفسه ، و بحجم "برزخ الحفظ"




أن كل ما نراهُ أو نقرؤه رداًّ على هذه القصيدة لايرقى أساساً لمستوى هذه القصيدة ،



ثم أين المعارضات التي كتبها أصحاب الشائعات و مرَوّجوها إن كانوا بقدر ما يدّعون؟




كان طبيعياً أن يكتبوا في حينها معارضة لقصيدة "برزخ العمري" ، وبنفس الروي و البحر ..



أما ثرثرات ، و بعد نشر القصيدة ، و مرور الحدث ، و إبراء ذمة صاحب القصيدة .. ، فهذا كلام فارغ .. ، بل ويؤكدون على ريادة صاحب "برزخ الحفظ" الدكتور سمير العمري ..،



و كما يقول المثل الشعبي "لا تقذف الأشجار بالحجارة إلاّ إذا كانتْ مثمرة"




عفواً أخي الشاعر الجميل/ مولود خلاف




لقد نبشتَ بمرورك الغالي في الذاكرة ، وأخذتني الأحداث و القصيدة ،




أشكركَ جزيلاً ..




دمتَ بخير و دام تواصلكم الراقي




أخوك

الطنطاوي الحسيني
13-07-2010, 08:36 PM
أخي .. الصديق الشاعر




مولود خلاّف





أشكر لك بهاء مرورك ، و نقاء قلبك ..




كلُّنا يسعى جاهداً للأدب و العلم ، و دون تقوقع و ادعاءات ، و بعيداً عن وهْم السلطوية غير المُبرّر ،




و كثير من رواد الأقفاص المقفلة يخلطُ بين النقد و الانتقاد .. ، كما يخلطُ بين الذهب ذاته و التلون بقشرته ، فإن وجدوا الصائغ/ الجواهري المبدع الحقيقي ثار جنونهم ، وهاج نعيقهم افتراءً و غشاّ





* إنّ ما قرأتُ في قصيدة "برزخ الحفظ" ، والدرر الكامنة فيها كعمل إبداعي كامل الأركان يؤكّد أن مبدع هذه القصيدة شاعر قدير ..




و لأننا نعيش الأحداث ، و لسنا بعيداً عنها يُمكِننا بسهولة إدراك حركات التلوّن ، و اتخاذ الموقف الحاسم تجاه هؤلاء المتلوّنين ، و قطْع الشك باليقين




إذْ ليس من المعقول أن نظل نبكي على اللبن المسكوب بحجة التسامح دون فرز الذهب الخالص من الذهب المزيف .. ، و لابدّ من قراءة واعية لربط العلاقات و الدلالت الناجمة عن الأحداث في أرض الواقع ، مثلما نقرؤها في النص الأدبي .. ،



و نربط بين النص المكتوب ، و النص الجاري ..




و نفهم معنى الشهادة حتى لو لم تُطلب صراحةً ... ، والشهادة هنا هي القراءة الواعية بعيداً عن التسطح ، و إنما بالغوص و التوغل ، و إعمال الفكر بعيداً عن التشويش ، و ضوضاء الحاقدين و الحاسدين




** و ما كتبتُ حول هذه الخريدة "برزخ الحفظ" إلاّ سطوراً كان يُمليها عليّ نصُّ القصيدة




و ما أراني إلاَّ أن شهدتُ بشهادتي التي لا ينبغي أن أكتمها ..




*** أعجب مِمّن يغالطون أنفسهم ، و يتبعون أهواءهم ، أو يتعاملون بشخصنة ، و يجعلون من القشور جواهر ، أو يتحدثون بما سمعوا دون وعْي




**** القصيدة التي نحنُ بصددها يا أخي تشهد لصاحبها و للأدب العربي أنه مازال بخير ،




و أماّ مَن يدّعون غير ذلك ، فلماذا لمْ نر منهم عمل أدبي كبير في وقت الحدث نفسه ، و بحجم "برزخ الحفظ"




أن كل ما نراهُ أو نقرؤه رداًّ على هذه القصيدة لايرقى أساساً لمستوى هذه القصيدة ،



ثم أين المعارضات التي كتبها أصحاب الشائعات و مرَوّجوها إن كانوا بقدر ما يدّعون؟




كان طبيعياً أن يكتبوا في حينها معارضة لقصيدة "برزخ العمري" ، وبنفس الروي و البحر ..



أما ثرثرات ، و بعد نشر القصيدة ، و مرور الحدث ، و إبراء ذمة صاحب القصيدة .. ، فهذا كلام فارغ .. ، بل ويؤكدون على ريادة صاحب "برزخ الحفظ" الدكتور سمير العمري ..،



و كما يقول المثل الشعبي "لا تقذف الأشجار بالحجارة إلاّ إذا كانتْ مثمرة"




عفواً أخي الشاعر الجميل/ مولود خلاف




لقد نبشتَ بمرورك الغالي في الذاكرة ، وأخذتني الأحداث و القصيدة ،




أشكركَ جزيلاً ..




دمتَ بخير و دام تواصلكم الراقي




أخوك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل الناقد الحصيف استاذ محمد الشحات محمد
اقتبس ردك لما فيه من اقامة الحجة والإدلاء بالشهادة لله سبحانه في وقت العسرة
ولأقول هذا كلام قلت ياليتني قلته
وفعلا أين هم من (برزخ الحفظ) لعل شيطان بعضهم يسول له في الإسم نفسه
عافانا الله وإياكم اخي من التلون والخداع
وعافى الله د سمير العمري والواحة الرائدة من كل حاقد وحاسد ومضمر شر وغافل خير ومدعي حسن نية
تقبل تقديري وشكري على روعتك

محمد الشحات محمد
14-07-2010, 01:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل الناقد الحصيف استاذ محمد الشحات محمد
اقتبس ردك لما فيه من اقامة الحجة والإدلاء بالشهادة لله سبحانه في وقت العسرة
ولأقول هذا كلام قلت ياليتني قلته
وفعلا أين هم من (برزخ الحفظ) لعل شيطان بعضهم يسول له في الإسم نفسه
عافانا الله وإياكم اخي من التلون والخداع
وعافى الله د سمير العمري والواحة الرائدة من كل حاقد وحاسد ومضمر شر وغافل خير ومدعي حسن نية
تقبل تقديري وشكري على روعتك



اللهم عافنا أجمعين .. آمين


أخي المتألق/ الطنطاوي الحسيني



أعتقد أن شهادة الحق لا يختلف عليها إلاّ مَنْ يُخالفها هوىً و ضغينة ، و العياذ بالله


يشرفني دوماً مرورك ، و تسعدني كلماتُك المُصوّبة نحو المرمى بهدفٍ رائع


يا أخي دعنا من مهاترات ، و ثرثرات طالبي "مانشيتات" بلا مضامين ، و لسنا بحاجة شهرة تلك الـ "باصات" غير الدقيقة ، فكلها لا تؤدي إلاّ إلى التسلل و ضياع الوقت ، أو كرات مخاصمة العارضة و القائمين ..



أعجبني تنويهك للأستاذ "مجذوب" ، و إن كنتُ أحسبه لا يقصد أيّ إساءة للقديرة الأستاذة "ربيحة الرفاعي" ، و إنما حماس الموضوع و سياقه العام جعلا لكلمة "التأدب" دلالات أُخرى ، قد تُرشحها جملة "لا تورطي نفسك معي" .. ، و حتى هذه الجملة فيها من الخير الكثير إن أخذنا الأمور على أحسنها .. ،



و لأستاذنا "مجذوب" أن يُدْلي بشهادته بالأسلوب الذي يراه .. فهنا كما يقولون "كل شيء على المكشوف ، و لكن في إطار راقٍ و لائق بشموخ قامات "الواحة الثقافية"

و الحق طالما مع "د.سمير العمري" ، فلن يخذله أبداً

أنظر إلى فارق التعامل مع هذه القضية الأدبية بين آلِ الأدب و العلم ، و بين أصحاب الألقاب غير المقنعة إجمالاً و تفصيلاً


نسأل الله عز وجل العفو و العافية




دمتَ بخيرٍ أخي و صديق القدير/ الطنطاوي الحسيني :001:

سكينة جوهر
18-11-2013, 06:15 PM
رغم مرور السنوات على هذه الدراسة

النقدية المتألقة من شاعرنا وأستاذنا

المتألق محمد الشحات محمد ..إلا أنها

لازالت ناصعة بالصدق كلماتها ..

شادية بلحن الوفاء الجم عباراتها ..

مسطرة لناقدنا المتميز أسمى آيات الإبداع النقدي

والتحليل النفسي للغة وعلومها البلاغية

متمثلا في جدية استدلالاتها وروعة تفسيراتها

ودقة تحليلاتها البلاغية وتعليلاتها النفسية الصائبة

و غورها في أعماق نفس وأنفاس( برزخ الحفظ )

لشاعرنا المبدع د/ سمير العمري

كأن صاحبها أبدعها بالأمس القريب ..

ويكفيها سنا أنها كشفت عن نوايا السوء اللثام

وأعادت الحق إلى نصابه جليا واضحا

بوركت أديبنا المتميز محمد الشحات محمد

وهنيئا لشاعرنا المبدع سمير العمري بك

مظهراً للحق باعثاً للعدل موفياً الود حقه

..وتقبل ما جادت به مشاعري بعد قراءتي

لدراستكم هذه من كلمات هي أقل مايجب أن يقال

في مثل هذا المقام

هوَ لـــؤلؤٌ ذا .. أمْ كَلِمْ ؟؟ = وحــروفُ نورٍ ترتسِمْ .

فــوقَ السطورِ تُضيئُ للنَّـــــشءِ الطـــــريقَ ليأْتمِمْ .

بكَ ناثِـــراً .. بكَ شــاعراً = بكَ شَــادياً حُلـــوِ النَّغمْ .

حَلَّـلتمُ النَّـصَّ الجميــــــــــلَ . فزالَ بالتحليــــــلِ هَمّْ .

عنْ شاعرٍ مَلَكَ البيــــاااااانَ .. وشِعْرُهُ طَــــودٌ أَشَمْ .

قُلتـــــــُمْ مَقالاً خــــــالِداً = حتى ليَــسْمَـــــعهُ الأَصَمّْ .

فيــــهِ البَــــلاغةُ والفَصــــــــاحَةُ .. فيهِ نَقدُ المُلْتَزِمْ .

فيـــهِ تجسّــَدَ صَبــــركُمْ = و وفاؤكمْ .. نِعمَ الشِّـيمْ .

وجميــــلُ حَرْفكمُ بَدا = يَتْــــــلو لآيــــاتِ الكَرِمْ .

نافحْتَ بالْقـــــولِ المؤيَّـــــــد بالدلائلِ في شَمَــمْ .

حتى جلـوْتَ الحقَّ في = أسمـــى المعاني و القِيَمْ .

فليهنأ ( الْعُمـَرِيُّ ) إذْ = كنتـــــمْ لهُ نِعـــــــمَ القَلَمْ .

هوِ كيفَ يسْرِقُ ؟ إنَّ مَنْ = قَالُوا(هُمُ السُّرَّاقُ هُمْ).

وهــــوَِ الذي في عَالَمِ الشُّــــــــعَراءِ عَــــالٍ كالْهَرَمْ .

وكَمِثْلهِ كُنْتَ الصَّبــــووورَ .. وأنتَ في الشِّعْرِ العَلَمْ .

نِعْمَ الأَخُ الْحَـــــاني الَّذي = لِحبـــالِ وُدٍّ .. مَا صَرَم ْ.

نِعْمَ المفرِّجُ كُرْبَةَ الْـــــــــمَــــكْرُوبِ في دَاجي الظُّلَمْ .

أَ(مُحَمَّــــدُ الشَّحات) دُمْــــــــــتَ بِكلِّ خيْــــــرٍ مُتَّسِمْ .

وعلى الوفــــاءِ ...على الإخـااااااااءِ تظلُّ راعياً الذِّمَمْ .

وتعيش في سَـــعدٍ فـــــؤااااداً .. بلْ و روحاً تبتَــــسِمْ .

ترعاكَ عَيْـــــنُ اللهِ - دووووماً - إنْ صحوْتَ ..وإنْ تنَمْ .
شعر : سكينة جوهر

محمد الشحات محمد
26-11-2013, 08:10 PM
رغم مرور السنوات على هذه الدراسة

النقدية المتألقة من شاعرنا وأستاذنا

المتألق محمد الشحات محمد ..إلا أنها

لازالت ناصعة بالصدق كلماتها ..

شادية بلحن الوفاء الجم عباراتها ..

مسطرة لناقدنا المتميز أسمى آيات الإبداع النقدي

والتحليل النفسي للغة وعلومها البلاغية

متمثلا في جدية استدلالاتها وروعة تفسيراتها

ودقة تحليلاتها البلاغية وتعليلاتها النفسية الصائبة

و غورها في أعماق نفس وأنفاس( برزخ الحفظ )

لشاعرنا المبدع د/ سمير العمري

كأن صاحبها أبدعها بالأمس القريب ..

ويكفيها سنا أنها كشفت عن نوايا السوء اللثام

وأعادت الحق إلى نصابه جليا واضحا

بوركت أديبنا المتميز محمد الشحات محمد

وهنيئا لشاعرنا المبدع سمير العمري بك

مظهراً للحق باعثاً للعدل موفياً الود حقه

..وتقبل ما جادت به مشاعري بعد قراءتي

لدراستكم هذه من كلمات هي أقل مايجب أن يقال

في مثل هذا المقام

هوَ لـــؤلؤٌ ذا .. أمْ كَلِمْ ؟؟ = وحــروفُ نورٍ ترتسِمْ .

فــوقَ السطورِ تُضيئُ للنَّـــــشءِ الطـــــريقَ ليأْتمِمْ .

بكَ ناثِـــراً .. بكَ شــاعراً = بكَ شَــادياً حُلـــوِ النَّغمْ .

حَلَّـلتمُ النَّـصَّ الجميــــــــــلَ . فزالَ بالتحليــــــلِ هَمّْ .

عنْ شاعرٍ مَلَكَ البيــــاااااانَ .. وشِعْرُهُ طَــــودٌ أَشَمْ .

قُلتـــــــُمْ مَقالاً خــــــالِداً = حتى ليَــسْمَـــــعهُ الأَصَمّْ .

فيــــهِ البَــــلاغةُ والفَصــــــــاحَةُ .. فيهِ نَقدُ المُلْتَزِمْ .

فيـــهِ تجسّــَدَ صَبــــركُمْ = و وفاؤكمْ .. نِعمَ الشِّـيمْ .

وجميــــلُ حَرْفكمُ بَدا = يَتْــــــلو لآيــــاتِ الكَرِمْ .

نافحْتَ بالْقـــــولِ المؤيَّـــــــد بالدلائلِ في شَمَــمْ .

حتى جلـوْتَ الحقَّ في = أسمـــى المعاني و القِيَمْ .

فليهنأ ( الْعُمـَرِيُّ ) إذْ = كنتـــــمْ لهُ نِعـــــــمَ القَلَمْ .

هوِ كيفَ يسْرِقُ ؟ إنَّ مَنْ = قَالُوا(هُمُ السُّرَّاقُ هُمْ).

وهــــوَِ الذي في عَالَمِ الشُّــــــــعَراءِ عَــــالٍ كالْهَرَمْ .

وكَمِثْلهِ كُنْتَ الصَّبــــووورَ .. وأنتَ في الشِّعْرِ العَلَمْ .

نِعْمَ الأَخُ الْحَـــــاني الَّذي = لِحبـــالِ وُدٍّ .. مَا صَرَم ْ.

نِعْمَ المفرِّجُ كُرْبَةَ الْـــــــــمَــــكْرُوبِ في دَاجي الظُّلَمْ .

أَ(مُحَمَّــــدُ الشَّحات) دُمْــــــــــتَ بِكلِّ خيْــــــرٍ مُتَّسِمْ .

وعلى الوفــــاءِ ...على الإخـااااااااءِ تظلُّ راعياً الذِّمَمْ .

وتعيش في سَـــعدٍ فـــــؤااااداً .. بلْ و روحاً تبتَــــسِمْ .

ترعاكَ عَيْـــــنُ اللهِ - دووووماً - إنْ صحوْتَ ..وإنْ تنَمْ .
شعر : سكينة جوهر



اللهم آمين

المتألقة الشاعرة
سكينة جوهر


لايُمكنني أن أقول هنا إلا كما قال أخي الشاعر القدير

د. سمير العمري



ليس أعجز مني تعبيرا حين أقف في مثل هذا الموقف الذي أراه أكبر من التعبير وأكرم من التقدير وأعظم من التأثير.



جزاكِ الله خيرا

سكينة جوهر
23-12-2013, 07:42 PM
بارك الله فيكم أستاذنا المبدع محمد الشحات محمد

فما كانت تلك القصيدة مني لولا دراستكم الطيبة

وتحليلكم الرائع لقصيدة أستاذنا القدير العمري ...

فلكما كل شكري وجزيل تقديري

سكينة جوهر
23-12-2013, 07:44 PM
بارك الله فيكم أستاذنا المبدع محمد الشحات محمد

فما كانت تلك القصيدة مني لولا دراستكم الطيبة

وتحليلكم الرائع لقصيدة أستاذنا القدير العمري ...

فلكما كل شكري وجزيل تقديري