المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكابدة.!



مرمر القاسم
07-07-2010, 09:06 AM
أجلد نفسي و أحاول أن أُخرج الآخرين من جو التعاسة و الكآبة , لأجدني غارقة فيها وحدي,
أبحث عن قصة حب أبدية , عن قصيدة ,عن أغنية لا املُّ سماعها تغنيني , تغني لي لرفيقي ,

قال لي أحد الرفاق : أكتبي

اكتبي عن عجوز مثلي يبحث عن واحدة قريبته بحيفا ظل يحبها وتحبه من رسائل تهرب عبر الحدود ..
اكتبي عن شباب يفقدون الاتصال بحبيبة ليكتشف أنها متزوجة ..
عن العجز الجنسي عن الخيانة الزوجية عن الشبق بتاعي ..هناك حب لأننا معقدين...

سأكتب عن حلم يلازمني ليل نهار, أستيقظ على صوت بكائه الذي لا ينقطع, رغم ذلك لم يجد للشكوى مدخلا , و ظل يبكي,
فتتُ الحكايات إلى تفاصيل دقيقة , و انتقل من حكايا الأطفال إلى أخرى تفتتح قصص الليالي الطويلة, لا يدركها الصباح و لا أكف عن الحديث عنها ,
ليس هناك حلم قبيح في الكون لكنه مثيرٌ للرفض فالتجاعيد فوق جبهته تُحدّثُ عن استحالة الوصول اليه,غارق بين سراديب الخوف يكابد ويعاند ليخرج من الضباب , ليتحول الرفض بعد ذلك إلى شفقة ..
تعب يلامس شغاف القلب و يستقر هناك في الأعماق , ينام ...يستيقظ...يتقلص وجه بطنه في حركاتٍ عصبية تستفز استقرار الروح ...

تُمانع ..يُصر..يدور بها في فضاء الأمس ..هدها السهر و القلق المزمن غطى وجهها بالأسى ,
يهمس بكلمات تستقر في قلبها الضعيف ..و يقف بينهما صمتٌ ثقيل .. طويل ..
كان يسمع في الليالي بكاءها الصامت ...تسرب من عينيه بكاء ...فزع ..خوف..خاف عليها منه .. من أزقة البلد.

تبحث عنه ضائعة ..ولا تصدق أنها ميتة ..تنتظر تشييعها إلى مثواها الأخير في أحشاء قلبه الصخري
طال وقوفهما على حافة المشاعر و أوغلَ أبعد منها بشبر ...الآن يحس بالندم و الألم معاً..
تعجب..تعجبت ...كومة من الأوراق و الذكريات ..قرءاها معاً ..و أنكسرا معاً..فنال الظهر قصم العمر..

قالت لنفسها : لا وقت للحزن أو الإنحناء ...و الحرب تطرق أبواب الخيال ,’

يهرب الأمل منا إلى أطراف الحقول و يتسلق الهضاب ..و ماذا سيحدث في أيام الشتاء..و الطقس بارد و طقوس العشق تزيده برودة .

يا شوقي و جنوني ..يا سجادة زهرٍ تطير من زهرِ إلى زهر.. يا تعبي يا وجعي ..يا حلمي و كل أملي ..
تأملت عمري الزاحف نحوك مثل زحف المخلوقات الصغيرة على الأرض نحو المجهول ,كلما رفعتُ رأسي رأيتُ في البعيد ركاماً من الغيوم الرمادية .. و الشمس تختلس النظر من وراء الغيم ........

و أتذكر...


حين أمسكت بيدي لأول مرة و خرجت بي إلى الشوارع مندفعاً امام القبيلة ..قدتني إلى موتٍ معلن ...
اليوم نكأتَ الجرح ..أدميتني في موطني ..موطن الألم .....يعصفُ بي الحنين لعطرك لساعة الصفر قبل اللقاء...
راهنت عليك كما يراهن الأغبياء على الحصان الخاسر من اجل الترفيه ..



و أتذكر..
أني فقدتُ القدرة على النطق و انسحبت إلى عالمي الخاص...و واظبتُ على زيارة المقابر ..كنتُ أجلس عند القبر ساعات طويلة .. لا أدرك الوقت ..و الظلام دوماً كان يدركني...
كان لابد من ايجاد طريقة تجعل الحياة بها محتملة ..فالحزن مثل الخبز و التابوت أمر طبيعي جدا...و الصرخات تعشعش في الخلايا ..
كنتُ متأكدة من أنه سينهار يوماً , و يفقد الرغبة في الحياة ..لكن ليس بهذه السرعة ..
حلم يشبه الجلد المترامي فوق العظام كالملابس الفضفاضة ...تحتاج لمدة طويلة للتعود على منظر بؤسه الشديد..

صب الهمسات المثيرة في آذان مرهفة شديدة اللهفة ..بها شوق يعصف لرؤيته و الساعات و الدقائق حبلى بالحنين اليه..و اللحظة تشكل فاصلاً ما بين الحقيقة و الحلم ...و قد تفقد عمرك كله إن لم تعش تلك اللحظة .. أي مصير كان ينتظرني لو كان واحد غيره ..؟

مازالت تعبق روحي رائحة القهوة الطازجة القادمة من الشارع المقابل .. و من أين يأتي صوته لا أدري ..صوته الخافت الضعيف الذي يخترق أذني حتى النخاع ...يستخرج الحنان من الصخر الصلد المتراكم على صدري ...يحاول نفض الضباب المتجمد على قلبي ..و بأصابعه السحرية يمسح البرد عن وجهي ...
يا تفاصيل الحنين هدني الشوق اليه ..من حلمي المحكوم عليه بالانتظار , من الوعي ..وراء الوعي..يا رعب الساعة ,

لا املك قوة أوقف الوقت ..و العمر يقف ذاهلاً يصغي لحشرجة صوتي مبتسما ابتسامة ساخرة ..
في الليالي الطويلة يعلو الدخان إلى الأقبية المعتمة ..على أضواء النجوم أشيع آخر الآمال و أطفئ أخر مشاعل الشموع التي أهداني ..

أغرقني في متاهات الذكرى و هدر كرامة الغابات ...تنفست البخور بين الأرواح الخبيثة الحائمة فوق رأسي تدقهُ دق المطرقة على الحديد ...

أسعفني ., . أنقذني من عالم الغيب ..و لا تردد تلك الجمل المتشابهة الحروف ..رتب لي الحقيقة بيديك ..أخرجني من عالم الدخان و الحرائق , فما عدت أطيق وتيرة الدوامة , و أنا على وشك السقوط...

و أتذكر ...


يتبع...

محمد ذيب سليمان
07-07-2010, 09:20 AM
مفردات سهلة الحضور .. ولكن من يستطيع مزجها بهذا الجمال لتنتج أقمارا تتلألأ وصورا متتابعة
ترتدي حللا من الجمال الآسر
أحاول اقتباس جزء من النص وما أن أصل لما بعده أرى جمالا من لون آخر وطعم مختلف
فكيف لك هذا المزج ؟
صب الهمسات المثيرة في آذان مرهفة شديدة اللهفة ..بها شوق يعصف لرؤيته و الساعات و الدقائق حبلى بالحنين اليه..و اللحظة تشكل فاصلاً ما بين الحقيقة و الحلم ...و قد تفقد عمرك كله إن لم تعش تلك اللحظة .. أي مصير كان ينتظرني لو كان واحد غيره ..
أعذريني وقفت هنا وجتها توافق أحساسا يرافقني ويدمع عيني ساعة صفاء
شكرا .. قليلة على ما قرأت

ثائر الحيالي
07-07-2010, 09:21 AM
الأستاذة مرمر القاسم

أجهدتني البداية ..فماذا ياترى بعد (يتبع)

رائع..

سلمت ..وسلم مدادك

محبتي..

عبد الرحمن الكرد
07-07-2010, 10:12 AM
القديره مرمر

تداعيات من وجع الروح
تسكب الألق بحروف بسيطه
تلامس وتعانق القلوب
ننتظرالمزيد
تقديرلحرفك
تحياتي

مرمر القاسم
08-07-2010, 03:08 PM
باعتقادي أن العفوية لها حضور يميزها عن تلك المفردات الصعبة,
فيكفي القارئ عناء الغوص في سر النص ,
كما اعتقد بان المفردات الصعبة حضورها أجمل في الشعر منه في الخاطرة,




الأستاذ محمد ذيب سليمان شكرا بحجم السماء..تقديري

محمود فرحان حمادي
08-07-2010, 04:35 PM
حرف مضمخ بالجمال وخيال بديع واسع
بورك النيض الأصيل
تحياتي

بتول الدليمي
08-07-2010, 05:00 PM
الاخت الفاضلة مرمر القاسم
مسائك عطر و جمال و لغة تخترق كل الحدود لترقى بنا الى سحر يهيم بنا طويلا في مدارها
نص غني وكريم القراءة مرة واحدة
لا تكفي
النص يدعو المتلقي لمعاودة الزيارة مرات ومرات
كنت هنا وارتاحت العيون فوق السطور
لك مودتي وتقديري

مرمر القاسم
17-07-2010, 03:15 PM
قد يكون ال..يتبع أجمل ..و ربما أقل جمالا

مرحبا بالأستاذ ثائر الحيالي

احترامي

عبدالله المحمدي
18-07-2010, 09:20 AM
وجدتني أرتشف معك لحظات أقسى من جلمود صخرتك الصماء .. وألتحف معك بذات المعطف الكالح السواد .. وأنتشي بأمل قد يبدد ظملة الليل الأزلي الذي يفنينا كمدا وحسرة ..

مرمر ..
في كل مرة أجدك تجيدين تجريد الأشياء وتتلاشى مع حرفك رتوش الأحاسيس المتناقضة .. وعقارب الساعة لا تبارح مكانها ..
فقط أحببت أن أجذب مقعدا وأقبع في آخر القاعة لأتأمل جمال رسمك ودقة وصفك ..

كريمة سعيد
19-07-2010, 03:56 PM
المبدعة مرمر القاسم
حروف جميلة تراصت برقة وعذوبة وأسلوب جميل

في انتظار معانقة المزيد من إبداعاتك تقبلي تحياتي وتقديري

مرمر القاسم
19-07-2010, 10:29 PM
مكابدة ..النساء في كبرياء
ما بين الصراخ و الكتمان
تضيع غالبية الحروف
ونبقى نبحث عنا

مرحبا الأستاذ عبد الرحمن الكرد
شكرا كبيرة لمرورك الذي احترمه جدا

د. سمير العمري
20-12-2010, 08:15 PM
هذا نص لكاتبة تعرف جهات الحرف الأربعة وتحقق بهذه المعرفة أطرا لصور تمعن في الشعور تأثيرا وحرف يتلون كقوس قزح بين فرح وترح وبين جد ومرح!

سعدت بقراءة نصك المميز ولا أوافقك الرأي أيتها الأديبة الكريمة على أن النص النثري لا يحتمل إلا المفردة البسيطة فالشعر والنثر سيان كلاهما يحتمل ما يوافق التعبير وما يناسب اللغة ولكل أديب أسلوبه وقدرته.

دمت بخير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.



تحياتي

مرمر القاسم
08-01-2011, 10:33 AM
حرف مضمخ بالجمال وخيال بديع واسع
بورك النيض الأصيل
تحياتي


أستاذي معذرة لتأخري بالرد

و أقبل الــ يتبع ... و قوافل زهر





و أتذكر ...


\

الذي عرفته بالأمس ..و رائحة السجائر المنبعثة من جسده….و أشياؤه العابثة بأوردتي تمزق ابتساماتي ..تحاصر خاصرتي ..وروحي تهرع نحوه تلبي نداءه …و حبه ينمو و يكبر ..منذ أوكله القدر مهمة قتلي…

كان ذلك قبل أعوام طويلة ,

و …


\


أتذكر …


\

رجل يشبه السنديان ناصبا لا تهزه العواصف ..كان يستطيع النفاذ من أضيق الأماكن, إلى قلبي ,

حملت به و بأحلامي منذ أنجبتني تلك المرأة التعسة ,\

حملتُ فأس الصبر و أمضيت العمر أكسر الصخر على بابه,

و شمس الأمل تطل من خلف الستار ..\


تهبُ ريح البعيد تلفح اللحظة توقظها من غفوتها وراحة تسترقها من غفوة الألم في عُشر اللحظة . .!

تضعها بين يديه , يهدهدها , \


ينظر اليها بأسى \..


يطمئن إلى صدرها ..


يغفو ..تغمض عينيها …

تنام ..\..

يستيقظ…تستيقظ…

.من جديد….

و أتذكر…

رحل و أغلق الباب خلفه مودعا بابتسامة مطمئنة …!!

آمال المصري
08-01-2011, 01:19 PM
حروف بثت الألم في روح أثقلتها الأحزان
نفحات امتزجت فيها مشاعر ... وعزة نفس ... ومرارة
لا أستطيع إلا الإنحناء
أمام روعة وجمال
هذا النزف المميز
مرمر الرائعة ...
دمتِ مبدعة
ودام نبضكِ متألقاً على الدوام..
تقديري الكبير

مرمر القاسم
22-01-2011, 01:43 PM
الاخت الفاضلة مرمر القاسم
مسائك عطر و جمال و لغة تخترق كل الحدود لترقى بنا الى سحر يهيم بنا طويلا في مدارها
نص غني وكريم القراءة مرة واحدة
لا تكفي
النص يدعو المتلقي لمعاودة الزيارة مرات ومرات
كنت هنا وارتاحت العيون فوق السطور
لك مودتي وتقديري

الأستاذة بتول الدليمي لرأيك و مرورك بصمة لا تنسى ،
أشكرك كثيرا على القراءة ، مرورك دوما مبعث سعادة لي ولحرفِ

قوافل زهر

أماني عواد
22-01-2011, 09:26 PM
الاستاذة مرمر القاسم

وأتذكر.................
انني زاحمت الحروف لعبور سليم
قطعت دون توقف الاشارات الحمراء التي اعترضتني وتجاهلت رادار اللحظة
اقفلت اذناي كي لا استمع لصفارات الانذار تدوي في سماء روحي

ولا اتذكر كيف داهمني حشد المشاعر بعد هذا الحذر !!

بانتظار ما سيتبع
تقديري الكبير

مصطفى السنجاري
23-01-2011, 04:24 PM
لا إبداع حقيقي من غير معاناة

قديما كانوا يقولون : أغضبوا الشعراء

كي يبدعوا فهم كالبخور الذي لا يبعث عطرا حقيقيا
إلاّ إذا أحرقته

وهكذا نحن دائما كل لديه من الهم ما يجعله يبدع

وكل يبدع بحجم معاناته

أبحرت معك سيدة مرمر
فشربت من قهوة إبداعك السادة

يترنح الألم أمام الإبداع الحقيقي
وأنت هنا كبيرة ببوحك الحزين المثمر

بلغتك الرصينة وحروفك المتوهجة

دمت مبدعة منتصرة على المعاناة

بصهيل حرفك وصليل بيانك

تحياتي

مرمر القاسم
24-01-2011, 08:00 PM
وجدتني أرتشف معك لحظات أقسى من جلمود صخرتك الصماء .. وألتحف معك بذات المعطف الكالح السواد .. وأنتشي بأمل قد يبدد ظملة الليل الأزلي الذي يفنينا كمدا وحسرة ..

مرمر ..
في كل مرة أجدك تجيدين تجريد الأشياء وتتلاشى مع حرفك رتوش الأحاسيس المتناقضة .. وعقارب الساعة لا تبارح مكانها ..
فقط أحببت أن أجذب مقعدا وأقبع في آخر القاعة لأتأمل جمال رسمك ودقة وصفك ..





فوضاي تسرقني مني إليه و عندما ألتقيه في الحلم أستزيد به ألما ،
هو ذكرى تجلدني فأجن و أغضب مني لا لشيء غير اني لم أشنقني بين السطر و السطر ،

مرحبا كثيراً بأستاذي عبد الله المحمدي
قوافل عطر و إن شاء الله من الجنة ،

محمد البياسي
24-01-2011, 08:07 PM
مرمر

هذا النص يستحق أن يكتب على المرمر

تحياتي و تقديري

علياء محمود
24-01-2011, 10:28 PM
مررت بمتعة وانا اقرأ ..

لكن وصف الالم الكبير يعترضنا فيها ..
فهز المشاعر واشغلنا عن متعة القراءة ..!!

كلماتك في مجملها الجمال ..
وفي شكلها البهاء ..
وفي وقعها الشدة والقوة على القلب ..

سلمت لنا اناملك الرقيقة