تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أصلح جلساءك يا حجاج



وائل محمد القويسنى
10-07-2010, 02:05 AM
"الحجاج ... له حسنات مغمورة في بحار ذنوبه"
.
الذهبي


وإلى حجاج كل زمان ومكان ....
.


أَصْلِحْ جُلَسَاءَكَ يَا حَجَّاجْ
.
.
قَالُوا : ....
"حَسَنَاتُكَ فِي بَحْرِ ذُنُوبِكَ مَغْمُورَةْ"
قَالُوا إِنَّكَ كُنْتَ تُعَظِّمُ حُرُمَاتِ اللهْ
قَالُوا إِنَّكَ إِنْ ذُكِّرْتَ ذَكَرْتَ
وَلَكِنْ ...
مَنْ سَيُذَكِّرْ؟!
فَرَّ النَّاصِحُ يَا حَجَّاجُ وَبَقِيَ الْمَادِحُ وَالْمَمْدُوحْ
هُمْ جُلَسَاؤُكْ
قَالُوا إِنَّ دِيَارَ النَّاسِ دِيَارُكْ
قَالُوا إِنَّ الأَمْوَالَ -وَإِنْ كَثُرَتْ- مِلْكٌ لَكْ
قَالُوا إِنَّ دِمَاءَ الْخَلْقِ حَلَالُكْ
أَمَّا أَهْلُ الْحَقِّ فَقَالُوا إِنَّكَ حِينَ قَتَلْتَ ابْنَ جُبَيْرٍ قَتَّلْتَ نُفُوسًا لَا يُحْصِيهَا إِلَّا اللهْ
كَمْ أَلْفَ سَعِيدٍ يَا حَجَّاجُ قَتَلْتْ؟!
كَمْ أَلْفَ هِشَامٍ صَدَقَ النُّصْحَ فَسَبَقَ السَّيْفُ الْعَذْلْ؟!
أَقْصَيْتَ الصَّادِقَ يَا حَجَّاجُ وَقَرَّبْتَ الْكَذَّابَ الأَفَّاقَ الأَفَّاكَ الخَدَّاعَ الْـ ـيَصْرُخُ
-إِنْ أَحْسَنْتَ وَإِنْ أَخْطَأْتَ- : ....
"أَصَابَ الْوَالِي"
وَكَأَنَّ الْنَّاطِقَ حَجَّاجْ
!
أَصْلِحْ جُلَسَاءَكَ يَا حَجَّاجْ
هُمْ أَتْبَاعٌ لِلسُّلْطَانْ
هُنَّ ذُيُولٌ لِلْكُرْسِيِّ
وَهُمْ أَعْوَانٌ لِلشَّيْطَانْ
شَهِدُوا زُورًا يَا حَجَّاجُ
وَقَالُوا : "عَبْدُ اللهِ مُدَانْ"
وَفَرَضْتَ حِصَارًا طَالَ مَدَاهْ
جَوَّعْتَ بُطُونًا كَانَتْ تَأْكُلُ بِاسْمِ اللهْ
وَمَنَعْتَ طَوَافًا كَانَ يُدَوِّي فِيهِ الصَّوْتُ بِذِكْرِ اللهْ
وَضَرَبْتَ الْكَعْبَةَ يَا حَجَّاجُ ...
قَتَلْتَ عِبَادَ اللهِ لِتَقْتُلَ عَبْدَ اللهْ
!
أَمَّا الصَّادِقُ فِي مَنْ حَوْلَكَ فَلَهُ رَأْسٌ أَيْنَعْ
أَوَلَمْ تَعْلَمْ يَا حَجَّاجُ بِأَنَّ سِيَاطَ الْحَقِّ عَلَى ظَهْرِ الظَّالِمِ مِنْ سَيْفِكَ أَوْجَعْ؟
!
أَصْلِحْ جُلَسَاءَكَ يَا حَجَّاجْ
لَسْتَ القَائِدَ يَا مَخْدُوعُ فَهُمْ قُوَّادُكَ نَحْوَ هَلَاكِكْ
هُمْ قَادُوكَ مِنَ الدَّيْجُورِ إِلَى التَّنُّورْ
وَإِذَا اجْتَمَعَ عَلَى تَأْيِيدِ قَرَارِكَ كُلُّ وُلاتِكَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ دِيكْتَاتُورْ
قُلْ إِنَّ ظَلَامَ نِفَاقِ الصَّفْوَةِ قَدْ أَرْدَاهُ النُّورْ
!
أَصْلِحْ جُلَسَاءَكَ يَا حَجَّاجْ
مَجْلِسُ شُورَاكَ الْمَزْعُومُ وَشُورَاكَ الْوَهْمِيَّةُ زَيْفْ
فَلِسَانُ الْمُتَكَلِّمِ إِمَّا فِي لُجِّ نِفَاقٍ أَوْ جَهْلٍ أَوْ خَوْفْ
وَالرَّأْيُ الآَخَرُ دَاخِلَ مَمْلَكَةِ الدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ لَقِيَ الْحَتْفْ
!
يَا حَجَّاجْ
هُمْ مَدَحُوكَ بِوَجْهِكَ
لَكِنْ فِي ظَهْرِكَ سَبُّوكْ
فَاعْلَمْ أَنَّ الصَّادِقَ مِنْهُمْ كَذَّابٌ
وَالْمَادِحَ مِنْهُمْ هَجَّاءٌ
وَالْفَاعِلَ مِنْهُمْ خَيْرَ الْيَوْمِ لِشَرِّ الْمُسْتَقْبَلِ فَعَّالْ
كَمْ خَدَعُوا قَبْلَكَ يَا مِسْكِينُ وَكَمْ خَدَعُوكْ
حَتَّى حِينَ أَخَذْتَ بُيُوتَ النَّاسِ بِسَيْفِ الْبَاطِلِ
بَحَثُوا عَنْ تَبْرِيرٍ حَتَّى أَعْجَزَهُمْ مَا اقْتَرَفَتْ كَفُّكَ
قَالُوا : ...
"هُمْ سَبَقُوا .. لَكِنْ لَوْ جِئْتَ الْبَلْدَةَ قَبْلَهُمُ
لَبَنَيْتَ مَكَانَ بُيُوتِ الأَجْدَادَ قُصُورَا
كُلُّ بُيُوتِ الْبَصْرَةِ مِلْكُكَ يَا حَجَّاجُ
وَكُلُّ دِيَارِ الْكُوفَةِ مِلْكُكَ يَا حَجَّاجُ
وَكُلُّ الأَرْضِ وَكُلُّ الْخَلْقِ فَنَمْ مَرْضِيَّ النَّفْسِ وَبِتْ مَسْرُورَا
لَكِنْ ..
إِنْ ثَارَتْ زَوْبَعَةٌ
.. ضَعْ حُرَّاسًا حَوْلَ الْبَيْتِ
.. وَشَكِّلْ بِالأَجْنَادِ هِلَالًا عَنْ يُمْنَاهُ وَآخَرَ عَنْ يُسْرَاهُ ..
فَشَعْبُكَ قَدْ عَلَّمَهُ الْجُبْنُ الْقَاتِلُ كَيْفَ يَكُونُ صَبُورَا"
!
كَمْ كُنْتُ أَظُنُّكَ يَا حَجَّاجُ بَصِيرَا!
كَيْفَ رَأَيْتَ بِنَافِخِ كِيرٍ حَامِلَ مِسْكْ؟
شَيْخُكَ سَمَّى الْحَقَّ الإِفْكْ
وَتَغَاضَى –ظُلْمًا- عَنْ جُرْمِكْ
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ قَوْمُكْ
فَالنَّاطِقُ يَمْدَحُ بِالْبَاطِلِ وَالسَّاكِتُ شَيْطَانٌ أَخْرَسْ
وَالرَّافِضُ مَطْرُودٌ لَا يَدْرِي ...
كَيْفَ يَعُودُ الْحَقُّ إِذَا كَانَ الْمَجْنِيُّ عَلَيْهِ الأَخْرَسْ
!
أَنْتَ نَقَطْتَ الْمُصْحَفَ يَوْمًا يَا حَجَّاجُ
وَأَنْتَ سَفَكْتَ دِمَاءً رَصَفَتْ لِلْفَجْرِ طَرِيقَا
أَنْتَ نَصَرْتَ امْرَأَةً -قَالَتْ : "وَاغَوْثَاهُ"- بِجَيْشِكَ
لَكِنْ ...
رَمَّلْتَ نِسَاءً .. وَهَدَمْتَ بُيُوتًا ..
وَجَعَلْتَ زَفِيرَ الأَعْدَاءِ لِأَهْلِ الدَّارِ شَهِيقَا
أَنْتَ فَتَحْتَ بِلَادَ السِّنْدِ
وَأَنْتَ حَبَسْتَ الْحَقَّ بِسِجْنِ الْخَوْفِ فَصَارَ حَرِيقَا
أَنْتَ حَفِظْتَ كِتَابَ اللهِ
فَلَا تَسْمَعْ لِلْبَغْيِ نَعِيقَا
الْيَوْمَ نَهَضْتَ لِتَرْدِمَ بِئْرَ ذُنُوبِكَ بِالْحَسَنَاتِ وَلَكِنْ هُمْ مَنَعُوكَ وَمَا زَالَ الْبِئْرُ عَمِيقَا
!
أَصْلِحْ جُلَسَاءَكَ يَا حَجَّاجُ
فَمَا صَدَقُوكَ
وَلَا نَصَرُوكَ
وَلَا تَرَكُوكَ
وَمَا كَانَ الْمَادِحُ صِدِّيقَا
لَوْ صَدَقَ النَّاصِرُ حِينَ ظَلَمْتَ لَقَالَ : ..
"(وَقُلْ ....
... جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقَا)"
.


وائل القويسني

د. مصطفى عراقي
10-07-2010, 03:19 AM
اقتباس كامل النص



أخي الحبيب الشاعر القدير الدكتور : وائل


تحية زاهرة عاطرة لقصيدتك الجليلة التي غاصت في رمز الحجاج بتفاصيله وملامحه ببراعة وإتقان

وتوازن في الطرح تصويرا وتعبيرا

لتأخذنا في رحلة في قلب الزمان والمكان والإنسان لتطلعنا على الأسرار والأغوار بعيون الصدق

والشفافية واليقين




سلمت يا شاعرنا يا صاحب الكلمة الصادقة والرؤية العميقة

واسمح لي بعودة كيما أتفيأ ظلالها الوارفة شعرا وفكرا

ودمت بكل الخير والسعادة والنور

مُحبك: مصطفى

مقبولة عبد الحليم
10-07-2010, 04:21 AM
وائل


لن تشاغب الأم في صفحة ولدها كما يفعل هو :)


مع أن تلك المشاغبات حبيبة على قلبها جدا




للحجاج يا وائل وجوه كثيرة وأقبحها


عندما يأتي ويكون من غير ملتك من غير دينك غريب عنك


يأتي ليسرق البيت والأرض والبيدر ..


والأدهى منه هؤلاء من وعدوا الأرض يوما أنهم لن يناموا وفي عيونها بعض من سهاد


وها هي ما زال جرحها ينزف وما زالوا هم نياما ..



آآآه يا بني كم حارقة تلك الحروف التي صفعت بها وجه الحجاج علهم حجاجوا هذا العصر يستفيقون


وعلها تكون لهم بداية صحوة تعيد لنا حقنا المسلوب



وائل من سوق عكاظ وبرائحته هذه القصيدة


سلمت مدافعا منافحا عن الحق أينما كان

سيلفا حنا حنا
10-07-2010, 04:59 AM
اقتباس كامل النص


يَا حَجَّاجْ
هُمْ مَدَحُوكَ بِوَجْهِكَ
لَكِنْ فِي ظَهْرِكَسَبُّوكْ
فَاعْلَمْ أَنَّ الصَّادِقَ مِنْهُمْ كَذَّابٌ
وَالْمَادِحَمِنْهُمْ هَجَّاءٌ
وَالْفَاعِلَ مِنْهُمْ خَيْرَ الْيَوْمِ لِشَرِّالْمُسْتَقْبَلِ فَعَّالْ
كَمْ خَدَعُوا قَبْلَكَ يَا مِسْكِينُ وَكَمْخَدَعُوكْ
حَتَّى حِينَ أَخَذْتَ بُيُوتَ النَّاسِ بِسَيْفِالْبَاطِلِ
بَحَثُوا عَنْ تَبْرِيرٍ حَتَّى أَعْجَزَهُمْ مَا اقْتَرَفَتْكَفُّكَ
............................

ما كان ينقصك يا وائل ؟؟

هو البكاء من أجل هذا الحجاج الذي لم يستيقظ باسم ربه

لأنه كان في قيلولة يواجه جعجعات القيم ومكارم الأخلاق ,ويدعي الجهاد .

مالذي كان في جعبة الحجاج.... ! قلب غير مشبوب ...

أم بعض الحروف اللغوبةوالتي ترمدت أراه هذا الحجاج قد ساط بين الخير والشر

هل أغراه مديح الزيف ..؟

وهل رداء الخزي يستره ....؟

ما نفع أشرعته ......؟

أرجوك يا وائل لا تندب الحجاج فهو لم يمت بل مثله كثر ...

لنصلي حتى يدرعه الله بالحكمة ..لنتمهل فربما يصاب هذا

الحجاج بشلل الفم حين يشاهد حاشيته يمدحونه زيفا ....

عجبا!!!!

أسيحمل الحجاج تابوت حاشيته ويمضي بائسا أم سيكون مسبوت الفؤاد ...

حفظك الله عزيزي وائل ودمت كما أنت ......ها أنت قد أبكيت قلبي ...

ليوفقنا الله

مصطفى السنجاري
10-07-2010, 06:05 AM
** لفته شعرية كريمة على واقع كان وما زال
الحجاج يحب المادحين والمتطفلين والمرتزقة
ويعمق في بئر سيئاته
تحية وتقدير ليراعك البديع

مجذوب العيد المشراوي
10-07-2010, 10:03 AM
مقام حجاجي بليغ ونص من جميل الشعر ونشوته ..

أسأل الآن :

أترى حجاجا آخر اليوم ؟

أنا لا أرى إلا الدجاج ..

وائل ... الحجاج أقام دولة الإسلام بالسيف ..

فأين العيب ؟

... لله درّه من قتل كريم ..هههههههه

نادية بوغرارة
10-07-2010, 10:33 AM
مرحبا بهذه الإطلالة القوية بعد غياب ،

لالوم على الحجاج ، في زمن يسكت فيه صوت الحق و يخاف ،

و يتلون العدل فيه بألف لون.

قصيدة جميلة ،و عميقة الدلالة .

ربيحة الرفاعي
10-07-2010, 10:58 AM
[ما كان ينقصك يا وائل ؟؟
هو البكاء من أجل هذا الحجاج الذي لم يستيقظ باسم ربه
لأنه كان في قيلولة يواجه جعجعات القيم ومكارم الأخلاق ,ويدعي الجهاد .
مالذي كان في جعبة الحجاج.... ! قلب غير مشبوب ...
أم بعض الحروف اللغوبةوالتي ترمدت أراه هذا الحجاج قد ساط بين الخير والشر
هل أغراه مديح الزيف ..؟
وهل رداء الخزي يستره ....؟


أعتذر منك شاعرنا المجيد وائل
فانا اجدني مضطرة للرد هنا قبل وفاء حقك بالرد على قصيدتك الجميلة السبك

مضطرة لتنبيه صاحبة المداخلة أن الحجاج كان دائما مستيقظا، حتى في ما انتهج من قمعية في سلطته، على قوم ساسهم فأحس سياستهم في وقته، وقد كانوا لمن يحسن قراءة التاريخ أهل فتن ومشاكل طيلة فترات حكم من سبفقوه

ثم فأعلمي أيتها السيدة أن القيم ومكارم الأخلاق لا جعجعات لها بل صوت حق هادر كان وما يزال مأمن البشرية من انفلات الأنجاس دعاة الرذيلة...
ولم يدع الحجاج الجهاد بل مارسه وفتح أصقاعا حاصرتها الكنيسة ومعابد النار بظلمتها فوأدت العلم والعلماء، حتى جاءت الدولة الاسلامية بصناديدها من مجاهدين لم يكن الحجاج أولهم ولا آخرهم فسحقت معاقل الشر وفتحت للنور آفاقا سيرعاها أحفاذهم لأن صوت الحق وإن خبا فلن يتلاشى أبدا، وأوهام العصرنة والتغريب التي يزرعها الأعداء في فكر الأمة لن يطول أمدها

محمد ذيب سليمان
10-07-2010, 06:19 PM
أخي وائل
ودائما أراك تسبق وقتك
وتقول ما نحشره في دواخلنا خوفا من ظلم حجاج يجلس على كرسي الحكم ويسوقنا تحت أقدام العدو فرحا بما يفعل
ويترك الأرض والعرض نهبا لعدوه وعدوهم ..
مع أنني أومن بأنه لا بد من حجاج لكل عصر تكثر فيه الفتن وبستنسر فيه
المشاغبون الذين يسيرون عكس التيار يجاهدون ويجتهدون لخلق الفتن
الحجاج كان رجل دولة وصاحب صولة سمعنا الكثير عنه ولكنه وجه كلامه قويا من فوق المنبر
قائلا :
يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ...
كان يعلم دروبهم فوجه اليهم ما يستحقون يفهمون
وظني أنه لو كان في زمن غير ذاك لتغيرت أساليبه

دمت مبدعا

الطنطاوي الحسيني
10-07-2010, 06:37 PM
أَصْلِحْ جُلَسَاءَكَ يَا حَجَّاجْ
هُمْ أَتْبَاعٌ لِلسُّلْطَانْ
هُنَّ ذُيُولٌ لِلْكُرْسِيِّ
وَهُمْ أَعْوَانٌ لِلشَّيْطَانْ
شَهِدُوا زُورًا يَا حَجَّاجُ
وَقَالُوا : "عَبْدُ اللهِ مُدَانْ"


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشاعر الباهر وائل القويسني الفاضل
قصيدة رائعة الرمزية ومتوازنة الطرح
نكأت الجراح
رغم مآخذنا على الحجاج الثقفي إلا أنه كان له يدا طولى في الفتوحات وتسيير المجاهدين إليها
وما بتر مثل حجاجين اليوم ايد تريد جهاد أعداء الله
وكان يتعظ بالموعظة وتأخذه العبرة من الآية وكان من أفصح أهل زمانه كان خطيبهم فرفع العربية عاليا
له سيئات و شطحات لا نتفق معه ولكن ياليت حجاجونا لهم نصف حسناته إذ أنهم لا يتعظون أبدا ويحسبون أهل الرأي والدين يحسبونهم سذجا و يحسبون أنفسهم هم أعلم أهل الآرض وهم أجهلها بمعناها الظاهر والباطن
فلا يتطاول أحد على رجل مضى إلي الله بعمله وربما غفر الله له بإجابة دعوة سعيد بن جبير فيه على وجه الآرض وأخذه نظيفا
فالحي هو الذي لا تؤمن بوائقه غفر الله له ولكل المسلمين أمين
تحياتي اخي رائعة من روائعك

مازن لبابيدي
10-07-2010, 08:30 PM
أخي وائل مرحبا بعودتك
لقد افتقدتك كثيرا .. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .
قصيدة يتجلى فيها إبداعك وحكمتك وإباؤك وهذا ليس غريبا عنك .
صدقت أخي وائل فالظلم بشع بكل صوره ، ولعلك علمت ما تعرض إليه أخونا د.سمير أثناء غيبتك من الإساءة والتشهير من قبل من احتضنهم في الواحة سنينا ونصحهم ووجههم واعتبرهم أبناء له واعتبروه أخا كبيرا ، فراحوا يعضون اليد التي طالما امتدت لهم ويطعنونه في ظهره وراحوا يتهمونه في موقع بالسرقة الشعرية لقصائد غيره لوجود أبيات منها في بعض قصائده وكل ذلك بأسلوب رخيص وكلمات مبتذلة أبعد ما تكون عن الأدب والمنهج الراقي في الحوار والاعتراض والنقاش .
ولكن أبشرك أخي الكريم وائل ، فإن إخوانك وأخواتك من أعضاء الواحة قاموا بالواجب الذي ما كنت لتتأخر عن القيام به لو كنت حاضرا ، حتى الغائبين منهم عادوا ليقفوا معه وقفة واحدة ، ليس لشخصه وأدبه وشعره الذي يعرفه الجميع ويقرون بفضله فحسب ، بل لأنهم أدباء شرفاء أوفياء مثلك لا يقبلون الطعن في ظهر الأخ ولا الصيد في الماء العكر ولا يرضون أن يشهر بهذا الأسلوب الرخيص بأديب أو مبدع أيا كان لسبب اقتباس أو تضمين بعض الأبيات في قصائده ، فما بالك وهو من كبار الشعراء والأدباء شهد له بذلك حتى أولئك الذين أساؤوا إليه . أين الوفاء ، أين الأخوة ، أين العذر ، أين الحوار الراقي المؤدب المتزن الملتزم ، أين وأين وأين ...؟
نعم أخي وائل اعذرني للاستفاضة في هذا الكلام في متصفحك ، ولكن قصيدتك الرائعة أثارت شجوني وحركت جمر الأسى الذي أحرق قلبي من تصرفهم
فما عاد أحدنا يأمن الطعن في ظهره إن هو اقتبس قولا أو شطرا أو بيتا أو عبارة من حديث أو آية ، وكأن الفرق كله هو الأقواس ، وهل كانت الأقواس في الأدب الجاهلي وفي غيره من العصور المتقدمة ، وهل صرح أحد الشعراء وأعلن بأنه اقتبس من غيره ، وهل إذا فعل جرد من شاعريته وأدبه ونصب له حبل المشنقة ونودي " ... امسك حرامي "
أحييك أخي وائل ومرحبا بعودتك وأحيي إباءك الذي أرجو أن يدلك دائما إلى الحق والخير ، وأحيي شعرك الصادق الذي أرجو أن يكون كلمة حق أريد بها الحق ، وهذا ظني بك إن شاء الله .

محمود فرحان حمادي
10-07-2010, 09:50 PM
الشاعر المبدع وائل
قصيدة باذخة من حيث المبنى بمفردتها المقتدرة وصورها الآسرة
وقد زيتنها كلمة (الحجاج) بسطوته واقتداره وقوته
وجلساء الحجاج الذين كانوا عونا ودرعًا له
وما أحوجنا لحجاج عادل شديد بالحق
في زمن غاب فيه حسن الأدب وتطاول الدّعي على سيده
وقابل الأحسان بالإساءة ولولا الحجاج ومن هم جلساء له لاختلط الحابل بالنابل
ولضاع عبير الورد فيمن زكمت أنوفهم ريح الغدر ولم تر أعينهم ضوء النهار من رمد أصابها
أخي الشاعر وائل
إن آخر الدواء الكي كما علمنا أسلافنا
بورك نبضك الذي لاأظنه يعاكس هذه المسلمات
وبورك بوحك وتقبل خالص الود
تحياتي

زهراء المقدسية
10-07-2010, 09:53 PM
أبدعت حقا أستاذ وائل
شعر لا أجمل ولا أبلغ

أما عن الحجاج الشخصية المحيرة في التاريخ
قد نظلمه إن استبدل جلساءه
فربما رأوا الحقيقة أكثر منا نحن البعيدون

وربما مديحهم له كان في الجانب المضئ منه
وليس في الجانب المظلم الذي نسمع ونقرأ عنه

دمت مبدعا شاعرنا الكريم

احترامي وتقديري

أماني عواد
11-07-2010, 12:15 AM
السيد وائل محمد القويسنى

اصلاح الجلساء مسبوق باصلاح الذات
فالذات ان صلحت احسنت الاختيار

يعجبني كثيرا ذلك الادب الذكي/ الهادف والزاخر

سلمت وسلم مدادك

محمد دغيدى
11-07-2010, 02:04 AM
كان للظروف التي تولى فيها الحجاج أمور الدولة السبب الرئيسي في أن يكون بهذه الصفة ..
فثورات الخوارج المتتالية والتي أنهكت الدولة الأموية .. و الفتن الداخلية .. كان للحجاج الفضل بعد الله في القضاء عليها ، و هذه لا ينكرها أحد حتى الأعداء .. و لا ننسى ثورة ابن الأشعث التي كادت أن تلغي و تقضي على الخلافة الإسلامية
و الحجاج هو باني مدينة واسط العظيمة، وأول من صك نقوداً بأمر من الخليفة، ونصر امرأة استغاثت به، وسير الجيوش بقيادة محمد بن القاسم الثقفي لفتح السند والهند، فأدخل في حوزة الدولة الاسلامية مساحة شاسعة من شبه القارة الهندية وما يعرف بباكستان اليوم وكذلك السند، وهو البليغ الفصيح الذي لا يخطئ قط في اللغة، وكان فوق هذا لا يأخذ أحداً بجريرة ابداً، ولكن بعد ان يستوثق منه فإن خان العهد والميثاق حكم فيه بشريعة الله. ولقد تنبه الى طريقة الكتابة بالتنقيط التي يقال ان اباً الاسود الدؤلي قد فعلها بأمر من الحجاج. وحين هدم الكعبة يوم حارب ابن الزبير اعاد بناءها عن ملة ابينا ابراهيم فجعلها بباب واحد، وقد كانت ببابين.

وكثير من الروايات التى تسىء للحجاج هى من نسج خيال أعداءه الذين بالغوا فى الإساءة له و لفترة ... مثلا هل تتذكرون الروايات الوهمية عن المقابر الجماعية التى نسبوها زورا و بهتانا للرئيس العراقى الراحل صدام حسين لقد شاعت و إنتشرت أصداؤها و كاد يصدقها الناس مع أننا فى نفس الزمن الذى عاش فيه صدام !! فما بالنا بمن طال الأمد على غيابهم و أتيحت الفرصةلأعدائهم للنيل منهم

أستاذ وائل أنت مبدع نظما و إمكانياتك اللغوية فى منتهى اللياقة ... و إلى الأمام و ربنا يوفقك

وائل محمد القويسنى
11-07-2010, 03:26 AM
أخي الحبيب الشاعر القدير الدكتور : وائل


تحية زاهرة عاطرة لقصيدتك الجليلة التي غاصت في رمز الحجاج بتفاصيله وملامحه ببراعة وإتقان

وتوازن في الطرح تصويرا وتعبيرا

لتأخذنا في رحلة في قلب الزمان والمكان والإنسان لتطلعنا على الأسرار والأغوار بعيون الصدق

والشفافية واليقين




سلمت يا شاعرنا يا صاحب الكلمة الصادقة والرؤية العميقة

واسمح لي بعودة كيما أتفيأ ظلالها الوارفة شعرا وفكرا

ودمت بكل الخير والسعادة والنور

مُحبك: مصطفى

أخي وأستاذي الشاعر الكبير د. مصطفى عراقي
لك من قلب أخيك المحب كل الشكر والامتنان على هذه الإطلالة الجميلة
كم شرفني مرورك وكم أسعدني تعليقك
سعدت جدا أيها الكبير لأنك كنت أول من تلقاها بهذه النظرة الثاقبة
دمت أستاذنا كبيرا جميلا جليلا صادقا ثاقبا بصيرا
ولا حرمني الله قلبك الطيب وكلماتك المشجعة
وأنتظر عودتك على أحر من الشعر أستاذي
محبك: وائل

وائل محمد القويسنى
11-07-2010, 03:47 AM
وائل


لن تشاغب الأم في صفحة ولدها كما يفعل هو :)


مع أن تلك المشاغبات حبيبة على قلبها جدا




للحجاج يا وائل وجوه كثيرة وأقبحها


عندما يأتي ويكون من غير ملتك من غير دينك غريب عنك


يأتي ليسرق البيت والأرض والبيدر ..


والأدهى منه هؤلاء من وعدوا الأرض يوما أنهم لن يناموا وفي عيونها بعض من سهاد


وها هي ما زال جرحها ينزف وما زالوا هم نياما ..



آآآه يا بني كم حارقة تلك الحروف التي صفعت بها وجه الحجاج علهم حجاجوا هذا العصر يستفيقون


وعلها تكون لهم بداية صحوة تعيد لنا حقنا المسلوب



وائل من سوق عكاظ وبرائحته هذه القصيدة


سلمت مدافعا منافحا عن الحق أينما كان


الغالية الطيبة المبدعة مقبولة
الشغب عندي أيتها الطيبة من فروض الإخلاص لحرفك الجميل
أما الحجاج الذي تقصدين فليس بحجاج إذ هو على غير الملة أما الحجاج بن يوسف فله حسنات لا ننكرها أبدا وله ذنوب سجلها التاريخ بحروف من الدم الذي أراقه
من قصدتِ يا الغالية غزاة ولا حجاج فيهم
فلا نستطيع أن نرمز بالحجاج لرجل كله سيئات
أما من باعوا قضية الأرض وقالوا للبيت رب يحميه -والذين ذكرتيهم- فلا نقول إلا هداهم الله
كنت مبدعة في ردك كما أنت دائما
فشكرا لمرورك الجميل
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
11-07-2010, 04:06 AM
لنصلي حتى يدرعه الله بالحكمة



حفظك الله عزيزي وائل ودمت كما أنت ......ها أنت قد أبكيت قلبي ...

ليوفقنا الله

شاعرتنا المبدعة الكريمة الأستاذة سيلفا
لنصلي حتى يدرعه الله بالحكمة
ما أجمل دعوتك هنا فلله درك .. نعم أختاه علينا أن نصلي وندعو الله أن يهديهم جميعا
وأسأل الله أن يحفظك وألا يبكي لك قلبا ولا عينا
دمت مبدعة شعرا ونثرا
ولا حرمني الله دعواتك الطيبة بالحفظ والتوفيق
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
11-07-2010, 04:11 AM
** لفته شعرية كريمة على واقع كان وما زال
الحجاج يحب المادحين والمتطفلين والمرتزقة
ويعمق في بئر سيئاته
تحية وتقدير ليراعك البديع

الشاعر الكريم الأستاذ مصطفى
أشكرك شكرا كبيرا على هذا المرور الكريم
وهذه الكلمات المختصرة المعبرة
ولا ننسى أخي ما للحجاج من حسنات
هدى الله كل حجاج.
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
11-07-2010, 04:30 AM
مقام حجاجي بليغ ونص من جميل الشعر ونشوته ..

أسأل الآن :

أترى حجاجا آخر اليوم ؟

أنا لا أرى إلا الدجاج ..

وائل ... الحجاج أقام دولة الإسلام بالسيف ..

فأين العيب ؟

... لله درّه من قتل كريم ..هههههههه

الشاعر الكبير الأستاذ مجذوب
أهلا بك على صفحات أخيك
لك عظيم الشكر على هذه الإطلالة المميزة وهذا المدح الكريم
بالنسبة لسؤالك الأول أخي أقول
هم كثر يا صاحبي وابحث تجد ألف حجاج.
وبالنسبة لسؤالك الثاني أقول
العيب عيب والذنب ذنب فيجب علينا ألا نقدس الأشخاص وأن ننظر لأعمالهم ونغض الطرف عن أسمائهم قليلا وحين نتحدث عن الحجاج نقول أنه نقط المصحف وفتح بلاد السند وكان غيورا أرسل جيشا كاملا لنصرة امرأة ... إلخ وعلينا أيضا أن نقول أنه أسرف في سفك الدماء وأنه قتل سعيد بن جبير وقتل عبد الله بن الزبير وقتل الآلاف وأنه حاصر مكة فمنع الطواف وأنه ضرب الكعبة بالمنجنيق ... إلخ
علينا أن نذكر الحسنات والذنوب وأمره في النهاية إلى ربه إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.
مرور جميل تسعد به القصيدة ويسعد صاحبها
فشكرا لك
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
11-07-2010, 05:07 AM
مرحبا بهذه الإطلالة القوية بعد غياب ،

لالوم على الحجاج ، في زمن يسكت فيه صوت الحق و يخاف ،

و يتلون العدل فيه بألف لون.

قصيدة جميلة ،و عميقة الدلالة .

ومرحبا بك أيتها المبدعة الراقية الأستاذة نادية
صدقت أستاذة نادية فليتنا نتعلم ألا نتلون وأن نقوي أنفسنا بقوة الحق فإن للحق لقوة

.
شكرا لمرورك القيم أيتها الأديبة المبدعة
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
11-07-2010, 05:32 AM
أخي وائل
ودائما أراك تسبق وقتك
وتقول ما نحشره في دواخلنا خوفا من ظلم حجاج يجلس على كرسي الحكم ويسوقنا تحت أقدام العدو فرحا بما يفعل
ويترك الأرض والعرض نهبا لعدوه وعدوهم ..
مع أنني أومن بأنه لا بد من حجاج لكل عصر تكثر فيه الفتن وبستنسر فيه
المشاغبون الذين يسيرون عكس التيار يجاهدون ويجتهدون لخلق الفتن
الحجاج كان رجل دولة وصاحب صولة سمعنا الكثير عنه ولكنه وجه كلامه قويا من فوق المنبر
قائلا :
يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ...
كان يعلم دروبهم فوجه اليهم ما يستحقون يفهمون
وظني أنه لو كان في زمن غير ذاك لتغيرت أساليبه

دمت مبدعا

أخي الحبيب الشاعر محمد ذيب سليمان
أهلا بالكريم الطيب
أشكرك يا صاحبي على ثنائك وحسن ظنك بأخيك


نعم أخي كانت خطبته قوية رادعة ولكنه أسرف في سفك الدماء وقتل علماء الأمة.
وردا على رأيك الكريم أنه لابد من حجاج لكل عصر أستعين بالدكتور مازن الذي قال من قبل أنه أجرى الكثير من العمليات الجراحية لكنه لم يستأصل عضوا قط.
نعم أخي كانت خطبته قوية رادعة ولكنه أسرف في سفك الدماء وقتل علماء الأمة فهل كان سعيد بن جبير من المشاغبين الذين يجتهدون لخلق الفتن؟؟؟
لا ننسى للحجاج نقط المصحف ونترحم عليه فقد أجاز علماء الدين ذلك
شكرا أخي على مرورك الجميل
تقديري
وائل القويسني

حبيبة كرم
12-07-2010, 12:45 AM
قصيدة قوية بديعة
كنت أقول حجاج زمن مضى .. ولن يعود
والآن أقول لكل زمان حجاج
شكرا أخي

هند يوسف...
12-07-2010, 04:05 PM
أَصْلِحْ جُلَسَاءَكَ يَا حَجَّاجُ
.....
وائل
أبدعت حقاً بداخل تلك السطور
وكأن التاريخ يعيد نفسه
وليت الحجاج يسمعك
ليته
...
تحياتي لك بلون الشعر الحجاجي
أجدت التعبير عنه
.....

ماجد الغامدي
13-07-2010, 03:04 AM
صديقي العزيز وائل أحيي فيك هذه الشاعرية وأُكبر فيك هذا الفكر الذي أخذ من الحق مبتغاة ولكني أُجلُّك عن النظر إلى الحق بعينٍ واحدة فللحق جوانب كثيرة وفي أحيان يُترك الحق ليؤخذ بالأحق وفي فقهنا يؤخذ بالأرجح والأرجح لا يعني بُطلان ماسواه ولكنه أقرب للحق وأنفعُ للناس ليبقى ما ينفعُ الناس ويذهب الزبدُ جفاءً ، والقصيدة رأيتها تنم عن ذكاء لو كانت تلامسُ واقعاً سياسياً كنصيحةٍ لرئيس أو ملك أو حتى ذي شأن وإن لم يعجبني إعتمادها على الأباطيل لأن الشهادة لا تؤخذ بتواتر السمع (وما شهدنا إلاّ بما علمنا) وانت بدأت قصيدتك بـ قالوا وأكثرت من القيل والقال والحجاج بطل القصيدة يقول للخوارج: " إياي وهذه الزرافات وقال وما يقول وكان وما يكون وما أنتم وما ذاك) ، ولم أفارق حُسن ظني حتى رأيتك تُسقطها على حادثة زمرة الخوارج الذين ترصّدوا وأعدّوا ونفخوا بوقاً ووضعوا عجلاُ له خوار كعجل بني إسرائيل فأردت أن أنبهك وأنت الحصيف الحاذق إلى أن النظر يجب أن يحيط بكل الحيثيات .
والحجاج رحمه الله هو ربما أكثر الشخصيات التي أُفتري عليها بالاختلاق والزيادة والتهويل وقد كان والياً في زمنٍ كثرت فيه الفتن والوالي له الطاعة المطلقة إلاّ أن يأمر بكفرٍ بواح وأنت حفظك الله تقرُّ ضمناً بصلاح الحجاج وتلوم جلسائه وهذا أيضاً ينبع من حسن ظنك باختيار الخليفة الذي كما قال الحجاج(لقد فُررتُ عن ذكاء و فُتشتُ عن تجربة ) والتجربة تعني سجل الحياة وقد اختاره الخليفة ليؤيد به الحق ويدحض به الباطل وهذا أول مطلب فيمن يتولى أمراً صغر أم كبر ، وبهذا ايضاً وبناءً على صلاح الحجاج وفساد جلسائه حسب افتراضك فمن الإنصاف له ولجلسائه أن نعود لأولى خُطبه لأنها جاءت قبل أن ينتقي خاصته فقد قال للخوارج الذين امتدت سلالاتهم إلى يومنا (إنكم طالما أُوضعتم في الفتنة وأضطجعتم مناخ الضلال وسننتم سننَ الغي ) وقال إنما أنتم كأهل قرية كانت مطمئنة مستشهداً بالآية وقال إني وجدت الصدق من البر مستشهداً بالحديث وهو كما قال الأصمعي من الذين لم يلحنوا في جدٍ أو هزل .
وقصة الغلام مع الحجاج لا يصدقها عاقل فهي من ضمن التلفيق الذي ابتدعه خوارج الأمة وقد كذبوا ولفّقوا على الصديق أبي بكر رضي الله عنه وعلى الفاروق رضي الله عنه واختلقوا صنوف الأكاذيب على الحجاج رحمه الله لأنه قمع تمردهم وسُلط على خروجهم عن الأمة وإذا كنت تفترض صدق القصة ونجابة الغلام فقد كذب عندما كان ينتسب لعدة أقطار وعندما يذكر الحجاج صفاتهم بأسوأ الوصف يعود ليقول أنه من قُطرٍ آخر حتى انتسب لآلِ البيت واللبيب الذي يمحص القصة يعلم أنها افتراء من خوارج الأمة لحشد العداء ضد الحجاج وتصويره بالظلم لأنه كسر تمردهم وفضح خستهم فأوردوا على لسانه وصف أهل كل بلاد بأبشع الأوصاف ليؤلبوا الناس ضده حتى يصل لآل البيت .
وإن كنت باختيارك لهذا العنوان تعني الذي يُفهم فقد كان صاحبك وبقية الخونة من جلسائه بل من مُستخدميه كما يدعون بل استغلوا سعة صدره وحلمه بادعاء أبوته ولا أظنه قد أنِف من تبنّيه إلاّ من خشيته أن يشمله حديث (فلا يقربن مسجدي هذا )، فهل تعني أن يستبقي المتلونين والمتقلبين والخونة ويقصي أصحاب الرأي وأهل النخوة وأرباب الشِيَم الذين وقفوا أحراراً لدحض المؤامرة وكشف الدسائس وتعرية أهل النفاق.
الكذب يكون أشدُ خِسةً عندما يتجاوز الأقوال و يُمارس عملياً بالتظاهر والإدعاء والتقمص ولا أكثر ضِعةً ولا أكبر لؤماً من الغدر وخيانة الصديق والغدر ليس من شيم الرجال وهو من علامات النفاق وكلنا يعرف علامات النفاق الثلاث التي تجسدت في صاحبك فقد كذب كمسيلمة و خان كابن سلول وغدر كأم عامر وإن كنت ألوم الدكتور سمير العمري (وأخشى أن يكون بنقاء نفسه وصفاء روحه وتسامحه مع بقية الأوغاد اللئام كمجير أم عامر) ، ألومه أشد اللوم في أن أوكل الأمر إلى غير أهله إذا صدقنا جدلاً أن أحمد بصل كان يراجع له قصائده ، وإن فعل فلا أراه إلاّ قد أرادَ تعليم بصل وتدريبه وإلاّ فلابن بصل أبيات كثيره لا يكتبها نصف شويعر فضلاً عن شاعرٍ مزعوم بينما يقول أنه يراجع قصائد ملك الشعر وسيد البيان وإن تعجب فعجبٌ قولهم ، ولابن بصل أيضاً ردود يقر فيها بأنه ليس أهلاً للرد فضلاً عن الانتقاد وإن شئت أوردته هنا ، والمشورة بين الأدباء شائعة وعرض القصائد على أصحاب الرأي رائج ولكن التباهي بذلك هو من خِسة النفس وضعة الأصل وخيانة الأمانة واستغلال الثقة وبما أن الأمر وصل إلى هذا الحد فسأقول ما لا أريد قوله ولكن (وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلُها) فلديّ أكثر من قصيدة لابن بصل استشارني فيها ولم أعب عليه ذلك ولكن لا أقبل منه أن يأمر الناس بالبر وينسى نفسه وإحدى هذه القصائد أخرجها بأكثر من صورة فمرّة يقول ( يقولون ليلى بالعراق مريضةٌ) ومرة يقول (..سلمى..) ثم حوّرها باللهجة الدارجة وأحيي فيه بُعده عن الإقتباس بتغيير ليلى إلى سلمى وربما كان سيصل لـ عطيات و نفيسه لو لزم الأمر !!


و بالعودة لسجل الحياة الذي أُختير على ضوئه الحجاج فالكذب هو أشهرُ صفحات سجل ابن بصل فقد كذب على نفسه حتى راح يتقمص الشخصيات ولك أن تعرف أن سبب معرفتي به هو قصيدة كتبها كإهداء لماجد الغامدي في غيابه هنا في الواحه ( وربما غيري كثير ) باسم علي سالم الصالحي قبل أن أعرفه أصلاً أو أراه فضلاً عن أن أعلم من يكون علي سالم الصالحي وقبلت ذلك وقلت لعل في اسمه ما يسوؤه ولكني وجدته بعدها يستجدي الأبوة من كثير من أرباب الفضل إلى أن وصلت جرأته على الناس أن نسب نفسه إلى شاعرنا الكبير محمد إبراهيم الحريري وكدت أقبل جبينه خطأً لاعتقادي أنه ابن الحريري والإسلام كما تعلم يا صاحبي أمر بـ ادعوهم لآبائهم !
وحتى قبل الإسلام فعنترة عندما أنكره أبوه قال:
إن أنكرت فرسانُ عبسٍ نسبتي
فسِنانُ رمحي والحسامُ يقرُّ لي !


وقال أيضاً :
ينادونني في السلمِ بابنِ زبيبةٍ
وعند صدامِ الحربِ ياابن الأطايبِ


والحق يُقال أن الزبيب ليس من الخبائث !


وهنا أذكر قول أحدهم :


ضياعُ أهلِكَ جرحٌ ليس يلأمُهُ
ما للبريّةِ من جاهٍ ومن رُتبِ
ويحَ المشرد يسعى في مناكبها
يقظانَ من وجلٍ سهران من نصبِ
إذا انتمى القومُ ألوى وجهه خجلاً
أنّى يعزُّ شريدٌ ضائعُ النسبِ !؟
لا رحلةً في بلادِ الناسِ راسيةً
ولا بموطنِهِ موصولةَ السببِ
أغرتهُ خلفَ مرامي الأفقِ جلجلةٌ
و زلزلت عقلهُ أسطورةُ الذهبِ
وما تعلّمَ إلاّ بعدَ غربتِهِ
أن السعادةَ شيءٌ ليس في الكتبِ
فكل أفعالِهِ من خُبثِ منبتهِ
وكلُ أقوالهِ معلومةُ الكذبِ !


وأخيراً يا صديقي العزيز وائل نحن لا نبررُ لأحد ففي قول د.سمير ما يبعد الشبهة ويوضح الحقيقة وفي أثر الشعراء من قبله و أقوال الأدباء من بعده ما يؤكد وجود التكرارية ولكن نحن نرفض مبدأ المؤامرة التي تعدد عملاؤها من مارقين وجواسيس و دُمى ونحن نُعمل العقل فلا نقبل الشهادة إن أريدَ بها باطل ونسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل .

سيلفا حنا حنا
14-07-2010, 06:49 PM
أعتذر منك شاعرنا المجيد وائل
فانا اجدني مضطرة للرد هنا قبل وفاء حقك بالرد على قصيدتك الجميلة السبك

مضطرة لتنبيه صاحبة المداخلة أن الحجاج كان دائما مستيقظا، حتى في ما انتهج من قمعية في سلطته، على قوم ساسهم فأحس سياستهم في وقته، وقد كانوا لمن يحسن قراءة التاريخ أهل فتن ومشاكل طيلة فترات حكم من سبفقوه

ثم فأعلمي أيتها السيدة أن القيم ومكارم الأخلاق لا جعجعات لها بل صوت حق هادر كان وما يزال مأمن البشرية من انفلات الأنجاس دعاة الرذيلة...
ولم يدع الحجاج الجهاد بل مارسه وفتح أصقاعا حاصرتها الكنيسة ومعابد النار بظلمتها فوأدت العلم والعلماء، حتى جاءت الدولة الاسلامية بصناديدها من مجاهدين لم يكن الحجاج أولهم ولا آخرهم فسحقت معاقل الشر وفتحت للنور آفاقا سيرعاها أحفاذهم لأن صوت الحق وإن خبا فلن يتلاشى أبدا، وأوهام العصرنة والتغريب التي يزرعها الأعداء في فكر الأمة لن يطول أمدها

..............................................ال فاضلة / ربيحة الرفاعي / الحق يقال أن القصيدة قوية ، وربما يتحسس منها أناس غير مقصودين ، ولكن يجب أنه توضع النقاط على الحروف ، وللمناسبة لاأعرف لم حظرت من الدخول إلى الواحة رغم التزامي بالشروط ، اللهم إلا إذا كان التعبير عن رأي ما قد لايعجب أناسا هو جريمة يعاقب عليها الشاعر !!! فالطرد لايعني شيء لي ........فالدخول للمنتديات أمر يسير ، ولكن حبنا للواحة يجعلنا نلوذ بها ..وأظن أن إقحام مسألة الأديان في مثل هذه المواطن لن يفيد الثقافة العربية في شيء ،وأنت كإنسانة مثقفة وأديبة لا تسقي شفاهك بمثل هذه العبارات ولا تجعلي أزاهير حروفك مذبوحة ... فيرجى التنبه من هذه المحاذير مستقبلا... رغم أني أعلم بأنك ستحذفين ردي هذا ,ولا يهمني لو حذفته أنت ..فالأمر يعود لمدير الموقع /الأستاذ سمير العمري /
ليوفقنا الله

ربيحة الرفاعي
14-07-2010, 06:59 PM
..............................................ال فا ضلة / ربيحة الرفاعي / الحق يقال أن القصيدة قوية ، وربما يتحسس منها أناس غير مقصودين ، ولكن يجب أنه توضع النقاط على الحروف ، وللمناسبة لاأعرف لم حظرت من الدخول إلى الواحة رغم التزامي بالشروط ، اللهم إلا إذا كان التعبير عن رأي ما قد لايعجب أناسا هو جريمة يعاقب عليها الشاعر !!! فالطرد لايعني شيء لي ........فالدخول للمنتديات أمر يسير ، ولكن حبنا للواحة يجعلنا نلوذ بها ..وأظن أن إقحام مسألة الأديان في مثل هذه المواطن لن يفيد الثقافة العربية في شيء ،وأنت كإنسانة مثقفة وأديبة لا تسقي شفاهك بمثل هذه العبارات ولا تجعلي أزاهير حروفك مذبوحة ... فيرجى التنبه من هذه المحاذير مستقبلا... رغم أني أعلم بأنك ستحذفين ردي هذا ,ولا يهمني لو حذفته أنت ..فالأمر يعود لمدير الموقع /الأستاذ سمير العمري /لا أدري ايتها الكريمة كيف تكونين قد حظرت كما تقولين وها أنت هنا تضعين مداخلتك بلا تاثير أو تدخل
الواحة لم تغلق يوما في وجه قلم نبيل حر، ولن تغلق
وستظل واحتك حلوتي حبيبة محبة لكل أديب يخلص حبها ويصدق ولاءه للعربية لغة وحسا
وردك هذا موضع احترامنا وسيبقى
دمت

الطنطاوي الحسيني
14-07-2010, 07:04 PM
صديقي العزيز وائل أحيي فيك هذه الشاعرية وأُكبر فيك هذا الفكر الذي أخذ من الحق مبتغاة ولكني أُجلُّك عن النظر إلى الحق بعينٍ واحدة فللحق جوانب كثيرة وفي أحيان يُترك الحق ليؤخذ بالأحق وفي فقهنا يؤخذ بالأرجح والأرجح لا يعني بُطلان ماسواه ولكنه أقرب للحق وأنفعُ للناس ليبقى ما ينفعُ الناس ويذهب الزبدُ جفاءً ، والقصيدة رأيتها تنم عن ذكاء لو كانت تلامسُ واقعاً سياسياً كنصيحةٍ لرئيس أو ملك أو حتى ذي شأن وإن لم يعجبني إعتمادها على الأباطيل لأن الشهادة لا تؤخذ بتواتر السمع (وما شهدنا إلاّ بما علمنا) وانت بدأت قصيدتك بـ قالوا وأكثرت من القيل والقال والحجاج بطل القصيدة يقول للخوارج: " إياي وهذه الزرافات وقال وما يقول وكان وما يكون وما أنتم وما ذاك) ، ولم أفارق حُسن ظني حتى رأيتك تُسقطها على حادثة زمرة الخوارج الذين ترصّدوا وأعدّوا ونفخوا بوقاً ووضعوا عجلاُ له خوار كعجل بني إسرائيل فأردت أن أنبهك وأنت الحصيف الحاذق إلى أن النظر يجب أن يحيط بكل الحيثيات .
والحجاج رحمه الله هو ربما أكثر الشخصيات التي أُفتري عليها بالاختلاق والزيادة والتهويل وقد كان والياً في زمنٍ كثرت فيه الفتن والوالي له الطاعة المطلقة إلاّ أن يأمر بكفرٍ بواح وأنت حفظك الله تقرُّ ضمناً بصلاح الحجاج وتلوم جلسائه وهذا أيضاً ينبع من حسن ظنك باختيار الخليفة الذي كما قال الحجاج(لقد فُررتُ عن ذكاء و فُتشتُ عن تجربة ) والتجربة تعني سجل الحياة وقد اختاره الخليفة ليؤيد به الحق ويدحض به الباطل وهذا أول مطلب فيمن يتولى أمراً صغر أم كبر ، وبهذا ايضاً وبناءً على صلاح الحجاج وفساد جلسائه حسب افتراضك فمن الإنصاف له ولجلسائه أن نعود لأولى خُطبه لأنها جاءت قبل أن ينتقي خاصته فقد قال للخوارج الذين امتدت سلالاتهم إلى يومنا (إنكم طالما أُوضعتم في الفتنة وأضطجعتم مناخ الضلال وسننتم سننَ الغي ) وقال إنما أنتم كأهل قرية كانت مطمئنة مستشهداً بالآية وقال إني وجدت الصدق من البر مستشهداً بالحديث وهو كما قال الأصمعي من الذين لم يلحنوا في جدٍ أو هزل .
وقصة الغلام مع الحجاج لا يصدقها عاقل فهي من ضمن التلفيق الذي ابتدعه خوارج الأمة وقد كذبوا ولفّقوا على الصديق أبي بكر رضي الله عنه وعلى الفاروق رضي الله عنه واختلقوا صنوف الأكاذيب على الحجاج رحمه الله لأنه قمع تمردهم وسُلط على خروجهم عن الأمة وإذا كنت تفترض صدق القصة ونجابة الغلام فقد كذب عندما كان ينتسب لعدة أقطار وعندما يذكر الحجاج صفاتهم بأسوأ الوصف يعود ليقول أنه من قُطرٍ آخر حتى انتسب لآلِ البيت واللبيب الذي يمحص القصة يعلم أنها افتراء من خوارج الأمة لحشد العداء ضد الحجاج وتصويره بالظلم لأنه كسر تمردهم وفضح خستهم فأوردوا على لسانه وصف أهل كل بلاد بأبشع الأوصاف ليؤلبوا الناس ضده حتى يصل لآل البيت .
وإن كنت باختيارك لهذا العنوان تعني الذي يُفهم فقد كان صاحبك وبقية الخونة من جلسائه بل من مُستخدميه كما يدعون بل استغلوا سعة صدره وحلمه بادعاء أبوته ولا أظنه قد أنِف من تبنّيه إلاّ من خشيته أن يشمله حديث (فلا يقربن مسجدي هذا )، فهل تعني أن يستبقي المتلونين والمتقلبين والخونة ويقصي أصحاب الرأي وأهل النخوة وأرباب الشِيَم الذين وقفوا أحراراً لدحض المؤامرة وكشف الدسائس وتعرية أهل النفاق.
الكذب يكون أشدُ خِسةً عندما يتجاوز الأقوال و يُمارس عملياً بالتظاهر والإدعاء والتقمص ولا أكثر ضِعةً ولا أكبر لؤماً من الغدر وخيانة الصديق والغدر ليس من شيم الرجال وهو من علامات النفاق وكلنا يعرف علامات النفاق الثلاث التي تجسدت في صاحبك فقد كذب كمسيلمة و خان كابن سلول وغدر كأم عامر وإن كنت ألوم الدكتور سمير العمري (وأخشى أن يكون بنقاء نفسه وصفاء روحه وتسامحه مع بقية الأوغاد اللئام كمجير أم عامر) ، ألومه أشد اللوم في أن أوكل الأمر إلى غير أهله إذا صدقنا جدلاً أن أحمد بصل كان يراجع له قصائده ، وإن فعل فلا أراه إلاّ قد أرادَ تعليم بصل وتدريبه وإلاّ فلابن بصل أبيات كثيره لا يكتبها نصف شويعر فضلاً عن شاعرٍ مزعوم بينما يقول أنه يراجع قصائد ملك الشعر وسيد البيان وإن تعجب فعجبٌ قولهم ، ولابن بصل أيضاً ردود يقر فيها بأنه ليس أهلاً للرد فضلاً عن الانتقاد وإن شئت أوردته هنا ، والمشورة بين الأدباء شائعة وعرض القصائد على أصحاب الرأي رائج ولكن التباهي بذلك هو من خِسة النفس وضعة الأصل وخيانة الأمانة واستغلال الثقة وبما أن الأمر وصل إلى هذا الحد فسأقول ما لا أريد قوله ولكن (وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلُها) فلديّ أكثر من قصيدة لابن بصل استشارني فيها ولم أعب عليه ذلك ولكن لا أقبل منه أن يأمر الناس بالبر وينسى نفسه وإحدى هذه القصائد أخرجها بأكثر من صورة فمرّة يقول ( يقولون ليلى بالعراق مريضةٌ) ومرة يقول (..سلمى..) ثم حوّرها باللهجة الدارجة وأحيي فيه بُعده عن الإقتباس بتغيير ليلى إلى سلمى وربما كان سيصل لـ عطيات و نفيسه لو لزم الأمر !!


و بالعودة لسجل الحياة الذي أُختير على ضوئه الحجاج فالكذب هو أشهرُ صفحات سجل ابن بصل فقد كذب على نفسه حتى راح يتقمص الشخصيات ولك أن تعرف أن سبب معرفتي به هو قصيدة كتبها كإهداء لماجد الغامدي في غيابه هنا في الواحه ( وربما غيري كثير ) باسم علي سالم الصالحي قبل أن أعرفه أصلاً أو أراه فضلاً عن أن أعلم من يكون علي سالم الصالحي وقبلت ذلك وقلت لعل في اسمه ما يسوؤه ولكني وجدته بعدها يستجدي الأبوة من كثير من أرباب الفضل إلى أن وصلت جرأته على الناس أن نسب نفسه إلى شاعرنا الكبير محمد إبراهيم الحريري وكدت أقبل جبينه خطأً لاعتقادي أنه ابن الحريري والإسلام كما تعلم يا صاحبي أمر بـ ادعوهم لآبائهم !
وحتى قبل الإسلام فعنترة عندما أنكره أبوه قال:
إن أنكرت فرسانُ عبسٍ نسبتي
فسِنانُ رمحي والحسامُ يقرُّ لي !


وقال أيضاً :
ينادونني في السلمِ بابنِ زبيبةٍ
وعند صدامِ الحربِ ياابن الأطايبِ


والحق يُقال أن الزبيب ليس من الخبائث !


وهنا أذكر قول أحدهم :


ضياعُ أهلِكَ جرحٌ ليس يلأمُهُ
ما للبريّةِ من جاهٍ ومن رُتبِ
ويحَ المشرد يسعى في مناكبها
يقظانَ من وجلٍ سهران من نصبِ
إذا انتمى القومُ ألوى وجهه خجلاً
أنّى يعزُّ شريدٌ ضائعُ النسبِ !؟
لا رحلةً في بلادِ الناسِ راسيةً
ولا بموطنِهِ موصولةَ السببِ
أغرتهُ خلفَ مرامي الأفقِ جلجلةٌ
و زلزلت عقلهُ أسطورةُ الذهبِ
وما تعلّمَ إلاّ بعدَ غربتِهِ
أن السعادةَ شيءٌ ليس في الكتبِ
فكل أفعالِهِ من خُبثِ منبتهِ
وكلُ أقوالهِ معلومةُ الكذبِ !


وأخيراً يا صديقي العزيز وائل نحن لا نبررُ لأحد ففي قول د.سمير ما يبعد الشبهة ويوضح الحقيقة وفي أثر الشعراء من قبله و أقوال الأدباء من بعده ما يؤكد وجود التكرارية ولكن نحن نرفض مبدأ المؤامرة التي تعدد عملاؤها من مارقين وجواسيس و دُمى ونحن نُعمل العقل فلا نقبل الشهادة إن أريدَ بها باطل ونسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتذر أخي وائل للعودة مرة اخرى
عدت لأقول لأخي وأستاذ ماجد الغامد صدق لسانك الذرب الحق
وددت لو قلت ما قلت
والخص ما اريد قوله في جملة من قولكم اخي ماجد
وهي
صديقي العزيز وائل نحن لا نبررُ لأحد ففي قول د.سمير ما يبعد الشبهة ويوضح الحقيقة وفي أثر الشعراء من قبله و أقوال الأدباء من بعده ما يؤكد وجود التكرارية ولكن نحن نرفض مبدأ المؤامرة التي تعدد عملاؤها من مارقين وجواسيس و دُمى ونحن نُعمل العقل فلا نقبل الشهادة إن أريدَ بها باطل ونسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل

وائل محمد القويسنى
14-07-2010, 08:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشاعر الباهر وائل القويسني الفاضل
قصيدة رائعة الرمزية ومتوازنة الطرح
نكأت الجراح
رغم مآخذنا على الحجاج الثقفي إلا أنه كان له يدا طولى في الفتوحات وتسيير المجاهدين إليها
وما بتر مثل حجاجين اليوم ايد تريد جهاد أعداء الله
وكان يتعظ بالموعظة وتأخذه العبرة من الآية وكان من أفصح أهل زمانه كان خطيبهم فرفع العربية عاليا
له سيئات و شطحات لا نتفق معه ولكن ياليت حجاجونا لهم نصف حسناته إذ أنهم لا يتعظون أبدا ويحسبون أهل الرأي والدين يحسبونهم سذجا و يحسبون أنفسهم هم أعلم أهل الآرض وهم أجهلها بمعناها الظاهر والباطن
فلا يتطاول أحد على رجل مضى إلي الله بعمله وربما غفر الله له بإجابة دعوة سعيد بن جبير فيه على وجه الآرض وأخذه نظيفا
فالحي هو الذي لا تؤمن بوائقه غفر الله له ولكل المسلمين أمين
تحياتي اخي رائعة من روائعك


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السيد الفاضل الأستاذ الطنطاوي الحسيني
شكرا على مرورك الجميل وإنصافك حين قلت : "ومتوازنة الطرح"
وأوافقك فيما قلت عن أفعال الحجاج ما بين حسن وسيء وقد ركزت القصيدة على الجانبين
ولكني أراك هنا خلطت بين قصة سعيد بن جبير والحجاج وقصة منصور الحلاج
فقد كانت دعوة سعيد بن جبير "خذها مني ياعدو الله حتي نتلاقي يوم الحساب: 'اللهم اقصم أجله، ولا تسلطه علي أحد يقتله من بعدي"
أما الحلاج فقال : "إنهم ينكرون عليَّ، ويشهدون بكفري، وسيسعون إلى قتلي، وهم في ذلك معذورون، وبكلِّ ما يفعلون مأجورون" ثم قال : "اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون"
حاولتُ أن أكون منصفا في سيرة الرجل وهذا ما وصفتَه -مشكورا- بالتوازن فكيف وصفته بعد ذلك بالتطاول؟!
غفر الله لنا جميعا
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
14-07-2010, 08:33 PM
أخي وائل مرحبا بعودتك
لقد افتقدتك كثيرا .. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .
قصيدة يتجلى فيها إبداعك وحكمتك وإباؤك وهذا ليس غريبا عنك .
صدقت أخي وائل فالظلم بشع بكل صوره ، ولعلك علمت ما تعرض إليه أخونا د.سمير أثناء غيبتك من الإساءة والتشهير من قبل من احتضنهم في الواحة سنينا ونصحهم ووجههم واعتبرهم أبناء له واعتبروه أخا كبيرا ، فراحوا يعضون اليد التي طالما امتدت لهم ويطعنونه في ظهره وراحوا يتهمونه في موقع بالسرقة الشعرية لقصائد غيره لوجود أبيات منها في بعض قصائده وكل ذلك بأسلوب رخيص وكلمات مبتذلة أبعد ما تكون عن الأدب والمنهج الراقي في الحوار والاعتراض والنقاش .
ولكن أبشرك أخي الكريم وائل ، فإن إخوانك وأخواتك من أعضاء الواحة قاموا بالواجب الذي ما كنت لتتأخر عن القيام به لو كنت حاضرا ، حتى الغائبين منهم عادوا ليقفوا معه وقفة واحدة ، ليس لشخصه وأدبه وشعره الذي يعرفه الجميع ويقرون بفضله فحسب ، بل لأنهم أدباء شرفاء أوفياء مثلك لا يقبلون الطعن في ظهر الأخ ولا الصيد في الماء العكر ولا يرضون أن يشهر بهذا الأسلوب الرخيص بأديب أو مبدع أيا كان لسبب اقتباس أو تضمين بعض الأبيات في قصائده ، فما بالك وهو من كبار الشعراء والأدباء شهد له بذلك حتى أولئك الذين أساؤوا إليه . أين الوفاء ، أين الأخوة ، أين العذر ، أين الحوار الراقي المؤدب المتزن الملتزم ، أين وأين وأين ...؟
نعم أخي وائل اعذرني للاستفاضة في هذا الكلام في متصفحك ، ولكن قصيدتك الرائعة أثارت شجوني وحركت جمر الأسى الذي أحرق قلبي من تصرفهم
فما عاد أحدنا يأمن الطعن في ظهره إن هو اقتبس قولا أو شطرا أو بيتا أو عبارة من حديث أو آية ، وكأن الفرق كله هو الأقواس ، وهل كانت الأقواس في الأدب الجاهلي وفي غيره من العصور المتقدمة ، وهل صرح أحد الشعراء وأعلن بأنه اقتبس من غيره ، وهل إذا فعل جرد من شاعريته وأدبه ونصب له حبل المشنقة ونودي " ... امسك حرامي "
أحييك أخي وائل ومرحبا بعودتك وأحيي إباءك الذي أرجو أن يدلك دائما إلى الحق والخير ، وأحيي شعرك الصادق الذي أرجو أن يكون كلمة حق أريد بها الحق ، وهذا ظني بك إن شاء الله .

أخي الطيب الخلوق أبا ذر د. مازن
أشكرك شكرا كبيرا على حضورك المميز وإشادتك بالقصيدة وصاحبها
أما ما تعرض له د. سمير فقد أحزنني جدا كما أحزنك وأشكرك على حسن ظنك بأخيك الذي غاب -مجبرا- ولو كان موجودا لناصر الحق ونصر أخاه كما علمنا ديننا وأظنك تعرف ذلك عن أخيك ولكني جعلت عزائي في كل ما كان -وكما نقول نحن المصريين- أن (البركة فيكم)!
وقد جاء في صحيح البخاري
"حدثنا ‏ ‏محمد بن عبد الرحيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد بن سليمان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشيم ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
أشكرك على مرورك أخي مازن
ودمت طيبا
تقديري
وائل القويسني ‏

صقر أبوعيدة
15-07-2010, 08:03 AM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبشروا و بشروا الناس من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة "

شاعرنا الحبيب
ماعندي من تعليق على قصيدتك الراقية فهي لا تحتاج إلى ثناء أكثر مما قالوا
والحجاج ترك الدنيا وهو في البرزخ والله أعلم بما هو فيه
أما أسقاط القصيدة على أحوالنا فقد أبدعت ورب الكعبة
وشكرا لمن شارك في التعليق والإثراءات التي رسمت هنا وهناك
شاعرنا
تذهلني ريشتك بكل ألوانها
وشكرا لك

أحمد محسن الحديدي
15-07-2010, 11:20 PM
أخي وائل : سلام الله عليك ورحمته وبركاته :
لي رؤية عن نصك أرجو أن تتقبلها مني بصدر رحب
أولا - أختلف معك في استخدام الرمز (الحجاج بن يوسف الثقفي) معادلا موضوعيا للمرموز الذي تريد التحدث عنه ؛ ذلك أن الحجاج كان صارما ، ولم يكن ظالما ، ولا لينا ، وهناك فرق شاسع بين الثلاثة ، ألا ترى أنه حين احتمى هارب منه بالكعبة جعلها على عروشها ثم أعاد بناءها على نفقته؟ ألا ترى ما يقال عنه - هذا مذكور في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- من أنه قام بتنقيط المصحف ، وكان يجمع القراء والحفاظ ويهتم بمعرفة كل صغيرة وكبيرة عنه ، وكان يقرؤه باستمرار؟ كان يرى أن القوم الذين يحكمهم لايصلح معهم إلا هذا . لعلك توافغقني في هذه
ثاينا - أرى أن النص مباشر لدرجة شديدة ، نعم هناك صور خيالية ، ولكن إيقاع النص يعتمد على السرد بطريقة لاتحدث تشويقا عند القارئ ،
ثالثا - أذكرك بأن ( قال ) قد تأتي بمعنى (ظن ) ، والشاهد عليها قول الشاعر :
" أبعد بعد تقول الدار جامعة *** شملي بهم أم تقول البعد محتوم" فلما كان الفعل ( قال ) بمعنى (الظن) وجبت أن تأخذ ماتأخذه من تعليقها ب(أن) ، وعلى هذا جاز أن تفتح الهمزة ، وهو الأفضل في اعتقادي.
أما إذا قلت لي : الفعل بمعنى الحكي قلت لك هذا ضعيف ،؛ لأن معنى الفعل من السياق قائم على الشك .
مودتي واحترامي ، دمت بخير

وائل محمد القويسنى
17-07-2010, 03:11 AM
الشاعر المبدع وائل
قصيدة باذخة من حيث المبنى بمفردتها المقتدرة وصورها الآسرة
وقد زيتنها كلمة (الحجاج) بسطوته واقتداره وقوته
وجلساء الحجاج الذين كانوا عونا ودرعًا له
وما أحوجنا لحجاج عادل شديد بالحق
في زمن غاب فيه حسن الأدب وتطاول الدّعي على سيده
وقابل الأحسان بالإساءة ولولا الحجاج ومن هم جلساء له لاختلط الحابل بالنابل
ولضاع عبير الورد فيمن زكمت أنوفهم ريح الغدر ولم تر أعينهم ضوء النهار من رمد أصابها
أخي الشاعر وائل
إن آخر الدواء الكي كما علمنا أسلافنا
بورك نبضك الذي لاأظنه يعاكس هذه المسلمات
وبورك بوحك وتقبل خالص الود
تحياتي

السيد الفاضل الأستاذ محمود
أشكرك على مرورك الكريم وثنائك على القصيدة وصاحبها
ولكني أقول نحن نحتاج إماما يقوم على أمور الناس بالحق والعدل وليتك قلت مثلا "ما أحوجنا لأمير كالفاروق عمر" فقد كان عمر حازما شديد البطش ولكنه كان لا يحيد عن الحق أما الحجاج فيكفيني أن أنقل له قول الحافظ البيهقي عنه في دلائل النبوة ....
وقال البيهقي: "أنبأنا الحاكم: أنبأ الحسن بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي، ثنا ابن يحيى الغاني قال قال عمر بن عبد العزيز: لو تخابثت الامم فجاءت كل أمة بخبيثها، وجئنا بالحجاج لغلبناهم."
.....

وقال الحافظ البيهقي في دلائل النبوة أيضا:
"أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي: ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون أنبأ العوام بن حوشب، حدثني حبيب بن أبي ثابت.
قال قال علي لرجل: لا مت حتى تدرك فتى ثقيف، قال: وما فتى ثقيف ؟ قال: ليقالن له يوم القيامة: اكفنا زاوية من زوايا جهنم، رجل يملك عشرين سنة، أو بضعا وعشرين سنة، لا يدع لله معصية إلا ارتكبها، حتى لو لم يبق إلا معصية واحدة، وكان بينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها، يقتل بمن أطاعه من عصاه"
......
نحن في أمس الحاجة لإمام عادل يقوم على أمور الناس بالحق والعدل لا بسيف كسيف الحجاج وربما يجدر بنا -وقد آتانا الله حظا من الشعر- أن ننظر إلى الأفعال بعين مبصرة نمدح حسنها وندين ما دون ذلك وهذا ما حاولت أن أثبته في القصيدة بما سماه أستاذنا الدكتور مصطفى عراقي بالتوازن.
شكرا لمرورك الكريم وثنائك الكبير
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
17-07-2010, 03:31 AM
أبدعت حقا أستاذ وائل
شعر لا أجمل ولا أبلغ

أما عن الحجاج الشخصية المحيرة في التاريخ
قد نظلمه إن استبدل جلساءه
فربما رأوا الحقيقة أكثر منا نحن البعيدون

وربما مديحهم له كان في الجانب المضئ منه
وليس في الجانب المظلم الذي نسمع ونقرأ عنه

دمت مبدعا شاعرنا الكريم

احترامي وتقديري

السيدة الفاضلة الأستاذة زهراء المقدسية
أشكرك على هذا المرور الجميل والثناء الطيب من أديبة طيبة
نعم أخيتي الحجاج هو تلك الشخصية التي كثر حولها الجدل
أما الجانب المضيء والجانب المظلم فقد ركزت القصيدة على هذا وذاك إحقاقا للحق
أما مديحهم فما قصدت المديح العام وإنما قصدت مدحهم لعيوبه وقد وضحت القصيدة ذلك في أكثر من موضع أذكر منها على سبيل المثال قصة عبد الله بن الزبير حيث لم يعترضوا على ضرب الكعبة بالمجانيق وحصار ومكة وتجويع أهلها.
قال ربنا سبحانه
(وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ)
صدق الله العظيم
مرورك أسعد القلب أخيتي فشكرا على مرورك الكريم وعلى ثنائك الذي أتمنى أن أكون أهلا له.
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
20-07-2010, 04:11 AM
السيد وائل محمد القويسنى

اصلاح الجلساء مسبوق باصلاح الذات
فالذات ان صلحت احسنت الاختيار

يعجبني كثيرا ذلك الادب الذكي/ الهادف والزاخر

سلمت وسلم مدادك

السيدة الفاضلة الأستاذة أماني عواد
مرور كريم من أديبة كريمة تسعد به القصيدة ويسعد صاحبها
مرور وثناء وفكر ورؤية واختصار بليغ
شكرا أخيتي على مرورك وثنائك
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
20-07-2010, 04:54 AM
كان للظروف التي تولى فيها الحجاج أمور الدولة السبب الرئيسي في أن يكون بهذه الصفة ..
فثورات الخوارج المتتالية والتي أنهكت الدولة الأموية .. و الفتن الداخلية .. كان للحجاج الفضل بعد الله في القضاء عليها ، و هذه لا ينكرها أحد حتى الأعداء .. و لا ننسى ثورة ابن الأشعث التي كادت أن تلغي و تقضي على الخلافة الإسلامية
و الحجاج هو باني مدينة واسط العظيمة، وأول من صك نقوداً بأمر من الخليفة، ونصر امرأة استغاثت به، وسير الجيوش بقيادة محمد بن القاسم الثقفي لفتح السند والهند، فأدخل في حوزة الدولة الاسلامية مساحة شاسعة من شبه القارة الهندية وما يعرف بباكستان اليوم وكذلك السند، وهو البليغ الفصيح الذي لا يخطئ قط في اللغة، وكان فوق هذا لا يأخذ أحداً بجريرة ابداً، ولكن بعد ان يستوثق منه فإن خان العهد والميثاق حكم فيه بشريعة الله. ولقد تنبه الى طريقة الكتابة بالتنقيط التي يقال ان اباً الاسود الدؤلي قد فعلها بأمر من الحجاج. وحين هدم الكعبة يوم حارب ابن الزبير اعاد بناءها عن ملة ابينا ابراهيم فجعلها بباب واحد، وقد كانت ببابين.

وكثير من الروايات التى تسىء للحجاج هى من نسج خيال أعداءه الذين بالغوا فى الإساءة له و لفترة ... مثلا هل تتذكرون الروايات الوهمية عن المقابر الجماعية التى نسبوها زورا و بهتانا للرئيس العراقى الراحل صدام حسين لقد شاعت و إنتشرت أصداؤها و كاد يصدقها الناس مع أننا فى نفس الزمن الذى عاش فيه صدام !! فما بالنا بمن طال الأمد على غيابهم و أتيحت الفرصةلأعدائهم للنيل منهم

أستاذ وائل أنت مبدع نظما و إمكانياتك اللغوية فى منتهى اللياقة ... و إلى الأمام و ربنا يوفقك


السيد الفاضل الأستاذ محمد دغيدي
أنعم بمرورك الكريم وثقافتك الكبيرة
أتفق معك أخي في أغلب ما قلت وإن كان لي بعض تعليق على أكثر من نقطة تكلمت فيها
قلتَ مثلا .. كان فوق هذا لا يأخذ أحداً بجريرة ابداً، ولكن بعد ان يستوثق منه فإن خان العهد والميثاق حكم فيه بشريعة الله
وجاء في البداية والنهاية (وكان جبارا عنيدا، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة)
وجاء أيضا (قلت: الحجاج أعظم ما نقم عليه وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله عزوجل)
وجاء أيضا (وقال الاصمعي عن علي بن مسلم الباهلي قال: أتي الحجاج بامرأة من الخوارج فجعل يكلمها وهي لا تنظر إليه ولا ترد عليه كلاما، فقال لها بعض الشرط: يكلمك الامير وأنت معرضة عنه ؟ فقالت: إني لأستحي من الله أن أنظر إلى من لا ينظر الله إليه، فأمر بها فقتلت)
وجاء أيضا (وقال أبو عيسى الترمذي: ثنا أبو داود سليمان بن مسلم البلخي، ثنا النضر بن شميل، عن هشام بن حسان قال: أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا)
وجاء أيضا (وقال أبو بكر بن المقري: ثنا أبو عروبة ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي: سمعت جدي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: بلغني أنك تستن بسنن الحجاج فلا تستن بسننه، فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها، ويأخذ الزكاة من غير حقها وكان لما سوى ذلك أضيع)
وجاء أيضا (وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم: لم يبق لله حرمة إلا ارتكبها الحجاج بن يوسف، وقال يحيى بن عيسى الرملي، عن الاعمش: اختلفوا في الحجاج فسألوا مجاهدا فقال: تسألون عن الشيخ الكافر.
وروى ابن عساكر عن الشعبي أنه قال: الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت، كافر بالله العظيم.)
وجاء أيضا (وقال الرياشي: حدثنا عباس الازرق عن السري بن يحيى قال: مر الحجاج في يوم جمعة فسمع استغاثة فقال: ما هذا ؟ فقيل أهل السجون يقولون قتلنا الحر، فقال: قولوا لهم اخسؤوا فيها ولا تكلمون. قال: فما عاش بعد ذلك إلا أقل من جمعة حتى قصمه الله قاصم كل جبار)
وجاء أيضا (وروى عبد الرزاق: عن معمر، عن ابن طاووس عن أبيه: أنه أخبر بموت الحجاج مرارا فلما تحقق وفاته قال: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) [ الانعام: 45 ] وروى غير واحد أن الحسن لما بشر بموت الحجاج سجد شكرا لله تعالى، وكان مختفيا فظهر، وقال اللهم أمتَّه فأذهب عنا سنته)
......
ورغم كل ما سبق ذكره فلسنا مع الحجاج ولسنا ضده وإنما نذكر ما صح عنه عند أهل العلم من أفعال.
.....
(وقال عوف: ذكر الحجاج عند محمد بن سيرين فقال: مسكين أبو محمد، إن يعذبه الله عزوجل فبذنبه، وإن يغفر له فهنيئا له، وإن يلق الله بقلب سليم فهو خير منا، وقد أصاب الذنوب من هو خير منه فقيل له ما القلب السليم ؟ قال: أن يعلم الله تعالى منه الحياء)
......
السيد الأستاذ محمد دغيدي
مرور جميل وثقافة زينت بها صفحتنا
أشكرك أخي على مرورك وثنائك ودعائك وعلى ما نثرت هنا من طيب العلم
جازاك الله خيرا
تقديري
وائل القويسني

ثائر الحيالي
20-07-2010, 10:17 AM
أَمَّا أَهْلُ الْحَقِّ فَقَالُوا إِنَّكَ حِينَ قَتَلْتَ ابْنَ جُبَيْرٍ قَتَّلْتَ نُفُوسًا لَا يُحْصِيهَا إِلَّا اللهْ

الأستاذ الشاعر وائل القويسني

للحاكم رؤية يسوس بها العباد ..وهو بشر وليس إلاها ً..
يخطىء ..ويصيب ..يعاقب ويثيب ..
لكل زمن حجاجه في صراع أزلي بين الحاكم والمحكوم لكنها شرعة الله في خلقه .
ستبقى تلك الجدلية تلقي بتبعاتها على كل صاحب فكر وقلم .

سلمت ..وسلم مدادك

محبتي ..واحترامي

عبدالملك الخديدي
23-07-2010, 09:37 AM
الحجاج بن يوسف الثقفي : رغم كل مارواه التاريخ عنه من روايات قد يكون بعضها مخالف للواقع ، فقد خضع تاريخ الحجاج لمناوئين وكارهين للدولة الأموية وللحجاج على وجه التحديد وكذلك خضع لمحبين له ومناصرين ، فخرجت علينا الروايات والمقولات المختلفة التي إما بالذم أو المدح ولكن أصدق تلك الروايات ما ارتبط بأحداث ومعارك وفتوحات كبرى للدولة الإسلامية والتي وضحت مدى قوة هذا القائد وحنكته وبعد نظره.
فهو الذي أخمد الفتنة في العراق وفارس وقضى على المتمردين الذين كانوا ينوون القضاء على دولة الإسلام وهو الذي فتح بلاد الهند والسند .
ولمن يريد أن يوهم الناس بأن الإسلام انتشر بالسيف فهذه مغالطة تاريخية فالسيف لم يجبرهم على اعتناق الدين بل أن تعاليم الاسلام نفسها خيرتهم بين الجزية أو الحرب أما الدين فقد دخلوا فيه بقناعتهم بعد أن رأوا سماحته والفرق الشاسع بينه وبين الأديان الآخرى.
جزاك الله خيرا أخي الشاعر المتميز : وائل القويسني على هذه القصيدة التاريخية الرائعة .
تقبل التحية والتقدير

محسن شاهين المناور
23-07-2010, 04:08 PM
أخي الحبيب وائل
رغم نزف الحرف ورغم الألم أصبت كبد الحقيقة
ولكن أين العيب ؟ ومن صنع هذا الحجاج ؟
نعم كنت رائعا رغم الألم
محبتي

وائل محمد القويسنى
24-07-2010, 08:04 PM
قصيدة قوية بديعة
كنت أقول حجاج زمن مضى .. ولن يعود
والآن أقول لكل زمان حجاج
شكرا أخي

السيدة الفاضلة الأستاذة حبيبة كرم
أشكرك على مرورك الكريم وثنائك الرقيق
وصدقت أخيتي فإن لكل زمن حجاج
دمت بخير
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
24-07-2010, 08:12 PM
أَصْلِحْ جُلَسَاءَكَ يَا حَجَّاجُ
.....
وائل
أبدعت حقاً بداخل تلك السطور
وكأن التاريخ يعيد نفسه
وليت الحجاج يسمعك
ليته
...
تحياتي لك بلون الشعر الحجاجي
أجدت التعبير عنه
.....

السيدة الفاضلة الأستاذة هند يوسف
مرور كريم تعتز به القصيدة وصاحبها
قال ربنا سبحانه:
بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
صدق الله العظيم
وأما قولك ليت الحجاج يسمع .... فإن ربنا سبحانه قال لسيدنا إبراهيم:
( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
وحين أذن سيدنا إبراهيم سمعه كل أهل الأرض بل وسمعه الأجنة في بطون أمهاتهم.
نسأل الله الصدق في القول والعمل
شكرا لمرورك الكريم أخية
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
24-07-2010, 10:02 PM
صديقي العزيز وائل أحيي فيك هذه الشاعرية وأُكبر فيك هذا الفكر الذي أخذ من الحق مبتغاة ولكني أُجلُّك عن النظر إلى الحق بعينٍ واحدة فللحق جوانب كثيرة وفي أحيان يُترك الحق ليؤخذ بالأحق وفي فقهنا يؤخذ بالأرجح والأرجح لا يعني بُطلان ماسواه ولكنه أقرب للحق وأنفعُ للناس ليبقى ما ينفعُ الناس ويذهب الزبدُ جفاءً ، والقصيدة رأيتها تنم عن ذكاء لو كانت تلامسُ واقعاً سياسياً كنصيحةٍ لرئيس أو ملك أو حتى ذي شأن وإن لم يعجبني إعتمادها على الأباطيل لأن الشهادة لا تؤخذ بتواتر السمع (وما شهدنا إلاّ بما علمنا) وانت بدأت قصيدتك بـ قالوا وأكثرت من القيل والقال والحجاج بطل القصيدة يقول للخوارج: " إياي وهذه الزرافات وقال وما يقول وكان وما يكون وما أنتم وما ذاك) ، ولم أفارق حُسن ظني حتى رأيتك تُسقطها على حادثة زمرة الخوارج الذين ترصّدوا وأعدّوا ونفخوا بوقاً ووضعوا عجلاُ له خوار كعجل بني إسرائيل فأردت أن أنبهك وأنت الحصيف الحاذق إلى أن النظر يجب أن يحيط بكل الحيثيات .

أهلا ومرحبا بماجد بني غامد
دعني أولا أشكر مرورك الكريم ونظرتك النقدية السريعة فلك الشكر على وقتك وجهدك الكبير
ثم دعني أشكر إشادتك بالقصيدة -وإن جعلتها مشروطة- وأنت خير من يعلم أن هذا النوع من القصائد لا يمكن يحصر في شخص أو حادثة وإلا فكما قال الدكتور على أبو زيد (تصبح قصيدة لا محل لها من الإعراب) فالقصيدة يمكن إسقاطها على أكثر من حادثة بما يناسب شعور المُتَلَقِّي وفكره.
أما كثرة القيل والقال فإني لم أطرح وجهة نظري الشخصية وإنما اعتمدت على كتب نرجع لها جميعا وتأكد يا صاحبي أن كل معلومة وراءها كتاب ولذلك صدرت قصيدتي بقول الذهبي ولتجنب الظن والقيل والقال تعمدت استخدام (إن) المكسورة الهمزة ولا يخفى على مثلك الفرق بينها وبين (أن) المفتوحة الهمزة بعد فعل القول. وقد حاولت أن أكون منصفا في تاريخ الرجل فذكرت محاسنه وشيئا من ذنوبه كما أقرتها كتب هي الأصل في كل ما نعرف عن تاريخنا فكيف يكون النظر إلى الحق بعين واحدة إذا كان صاحب هذه العين قد رأى الحسنات ورأى الذنوب؟*! أنا لم أتحامل على الحجاج وإنما ذكرت بعض ما صح وثبت من سيئاته مع حسناته وإن كان فيها قول كنقط المصحف وأنت خير من يعلم ما قيل في ذلك وفي نسبه ولكني أثبتها من باب حسن الظن.



.
والحجاج رحمه الله هو ربما أكثر الشخصيات التي أُفتري عليها بالاختلاق والزيادة والتهويل وقد كان والياً في زمنٍ كثرت فيه الفتن والوالي له الطاعة المطلقة إلاّ أن يأمر بكفرٍ بواح وأنت حفظك الله تقرُّ ضمناً بصلاح الحجاج وتلوم جلسائه وهذا أيضاً ينبع من حسن ظنك باختيار الخليفة الذي كما قال الحجاج(لقد فُررتُ عن ذكاء و فُتشتُ عن تجربة ) والتجربة تعني سجل الحياة وقد اختاره الخليفة ليؤيد به الحق ويدحض به الباطل وهذا أول مطلب فيمن يتولى أمراً صغر أم كبر ، وبهذا ايضاً وبناءً على صلاح الحجاج وفساد جلسائه حسب افتراضك فمن الإنصاف له ولجلسائه أن نعود لأولى خُطبه لأنها جاءت قبل أن ينتقي خاصته فقد قال للخوارج الذين امتدت سلالاتهم إلى يومنا (إنكم طالما أُوضعتم في الفتنة وأضطجعتم مناخ الضلال وسننتم سننَ الغي ) وقال إنما أنتم كأهل قرية كانت مطمئنة مستشهداً بالآية وقال إني وجدت الصدق من البر مستشهداً بالحديث وهو كما قال الأصمعي من الذين لم يلحنوا في جدٍ أو هزل


أما هذه فيكفيني ما جاء في غير مصدر أذكر منها على سبيل المثال قول صلاح الدين الصفدي في كتاب الوافي بالوفيات:
(قال أبو منصور: وحدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب قال: أخبرنا ابو بكر بن الجراح الخزار قال أخبرنا أبو بكر بن دريد - واللفظ للقاضي - قال: أخبرنا الحسن - يعني - ابن الخضر قال: أخبرنا عائشة قال: أتي الوليد بن عبد الملك برجل من الخواج فقال له: ما تقول في أبي بكر؟ قال: خيرا، قال: فعمر؟ قال: خيرا، قال فعثمان؟ قال: خيرا، قال فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك؟ قال: الآن جاءت المسألة: ما أقول في رجل الحجاج خطيئة من خطاياه.)
أما قول الأصمعي فهو على العين والرأس وكون الحجاج لم يلحن في جد أو هزل فهذا لا يعني أن نسقط عنه ما ثبت من سفكه للدماء بحق وغير حق.



وقصة الغلام مع الحجاج لا يصدقها عاقل فهي من ضمن التلفيق الذي ابتدعه خوارج الأمة وقد كذبوا ولفّقوا على الصديق أبي بكر رضي الله عنه وعلى الفاروق رضي الله عنه واختلقوا صنوف الأكاذيب على الحجاج رحمه الله لأنه قمع تمردهم وسُلط على خروجهم عن الأمة وإذا كنت تفترض صدق القصة ونجابة الغلام فقد كذب عندما كان ينتسب لعدة أقطار وعندما يذكر الحجاج صفاتهم بأسوأ الوصف يعود ليقول أنه من قُطرٍ آخر حتى انتسب لآلِ البيت واللبيب الذي يمحص القصة يعلم أنها افتراء من خوارج الأمة لحشد العداء ضد الحجاج وتصويره بالظلم لأنه كسر تمردهم وفضح خستهم فأوردوا على لسانه وصف أهل كل بلاد بأبشع الأوصاف ليؤلبوا الناس ضده حتى يصل لآل البيت .

أما قصة الغلام فقد كنت أعتبرها من حسنات الحجاج وأستشهد بها على خير يحمله وذلك لما جاء في آخر القصة حين قال لجلسائه (لقد استشارني والمستشار مؤتمن) وقد ذكرت من قبل أني ذكرت بعض ما ثبت عند أهل العلم من ذنوبه وذكرت من حسناته ما صح وثبت وما فيه شك أيضا ولعلك تعرف الحكمة من ذلك.
وإن كنت أتفق معك أن القصة موضوعة فلا بأس من استخدام نصيحة الغلام حين قال (يا حجاج .. أصلح جلساءك) فالنصيحة لا تسقط بسقوط القصة ولعلك يا صاحبي خير من يعلم أن الافتراء على الحجاج كان في بعض التفاصيل أما الأحداث فقد ثبتت وعلى سبيل المثال أذكر قصة سعيد بن جبير وما جاء فيها فقد أجمعت كل الكتب على أن الحجاج قد قتل سعيد واختلفت في بعض ما قاله الحجاج وبعض ما قاله سعيد ورغم ذلك يبقى الحجاج هو قاتل سعيد بن جبير.
وأذكر أيضا قصة قتل عبد الله بن الزبير فقد أجمعت كل الكتب أن الحجاج حاصر مكة، وهدم الكعبة، ورماها بالمنجنيق، والنفط، والنار، وأنه قتل عبد الله بن الزبير وجاء في بعض الروايات أبيات من الشعر قيل أن جنود الحجاج كانوا يرددونها وهذا ما لم أذكره.
جاء في كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب
(أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله المصري قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي قال: حدثنا أبو معاوية عثمان بن خالد بن عمرو السلفي قال: حدثنا أبي قال حدثنا عكرمة بن يزيد الألهاني قال: حدثني الأبيض بن الأغر بن الصباح التميمي عن سفيان الثوري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال: كنت عند أسماء بنت أبي بكر، إذ دخل عليها الحجاج. قال: فقالت له: إنك قاتل عبد الله بن الزبير؟ قال: فقال: نعم، قالت: أما أنك قد قتلت صواما قواما، إني سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج من ثقيف ثلاثة كذاب ومبير وذيال فأما الكذاب فقد مضى وهو مختار، وأما المبير فهو أنت، فقال: أبير المنافقين، فقالت بل تبر المؤمنين، وأما الذيال فلم نره وسوف يرى)
وجاء أيضا
(أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو قاسم بن السمرقندي - إجازة إن لم يكن سماعا - قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال: كانوا يرمون بالمنجنيق من أبي قبيس وهم يرتجزون ويقولون:
خطارة مثل الفنيق المزبد ... أرمي بها عراز هذا المسجد
قال: فجاءت صاعقة فأحرقتهم، فامتنع الناس من الرمي، فخطبهم الحجاج فقال ألم تعلموا أن بني إسرائيل كانوا إذا قربوا قربانا فجاءت نار فأكلتها، علموا أنه قد تقبل منهم، إن لم تأكلها، قالوا: لم تقبل؟! قال: فلم يزل يخدعهم حتى عادوا فرموا)
فقد تعمدت الموضوعية في القصيدة ولو أني أردت التحامل على الحجاج لذكرت ما جاء في الكتب عن ولادته وتشوهاته الخلقية وأفعاله السيئة وجرائمه التي لا تحصى.
ولعلي أختم كلامي عن الحجاج بما جاء في نفس الكتاب:
(أخبرنا ابو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الرحبي بفسطاط مصر قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أحمد الفارسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد الوكيعي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي قال اخبرنا قبيصة عن سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: عجبا لإخواننا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمنا.
وقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم أنه كان إذا ذكر الحجاج قال: ألا لعنة الله على الظالمين.
وقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن الشعبي قال: أشهد أنه مؤمن بالطاغوت كافر بالله - يعني الحجاج.
وقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كفى بمن يشك في أمر الحجاج لحاه الله.)





وإن كنت باختيارك لهذا العنوان تعني الذي يُفهم فقد كان صاحبك وبقية الخونة من جلسائه بل من مُستخدميه كما يدعون بل استغلوا سعة صدره وحلمه بادعاء أبوته ولا أظنه قد أنِف من تبنّيه إلاّ من خشيته أن يشمله حديث (فلا يقربن مسجدي هذا )، فهل تعني أن يستبقي المتلونين والمتقلبين والخونة ويقصي أصحاب الرأي وأهل النخوة وأرباب الشِيَم الذين وقفوا أحراراً لدحض المؤامرة وكشف الدسائس وتعرية أهل النفاق.
الكذب يكون أشدُ خِسةً عندما يتجاوز الأقوال و يُمارس عملياً بالتظاهر والإدعاء والتقمص ولا أكثر ضِعةً ولا أكبر لؤماً من الغدر وخيانة الصديق والغدر ليس من شيم الرجال وهو من علامات النفاق وكلنا يعرف علامات النفاق الثلاث التي تجسدت في صاحبك فقد كذب كمسيلمة و خان كابن سلول وغدر كأم عامر وإن كنت ألوم الدكتور سمير العمري (وأخشى أن يكون بنقاء نفسه وصفاء روحه وتسامحه مع بقية الأوغاد اللئام كمجير أم عامر) ، ألومه أشد اللوم في أن أوكل الأمر إلى غير أهله إذا صدقنا جدلاً أن أحمد بصل كان يراجع له قصائده ، وإن فعل فلا أراه إلاّ قد أرادَ تعليم بصل وتدريبه وإلاّ فلابن بصل أبيات كثيره لا يكتبها نصف شويعر فضلاً عن شاعرٍ مزعوم بينما يقول أنه يراجع قصائد ملك الشعر وسيد البيان وإن تعجب فعجبٌ قولهم ، ولابن بصل أيضاً ردود يقر فيها بأنه ليس أهلاً للرد فضلاً عن الانتقاد وإن شئت أوردته هنا ، والمشورة بين الأدباء شائعة وعرض القصائد على أصحاب الرأي رائج ولكن التباهي بذلك هو من خِسة النفس وضعة الأصل وخيانة الأمانة واستغلال الثقة وبما أن الأمر وصل إلى هذا الحد فسأقول ما لا أريد قوله ولكن (وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلُها) فلديّ أكثر من قصيدة لابن بصل استشارني فيها ولم أعب عليه ذلك ولكن لا أقبل منه أن يأمر الناس بالبر وينسى نفسه وإحدى هذه القصائد أخرجها بأكثر من صورة فمرّة يقول ( يقولون ليلى بالعراق مريضةٌ) ومرة يقول (..سلمى..) ثم حوّرها باللهجة الدارجة وأحيي فيه بُعده عن الإقتباس بتغيير ليلى إلى سلمى وربما كان سيصل لـ عطيات و نفيسه لو لزم الأمر !!


و بالعودة لسجل الحياة الذي أُختير على ضوئه الحجاج فالكذب هو أشهرُ صفحات سجل ابن بصل فقد كذب على نفسه حتى راح يتقمص الشخصيات ولك أن تعرف أن سبب معرفتي به هو قصيدة كتبها كإهداء لماجد الغامدي في غيابه هنا في الواحه ( وربما غيري كثير ) باسم علي سالم الصالحي قبل أن أعرفه أصلاً أو أراه فضلاً عن أن أعلم من يكون علي سالم الصالحي وقبلت ذلك وقلت لعل في اسمه ما يسوؤه ولكني وجدته بعدها يستجدي الأبوة من كثير من أرباب الفضل إلى أن وصلت جرأته على الناس أن نسب نفسه إلى شاعرنا الكبير محمد إبراهيم الحريري وكدت أقبل جبينه خطأً لاعتقادي أنه ابن الحريري والإسلام كما تعلم يا صاحبي أمر بـ ادعوهم لآبائهم !
وحتى قبل الإسلام فعنترة عندما أنكره أبوه قال:
إن أنكرت فرسانُ عبسٍ نسبتي
فسِنانُ رمحي والحسامُ يقرُّ لي !


وقال أيضاً :
ينادونني في السلمِ بابنِ زبيبةٍ
وعند صدامِ الحربِ ياابن الأطايبِ


والحق يُقال أن الزبيب ليس من الخبائث !


وهنا أذكر قول أحدهم :


ضياعُ أهلِكَ جرحٌ ليس يلأمُهُ
ما للبريّةِ من جاهٍ ومن رُتبِ
ويحَ المشرد يسعى في مناكبها
يقظانَ من وجلٍ سهران من نصبِ
إذا انتمى القومُ ألوى وجهه خجلاً
أنّى يعزُّ شريدٌ ضائعُ النسبِ !؟
لا رحلةً في بلادِ الناسِ راسيةً
ولا بموطنِهِ موصولةَ السببِ
أغرتهُ خلفَ مرامي الأفقِ جلجلةٌ
و زلزلت عقلهُ أسطورةُ الذهبِ
وما تعلّمَ إلاّ بعدَ غربتِهِ
أن السعادةَ شيءٌ ليس في الكتبِ
فكل أفعالِهِ من خُبثِ منبتهِ
وكلُ أقوالهِ معلومةُ الكذبِ !




أما هذه يا صاحبي فإني أبدأ القول أن الأستاذ أحمد حسن ليس بصاحب لي وإن كنت أنت عرفته أصلا ورأيته فضلا فأنا لم أره قط ولا أقول هذا كبرا ولكن ربما لم تتح الفرصة لذلك وربما تعلم أن علاقاتي على الشابكة قليلة جدا حيث لا أثق فيها ويكفيك أن أقول لك أن عدد الرسائل الخاصة التي وصلته مني لا تزيد عن عدد الرسائل التي وصلتك مني أي أني لم أرسل له رسالة واحدة.
وقد أعجبني جدا قولك حين قلت:
(كان شجعان العرب يفتخرون ببأسِ أعدائهم ويمتدحون شجاعتهم فهذا عنترة العبسي يقول :
وَمُـدَجَّــجٍ كَــــرِهَ الْـكُـمَــاةُ نِــزَالَــهُ
لا مُمْعِنٍ هَرَبَـاً وَلا مُسْتَسْلِـمِ
جَادَتْ لَهُ كَفِّـي بِعَاجِـلِ طَعْنَـةٍ
بِمُثَقَّفٍ صَدْقِ الْكُعُوْبِ مُقَوَّمِ)
وبسبب قولك الجميل هذا أجلك عن الإساءة للأستاذ أحمد حسن لأنه غير موجود وأنت أكبر من أن تسيء لرجل لا يستطيع الدفاع عن نفسه لأي سبب وإن كان السبب غيابه وتأكد يا صاحبي أنه لو ذكرك الأستاذ أحمد حسن بسوء في أي مكان أنا فيه فإني سأرد عنك غيبتك.



وأخيراً يا صديقي العزيز وائل نحن لا نبررُ لأحد ففي قول د.سمير ما يبعد الشبهة ويوضح الحقيقة وفي أثر الشعراء من قبله و أقوال الأدباء من بعده ما يؤكد وجود التكرارية ولكن نحن نرفض مبدأ المؤامرة التي تعدد عملاؤها من مارقين وجواسيس و دُمى ونحن نُعمل العقل فلا نقبل الشهادة إن أريدَ بها باطل ونسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل .
وأما هذه يا صاحبي فإن كنت تريد أن تحصر القصيدة في هذا المعنى فإني أقول لك (لقد ضيَّقتَ واسعا يا غامدي) وأما موضوع د. سمير فقد قمت بالرد عليه من قبل في ردي على د. مازن لبابيدي.
أحييك على هذا المرور الكريم وهذه القراءة المفيدة وأشكرك على وقتك وجهدك.
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
24-07-2010, 10:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتذر أخي وائل للعودة مرة اخرى
عدت لأقول لأخي وأستاذ ماجد الغامد صدق لسانك الذرب الحق
وددت لو قلت ما قلت
والخص ما اريد قوله في جملة من قولكم اخي ماجد
وهي
صديقي العزيز وائل نحن لا نبررُ لأحد ففي قول د.سمير ما يبعد الشبهة ويوضح الحقيقة وفي أثر الشعراء من قبله و أقوال الأدباء من بعده ما يؤكد وجود التكرارية ولكن نحن نرفض مبدأ المؤامرة التي تعدد عملاؤها من مارقين وجواسيس و دُمى ونحن نُعمل العقل فلا نقبل الشهادة إن أريدَ بها باطل ونسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل

أهلا بعودتك أستاذ الطنطاوي
ولا أقول إلا
(سبقك لها عكاشة)
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
24-07-2010, 10:14 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبشروا و بشروا الناس من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة "

شاعرنا الحبيب
ماعندي من تعليق على قصيدتك الراقية فهي لا تحتاج إلى ثناء أكثر مما قالوا
والحجاج ترك الدنيا وهو في البرزخ والله أعلم بما هو فيه
أما أسقاط القصيدة على أحوالنا فقد أبدعت ورب الكعبة
وشكرا لمن شارك في التعليق والإثراءات التي رسمت هنا وهناك
شاعرنا
تذهلني ريشتك بكل ألوانها
وشكرا لك

الشاعر الحبيب الأستاذ صقر أبو عيدة
مرور كريم وتصدير راق جميل
أشكرك يا صاحبي على مرورك الغالي وتعليقك الذي وصل قلب أخيك قبل عقله
أخجلني ثناؤك فجازاك الله خيرا
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
24-07-2010, 10:40 PM
أخي وائل : سلام الله عليك ورحمته وبركاته :
لي رؤية عن نصك أرجو أن تتقبلها مني بصدر رحب
أولا - أختلف معك في استخدام الرمز (الحجاج بن يوسف الثقفي) معادلا موضوعيا للمرموز الذي تريد التحدث عنه ؛ ذلك أن الحجاج كان صارما ، ولم يكن ظالما ، ولا لينا ، وهناك فرق شاسع بين الثلاثة ، ألا ترى أنه حين احتمى هارب منه بالكعبة جعلها على عروشها ثم أعاد بناءها على نفقته؟ ألا ترى ما يقال عنه - هذا مذكور في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- من أنه قام بتنقيط المصحف ، وكان يجمع القراء والحفاظ ويهتم بمعرفة كل صغيرة وكبيرة عنه ، وكان يقرؤه باستمرار؟ كان يرى أن القوم الذين يحكمهم لايصلح معهم إلا هذا . لعلك توافغقني في هذه
ثاينا - أرى أن النص مباشر لدرجة شديدة ، نعم هناك صور خيالية ، ولكن إيقاع النص يعتمد على السرد بطريقة لاتحدث تشويقا عند القارئ ،
ثالثا - أذكرك بأن ( قال ) قد تأتي بمعنى (ظن ) ، والشاهد عليها قول الشاعر :
" أبعد بعد تقول الدار جامعة *** شملي بهم أم تقول البعد محتوم" فلما كان الفعل ( قال ) بمعنى (الظن) وجبت أن تأخذ ماتأخذه من تعليقها ب(أن) ، وعلى هذا جاز أن تفتح الهمزة ، وهو الأفضل في اعتقادي.
أما إذا قلت لي : الفعل بمعنى الحكي قلت لك هذا ضعيف ،؛ لأن معنى الفعل من السياق قائم على الشك .
مودتي واحترامي ، دمت بخير

أهلا بأخي الأصغر أحمد
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أتقبل كل ما تقول أخي الأصغر وأنت أكثر من يعلم سعة صدر أخيك
وكنت أتمنى أن تصيب يا أحمد ولكن جزاك الله خيرا على كل حال
بالنسبة للنقطة الأولى
فإنك ذكرت أن الحجاج حين احتمى منه هارب .. إلخ ونسيت أن تذكر أن هذا الهارب هو عبد الله بن الزبير الصوام القوام وقلت -على خلاف ما قالت كل كتبنا- أنه لم يكن ظالما وأذكر لك على سبيل المثال ما قاله القاضي التنوخي في كتابه (الفرج بعد الشدة):
(كان الحجاج بن يوسف الثقفي، قد جمع خلالاً قبيحة، ظاهرة، وباطنة، من دمامة الصورة، وقبح المنظر، وقساوة القلب، وشراسة الأخلاق، وغلظ الطبع، وقلة الدين، والإقدام على انتهاك حرمة الله تعالى، حتى حاصر مكة، وهدم الكعبة، ورماها بالمنجنيق، والنفط، والنار، وأباح الحرم، وسفك، وهتك، وقتل في مدة ولايته ألف ألف وستمائة ألف مسلم، ومات في حبوسه ثمانية عشر ألف إنسان، وكان لا يرجو عفو الله، ولا يتوقع خيره، وكأنه قد ضرب بينه وبين الرحمة والرأفة، بسور من فظاظة، وغلاظة، وقسوة العقد الفريد للملك السعيد 118. وقد أوردنا في ترجمة الحجاج، في حاشية القصة 67، العاهات التي ابتلي بها، فأدت به إلى السادية، ولذلك، فقد كان يتفنن في ابتكار أنواع العذاب، ويتلذذ بمشاهدة ضحاياه عند تعذيبهم، وكان يعذب بعضهم ويقتلهم بيده.
فقد جيء له بابن القرية، فأمر به، فأمسكه رجال أربعة، حتى لا يستطيع حراكاً، ثم وضع الحجاج حربة في ثندوءته، ودفعها، حتى خالطت جوفه، ثم خضخضها، وأخرجها، فأتبعها دم أسود، فقال الحجاج: هكذا تشخب أوداج الإبل، وفحص ابن القرية برجله، وشخص ببصره، وجعل الحجاج ينظر إليه، حتى قضى الأخبار الطوال 222، 223. وأمر بأحد أسراه، فشد عليه القصب الفارسي، ثم سل عنه، حتى شرح بدنه، ثم نضح بالخل والملح، حتى مات الكامل للمبرد 2-207. وجيء إليه بمحمد بن سعد بن أبي وقاص أسيراً، فظل يضرب رأسه بعصا كانت في يده، حتى أدماه، ثم أطمعه في أن يطلقه، وأطرق ملياً، كأنه يفكر، ثم قال لرجل من أهل الشام:
اضرب لي مفرق رأسه، فضربه، فمال نصفه ها هنا، ونصفه ها هنا الطبري 6-379 والإمامة والسياسة 2-41 و 42. وحبس إبراهيم بن يزيد التيمي الزاهد، ومنع عنه الطعام، ثم أرسل عليه الكلاب تنهشه، حتى مات اللباب 1-190، ولما مات، رمى بجثته في الخندق، ولم يجرأ أحد أن يدفنه، حتى مزقته الكلاب البصائر والذخائر م 3 ق 1 ص 304. وفي معركة الزاوية، إحدى المعارك مع ابن الأشعث، قتل الحجاج أحد عشر ألفاً، بالخديعة والمكر، فقد أمر مناديه: فصاح: لا أمان لفلان بن فلان، وسمى رجالاً، فقال العامة: قد آمن الناس، وحضروا، فأمر بهم فقتلوا ... ابن الأثير 4-469.)
أما ثانيا وقولك أن النص مباشر وأنه لا يحدث التشويق فربما سبب لك ذلك عدم تعودك على البحر حتى أنك قرأته بسطحية ولم تدخل نفسك في معانيه أما الصور الخيالية التي تحدثت عنها فهي تحمل الكثير من المعاني وقد كانت الصورة على قدر الحاجة.
أما ثالثا فإني أراك قد قمت بالرد على نفسك .. أنت أردت الظن وأنا أردت نفي ذلك الظن ولذلك استخدمت (إن) مكسورة الهمزة لتأكيد القول ونفي الظن ولعل في تصدير القصيدة بقول الذهبي ما يؤكد كلامي ولأن كل معلومة في القصيدة وراءها كتاب رأيت أن أنفي الظن الذي أردتَه أنت.
تقديري أخي الأصغر
واسأل الله لأخيك أن يجمعه والصابرين في الدنيا والآخرة .. (وبشر الصابرين).
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
24-07-2010, 10:51 PM
أَمَّا أَهْلُ الْحَقِّ فَقَالُوا إِنَّكَ حِينَ قَتَلْتَ ابْنَ جُبَيْرٍ قَتَّلْتَ نُفُوسًا لَا يُحْصِيهَا إِلَّا اللهْ

الأستاذ الشاعر وائل القويسني

للحاكم رؤية يسوس بها العباد ..وهو بشر وليس إلاها ً..
يخطىء ..ويصيب ..يعاقب ويثيب ..
لكل زمن حجاجه في صراع أزلي بين الحاكم والمحكوم لكنها شرعة الله في خلقه .
ستبقى تلك الجدلية تلقي بتبعاتها على كل صاحب فكر وقلم .

سلمت ..وسلم مدادك

محبتي ..واحترامي

السيد الفاضل الأستاذ ثائر الحيالي
أهلا بمرورك الكريم وشكرا على ثنائك ودعائك
نعم أخي صدقت الحاكم بشر يخطئ ويصيب ولكن منهم من غلبت حسناتُه سيئاتِه ومنهم من غلبت سيئاتُه حسناتِه ولسنا أخي ممن يجحد الناس حقوقهم فقد وضحت القصيدة شيئا من السيئات مع شيء من الحسنات وإن كانت حسنات الحجاج قد غمرتها ذنوبه كما قال الذهبي (الحجاج له حسنات مغمورة في بحار ذنوبه) فيحق لنا أن نذكر هذه وتلك. وصدقت أيها الكريم في قولك لكل زمن حجاج ونقول هداهم الله أجمعين.
تقديري لمرورك الكريم وشكري لثنائك ودعائك
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
24-07-2010, 11:33 PM
الحجاج بن يوسف الثقفي : رغم كل مارواه التاريخ عنه من روايات قد يكون بعضها مخالف للواقع ، فقد خضع تاريخ الحجاج لمناوئين وكارهين للدولة الأموية وللحجاج على وجه التحديد وكذلك خضع لمحبين له ومناصرين ، فخرجت علينا الروايات والمقولات المختلفة التي إما بالذم أو المدح ولكن أصدق تلك الروايات ما ارتبط بأحداث ومعارك وفتوحات كبرى للدولة الإسلامية والتي وضحت مدى قوة هذا القائد وحنكته وبعد نظره.
فهو الذي أخمد الفتنة في العراق وفارس وقضى على المتمردين الذين كانوا ينوون القضاء على دولة الإسلام وهو الذي فتح بلاد الهند والسند .
ولمن يريد أن يوهم الناس بأن الإسلام انتشر بالسيف فهذه مغالطة تاريخية فالسيف لم يجبرهم على اعتناق الدين بل أن تعاليم الاسلام نفسها خيرتهم بين الجزية أو الحرب أما الدين فقد دخلوا فيه بقناعتهم بعد أن رأوا سماحته والفرق الشاسع بينه وبين الأديان الآخرى.
جزاك الله خيرا أخي الشاعر المتميز : وائل القويسني على هذه القصيدة التاريخية الرائعة .
تقبل التحية والتقدير

السيد الفاضل الأستاذ عبد الملك الخديدي
أهلا بك ومرحبا على صفحات أخيك
أشكرك أيها الكريم على ثنائك ودعائك ولك منه بالمثل
بالنسبة لقولك -أخي- أن الإسلام انتشر بتعاليمه ولم ينتشر بحد السيف فإني أتفق معك تمام في ذلك وهذا ما لا خلاف فيه.
وأما قولك في الروايات التي صدقت والتي لم تصدق فإن أغلبها ثبت عند أهل العلم في الأصل وكان اختلاف الروايات في اللفظ فقط.
وأما مدحك للحجاج فإني لم أنكر حسناته وأما قولك أنه لولاه لسقطت الدولة الإسلامية فإني أنقل لك على سبيل المثال ما قاله القاضي التنوخي في كتابه (الفرج بعد الشدة):
(يقول الحجاج عن نفسه: إني- والله- لا أعلم على وجه الأرض خلقاً هو أجرأ على دم مني العقد الفريد2-176، وكان له في القتل وسفك الدماء غرائب لم يسمع بمثلها وفيات الأعيان 2-31، وهوأحد أربعة في الإسلام، قتل كل واحد منهم أكثر من ألف ألف رجل لطائف المعارف 141، راجع بعض غرائبه في التعذيب وسفك الدماء، في آخر القصة 149 من هذا الكتاب. وكانت سياسة الحجاج التي سلكها في العراق، من أهم الأسباب التي أدت إلى سقوط الدولة الأموية السيادة العربية 44 ولما مات، خلف في حبسه ثمانين ألفاً، حبسوا بغير جرم، منهم خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد، ولم يكن لحبسه ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء مروج الذهب 2-128 والعيون والحدائق 2-10، وجاء في محاضرات الأدباء3-195 أنه أحصي من قتلهم الحجاج، سوى من قتل في بعوثه وعساكره وحروبه، فوجدوا مائة وعشرين ألفاً، ووجد في حبسه مائة ألف وأربعة عشر ألف رجل، وعشرون ألف امرأة، منهم عشرة آلاف امرأة مخدرة، وكان حبس الرجال والنساء في مكان واحد، ولم يكن في حبسه سقف ولا ظل، وربما كان الرجل يستتر بيده من الشمس، فيرميه الحرس بالحجارة، وكان أكثرهم مقرنين بالسلاسل، وكانوا يسقون الزعاف، ويطعمون الشعير المخلوط بالرماد، وكان المسجونون في سجن الحجاج يقرنون بالسلاسل، فإذا قاموا، قاموا معاً، وإذا قعدوا قعدوا معاً الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا، مخطوط ص 11، ولا يجد المسجون المقيد منهم، إلا مجلسه، فيه يأكلون، وفيه يتغوطون، وفيه يصلون القصة 87 من هذا الكتاب.
وبلغ من شنيع سمعة الحجاج، وشهرته بالظلم، أن أبا مسلم الخراساني، الذي اشتهر بقسوته وضراوته على الدم الحرام، حتى قيل إنه قتل أكثر من ألف ألف رجل لطائف المعارف 141 و 142، قيل في حقه: إنه حجاج زمانه مرآة الجنان 1-285. قال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز: لعن الله الحجاج، فإنه ما كان يصلح للدنيا ولا للآخرة معجم البلدان 3- 178 وقال فيه: لو جاءت كل أمة بمنافقيها، وجئنا بالحجاج، لفضلناهم العقد الفريد 5-49، وقيل للشعبي: أكان الحجاج مؤمناً ؟ قال: نعم، بالطاغوت، كافراً بالله البصائر والذخائر م 2 ق 1 ص 73، والعقد الفريد 5-49، وقيل لعبد الله بن المبارك: أبو مسلم كان خيراً أو الحجاج ؟ فقال: لا أقول إن أبا مسلم كان خيراً من أحد، ولكن الحجاج كان شراً منه ابن الأثير 5-479، وكان الحسن البصري، يسميه: فاسق ثقيف وفيات الأعيان 2-374، وقال القاسم ابن محمد بن أبي بكر: كان الحجاج ينقض عرى الإسلام، عروة، عروة العقد الفريد 5-49، وقال ابن سيرين: إنه لم ير أغشم من الحجاج شذرات الذهب 1-106.
ووصف الحجاج نفسه بأنه: حقود، حسود، كنود، فقال له سيده عبد الملك بن مروان: ما في إبليس شر من هذه الخلال نهاية الأرب 3-267. ولعل أصدق ما وصف به الحجاج، ما وصفه به سيده عبد الملك بن مروان، فقد كتب إليه يقول: إنك عبد، طمت بك الأمور، فغلوت فيها، حتى عدوت طورك، وجاوزت قدرك، أنسيت حال آبائك في اللؤم، والدناءة في المروءة والخلق ؟ فعليك لعنة الله من عبد أخفش العينين،أصك الرجلين، ممسوح الجاعرتين ابن الأثير 4-386.)
أشكرك أيها الكريم على مرور كريم ومديح أدعو الله أن أكون أهلا له ودعاء أدعو لك بمثله وأزيد
تقديري
وائل القويسني

وائل محمد القويسنى
24-07-2010, 11:40 PM
أخي الحبيب وائل
رغم نزف الحرف ورغم الألم أصبت كبد الحقيقة
ولكن أين العيب ؟ ومن صنع هذا الحجاج ؟
نعم كنت رائعا رغم الألم
محبتي

أخي الحبيب وصديقي القريب رغم طول بعده محسن المناور
أسعد الله قلبك كما أسعدت قلب أخيك بهذا المرور بعد غياب طال
افتقدتك كثيرا يا صاحبي وأدعو الله أن تكون بخير
أشكرك شكرا كثيرا على هذا المرور الطيب وعلى ثنائك الكريم وعلى محبتك التي أبادلك إياها بأكثر منها
أما سؤالك يا صاحبي
فأقول العيب في تزيين سوء العمل وعدم الوقوف بينه وبينه جرائمه
قال ربنا سبحانه ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
.
أما من صنعه فأقول ... صنعه جلساؤه!
محبتي
وائل القويسني