تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هَيْتَ لَكَ



د. عبد الفتاح أفكوح
10-07-2010, 12:08 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
هَيْتَ لَكَ
... إلاَّ أنه أصمَّ أذنيه، وأعمى ناظريه، وحال بجوره وجبروته بينه وبين بصيرته، فأعرض عن سبيل الخير ونهج المعروف، وأقبل على مسالك الشر واقتفاء أثر كل صنيع منكر يطلبه حثيثاً، ثم ما إن أغرق في غيه وطغيانه، حتى زين له عدوه سوء أقواله وخبث أفعاله...
غير بعيد من هذا اليوم، كان قد أخذته العزة بالإثم، إذ جاء أمراً شنيعاً، وبالأمس سعى ظلماً وعدواناً في هدم وإتلاف ما جدَّ غيره بدمه وكدَّ بعرقه من أجل إرساء أساسه، وبقصد تشييده، واليوم أخذ ما ليس له بحق غصباً وقهراً...
ثم ما إن حلَّ الليل، وقد انتهى كعادته خائباً بنفسه، التي دسَّاها، إلى جني ما اقترف وحصاد له فظيع، حتى صار جليساً لأم الخبائث وصاحبتها، هائماً بهما معاً ومتغزلاً، فتارة يحدث في ذروة سكره من هي في قنينة على يمينه مسكوبة، ويخاطب في سحابة من دخان كثيف تارة من هي في علبة على يساره مسحوبة...
بعد أن سفك دم الساعة والساعتين، وأجهز على ما بقي من الزمن الذي يفصل العتمة عن الصبح، وبعد أن جاد على الغرفة، التي ضاقت به ذرعاً منذ أن احتلها غصباً، بحظ يومي أكرهها عليه من رائحة تزكم الأنوف، ودخان يعمي العيون، غادر مجلسه مترنحاً وقد عبثت المدامة برأسه، فأخذ يهذي بصوت مخمور إلى أن ألقى بنفسه على سرير عافه ومقته...
في منامه رأى من تدعوه إليها مشتاقة بشهيق من نار، وبزفير من لهب تغريه بنفسها، ورأى نفسه يحث الخطى نحوها لاهثاً ليرتمي في حضنها، فانتهى به الحلم إلى أن أصبح من وقودها وهي تفور...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

ابراهيم السكوري
10-07-2010, 02:45 PM
حياك الله يا أبا شامة ..
أبداع ممتع ، لغة جذابة ، و سرد أخاد ، و رسالة نبيلة ..
نسال الله العفو و العافية .. ما أشد اسوداد الذنوب . و النفس لا تمل حتى تهوي بصاحبها بئر بلا قاع من الخطايا ليكون مصيره مصير بطل الأقصوصة ..
دمت مبدعا متألقا

د. عبد الفتاح أفكوح
10-07-2010, 08:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أخي الكريم
إبراهيم السكوري
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك سناء الشكر وبهاء التقدير على جميل اهتمامك وكريم احتفالك بما نثرته في هذا المقام من حروف قصصية، والذي لا تأخذه سنة ولا نوم أسأل أن يرزقنا التوفيق والسداد في القول والعمل ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

ربيحة الرفاعي
26-02-2013, 09:59 PM
يعجبني هذا الإبداع السردي بشاعرية نسقه وجمال تصويره وبناء عباراته
ببراعة طرقت مستهلك الموضوع فانعشته

تحاياي

براءة الجودي
28-02-2013, 07:54 PM
جميل أسلوبك في السد وقد تطرقت إلى قضية هامة جدا , نسأل الله العفو ولسلام وان لانكون ممن أغرقوا في الشهوات فغفلوا ونسو الآخرة
نفع الله بك

كاملة بدارنه
01-03-2013, 09:24 AM
في
منامه رأى من تدعوه إليها مشتاقة بشهيق من نار، وبزفير من لهب تغريه بنفسها، ورأى نفسه يحث الخطى نحوها لاهثاً ليرتمي في حضنها، فانتهى به الحلم إلى أن أصبح من وقودها وهي تفور...
لا أظنّه كان سيحظى بمنام أفضل!
رائعة لغة وأسلوبا
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
01-03-2013, 09:41 AM
"ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة. إن القلب ليواقع الخطيئة به حتى تقلب عليه فيصير أعلاه أسفله
قال تعالي :
(بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون). [المطففين: 14]
نص رائع , ممتع ونبيل ,سرد محبك
ومفردات منتقاه وغنية .
دمت بألق .

نداء غريب صبري
05-04-2013, 04:15 PM
قصة فيها نصح وموعظة للذين لهم عيون تبصر وعقول تفكر

شكرا لك اخي

بوركت

آمال المصري
10-08-2013, 10:23 AM
من الأدب القصصي الهادف الذي يحمل الحكمة والعبرة
نص ماتع بأسلوبه وسرده المتقن وخاتمته المبهرة
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

د. عبد الفتاح أفكوح
01-06-2014, 01:17 PM
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
سلام الله ذي الجلال والإكرام عليكم ورحمته سبحانه وتعالى وبركاته
ربيحة الرفاعي - براءة الجودي - كاملة بدارنه - نادية محمد الجابى - نداء غريب صبري - آمال المصري
وبعد ...
لكم منتهى الشكر وغاية التقدير على جميل اهتمامكم بحروفي القصصية العربية، وعسَى أن يتقبلها أهل هذه الواحة الثقافية بقبول حسن، وينبتوها نباتاً حسناً
حيَّاكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

لانا عبد الستار
24-07-2014, 12:55 AM
لغة جميلة وسرد ممتع

أشكرك

خلود محمد جمعة
27-05-2015, 07:30 AM
ومن غيره سيروي ظمأها ويشبع غريزتها، ومن غيرها يستحق
بلاغة في الحرف وجمال في السرد وعمق في الفكرة برسالة واعظة
بوركت وكل التقدير