المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زقاق النواعير



عبد الله راتب نفاخ
13-07-2010, 08:07 PM
كان طريقاً قصيراً....
لكنه يمتد في نفسي وسع النجوم والأفلاك...
يربط ثانويتنا القديمة التي أمضيت بها أجمل أيام العمر بأول سوق الجمعة ، طريق قديم يسمى زقاق النواعير ، لكن مسربنا الذي كنا نقطعه جزء من الزقاق يعدل نصفه ، وبه مساحة منكشفةتبدو منها دمشق منبسطة كغادة حسناء تقلدت سمطاً من اللآلئ عاجية اللون ، قاذفة في القلب كل معاني الصفاء والجمال و الحب.
لم يكن به من معاني الأبهة والرقي شيء ، بل بيوت قديمة لأناس من ذوي الإقتار ، وبوابة خلفية لمسجد الشيخ محيي الدين بن عربي ، وناعورة قديمة تطل من أحد البيوت الأثرية ، لكنَ قلبي كان يتسع به بما يحمل من ذكريات السنوات الساحرة ، فأراه يشمل الغيوم الملائكية التي تتلبد بها سماؤه شتاء فأسمع منهاصدى ترنيمة شرقية مقدسة ، والأضواء الشاعرية التي تبرز للعابر فيه ليلاً من شوارع دمشق الراقية الممهدة أمام الناظر منه ، و التي كانت ملجئي كلما ضاقت بي السبل إذ أقف على السياج الحديدي الذي يحمي العابر على حرف الطريق من الوقوع ، وأبث همي لليل الحبيب الذي ما أدري إلى اليوم إن فقدته أي صاحب يتبقى لي فأركن إليه .
كان الطريق معبرنا من مدرستنا إلى بيوتنا ، لكم تناقشنا فيه وتحدثنا ، ولكم اختصمنا فيه واصطلحنا ، وكم شهدنا أحداثاً غيرت وجه الدنيا و وجه حياتنا ، وكان آخرما شهدناه به أنه كان مسلكنا كل يوم لتقديم امتحان الشهادة الثانوية التي أسلمتنا من بعد للجامعة .
كنت أسميه طريق النحل ....وأي نحل كان ذاك؟! ! ....زنابير ملتئمة على غذاء هنا أو نفاية هناك، لكنها كانت عندي أجمل من كل نحلة تحمل شهد العسل ، أولم يكف بها أنها تسكن الطريق الذي له في قلبي أغلى مكان.
الزقاق أثري ، لكن الجزء الذي كنا نقطعه منه كان أقل جمالاً وأحدث من بقية الزقاق ، وجمال ذكرياتنا وضع به سحراً غريباً كسحر غروب دمشق لناظره من أعلى قاسيون ، سحراً ممتزجاً بأيام الطفولة والمراهقة وما حملته من صفاء ونقاء تبددا بعدها ، فغدا تذكر عهدها يفجر شوقاً وحنيناً لما تلاشى بتلاشيها .
بعد لأي حفرت أجزاء من الطريق ، و اقتلعت جرافات عملاقة كثيراً من بيوته القديمة المفعمة بعبق الماضي وما يحمله ، وحلت مكانها شاهقات إسمنتية توحي بالحاضر وماينوء به ، ومن طريقنا الذي كان يتسع لنا وعددنا خمسة أو ستة بقي معبر صغير لا يستقيم لعابر واحد ، و غاب الرفاق الذين كان الطريق يضمهم غدوة و روحة راحلين كل إلى وجهته ، ولم يدع لنا دهرنا من أيام عمرنا الحلوة غير أشتات ذكريات و بعثرات من أغاني فيروز ولا سيما طريق النحل .
وكلما عبرت الطريق ويندر ألا أعبره كل يوم تأملت في تلك الأحجار ، وتلك الأرض ، وتلك الجدران ، قد عرفناها وعرفتنا ، و ألفناها و ألفتنا ، ثم مضى كل إلى غايته ، أفهكذا قدرنا دوماً ، أن نفارق من نحب على مفترقات الطرق ، و أن تؤول أجمل أيام العمر هباء منثوراً لا حياة له إلا في قلوب راعي الود و حافظيه، وأن تتبدد اللحظات الحلوة وتصير خيالاً سحرياً كصباح ربيعي لا يستشعره إلا أصحاب القلوب الرقيقة والأنفس الحساسة ....و أولئك ما أقلهم .

احمد حمود الغنام
13-07-2010, 10:04 PM
جميل ماينثره قلمك أديبنا القدير نفاخ
أسلوب يرتقي بنا تزينه أحرف رصينة
تحكي لنا أدب جميل ، ونواعير لي معها ذكريات وذكريات ..
لاحرمنا من إبداعكم
مع عاطر تحيتي ،

شيماء عبد الله
14-07-2010, 09:56 AM
أستاذيّ السامق / عبد الله

دوما إنتقائك فيه من الترويح للنفس وما يلامس أصداء الفكر وما يكتنز القلب من شوق لأيام الدراسة

أجمل أيام تجتاح حياتنا بكل صخبها وصفائها وبراءتها وماطبع لنا الزمان في المخيلة من احداث ومواقف لاتنسى..

حروفك الرائعة تجذبنا إلى صفحاتك كالنحل حين يستقي الرحيق

دمت ودام حرفك المطل على أجمل الذكريات

كن بخير

عبد الله راتب نفاخ
14-07-2010, 03:50 PM
جميل ماينثره قلمك أديبنا القدير نفاخ
أسلوب يرتقي بنا تزينه أحرف رصينة
تحكي لنا أدب جميل ، ونواعير لي معها ذكريات وذكريات ..
لاحرمنا من إبداعكم
مع عاطر تحيتي ،


حياك الله و بارك بك أخي الكريم أحمد
الرقي فيكم سيدي و لفضلكم نسبتموه لأدبي
ألف شكر لكم



:0014: :0014: :0014:

عبد الله راتب نفاخ
14-07-2010, 03:54 PM
أستاذيّ السامق / عبد الله

دوما إنتقائك فيه من الترويح للنفس وما يلامس أصداء الفكر وما يكتنز القلب من شوق لأيام الدراسة

أجمل أيام تجتاح حياتنا بكل صخبها وصفائها وبراءتها وماطبع لنا الزمان في المخيلة من احداث ومواقف لاتنسى..

حروفك الرائعة تجذبنا إلى صفحاتك كالنحل حين يستقي الرحيق

دمت ودام حرفك المطل على أجمل الذكريات

كن بخير


أستاذتي شيماء .....
بل أنتم الورود التي تجذب نحل الأدب .....
دمت قارئة راقية ذواقة
سلمك الله و بارك بك
:001: :001: :001:

زهراء المقدسية
14-07-2010, 04:33 PM
الأستاذ المبدع عبدالله راتب

قد تتبدل الأمكنة ويتبدل ساكنوها
ولكن تبقى ذكرياتنا فيها محفورة تأبى التلاشي
إلا بتلاشينا نحن

نص جميل أبدعت فيه بحق
جعلتنا بكل سلاسة نعيش معك تلك اللحظات
التي أجبرت قلمك على بوحك الجميل

دمت مبدعا

محمد ذيب سليمان
14-07-2010, 05:59 PM
صدقني أن ما تكتبه يفوق عندي طثيرا من النصوص الأدبية
ذلك لأنكتعيد الى الذاكرة عبق الماضي وتفتح خيالات نسيناها
قد تختلف القصص ولكه تخرج مكن معبد الذكريات الجميل
الذي يكتنز بداخله ما لاقينا ومن عرفنا ومن هجرنا
نخرج معك في رحلتك .. تتركنا ليقودنا حلم وذكريات ممرنا بها
شكرا لك

عبدالصمد حسن زيبار
14-07-2010, 06:25 PM
قد تفنى الأماكن ..لكن دوما تبقى الذكرى
إنهى ذكريات مفعمة بالحنين
استحالت مدننا إلى أكوام من مادة صماء ,
و ترصعت أرصفتنا بألوان الكلس الجامد
و نحن وسط الركام إلى إشراقة معنى و بوح ذاكرة

تحياتي

آمال المصري
14-07-2010, 06:26 PM
شريط من الذكريات :
منها قابعة بين وطن وقلب تحمل طموحات مغلفة بشهد العسل ...
ومنها ماتتأرجح بين مد وجزر تلملم شمل الحروف
ومنها ماتتناثر على محراب الحنين للبراءة وأيام الصبا
سيدي الفاضل ...
اخترت من المفردات أعذبها ...
وجمال كان يصاحبك هنا على ضفاف الذكريات
تقديري الكبير

عبد الله راتب نفاخ
14-07-2010, 09:37 PM
الأستاذ المبدع عبدالله راتب

قد تتبدل الأمكنة ويتبدل ساكنوها
ولكن تبقى ذكرياتنا فيها محفورة تأبى التلاشي
إلا بتلاشينا نحن

نص جميل أبدعت فيه بحق
جعلتنا بكل سلاسة نعيش معك تلك اللحظات
التي أجبرت قلمك على بوحك الجميل

دمت مبدعا

مرورك رائع و كريم أستاذتي زهراء .....
صدقت فيما قلت
كما هي أحاسيسك دوماً صادقة ....
ألف شكر لك ....
و دمت بخير

عبد الله راتب نفاخ
15-07-2010, 11:43 AM
صدقني أن ما تكتبه يفوق عندي طثيرا من النصوص الأدبية
ذلك لأنكتعيد الى الذاكرة عبق الماضي وتفتح خيالات نسيناها
قد تختلف القصص ولكه تخرج مكن معبد الذكريات الجميل
الذي يكتنز بداخله ما لاقينا ومن عرفنا ومن هجرنا
نخرج معك في رحلتك .. تتركنا ليقودنا حلم وذكريات ممرنا بها
شكرا لك

ما أروع أن أنال مدحاً كهذا من حضرتكم سيدي الكريم .... و أنتم الأدباء الكبار
و ما نحن إلا تلاميذ لكم .... نستقي من فضلكم و أدبكم
بارك الله بكم .... و حياكم .... و حفظكم لنا .....
يشرفني كثيراً كثيراً مروركم بكلماتي المتواضعة
:001: :001: :001:

عبد الله راتب نفاخ
15-07-2010, 04:37 PM
قد تفنى الأماكن ..لكن دوما تبقى الذكرى
إنهى ذكريات مفعمة بالحنين
استحالت مدننا إلى أكوام من مادة صماء ,
و ترصعت أرصفتنا بألوان الكلس الجامد
و نحن وسط الركام إلى إشراقة معنى و بوح ذاكرة

تحياتي


شرفتني بمرورك الرائع و تعليقك الكريم أخي عبد الصمد ....
و كما قلت .... بات كل شيء حولنا ركاماً في ركام .....
سلمك الله و بارك بك ...
و دمت بخير

عبد الله راتب نفاخ
16-07-2010, 05:01 PM
شريط من الذكريات :
منها قابعة بين وطن وقلب تحمل طموحات مغلفة بشهد العسل ...
ومنها ماتتأرجح بين مد وجزر تلملم شمل الحروف
ومنها ماتتناثر على محراب الحنين للبراءة وأيام الصبا
سيدي الفاضل ...
اخترت من المفردات أعذبها ...
وجمال كان يصاحبك هنا على ضفاف الذكريات
تقديري الكبير



أختي العزيزة الكريمة رنيم ....
لكم يشرفني وقوفك بكلماتي .... و تقديرك لها الراجع لذوقك و فضلك ....
و الجمال في قراءتك لا فيها .....
ألف شكر لك ...
و دمت بألف خير

د. سمير العمري
20-12-2010, 09:37 PM
نصك هذا ملأ قلبي دفئا لا أعرف مصدره ، وبت اقرأ بشغف كل حرف في هذه السردية المبدعة نصا وحسا أستشعر منه روعة الوفاء والذكرى للمكان والوفاء كل لا يتجزأ ، وأتعرف فيه على الزوايا وما تشعر به الحنايا من الشغاف بألق يشهد لك بالألق.

أنت أديب ناثر تسير بخطى حثيثة نحو مدارج السموق والتفوق فالزم تغنم.

دمت بخير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.



تحياتي

ربيحة الرفاعي
21-12-2010, 12:41 AM
نص بهي حمل جغرافيا المكان والقلوب وومضة من نبض الأمس القريب، بمفردة جميلة وحس شفيف نثرته الحرفف

لا أمل المرور في مساحات نصوصك

دمت متالقا بني

عبد الله راتب نفاخ
21-01-2011, 12:34 PM
نصك هذا ملأ قلبي دفئا لا أعرف مصدره ، وبت اقرأ بشغف كل حرف في هذه السردية المبدعة نصا وحسا أستشعر منه روعة الوفاء والذكرى للمكان والوفاء كل لا يتجزأ ، وأتعرف فيه على الزوايا وما تشعر به الحنايا من الشغاف بألق يشهد لك بالألق.

أنت أديب ناثر تسير بخطى حثيثة نحو مدارج السموق والتفوق فالزم تغنم.

دمت بخير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.



تحياتي


أستاذنا الكريم ....
بارك الله بكم و سلمكم ...
شرفني مروركم ، أضاء المساحات و أشرقت به الثنايا ....
سلمكم الله و بارك بكم

عبد الله راتب نفاخ
21-01-2011, 12:35 PM
نص بهي حمل جغرافيا المكان والقلوب وومضة من نبض الأمس القريب، بمفردة جميلة وحس شفيف نثرته الحرفف

لا أمل المرور في مساحات نصوصك

دمت متالقا بني


خالتي العزيزة ... سلمك الله و بارك بك ...
كم أسر حين أرى تعليقكم على كلماتي .....
دمت بألف ألف خير