سالم العلوي
14-07-2010, 07:12 AM
القصيدة المحمدية
للإمام شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري
(608 - 695 هـ)
(1213–1295 م )
محمد أشرف الأعـراب والعـجم= محمد خير من يمشـي على قـدم
محمد باسـط المـعروف جامـعه= محمد صاحب الإحـسان والكـرم
مـحمد تاج رسل اللـه قاطـبة= محـمد صادق الأقـوال والكـلم
محمـد ثابـت الميـثاق حافـظه= محمد طيـب الأخـلاق والشـيم
محمد جبلـت بالنـور طينـته= محمد لم يـزل نورا من القـدم
محمد حاكـم بالعـدل ذو شـرف= محمد معـدن الأنـعام والحـكم
محمد خير خلق اللـه من مضر= محمد خير رسل اللـه كلهـم
محمد ديـنه حـق نديـن بـه= محمد مشرق حقا عـلى عـلم
محمـد ذكـره روح لأنفـسنا= محمد شكره فرض على الأمـم
محـمد زيـنة الدنيا وبهجتـها= محمد كاشـف الغـمات والظـلم
محـمد سـيد طابت مناقـبه= محمد صاغـه الرحمن بالنعـم
محمد صفـوة البـاري وخيـرته= محمد طاهر من سائـر التهـم
محمد ضاحك للضيـف مكرمـه = مـحمد جاره واللـه لم يـضم
محمـد طابـت الدنيا ببعثـته = محمـد جاء بـالآيات والحـكم
محمد يوم بعـث الناس شافعـنا= محمد نـوره الهـادي مـن الظلـم
فمبـلغ العـلم فيـه أنـه بشـر= وأنه خيـر خـلق اللـه كلهـم
وكل آي أتى الرسل الكـرام بها= فإنـما اتصلت من نوره بهـم
فإنه شـمس فـضل هم كواكبـها= يظهرن أنوارها للناس فـي الظلم
أكرم بخلق نبـي زانـه خلـق= بالحسن مشـتمل بالبـشر متـسم
كالزهر في ترف والبدر في شرف= والبحر في كرم والدهر في همم
كأنه وهو فـرد فـي جلالتـه= في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف= من معدني منطق مـنه ومبـتسم
لا طيب يعدل تربا ضم أعظـمه= طـوبى لمنتـشق منـه وملتـثم
أبان مولده عن طيـب عنـصره= يا طيب مبـتدأ ٍ منـه ومختـتم
يوم تـفرس فيـه الفـرس أنهـم= قد أنذروا بحلول البـؤس والنـقم
وبات إيوان كسرى وهو منـصدع= كشمل أصحاب كسرى غير ملتـئم
والنـار خامـدة الآنفاس من أسف= عليه والنهر ساهي العين من سدم
وساء ( ساوة ) أن غاضت بحيرتها= ورد واردها بالغيـظ حين ظمـي
كأن بالنار ما بـالماء من بلـل= حزنا وبالمـاء ما بالنـار من ضرم
والجن تهتف والأنـوار ساطعـة= والحق يظهر من معنى ومن كلـم
عموا وصموا فإعلان البشائـر لم= يسمع وبارقـة الإنـذار لم تـشم
من بعد ما أخبر الأقـوام كاهنهـم= بـأن دينهـم المـعوج لم يقـم
حتى غدا عن طريق الوحي منهزم= من الشياطيـن يقـفوا إثر منهـزم
كأنهـم هـرباً أبـطال أبـرهة= أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي
نبذا به بعـد تسبـيح ببطنهـما = نبـذ المسبـح من أحشاء ملتـقم
جاءت لدعوتـه الأشـجار ساجـدة= تمشي إليـه على ساق بلا قـدم
كأنـما سطرت سطرا لما كتبـت= فروعها من بديـع الخـط بالقـلم
مثل الغـمامة أنى سار سائـرة= تقيه حر وطيس للهجـير حمـي
أقسمـت بالقمر المنشق ان لـه= من قلبه نسبة مبـرورة القسـم
وما حوى الغار من خير ومن كرم= وكل طرف من الكفار عنه عمي
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على= خير البرية لم تـنسج ولم تحـم
وقاية اللـه أغنت عن مضاعفة= من الدروع وعن عال مـن الأطم
ولا التمست غنى الدارين من يده= الا استلمت الندى من غير مسـتلم
لا تنكر الوحي من رؤياه أن لـه= قلبا إذا نامـت العينان لم ينـم
وذاك حيـن بلـوغ من نبوتـه= فليـس ينـكر فيه حال محتـلم
تبارك اللـه ما وحي بمكتسـب= ولا نبـي على غيـب بمتهـم
كم أبرأت وصبا باللمس راحتـه= وأطلقـت أربا من ربقة اللمـم
وأحيت السنـة الشـهباء دعوتـه= حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
بعارض جاد أو خلت البـطاح بها= سيلا من اليم أو سيلا من العرم
دعني ووصفي آيات لـه ظهرت= ظهور نار القرى ليلا على علـم
فالـدر يزداد حسنا وهو منـتظم= وليس ينقص قدرا غير منـتظم
فـما تـطاول آمال المديـح إلى= ما فيه من كرم الأخلاق والشـيم
آيات حق من الرحمـن محدثـة= قـديمة صفـة الموصوف بالقـدم
لم تقتـرن بـزمان وهي تخبـرنا = عـن المعاد وعـن عاد وعن إرم
دامت لدينا فـفاقت كل معـجزة = من النبيـين إذ جاءت ولم تـدم
محكمات فما يبقيـن مـن شـبه= لذي شقاق وما يبغين من حـكم
ما حوربت قط إلا عاد من حرب= أعدى الأعادي إليـها ملقي السـلم
ردت بلاغتـها دعوى مـعارضها= رد الغيور يد الجاني عن الحـرم
لها معان كموج البحر في مـدد= وفوق جوهره في الحسن والقيـم
فما تعد ولا تحـصى عجائـبها= ولا تـسام على الإكـثار بالسأم
قرت بها عين قاريها فـقلت له= لقد ظفرت بحبل اللـه فاعتصم
إن تتلها خيفة من حر نار لظى = أطفأت حر لظى من وردها الشـبم
كأنه الحوض تبـيض الوجوه بـه= من العـصاة وقد جاؤوه كالحمـم
وكالصـراط وكالمـيزان معــدلة= فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن ْ لحسود راح يـنكرها= تجاهلا وهو عين الحاذق الفهـم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد= وينكر الفم طعم الماء من سقـم
يا خير من يمّم العافون ساحته= سعيا وفوق متون الأينق الرسـم
ومن هو الآية الكبرى لمعتـبر= ومن هو النعمة العظمى لمغتـنم
سريت من حـرم ليلا إلى حرم = كما سرى البدر في داج من الظلم
وبت ترقى إلى أن نلت منـزلة = من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتـك جميـع الأنبـياء بـها = والرسل تقـديم مخـدوم على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهـم = في موكب كنت فيه صاحب العلم
حتى إذا لم تـدع شأوا لمستـبق= مـن الدنـو ولا مرقى لمسـتلم
خفـضت كل مقام بالاضافـة إذ= نوديت بالرفع مثل المفرد العـلم
فخرت كل فـخار غير مشـترك= فحزت كـل مقام غير مزدحـم
وجل مقدار ما وليـت من رتب= وعز إدراك ماوليـت من نعـم
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـا= من العنايـة ركنا غيـر منهـدم
لما دعى اللـه داعينا لطاعته= بأكرم الرسل كنا أكـرم الأمـم
راعت قلوب العدا أنباء بعثـته= كنـبأة أجفلت غفلا من الغـنم
ما زال يلقاهـم في كل معتـرك= حتى حكوا بالقنا لحما على وضم
ودوا الفرار فكادوا يغبـطون به= أشلاء شالت مع العقبان والرخـم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتـها= ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم
كأنما الديـن ضيف حل ساحتهـم= بكـل قرم إلى لحـم العدا قـرم
يجر بحر خميـس فوق سابحـة = يرمي بمـوج من الأبطال ملتطم
من كـل منتـدب للـه منتسب= يسطو بمستأصل للكفر مصطـلم
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم= من بعد غربتهـا موصولة الرحم
مكفـولة أبدا منهم بخـير أب = وخير بعـل فلم تيـتم ولم تئـم
هم الجبال فسل عنهم مصادمـهم= ماذا رأى منهـم في كل مصطدم
وسل حنين وسل بدرا وسل أحدا= فصول حتف لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمرا بعد ما وردت= من العـدا كـل مسود من اللمم
والكاتبين بسمر الخط ما تـركت= أقلامهم حرف جسم غير منعجـم
شاكي السلاح لهم سيما تميزهـم= والورد يمتـاز بالسيما عن السلـم
تهدي إليك رياح النصر نشرهـم= فتحسب الزهر في الأكمام كل كمي
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى= من شدة الحزم لا من شدة الحزم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا= فما تـفرق بـين البهم والبهـم
ومن تكن برسول اللـه نصرته= ان تلقه الأسـد في آجامـها تجم
ولن ترى من ولي غيـر منتصر= بـه ولا من عدو غير منقـصم
أحـل أمتـه فـي حرز ملتـه= كالليث حل مع الأشبال في أجم
كم جدلت كلمات اللـه من جدل= فيه وكم خصم البرهان من خصم
كفـاك بالعـلم في الأمي معجزة= في الجاهـلية والتأديب في اليتـم
خدمتـه بمديـح أستقـيل بـه = ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم
إذ قلـداني ما تخـشى عواقبـه = كأنـني بهما هدي من النعـم
أطلعت غي الصبا في الحالتين وما = حصلت إلا على الآثـام والنـدم
فيا خسارة نفـس في تجارتـها= لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم
ومن يـبع آجلا منـه بعاجـله= يبن له الغبن في بيع وفي سلم
إن آت ذنبا فما عهدي بمنتقض= من النبي ولا حـبلي بمنـصرم
فإن لـي ذمـة مـنه بتسميـتي محمدا= وهو أوفى الخلق بالذمـم
إن لم يكن في معادي آخذا بيدي = فضلا وإلا فـقل يا زلة القـدم
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمـه= أو يرجع الجار منه غير محترم
ومنـذ ألزمت أفـكاري مدائـحه= وجدتـه لخلاصي خيـر ملتـزم
ولن يفوت الغنى منه يـدا تربت = إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت= يدا زهـير بما أثـنى على هرم
للإمام شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري
(608 - 695 هـ)
(1213–1295 م )
محمد أشرف الأعـراب والعـجم= محمد خير من يمشـي على قـدم
محمد باسـط المـعروف جامـعه= محمد صاحب الإحـسان والكـرم
مـحمد تاج رسل اللـه قاطـبة= محـمد صادق الأقـوال والكـلم
محمـد ثابـت الميـثاق حافـظه= محمد طيـب الأخـلاق والشـيم
محمد جبلـت بالنـور طينـته= محمد لم يـزل نورا من القـدم
محمد حاكـم بالعـدل ذو شـرف= محمد معـدن الأنـعام والحـكم
محمد خير خلق اللـه من مضر= محمد خير رسل اللـه كلهـم
محمد ديـنه حـق نديـن بـه= محمد مشرق حقا عـلى عـلم
محمـد ذكـره روح لأنفـسنا= محمد شكره فرض على الأمـم
محـمد زيـنة الدنيا وبهجتـها= محمد كاشـف الغـمات والظـلم
محـمد سـيد طابت مناقـبه= محمد صاغـه الرحمن بالنعـم
محمد صفـوة البـاري وخيـرته= محمد طاهر من سائـر التهـم
محمد ضاحك للضيـف مكرمـه = مـحمد جاره واللـه لم يـضم
محمـد طابـت الدنيا ببعثـته = محمـد جاء بـالآيات والحـكم
محمد يوم بعـث الناس شافعـنا= محمد نـوره الهـادي مـن الظلـم
فمبـلغ العـلم فيـه أنـه بشـر= وأنه خيـر خـلق اللـه كلهـم
وكل آي أتى الرسل الكـرام بها= فإنـما اتصلت من نوره بهـم
فإنه شـمس فـضل هم كواكبـها= يظهرن أنوارها للناس فـي الظلم
أكرم بخلق نبـي زانـه خلـق= بالحسن مشـتمل بالبـشر متـسم
كالزهر في ترف والبدر في شرف= والبحر في كرم والدهر في همم
كأنه وهو فـرد فـي جلالتـه= في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف= من معدني منطق مـنه ومبـتسم
لا طيب يعدل تربا ضم أعظـمه= طـوبى لمنتـشق منـه وملتـثم
أبان مولده عن طيـب عنـصره= يا طيب مبـتدأ ٍ منـه ومختـتم
يوم تـفرس فيـه الفـرس أنهـم= قد أنذروا بحلول البـؤس والنـقم
وبات إيوان كسرى وهو منـصدع= كشمل أصحاب كسرى غير ملتـئم
والنـار خامـدة الآنفاس من أسف= عليه والنهر ساهي العين من سدم
وساء ( ساوة ) أن غاضت بحيرتها= ورد واردها بالغيـظ حين ظمـي
كأن بالنار ما بـالماء من بلـل= حزنا وبالمـاء ما بالنـار من ضرم
والجن تهتف والأنـوار ساطعـة= والحق يظهر من معنى ومن كلـم
عموا وصموا فإعلان البشائـر لم= يسمع وبارقـة الإنـذار لم تـشم
من بعد ما أخبر الأقـوام كاهنهـم= بـأن دينهـم المـعوج لم يقـم
حتى غدا عن طريق الوحي منهزم= من الشياطيـن يقـفوا إثر منهـزم
كأنهـم هـرباً أبـطال أبـرهة= أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي
نبذا به بعـد تسبـيح ببطنهـما = نبـذ المسبـح من أحشاء ملتـقم
جاءت لدعوتـه الأشـجار ساجـدة= تمشي إليـه على ساق بلا قـدم
كأنـما سطرت سطرا لما كتبـت= فروعها من بديـع الخـط بالقـلم
مثل الغـمامة أنى سار سائـرة= تقيه حر وطيس للهجـير حمـي
أقسمـت بالقمر المنشق ان لـه= من قلبه نسبة مبـرورة القسـم
وما حوى الغار من خير ومن كرم= وكل طرف من الكفار عنه عمي
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على= خير البرية لم تـنسج ولم تحـم
وقاية اللـه أغنت عن مضاعفة= من الدروع وعن عال مـن الأطم
ولا التمست غنى الدارين من يده= الا استلمت الندى من غير مسـتلم
لا تنكر الوحي من رؤياه أن لـه= قلبا إذا نامـت العينان لم ينـم
وذاك حيـن بلـوغ من نبوتـه= فليـس ينـكر فيه حال محتـلم
تبارك اللـه ما وحي بمكتسـب= ولا نبـي على غيـب بمتهـم
كم أبرأت وصبا باللمس راحتـه= وأطلقـت أربا من ربقة اللمـم
وأحيت السنـة الشـهباء دعوتـه= حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
بعارض جاد أو خلت البـطاح بها= سيلا من اليم أو سيلا من العرم
دعني ووصفي آيات لـه ظهرت= ظهور نار القرى ليلا على علـم
فالـدر يزداد حسنا وهو منـتظم= وليس ينقص قدرا غير منـتظم
فـما تـطاول آمال المديـح إلى= ما فيه من كرم الأخلاق والشـيم
آيات حق من الرحمـن محدثـة= قـديمة صفـة الموصوف بالقـدم
لم تقتـرن بـزمان وهي تخبـرنا = عـن المعاد وعـن عاد وعن إرم
دامت لدينا فـفاقت كل معـجزة = من النبيـين إذ جاءت ولم تـدم
محكمات فما يبقيـن مـن شـبه= لذي شقاق وما يبغين من حـكم
ما حوربت قط إلا عاد من حرب= أعدى الأعادي إليـها ملقي السـلم
ردت بلاغتـها دعوى مـعارضها= رد الغيور يد الجاني عن الحـرم
لها معان كموج البحر في مـدد= وفوق جوهره في الحسن والقيـم
فما تعد ولا تحـصى عجائـبها= ولا تـسام على الإكـثار بالسأم
قرت بها عين قاريها فـقلت له= لقد ظفرت بحبل اللـه فاعتصم
إن تتلها خيفة من حر نار لظى = أطفأت حر لظى من وردها الشـبم
كأنه الحوض تبـيض الوجوه بـه= من العـصاة وقد جاؤوه كالحمـم
وكالصـراط وكالمـيزان معــدلة= فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن ْ لحسود راح يـنكرها= تجاهلا وهو عين الحاذق الفهـم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد= وينكر الفم طعم الماء من سقـم
يا خير من يمّم العافون ساحته= سعيا وفوق متون الأينق الرسـم
ومن هو الآية الكبرى لمعتـبر= ومن هو النعمة العظمى لمغتـنم
سريت من حـرم ليلا إلى حرم = كما سرى البدر في داج من الظلم
وبت ترقى إلى أن نلت منـزلة = من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتـك جميـع الأنبـياء بـها = والرسل تقـديم مخـدوم على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهـم = في موكب كنت فيه صاحب العلم
حتى إذا لم تـدع شأوا لمستـبق= مـن الدنـو ولا مرقى لمسـتلم
خفـضت كل مقام بالاضافـة إذ= نوديت بالرفع مثل المفرد العـلم
فخرت كل فـخار غير مشـترك= فحزت كـل مقام غير مزدحـم
وجل مقدار ما وليـت من رتب= وعز إدراك ماوليـت من نعـم
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـا= من العنايـة ركنا غيـر منهـدم
لما دعى اللـه داعينا لطاعته= بأكرم الرسل كنا أكـرم الأمـم
راعت قلوب العدا أنباء بعثـته= كنـبأة أجفلت غفلا من الغـنم
ما زال يلقاهـم في كل معتـرك= حتى حكوا بالقنا لحما على وضم
ودوا الفرار فكادوا يغبـطون به= أشلاء شالت مع العقبان والرخـم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتـها= ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم
كأنما الديـن ضيف حل ساحتهـم= بكـل قرم إلى لحـم العدا قـرم
يجر بحر خميـس فوق سابحـة = يرمي بمـوج من الأبطال ملتطم
من كـل منتـدب للـه منتسب= يسطو بمستأصل للكفر مصطـلم
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم= من بعد غربتهـا موصولة الرحم
مكفـولة أبدا منهم بخـير أب = وخير بعـل فلم تيـتم ولم تئـم
هم الجبال فسل عنهم مصادمـهم= ماذا رأى منهـم في كل مصطدم
وسل حنين وسل بدرا وسل أحدا= فصول حتف لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمرا بعد ما وردت= من العـدا كـل مسود من اللمم
والكاتبين بسمر الخط ما تـركت= أقلامهم حرف جسم غير منعجـم
شاكي السلاح لهم سيما تميزهـم= والورد يمتـاز بالسيما عن السلـم
تهدي إليك رياح النصر نشرهـم= فتحسب الزهر في الأكمام كل كمي
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى= من شدة الحزم لا من شدة الحزم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا= فما تـفرق بـين البهم والبهـم
ومن تكن برسول اللـه نصرته= ان تلقه الأسـد في آجامـها تجم
ولن ترى من ولي غيـر منتصر= بـه ولا من عدو غير منقـصم
أحـل أمتـه فـي حرز ملتـه= كالليث حل مع الأشبال في أجم
كم جدلت كلمات اللـه من جدل= فيه وكم خصم البرهان من خصم
كفـاك بالعـلم في الأمي معجزة= في الجاهـلية والتأديب في اليتـم
خدمتـه بمديـح أستقـيل بـه = ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم
إذ قلـداني ما تخـشى عواقبـه = كأنـني بهما هدي من النعـم
أطلعت غي الصبا في الحالتين وما = حصلت إلا على الآثـام والنـدم
فيا خسارة نفـس في تجارتـها= لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم
ومن يـبع آجلا منـه بعاجـله= يبن له الغبن في بيع وفي سلم
إن آت ذنبا فما عهدي بمنتقض= من النبي ولا حـبلي بمنـصرم
فإن لـي ذمـة مـنه بتسميـتي محمدا= وهو أوفى الخلق بالذمـم
إن لم يكن في معادي آخذا بيدي = فضلا وإلا فـقل يا زلة القـدم
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمـه= أو يرجع الجار منه غير محترم
ومنـذ ألزمت أفـكاري مدائـحه= وجدتـه لخلاصي خيـر ملتـزم
ولن يفوت الغنى منه يـدا تربت = إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت= يدا زهـير بما أثـنى على هرم