المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَامَان.. وَقَدْ أَبْهَجَهُ السَّراب!!



صقر أبوعيدة
15-07-2010, 08:06 AM
هَامَان.. وَقَدْ أَبْهَجَهُ السَّراب!!
نَشَلُوا جُذُورَ الضَّوءِ مِنْ شَمْسِ الْبِلادْ
قَالوُا مَوَاسِمُهَا انْتَهَتْ
وَنَخَافُ أَنْ تَتَمَلْمَلَ الْحَسَرَاتُ في رُوحِ الْعِبَادْ
أَوْ تَأْتِيَ الرِّيحُ الْخَبِيئَةُ بِالْفَسَادْ
هَامَانُ يَاهَامَانُ قَدْ نَبْنِي لَهُمْ وَكْرَاً يَقِيهِمْ حُبَّنَا
فَارْسُمْ لَهُمْ مِنْ أَمْرِنَا
دَرْبَ الرَّشَادْ
وَانْحَتْ لَهُمْ صُوَراً تَقُولُ أَنَا اللَّيَالِي وَالضِّيَاءْ
لا تَسْأَمُوا مِنْ دَامِسٍ مَدَّ الْعَبَاءَةَ فَوقَ مِصْبَاحِ النَّهَارْ
لا تَسْأَلُوا عَمَّا يَقَولُ الْمُفْسِدُونَ لِشِرْعَتِي
إِنْ تَسْأَلُوا نُرْسِلْ لَكُمْ سُنَنَ الْخَرَابْ
أَوَلَمْ تَرَوا مَاذا فَعَلْنَا بِالَّذِي شَقَّ السُّكُونَ بِلَيلَتي
ثُمَّ اسْتَمَالْ
مِنْ حَقْلِنَا زَغَبَ الغُصُونِ وَهَامَ يَلْعَقُ في الرِّمَالْ
وَالْمَاءُ عِنْدِي لَيْسَ صَعَباً أن يُنَالْ
هَاتُوا دِلاءَ مَحَبَّتِي
لا تَشْتَكُوا مِنْ سُنَّتِي
قَدْ أُغْلِقُ الأَبْوَابَ رَدْمَاً لِلسُّؤَالْ
لا تَنْخَسُوا زَهَرَاتِكُمْ في عُدْوَتِي
وَلْتَتْرُكُوا تِلْكَ النَّوَاشِزَ لِلزَّمَانْ
أَوْ تَلْعَقُوا ظِمْءَ الْحَيَاةْ
إِنْ تَنْتَهُوا نَقْفِلْ لَكُمْ نَهْرَ الْعَذَابْ
مَا عِنْدَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ تَحْبُونَ فِيهِ عِنْدَمَا أَذْرو السِّهَامْ
*****
وَيَقُولُ أَمْثَلُهُمْ عَلَينَا نِقْمَةً
ذَرْنِي أَدُسُّ لَهُمْ مَنَافِيَ وَابْتِهَاجَاً بِالسَّرَابْ
يَاحَسْرَةً عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونْ
يَومَاً وَتَشْخَصُ مِنْ جَوَانِبِهَا الْعُيُونُ فَلا تَرَى
إِلا سَوَادَاً في خِبَاءْ
أَفَلا أَدُلُّ شَفِيعَكُمْ لِلْهَمْسِ في أُذُنِ الْخِصَامْ
كَيْ يَنْتَهُوا مِنْ حُلْمِهِمْ
وَيَذُوبَ عُمْرُ الرَّاقِصِينَ عَلَى طَرِيقِي بِالدِّمَاءْ
هِيَ حَالُهُمْ
وَأَقُولُ أَشْوِي مَنْ يُبَدِّلُ لَحْنَ عَرْشِي تَحْتَ ظِلِّي لِلْوِلاءْ
هَلْ عِنْدَكُمْ غَيرُ الإِيَابْ
فَاسْتَشْفِعُونِي أَرْضَهُ نَغَمَاً لَكُمْ
أََوَ صَمْتُكُمْ يَخْفَى عَلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا طَرِيقٌ لِلْعَذَابْ؟
*****
تِلْكَ الأَسَافِينُ انْتَشَتْ فَوقَ التَّرَاقِي مَا أَتَتْ نَحْوَ الصَّوَابْ
يَا مَنْ تَرَونَ بَلاءَكُمْ زُلْفَى لِمَنْ بَلَعَ النِّفَاقْ
يَشْرِي لَكُمْ وَهَجَ السَّحَابْ
وَالْمُزْنُ يَرْجُفُ حَبُّهُ بَينَ الغُيُومْ
يَهْوِي وَيَفْتُقُ ثَوبَ حَرْثٍ بَعْدَمَا يَبْلَى الْغِطَاءْ
وَيقَولَ هَذِي مِنَّتِي
فَيَدِي عَلَيكُمْ نِعْمَتِي
وَتَرَونَ قُرْبِي كَيفَ يَأْتِي بِالنَّمَاءْ
*****
هَذِي الْمَغَالِيقُ افْتَرَتْ
وَتُحَاوِرُ الأُذُنَ الْخَبِيثَةَ خَلْفَ مَا يَسْعَى الضَّمِيرْ
وَيَقُولُ جَدِّي يَومَ جَاءَ غِيَابُهُ ثُمَّ امْتَطَى رَحْلاً وَغَابْ
الْبِئْرُ بِئْرِي وِالدِّلاءُ يَغِبُّ مِنْهَا كُلُّ طَيرٍ لا يَهَابْ
لَكِنْ عُطَاشَى حَقْلِنَا
قَدْ أَطْفَأُوا نِيرَانَهُمْ بِالدَّمْعِ وَاقْتَسَمُوا سَحَابَةَ حُلْمِهِمْ
هَلاَّ عَصَرْتُمْ دَمْعَةً قَبْلَ الْحِسَابْ
فَلَعَلَّهَا تَرْوِي غُصُونَاً لِلْعِتَابْ
تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الَّتِي لَعِبَتْ عَلَى قَدَمٍ وَسَاقْ
لَمْ يُحْشَ في فَمِهَا لِجَامْ
عَرَفَتْ مَتَى تَمْشِي عَلَى لَحْمِي وَتَهْرسُ في الْعِظَامْ
وَلَهَا حَوَافِرُ تَشْتَهِي هَمَسَاتِ عِرْقِي كَي تَرَى
في صِمْتِهِ غُصْنَ السَّلامْ
تَهْفُو وَتَعْرِفُنِي مِنَ الْكَدَمَاتِ وَالْجُوعِ الْخَشِنْ
نَسَجَتْ مِنَ الأَنْفَاسِ والْقَهْرِ الْعَلَنْ
أَحْزَانَ ثَكْلَى وَارْتِهَانَاً لِلْوَطَنْ
*****
أَوَ تَرْقُصُ الأَيَّامُ وَالتَّارِيخُ يَنْسَى دَمَعَهُ؟
وَالنَّاسُ تَسْأَلُ مَوتَهَا كَيفَ افْتُقِدْ!
هَلْ يَأْلَفُ الْمَوتَى قُبُورَاً زُيِّنَتْ؟
هَلاَّ سَأَلْتَ فُؤَادَكَ الْغَافِي عَلَى كَبِدِ الْبَلدْ
أَينَ الَّذِينَ يُسَافِرُونَ بِلا جَسَدْ؟
وَقَلَعْتَ دَوْحَةَ ظِلِّهِمْ
أَوَ لَمْ تُجِبْكَ حُقُولُهُمْ؟
أن الْمَوَاشِيَ لا تُعَرِّشُ ظِلَّهَا؟
إِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَرَاعِي قَدْ نَمَتْ دَوحَاتُهَا
أَينَ السَّبِيلُ لِمَنْ رَأَى ذِئْبَاً يَعُدُّ خِرَافَهُ؟
يَغْفُو وَيَنْهَكُ في الْعَدَدْ

نريانا تقي الهاشمي
15-07-2010, 09:00 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

صقر العزيز
مررت من هنا

عين الله ترعاك

محمد ذيب سليمان
15-07-2010, 10:44 AM
ما زلت تمتعنا بصورك الجدية المستحدثة الجميلة
ومعانيك الراقية والفاظك المنتقاة المناسبة لموضوع القصيدة
حقا لك كل الحب
أيها الصقر المحلق

د.عمرو عبد الباري
15-07-2010, 11:33 AM
افكار متلاحقة وصور محلقة ما نكاد نخرج من واحدة حتى تجتذبنا الاخرى ..
شاعر ماتع حقا
دمت بتالق

صقر أبوعيدة
16-07-2010, 09:44 PM
نريانا الهاشمي
شاعرتنا الراقية
بورك هذا الحضور البهي والكلم الطيب
حفظك الله

صقر أبوعيدة
16-07-2010, 09:47 PM
محمد ذيب سليمان
شاعرنا الكبير
دمت لنا أيها النبيل كريما معطاء
حفظك الله

صقر أبوعيدة
16-07-2010, 09:49 PM
د. عمر عبد ا لباري
شاعرنا الحبيب
حضوركم ثناء وثناؤكم شرف لي
حفظك الله

وفاء شوكت خضر
16-07-2010, 11:36 PM
شعر جميل في مبناه ومعناه ..
بديع هذا الشعر بصوره ولغته ..

تقبل مرور متطفلة على عالم الشعر ..
تحيتي .

ثائر الحيالي
18-07-2010, 11:54 AM
وَيَذُوبَ عُمْرُ الرَّاقِصِينَ عَلَى طَرِيقِي بِالدِّمَاءْ
هِيَ حَالُهُمْ
وَأَقُولُ أَشْوِي مَنْ يُبَدِّلُ لَحْنَ عَرْشِي تَحْتَ ظِلِّي لِلْوِلاءْ
هَلْ عِنْدَكُمْ غَيرُ الإِيَابْ
فَاسْتَشْفِعُونِي أَرْضَهُ نَغَمَاً لَكُمْ
أََوَ صَمْتُكُمْ يَخْفَى عَلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا طَرِيقٌ لِلْعَذَابْ؟


الأستاذ القدير صقر أبو عبيدة

رائع ما خط يراعك ..وجليّ موضع سهمك حيث أصاب ..

سلمت ..وسلم مدادك

محبتي ..واحترامي

د. سمير العمري
12-11-2010, 09:50 PM
نص فاره فاخر كعادة شعرك في قصيدة السطر حفلت بكل جميل لغة وصورة ومسحنات إضافة للمعنى الجميل العميق. ولكن إذا أذنت لي أن أشير إلى أن هناك ما شوش علي لو بندرة استمتاعي الكبير بحرفك وذلك في بعض تدوير للأسطر غير مناسب.

دمت مبدعا محلقا!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي