مشاهدة النسخة كاملة : ملوثات
محمد ذيب سليمان
18-07-2010, 11:41 AM
وبينما كانت أشعة الشمس الملتهبة تظلل الرؤوس
وأغصان من المهابة تفرض نفسها وتغطي المكان
أجبرهم عليها ذلك الفاغر فاه في جوف الأرض في انتظار زائره الجديد
من جاء دوره للعودة من حيث أتى " بداية الخلق ".
كان المكان مفتوحا يعج بسكون شبه مطبق إلا من بعض نفر أخذتهم الدنيا وزخرفها
فلوثوا الصفاء ببعض حركة وأنهكوا الهدوء ببعض كلام
وسمموا الروح ببعض دخان .
وفي حركة مفاجئة
مد العجوز يده متحسسا رأس الشاب من يقف الى جانبه,
انتفض الشاب ثم استكان ,
سحب العجوز يده,
خلع كوفيتة واستل من تحتها طاقيتة " القبعة" ,
وضعها على رأس الشاب ,
أعاد الكوفية على رأسه ,
وتمتم ..
نعم هكذا أحسن
حرارة الشمس قد تؤذيك يا ولدي ..
حاتم سالم عبدالله
18-07-2010, 11:52 AM
أستاذ محمد ذيب , هدوء , حركة مفاجئة , انتفاضة , سكون , اطمئنان , يا لهُ من بناء ذكي لقصة قصيرة جدا ..
حاتم
ربيحة الرفاعي
18-07-2010, 02:27 PM
أيا ما كانت الفكرة
وأيا ما كانت ظروف الحدث
فإن قدرتك المبهرة على التحكم بجو النص وأنفاس القاريء تزداد ألقا في كل مرة
سيطرة مميزة على وتيرة الحركة في مساحة زمانية فائقة القصر لحدث محدود
دمت مبد\عا استاذنا
محمد ذيب سليمان
18-07-2010, 02:44 PM
أخي حاتم
السلام عليكم
تحية معطرة لمرورك الكريم
وتعليقك المحفز
شكرا لك
محمد ذيب سليمان
18-07-2010, 02:48 PM
الفاضلة والمتميزة
ربيحة الرفاعي
لحضورك معنى ولتعليقك مساحة كبيرة في عمق النفس
أنتظرك دائما بعد كل نص
لأجد الراحة أتمنى أن أكون كذلك
شكرا لك
عبدالغني خلف الله
19-07-2010, 08:58 PM
أبوة فارهة في الحياة وأبوة مترفة في الكتابة وباحساس التلميذ وانتماء الولد لوالده نقرأ .. نتوقف قليلاً ..نواصل القراءة ..نتعلم ونغادر .
شيماء عبد الله
19-07-2010, 11:20 PM
هنا استوقفني هذا الأبداع والذي أجبرني على التأمل والتمتع والتحقق من ماهية المعنى والحكمة التي استوحيتها بما جال بفكري وأتمنى أن أبلغ مأمن المقصد ولا أشرخ المعنى ألمفعم المعتد
أجد إن ماكان في النور فهو حتما الحق جليا واضحا ومع الرجل الوقور يتربى جيل خير من جيل قد إهترأت ركيزته التربوية وطاش البعض في غياهب الأجواء الملبدة بالدخان المسموم من عصر التحرر والتمدن والبعد عن التحاكم إلى العقلاء والمربين الفضلاء
ولكن لابد للعدل أن يسود ولكلمة الحق أن تعلو ولو بعد حين بيد العلم والفكر والحكمة والعقل السليم مجتمعة بشخص(العجوز)
أستاذيّ القدير تقبل مداخلتي وإن طالت فقصتك تستحق التأمل والمتابعة الجادة
سلمت وسلم المداد الراقي الرائق المنفرد بالعزف
دمت ودام العطاء
كن بخير
كريمة سعيد
20-07-2010, 11:39 AM
المبدع الراقي محمد ذيب سليمان
في كل نص تبهرني بطريقتك الخاصة في تناول حدث مقتنص من الواقع المعيش
وفي هذا النص بالذات راقني تلاعبك بوتيرة القصة التي بالرغم من قصرها إلا أنها كثّفت من ديناميتها بتعدد مواضيعها( sujets) التي تخدم في مجملها الموضوع الرئيس
تقديري
محمد ذيب سليمان
20-07-2010, 12:46 PM
الحبيب ..
عبد الغني خلف الله
أشكرك على هذا الإطراء العطر
أتمنى أن أكون عند حسن الظن
وما ذلك إلا بحضوركم البهي ومتابعاتكم الراقية
شكرا لك أيها الأخ الحبيب
كاملة بدارنه
20-07-2010, 12:54 PM
أستاذي الفاضل/ محمد سليمان
لا أعظم ولا أهمّ من حماية العجوز(بطاقيّته) لفكر الجيل الشّاب من لوث ودخان ووهج الحياة الحارق لقيم كثيرة !
فكرة نورانيّة صبّت بقالب إشعاعيّ
تقديري وتحيّاتي
محمد ذيب سليمان
25-07-2010, 05:49 AM
الأخت الفاضلة شيماء عبد الله
أشكرك جزيل الشكر على إثراء النص بمداخلتك القيمة
التي أعطت النص بعدا آخر
وجمالا جديدا
رؤيتك أتت من دخولك المتمعن في مفردات النص بعيدا عن السطحية أو المشاركة للمشاركة فقط
خالص التحايا
محمد ذيب سليمان
25-07-2010, 05:53 AM
الأخت الفاضلة كريمة سعيد
أسعدك الله في الدارين
سعيد كذلك أنا لمداخلتك الجميلة
هذه الداخلة التي تقدمني كقاص علما أنني أعترف بأنني ما زلت في بداياتي
أتعلم من الكبار وأرى كيف يصوغون عباراتهم
شكرا لك سيدتي على الإطراء
محمد ذيب سليمان
10-08-2010, 10:37 AM
الأخت الفاضلة كاملة بدارنة
تعجبني قراءتك لاي نص فأنا متابع
وأرى هذه المتابعة التي تغوص لتجلب بيت القصيد
شكرتا لك ودمت مبدعة
عبدالصمد حسن زيبار
10-08-2010, 01:12 PM
إنها دعوة للعودة إلى البساطة التي تحمل كل معاني الرحمة و الهناء.
تحياتي
محمد ذيب سليمان
22-12-2011, 11:21 AM
أخي الكريم
عبد الصمد زيبار
كل الحب لمرورك الكريم وتعليقك الواعي
شكرا لك
الطنطاوي الحسيني
22-12-2011, 05:19 PM
متميزفي أدائك اخي المبدع محمد ذيب سليمان
قصة الظلال والحركة والصورة بها حية نابضة
تحياتي وتقديري
فاطمه عبد القادر
22-12-2011, 11:11 PM
وبينما كانت أشعة الشمس الملتهبة تظلل الرؤوس
وأغصان من المهابة تفرض نفسها وتغطي المكان
أجبرهم عليها ذلك الفاغر فاه في جوف الأرض في انتظار زائره الجديد
من جاء دوره للعودة من حيث أتى " بداية الخلق ".
هنا يتواجد الناس في المقبرة ,والذي يفغر فاهه هو القبر الجديد للزائر الجديد,(طبعا زائر )لأنه سيخرج يوما بأمر الله للحساب الأكبر مهما طالت زيارته
كان المكان مفتوحا يعج بسكون شبه مطبق إلا من بعض نفر أخذتهم الدنيا وزخرفها
فلوثوا الصفاء ببعض حركة وأنهكوا الهدوء ببعض كلام
وسمموا الروح ببعض دخان .
من لوث المكان هنا ,,, هم بعض نفر لايقيمون أي وزن للموقف المهيب ,لا تهمهم دنيا ولا آخرة ولا قبر ولا حساب وقلوبهم كالحجارة وهؤلاء لا يحبهم الله !!
وفي حركة مفاجئة
مد العجوز يده متحسسا رأس الشاب من يقف الى جانبه,
انتفض الشاب ثم استكان ,
سحب العجوز يده,
خلع كوفيتة واستل من تحتها طاقيتة " القبعة" ,
وضعها على رأس الشاب ,
أعاد الكوفية على رأسه ,
وتمتم ..
نعم هكذا أحسن
حرارة الشمس قد تؤذيك يا ولدي ..
هنا يظهر الفرق بين المحتسب المتعظ مع أنه عجوز يحتاج الطاقية ليحمي رأسه أكثر من غيره
ولكن تراه نزعها عن رأسه متحملا بعض الأكثر من القيظ ليجنب الشاب بعضها
إنه التعاون , والشعور مع الآخر ,والتضحية بالبعض لأجل من ليس عنده
قصة رائعة ,تحمل مضمونا قويا من الحكمة ,والموعظة الحسنة
شكرا لك أخي محمد ذيب
ماسة
عايد راشد احمد
23-12-2011, 12:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذنا الشامح محمد الذيب
رغم أني لا اجيد حبكة القصة بصفة عامة الا اني بموضوعك خرجت بالتيجة كما فهمتها انا وعذرا لو كان فهمي خاطئ
انت ترسل رسالة للجيل الاصغر انه محتاج لخبرة الكبار مهما اؤتي من تعليم
تقبل مروري الواهن المقرون بكل تقديري
الحسين المسعودي
23-12-2011, 01:42 PM
وبينما كانت أشعة الشمس الملتهبة تظلل الرؤوس
وأغصان من المهابة تفرض نفسها وتغطي المكان
أجبرهم عليها ذلك الفاغر فاه في جوف الأرض في انتظار زائره الجديد
من جاء دوره للعودة من حيث أتى " بداية الخلق ".
كان المكان مفتوحا يعج بسكون شبه مطبق إلا من بعض نفر أخذتهم الدنيا وزخرفها
فلوثوا الصفاء ببعض حركة وأنهكوا الهدوء ببعض كلام
وسمموا الروح ببعض دخان .
وفي حركة مفاجئة
مد العجوز يده متحسسا رأس الشاب من يقف الى جانبه,
انتفض الشاب ثم استكان ,
سحب العجوز يده,
خلع كوفيتة واستل من تحتها طاقيتة " القبعة" ,
وضعها على رأس الشاب ,
أعاد الكوفية على رأسه ,
وتمتم ..
نعم هكذا أحسن
حرارة الشمس قد تؤذيك يا ولدي ..
أصبت أستاذي في الوقوف على مكمن الصراع ، ووفقت في تصوير المشهد الذي يجب أن يحذو حذوه كل الآباء مع أبنائهم ، فمقولة صراع الأجيال تم تفنيدها من خلال هذا النص الجميل ، و إلا كيف للشيخ العجوز أن يحتفظ تحت كوفيته ( الأصالة) بالطاقية ( المعاصرة) اللهم إلا أن يكون قد أدرك أن جيله عليه أن يحتضن و يحضن الجيل الجديد من السموم التي مست مجتمعنا العربي و أولها الاستلاب الفكري، و بالتالي أصبح مد الجسور بين الماضي و الحاضر ضرورة حضارية و انسانية.
هكذا فهمت النص.
شكرا لك على الابداع الجميل.
محمد ذيب سليمان
01-06-2013, 08:46 AM
إنها دعوة للعودة إلى البساطة التي تحمل كل معاني الرحمة و الهناء.
تحياتي
فكرة جميلة جئت بها ايها الحبيب من خلال قراءتك للنص
اسعدتني بتداخلك الجميل
مودتي
فاتن دراوشة
27-07-2013, 07:37 PM
زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون
خاف على زرعه من حرارة الشّمس ومن المؤثّرات الضّارة
ياله من إنسان رائع
ومضة حيكت بأسلوب ذكيّ وحملت مضمونا عميقا راقيا
مودّتي
آمال المصري
29-03-2015, 11:05 PM
اخذتنا بعيدا باحترافية أديب وقاص متمرس ثم فاجأتنا بنهاية جميلة حانية تدل على أبوة فياضة
بوركت واليراع المبدعة شاعرنا الفاضل
تحاياي
خلود محمد جمعة
26-05-2015, 07:44 AM
التقاط المشهد بعين اليراع الحادة بدقة وتمكن وتفرد
ونص يحمل الكثير من الحكمة والعبرة والعمق
وحضور متجدد الروعة
دمت رائعا
وكل التقدير:hat::hat::hat:
ناديه محمد الجابي
29-02-2016, 09:41 PM
عندما يكون جلال الموت مهيمنا على الأجواء
تكون الدنيا وزخرفها ملوثة لصفاء اللحظة
ولا اجمل من تلك الحماية الطبيعية من العجوز للشاب
في احتضان أبوي له ليقيه من شرور مجتمعه
قصة أدبية متميزة
مزج بين الوصف الدقيق، والسرد القوي المقتنص لللحظة
مبهرة قصتك وبديعة لغتك وكريم مقصدك
دمت متميزا. :v1::0014:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir