المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و ذهبت تلك الأيام



عبد الله راتب نفاخ
21-07-2010, 04:13 PM
و ذهبت تلك الأيام
و ذهبت تلك الأيام .......
و كذا قدر كل جميل .......
كانت الأيام التي وصلتني بالحياة حق الصلة ، مضت ...... لكنها ما تزال في الذاكرة .
كنت في بدايات المراهقة ، و شاء ربي أن أدخل عالم الحياة من بوابة مسحورة وقت الغروب ، و يكون شركائي فيها أشخاصاً دخلوها فجأة ...... ثم غابوا عنها كما دخلوها .
إلى ذلك الحين لم يكن لي من الدنيا سوى وسط صغير ، لكني وجدت نفسي في ساحة جديدة تعصف بها رياح السعادة و التجدد و التغير ، و تجيش بها العواطف حتى يهتز لها الجسد اهتزازاً ، فكان كل ذلك بداية ما أنا عليه اليوم .
في سن المراهقة ...... ذلك السن الذي يتأرجح فيه الإنسان بين عالمين ..... كمن يعبر جسراً طويلاً يصل جبلين في عالم أسطوري ، و تحته نهر من الجماجم و الدماء و الآلام ، بدأت حياة غريبة نهض بها فيّ السرور و الشاعرية ، و فاضت حمى العواطف فغمرتني ، و إن قلت إنني ما زلت إلى اليوم أرتوي من معين تلك اللحظات ، و إنني لم أكن أديباً يوماً كما كنت حينها ، فما أكون كاذباً .
عرفت طائفة من الناس ، و كانت معرفة أهلي بهم قديمة لم أدركها ، لكنَّ العلاقة عادت جدولاً جارياً بحنان في ذلك الحين ، و بهم دخلت عالماً أزلياً من بوابة خلود صيفية ، و أشرق في داخلي يومئذ ملكوت غريب لست أدري إلى اليوم إلا أنه كان ملكوت ذاتي الذي أحسني شديد البعد عنه اليوم ، بعدما غاب أولئك الأشخاص ، و غابت معهم نفسي ، و نضب نبع الشعور النضاح ، و لم يبق لي بهم رابط سوى قيثارة الذكريات المنشدة رنة السماء .
و كلما ساقني إلى ذلك العالم صوت أو ذكرى ، تردد في أذنيَّ صوت ألف ناي من فوق السحاب ، فأنعش الحياة في جنبات روحي التي قتلها التعب .
أين أنت يا تلك الأماكن ...... يا تلك الذكريات ....... أكلكم غبتم و تركتموني وحيداً ...... أكلكم هجرتموني و ضيعتموني ...... أكلكم ؟؟
آه يا عمري ..... ليت الزمان يعود ..... أيعود ؟؟
أجبني أيها الغروب ..... أجيبيني يا جنبات الأماكن التي قضيت بها أكثر الأيام سعادة و شاعرية ...... أجيبيني يا روحي المتعبة ........ أجيبيني يا أشباح من كانوا و غابوا .........
أستجيبونني ؟؟؟ ...... أم تدعونني وحدي أنادي على ليلاي الضائعة بلا مجيب .
وداعاً .....................
وداعاً أيتها الأيام الغاربة ....
يا قمة الجمال ....
يا روعة الجمال ...
و يا منتهى الجمال ...

مازن لبابيدي
21-07-2010, 05:03 PM
أنى لما فات أن يعود
إنما هي الذكرى الجميلة التي تحيا فينا ونسقيها لتبقى خضراء يانعة في ركن الذاكرة المرتبط مباشرة بالقلب الذي يتعهده . وإنما هي إعادة تمثيل الشعور الذي انتابنا في يوم من الأيام ، في تلك الأيام ، نحاول به تقليد لحظة الصدق العاطفي واسترجاع أحاسيسنا فيها . وإنما هي الأماكن التي لم تعد كالأماكن لأن من بها ما عادوا كما كانوا .

تحية لحسك الفطري الصادق أخي عبدالله راتب .

شيماء عبد الله
21-07-2010, 07:21 PM
عجبا للأنسان !
أن يُعّجل الصبا في طفولته
ويُعّجل الشباب في صباه
ويُعّجل الكهولة في شبابه
ثم يتوقف ها هنا
ليعود للوراء
شوقا للطفولة
وشوقا للصبا
وإن كان كهلا فشوقا للشباب

لاأقيس عليك أيها المبدع ....
إنما رائعتك أخذتني لهذه التنهيدة البعيدة

سلمت وسلم المداد المعطر باريج الذكريات الجميلة

مميز عهدناك...........

دمت بخير

محمد ذيب سليمان
21-07-2010, 08:05 PM
المبدع دائما عبد الله
وهل تراك كتبت عن نفسك ؟؟
أظنك أعدتني بمقطوعتك هذه الى أيام أنت
أحسنت وصفها وما أراني إلا ممرت بأيام كتلك
فهي من زودني بالمعرفة والأذن الموسيقية والشعر
كانت أياما لا تكفيها مفردات لتوصيفها
شكرا لإمتاعك لنا
أيها الأديب

حيدر الدبوس
21-07-2010, 10:01 PM
الاستاذ الرائع / عبدالله

انسيابية قلمك كساقية لا تكف عن الوصول ,, صافية بيضاء تفضح نقاء داخلك
كأن القلم عبد وانت سيده يطيعك و لا يعقك ,,
مائدة روحك غنية بالطيبات فتأتينا في كل مقال بما يثلج القلب ويغني الروح
دمت ودام توهجك الاسنى ,,

سلمت

ربيحة الرفاعي
22-07-2010, 02:13 AM
غوص في اعماق الذاكرة،
ذاكرتي وذاكرة كل من سيقرأ هذا الحرف الباهر
بحث في تفاصيل الأماكن والأشخاص والأحداث
واسترجاع لصور يستحيل استنساخها واقعا

ذكريات ...
وشجن ...
وأحلام تنشأ مع الذكرى ويبتلعها الواقع

حرفك ندي يرطب جفاف الروح

دمت متالقا بنيّ

آمال المصري
22-07-2010, 05:25 AM
مازلت تجود علينا بما تحمله جعبتك الأدبية من شذرات تنوء بالجمال
وتساؤلات تغوص في أعماق الذكريات تناجي كل جميل مضى
هي سنة الحياة سيدي الفاضل لاجدال شئنا أم أبينا
اقتدار في الوصف ومهارة في الصياغة
بلغة بليغة متينة تفرض نفسها على القارئ بقوة
رائعة أخرى تضاف لرصيدك الأدبي
تقديري الكبير لسموكم
وكل الود

عبد الله راتب نفاخ
22-07-2010, 02:46 PM
أنى لما فات أن يعود
إنما هي الذكرى الجميلة التي تحيا فينا ونسقيها لتبقى خضراء يانعة في ركن الذاكرة المرتبط مباشرة بالقلب الذي يتعهده . وإنما هي إعادة تمثيل الشعور الذي انتابنا في يوم من الأيام ، في تلك الأيام ، نحاول به تقليد لحظة الصدق العاطفي واسترجاع أحاسيسنا فيها . وإنما هي الأماكن التي لم تعد كالأماكن لأن من بها ما عادوا كما كانوا .

تحية لحسك الفطري الصادق أخي عبدالله راتب .

حقاً أنى لما فات أن يعود .... صدقت يا ابن بلدي و مدينتي .....
لكننا

نعلل النفس بالآمال نخدعها

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
ألف شكر لمرورك الغالي و تعليقك الطيب

عبد الله راتب نفاخ
24-07-2010, 11:59 AM
عجبا للأنسان !
أن يُعّجل الصبا في طفولته
ويُعّجل الشباب في صباه
ويُعّجل الكهولة في شبابه
ثم يتوقف ها هنا
ليعود للوراء
شوقا للطفولة
وشوقا للصبا
وإن كان كهلا فشوقا للشباب

لاأقيس عليك أيها المبدع ....
إنما رائعتك أخذتني لهذه التنهيدة البعيدة

سلمت وسلم المداد المعطر باريج الذكريات الجميلة

مميز عهدناك...........

دمت بخير


رائعة دوماً في تعليقاتك المعتمدة على قراءتك للنص .....
قراءة دوماً عميقة متأملة .....
التميز إنما عهدناه فيك أيتها الرائعة ....
ألف شكر لمرورك و كلماتك الطيبة ...
دمت بخير

عبد الله راتب نفاخ
24-07-2010, 12:04 PM
المبدع دائما عبد الله
وهل تراك كتبت عن نفسك ؟؟
أظنك أعدتني بمقطوعتك هذه الى أيام أنت
أحسنت وصفها وما أراني إلا ممرت بأيام كتلك
فهي من زودني بالمعرفة والأذن الموسيقية والشعر
كانت أياما لا تكفيها مفردات لتوصيفها
شكرا لإمتاعك لنا
أيها الأديب

نعم أستاذي الفاضل ..... قد كنت أخرجت تباريح نفسي
لكنها مما يشاركني به الكثيرون .....
يكفي أنها جمعتني و إياكم في خانة واحدة .....
فاضلاً كبيراً دوماً كنت أيها الأستاذ الكبير ....
حياكم الله و بارك بكم

عبدالصمد حسن زيبار
24-07-2010, 12:36 PM
إنها الذاكرة .. بكل حمولاتها .. و امتداداتها .. و اشتياقاتها..
تحياتي

اماني محمد ذيب
26-07-2010, 06:48 PM
سيدي ان ما فات لن يعود ولكن
نستطيع ان نصنع اياما اجمل
وفي قمة الروعة
ان اردنا ذلك
ودائما هناك امل بما سيكون غدا
فغدا يوم جديد اجمل
مما مضى
سيدي
اشكرك...ودمت متميزا

عبد الله راتب نفاخ
27-07-2010, 05:38 PM
إنها الذاكرة .. بكل حمولاتها .. و امتداداتها .. و اشتياقاتها..
تحياتي

صدقت أخي الكريم ... هي الذاكرة ... هي الذاكرة

عبدالله المحمدي
28-07-2010, 09:22 AM
وما زلت أتابع روائعك .. بصمت .....


دمت لنا .. وللغة العربية ..

تحياتي لك اخي عبدالله

عبد الله راتب نفاخ
29-07-2010, 04:01 PM
وما زلت أتابع روائعك .. بصمت .....


دمت لنا .. وللغة العربية ..

تحياتي لك اخي عبدالله

بارك الله بك أيها الكريم ....
دوماً تخجلني تعليقاتك الرائعة .. الدالة على طيب أصلك و ذوقك ...
كل التحيات لك أيها الكريم

عبد الله راتب نفاخ
04-08-2010, 07:09 AM
مازلت تجود علينا بما تحمله جعبتك الأدبية من شذرات تنوء بالجمال
وتساؤلات تغوص في أعماق الذكريات تناجي كل جميل مضى
هي سنة الحياة سيدي الفاضل لاجدال شئنا أم أبينا
اقتدار في الوصف ومهارة في الصياغة
بلغة بليغة متينة تفرض نفسها على القارئ بقوة
رائعة أخرى تضاف لرصيدك الأدبي
تقديري الكبير لسموكم
وكل الود


أختي العزيزة رنيم .....
كم يشرفني مرورك بكلماتي و تعليقك الذي ينيلني مقاماً لا أراني أستحقه ....
الرائعة هي تعليقك المضاف إلى قائمة كلماتك الفائضة أخلاقاً و كرماً ....
سلمك الله أيتها العزيزة

د. سمير العمري
11-01-2014, 01:50 PM
حس شفيف واستدعاء للذكرى والحنين بحرقة وأنين.

نص جميل مؤثر ولكني رأيت حاجته للتكثيف اللغوي ، يشفع له أنه من قديمك!

تقديري

نداء غريب صبري
07-04-2014, 02:09 AM
الذاكرة حياة تتصل بالماضي فتسقي بهاأيامنا

نثر جميل ومميز وأسلوب أحبه كما تعرف أخي

شكرا لك

بوركت

خلود محمد جمعة
09-04-2014, 10:47 AM
فرغت الاماكن الا من ذكريات تعلقت بالروح وتأبى الرحيل
لتستحيل ألما يضرج القلب كلما عصفت به رياح الحنين
الذي يذهب لا يعود أخي
حرف القى حجرا كبيرا في بئر الذكريات
دمت رهيف الاحساس
مودتي وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
02-03-2024, 08:16 PM
الذكريات الجميلة سفيتة أحلام نبحر بها عبر تلك الأيام التي ولت ولن تعود
تثير فيينا الشجن ، وتثير فينا الحزن ـ ولكنها تذكرنا أم من شاركونا فيها وغابوا
مازالوا معنا في قلوبنا وأراحنا.
بديع بوحك بجمالية حرفك وعمق تأملك ونقي تفاعلك.
دمت برعتك.
:005::cup::005: