تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وَقُلْتُ أُفَتِّشُ الأَوْطَانَ عَنْ سَكَنِ!!



صقر أبوعيدة
24-07-2010, 07:31 PM
وَقُلْتُ أُفَتِّشُ الأَوْطَانَ عَنْ سَكَنِ!!

فَلَمَّا قَامَ عَبْدُاللهِ يَدْعُونَا لِنَغْرِسَ زَهْرَتَي صُبْحِ
وَكَانَتْ شِلَّةُ الْغِرْبَانِ قَدْ نَامَتْ عَلَى الْكَأْسِ
نَدَامَى اللَّيلِ صِنْوَانٌ وَحَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
تُوَدِّعُ قَبْلَمَا تَتَهَيَّأُ الأَشْجَارُ لِلشَّمْسِ
فَقَدْ نَقَمُوا مِنَ الْوَطَنِ الْمُعَبَّأِ مِنْ نَوَاعِيرِ الْمَجَارِيحِ
وَمَا نَقَمُوا
وَلَكِنْ أَشْعَلُوا فُرْنَاً بِهِ وَطَنُ
لِمَ الْغَضَبُ؟
عَلَى أُمٍّ بَكَتْ بَلَدَا
وَتَمْلأُ مِنْ جِرَارِ الْحِقْدِ قَلْبَاً يَمْتَطِي وَلَدَا
*****
وَهَا أَنَذَا كَفِيهِ الْبَحْرِ يَقْذِفُ مَوجَهُ غَضَبَاً مِنَ الرِّيحِ
فَمَنْ يَأْتِي عَلَى وَجَعِي وَيَنْزِعُهُ مِنَ الرُّوحِ
وَيَعْتِقُ مِنْ حُرُوبِ النَّاسِ أُغْنِيَةً
فَيطْلِقُهَا رَصَاصَاتٍ عَلَى جُرْحِي
وَلَكِنْ رَاحَتِ الأَيَّامُ تَحْشُو في أَتُونِ الصَّحْبِ أَحْلامِي
فَقُلْتُ أُفَتِّشُ الأَوْطَانَ عَنْ سَكَنِ
وَأَجْمَعُ مِنْ نُفُوسِ الْخَلْقِ مَا يُشْفِي غَلِيلَ الأَمْسِ وَالْوَطَنِ
فَأَمْضِي حَاسِرَاً لا حِقْدَ يَدْفَعُنِي
وَلا صَخَبَاً مِنَ الأَوْجَاعِ أَحِمِلُهُ
كَفَى زَمَنَاً يُحَمِّلُني مِنَ الأَوْزَارِ وَالْعَتَبِ
فَقَلْبِي لَمْ تَعُدْ غُرُفَاتُهُ تَخْلُو مِنَ الْمِحَنِ
وَحُلْمِي بَاتَ يُؤْلِمُنِي
*****
سَمِعْتُ بِأَنَّ مُشْفِقَةً تَجِيءُ لَنَا عَلَى الْبَحْرِ
وَشَاطِئُنَا لَهَا يَرْنُو مِنَ الْعَطَشِ
وَمَا رَطُبَتْ شِفَاهُ الْبِيدِ مِنْ زَمَنِ
فَدَلْوُ الْبِئْرِ مَرْسُومٌ عَلَى جُدُرٍ مِنَ الْغَبَشِ
كَمَا رَسَمُوا خَرَائِطَ تُوجِزُ الْوَطَنَا
وَأُخْرَى تَحْشُرُ الْمَصْبُورَ في النَّعْشِ
وَيَشْتَرِطُونَ خَتْمَ الذُّلِّ مَطْبُوعَاً عَلَى الْعُنُقِ
وَنَنْظُرُ في مَرَاعِينَا بِأَعْيُنِهِمْ
وَيَرْكَبُ طِفْلُنَا أُرْجُوحَةً في حَبْلِهَا صَفَدُ
مَفَاتِيحُ الْهَوَا تَغْفُو بِأَيدِيهِمْ وَتُفْتَقَدُ
*****
مَوَاخِرُ شَقَّتِ الأَمْوَاجَ أَلْقَتْ في مَرَاسِينَا
حُبُوبَاً تَسْكُبُ الأَحْلامَ وَالْوَسَنَا
وَحُضْنُ الْبَحْرِ لِمْ يَْرْقُدْ لَهُ صَدَفُ
فَكَيفَ تَنَامُ عَينُ الأمِّ وَالأَكْبَادُ تُخْتَطَفُ؟
وَأَسْيَاخٌ مِنَ الأَمْلاحِ تَمْرُقُ في مَآقِيهَا
وَنَسْمَعُ مِنْ عَلِيمِ اللَّحْنِ أَنْغَامَاً لَهَا كِسَفُ
تَنُوءُ بِهَا شُعُوبٌ نَارُهَا تَخْبُو وَتَنْحَرِفُ

عبدالملك الخديدي
24-07-2010, 07:56 PM
الأخ الشاعر الرائع : صقر أبو عبيدة
يسرني كثيراً أن أكون أول من يعلق على هذه الرائعة ويصافح شاعريتك المبدعة التي صاغت هذا النص الجميل .
نسأل الله تعالى أن يهب لهم مفاتيح الصدق والإيمان لإزالة كل الأقفال وفتح باب الوطن ليقر السكن وتعود الكرامة.
تقبل تحيتي وأجمل التقدير

ربيحة الرفاعي
24-07-2010, 10:45 PM
كان الله في عون أمة فقدت أدوات بنائها
وأضاعت جذورها
وتاهت بوصلة قادتها
حرف سامق شائق، وقصيد يأتلق صدقا وحسا
دمت متالقا

محمد الشحات محمد
24-07-2010, 11:02 PM
(فَكَيفَ تَنَامُ عَينُ الأمِّ وَالأَكْبَادُ تُخْتَطَفُ؟)

تدور الأسئلة و مازلنا نفتش عن جوابٍ واحدٍ في شكل السؤال ..

أين نحن من هذه الأم/ الوطن؟

يكون الشعر بقعة ضوءٍ في ذاكرة الأمم ،
و لكن يبقى مفتاح الصندوق في يدِنا .. ، و من نحن؟

حلمٌ و أوزارٌ ، و فقدٌ ، وسماعٌ لأوتار النار بلا عزفٍ و نزف؟

أرانا أننا غير ذلك ، ولابدّ من التمسك بالمفاتيح
في صورتها غير المقلوبة التي نحن نعيشها

شاعرية ، و ألق ، و ابتهالات أمل/ألم ..

تحية لك أخي الشاعر/ صقر أبو عيده

و شكراً لك على حروفكَ السكن

تقديري

محمود فرحان حمادي
25-07-2010, 09:39 AM
مرحبًا يا صقر الحرف
ويا من تسكب المشاعر ندية بكأس غرام يحلو للشاربين
أحسنت الصياغة المتألقة الأصيلة ببوحك البديع
الذي أعرفه أنك صاحب شعر رصين نشتاق لطلته كل حين
تقبل تحياتي

الطنطاوي الحسيني
25-07-2010, 10:19 AM
فَلَمَّا قَامَ عَبْدُاللهِ يَدْعُونَا لِنَغْرِسَ زَهْرَتَي صُبْحِ
وَكَانَتْ شِلَّةُ الْغِرْبَانِ قَدْ نَامَتْ عَلَى الْكَأْسِ
نَدَامَى اللَّيلِ صِنْوَانٌ وَحَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
تُوَدِّعُ قَبْلَمَا تَتَهَيَّأُ الأَشْجَارُ لِلشَّمْسِ
فَقَدْ نَقَمُوا مِنَ الْوَطَنِ الْمُعَبَّأِ مِنْ نَوَاعِيرِ الْمَجَارِيحِ
وَمَا نَقَمُوا
وَلَكِنْ أَشْعَلُوا فُرْنَاً بِهِ وَطَنُ
لِمَ الْغَضَبُ؟
عَلَى أُمٍّ بَكَتْ بَلَدَا
وَتَمْلأُ مِنْ جِرَارِ الْحِقْدِ قَلْبَاً يَمْتَطِي وَلَدَا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حامل الهم دائما
صور وحرف شامخ مدافع
ينفث ما في صدورنا من هم وكبت وبعض يقظة ونخوة
رائع اخي صقر رائع والله
وختامها امر ما فيها لأن لو الشعوب بها حس لما ختمتها هكذا
تحياتي وتقديري ايها البارع الرائع

محمد ذيب سليمان
25-07-2010, 03:14 PM
ما زلت أقف أمام نصوصك وقفة متعلم
تنال مرادك بعبارات مليئة بالوجع والحس المبهم الدال على
مسرب من الطريق
أتمنى ألأن نصل الى ضالتنا ونتمسك بما يقدم لنا مفتاح باب الوصول
تحياتي

صقر أبوعيدة
25-07-2010, 09:30 PM
عبد الملك الخديدي
كم أنا سعيد بحضور شاعرنا الخديدي
الذي ينشرح الفؤاد له
شاعرنا الحبيب
ثناؤكم شهادة أفتخر بها وأعتز

شكرا لك

صقر أبوعيدة
25-07-2010, 09:33 PM
ربيحة الرفاعي
شاعرتنا الراقية
أنتم أهل الثناء
وحضوركم هو الثناء
بوركت أخيتي
وشكرا لك

صقر أبوعيدة
25-07-2010, 09:38 PM
محمد الشحات محمد
شاعرنا الحبيب
هذا التفاعل النبيل مع النص يسعدني ويشرح لي قلبي
كم أنت كريم ونبيل في حضورك وثنائك البهي
بوركت أخي
وشكرا لك

صقر أبوعيدة
25-07-2010, 09:43 PM
محمود فرحان
شاعرنا وأستاذنا الحبيب
سعادتي بحضوركم أيها النبيل
وأما الثناء فأنتم أهله
بوركت أخي
وشكرا لك

عماد أمين
26-07-2010, 12:27 AM
فَكَيفَ تَنَامُ عَينُ الأمِّ وَالأَكْبَادُ تُخْتَطَفُ؟

وابيضت عينا الأم لكثرة سهرها وبكائها على كثرة الأكباد التي تختطف.
ولكن أكيد سيأتي قميص يوسف ليُلقى على وجهها فترتدّ بصيرة كما كانت وأحسن.

أخي صقر
حرفك دائما محلق كالصقر


مودتي وتقديري

صقر أبوعيدة
02-08-2010, 03:45 PM
عماد أمين
شاعرنا الحبيب
معذرة لتأخري أخي الكريم
ثناؤكم فخر لي وأعتز بحضوركم
بوركت أخي
وشكرا لك