المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرجوك سامحيني



عبد الله راتب نفاخ
26-07-2010, 09:59 AM
أرجوك سامحيني :
صعد درجات السلم الأخيرة يتعثر في خطواته ، أحس حوله الدنيا كبستان مهجور تملؤه الأشواك و الحشائش المتوحشة ، حين مد يديه ليفتح الباب أصابته نفحة من تردد ، وجد ماضيه كله منبسطاً أمامه كلوحة تجريدية ، أعاد نفسه إلى واقعه بلحظة حزم ، ضغط مزلاج الباب بقوة كأنه بذلك يغلق باب ذكرياته الهادرة كالسيل .
رائحة الموت تعم المكان ، الجسد مسجى على السرير ، و مغطى كله بأحد أغطية النوم ، شعر وهو يقترب منه أنه يسير في عالم آخر ، اقترب من رأسها ، مد يديه ليرفع الغطاء فوجد شيئاً يمنعه ، و أحس أن برزخاً ما يفصل بينه و بين يديه .
كانت جدة فاضلة ، تأخر عن زيارتها زمناً ليس بالقصير ، مع علمه قدر محبتها إياه ، و هو يتذكر تفريطه في حقها انتبه ليجد نفسه قد حسر الغطاء عن وجهها دون أن يشعر ، وجد وجهها أمامه جامداً به مسحة من شباب ، بدت له قوية كما لم تبد من قبل ، ثابتة كما لم تبد من قبل ، صارمة كما لم تبد من قبل .
أصابته رعشة من خوف لم يدر سببها ، وجد نفسه دون تفكير يعيد الغطاء إلى وجهها ، يحث الخطى إلى باب الغرفة دون أن يلتفت ، ينزل باب السلم بخطى متثاقلة .
لم يعرف أحد ممن شهدوا الحادث في الطريق لم و كيف كان يقطع الشارع دون أن ينظر حوله ، كان ينظر للأمام دون أدنى التفاتة كأنما يحدق في شيء من الفراغ ، و حتى حين كان ملقى على الأرض كان لا يزال ذاهلاً يشخص ببصره نحو السماء و هو يتمتم : أرجوك سامحيني .... أرجوك سامحيني .

عبد الله راتب نفاخ
26-07-2010, 05:17 PM
بانتظار ردودكم إخوتي الأكارم لنستفيد منها

نبيل مصيلحى
26-07-2010, 06:24 PM
قصة إنسانية دالة عن صلة الرحم ..
معبرة عن ضرورة طاعة الرسول الذي أوصى بهذه الصلة
وذات صياغة تنم عن قدرة وامتلاك أدوات الكتابة القصصية
..
أما على صعيد الحب ..
لماذا ترك جدته في موتها .. أهذا إصلاح لما أفسد من علاقة .. ؟!
وأرى أن القصة تحتاج تكثيف من بعد ... ( دون أن ينظر حوله ) ..
.. خالص تحياتي
نبيل مصيلحي

سامي عبد الكريم
26-07-2010, 09:17 PM
هذا تسجيل لحالة انسانية في لحظات الضعف
ليتنا نعود لهدي رسولنا

بارك الله فيك يابن استاذنا الكبير

شيماء عبد الله
27-07-2010, 01:53 PM
قصة رائعة تجسد مأساة إنسانية
بوغز الضمير الذي إنتابه أمام أمر قدر أن يكون!
وهو طرف مسؤول عما حدث

فاستشربت من هذه القصة :
أنه التقى جدته بعد غياب ليس طويل لحرصه على صلة الرحم ،
وهو يقيلها إلى مكان ما في سيارته أصابهما حادث كانت نتيجته موت الجدة
فما كان منه إلا طلب العفو والسماح منها والمغفرة من رب العباد

أستاذيّ القدير / هل رؤيتي صحيحة؟

هنا أنا اطلب الإذن منك لتوسيع الرؤية لدي .

القصة محبوكة بمتن وإبداع لمسناه منك دائما بألق
تتبعت خطواتها كأني معها بكل حرف خطوة وبكل خطوة مع الحرف ..
فدمت مبدعنا الراقي

كن بخير

عبد الله راتب نفاخ
27-07-2010, 02:09 PM
قصة إنسانية دالة عن صلة الرحم ..
معبرة عن ضرورة طاعة الرسول الذي أوصى بهذه الصلة
وذات صياغة تنم عن قدرة وامتلاك أدوات الكتابة القصصية
..
أما على صعيد الحب ..
لماذا ترك جدته في موتها .. أهذا إصلاح لما أفسد من علاقة .. ؟!
وأرى أن القصة تحتاج تكثيف من بعد ... ( دون أن ينظر حوله ) ..
.. خالص تحياتي
نبيل مصيلحي



أشكرك أستاذي لمرورك الطيب و تعليقك ....
بالنسبة لتركه إياها في موتها فذلك مرتبط بالحال التي أصابته ، ثم ما سيفعل لها و هي ميتة بعدما تركها و هي تحتاجه ؟ ...
أوافقك الرأي في التكثيف في الجملة التي ذكرتها .....
بارك الله بكم و سلمكم

محمد ذيب سليمان
27-07-2010, 06:06 PM
أيها الحبيب أتابع ما تكتب
ولكنني هنا لا أجد ما أضيف على ما تفضل به من سبقني
من المارين على هذا النص
تقبل مروري

آمال المصري
27-07-2010, 07:36 PM
حالة متكررة بصور مختلفة لقطيعة الرحم
وهنا أجدت سيدي الفاضل التقاط الصورة بأسلوب أدبي مبهر
وأحداث رشيقة متتالية
وخاتمة مقنعة للمتلقي لولا أنها جاءت سريعة بعض الشيء

هناك صور مثيلة للهجران والقطيعة , وبعد الفقد تجده يقيم مراسم التعازي بطقوس تصل تكلفتها المادية لمبالغ طائلة من أجل التظاهر من خلال جلب مشاهير الشيوخ وإقامة الولائم وأماكن العزاء المزدانة بأفخم الأسداف والإضاءات بالثرايا الثمينة
فما يفيد السؤال ومايفيد كل هذا بعد الموت ؟؟

أديبنا الفاضل صاحب الحرف المتميز ...
مرحبا بك في عالم القصة قاصاً مبدعاً
تقديري الكبير

عبد الله راتب نفاخ
27-07-2010, 08:01 PM
هذا تسجيل لحالة انسانية في لحظات الضعف
ليتنا نعود لهدي رسولنا

بارك الله فيك يابن استاذنا الكبير


و حياك الله و بارك بك أيها الكريم ...
أشكر لك كثيراً متابعتك ما أكتب

عبد الله راتب نفاخ
27-07-2010, 08:04 PM
قصة رائعة تجسد مأساة إنسانية
بوغز الضمير الذي إنتابه أمام أمر قدر أن يكون!
وهو طرف مسؤول عما حدث

فاستشربت من هذه القصة :
أنه التقى جدته بعد غياب ليس طويل لحرصه على صلة الرحم ،
وهو يقيلها إلى مكان ما في سيارته أصابهما حادث كانت نتيجته موت الجدة
فما كان منه إلا طلب العفو والسماح منها والمغفرة من رب العباد

أستاذيّ القدير / هل رؤيتي صحيحة؟

هنا أنا اطلب الإذن منك لتوسيع الرؤية لدي .

القصة محبوكة بمتن وإبداع لمسناه منك دائما بألق
تتبعت خطواتها كأني معها بكل حرف خطوة وبكل خطوة مع الحرف ..
فدمت مبدعنا الراقي

كن بخير

سواء كان هذا ما قصدته أم لا ، فإن رؤيتك أغنت القصة و فتحت لها بعداً جديداً ...
و القصة مذ نشرتها صارت ملك قرائها لا ملكي أنا .....
أشكر لك مرورك و رأيك الطيب ...
دمت بخير

ربيحة الرفاعي
27-07-2010, 08:38 PM
حين يصير الواقع مرآة حق تواجهنا بتقصيرنا وتعري عيوبنا التي نحاول إنكارها، نفر من أنفسنا فيما قد يبدو للآخر فرارا من الواقع ...
لحرفك نكهة لاذعة وضغط ذكي على مواطن الوجع

دمت مبدعا

د. سمير العمري
19-02-2011, 04:10 PM
هكذا الإنسان يقصر فيما هو واجب عليه ويندم حيث لا ينفع ندم. إن غياب المرء عن أبويه هو من باب العقوق ويشكل بالفعل باعثا للحسرة والألم.

أحسنت الطرح هنا وأنا أشكر لك القصة مبنى ومعنى وخصوصا اللغة المميزة التي اعتمدتها.

دمت بخير ورضا!


تحياتي