تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إغتراب : د . لطفي زغلول



لطفي زغلول
02-08-2010, 04:04 PM
إغتراب !!
إلى فلسطينية ..
من وطني المحتل عام 1948
إلتقيتها في مطار باريس

د . لطفي زغلول

من ديوان
هنا كنا هنا سنكون









إلتقينا .. في بلادِ اللهِ
كانَ الزَّمنُ الأوَّلُ
يصطافُ على شُطآنِ عينَيها
وكانَ البَحرُ ..
يرتاحُ الهُوينى .. فيهِما


والصَّيفُ شلاَّلُ ضياءٍ
في محيَّاها
وفي ضِحكتِها
شمسُ نهاراتٍ وأقمارُ ليالِ

مَن تكونُ الحلوةُ السَّمراءُ
إنّي لا أُبالي
أبداً .. إنّي أُبالي
نزلتْ أودِيتي صالتْ وجالتْ


صعدتْ أعلى جِبالي
إنَّها تجتاحُ تَفكيري
وقد أصبحَ بعدَ الآنِ ..
رهنَ الإحتلالِ

قدرٌ جاءَ بِها ..
ما أصغرَ الدُّنيا
إذا شاءَ طَواها
فالتقى كُلُّ شتيتٍ بِشتيتٍ
بعدما ضاعا وتَاها
حلوةٌ من وطني السَّاكنِ عَينيها
بإطلالتِها تخضوضِرُ الذِّكرى
وتسترجعُ أيَّامُ ..
الرُّؤى الخُضرِ صِباها
جلستْ تَحكي وتَحكي
أمطرتْ شعراً لَهُ عِطرُ الأزاهيرِ
على مِحرابِ صَمتي .. شفتَاها


ضحكتْ في وَجهِها ..
شَمسُ نهاراتِ بِلادي
فتمنَّيتُ لَوَانّي طائرٌ مدَّ جناحيهِ
وأزرى بالمسافاتِ
فأمسَى ثم أضحَى في حِماها

لم تكنْ تَعرفُ أنّي مِثلُها
كنتُ غَريباً
ساقتِ الرِّيحُ رِكابي
شرَّقتْ بي .. غَرَّبتْ
سيَّانَ عِندي
يومَ أصبحتُ على غيرِ تُرابي
وطني مغتربٌ مِثلي
غَريبٌ جاءهُ من آخرِ الدُّنيا
فدقّتْ ساعةُ الأحزانِ ..
في مُنتصفِ الَّليلِ ..
صارَ الزَّمنُ الأوّلُ ذِكرى
والمَدى ما بينَ لَيلي
ونهاياتِ المَدى بَحرَ سَرابِ
والغَدُ الآتي إلى أن ينتَهي كُلُّ غَدٍ
عَصرَ اغتِرابي

أنا لا أعرفُ يا سيِّدتي الحُبَّ ..
لأنَّي قد تَركتُ الحُبَّ ..
أقفلتُ عليهِ بَابَ داري
ريثَما أرجعُ ..
كانَ الظَّنُ أنّي راجعٌ
في ظرفِ يَومين ..
وقد أرجعُ في تَالي النَّهارِ
يومَها طالَ نَهاري
صارَ ألفاً .. صارَ آلافاً
وآلافاً .. وما عدتُ لدَاري
آهِ ما أصعبَ ..
ما أوحشَ ليلَ الإنتظارِ

إيهِ يا سيِّدتي
مرّتْ سُويعاتٌ سَرقناها
من اليَومِ الَّذي فيهِ ..
تَلاقينا سِراعا
صارَ لا بُدَّ لنا ..
أن نَبدأَ الآنَ الوَداعا
أُعذريني ..
ربَّما ضيَّعتُ من عُمرِكِ ..
في هذي المَتاهاتِ نَهارا
ربَّما أشعلتُ في قلبِكِ نَارا
ربَّما أحدثتُ في رأسِكِ ..
وهجاً وصُداعا

أنا يا سيِّدتي لا أعرفُ المَكرَ ..
ولا مارستُ في قَولي الخِداعا
إنَّهُ وجهي الحقيقيُّ الَّذي ألقاكِ فيهِ
لم أضعْ يوماً قِناعا
كُلُّ ما في الأمرِ أنّي
لمْ يَعدْ لي وطنٌ
قَضّيتُ عُمري بَعدَهُ ..
نَفياً / شتاتاً / وضَياعا
غيرَ أنّي حينَما أبحرتُ في عَينيكِ
أبصرتُ سَناً من وَطني
أرجعَ لي عُمري ..
وأخشى حينَما ترتَحلينَ الآنَ ..
أن يغدرَني البَحرُ
وأن تنقلبَ الأمواجُ ضدّي
بعدما أصحو ..
وقد مزَّقتِ الرّيحُ الشِّراعا

محمود فرحان حمادي
02-08-2010, 07:40 PM
مؤلمة ومؤثرة لغتك الشاعرية
وصف دقيق وصور متألقة وخيال رحيب
أحسنت شاعرنا المبدع في رسم هذه اللوحة المتألقة
بورك النبض
تحياتي

محمد ذيب سليمان
02-08-2010, 08:07 PM
آه بااخي من ألبم الإغتراب
وهل في الدنيا ما هو أكثر أيجاعا من الإغتراب عن أرض الوطن
حينما تصحو على أرض سوى وطنك
وتتحقق أن الإغتراب أضحى جزءا من حياتك ..
ولا عودة
كلنا كذلك يا اخي ننام ونصحو على أمل واحد
أن نصحو على وطن
شكرا لك

د. سمير العمري
22-02-2011, 02:31 PM
رجزية ماست بثوب شاعري مزركش!

لا فض فوك!

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

لطفي زغلول
25-02-2011, 03:58 PM
الأخ الفاضل د . سمير العمري المحترم
حياك الله
لقد أثلجت صدري
هذه الكلمات التي نفحتها أحاسيسكم
ومشاعركم النبيلة
دمتم وسلمتم
أطيب المنى
د . لطفي زغلول

لطفي زغلول
25-02-2011, 04:05 PM
الأخ الشاعر محمود فرحان حمادي

حياك الله
مرور كريم
ومشاعر نبيلة صادقة
دمت وسلمت
د . لطفي زغلول

لطفي زغلول
25-02-2011, 04:07 PM
الأخ الفاضل الشاعر
محمد ذيب سليمان

حياك الله
مرور كريم
ومشاعر نبيلة صادقة
دمت وسلمت
د . لطفي زغلول

وضحة غوانمة
26-02-2011, 05:44 PM
تُعيدني هذه الكلماتُ للبحرِ/ لها/ للشتات
أعرف فيها معنى الاغتراب، والوطن المهجّر في البلاد

لطفي زغلول
لم تكن وحدك من التقاها، فلقد التقيناها هنا في نبض سطرك
غصت في الوصف حتّى عمق البحر في عينيها،
فصرتُ ألملم الأوراقَ بعثرها النسيمُ من قصيدك.

ألف تحيّة

عمار الزريقي
26-02-2011, 09:37 PM
إن عدوى الشعر من نصك
تحتل كياني
وبياني
ولساني
حينما تنفرد الذكرى بأوراقي
وتستوطن أعماقي
مآسي أمةٍ شاخت
ولما تبلغ الحلم
أرى في كل شبرٍ
كل سطرٍ
كل حرفٍ من حروفي
آية الفوضى
وناموس الغواية

لطفي زغلول
27-02-2011, 05:31 AM
الأخ الفاضل الشاعر
وضحة غوانمة
حياك الله
مرور كريم
ومشاعر نبيلة صادقة
دمت وسلمت
د . لطفي زغلول

لطفي زغلول
27-02-2011, 05:34 AM
الأخ الفاضل الشاعر
عمار الزريقي

حياك الله
مرور كريم
ومشاعر نبيلة صادقة
دمت وسلمت
د . لطفي زغلول