تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انحسار الحب



عبدالله سليمان الطليان
02-08-2010, 07:29 PM
تسرب الخجل إليها وراح قلبها يخفق بسرعة حتى أحمرت وجنتيها , وهي جالسة في صالة الجلوس تمسك بضفائر شعرها الأسود المجعد , عندما طرق سمعها سؤال خرج من فم أمها التي كانت تحرك عجلة المكينة القديمة , التي تصدر صريراً خفيفاً يملأ المكان .
ماهي أخبار خطيبك أيتها البنت الشقية توغل تحقيق الأم في جسدها فكبلها الصمت وغمرتها الحيرة
أنتِ أيتها البنت هل أنعقد لسانك ؟ فكت قيد الصمت وغمست نفسها في الجرأة وأجهزت على الاستحياء أماه .... أماه قالتها مصحوبة بتنهيده عميقة من جسدها المليء بالعنفوان والأنوثة الطاغية , أصابت الأم العدوى فصدر منها آهات تغلفها الحسرة .... آه يازمن مضى , راحت تصطاد من بحر ذاكراتها .
كان الشوق يعصف بي لمقابلة أبيك يجعلني الأحق لحظة اللقاء رغم صارمة الرقابة من والدي رحمه الله الذي كان شديداً على سمعة العائلة , ولكن مع هذا كنت أكافح بكل ما أملكه من سلاح الأعذار , فأعيش في نشوة غامرة ترحل بفكري وجسدي في خيال واسع يزداد مع خمرة الكلمات الغزلية المختارة بعناية , ألا ليت ذلك الزمن يعود قالتها بنبرة حزينة وهي تضع يدها على رأسها كمن يعلن الهزيمة , الآن لااسمع سوى كلمات جارحة للمشاعر تمزق أحشائي من الداخل لقد أصبحت في نظره شجره معمرة لم تعد تثمر يود أن يقطع عنها الماء كي تموت , الحياة صارت معه مملة , أنتِ تلاحظين مكوثه خارج الدار لفترات طويلة , إنني يا ابنتي أحاول جاهدة سحق هذا الشعور القاسي المحطم , فأذهب إلى كل الأماكن الجميلة التي كانت تجمعني أنا وهو فأجد العزاء أعيش لحظات تعتبر البلسم والسلوى للحزن الذي يسكن داخلي .
فجأة توقفت مكينة الخياطة فراحت تديرها بقوة وهي تسب وتلعن هيا تحركي أيتها المكينة القديمة ولكن بلا جدوى .

محمد عادل المحلاوى
02-08-2010, 10:24 PM
النص إبداع ياأخى

دمت سالماً

محمد ذيب سليمان
03-08-2010, 06:21 AM
نهاية مؤلمة لحياة طويلة عاملة
مقارنة وإسقاط مبدع
تحاياي

عبدالله سليمان الطليان
03-08-2010, 07:24 PM
أخي محمد ذيب سليمان

الصورة التي وضعتها في التوقيع تؤلمني اكثر

تقبل فائق الاحترام والتقدير

اماني محمد ذيب
03-08-2010, 07:48 PM
سيدي المبدع
نص رائع
ولكنني اظن اننا نحن من بيدنا ان نضع عمرا افتراضيا
لأنفسنا ... فاني اظن انه على الرغم من كل شيء
يمكننا ان نبقى غصنا اخضر يافع
يزهر ويورق حبا
دمت متميزا

آمال المصري
03-08-2010, 09:36 PM
سرد شيق وتصاعد للأحداث موفقة
ونص رائع بكل مافيه
ونهاية آلمتني بشدة حيث دائما ماينسى الرجل أنه لم ولن يفلت من القحامة
سيدي الفاضل ...
أبدعت سردا
تقديري الكبير

عبدالله سليمان الطليان
05-08-2010, 06:57 AM
اماني محمد ذيب

نعم يمكننا ان نبقى غصنا اخضر يافع
يزهر ويورق حبا
هذا في حالة الصمود

تقبلي احترامي وتقديري

عبدالله سليمان الطليان
05-08-2010, 06:59 AM
الفاضلة رنيم مصطفى

اشكرك جزيل الشكر على مرورك

احترامي وتقديري

ربيحة الرفاعي
24-07-2015, 09:54 PM
ما أقساه إسقاطا يا عبد الله
عندما ينتهي عمر الماكينة الافتراضي نلقي بها ألى حيث تستثمر قطعها في ورشة ما ...
وعندما ينتهي عمر الجالسة اليها سيلقى بها معززة مكرمة إلى حيث تستعيد الرض مكوناتها لاستثمارها في نبت ما ..
ولكن
ما دامت موجودة حية فاعلة ومتفاعلة فلم يحن أوان التخلص منها بعد ... أليس كذلك
دخول موفق وسردية متناسقة التصاعد في وتيرتها نحو قفلة صدمتني ..

دمت مبدعا

عبدالله سليمان الطليان
27-07-2015, 10:23 PM
الفاضلة ربيحة الرفاعي
تموت الاشجار احيانا بعد ان يقطف ثمارها
فتحاول بجذورها البحث عن نقظة الماء بعد الاهمال
تقديري

كاملة بدارنه
28-07-2015, 09:39 AM
وكأنّ مسلسل الانحسار ذاك متوارث!
أسلوب جميل في السّرد، وقفلة مباغتة
بوركت
تقديري وتحيّتي

عبدالله سليمان الطليان
19-08-2015, 06:52 PM
الفاضلة كاملة بدارنه
اعتذر لكِ عن الرد السريع على تعلقيك
لقد شرفني مرورك تقبلي احترامي وتقديري

ناديه محمد الجابي
08-10-2015, 09:53 PM
الأشياء الثمينة تزداد قيمتها مع الأيام ..
وليس هناك أثمن من الزوجة الصالحة ، فمن المفروض
أن تلقى في كبرها مردود من الحب والحنان بقدر ما بذلت
في عمرها وتفانت في خدمة أسرتها.
أما أن تصبح مجرد شئ قديم ليس له جدوى فهذا مؤلم ومجحف.
نص قصي بأسلوب مميز وأداء أدبي جميل
وطرح هادف ومعبر وخاتمة موجعة.
سلمت يداك. :001:

عبدالله سليمان الطليان
10-10-2015, 06:53 AM
الفاضلة ناديه محمد الجابي
تقديري واحترامي